‏كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
‏والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ
‏وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
‏وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ

لَو كانَ يَنساهُمُ قَلبي نَسيتُهُمُ
لَكِنَّ قَلبي لَهُم وَاللَهِ قَد أَلِفا

‏يا راحلاً، وجميل الصَّبر يتبعه
‏هل من سبيل إلي لقياك يتَّفقُ؟!

‏ما أنصفتك جفوني وهي داميةٌ
‏ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ!

‏"للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ
‏مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ

‏ربّـاهُ لولاكَ لا سندٌ و لا أحدٌ
‏فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللهُ"

لا تبتئس إنّي معَك
‏ولقد أتيت لأسمعَكْ
‏هذي يدي أمسك بها
‏جاءت لتمحوَ أدمُعَك
‏أسند برأسك هاهُنا
‏وانسَ الذي قد أوجعَك

مَشرِقُ الشَّمْسِ بَعيدٌ إنَّما
مَشرِقُ البَسْمَةِ في كُلِّ فَمِ

فأَنِيروا مُهجةَ اللُّقْيا…بِها
وامْسَحوا عنها غُبارَ الأَلَمِ

‎

‏”ألا إِنَّ عين المرءِ عنوانُ قلبهِ
‏تُخبِّرُ عنْ أسرارهِ شاءَ أمْ أبى.”

لي صاحبٌ عَذْبُ المودةِ صادقٌ
‏تتغيَّرُ الدنيا ولا يَتغيَّرُ

‏ما كانَ في دنيايَ إلا غَيمةً
‏تَحنو عليّ بظِلِّها أو تُمْطِرُ

‏يُعطي ولا يَرجو العطاءَ وغيرُهُ
‏يُعطيكَ لكنْ ما يُؤَمِّلُ أَكثرُ

‏كلُّ الذينَ صَحِبتُهمْ مِن بَعدِهِ
‏ثَبَتُوا وفي نِصفِ الطريقِ تَعثَّروا

‏فَدَعِ الهَوى أَو مُت بِدائِكَ إِنَّ مِن
‏شَأنِ المُتَيَّمِ أَن يَموتَ بِدائِهِ


البحتري

وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى
تَضيقُ ذِراعي أَن أَقومَ فَأَلبِسا

أمسكْ فؤادكَ فالقلوبُ مدائنٌ
‏ما كلّ من سكنَ الفؤادَ سيمكثُ

‏إنّ المدائنَ قد تُغير بأهلها
‏يا قوم هل يشقى الفؤادُ تحدّثوا ؟

‏يا من كتمتَ الحبّ مهلكَ دُلّني
‏إن ماتَ قلبكَ بالحنينِ أيُبعثُ؟

‏"يا فالقَ الإصباحِ هلّا نظرةً
‏تروي بها ظمأ القلوبِ وتغسل
‏ارحم ضعيفا بات يشكو ذنبهُ
‏ولغير عفوك لا يرومُ ويسألُ"

مني لك الخطوات تجري شفيقة
تركض ورا مقفي بكفة يلوحي

كلُّ الأماني على الرزّاق هينةٌ
‏ فارفع يديكَ فإن الواهبَ اللهُ

مُضيئة الوجهِ يَكفي نور جَبهتها
‏أنْ يَطرد اللّيل من بُصرى لبغدادِ

‏أنا التي كادتِ الأيامُ تكسِرُني
‏لكنَّ صَـبري على الأيامِ غـلّابُ

مالي أرى ليلي مثل نهاريا
صافي ولا يصفُ لي راضيا

لا فرق بين الملح طعمًا
ولا كرع ماءٍ فيها حاليا

أواهُ من سقم النفوسِ
أذا أعتلى قلبي خاليا

والناسُ يالقـمانُ أن
نبأتهم بالهمِ كُنت الأسيا

في كل أمرٍ لا تجزعنا
واللهُ خيرٌ من كل عاليا

a.m.a.h

إِنَّ المُحِبِّينَ قَوْمٌ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ
وَسْمٌ مِنَ الحُبِّ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَد

لا تيأسنَّ من الدعاءِ وزِدْ به؛
‏إنَّ الذي فطرَ السماءَ يُجيبُ..

