أيها الحلم...
من أصعب الأمور التي تواجهها
أن تتقن فن الحياة
وانت لا زلت في مقتبل العمر
تجعلك تبحث في دهاليز الأمنيات
تقرأ كتاب المجهول
تطرق أبواب الفهم
تبحث عن قنديل
لم يأتي أحد ليضيئه بعد
تركه أحدهم أمام بيت مهجور....

الدُنيا ...
بقدر ما هي جميلة...
بقدر ما تحوي من الفِتَن ...و.... الإبتلاءات
و لا يمكنك المضي قُدُماً فيها و أنت
آمن و مطمئن و ثابت على قناعاتك و اعتقادك
إلا ....وأنت مُسلّح بسلاح الإيمان
إلا.....و أنت تعلم جوهر إسلامك الذي تنتمي إليه
فالآيات في سورة الكهف
من الآية 13و حتى الاية 16
هي التي عززت عندي ما ستقرأه الآن
فحين تقرأ سورة الكهف اليوم تمعّن فيها

فقد علمتني تلك الآيات ...
أن الايمان هو السلاح
الذي إن تناولته بقلبك
و اهتممت بتعزيزه
و اعنيت به ...و قوّيته
فقد أهديت َلنفسك فرصة " أن يهديك الله "
و سبحانه و تعالى حينما يهديك....فقد رحمك
و ما أغزر صور الرحمة
أحياناً...
قد يرحمنا بكلمة
أو بِفكرة
أو بخاطرة
أو بشخص
أو بموقف
أو بشعور
أو بآية
أو بصدَقة
أو بعمل صالح
فجميعها....كهوف
هُدينا إليها لأننا اجتهدنا في إيماننا .

اعتنِي بإيمان قلبك....تعثُر على كهفك...
و تبلغ مأمَنك و تضمن ثباتك....

عن أنس بن مالك قال : (كنت أمشي مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة ـ [أي جذبه جذبة قوية] حتى رأيت صفح عنق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جذبته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول)، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء ....

اللهم صل و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه أجمعين .....

حين تعي أن غِلظة الشخص الغريب عنك
لا علاقة لها بشخصك أنت
إنما بطبعه هو ....فإن
رد فعلك سيكون كرد فعل أشرف الخلق صلوات ربي و سلامه عليه .
ستلتفت...و تضحك...و تتعامل مع الموقف بلُطف
و وحده الحكيم
الذي خَبر أنواع عِدّة من طبائع البشر
هو الذي يمكنه الفرز ....و..... التّمييز .
و احمد الله دائماً
و اشكر فضله
على رقة طبعك و طيب أسلوبك
فهو رزق جاذب...مُحبب....قد حُرم منه البعض ......

كم نحنُ بحاجة
لمَن يُحسن قراءتنا
دون أن يتطفل على نوايانا

كم نحنُ بحاجة
لِمَن يُنصِف إسلامنا
دون أن يتسلّط علينا

كم نحن ُبحاجة
لمَن يركب مركبنا
قبل أن يعيب وجهتنا

و كم نحن بحاجة ماسّة
لِصُناع السلام
و مُستثمري الجمال
في هذا العالم ...

" إقرأ "
لتستبين الصواب من الخطأ
" إقرأ "
لتكتشف قيمة و قدر ما لديك
" إقرأ "
لتعرف إلى أين أنت مُتجه
" إقرأ "
لكي لا يتلاعب بك أحدهم ...فيقودك لما فيه ضياعك
" إقرأ "
و لسان حالك يا رب انفعني ....و..... أرشدني
" إقرأ "
لأن القراءة هي نافذة النور
نور القلب...و نور العقل....و نور الروح
التي فتحها لك و دَلّكَ عليها ربنا النور سبحانه .
و ابدأ بقراءة كتابك السماوي
فهو أولى الكتُب و أهمها على الاطلاق
فمسيرتك ....و.... سيرتك ...و.... مصيرك....
يعتمدون على قوة ايمانك به ....و.... امتثالك لأوامره .....

من غير اللائق
أن تكون في حضرة الجمال
ثُم تشيحُ عنه...بخاطرة سلبية لا تتوافق معه

خلق الله عز وجل لنا الجمال
لنُزيّن به ...
جوهرنا قبل ظاهرنا
و خواطرنا قبل منطِقنا

فاستثمر كل حال جميل
و عِشه ما دام متاحاً لك
و لا تُفسده
بالقلق أو الخوف
فما كان من قدرك....ستلقاه
فإن كان طيباً ،
فقد اغتنمت لحظتك ...و..... ما بعدها
و إن كان غير ذلك ،
فلن يدوم يقيناً...و بإذن الله....ستتخطاه ....