لستُ أبالغ حينما أقول لك
بقدر استيعابك لقدر الله عز وجل ...و.... قُدرته ...سُبحانه ،
سيكبر قلبك ،
و سيتسع صدرك ،
فحينما ...
يَصدُق انتماءك للامحدود
فلن يَحِد من ارتقائك
أي عارضٍ أو عائق
مهما كان عظيماً ....

خلقنا الله عز وجل في عالم فسيح المعالِم
فلِمَ تُضيقها على نفسك بنفسك ؟!!
تمسك بحبل الله....وانطلق
توكّل عليه...و حلّق
لا تجعل همومك التي لا تنتهي
تُضيّق عليك صدرك
و تأكد بأن ذات المشكلة
التي تمر بها الان
هناك من مروا بها سابقاً
و آخرون مثلك تماماً يمرون بها حالياً
لكنك ...ربما...لم تلتقيهم و لم تتعرف إليهم
بعضهم يظن أن الحياة ضده
او أنها تُعاكسه
و هي فعلياً....ليست كذلك
هي فقط...تحوي حوافزاً ...لتغييرنا
لكن هذه الحوافز ...قد تكون مؤلمة و مزعجة
لأنها إن كانت لطيفة...فلن تدفعنا للتغيير
فاستعِن بالله
و استجمع قواك
و ابدأ أول خطواتك في تغيير ما يلزمك أن تُغيره .
و بإذن الله...ستكتشف لاحقاً
أن ألمك...كان دافعك
و أن ما أصابك....أصابك لصالحك
و ستجد أن عبارة ( الحمد لله ) ...حينئذٍ
لها إيقاع أعمق و أصدق بداخلك
و إن قلتها الان....و قبل ذلك ،
فإن الله سيعينك و يقويك و يهونها عليك
لأنك رضيت بتحفيزه لك على التغير
الذي هو في نهاية المطاف
سيجعلك أجمل مما أنت عليه الان....
...فقط ...
إن أنت أحسنت الفهم
و أدركت و أيقنت أن خيرك في أقدار خالقك .....

يقولون...و قولهم صحيح
أن العلم نور
و ليس العلم
في زماننا هو ما ينقصنا
فمعظمنا يعلم ما يكفي لتستنير حياته
و مع ذلك...الاثر غائب
لأن الذي ينقصنا
هو فتح نوافذ العقول .....و..... القلوب
النور معنا ...خارجنا...من حولنا...في كل مكان يحيط بنا
لكنه ...للأسف....
على ما يبدو
لم يجد بعد.... سبيله لأعماقنا .
و الامر ليتفعّل ...لابد أن يتعمّق
سيارتك لكي تسير...بحاجة لوقود
اشتريت الوقود ....و أصبح ملكك
و وضعته في اناء خارجها ...ما أثره ؟!
لو أنك أحضرت أطناناً منه فلن تمشي ...مهما حاولت
لابُد أن تملأها به
و تجلس بداخلها و تقوم بقيادتها...لتتحرك .......

اللهم....

هيء لنا ...
من الإيمان
ما يمنحنا الأمان أينما كُنا
و من التقوى
ما يُعيننا على الإحسان مع مَحيطنا
و من الحواس
ما يرتقي بشعورنا ...و.... فكرنا
و من الجمال
ما يفوق قبح أي وارد قد يفرض نفسه علينا .....

سيبقى الأمل بالله عز وجل
و حُسنُ ظننا به
و ما يُحيطُنا به من رحماته ....و..... ألطافه
هو الأمل الذي نحيا بفضله
و هو المُعين الأول لنا على الصمود ....و..... الصبّر
و هو محور ارتكازنا الأساسي
الذي إن فقدناه ....كُسرنا و انهزمنا
و الذي إن تمسكنا به....تجاوزنا و ثبتنا

و ستبقى موجات هذه الحياة
ما بين ارتفاع ...و.... انخفاض
و صعود ...و..... هبوط
و جزرٍ ....و..... مَد
و سيكون علينا تعلم السباحة
و لا بأس من تعلم الغوص
فالنفَس الطويل مهارة لا يتعلمها الانسان بسهولة
إلا أنّ مَن يُتقنها ،
تكون مكاسبه على المدى الطويل أفضل و أكبر و أعظم
خاصة ً...
فيما يتعلق...
بنفاذ بصيرة القلب ...و..... استنارة العقل .

نسأل الله
العون و المدد و السداد و التوفيق.....

لا يوجد شيء
و لا يوجد أحد
و لا يوجَد ظرف
و لا يوجَد حدَث
نجده أمراً واقعاً ...و حاصلاً في حياتنا...و لا يكون في توقيته
إن كنتَ لاقيت أحدهم بحسبك ظنك و قد تأخر الوقت
فتأكد...
بأنه لو جاء في الوقت الأبكر
ربما لم تكُن لتراه
بل ربما كان أثر وجوده عليك في منتهى السوء
حينما يتعلق الأمر ( بالزمن ...و.... الأقدار)
فالخيرة تكون كلها فيما اختاره الله عز وجل لنا
وحده ابليس من يريدك ان تحزن و تقول...
( يا ليتني ...كذا و كذا )
فكُن أوعى من أن تقع في شراكه

و تأكد...
أن الله عز وجل
هو الذي يُقدر لنا اللقاء الذي نُسميه ( صُدفة )
ليس هناك ما يسمى صدفة...بل هو ( قدر الله )
لا يجمعنا بغيرنا إلا لسبب و فائدة
منها ما يكون على هيئة ابتلاء
و منها ما يكون على هيئة مكافأة
و في الحالتين....أنت إن وعيت...هو الرابح الأكبر .

أهم ما في أي علاقة مع أي شخص تقابله في هذه الحياة
أن تتعامل معه بما يُرضي الله ...و....بما لا يُخالف حدوده .
فان تابعتَ معه....أسعدته
و إن ابتعدتَ عنه....لم تتسبب في أذيته ......