تراتيل قوس مطر صامت ،،
ارتدت وجه الأماني بخيال صاخب ،،
أجزم أيها الوطن بأن الروح التي تقطن بدا خلنا لا تهرم ،،
وأنها تعشق مدار الجنون وإن كان في زمن لا يلتقي مع زمننا،،
في العشق نعشق التضاد ،،
في العشق لا نغلق النوافذ ولا نعترف بوطن الفصول فنوافذنا تكرر صلواتها كل حين،،مع مآذن الشوق والحنين ولا تكتفي !!

*

أخذتني في متاهات عن ذاتي ،وهي مني وجود،،
عجبا لأعمارنا كيف تمضي ؟!
من أنت ؟!
أنا على الورق هوية ،،وفي الحياة جسد ،،
وفي الوجود ،،شخص ما،،
ولكن بداخلي ماهو أكبر وأعمق من هوية وجسد،،
هناك قبر،، سيزول معه الإسم والجسد ،،ويفنى مع الزمن سجله،،

سيدنو مني طيفك ذات يوم ،،ويخطف مني أحلامي الآمنة ،،سيأخذها بيده على رصيف الحنين يوقظ صمت القناديل النائمة ،،
سيمضي ويجمع في سلال الوجد جميع الإختصارات الكاذبة ،،
يطلي أبواب الغياب بأنفاس.الشوق وسيمنح جميع المساءات صوته ،

.
.

*

مدينتي*..

في قلب مدينتي يغتال الكلام ..
يمتشط الصمت طرقات الحنين ويتعقب ظلال الشوق*
في حدائق مدينتي تبكي أزهار الياسمين ولا تقام صلاة للضوء ..!!
في مدينتي تركل أوراق العشق وتنتعل الرياح سباتنا حتى لاتزورنا الأحلام خلسة ..،،
.
.

،
لم نستمد أنفاسنا يوما من الغيم ،،
ولم نتلو الخيبة والخذلان كفرض ثامن مع الأيام*
ولم تمتهن أصابع يدنا حين لقاء الأكف بالإمساك بحجم الرحيل بينها ،،



بل اعتادت عند لقاء الشوق أن تعزف في الهواء الحلم ،وترسمه على الورق ،،
ثمرة ندية نبضها يصعد فوق سماء الأمل ،،*
وحين سقوطها سهم في وتينها،،
يغرس أنياب نزفها في أرض شحب اخضرارها،،



أين تلك الفصول التي رأينا تعاقبها في الشوق ،،؟!
جميعها ربيع ،، حين تلاحم ،،
وجميعها خريف حين يباغتنا الحنين ،،
عشقنا الليل في سكونه وعدد احصاء نجومه
،،ولكنه لص يسرق البريق من سكون عباءة المقل ،،
وبمشك الصمت يؤرجحنا بين رمق الماضي وركام الحاضر ،
،
،



نحن السجناء في سجن عتيق منذ ولادة فتنة الضوء ،،
منذ أبى النهر أن يوقف جريان شوقه في الوريد ،،
نحن الأمل المصلوب على جذع الحنين ،،
نحن من نواري الضعف في مدافن السنين ،
نحن من أشعل جذوة الأشواق في منابر السماء ،،
نحن من قال للحلم كن في زمن الغياب وليد،،
والعمر في قتلك مديد ،،
،
،



نحن من فقد البصر والبصر في عرشه شاخص*
يلوك اعوجاج خطانا،،
برفرفة من الهدب ،،
وبصمم من الأذن،،
وبتأتأة من الروح .
، ،
،
،

.
.



أنا هنا ...على ذمة غناء الليل ..وتقبيل النهار لدمعه..

أنا هنا*

على ذمة حضور الظلال ..
وقسم أخوة الشوق والحنين في أحضانه*


أنا هنا*

بين طيات دفتري ورائحة الفرح في زمنك ..
بين مايشبهك ومايشبهني*
بين تشابه الغياب والموت*

بين ثقوب الناي وأنفاس حزنه*
بين بكاء ضباب وقهقهة سراب*

بين ريشة طاوس وشوك الورد*
بين همسة حقل وتآكل عقل*

بين شهقة سماء وقبضة نسيان*

أنا هنا ياعزيز الروح في لب العذاب*
اقضم شوك الجمر من رئات التعب ومدارات الفراغ ..

فارهة ظلمتي وضعيفة مدينتي ...

يدكها الخوف الموحش ...
كل شيء في قلبي يفقد بصيص نوره*

الأحلام ...الفرح ..
ابحث عن فجوات للسماء بل أصوات منها تبتاع لي الضوء الهارب من عين الأمل ..

كل شيء ياعزيز الروح مفقود*
قلبي حمل جثمان بياضه على كتفي النسيان*
لم يعد يقبل القسمة مع الغد ولم يعد يعشق وفاء الأمس ..
بل خان الضوء في ربيع الإنتظار ..

أنا هنا*

على صدر الغياب ووبين محاجر الفصول*

بين رحمة جنون وعنفوان تيه*

تحت مظلات الأحلام العالقة في ثريات الشفق*

بين حناجر العصافير البائسة وأجنحة الوعود*

بين بهو الحزن ورتابة الصمت ..

بين نواجذ وجع وكسر ..

أنا هنا ..

بين حقيقة أمس لن يعود وبين حلم عشق ثياب الغد المندس في أجندة الأيام !!.
.
.