منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-23-15, 04:45 PM   #97
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




وقالت روث:

" حسنا يا بول... يبدو أنك لست سعيدا برؤيتي".
ضم بول قبضتيه ورد عليها نافذ الصبر:
" لا تكوني مضحكة يا روث, لقد عدت بدون أعلامي".
هزت روث رأسها وقالت ساخرة:
" هذا واضح...".
وقطب بول جبينه , وعندما أحست روث أنها تمادت أكثر مما ينبغي سارت نحوه وهي تقول:
" لا تقلق يا حبيبي , أن روث تثق فيك".
حاول بول أن يخفي شعوره بالضيق من لمستها وسألها:
" هل حضر أبواك معك؟".
" نعم, وذهبا الى الفندق , والواقع أنني أردت أن أفاجئك يا حبيبي".
هز بول كتفيه وقال:
"لقد فاجأتني بالتأكيد, في أية حال هل قمت برحلة طيبة ؟".
وبدأت روث تحدثه عن رحلتها , وحاول بول أن يركز... ها هي ذي روث خطيبته , الفتاة التي قرر أن يتزوجها , لماذا بدت الفكرة كئيبة الآن؟ لماذا شعر بالضيق والتوتر بينما أراد أن يكون طبيعيا؟ عليه أن يشرح الموقف لروث, ويخبرها أن كارن كانت غاضبة , وأنها شعرت بالأهانة , وأن كل ما قالته كان مجرد تحد ولكن الكلمات لم تسعفه, أفكاره لا تزال مع كارن! وتذكر منظرها قبل أن تنصرف , لقد بدت ضائعة ضعيفة , بدون أحد يدافع عنها رغم كلماتها الشجاعة , تصرفت على نحو متهور مستقل , ومع ذلك كان متأكدا من أنها لم تكن تشعر بأنها قوية ولا مستقلة , لقد بدأت كلماتها تعني شيئا له , ووجد نفسه يميل الى تصديقها في كل شيء . زكان هذا وحده كافيا لأزعاجه , اذا كانت تقول الصدق , واذا كان مارتن كاذبا , فمعنى هذا أن الأحتمالات هائلة اذن.
وعندما نظر الى وجه خطيبته القلق تساءل لأول مرة , ترى هل يستطيع أن يعيش مع أمرأة أخرى قبل أن يتزوج كارن كان يعجب بالنساء من الناحية الشكلية فقط, وليس من الناحية الذهنية , وكان لا يزال يلملم جراحه عندما دخلت روث حياته, وتصور أنها تستطيع أخراجه من عزلته , أما الآن فبدأ يشك في قدرة روث على أمداده بما يحتاج اليه من سعادة وراحة, كان زواجه من كارن بهيجا مريحا ,,, كارن... كارن... كارن... ذهنه يطن بذكراها , فيئس من أبعادها عن فكره, لو أنها لم تظهر من جديد في حياته لتزوج روث وعاش معها هادئا بدون هذا العذاب, أما الآن فأن فكرة الزواج من روث لم تعد تروق له.
وروعه التغير الذي طرأ على ذهنه , الواقع أن كارن هي التي أثارت كل هذا , هي التي جعلته يضيق ببيئته التي اختارها وزوجته التي أنتقاها , كارن أكثر من مجرد زوجة وربة بيت .... وقد تركته محطما.
وأدرك أن روث تحدق فيه بضيق فبدا بعيدا عنها بأفكاره وأستطاعت من تعبي وجهه معرفة أنه لم يستمع الى كلمة واحدة مما قالت, وسألته محاولة أن تبدو هادئة رغم أن الغضب كان يمزقها أربا :
" ما الذي تفكر فيه يا حبيبي؟".
جمع بول شتات أفكاره:
" آسف يا روث... ماذا كنت تقولين؟".
" كنت أسألك ماذا ستفعل بخصوص ساندرا؟".
قطب بول وجهه, ففي خضم أفكاره المؤلمة نسي كل شيء تقريبا عن مشكلة ساندرا وسيمون , وتمتم قائلا:
" عن أذنك لحظة يا روث... أريد أن أجري محادثة تلفونية".
جلس لويس مارتن أمام مكتبه يحملق بلا أهتمام في التصميم الموضوع على المكتب , لقد فقد أهتمامه بعمله مؤخرا , وتركزت أفكاره على كارن وبول , الواقع أنه ساعد كارن على الطلاق لأسباب شخصية بحتة, فقد أعجب بها كثيرا ورغم أن علاقتهما ظلت علاقة عمل , الا أنه كان مقتنعا بأنه لن يمر وقت طويل حتى تدرك أنه سيكون زوجا طيبا لها.
زوجته الأولى أمرأة باردة بلا مشاعر , وشعر بالراحة عندما ماتت , وحين قابل كارن الجذابة المليئة بالحيوية , أسرته فورا وقرر أن يتزوجها , ولذلك شعر بعذاب أليم خلال الأسابيع القليلة الماضية , وعندما علم أنها تلتقي ببول ثانية, اضطربت عواطفه ووجد نفسه ينزوي في عزلة كئيبة, وضايقه أكثر أنه وجد بول وكارن في الشقة , الشقة نفسها التي استأجرتها كارن منه ... وبدون أن يفكر أن كارن لا تدين له بشيء , بدأ يعتبر موقفها نحوه موقف خيانة , بل شعر وكأنه زوج مخدوع ! لم يحاول أن يتوقف ويفكر في غرابة هذا الوضع, ولكنه أدرك مؤخرا أن كارن غيرت موقفها اتجاهه , فلم تعد تلجأ اليه لتطلب النصيحة , ولم تعد تدعوه لزيارتها في شقتها كما تعودت أن تفعل في الماضي ... كان غيورا بطريقة عنيفة مؤلمة . أما أن كارن تعمدت أن تغيظه أما أنها لم تكن تدري أو تعبأ بمشاعره , وبذهنه المشوش تصور أنها تتعمد أغاظته!
وعندما رن جرس التلفون رفع السماعة بلهفة , من يدري لعل المتحدث كارن! وسمع صوتا نسائيا يقول بلهجة أميركية:
" هل أنت السيد لويس مارتن؟".
"نعم, هل أستطيع مساعدتك؟".
" ربما يستطيع كل منا مساعدة الآخر . أنا روث ديلاني , هل هذا يكفي؟".
" ماذا تريدين؟".
" عندي أخبار لن تسرك , لقد فسخ بول خطبته لي هذا الصباح , هل يهمك هذا؟".
شعر لويس بقلبه يخفق بشدة , ما معنى أن يفسخ بول خطبته؟ لا يوجد الا سبب واحد لهذا....
وقال:
" يهمني جدا يا آنسة ديلاني , هل نستطيع أن نتقابل لتناول الغداء مثلا؟".
ردت بسرعة:
" أذا شئت, أين؟".
حدد لويس الوقت والمطعم... لقد فهم بوضوح لماذا أتصلت به روث , كانت لها مصلحة في ذلك, فهي تريد بول, وتعرف أن لويس هو الذي أتهمه بول بالخيانة مع كارن في قضية الطلاق , معنى هذا أنه و روث كانا في وضعين متشابهين , ويمكن أن يساعد كل منهما الآخر!
ومع ذلك أخذ يفكر... ما الذي يستطيع أن يفعله اذا رفضت كارن الزواج منه؟
وشعر بحرارته ترتفع, فمشاعره نحو كارن أشبه بنار تحترق في عروقه وتكاد تقضي عليه , لا بد أن يواجهها ... لا يستطيع أن يستمر هكذا الى ما لا نهاية.
ونهض من مكانه وسار نحو النافذة , وعندما نظر الى الشارع شعر برغبة قوية لفتح الشباك والقفز منه ! ما هذا الجنون الذي انتابه ؟ لماذا لم تظل حياته سائرة كما كانت , فتأتي كارن الى المكتب بانتظام , ويجدها في شقتها كلما أراد أن يتصل بها تلفونيا , كانت لعبة سباق مع الزمن, ولم يعد يرغب في الأستمرار , وأشعل سيكارة بأصابع مرتجفة , لم يكن يحلم أنه سيحب أمرأة الى هذا الحد . أما الآن وبعد أن أحب كارن فعلا فقد بدأ يشعر بالغثيان ! لا بد أن يقابل هذه المرأة روث ويوضح لها وضعه أيضا , لا بد أن تعرف أنه يريد كارن بأي ثمن , ثم... بعد ذلك... لا بد أن يقابل كارن نفسها, قبل أن يفوت الأوان


 


قديم 09-23-15, 04:46 PM   #98
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




