لن ينعكس ذاك النور الذهبي
على ملامحك
إلا إن كُنتَ
تقف قبالته....أمامه....مواجهاً له
لهذا السبب هناك قِبلة
تتوجه لها في صلاتك
لأن النور الذي سيأتيك منها
لن تُشرق به قسمات وجهك فحسب
بل ستشرق به روحك
و سيُنير به جوفك
و ستتحول به
من كيان مكتوم...لكيان منتعش
من فضاء مُظلِم....لفضاء مُشرق
من وسط مغلوب على أمره....لوسط حيوي يمتلك زمام أمره .
فتخيّر وجهتك
و استشعر جمالها و جلالها ....

التراحُم أهم من الانسجام
و الانسجام أهم من المحبة
و المحبة أهم من الحقوق
و الحقوق أهم من الصدقات
و الصدقات أهم من ترف الذات

و ترف الذات عندك ...
إن كان في إسعاد جميع مَن حولك ،
فأنت....
المخلوق الذي تصعب هزيمته
صاحب الروح الاستثنائية
القادرة على دعم نفسها بنفسها بفضل ربها
التي تفيض خيراً دون أن تخشى جفافاً
و تجود دُفئاً دون أن تخشى جفاءً .
فأمثالك قِلّة
خُلِقوا
ليستوطنوا القلوب
و يخلدوا في الذاكرة ......

يؤنسك....بفنجان قهوتك
و يُبهجك.....بألوان زهرة
و يغمرك....بنور لا تدفع فواتيره
لماذا ؟!
لأنك من خلقه
فكيف ...
إن كنتَ من عباده الذين
حرصوا على طاعته
و سألوه رضاه و محبته
و أسلموا له أنفسهم و استودعوها حفظه و أمانه !!

حينما يتعلق الأمر بأحوال البشر معك ،
لك الحق
أن تتردد و تقلق
و تُبدّل و تُفاضل
ربما لو قلت كذا...سيفهمون كذا
أقول ...أو لا أقول
أقولها الان....أو لاحقاً
أو لا أقول شيئاً ...افضل
لأن البشر ...
لا يعلمون شيئاً عن النوايا
لهم ما يرون منك
و يُفسرونك بطريقتهم الخاصة بهم

...لكن...
في تعاملك مع الله عز وجل
فعلمه بما حواه قلبك
و ما يدور في عقلك
يجعلك أكثر ارتياحاً معه و في حضرته
و يجعلك أنسك به مُفضل لديك عن أنسك مع سواه .

و راقب نفسك
و ستجد أن أقربهم إليك من بين البشر
هو أكثرهم فهماً كيف تُفكّر ....و.... كيف تُفسّر .
نُحب مَن يحبنا
لكننا لن نرتاح
إلا مع مَن يفهم طريقة تفكيرنا
لأن حاجتنا للإحتواء أكبر من حاجتنا للحُب ......

سر دوام انشراح صدرك
هو دوام أسرارك المتجددة مع خالقك...

لا شيء ...
يمنحك أرقى و أعمق درجات السلام في داخلك ،
كجودة إخلاصك .

تعمل العمل الطيب
فيعلمه الناس عنك...فيرفعونك بطريقتهم و على قدرهم
و تعمل العمل الطيب
فيعلمه الله وحده عنك...فيرفعك بطريقته على قدره

و شتان ما بين
قَدرِه ...و.... رَفعه سبحانه...
و قدرِهم ....و....رفعِهم مهما اجتهدوا ...و.... أحسنوا ....و.... قدّموا .

جدد أسرارك. ..ليتجدد انشراحك......

نعبد الحق سبحانه و تعالى
و نجتهد في البحث عن الحقائق
لكنها
إن لم تتوافق مع ميولنا
تجاهلناها ...و.... أنكرناها...
و نُشجع الآخرين
على أن يكونوا صُرحاء معنا
لكن صراحتهم
قد تزعجنا منهم
إن لم تكُن على هوانا ...
يُطالبونك بالوضوح معهم
ثم ينزعجون منك
و يتهمونك بجرحهم ...
يُحزنني أن أقول
نحنُ في مجتمع
الغالب على ثقافته
" موافقون "..... " آمين "
فإذا لم تقُل أي منها
صُنفوك من " المُحبِطين" ...." الضآلين "
لذا...
فإن أفضل أحوالك معهم
ستكون ما بين
قول : نعم ....أو....التظاهر بأنّك أصمٌ ...و.... أبكَم .
بينما أشرفها مقاماً لك
هو أن تقول ما عندك من الحَق
خاصةً....إن سُئلتَ سؤالاً مباشراً عن رأيك .
و يبقى الخيارُ لك
في تقدير موقفك ...