كثيراً ما أرى حديثاً عن (اللايك) أو الإعجاب
وأرى البعض يريد تقنينها أو توجيهها أو ربما فرض الوصاية عليها

وأنا أرى نظرتهم سطحية ولم يبلغوا العُمق في هذا الموضوع

أخي افعل ما شئت ودع غيرك يفعل ما يشاء
لا تحاول فرض الوصاية أو الاستبداد برأيك وتسفيه أراء الآخرين
فلكل شخص استراتيجيته التي يبني علبها هدفه من اللايك

قد يكون من باب الإعجاب بالمشاركة فعلاً .
ولعل هذا هو الهدف الذي وضع اللايك من أجله

قد يكون من باب إدخال السرور على الناس
أذكر في منتدى سابق سألت صديقاً كان يُمطر الأعضاء باللايك
فقد وضع قُرابة خمسين ألف لايك وحصل على خمسة آلاف تقريباً
سألته لماذا ؟
قال هم يفرحون بها . فأردت أن اُدخل السرور إلى قلوبهم
معنى نبيل جدا وتوظيف آخر للايك لا يعرفه كثيرٌ من الناس

قد يكون اللايك من أجل التسويق للنفس والانتشار
فلو أن عضوين اشتركا هنا في الوقت نفسه
أحدهما يتفاعل مع الأعضاء باللايك والآخر لا يفعل ..
لأصبح المتفاعل معروفاً ومحبوباً بين الأعضاء
والآخر يحتاج لوقت وجهد لإثبات الوجود والوصول لما وصل إليه الأول

قد يكون من باب المجاملة أو ربما من باب رد الجميل

وقد يكون من باب خذ وهات

وقد يكون للفت الانتباه لأمرٍ ماء

قد يكون إثبات مرور وتواجد

وأيَّا كان سببه ففيه من معاني النُيل ما فيه

تذكر أن من وضع لك لايك في مدونك مثلاً
قد أعطاك جزءاً من وقته بقراءة جهدك وتقديره
في حين أن البعض يدخل متخفياً ليتابع كل ما تكتب
ويخرج بصمت وربما لو سُئل عنك قال لا أعرفه
ولو قيل له تقرأ لمن لن يذكر اسمك
لن يُشير لك من قريب ولا من بعيد لأمرٍ يخصه
دعه وشأنه ولا تشغل نفسك به وامضِ في طريفك
المهم أن تستمر دون التفات فأنت جيد بل مؤثر

أيضاً يقولون البعض يضع لايك على صباح الخير
وهذا يحدث غالباً في المدونات ..
أخي تأكد أن من يضع لايك على صباح الخير
هدفه أن يقول لك صباح النور ..
لأنه لا يستطيع الرد عليك في المدونة إلا بهذه الطريقة

أيًّا كان الهدف من وضع اللايك فهو حرية شخصية
قد نتفق .. قد نختلف .. لكن لا نُصادر أراء الآخرين ولا نسفهها

وهناك أعضاء لم يضعوا لايك لأحدٍ أبداً .. بكيفه ..
هلا أتفق أنا معه ؟ .. لا .. لكن بكيفه .. هو حر في رأيه
نعم اللايك في نظري ( لم يوضع إلا ليوضع )
و احتفاظك باللايك كاحتفاظك برأيك لنفسك
وعدم صرفه لن يُقدم لك شيئاً بل على العكس
وقد يكون دليلا على العزلة والانطواء أو ربما أشياء أُخرى لا نعرفها
لكن لم أرَ شخصاً انتقد هؤلاء الفئة من الناس
بل النقد دائماً للطرف الآخر ..

الخلاصة
المسألة حرية شخصية .. والكل له مطلق الحرية أن يفعل باللايك ما يشاء
اتفقنا أو اختلفنا ..

وفي النهاية اللايك
بصمة لك تضعها لتعبر بها عن رأيك
أو عن شيء ما في نفسك تريد أن توصله للآخر
وسيصل .. تأكد من ذلك ..

لكن في المجمل هو أمر جيّد

والأهم أن هذا مُجرَّد رأي مُجرَّد
وليس موجهاً لأحد ولا أعني به أحد

وصباحكم طيّب

البعض ما جاته هدية
راح يذم ساعي البريد
ترى المشكلة ما هي مشكلة ساعي البريد

لا تفعل ما يوجب الاعتذار ؛ فالاعتذار انكسار


طابت جمعتكم

قال حكيم :


وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها وكمْ
تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني


وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني


وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني


جازيتُ بالطيبِ كلَّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني




قد نتفق وقد نختلف مع شاعرنا الحكيم
صاحب الخُلق النبيل
إنما هذا التعامل لا يصلح مع كل الناس
فهناك من لا يفهم الطيبة والتغافل
ولن يفهم أبدا إلا عندما يرى ضعفه
ويعرف قدره وحجمه


لا يُقدر الطيبة إلا النبلاء

بعض رسائلنا إليهم لن يفهموها اليوم
لكنهم سيدركون يوما أنها كانت بدافع الحب لهم والخوف عليهم
حتى قسوتنا كانت كذلك
عندما سيدركون ذلك سيلومون أنفسهم كثيرا
لكن للأسف ..
فقد فات الأوان




سُهيل

" ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ
يجدْ مُرّا به الماء الزلالا "