"أودعتُ أحلامي زُجاجات الرضا
أسكنتُها بحرَ الدُعاءِ فأبحرت
إن شاء ربّي أن تعودَ لضفّتي
أو ربّما هي خيرةٌ إن غادرت"

‏تبسّم فالهمومُ لها انقضاءُ
‏وفي مولاكَ ما خابَ الرّجاءُ

نَجدُ الإجابَة حِينَ نَنسَى الأسئِلَة
لا تَسألِي المذهُول عَمّا أذهَله
بالأمسِ مَرّ عَلى المَدينةِ لَم يَجد
وجهًا بِلا حُزنٍ لكَي يتَأمله
سَألتهُ سيدةٌ بآخر دَمعةٍ
مِن أينَ يأتِي الحُزنَ حتى أقتُلَه
من عَاش يحتمِلُ الحيَاة كَـ محنَةٍ
أبتِ الحياةُ عليهِ أن تتَحمّله

ومَنْ لُبُّهُ مَع غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ
‏ومَنْ سِرّهُ في جَفْنِهِ كيفَ يُكتَمُ

‏ولمّا التَقَيْنا والنّوَى ورَقيبُنا
‏غَفُولانِ عَنّا ظِلْتُ أبكي وتَبسِمُ

‏فلَمْ أرَ بَدراً ضاحِكاً قبلَ وجْهِها
‏ولم تَرَ قَبْلي مَيّتاً يَتَكَلّـــمُ

آمالُ قلبي لن تموتَ من الظما
‏فاللهُ مِن فوقِ السما يسقيها

‏إنَّ الذي قد أحزنك، قد علّمك:
‏أنَّ الحياة مراحلٌ .. ما أعجلك!

.

لا يكتمُ السرَّ إلاّ من لَهُ شرفٌ
‏والسرُّ عِندَ كِرامِ النَّاسِ مكتومُ

‏السرُّ عندي في بيتٍ له غَلَقٌ
‏ضلّت مفاتيحهُ والبابُ مردومُ

‏.

‏قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه
‏وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ

‏وربَّما فات قومًا بعضُ أمرِهمُ
‏مِن التَّأنِّي وكان الحزمُ لو عجلوا

"يا من قَضَيْتَ الليلَ تلتَحِفُ الأسى
‏صبراً فحُزنُكَ لن يطولَ مداهُ

‏ما دامَ فوقَ العرشِ ربٌّ قادرٌ
‏سبحانهُ يكفيكَ ما تخشاهُ

دارت كؤوس الحُب ِّ للعشــــاق
........فالقلبُ نارُُ والعيون سواقــي

كلُُّ على ليلاه أضــــــناه الهوى
.........وأنا الهوى بمحمدٍ تريـــــــاقي

إن مر طيفُ مُحمدٍ في خاطري
........هاجت بِحارُ الحُبِّ في أعماقي

شوق إلى ذكر الحبيـــب يَهُزُّني
.......... فلتســقني من كأسه يا ســــاقِي

اللّهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون

ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا

‏ولا خيرَ فيمن غَيَّرَ البُعْدُ قلبَه
‏ولا في وِدادٍ غَيَّرتْه العَوامِلُ

.


مَلَأتُ مِن حُسنِها عَينِي فَمَا نَظَرَتْ
‏مِن بَعدِ رؤيـتِهَا يــومًا إلىٰ أحَــدِ

‏وَأغرِسُ في مَحَبتِكَ الأمانِي
‏فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي !!

تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
‏ستعجبُ إن بدى لك كيف كانت
‏فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
‏فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ
‏وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
‏أرادَ الله لُقياها فحانت
‏وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
‏برغم قساوةِ الأيام لانتْ
‏هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
‏فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ

ً
ً
يسير الحب اجمل من كثيره
وبعض القطر انفع من غزيره


متأمل ..

ِ

لا حزن يدوم ولا سرور
ولا بوس ولا رخاء

‏جاءَ الشِّتاءُ بِغَيْمِهِ مُتَحَجِّبا
أهلاً بِسُلْطَانِ الفُصُولِ ومَرْحَبا

للعلم ما احبه