7- المخربة الحمقاء

في الساعة الثانية عشرة اتصل بول بكارن, كانت تحاول عبثا قراءة مجلة نسائية في غرفة الجلوس في منزل أمها عندما رن جرس التلفون , ورفعت السماعة وسمعت بول يقول:
" ساندرا موجودة في برايتون , أعطاني سيمون العنوان , أنه في حالة يرثى لها, تلقى منها رسالة بالبريد توضح كل شيء . ولا يبدو أن لديه أية ميول عاطفية في الوقت الحاضر".
تنهدت كارن بارتياح , ونقلت الخبر الى أمها فانفجرت بالبكاء , وقالت كارن:
" شكرا جزيلا على كل شيء يا بول ".
" حسنا يا كارن ... أخبرني آرون برنارد بأنه يريد الحضور..."..
قاطعته قائلة:
" ليس الآن".
ورد بول برقة قائلا:
" بل الآن . أنه يريد الحضور في حوالي الساعة الثانية , وبعد أن ينصرف , سآخذك أنت وأمك الى برايتون اتحضرا ساندرا".
ذهلت كارن... لقد توقعت أن تذهب وحدها الى برايتون لأحضار ساندرا فصاحت متساءلة:
" ولكن... ماذا عن روث؟".
" سوف أتصرف مع روث, هل يناسبك هذا؟".
ردت كارن بلهفة:
" بالطبع... متى أراك أذن؟".
" سأحضر مع آرون".
ثم وضع السماعة.
وتساءلت , لم يبد غاضبا كما توقعت , ولم تفهم الوضع , كان غاضبا عندما غادرت الشقة في الصباح, لعله ناقش الأمر كله مع روث , أو لعل روث ستأتي معه الى برايتون.
وسألتها مادلين:
" هل سنذهب أنا وأنت لأحضار ساندرا؟".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" لقد أقترح بول أن يأتي معنا".
" الحمد لله , فقد تحدث مشادة بيننا وبين ساندرا وترفض الحضور , ولكن هذا لن يحدث في وجود بول".
قال كارن بتصميم:
" أن في استطاعة بول السيطرة على ساندرا , ونحن نعرف ذلك, حسنا, سأنصرف الآن يا أمي وسنمر عليك في حوالي الساعة الثالثة, هل توافقين؟".
" أوافق يا عزيزتي , وشكرا على كل ما فعلته".
ردت كارن بلهجة جافة وهي تفتح الباب الأمامي :
" لا داعي للشكر".
كانت لا تريد أمتنانا , بل أمانا فقدته في عالمها الصغير, ألم تحطم حياتها بنفسها منذ سنوات ؟ ما قيمة الوظيفة والحياة المستقلة الآن.
وأعدت كارن لنفسها وجبة بسيطة بدلا من الغداء , وارتدت حلة صوفية أرزت قوامها الرشيق , كانت تبدو طويلة نحيلة حلوة, وأسعدها هذا فقد أرادت أن تبدو جميلة في نظر بول , حتى لو كانت روث في صحبته , وعندما رن جرس التلفون تصورت أن المتحدث بول , فأمسكت بالسماعة وقالت:
" أنا كارن , هل حدث سوء؟".
واذا بصوت لويس يجيبها:
" لماذا يحدث أي سوء؟ كنت أحاول الأتصال بك طوال نصف ساعة".
ضاقت بلهجته المتسلطة وقالت:
" كنت في الحمام , وقد خرجت هذا الصباح , لأن ساندرا تورطت في متاعب جديدة".
تساءل لويس بشيء من الدهشة:
" صحيح؟ لا بد أنك اضطررت للأتصال بفريزر ثانية".
" نعم , وكيف عرفت؟".
" لقد تكهنت , جمعت أثنين وكان الحاصل أربعة".
" أوه, ماذا تريد يا لويس؟".
" أريد أن أقابلك".
" لماذا؟".
"لماذا؟ من أجل التصميمات الجديدة طبعا".
عضت كارن شفتها, هاهي تلاحظ شيئا ما في سلوك لويس ولا تستطيع تحديده بالضبط, ما الذي تستطيع قوله؟ أنه رئيسها وهي تعمل في شركته... لا تريد رؤيته ولكن ما الذي تستطيع فعله؟ لعل الوقت قد حان لتخبره بأنها ستترك العمل في شركته , وسألته وهي تتذكر أنها ستكون مشغولة طوال اليوم:
" هل أراك غدا؟".
" ولم لا أراك الليلة؟ هل لديك موعد؟".
وفكرت, أليس من الأفضل أن تراه وتنهي الموضوع, ووافقت رغما عنها , وقالت :
" وهو كذلك... هل تأتي الى هنا؟".
" لا ... أريدك أن تأتي الى المكتب , وأستطيع شرح خططي هناك".
وفكرت كارن... أن مقابلته في المكتب ستجعل اللقاء مجرد مقابلة عمل , فقالت:
" حسنا . متى؟".
" في السابعة , هل يلائمك هذا؟".
حسبت كارن في ذهنها المدة التي سوف تستغرقها في الذهاب الى برايتون والعودة , ثم قالت:
" أجعلها في السابعة والنصف".
"حسنا الى اللقاء".
ووضعت سماعتها , وتمنت لو أنه لم يتحدث اليها اليوم بالذات , وشعرت برجفة تسري في جسمها , كان صوت لويس غريبا , باردا, ومع ذلك لحوحا, تنهدت... لعل الخيال هو الذي صور لها أشياء غريبة... وسمعت طرقا على الباب فنسيت خوفها , وذهبت لتفتحه , ووجدت بول ومعه رجل في منتصف العمر, وأيقنت أنه آرون برنارد, وابتسم بول وهو يدخل مع رفيقه ويقدمه لها, وابتسم برنارد وهو ساهم فقد كانت عيناه تبحثان عن اللوحات التي جاء لمشاهدتها , وقال له بول:
" تستطيع أن تشاهد الرسوم على مهل, لأنني أريد التحدث مع كارن".
وخرج بول وكارن من غرفة الجلوس , وسألها:
" هل قلت لأمك كل شيء؟".
فأومأت برأسها , وعندما سألته عن المكان الذي تقيم فيه ساندرا قال:
" في منزل ريفي قريب من برايتون , لقد قال سيمون أنهما تعودا الذهاب الى هناك".
ثم سألها قائلا:
" هل أنت عصبية؟ أقصد أن آرون سيحكم على لوحاتك؟".
أجابت بقلق:
" طبعا. أريد معرفة قراره , ومع ذلك أخشى سماعه".
وتنهدت... الواقع أن شعورها نحو لوحاتها لم يعد هاما , اذا قورن بمقابلاتها مع بول, ومع ذلك قالت:
" أنني أشعر بسعادة كبيرة, ولكن قلقي على ساندرا هو الشيء الوحيد الذي يحطم سعادتي".
أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة , من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".



أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة, من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".
ثم أستدار وفتح الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس , ووقفت كارن وحدها قليلا في المطبخ , وأخذت تفكر, ترى ما الذي يدور في ذهن بول ؟ الواقع أنه لم يشر بأية كلمة الى المهزلة التي حدثت هذا الصباح , كما أنه لم يذكر روث, وعندما تذكرت محادثة لويس التلفونية الغريبة وعدم أكتراث بول بروث الآن , تصورت أن العالم أختل توازنه ... أن الأنسان هو الذي يصنع الأشياء , ولعل قلقها على ساندرا وأشتياقها الى بول أشاعا الحزن في نفسها, وهدأت من روعها وسارت الى غرفة الجلوس, كان بول وآرون يتحدثان سويا, ونظرا اليها عندما دخلت, فقالت وهي تحاول أن ترسم أبتسامة مرحة على وجهها:
" والآن, يا ساددتي , هل وصلتما الى قرار؟".
ابتسم آرون مشجعا وقال:
" نعم, ويسعدني أن أقول أن اللوحات أعجبتني, وأعتقد أنك أذا مضيت في طريقك على هذا النحو فستصبحين رسامة ممتازة ! واذا أستطعت رسم صور أخرى قبل الخريف , فأنني مستعد لعرضها في قاعة العرض الخاصة في شهر أكتوبر (تشرين الأول)".
شعرت كارن أن ذهنها قد تشتت تماما , فسألت بول:
" بول... لا أظن أنك تسخر مني؟".
هز بول رأسه مغتبطا. وابتسم آرون سعيدا, وأخيرا قال آرون:
" أنني سعيد جدا بهذه اللوحات... منذ متى ترسمين؟".
أجابت كارن بضعف وهي تنظر الى بول :
" منذ حوالي سنتين منذ هاتين السنتين اللتين كانتا طويلتين جدا".
وقال آرون:
" مدهش, أذا صدق رأيي فستجدين نفسك متفرغة لرسومك خلال عامين , هذا اذا أردت أن تتركي وظيفتك الحالية".
قالت كارن:
" رائع!".
وقال آرون مبتسما:
" أذن تعالي لمقابلتي في الأسبوع المقبل, هل تستطيعين الحضور يوم الأربعاء في الساعة الثانية عشرة في قاعة عرضي؟".
" مدهش ... أنني لا أستطيع التعبير عن شكري يا سيد برنارد".
" أنني رجل أعمال يا آنسة ستاسي , ولو كنت رساما, وأعنقد أن لوحاتك مريحة جدا , والسوق مزدهرة في الوقت الحاضر".
وانصرف آرون, والتفتت كارن الى بول وقالت وهي تبتسم :
" أنه لطيف جدا, أليس كذلك؟ شكرا يا بول ".
هز بول كتفيه وقال يداعبها:
" حسنا... ستكونين كارن ستاسي الفنانة!".
وترددت كارن لحظة ثم جرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه , والدموع تسيل على خديها وقالت:
" بول ماذا أستطيع أن أقول أو أفعل؟".
رد بول باقتضاب:
" كوني ناجحة فقط!".
ثم أبتعد عنها بلطف , ولم تفهم كارن... ولكنها شعرت بأصابع الوحدة الباردة تلمس قلبها ثانية, وتمتمت قائلة:
"هيا بنا... لا بد أن أمي تنتظرنا في قلق".
ووصلا الى منزل مادلين, وكانت واقفة أمام الباب , واتسعت عيناها في أنبهار وهي تجلس في السيارة الفارهة , كانت تحلم دائما بحياة رغيدة , أما كارن فقد شعرت بالسيادة وهي قريبة من بول, وقطعت أمها الصمت عندما سألت:
" في أي فندق تقيم ساندرا؟".
" في مكان أسمه بارن باول, وهو أقرب الى حانة منه الى فندق!".
صاحت مادلين:
" أوه... بول... هل تقيم ساندرا في مكان كهذا؟".
قال بول وهو ينظر الى كارن:
" كان سيمون يأخذ صديقاته الى هناك!".
قالت مادلين مستنكرة:
" لماذا يتصرف سيمون بمثل هذه الحماقة وهو رجل متزوج؟".
" لا تسألينني , فلست حارسه بقدر ما أنت حارسة ساندرا".
شعرت مادلين بالأهانة , وأخرجت كارن علبة سكائرها وأشعلت سيكارتين , وقدمت واحدة لبول, وأخذها بطريقة طبيعية كما كان يفعل دائما , كانت عادة مفضلة من سالف الأيام!
وأستغرقت الرحلة الى بارن باول حوالي ساعة, كانت الرياح عاصفة والجو باردا , ودخلوا المبنى من باب منخفض , واضطر بول الى أن يحني طهره , حتى يستطيع أن يمر منه , وظهرت أمرأة متقدمة في السن في مكتب الأستقبال وسألتهم:
" هل أستطيع أن أقدم لكم أية خدمة؟".
قال بول:
" أننا نبحث عن فتاة أسمها ساندرا ستاسي , وأعتقد أنها تقيم هنا".
بدت الدهشة على وجه المرأة وأجابت في أدب:
" لا توجد هنا فتاة بهذا الأسم".
ولم ينزعج بول وعاد يسألها:
" هل جاءت الى هنا فتاة شابة الليلة الماضية أو هذا الصباح؟".
ضاقت عينا المرأة وقالت:
" لقد جاءت فتاة وقالت أن أسمها الآنسة نيكولسون".
شهقت مادلين بصوت مسموع , وقالت المرأة وقد أنتابها الشك:
" هل هي في ورطة أم أنكم أصدقاؤها؟".
أجاب بول:
" أنها ليست في ورطة , هذه هي أمها وهذه أختها , وقد هربت من المنزل أمس وحضرنا لنأخذها!".
بدا الأرتياح على وجه المرأة , وسألتها مادلين في قلق:
"هل هي هنا, يجب أن أراها".
" نعم, أنها في غرفتها , سأذهب لأخبرها بوصولكم".
وقال بول:
" لا تزعجي نفسك أرجوك, فقط أرشدي أمها الى غرفتها لأنني أعتقد أنها تود أن تراها وحدها لدقيقة".
عبست المرأة وهزت كتفيها وقالت:
" حسنا, هل أفهم من هذا أن الآنسة نيكولسون ستدفع حسابها اليوم أيضا؟".
عض بول شفته وقال:
" لماذا؟".
" لقد غيَرت ملاءات السرير وأعددت وجبة خاصة".
" نستطيع أن نسوي هذا الأمر".
وهنا أبتسمت المرأة في أرتياح.
وتضايقت كارن من أستهتار أمها وعدم مراعاتها للناحية المالية, كانت متلهفة فقط على العثور على ساندرا , ستقول لها بالطبع أنها حمقاء , ثم تسامحها!




وقادت المرأة مادلين الى غرفة ساندرا, ثم عادت الى مكتب الأستقبال وـخذت تتحدث مع بول, وراحت كارن تتجول في غرفة الجلوس , وبعد قليل لحق بها بول وهو يعيد محفظة نقوده الى جيبه , واحمر وجهها خجلا, ولكنها حاولت أن تبتسم وقالت:
" أنه مكان لطيف".
رد بول بعنف:
" سيكون ألطف عندما نتركه وراءنا, وسوف نعود فورا الى لندن والى طبيب أعرفه".
" طبيب لساندرا؟".
" طبعا, أريد حل هذا اللغز, أنا شخصيا لا أعتقد أن ساندرا حامل, قد يكون هذا صحيحا بالطبع, ولكننا نستطيع التأكد بعد أن يفحصها ".
ضمت ساندرا يديها وقالت:
" أرجو أن تكون قد أختلقت القصة , رغم أن هذا شيء فظيع, ولكنه سوف يريحنا".
ابتسم بوب فجأة وكانت عيناه دافئتين وقال:
" نعم... واذا أتضح أن المسألة كلها كذب فسيكون لي كلام عنيف مع الآنسة ساندرا".
وارتجفت كارن وتدثرت بمعطفها , كان بول يبدو قويا مليئا بالحيوية في معطفه السميك وحلته القاتمة, بينما شعرت كارن بالضعف والضياع , ليتها تجرؤ وتبوح له بمشاعرها , ترى ماذا يقول عندئذ؟ هل سيذكرها بالتزاماته الأخرى, وبأن موعد زفافه يقترب بسرعة , وسألته فجأة:
" أخبرني , هل تناولت الغداء مع روث؟".
"لقد تناولت روث الغداء مع والديها , لماذا؟".
" كنت أتساءل اذا كانت قد أعترضت على حضورك معنا الى هنا".
نظر اليها بول مليا ثم قال:
"لا ... لم تعترض... أن رأي روث لا يهمني الآن!".
رددت كارن عبارته: لا يهمك! ولم تستطع أن تمنع قلبها من أن يقفز , وحملق بول في وجهها وشعرت بأنها تحترق أمام تعبيرات عينيه , ترى ما معنى كل هذا؟ وماذا يقصد؟".
وسمعت وقع أقدام في القاعة , ووصلت ساندرا الى غرفة الجلوس وتبعتها مادلين والدموع في عينيها , كان غضبها عنيفا وشبابها متحديا.
وقال بول:
" أهلا يا ساندرا , يا لها من مفاجأة سارة!".
تحول وجه ساندرا الى لون قرمزي وقالت ببرود:
" لا تثير ضحكي. ما هذا ؟ رحلة مدرسة الأحد؟".
أجاب بول بابتسامة تحول حول فمه:
" لا ... أنها فرقة أنقاذ! ألست سعيدة برؤيتنا يا عزيزتي؟".
قالت ساندرا بمرارة:
"لا داعي لأن أرد على هذا السؤال".
قال بول وقد اختفت ابتسامته:
" صحيح؟ يا لك من فتاة متعبة! هيا أين حقيبة ملابسك؟".
قالت مادلين بصوت ضعيف:
" في القاعة".
وخرجوا .... كانت السيارة دافئة, وشعرت ساندرا بالدفء والراحة بعد غرفتها الباردة وسريرها الصلب, وفي الطريق قال بول بجرأة:
" أنت حامل أذن يا ساندرا؟".
كان واضحا أنها لم تكن تتوقع مثل هذا الهجوم السافر , فقالت في تحد:
" نعم".
" هل أنت متأكدة؟".
عضت كارن شفتها ونظرت الى وجه أختها القرمزي , وأجابت ساندرا ببرود:
" بالطبع متأكدة , أن للنساء طرقهن الخاصة في معرفة هذه الأشياء كما تعلم , وأنا لست طفلة".
ووافق بول برقة قائلا:
" وأنا واثق أنك لست طفلة , أن الطفلة لا تستطيع أن تضع مثل هذه الخطة المعقدة, يهمني أن أعرف , في أية حال , كيف وصلت الى هنا".
" لقد حضرت الليلة الماضية بعد أن طلبت من سيارة لوري أن توصلني".
صاحت مادلين:
" يا ألهي, كان يمكن أن يغتصبوك أو يقتلوك أيتها الطفلة الحمقاء!".
ردت ساندرا بوقاحة:
"لست طفلة , أنكم لا تفهمون أبدا, لا أحد منكم يفهم!".
رد بول بسرعة:
" ولا أنت تفهمين يا ساندرا, أنك في حالة بائسة يا فتاتي الصغيرة".
" كيف تقول هذا؟ أنني أحب سيمون , هل هناك شيء أبسط من هذا؟".
رد بول بقسوة:
" كان يمكن أن يكون الوضع أبسط لو أن سيمون يحبك, هل يهمك أن تسمعي ما قاله لي هذا الصباح , عندما أعطاني عنوانك؟".
شهقت قائلة:
" هل أعطاك عنواني؟ كيف يفعل هذا؟".
عندئذ صاحت كارن بنفاذ صبر:
" وكيف تعتقدين أننا عرفنا مكانك؟".
ردت ساندرا في وجوم:
" صحيح... حسنا ماذا قال لك يا بول؟".
" لقد رجاني أن أحضر الى هنا لأخبرك أن علاقته معك قد أنتهت , ألا تعتقدين أنه كان يتعين عليه الحضور بنفسه اذا كان يحبك حقا؟".
بدت ساندرا أقل ثقة بنفسها , وصاحت بصوت حاد:
" سوف يطلق زوجته".
قال بول ببرود:
" لا أعتقد هذا, أن سيمون لا يعتزم أن يتزوجك , هل تستطيعين أن تتصووريه وع زوجة وطفل بلا عمل, أنني بالتأكيد لن أساعده".
أ؟نفجرت ساندرا بالبكاء وصاحت بمرارة:
" يا لك من أخ".
هز بول كتفيه وقال:
" مهما أكون فأن هذا خارج الموضوع , لقد أستمتع بصحبتك وهو في العادة يحب الفتاة ثم يتركها , فلا تلومي الا نفسك".
وهنا بكت ساندرا بطريقة تثير الرثاء.

" ولكن الطفل, أنه طفل سيمون ... ويجب أن يتزوجني".
سألها بول بلا حرج:
" وهل هذا هو السبب الذي جعلك تختلقين القصة؟ لترغمي سيمون على أن يتزوجك؟".
صاحت ساندرا:
" أختلق القصة؟".
وبدا عليها الوهن الشديد, وبدأت تصدق أنها حامل فعلا, وأخيرا قالت:
" أنك لا تصدقني يا بول... لقد كنت دائما أحبك , فكيف تكون بهذه القسوة؟".
" ساندرا ... لقد قلت أنك لست طفلة , حسنا ... أذن يجب أن نعاملك كفتاة ناضجة , وباعتبارك فتاة ناضجة أقول أنني لا أعتقد أنك حامل, وأستطيع في الواقع أن أذهب الى حد المراهنة على ذلك".
بدأت مادلين تبكي... وشعرت كارن برغبة في الضحك! يا لها من أسرة عجيبة , أسرة ستاسي هذه؟
وأصرت ساندرا قائلة:
" أنني حامل حقيقة".
رد بول بسرعة:
" أذن دعينا نذهب رأسا الى طبيبي ونتأكد من هذا".
ولاحظت كارن أنه يبدو مشمئزا الآن, وتساءلت جادة عما اذا كانت ساندرا كاذبة!
كان واضحا من وده ساندرا أنها لم تكن تتوقع طرح هذا الموضوع, فقالت:
" طبيب! لست في حاجة الى أن يفحصني طبيب!".
" ولكنني أريد التأكد , أذا كنت تقولين الصدق, فليس هناك ما تخافين منه!".
أجهشت ساندرا بالبكاء , وقالت:
" أنكم جميعا ضدي , حتى سيمون ضدي, لقد سافر الى نوتنغهام , ولم يفكر في الكتابة الي وكان لا بد أن أفعل شيئا!".
ثم أختنق صوتها .
وشعرت كارن بالغثيان , بدا واضحا أن ساندرا كاذبة, وظلت مادلين صامتة لحظة ثم قالت:
" أيتها الفتاة الشريرة! كيف تجرؤين على هذا الكذب؟ لقد كدت تقتلينني".
بكت ساندرا وقالت متجاهلة أمها:
" أنني أحب سيمون , أحبه... ألا يهتم أحد منكم بشعوري؟".
ففاجأها بول بقوله:
" كلنا نهتم بما يحدث لك, أحمدي الله أنك بخير".
شعر بول بالأرتياح , وقالت كارن غاضبة:
" أنك لا تستطيعين الحصول على كل ما تريدين بالخداع والكذب يا ساندرا, أنك تثيرين أشمئزازي , ألا تفكرين في أحد الا نفسك".
ولم ترد ساندرا , وأخرجت كارن سيكارتين وأشعلتهما , وناولت بول سيكارة , لقد مرت الأزمة وبدأت الآن تخشى النهاية , وظلت ساندرا تبكي طوال الطريق حتى وصلوا الى بيت أمها , ودخلوا جميعا, وألقت ساندرا بمعطفها على وقعد , وحاولت الصعود الى غرفتها ولكن بول أمسك بذراعها وقال بحسم:
" أريد أن أتحدث معك يا فتاتي الصغيرة , تعالي معي".
ودخل معها الى غرفة الجلوس وأغلق الباب تاركا مادلين وكارن في القاعة, وأرادت مادلين أن تفتح الباب , ولكن كارن هزت رأسها وأوقفتها, وفي غرفة الجلوس أستمعت ساندرا الى صوت بول الصارم , وهو يشرح لها كيف أهانت أمها , وكيف أثارت قلق الجميع , ولم يشر الى سيمون , لعله كان على حق , وفي هذه اللحظة بدا سيمون مختلفا تماما عن الرفيق اللطيف الذي عرفته وتصورت أنها أحبته , وبعد ذلك , تركها تذهب الى غرفتها لتغير ملابسها .
وقابل بول كارن في القاعة فابتسمت له وقالت:
" شكرا على كل شيء".
رد برقة:
" والآن هل تأتين معي؟".
فترددت كارن وقالت:
" أن أمي لا تزال مضطربة ".
" ما رأيك أذن في أن نتناول العشاء معا؟".
وتذكرت كارن موعدها مع لويس فقالت:
" لا بد أن أقابل لويس في الساعة السابعة والنصف".
وتصلب وجه بول وتمتم:
"صحيح... سأنصرف أذن!".
حاولت كارن أن تشرح له الوضع , فقالت:
" لا بد أن أذهب الى المكتب وأقابله هناك, في أية حال لن أتغيب كثيرا".
وتردد بول, كان يريد تصديقها فقال:
" وهو كذلك, ما رأيك في أن تأتي الى شقتي بعد مقابلة مارتن , نستطيع أن نتناول العشاء هناك اذا شئت".
ذهلت كارن... لا يمكن أن يكون هذا صحيحا, لقد طلب منها بول أن تذهب الى شقته وتتناول العشاء معه, معنى هذا أنه لم يعد يهتم بروث , ولكن لماذا؟ ماذا حدث؟
همست كارن قائلة:
" مدهش!".
وقبلها وانصرف, وتسمرت كارن في مكانها , هل يمكن أن يكون هذا حقيقة... أنه ليس حلما بالتأكيد , كم تمنت أن يكون حقيقة, لقد بدأت الأمور تستقر أخيرا, فقد عادت ساندرا الى بيتها , ولم تعد تتعرض لأي جطر من سيمون , واذا عادت هي الى بول , فأن ساندرا ستجد فيه المرشد الذي تحتاج أليه , كما أن مادلين ستسعر بالسعادة لأسباب مالية بالطبع, أما بالنسبة الى كارن, فأن بول نفسه هو الذي تريده , الآن ودائما.
وعادت كارن الى شقتها سيرا على الأقدام , استمتعت بهواء الليل البارد يلمس وجهها , كان المساء صافيا تنيره النجوم, وشعرت بحيويتها القديمة تعود اليها , سترى بول الليلة ثانية , وهو الذي طلب منها ذلك ... أرتدت ثوبا من القطيفة الحمراء الداكنة وفوقه معطفها الموهير الواسع, وبدت سعيدة متألقة!
كانت مكاتب شركة لويس مارتن للنسيج تغرق في الظلام فيما عدا الضوء الوحيد في أعلى المبنى, حيث يقع مكتب لويس, وشعرت كارن بسعادتها تخبو قليلا وهي تدخل المبنى , وانتابها أحساس بالخوف! وأستقلت المصعد الى مكتبه , وطرقت الباب ودخلت فوجدت لويس جالسا أمام مكتبه , ولاحظت أنه يبدو متوترا مرهقا , وتساءلت : ترى ما الذي يضايقه ؟ وشعرت بشيء من عدم الأرتياح في حضرته, وعند دخولها نهض واقفا . وأخذ ينظر اليها بعينين نفاذتين .



 


قديم 09-23-15, 04:51 PM   #99
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وقال لويس وهو يحاول الأبتسام:
" أهلا يا كارن ... أجلسي أرجوك".
وجلست على الكرسي المنخفض أمامه , وجلس لويس أيضا وراقبها وهي تشعل سيكارة ,, وشعرت بضيق عندما وجدت أصابعها ترتجف, ولاحظ لويس ذلك فسألها:
" هل تشعرين ببرد؟".
قالت بابتسامة مغتصبة:
" كلا".
" عصبية اذن؟".
وكانت السخرية واضحة في عبارته , فردت قائلة:
" لماذا أشعر بالعصبية معك يا لويس؟".
هز كتفيه قائلا:
" صحيح لماذا؟ أنك تعرفين يا كارن أنني لا أريد الا مصلحتك, وقد كنت دائما صديقا طيبا لك".
عضت كارن شفتها , ترى ا الذي يريد أن يقوله؟ وقالت:
"نعم يا لويس... أظن ذلك".
" تظنين؟ ماذا تقصدين بهذه الملاحظة ؟".
وضاقت عيناه ... وتمنت كارن لو أنها لم تنطق بتلك العبارة, والحقيقة أنها أرادت أن تصفي موضوع لويس, وما أبلغه لبول من أنهما كانا عاشقين فلا بد أن يكون هناك تفسير لذلك , ولكنها عدلت, فلم يكن المكان ولا الزمان مناسبين لمناقشة هذا الموضوع الحساس.
وقالت له:
"لا تستشف أي شيء من ملاحظتي يا لويس , لقد كانت عبارة بريئة تماما".
تردد لويس لحظة ثم نهض واقفا وقال:
" أنني مسرور جدا لأنك حضرت يا كارن".
" ماذا تريد أن تقول أذن؟".
" لقد أردت في الواقع التحدث معك, لم أجد فرصة في هذه الأيام الأخيرة فأنت مشغولة دائما".
عبست كارن وقالت:
" كنت أساعد ساندرا للخروج من مشكلتها مع سيمون فريزر , اذا كنت تقصد ذلك. آسفة أذا تصورت أنني أهملت عملي".
رد بابتسامة فاترة:
" لقد أشرت الى العمل مع أنني لم أذكر ذلك, لقد كنا صديقين حميمين يا كارن, وفي الأيام الأخيرة شعرت أنك لا تريدين رؤيتي على الأطلاق ! ولا تأتين الى المكتب الا نادرا!".
أعترضت كارن بقولها:
" هذا غير صحيح , أننا لم نكن صديقين حميمين , كنت تعرف أننا لا نستطيع أن نكون أكثر من مجرد صديقين".
ظهر بريق غريب في عيني لويس وقال:
" صديقان ... وهل بول فريزر صديق لك الآن؟".
تضايقت من موقفه , ومع ذلك خافت أن تعاديه وهو في هذه الحالة فقالت:
" أنا وبول ... هذا أمر من شأننا وحدنا ".
" لعلك تعرفين الآن أنه فسخ خطبته لروث".
وهنا حاولت كارن أن تحتوي سعادتها , معنى هذا أن بول حر... ولكن لا بد أن السعادة بدت على وجهها , فقد نظر اليها لويس والشرر في عينيه, وأخيرا قالت:
" لم أكن أعرف ذلك, وكيف عرفت أنت؟".
" لقد تناولت الغداء مع روث اليوم!".
" ولكن روث لا تعرفك!".
" نعم, ولكنها اتصلت بي تلفونيا أنها تعرف شعوري نحوك, وتصورت أن كلا منا يستطيع مساعدة الآخر, أنها لا تزال تريد بول بقدر ما أريدك!".
" أنك تعرف جيدا أنني لا أستطيع أن أتزوجك مهما حدث".
" هذا غير صحيح, قبل ظهور فريزر نشأت بيننا علاقة كان يمكن أن تنتهي بالزواج!".
" لا يمكن أن أتزوجك يا لويس , وسوف أترك العمل في شركتك".
رد بصوت أجش:
" لا تحسبي أن في وسعك تنحيتي جانبا وكأنني حذاء قديم, لقد قدمت لك الكثير... قدمت منزلا وعملا , وأهم من ذلك أنني أحببتك".
" ولكن لا يمكن أن نتزوج , لست من طرازي ولست من طرازك".
" أن فريزر يريد أن يحطم حياتك مرة أخخرى".
"لماذا أذن فسخ خطبته لروث؟".
" لعله تعب منها أيضا".
أحنت كارن رأسها , كان في كلمات لويس شيء من المنطق .
وأخيرا قالت بوضوح:
" مهما كان قراري فهو يخصني وحدي يا لويس , ولن أغير موقفي نحوك... لا يمكن أن أتزوجك فأنت أكبر مني بكثير".
أمتقع وجه لويس وقال:
" لم اكن أكبر منك بكثير عندما جاء أسمي في قضية الطلاق, لقد كنت موضع أستغلالك يا كارن, وأنت لا تستطيعين نكران هذا".
" ولكنك رفضت أن أدافع عن نفسي , كنت تعرف جيدا أنني بريئة , وأستطيع أثبات براءتي, لقد قضيت ليلة في شقتي يا لويس لأن الوقت تأخر والضباب كان كثيفا, ونمت تلك الليلة في غرفة وحدك, فكيف عرف بول؟".
" كان يريد الطلاق , وكان له مخبروه".
" وكيف عرف بول أنك قضيت تلك الليلة بالذات في شقتي ؟ لا بد أنك خططت لكل شيء!".
أقترب منها وقال:
" ألا ترين أنني أريد مصلحتك؟ أنني الشخص الوحيد الذي يحبك الى حد الجنون!".
" يجب أن أنصرف".
" لا تنظري اليَ باحتقار يا كارن, هذا البول فريزر , لقد كان آفة حياتي!".
" يجب أن تعرف أنني أحب بول وسأحبه دائما؟".
عندئذ أمسكها من كتفها و قال:
" لقد أعتقد بول في يوم ما أنك عشيقتي , ماذا سيكون رد فعله اذا أكتشف أنك عشيقتي الآن؟".
سألته بأنفاس متقطعة :
" ماذا تقصد؟".
" أنك تعرفين ماذا أقصد, نحن وحدنا الآن , ماذا يمنعني من....".
صاحت في هلع:
" أنك مجنون شرير!".
وحاولت أن تتخلص من قبضته , ووقع نظرها على ثقالة الورق فوق المكتب , هل تضربه بها فوق رأسه؟ لا ... لعل لويس يريد أن يخيفها فقط.
وفجأة تركها واتجه نحو الباب, وأدار المفتاح في القفل, وعندئذ أمسكت بثقالة الورق وألقت بها على النافذة خلفها, ودوى صوت تحطيم الزجاج ثم ساد الصمت.
ووقف لويس مذهولا ثم أنفجر غاضبا:
" أيتها المخربة الحمقاء!".
" تتحدث عن التخريب , ألم تخرب أشياء كثيرة في حياتي , ألم تحطم زواجي مثلا؟".
وفجأة سمعا طرقا على الباب, وعبس لويس بينما شعرت كارن بشيء من الأرتياح , ثم سمعت صوت بول يقول:
" مارتن... أفتح الباب , أريد أن أتحدث اليك".
صاحت كارن:
" بول... أنا هنا".
واشتد الطرق , واضطر لويس الى فتح الباب , ودخل بول ونظر الى لويس والشرر يتطاير من عينيه , ثم سأل كارن:
" هل أنت بخير؟".
أومأت برأسها وهي تحاول أن تمنع شفتيها من الرعشة ... وتفرَس بول في وجه لويس وقال بشراسة:
" لو أنك أذيتها لقتلتك!".
رد لويس ببرود:
" أنني لم ألمسها , لا الآن ولا في أي وقت , لم أغتصب أمرأة في حياتي ... خذ أمرأتك يا فريزر , وأخرجا من هنا, أنني لا أريد أن أراكما ثانية".
طلب بول من كارن الخروج , فسارت نحو المصعد وهي ترتجف قليلا , وبعد لحظة سمعت صوت صفعة ولكمة , وعندما لحق بها بول نظرت اليه مستفسرة , فابتسم بخبث وقال :
" لقد فعلت شيئا كنت أتمنى أن أفعله منذ مدة طويلة , والآن هيا نعود الى شقتي!".
وشعرت بدفء الشقة يرحب بها... ووجدت مائدة معدة لأثنين , وتمتمت قائلة:
" لا تتصور مدى سعادتي بأن أكون هنا معك يا بول!".
فضغط برقة عللا يديها , وجلست كارن على مقعد وسألته:
" ما الذي جعلك تذهب الى المكتب في تلك اللحظة الحاسمة؟".
" لقد تلقيت مكالمة تلفونية من روث عندما عدت الى شقتي , وأبلغتني أنك ستقابلين مارتن في تلك الساعة, تناولت معه الغداء ولاحظت أنه في حالة غير طبيعية , كانت تأمل أن يقنعك بأن تتزوجيه , حتى لا أفكر فيك أبدا بعد ذلك!".
" أنت تفكر في يا بول؟ هل أنت جاد؟".
أجاب وهو ينظر اليها في حنان:
" أنني أحبك يا كارن . ولم أتوقف لحظة عن حبك , ويجب أن تتزوجيني ثانية ".
قالت كارن:
" أكمل ما كنت تقوله يا حبيبي, أريد أن أعرف .
تنهد بول وقال:
"عندما قابلت روث لويس لاحظت أنه غير طبيعي , فقررت الأتصال بي تلفونيا لتخبرني أنه قال بأنه ينوي تسوية كل شيء معك الليلة, وأنتابني القلق , وقررت الذهاب الى المكتب , وعندما وصلت, سمعت صوت زجاج يكسر , وعندما فتح لويس الباب ورأيتك واقفة شاحبة خائفة كدت أقتله!".
" أوه يا بول... أنني أرثى لحاله".
" لماذا؟ لقد بذل كل ما في وسعه ليحطم حياتنا".
" ولكن كيف صدقت يا بول أنه يمكن أن تكون لي علاقة مع رجل مثله؟".
عبس بول وقال:
" أنك لا تعرفين حقيقة ما حدث يا كارن , لقد قابلني مارتن قبل الطلاق, وأخبرني أنكما عاشقان , وأنك تريدين الطلاق ولا تريدين مقابلتي! فصدقته, فلم يكن هناك ما يجعلني أشك في كلامه , خاصة أنك لم تحاولي مقابلتي بعد أن تركت البيت".
" أن لويس هو الذي نصحني بعدم مقابلتك".
" لقد قلت له أنني أحتاج الى دليل حاسم على خيانتك , فقدم لي تفاصيل ليلة زعم أنه سيقضيها معك في شقتك , فأستأجرت مخبرا خاصا ليتأكد من كل شيء رسميا , وقال المخبر أن لويس قضى الليلة في شقتك, وصدقته بالطبع!".
بلعت كارن ريقها بصعوبة, وشعرت بالألم يعتصر قلبها لأن لويس تعمد تحطيم حياتها ولم يفكر الا في نفسه فقط! وقالت:
" لقد قضى الليلة في شقتي , لأنه قال أن الوقت متأخر والضباب كثيف, ونام في غرفة منفصلة , صدقني يا بول".
ابتسم لها وقال برقة:
" أنني أصدقك , وأدرك الآن كيف يسهل خداع أي أنسان!".
وهمست كارن:
" الحمدلله , لم أكن أريد البعد عنك , لو أنك قلت لي أنك تريدني لعدت اليك جريا!".
" والآن؟".
" هذا يتوقف عليك... هل تحتمل عودتي؟".
" بل لا أحتمل بعدك".
" ومتى نستخرج ترخيص الزواج؟".
وتاه الرد في عناق حار تاقت مشاعرهما اليه منذ مدة طويلة.
تمت


 


قديم 09-23-15, 04:51 PM   #100
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الخداع البرئ . ( كتابة )

الملخص ...

كانت منيرفا يائسه .........حتى انها قبلت عملا لا يمت لعملها بصله ،لمجرد ان تكون بعيده عن لندن .......وعن الذكريات،لكن قدرها رماها بما هواسوأبكثير من المأساه التى حلت بها ........انه سيد المزرعه كاره النساء ....... ماركوس اوكيف ، الذى اذاقها بعجرفته واذلاله لها طعم الحب المر.فألى متى تبقى اسيره هذا الحب، وقد ثبت ان هناك الكثير من النساء فى حياته ليس اولهن الصغيره الشابه لويزا ولا ستكون اخرهن الرائعه المدمره انيتا


 


قديم 09-23-15, 04:52 PM   #101
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




1-عاطفه متبادله

منذ وفاه غاى هايز فى حادث تحطم طائرته الخاصه الخفيفه اصبحت حياه منيرفا فالارين لا معنى لها، واكملت واجباتها دون حماس..... كانت لا تزال تتصوره بشعره الرملى اللون المسترسل على جبهته بعناد ، وكانت للذكرى قوه التسبب بالالم.........
عليها ان تبتعد الان........لسبب بسيط لم تعد تستطيع تحمل ملاحقه الماضى لها ....... لطالما حاولت مواجهه الواقع والتغلب على الالم ..لكن ، هناك الكثير فى مكاتب الشركه هذه مما يذكرها بالسعاده التى تشاركا فيها ، والخطط التى وضعاها معا للمستقبل .
كان مكتب مدير شؤون الموظفين السيد غرايتنغ مفتوحا مع ذلك من التوقع ان تطرق منيرفا قبل الدخول
-تفضلى بالدخول انسه فالارين واقفلى الباب خلفك
ابعد السيد غرايتنغ الاوراق من امامه ينظر الى الفتاه الطويله النحيله الشابه امامه كان يعرف بخطبه منيرفا للمهندس الشاب غاى هايز ،وويعرف كذلك مدى التعاسه المختبئه وراء هذا المظهر المتصلب وقال لها بصوته الهادئ الملئ بالسلطه:
-لقد استلمت استقالتك ...ومن المفروض بى ان اطلب مك اعاده النظر
عيناها االوزيتان المؤطرتان بأطار من ذهب لم تتحركا.
-انا اسفه سيد جرايتنغ ... لكننى اتخذت قرارى.
-اعتقد انك فكرت مليا بالامر؟
-لقد فعلت سيدى.
-هل وجدت لنفسك عملا اخر؟
-ليس بعد لكن لدى بعض المال المدخر ،وافكر بقضاء بضعه اسابيع مع شقيقتى فى شالكوت ،قبل ان اقرر شيئا للمستقبل ... غلى اى حال لا اريد اى عمل يذكرنى بالماضى.
قطب السيد غرايتنغ ينظر الى طاولته.
-لست تواقا ابدا لخساره خدماتك انسه فالارين ...لكن ارجو ان تفكرى بالعرض الذى اقدمه لك ... شقيقتى ايفورى اوكيف وقعت وكسرت وركها منذ اسبوعين وستخرج من المستشفى لتعود الى منزلها شريطه ان ةيكون هناك من يعتنى بهاانها تعيش فى مزرعه فى ضواحى كونترفيرى الريفيه..... وهذا ما قد يعطيك فرصه للابتعاد كثيرا عن لندن وليس امامك سواها للعنايه بها وسيكون امامك وقت كبير لمشاهده مناظر ميلاند كما انها وظيفه تبعدك عن التفكير بعملك .
ما يعرضه السيد غرايتنج يبدوا مغريا ... لكنه قد يوصل خططها الى حاله تشوش كامل وهنا اجابت:
-لست ادرى...... كيف افكر...
-فكرى اكثر واعطنى ردك فى الغد اذا وافقت ساحررك من واجباتك هنا خلال اسبوع على اقصى حد واعطيك اجازه مفتوحه دون راتب ......على امل ان تفكرى بأستقالتك وانت فى ((وندشلتر))
-وندشلتر؟
-انه اسم مزرعه ابن اخى وهى مزرعه واسعه مثل معظم المزارع فى سهل ميدلاند واذا لم تذهبى الى هناك من قبل فستجديها منطقه مثيره للاهتمام هل اعتمد عليك فى التفكير بجديه فى عرضى؟
ترددت منيرفا قليلا لكن لا ضير بالتفكير بالعمل المعروض عليها ثم انه قد يشكل سلوانا لها عن حاضرها وماضيها...
وهزت رأسها:
-اجل سيد غاريتنغ سافكر بالامر
-جيد تعالى لرؤيتى فى الغوازن
وجذب اوراقه نحوه دليل انتهاء المقابله

فى شقتها المفروشه المؤجره المطله على الهايد بارك امضت منيرفا ليله قلقه محاوله تقرير ما ستفعل كانت قد صممت سابقا ان تترك العمل فى شركه الهندسه وربما لندن كلها لكنا لم تفكر من قبل فى وظيفه ممرضه خاصه فى مزرعه ريفيه حقيقيه لن تفكر ان الامر مغرى لكن العمل هذا قد يتطلب منها مهارات محدده خاصه وهى ليست متأكده انها قادره على تنفيذ هذه المهارات.
تحركت الامور بسرعه بعد ابلاغ السيد غرايتنغ رغبتها فى قبول العمل الذى عرضه عليها وستترك العمل فى الشركه فى نهايه الاسبوع لتسافر رأسا الى ((وندشلتر)) بمرتب يفوق على ما كانت تتقاضاه كسكرتيره ورتب السيد غرايتنغ كل شئ لها حتى انها لم يعد امامها سوى دفع ايجار شقتها لبضعه اشهر مقدما وتحضر نفسها الى رحله كونترفيرى.
كما اقترح السيد غرايتنغ غادرت منيرفا بسيارته متجهه شمالا حيث توقفت نصف الصباح لتناولفطار سريع على الطريق الرئيسى خارج بلده لوتن ثم اكملت طريقها باتجاه بدفورد ...لم تكن قد سافرت على هذه الطريق من قبل والريف سحرها خاصه حين دخلت السهل الممتد حتى كونترفيرى
توقفت فى محطه وقود خارج كونترفيرى لتعبئه الوقود وغسل وجهها فى الحمام وبعد القيام بالاسئله المطلوبه قادت سيارتها خارج المدينه رأسا ......ولم يعد امامها سوى الوصول الى المستشفى ومقابله الدكتور براوننغ المشرف على علاج السيده اوكيف ومن ثم مقابله مريضتها وابنها ماركوس
لم تستطع منيرفا ابدا ان تحدد ما كانت مشاعرها حين فتح الدكتور براوننغ باب الغرفه واشار لها ان تتقدمه ...ففى مقعد متحرك قرب السرير وجدت امرأه رماديه الشعر والفضول ينعكس من عينيها الرماديتين ......لكن الرجل المتكئ على الجدار قرب النافذه هو من جذب اهتمام منيرفا للحظات توقف القلب.....
منيرفا كانت طويله لكن هذا الرجل كان اطول منها بكثير له شعر اسود مسرح للخلف من جبهه عريضه ...فكه مربع العظم فى بنيته العزم والتصميم .....كتفاه القويان العريضان يعلوان خصرا نحيلا وساقين ممتلئين ملفوفين ببنطلون رمادى يعلوه قميص حريرى فاخر على اى حال لم يكن مظهره الجسدى هو الذى جعلها تحس وكأن الهواء قد ضغط ليخرج من رئتيها لكن السبب كان تلك العينان الزرقاوان العميقتان وهمما تتجولان عليها بهدوء من رأسها الى قدميها الى ان احست انهما تعريانها بهدوء وثقه ،كانتا جزءا لا يتجزأ من طبيعته
- من هذه بحق الشيطان؟
صوته الراعد العميق لم يرجف اعصابها وحسب بل حرك فيها نفورا عدائيا جعلها تتصلب كراهيه ........وتدخل الدكتور فورا:
-هذه الانسه منيرفا فالارين ...ارسلها للعنايه بأمك خالك السيد غرايتنغ ولا شك عندى انها ستعتنى جيدا بالسيده اوكيف
دفع ماركوس اوكيف نفسه بعيدا عن الجدار ليقلل المسافه بينهما....عرضه وطول الهائلان دفعا منيرفا الى ان تتمنى نفسها فى اى مكان اخر فى تلك اللحظه
-كنت اظن ان خالى سيرسل لنا ممرضه كبيره فى السن
ونقل نظرته الشرسه الى الدكتور براوننغ........ لكن منيرفا سارعت لترد:
-انا واثقه ان خالك لم يذكر مسأله العمر هذه
رد بصوت مرتفع حاد :
-انت محقه تماما ؛فلو فعل لما كنت هنا الان اؤكد لك هذا
تدخلت ايفورى اوكيف
-والان ماركوس لا تصدرهذا الضجيج فانا واثقه ان الانسه متعبه بعد سفرها الطويل ولايزال امامنا حوالى الساعه للوصول الى المزرعه
ساد صمت متوتر على الغرفه ثم رفع ماركوس قامته ونظر الى الرجل الواقف الى جلنب منيرفا وقال بحده:
-قبل ان تعود الى المستشفى اريد التحدث معك على حده دكترو براوننغ
-بكل تأيد سيد اوكيف
واحست منيرفا بأرتياح كامل حين اصبحت لوحدها مه السيده اوكيف التى اعتذرت لها بضحكه براقه:
-لا تهتمى بابنى انسه فالارين .... ماركوس فظ احيانا لكن مثل هذا المزاج نادرا ما يدوم طويلا
لم تكن منيرفا ساعتها مهتمه كثيرا بما سيؤل اليه مستقبلها لو رفض ان تعمل لدى امه....فقالت لها:
-انا اسفه اذا لم اكن ماكنتم تتوقعون سيده اوكيف
-لا تكونى سخيفه عزيزتى انا واثقه اننا سنتفق تماما ولاكون صادقه انا مسروره جدا لان اخى ارسلك بدلا من امرأه متجهمه مسنه فما كنت ساتحملها
ابتسمت منيرفا :
-السيد غرليتنغ مرعب احيانا لكنه رقيق ومتفهم
-اعرف وانا ممتنه لتفكيره بارسال شخص مثلك
انتهى حديثهما فجأه بعوده ماركوس اوكيف
-جاهزه يأمى؟
-كنت جاهزه منذ زمن
-هناك شئ واحد اريد توضيحه انسه فالارين قبل ان نغادر المستشفى اقامتك معنا ستكون لغرض واحد هو تقديم العون لوالدتى ورعايتها واذا كانت لديك ايه فكره ان تقبلى وجودك هنا الى نوع من العطله فالافضل لاكى العوده من حيث جئت والان
-مارك....
رد على امه بلهجه امره:
-لاتتدخلى امى....فانا من سيدفع مرتبها ....ولى الحق فى وضع بعض الشروط
حل صمت غاضب متوتر قالت بعده منيرفا بقدر ما استطاعت ان تجمع من كبرياء:
انا افهم تماما سيد اوكيف لاننى لست معتاده على اخذ عطلات على حساب احد انا هنا لاعمل وهذا بالضبط ما سأفعله
هز رأسه باختصار ثم تناول حقيبه امه وترك لمنيرفا مهمه دفع الكرسى المتحرك .بعد قليل برز الثلاثه صامتين الى الخارج واتجهوا الى سياره نصف شاحنه مغبره موحله متوقفه فى مكان قريب حيث رفع ماركوس والدته لينقلها من الكرسى الى السياره ثم طوى الكرسى ووضعه فى المؤخره وسأل:
-اين هى سيارتك؟الحقى بى وقوديها بسرعه ليس لدى النهار كله
ما ان غادر المدينه حتى قاد ماركوس السياره بسرعه هائله......ولكن منيرفا تمكنت من متابعته ......لكن ما ان استدار ال طريق ترابيه حتى اضطر الى التأخير وراءه كى لا تختنق من التراب والغبار عشر دقائق بعد كانت لاتزال تتسائل ما اذا كان لهذا التراب من اخر لكن سرعان ما وجدت نفسها تلحق بالشاحنه الصغيره تحت باب مقنطر واسم ((ويندشلتر)) مكتوب بحروف سوداء كبيره على لوحه بيضاء
اوقف ماركوس اوكيف سيارته فى ممر مرصوف امام المنزل بينما تركت سيارتها الاوستن تحت شجره قريبه ثم نزلت لتسرع نحو الشاحنه لتعرض المساعده لكن رجلا وامرأه وصلا قبلها الى هناك ومن تعابير وجهها ادركت انهما مسروران بعوده ربه المنزل اليه,...... ونقلت الكرسى المتحرك بسرعه من صندوق السياره ثم وضعت السيده عليها وانتقلت الى الشرفه
قالت السيده اوكيف حين وصلت منيرفا الى الشرفه :
-دعينى اعرفك هذه تريس الطباخه وهذه مارى التى تشرف على المنزل وما تحتاج ليه وهذا كوبر يد ماركوس اليمنى فى المزرعه عاده يستطيع القيام بكل ما يلزم فى المزرعه والبيت...
التفتت ايفورى الى خدمها المخلصين بأبتسامه:
-اريدكم ان تلتقوا بلانسه منيرفا فالارين وهى من ستعتنى بى خلال فتره نقاهتى
كانت تريس اسمن المرأتين اول من ردت:
-تشرفنا سيدتى
وحذا الاثنان حذوها ....وقال ماركوس:
-لو اعطيت مفاتيح سيارتك لكوبر لاوقفها لكى فى الجراج اذهبى مارى مع كوبر وخذى حقائب الانسه الى غرفتها
اعطت منيرفا المفاتيح لكوبر ثم استدارت لتلحق بماركوس الذى سار امامها الى الداخل وكادت عيناها تبرزان من محجريهما لما رأته من الداخل ولكنها بصعوبه كبيره سيطرت على تعابير وجهها فوق رأسها ومن السقف المرتفع كانت الثريات الكريستاليه تتدلى........تحت قدميها وفوق الارضيه المكسوه بالخشب اللماع كانت السجاجيد الفارسيه تنتشر حيثما كانت تنظر تلمح لمعان الخشب العتيق للأثريات الرائعه وقادها ماركوس الى مابعد اول مصطبه للسلم نحو غرفه نوم فيها حمام ملحق بها وهناك كذلك كان الخشب اللامع والسجاد الفاخر تحت قدميها وسمعته يقول لامه :
-حضرت لكى جناح الضيوف يامى امل ان تجدى فيها الراحه الى ان تتمكنى من العوده الى غرفتك
-تفكير صائب منك ماركوس اوه كم رائع العوده الى المنزل ثانيه
-اهناك شئ اخر قد تحتاجينه قبل ان اتركك؟
-لا يا عزيزى لكن بأمكانك الطلب الى تريس ان تحضر وجبه خفيفه للانسه فالارين
-ليس ضروريا سيده اوكيف
لكن السيده المسنه اشارت اليها بالصمت:
-هراء ياابنتى ماركوس وانا تناولنا بعض الطعام بالمستشفى ولا نحس بالجوع هل ستكلم تريس يابنى؟
-سأدبر الامر
واستدار نحو الباب لكن حين بلغه استدار لينظر اليها:
-على فكره انسه فالارين غرفتك هى الثلنيه الى يسار اعلى هذا السلم وهذا الزر الى جانب سرير امى متصل بجرس سيرن فى غرفتك اذا احتاجتك خلال الليل واذا كان هناك ما تريدين معرفته ارجو ان تأتى الى مباشره
دون انتظار الرد استدار الى امه:
-ارك لاحقا
تنهدت الام بع خروجه وقالت
-اريد الاستلقاء قليلا فرحله العوده قد اتعبتنى
استخدمت ايفورى ساقها السليمه سهلت على منيرفا عمليه نقلها الى السرير وبعد ترتيب الوسائد سألت:
-هل انت مرتاحه سيده اوكيف؟
-اجل شكرا لك منيرفا اسمك جميل والانسه فالارين اسم طويل ورسمى
-بأمكانك دعوتى بما تشائين سيده اوكيف
-اظن اننى ساحبك عزيزتى اعطنى ساعه راحه ارجوك ثم تعالى بعدها لمساعدتى فى الانتقال الى الكرسى والجلوس فى الشرفه لتناول الشاى
وجدت غرفتها دون تعب ووجدت كذلك ان حقيبتها نفرغه وسرت لاكتشافها انها اعطيت غرفه لها باب زجاجى مزدوج يوصل الى شرفه علويه حين فتحتهما اكتشفت ان امامها منظر رائع من فوق الحديقه نحو الحقول التى خلفها حيث وجدت خيولا وماشيه ترعى كم ستحب ان تكتشف المزرعه لكن ما من وقت لهذا الان
بعد ربع ساعه نزلت الى الطابق السفلى مرتاحه متبرده بعد ان اغتسلت بسرعه فى الحمام المشترك فى الممر بعد ان ربطت شعرها العسلى فى كعكه فوق رأسها فى غرفه الطعام الرائعه بدأت تناول الطعام بعد ان ادركت كم هى جائعه وهى تأكل كانت عيناها تجولان على لوحات تزيين الجدران الخشبيه كانت كلها لوحات اصليه لمناظر طبيعيه ماعدا لوحه لرجل شرس المنظر يجلس على جواد اسود مخيف
عيناه كانتا ساحرتان كقطعتان من نار زرقاء تحت حاجبين زرقاوين ولا مجال ابدا للخطأ فى تشابه الانف المرتفع والذقن المربع المصمم دون شك كان هذا والد ماركوس نفس الارتفاع المتعجرف الافخور للرأس ونفس الكتفين العريضين
كانت تصب فنجان شاى اخر حين دخل من تفكر فيه وسألها بحده:
-اظن ان امى ترتاح الان .تصادمت نظراتهما
-هذا صحيح سيد اوكيف اعلم اننى لست كما توقعت لكن.........
-حين اتصلت بخالى اوضحت اننى اريد خدمات ممرضه مسنه ولا استطيع تصور ماذا دهاه ليرسل شخصا مثلك
-وما الذى فى نفسك ضد ان اكون هنا سيد اوكيف؟
-انت صعيره جدا
-انا فى الرابعه والعشرين واؤكد لك بالرغم من اننى لست بممرضه رسميه لكن استطيع العنايه بالسيده اوكيه
-انا لا اشك فى قدراتك انسه لكننى كنت اقول اننى كنت افضل امرأه تقارب سن والدتى
-ربما على ان اذكرك امرا سيد اوكيف ليس هناك الكثير من الممرضات يقبلن مثل هذا العمل فى هذه الايام الممرضات اللواتى يعتنين بمرضى خصوصيين اصبح من الماضى
-لماذا قبلت بالعمل اذن؟
-لدى اسباب خاصه
-اتهربين من رجل؟ام انك تأملين فى ان تجدى لك رجلا فى هذه المنطقه؟
لاول مره فى حياتها حبذت ان تضرب رجلا
-انت مخطئ سيد اوكيف اسباب قبولى للعمل لاعلاقه لها بأى رجل حى....
-صحيح؟.....عجبا
-اذا اردت معرفه سبب منها اقول لك لان خالك اراد اعطائى فرصه للتفكير باستقالتى من الشركه
-من الصعب تصديق ذلك ان لاوجود لرجل وراء قرارك المفاجئ للاستقاله
-حسنا..... ((كان)) هناك رجل......لكنه مات ....منذ سته اشهر
-جئت الى هنا اذن لتلعقى جراحك ....اذا جاز التعبير
-اذا اردت التفكير هكذا ........اجل
-هذا ليس مركز لاعاده التاهيل انسه فالارين انت هنا للعنايه بامى وهذا يبقيك مشغوله تماما
-ارجو هذا بكل صدق انت بالفعل تكره فكره وجودى هنا .........اليس كذك؟
انه تفكير صائب منك انت محقه اكره فعلا وجودك فى منزلى فانا لا اتحمل النساء للا على جرعات صغيره كالدواء المر... ووجود امرأه واحده معى كان يكفينى
-سأجعل شغلى الشاغل ان ابتعد عن طريقك قدر الامكان والان ارجو ان تعذرنى سيد اوكيف
حين وصلت الى الباب ناداها مجددا :
-انسه فالارين ارجو ان تتذكرى دائما ان تبقى شعرك مرفوعا هكذا طوال الوقت
لم تهتم بالردعليه لكنها احست بنفحه اجرام وهى تغادر غرفه الطعام ......انه فظ ،متعجرف،ودون احساس بالمره........ انها تكرهه ولا شك مطلقا ان العاطفه متبادله لسبب لا تعرفه ولا يمكن التكهن به لا يريده هنا ولولا عدم رغبتها ان تخيب امل السيد غرايتنغ لقالت لهذا الرجل ما تظنه به تماما .......
ثم بأمكانه ان يفعل بوظيفته ما يريد ...ولن يهمها هذا اطلاقا


 


قديم 09-23-15, 04:53 PM   #102
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



-2- طفله غير مسؤوله

ذلك المساء عندما وضعت منيرفا السيده اوكيف فى فراشها اعربت لها المرأه بتمنياتها بان تكون سعيده باقامتها معها ورجتها ان تبقى معها قليلا فالاثاره التى سببتها العوده الى منزلها كانت اكبر من ان تتركها بسهوله كانت عينا العجوز تلمع ببريق دافئ وهى تتحدث الى منيرفا وهذا ما لاحظته منذ عودتها الى وندشلتر
-واضح انك تحبين المزرعه جدا
تنهدت المرأه فى اوائل الستين من عمرها برضى:
-اوه........اجل لقد احببتها لحظه وطأتها قدماى وسأبقى احبها حتى مماتى اتعلمين ان عائله اوكيف تعيش فيها منذ اربعة اجيال؟
هزت رأسها نفيا:
-اخشى ان لا يكون السيد غرايتنغ قد ابلغنى الكثير عن تاريخكم
-اجلسى ياعزيزتى وسأقص عليكى ما شئت
ربتت بيدها على الفراغ من السرير جنبها حيث جلست منيرفا تابعت المرأه الكلام:
-حين مات والد زوجى الراحل ورث زوجى واخاه وندشلتر لكنهما سرعان ما اكتشفا ان من المستحيل ان يتعاونا معا فى اداره المزرعه فزوجى كان عاملا نشيطا لا يكل بينما اخاه كان كسولا طائشا لا يهتم بشئ وهذ الواقع الذى دفع الى قسمه المزرعه وتجادلا كثيرا حول من سيحتفظ بقطعه الارض التى تحتوى على المنزل الاصلى للعائله وكان زوجى المحظوظ وبنى اخوه لنفسه منزلا فى ارضه تدعى الان بيشوب ستون ومنذ تولى ماركوس اداره المزرعه منذ وفاه ابيه اشترى العديد من الاراضى والمزارع المجاوره لمزرعتنا ليصبح حجمها ضعفى الحجم الاصلى
-ومزرعه بيشوب ستون؟
-بقيت كما هى منذ ان تأسست فأبن اخ زوجى ستيفن يشبه اباه المسكين التعيس انه كسول طائش احيانا لكننى احبه ولا استطيع منع نفسى من الشفقه عليه حاول ماركوس مساعدته كثيرا لكن ستيفن تغاضى عن محاولات ابن عمه واستمر فى الحياه كما هو
تراخى رأس العجوز الى الوسائد واغمضت عينيها فقالت منيرفا :
-حاولى ان تنامى الآن سيده اوكيف
وقفت لتلمس الاغطيه فوق المرأه وتمنت لها ليله سعيده وغادرت الغرفه لكنها سرعان وا كادت ان تصطدم بماركوس فى الممر الخارجى طوله الفارع وعرض كتفيه كانا كافيين لجعل اعصابه تتوتر وسألها بصوته الاجش:
-هل نامت امى؟
ليس بعد سيد اوكيف بأمكانك الدخول لكن لا تبقيها مستيقظه كثيرا تحتاج الى قدر ما تستطيع من راحه
لسبب مجهول اقلقها ان يكرهها هذا الرجل لقد جائت الى هنا لعمل محدد وحين تنتهى مهمتها سترحل فما ضير فى هذا؟ حاولت ابعاده عن افكارها لكنها وجدت الامر مستحيلا خلال ساعات قليله اكتشفت اشياء محدده فى شخصيتها صدمتها ثقتها بنفسها سالت فى صحوه غضب لم تكن لتقدر ان تحلم انها قادره على الاحساس به هذا الغضب كاد يدفعها الى عنف كانت متأكده انه غريب عن طبيعتها ...اللعنه عليه واستدارت فى فراشها لتطفئ المصباح القريب.
غرفه الافطار كانت واسعه مشمسه ولم تستطع منيرفا الا ان تعجب بالطاوله الخشبيه الصفراء اللماعه واخذت تتفحص سطحها الصقيل بأصابعها لكنها سرعان ما رفعت بصرها لترى ماركوس يراقبها من تحت حاجبين سوداوين كثيفين مقطبين فقالت معلقه بصدق وهى تخفض يدها اسفل الطاوله:
-لديك اثاث رائع بمنزلك
لكن رده لم يجعلها تشعر بالراحه اذ قال ساخرا:
-كلها قطع منتقاه وغاليه الثمن جمعت عبر اعوام
قالت ايفورى اوكيف شارحه
-والد زوجى استورد عده قطع من اوربا فى السنوات التى كانت فيها تجاره الخيول مزدهره هذه الطارله مثلا اشتراها منذ اربعين عاما حين كنت انا واياه فى شهر العسل فى فرنسا
-لا يستطيع احد ان يصدق انها قديمه هكذا
رد ماركوس ساخرا مره اخرى:
-هذا لان والدتى تعتنى بكل قطعه من الاثاث كأنها الكنز الثمين
ردت ايفورى كأنها تدافع عن نفسها :
-هذا لاننى احب الخشب اى نوع منه
امتدت يد ماركوس الضخمه لتمسك يد امه:
-اعرف هذا يامى ولسوء الحظ لا يشاركك الكثيرون حبك لما تقدمه لنا الطبيعه
ابتسم لأمه فعلت اشياء غريبه فى اعماق منيرفا القساوه المتحجره فى عينيه استبدلت بدفئ حنون لكن التحول كان قصيرا ورفضت ان تفكر بما قد يحدث اذا ابتسم لها هكذا يوما ما
من كرسيها المتحرك اخذت ايفورى تصدر التعليمات الى الخدم وتتفقد المؤن ثم ادارت الكرسى بمفردها لتطل على الحديقه والحقول التى ورائها ولم تستطع منيرفا الا ان تحسدها على الجنه الهادئه التى تدعوها بيتها
وصل ماركوس من عمله فى المزرعه فى الوقت الذى كان الخدم يقدمون فيه الشاى وطقطقت الكرسى الخيزران تحت ثقل جسده وهو يجلس على مسافه قصيره من منيرفا وصب الشاى ثم تحدث الى والدته لكن حديذهما توقف فجأه عندما توقفت سياره رياضيه بيضاء امام الشرفه تماما وقفزت فتاه صغيره لها شعر اسود طويل وجسد انيق جميل الحنايا من السياره لتسير بنشاط وخفه فوق السلم الحجرى نحوهما كانت فى العشرين من عمرها تقريبا عيناها بلون بنى فاتح وفمها الاحمر الشهى منفرج بأبتسامه كانت موجهه فقط لماركوس الذى جلس يراقب تقدمها بأبتسامه خفيفه
-يبدو اننى وصلت فى الوقت المناسب للشاى
جذبت كرسيا لتجلس بجوار ماركوس حين جلست توجه نظرها الى ايفورى اوكيف
-رائع ان اراك فى منزلك ثانيه سيده اوكيف
لكن منيرفا احست بشئ من عدم الصدق فى صوتها واجابت السيده اوكيف :
-شكرا لك لويزا اقدم لك الانسه منيرفا هذه لويزا ماكجيل مزرعه والدها لاتبعد كثيرا من هنا
تبادلت الفتاتان التعارف بأدب ثم قالت لويزا:
-سامحنى ياماركوس ان كنت مخطئه لقد كنت اظن انك طلبت خدمات ممرضه مسنه
التوى فم ماركوس بسخريه وجالت عيناه فوق منيرفا وهو يقول:
-وهذا ما كنت اظنه تماما لكن يبدو ان خالى قرر العكس.......
قاطعته امه بحده:
-وانا مسروره لهذا
خلال الصمت القصير الذى تلا احست منيرفا بنوع من العداء بين المرأه والفتاه سرعان ما التفتت اليها لويز مبتسمه :
-عذرا آنسه فالارن لم اقصد ان اكون فظه
-لم يزعجنى هذا أنسه ماكجيل فانا اعى تماما واقع اننى لست كما كان يأمل السيد اوكيف ان اكون
لاحظت لويز بسرعه نظره العداء التى اطلقها ماركوس نحو منيرفا فشدت انتباهه بسرعه وسهوله:
-حبيبى هل كنت جلفا مع الانسه فالارين؟
وقف فجأه وقال لها:
-اشربى الشاى لدى شئ اريد ان اريك اياه
بوزت لويز بشكل جميل:
-انت مستبد ماركوس ولست ادرى لماذا اتحملك
رد بأقتضاب حاد:
-هل انت قادمه ام لا؟
وابتعد الى السلم الموصل الى الممر الخارجى بسرعه ابتلعت لويز ما تبقى من شايها ووقفت:
-اراكما لاحقا
وسارعت لتتعلق بذراع ماركوس ويختفيان وراء المنزل......
فقالت منيرفا :
-انها جميله
-ومغروره فأنا اعرفا منذ ان كانت فى السادسه من عمرها ولا استطيع ان اقول اننى احببتها يوما
-ولكن ولدك يبدو مولعا بها
-انها الفتاه الوحيده التى يمكن التساهل معها منذ........
صمتت ايفورى فجأه وهزت رأسها الرمادى
-صبى لى فنجان من الشاى ولنتحدث عن اشياء ساره اكثر
لويزا ماكجيل الفتاه الوحيده التى يمكن التساهل معها منذ ...منذ متى؟...عده احتمالات تصاعده الى رأس منيرفا لكنها قررت اخيرا ان هذاا الامر لا يعنيها اطلاقا
بعد ظهر ذلك اليوم وصل زائران آخران قدمت منيرفا الى كاتلين اوكيف وابنها ستيفن كاتلين كانت امرأه نحيله كئيبه ذات ابتسامه جاهزه اما ابنه ستيفن كان طويلا نحيلا اسمر البشره وفى عينيه الرماديتين نظره جوع تلاحق منيرفا اينما استدارت وهنا لم تكن تدرى اتشعر بالاطراء ام الحرج لكنها فى النهايه قررت على تجاهله قدر الامكان
خلال تناول الشاى جذب كرسيا مقتربا منها ليقول:
-اخبرينى منيرفا هل اقمت سابقا فى مزرعه مواشى؟
-لا ابدا
- ولا اظنك بعد قد تمكنت من التجول فيها ؟
-لا لم يتح لى الوقت بعد
-يجب ان تطالبى ماركوس ان يريك المزرعه فليس هناك اى شئ عن الخيول والمواشى لا يمكنه اخبارك به
-انا لا احلم ان اتطفل على وقت السيد اوكيف هكا اضافه الى هذا انا مشغوله جدا
-بكل تأكيد لديك وقت لنفسك اثناء النهار
-يبدو انك نسيت سيد اوكيف اننى وصلت البارحه فقط !
-اجل نسيت وسيشرفنى لو ناديتنى بستيفن وفرى السيد اوكيف لماركوس
رفعت نظرها لترى ان ماركوس يرمقها بعدائيه ولسبب لا تعرفه ابتسمت للرجل ابتسامه دافئه اكثر مما كانت انا تنويه
-شكرا ستيفن
تشجع ستيفن ليقول:
-ارجو ان تقبلى دعوتى الى بيشوب ستون فى يوم قريب؟
ترددت لكن الى وقت قصير :
-سأحب ذلك كثيرا
فيما بعد ذلك المساء وبعد ان تركت منيرفا السيده اوكيف مرتاحه تابعت ماركوس فى الممر خارج غرفه امه لكنه بدل ان يفسح لها الطريق لتمر اوقفها:
-هل وجدتى ابن عمى مسليا؟
-وجدته ودود ومؤدب
-ستيفن ودود وموؤدب نحو اى شئ يرتدى تنوره ويجب ان احذرك مع هذا انه لا يعتمد عليه وليس ذلك(( اللقطه الماليه))
تصلبت منيرفا على الفور واحست ببروده تجتاحها
-شكرا لتحذيرك لكنه ليس ضروريا اطلاقا
سخر منها:
اتعتقدين هذا؟
-لا اعتقد هذا فقط لكننى متأكده منه
-اذن انت تأملين فى اصطياد سمكه اكبر هه؟
-ما الذى يجعلك متأكدا هكذا سيد اوكيف باننى اسعى لاصطياد رجل لنفسى؟
-اصطياد احمق مسكين وتعليقه بحبل هو اساس وجود النساء
-لك رأى سئ بالنساء عموما سيد اوكيف ام ان هذا رأيك فى لوحدى؟
-كل النساء سواء يظنون انهن حين ينبشن مخالبهن فى رجل يستطعن فعل ما يشأن فيه
-وهل اوصلتك الانسه ماكجيل الى ان تفعل بك ما تشاء؟
ساد صمت متفجر تركها متسائلا عما اذا كانت قد تمادت اكثر من اللازم ثم قال ببرود:
-ارجو ان تتركى لويزا خارج مناقشتنا يا انسه
-وهل لى ان افهم ان رأيك الوضيع بالنساء يسيثنيها؟
-لويزا فتاه مميزه جدا
-هذا ما يبدو
ارتسم شبح ابتسامه على شفتيه :
-هل استشف السخريه فى صوتك؟
ردت ببرود:
-لم تكن السخريه فى نيتى سيد اوكيف والان لو تسنح اود الصعود الى غرفتى
بدا لها انه سيتجاهل طلبها لكنه تنحى جانبا فصعدت السلم بسرعه لكنها كانت تحس بعينيه تحرقان ظهرها الى ان ابتعدت عن انظاره وادركت ان من المستحيل تجنب شخص مثله وهى تعيش تحت سقف واحد معه والسماء وحدها تعلم كيف ستتمكن من تحمله فى الاسابيع القادمه
بعد تأكدها من راحه مريضتها وحصولها على كل ما تريد فى الصباح التالى خرجت منيرفا بناء على الحاح السيده اوكيف تتمشى نحو الحظائر حيث وجدت كوبر يتفحص اكواما من عشب الغصه المخصصه للعلف رفع قبعته العريضه حين رأى منيرفا:
-صباح الخير انسه
-صباح الخيركوبر
-لماذا لا يوجد سوى ثورين فى الحظيره؟
-اخرجهم الرعاه الى الحقول انسه انه موسم التزاوج فى هذا الوقت يكون الثور مؤذيا اذا حوصر بالسياج لذلك نتركها لوحدها فى الحقول وهذا ثور وبقره وليس ثورين
-وهل هى مؤذيه لهذه الدرجه؟
-آنستى!لقد شاهدت فى ايامى ثورا يمزق امعاء رجل لذك يجب ان تبتعدى عن امثاله ايام التزاوج فهو خطير
تحول اهتمام منيرفا نحو الثور والبقره داخل الحظيره البقره كانت مخفوضه الرأس ترعى وبدا انها تحاول جذب انتباه الثور الذى استجاب على الفور وتقدم مسرعا منها يخور بقوه...... لكنها كمعظم النساء اظهرت فجأه عدم الاهتمام وابتعدت عنه فاسرع خلفها
هب هواء خفيف بارد وقبل ان تستطيع شيئا طار الشال عن كتفيها ودفعه الهواء داخل الحظيره ولو كان اى شال اخر لما اهتمت بأستعادته لكنه ذلك الشال الذى اهداها اياه غاى قبل وفاته ولا يمكنها تركه هناك ليتمزق تحت اقدام المواشى
كان الحيوانان عند مؤخره الحظيره وبحساب بسيط للمسافه قررت ان من السهل استعاده الشال والعوده الى البوابه لكن الثور كان سريعا فى النظر الى الشال الملون الملقى على الارض يتلاعب الهواء به فرفع رأسه متوترا يراقبه... لكن الوقت فات امام منيرفا لتتراجع وقررت انها لا تزال قادره على استرجاعه بسرعه
-اخرجى ياآنسه !اخرجى من هنا بسرعه!
كان كوبر يصيح من مسافه عنها لكنها تجاهلته عمدا فاسرعت الى حيث الشال والتقطته بسرعه عن العشب لا يمكن ان يكون الثور الآن لم يشاهدها بعد فتقدم منها مهددا رافعا اذنيه ضاربا الارض بحوافره الاماميه وصوت الخوار يخرج منه سرعته كانت لاتصدق وشلها الخوف وقفت هناك دون حراك تواجه الثور المنقض وشالها الملون فى يدها المرتجفه قلبها يعلو حتى يصل الى حلقها
-اركضى انسه .........اركضى !
صوت كوبر الحاد المرتفع اعادها الى صوابها فنظرت نظره اخيره الى الحيوان ثم ركضت وكأن الشيطان بنفسه يجرى فى اعقابها فيما بعد لم تتذكر ما حصل بالضبط لكنها وجدت كوبر امامها وبيده غصن شجره كبير يلوح به فى وجه الثور النافخ
-قفى خلفى انسه قفى خلفى
احست بضجيج فى اذنيها للحظات ظنت انها ستفقد الوعى لكنها فعلت ما قاله لها وباعجوبه اوقف الثور عند حده بتلويح الغصن فى وجهه بينما اخذ يتراجع ويدفعها خلفه نحو الامان وعلمت دون شك انها واجهت الموت لبضع لحظات بسبب عملها الارعن ...... لكنها واجت نوعا اخر من الموت حين قبضت يد ضخمه على ذراعها وشدتها جانبا وصاح ماركوس راعدا:
-تأكد من اقفال الباب بأحكام كوبر
دون انتظار تنفيذ اوامره قاد منيرفا بخشونه نجو شجيره بعيده قليلا وما ان اصبح تحت فيئها حتى اوقفها بحده وادارها نحوه:
-ماذا كنت تفعلين بحق الشيطان؟
-انا اسفه..... لكننى...... استطيع التفسير...
-انا منتظر
مرتجفه من رأسها حتى اخمض قدميها قالت:
- لقد طار الشال عن عنقى الى الحظيره والحيوانان كانا يرعيان بعيدا ففكرت ان من الامان ان اتسلل بسرعه لاستعيده
تفسيرها وقد اصبح كلامها بدا لها سخيفا ولا بد من انه فكر فى ذلك فنظر اليها بأحتقار:
-اذن ظننت نفسك قادره على التغلب على سرعه ثور تصل الى اكثر من اربعين كيلومترا فى الساعه؟
-لم افكر بهذا.....اسفه
-وما هو المهم فى هذا الشال على اى حال؟
-انه......هديه
-يالهى.........اكاد اخنقك
امسك بها بكلتا ذراعيه واخذ يهزها حتى احست ان عنقها سينكسر وصاح:
-اتدركين ان عاطفتك الغبيه كادت ان تكلفك حياتك؟
-انت......انت تؤذينى
عضت شفتها لتمنع نفسها من البكاء فتركها فورا بقوه ارسلتها الى الخلف لتتعثر وتصتدم بجذع الشجره وصاح بها امرا:
-ارجعى الى المنزل واذا كنت ستصرين على التصرف كطفله غير مسؤله اقترح عليكى ان تبى بعيدا عن الحظائر فى المستقبل.
احست انها بلهاء تماما لكنها تعلقت بما تبقى من كرامتها وشجاعتها المشتته فسارت متصلبه الى المنزل تحس ان عيناه الحارقتان اللامعتان المحتقرتان تلحقان بها فى كل خطوه متعثره تخطوها


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : حب غير متوقع اكبر تجمع روائي لروايات احلام وعبير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وتفوح من طيب الثناء روائح..! رويدا محمد عدسات وفلاش كاميرات الأعضاء ( تصويرُنا ) 26 05-04-16 02:52 PM
اليمن :قبر عشرينية يمنية تفوح منه روائح عطور مميزة اللورد يحيا أخبار من الصحف المحليه والعالميه 8 08-30-13 11:23 PM
اكثر مكان غير متوقع لبناء السينما لقيت روحي قسم الصور والرسوم العامه 11 05-03-12 05:20 PM
آسف على عطل المنتدى الغير متوقع ~ M.ahmad ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 1 06-08-10 08:41 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا