منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-23-15, 05:14 PM   #127
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



9- طقس الحب الغائم
صادقت جولي الفتاة الأيطالية الصغيرة في المستشفى , لم تكن تريزا تحسن اللغة الأنكليزية , ألا أن جولي أستطاعت التفاهم معها , وأعتادت تناول طعام الغداء مع تريزا , وقد أكتسبت ثقة الفتاة فحدّثتها عن بيتها وأشقائها وشقيقاتها الذين يصغرونها سنا , وأحضرت جولي لها الصحف والفاكهة كما حرصت على زيارتها دائما فلولاها لما كانت لتريزا أية صلة بالعالم الخارجي.
وأصبحت جولي معروفة في العنبر الذي تحدثت فيه ألى فولنسكي , عندما حضرت ألى المستشفى لأول مرة و وعرفت أسماء بعض المرضى , كما عرفت أصاباتهم , وكانت تغض النظر عندما تراهم يلعبون الوراء من وراء ظهر الراهبات , وتقبل شكواهم وتخدمهم بروح طيبة.
وفي أحد الأيام وصلت جولي ألى المستشفى في وقت متأخر , لأنها تأخرت في النوم وأحست بصداع , بالأضافة ألى أن الأمور كانت تسير على نحو سيء في هذا اليوم , فقد أنقلب السطل في الممر , وأغلق باب الصيدلية على أصابعها , وبحلول وقت الغداء أحست بالأعياء , ورغبت في العودة ألى المنزل لتأوي ألى فراشها وتستريح.
وذهبت ألى المطبخ كما تفعل عادة بعد تقديم الغداء للعنبر لتأخذ الصينية لها ولتريزا وبدا شعرها مبللا بالعرق , فأزاحته خلف أذنيها , ووضعت يدها على جبينها .قال الطاهي وهو ينظر أليها بقلق :
" عودي ألى منزلك بعد تناول الغداء , فأنت مرهقة , ولو مرضت فلن تستطيعي تقديم المساعدة لأي أحد".
وأبتسمت جولي أبتسامة صغيرة وقالت:
" أنا بخير , ولكي سوف أعود بعد قليل ألى المنزل , أشعر بصداع فظيع".
تابع الطاهي بصوت رقيق:
" أذهبي ولا تعودي غدا أذا لم تشعري بتحسن , فليس هناك ما يضطر فتاة جميلة مثلك ألى أرهاق نفسها من أجل هؤلاء الوحوش الذين لا يحسون بأي أمتنان ".
وحملت جولي الصينية التي وضع عليها الطاهي طبقين من حساء اللحم وطبقين من فطيرة التفاح , وبدا الممر طويلا , وأحست بثقل قدميها , وتنفست الصعداء , عند وصولها ألى غرفة تريزا , ودفعت الباب بقدمها ودخلت الغرفة بخطى بطيئة .
ورأت رجلا واقفا ألى جوار سرير تريزا وقد مال نحوها وهو يتحدث أليها , وسمعت جولي تريزا تضحك كما لم تسمعها من قبل.
قالت جولي:
" فيليب.....".
وتمنت لو أتسع وقتها لتمشيط شعرها قبل الدخول , ثم سقطت الصينية من يديها فتبللت قدماها برذاذ الحشاء وقالت وهي لا تكاد تصدق ما تراه .
" مانويل !".
" جولي!".
وحدّق مانويل في وجهها لحظة , ثم جلس القرفصاء بجوارها وهو يمسح السائل من على قدميها اللتيت كانتا ضعيفتين بحيث لا تشعر بالألم .
وقال مانويل ساخطا :
" لماذا يسخرك فيليب لهذا العمل القاسي؟".
وركل الصينية بقدمه , وأمسك بكتفيها وأخذ يهزها بعنف وقال :
" هل أنت بخير ؟ هل أحترقت ؟".
تخلصت من قبضته ومالت ألى الأرض , وأخذت تجمع الأطباق الكسورة بأصابع ترتجف , غير أن مانويل أرغمها على الوقوف وقال بغضب وبلهجة آمرة:
" أتركيه!".
ثم هز رأسه وقال :
" لم أصدق عندما أخبرني فيليب أن فتاة تدعى جولي كيندي تعمل في المستشفى , لم أصدق أنها أنت".
" حسنا .......حسنا , أرجو ألا يساورك وهم كاذب بأنني أتعقبك".
وأحنى مانويل كتفيه وقال:
" لم أقل ذلك أطلاقا.....".
" ولكن كلامك عنى ذلك".
وأدار وجهه وأدرك أن تريزا تنظر أليهما بأهتمام وقال:
" لم أقل شيئا يفهم من هذا , يا ألهي لماذا جئت ألى هنا؟ لا أقصد الساحل الغربي بل هنا في مستشفى فيليب , أنك لا تتقاضين أجرا أليس كذلك؟".
" كلا , ولكنني أجد لذة في عملي".
" غير معقول! في كل حال ,فلنذهب ألى أخير حتى يعطيك شيئا لأنك تبدين منهكة القوى".
وألتفت ألى تيريزا وقال وقد تغير صوته تغييرا ملحوظا :
" سوف أزورك مرة أخرى أيتها الصغيرة".
وقالت جولي وهي لا تدري كيف تصرف:
" وهذه الأشياء التي سقطت على الأرض؟".
" سوف ينظف البلاط شخص أخر , أما أنت فلن تفعلي ذلك".
كانت جولي متعبة فلم ناقشه , بل سارت خلفه بخطى بطيئة , بينما سار هو بخطوات واسعة في الممر , وأتجه ألى مكتب الأخت موران وبدا واضحا أنه يعرف المكان , وتساءلت ترى هل يزور تيريزا كثيرا ؟ وهل هو الرجل الذي أشار أليه فيليب؟ كلا ! هذا لا يتفق وفكرتها عن مانويل كورتيز , فسلوكه معها في العنبر عندما أرغمها على الوقوف هو ما ألفته منه وعلامة العنف التي تختفي وتظهر هي من سماته.

ونظر مانويل ألى الخلف عند أقترابهما من المكتب وقال:
" هيا يا جولي , أرجو أن يكون عند فيليب ما يساعدك على أستعادة نشاطك , فأنك في حاجة أليه , تبدين منهكة".
وكادت جولي تقول له أن وجهها شحب من هول مفاجأة رؤيته , فقد أثار كل أحاسيسها القديمة , كما أنها لم تنسى أن دولوريس أريفيرا تقيم معه , ومن المحتمل أن يكون قد أصطحبها ألى المستشفى , وتمنت ألا يكون الأمر كذلك .
ودهش فيليب عندما رأى أخاه , كما أدهشه أكثر أن يسمعه ينادي جولي بأسمها , ولم تحاول جولي توضيح الأمر له , لشعورها بأعياء شديد , وتفهمت الأخت موران الموقف تماما عندما قص عليها مانويل ما حدث , فخرجت على الفور لتشرف على تنظيف الأرض , وتقديم وجبة غداء أخرى لتريزا , وتركت جولي في صحبة الرجلين.
وقدّم فيليب كأسا كبيرة من العصير شربت جولي جزءا منها ثم دخنت سيكارة قدمها أليها مانويل , وبدأت تحس أنها في حالة طبيعية.
نظر فيليب ألى أخيه وهو يفكر ثم قال :
" أرى أنك تعرف جولي , لم تقل لي هذا عندما ذكرت أسمها بالأمس".
ردّ مانويل وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابا :
" لم أكن أعرف أنها جولي التي أعرفها , هل يهم هذا؟".
وهز فيليب كتفيه وقال:
" هذا يتوقف على جولي , هل كنت تعرفين أن مانويل شقيقي عندما بدأت العمل هنا؟".
قالت جولي الصدق بشيء من الضيق:
" كلا! لم أكن أعرف حتى بوجودك أنت أليس كذلك؟".
وأبتسم فيليب وقال :
" بالطبع لا".
وواصلت كلامها بحزم :
" ثم أنني لا أكاد أعرف مانويل , فلم نتقابل سوى مرتين في لندن , وأستطيع القول أن معرفتي بك أكبر من معرفتي بأخيك".
أومأ فيليب برأسه وقال:
" فهمت".
غير أن مانويل توقف عن السير فجأة وحملق فيها وقال:
" هل أنتهيت من هذا؟".
وأشار برأسه ألى الكأس التي أمسكت بها بيديها :
" شربت كل ما أريد أن أشربه , لماذا؟".
نظر مانويل ألى ساعة يده وقال:
" الساعة الثانية عشرة والنصف هيا فسوف تغادرين المكان معي".
ردّت جولي بشيء من التردد:
" لا أعتقد ذلك!".
" بل أنني على يقين من ذلك".
نظر مانويل ألى فيليب وكأنه يتحداه وقال:
" أن هذا لا يزعجك يا فيليب أليس كذلك؟ أعتقد أنها متعبة".
ونظر ألى ساعة يده من جديد وقال:
"سوف أوصلها ألى منزلها".
وبدا التردد على فيليب , ونظرت أليه جولي بتوسل وقالت:
" فيليب! أنا بخير لا تطلب مني أن أنصرف!".
وقال فيليب وهو يفكر فيما يقوله:
" فيما يتعلق باليوم , أعتقد أنه من الأفضل أن تنصرفي , فأنك مرهقة , ويبدو أنك قد أنفعلت كثيرا نتيجة لسقوط الصينية من يديك".
أرادت جولي أن تقول له أن سقوط الصينية من يديها لا صلة له بهذا الأضطراب العاطفي , بل أنها لا تكاد تحس بالأحتراق من السائل الساخن ولكنها فضّلت الصمت.
وألتوى فم مانويل بشراسة وقال:
" هيا بنا لنذهب".
ونظر أليها برهة قبل أن يدير المحرك , فأحست أن ثيابها غير مناسبة , فقد أرتدت بنطلونا أزرق وقميصا أبيض بدون أكمام وسترة وضعتها على كتفيها , أما شعرها الذي أزاحته ألى الخلف فقد تساقطت خصلات منه على وجهها.
قاد السيارة على طريق مرتفع ألى خارج المدينة ثم ألى الجنوب في أتجاه منزل بن وسار في منطقة لم ترها جولي من قبل , ونظرا لأضطرابها لم تستمتع بالمناظر الخلابة , كما أنها لم تستمع ألى خرير الماء وهو يسقط من الشلالات أسفل الطريق.
وأوقف مانويل السيارة أمام مطعم وألتفت ألى جولي وقال :
"سوف نتناول الغداء هنا , هل أنت جائعة؟".
ردّت جولي بصوت جاف بدون أن تلتفت ألى مانويل.
" لا أتذكر أنك سألتني أذا كنت أرغب في تناول الغداء معك؟".
وقال مانويل بغضب:
" لا تثيريني , أخرجي من السيارة.........".

وعلى الغداء قدم أليها مانويل سيكارة وقال :
" تناولنا الغداء معا ولم يكن ذلك فظيعا , أليس كذلك؟".
أبتسمت جولي وأجابت:
" أرجو ألا يتعرف عليك أحد فأن شكلي فظيع , وأشعر أنني أكلت حصانا ".
" يروق لي رؤية الناس يستمتعوم بالأكل , أن هذا أمر هام".
وأخذ نفسا من سيكارته وتابع:
" حسنا , ما رأيك في هذه البلاد؟".
" أنها رائعة , أشعر أنني في بلدي , الناس ودودون جدا".
وقال مانويل بجمود:
" لا سيما فيليب!".
وهزّت جولي كتفيها وقالت وهي تدافع عن نفسها:
" فيليب يعجبني , وأعتقد أنني أنا أيضا أعجبه".
وقال مانويل ببرود:
" أنا واثق من ذلك ! هل ترغبين في مزيد من القهوة , هيا بنا أذا؟".
ودخلت ألى السيارة التي بدت مقاعدها مريحة وكأنها سرير من الريش وأسترخت وهي ناعسة ,وأحست بالراحة ولم تهتم بالمكان الذي يذهبان أليه , وتوقعت أن يسألها مانويل عن عنوان مسكنها , غير أنه لم يفعل , بل أدار السيارة وأتجه بها ألى الساحل من جديد.
أخذها ألى شاطىء هادىء لم يكن به سوى رجل وأمرأته مع عدد من الأطفال يلعبون على حافة البحر , وكان الجو في ظهر هذا اليوم بديعا , فأخرج بعض المناشف من حقيبة السيارة قبل أن يقول :
" هل ترغبين في قضاء بعض الوقت على الشاطىء؟".
ونظرت أليه جولي وقالت:
" هل ترغب أنت في ذلك؟".
أومأ مانويل برأسه وقال :
" نعم , المكان هاديء هيا".
وأفترشا المناشف على الرمال , وخلع مانويل سترته ثم قميصه بدون حرج فكشف عن بشرته السمراء وأخرج نظارات شمس من جيب سترته ورقد بكسل على الأرض وقال وقد أحس بتوتر أعصابها :
" أسترخي".

وترددت جولي لحظة , غير أنها رقدت ألى جواره , ولفحت أشعة الشمس ذراعيها العاريتين ,فأحست بأن أعصابها أسترخت قليلا , ولم تفهم مانويل , لماذا يهتم بها اليوم ؟ لماذا هذه المعاملة الرقيقة منذ أن غادرا المستشفى؟ ما هدفه من ذلك؟ وأهم من ذلك كله ما هو وضع دولوريس أريفيرا ؟ هل تركها ليقضي بعض الوقت مع جولي لمجرد التغيير ؟ وبدت هذه الأفكار مقيتة , وأحست بعضلات معدتها تنقبض بينما أستدار مانويل وأخذ يتفرسها , وبدا المرح في عينيه وقال بصوت خافت:
" جولي , لم هذا الذعر ؟ أنك تتصرفين وكأنك تمسكين بذيل النمر ولا تستطيعين تركه!".
وفتحت جولي شفتيها في أبتسامة لا أرادية , وقالت له:
" كيف حال أبنتك ؟".
وعقد مانويل حاجبيه وقال:
" بيلار بخير , أشكرك".
وحرّكت جولي كتفيها وقالت:
" حدثني عن أسرتك , عن أشقائك وشقيقاتك ,ماذا يعملون؟".
" يوجد طبيبان في أسرتي , ومحام وخبيران فنيان وأثنان يعملان في صناعة البناء , هؤلاء هم أشقائي , أما شقيقاتي فتزوجن بما في ذلك أصغرهن تينا التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها".
وفجأة مد يده وأخذ يجذب مشابك الشعر من شعرها , فتساقط حول وجهها , وقال بصوت خافت:
" هذا أفضل! لا يعجبني مرفوعا ألى أعلى رأسك , شعرك جميل يا جولي , ناعم كالحرير ".
وأمسك بخصلة من شعرها ولفها حول أصابعه , وألتقت عيناهما فأحسّت جولي بعاصفة تهب فجأة في كيانها ألا أنها تماسكت قائلة:
" هل ستعود بي ألى البيت؟".
جلس مانويل واضعا ذراعيه حول ركبتيه وأخذ يفكر متطلعا ألى الواسع الممتد أمامه وقال :
" مثل كورتيز الشجاع عندما نظر ألى المحيط الهادىء بعينين مثل عيني النسر , بينما حملقت كل نسائه بعضهن في بعض وهن سابحات في الخيال".
ونظر أليها بسخرية وأحست بوجنتيها تحترقان وقالت بصوت جاف:
" أعتقد أن ما ورد في النص هو كل رجاله ".
وأسودّت عينا كورتيز وقال :
" أتصور أن صيغتي تناسب أكثر".
وقالت جولي محاولة أن تتمالك نفسها :
" لم ترد على سؤالي , أريد العودة ألى البيت".
فتمتم بصوت غاضب:
" أنك متعبة ........ هل تعرفين ذلك ؟".
فألتفتت أليه وقلت :
" أنا آسفة".
ونهض مانويل واقفا ونظر أليها وهو يضع القميص على كتفيه النحيلتين وقال :
" عرفت نساء كثيرات وكلهن متشابهات في الجشع والأنانية ولا بد أنك مثلهن ".
وقفت جولي أيضا وكانت غاضبة , وقبل أن يستطيع منعها صفعته على وجهه وقالت:
" لو أمكنني العودة وحدي ألى المنزل لفعلت".
ولاحظت البقع الحمراء التي ظهرت على وجهه من أثر الصفعة.
وقال مانويل بصوت بارد :
" صدقيني , ليس لدي أدنى رغبة في أن أصطحبك ألى المنزل".
" لا تفعل أذا".
وبدون أن تنظر ألى الخلف , صعدت جولي المنحدر حيث وقفت السيارة الكاديلاك , وبعزم طائش دخلت السيارة وضغطت على الزر فأدارت المحرك .
وبينما هي تفعل ذلك , رأت مانويل يقفز ألى أعلى المنحدر , غير أنه لم يتمكن من اللحاق بها , ترى لماذا تغضبه على هذا النحو كلما تقابله؟ ولماذا يتصور دائما أنه يستطيع أن يعاملها وكأنها فتاة رخيصة ؟
وأتخذت قرارا آخر , وأتجهت مباشرة ألى سان فرانسيسكو , , ثم ألى المستشفى حيث أوقفت السيارة الكاديلاك بموقف السيارات , ثم أنصرفت بسرعة قبل أن يتعرف عليها أحد , وركبت تاكسي ألى منزل بن وتنفّست الصعداء وهي تدفع الأجرة.



 


قديم 09-23-15, 05:15 PM   #128
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



10- ترويض النمرة
أقسمت جولي ألا تعود ألى المستشفى بعد لقائها بمانويل , وبعد يومين أصطحب بن سامنتا والطفل ألى منزل أحد الزملاء ليمضوا اليوم عنده ,فوجدت أمامها يوما كاملا من الفراغ تستطيع أن تفعل فيه ما يروق لها.
ذهبت ألى المستشفى وكانت مستعدة أن تقص على فيليب كل ما حدث أذا لزم الأمر , ولكنه كان في غرفة العمليات , عند وصولها ألى المستشفى , وأستطاعت العمل بهدوء طوال الصباح , ومع ذلك تساءلت عما أذا كان مانويل أخبر فيليب بما حدث بينهما , وما أذا كان أوضح له علاقته بها ؟
وشاهدت فيليب بينما كانت تتناول الغداء مع الأخت موران في مكتبها , كان يبدو مرهقا وكأنه قد أجهد نفسه كثيرا في العمل , وأحست جولي بالقلق عليه وقالت وهي تنهض واقفة:
" أجلس , يتعين عليّ أن أعود ألى عملي".
وألتقت عينا فيليب بعينيها فقال:
" كلا! لا تذهبي".
وأنتقلت نظرا الأخت موران بينهما وقالت وهي تبتسم :
"حسنا أنني ذاهبة في الحال , هل أحضر لك الغداء يا دكتور؟".
وأبتسم فيليب للراهبة وقال :
" ليس الآن ".
وأومأت الراهبة برأسها وخرجت.
نظر فيليب ألى جولي وتنهّد ثم جلس على المقعد وقال:
" ماذا حدث؟".
وأحمرّ وجه جولي وقالت:
" ماذا تعني ؟".
" هل قضيت وقتا ممتعا مع مانويل؟".
" ألا تعرف ما حدث؟".
" كلا , فمانويل لا يقص عليّ مغامراته , تهمني معرفة سبب وقوف السيارة الكاديلاك في موقف المستشفى , فهي لا تزال في مكانها".
وحاولت جولي أن تخفي قلقها وقالت:
" هل هذا صحيح؟".
" نعم , أرى أنك تريدين أبلاغي بما حدث ولن أرغمك".
وتنهد من جديد وقال :
" كيف تعرّفت على مانويل؟".
وقصّت جولي عليه بعض تفاصيل علاقتها بمانويل , وقال فيليب بصوت فيه شيء من السخرية :
" أفهم الوضع الآن فمانويل بالطبع يجب أن يحيط نفسه بالنساء الجميلات ".
وأعترضت جولي قائلة وهي تشعر بوجنتيها تحترقان :
" العلاقة بيننا ليست ذات أهمية , فلم نتقابل سوى مرتين".
" صحيح ؟ ومع ذلك جن جنونه عندما شاهدك بالمستشفى , لماذا يا ترى ؟ فهو لا يهتم بالنساء بعد ما ........ كان يتعيّن عليّ أن أفهم أنك لست من هؤلاء الفتيات , على كل أنسي الموضوع وولنبدأ بداية جديدة , هل توافقين على ذلك؟".
وتنفست جولي الصعداء وقالت:
" أوافق ".
واصل فيليب كلامه وقال:
"قال لي مانويل أنك تقيمين مع بنديكت بارلو وزوجته , هل هذا صحيح؟".
" كيفأمكنه معرفة ذلك؟".
رد بصوت جاف:
" مانويل يتوصل ألى معرفة كل ما يريد أن يعرفه , أعتقد أنه سأل بن , وبن كما تعلمين لا يمكنه التهرب من الأسئل , في كل حال مانويل ماهر في سحب الناس!".
وضحك وأضاف:
" أقصد بلغة رمزية بالطبع".
" فهمت .....يؤسفني أنني لم أخبرك بذلك من قبل , فلم أرغب في أن يعرف مانويل بوجودي هنا حتى لا يتصورني أتعقبه ".
ويبدو أن فيليب فهم الموقف , فلم يستمر في أستجوابها , وعادت ألى المنزل عصرا لتجد أن سامنتا وبن لم يعودا بعد ألى المنزل".
ويبدو أن فيليب فهم الموقف , فلم يستمر في أستجوابها , وعادت ألى المنزل عصرا لتجد أن سامنتا وبن لم يعودا بعد ألى المنزل.
كان الجو جميلا في هذا المساء , كشفت النوافذ الكبيرة عن الشمس التي تلونت باللونين الأحمر والذهبي , وبدت كأنها قد أنصهرت فأصبحت سائلا على الأفق , بينما أمتلأت السماء بالظلال الوردية والزرقاء.

أخذت جولي حماما ولبست فستانا ضيقا من الكرميلين الذهبي له فتحة عنق كبيرة وكمان يغطيان ثلاثة أرباع ذراعيها , ثم أعدت لنفسها وجبة خفيفة , وبينما جلست في الشرفة لشرب القهوة , سمعت صوت سيارة تقف أمام المنزل , سارت نحو المدخل متوقعة أن ترى بن وسامنتا , ولكنها شاهدت من خلال زجاج الباب أن السيارة من طراز الكاديلاك.
وخفق قلبها هل هي سيارة مانويل ؟ هل هذا سبب سؤاله عن عنوان مسكنها . هل أراد أن يحضر أليها ويتحدث معها ؟ ثم أليس هذا أنسب وقت لذلك؟ لا بد أن بن أخبره أنه سيقضي اليوم مع سامنتا عند أسرة مرديث , فقد أمضى بن اليوم السابق في سايبروس ليك , والمعروف أن بن يبوح بكل ما في صدره.
وفكّرت في أن تنكر وجودها بالمنزل , ألا أنها وجدت أنه من الأفضل أن تقابله حتى تتفادى مواجهته في مكان عام , وعندما فتحت الباب فوجئت بفيليب وليس مانويل الذي حضر أليها , وكان الأعياء يبدو عليه كأنه منهك القوى , وذلك يتناقض وما عرفته عنه ففيليب يجد متعة في علاج مرضاه ولا يكل من العمل.
ودعته ألى الدخول وقالت:
" يا ألهي! ما بك يا فيليب؟".
تبعها فيليب ألى غرفة الجلوس وأرتمى على مقعد منخفض , ثم فك أزرار ياقته ومسح شعره بيده وقال:
" هل كنت تعرفين بأننا سوف نجري العملية لتريزااليوم ؟".
" كلا!".
ثم عقدت حاجبيها وقالت:
"لم أذهب ألى المستشفى في اليومين السابقين , يبدو أن الأمر فاتني , ولكنني رأيت تيريزا هذا الصباح ولم تخبرني بشيء".
" أعرف ......فرغم أنها طفلة شجاعة ألا أن فكرة العملية في حد ذاتها كانت تخيفها ".
" ماذا حدث؟ ما الخطب؟".
" لم تعد تيريزا بالمستشفى , حضر أبوها ألى المستشفى ظهرهذا اليوم وأخرجها".
" أخرجها من المستشفى ؟ لم فعل ذلك؟".
" لا أدري , كنا قد أعددناها لأجراء العملية , ولم تكن في حالة تسمح بنقلها , وفكرت في اللجوء ألى الشرطة , غير أنني خشيت أن يؤثر هذا الفتاة الصغيرة".
" كيف أستطاع أن يغعل ذلك؟".
وهزّ فيليب رأسه وقال وهو يخرج علبة السكائر من جيبه ويشعل سيكارة .
" لديّ بعض الشكوك , فقد كان أسم المحسن منذ البداية موضوع نزاع بيننا , أن والد الفتاة لا يهتم بها , ألا أنه أدرك أنه لو عرف أسم المحسن لأستطاع الحصول على أموال طائلة من الصحف أذا أفضى أليها ببعض التفاصيل .....على الأقل هكذا أعتقد ".
" يا للفظاعة , وهل تعتقد أنه قد توصل ألى معرفة أسم المحسن الآن؟".
" كلا ,لا أعتقد ذلك , ولكن أذا أجريت العملية لن يهتم أحد بتريزا لا سيما أذا كتب لها الشفاء , عندئذ لن يكون هناك مجال لأثارة عطف الجماهير بنشر الصور في الصحف والمجلات".
وقالت جولي وقد أثار ما سمعته أمتعاضها :
" يا له من شيء فظيع ! والرجل .... المحسن ....هو مانويل , أليس كذلك؟".
" نعم , هذا صحيح , ومانويل لا يحب الدعاية وأن أعتقدت غير ذلك".
" أعرف ذلك , والآن ماذا يحدث؟".
" هناك أحتمالات عديدة , قد ينشر والد تيريزا الخبر ويشوه الحقائق على النحو الذي يخدم مآربه ,وهو لا يهتم بأمر أبنته أو بشفائها ويمكنه أن يخلق المشكلات بقوله أنه لم يوافق على أجراء العملية وأنه أنقذ أبنته من أيدينا".
" ولكن هذا شيء مضحك ! من يصدق ذلك؟ ليس هناك ما يؤيد هذا الأفتراء , وفي كل حال , فأنت كنت ستشفي تيريزا من علتها ".
" يا عزيزتي جولي أنت طفلة لطيفة وساذجة , تجهلين تماما الأساليب الملتوية التي يلجأ أليها رجال الصحافة للحصول على خبر مثير ويتعين عليّ أن أفكر في الموضوع , وأذهب ألى والد تيريزا بنفسي لأحاول التوصل ألى أتفاق معه ".
وشعرت جولي أنها لا تستطيع مساعدته , وغضبت ألأن تيريزا وقعت في قبضة من لا يهتم بأمرها ويحرمها من فرصة الشفاء علتها .
وأمعت فيليب النظر فيها ثم سألها فجأة :
"حدثيني عن علاقتك بمانويل يا جولي".
" لقد أخبرتك , فليس هناك ما يضاف ألى ما قلته ".
" ولكنني أعتقد أن هناك الكثير".
وهزت جولي رأسها وقالت بعدم أكتراث :
" لا تحاول أن تحل مشكلاتي , فلك ما يكفيك من المشاكل ".
وأخذ فيليب نفسا من السيكارة وقال :
" حسنا أين بن وزوجته؟".
" ذهبا لزيارة أحد الأساتذة , أعتقد أسمه مريديث".
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" ميريديث؟ أنني أعرفه".
وساد الصمت فترة وأضفى الظلام على الغرفة جوا من الهدوء , وفجأة سمعا صوت سيارة في الممر المؤدي ألى المنزل ,وقالت جولي:
" أعتقد أن سامنتا وبن قد حضرا".
" هل يضايقك أن أكون هنا؟".
" بالطبع لا , فأنت تعرف بن وسوف تعجبك سام , فهي لطيفة للغاية".
وأتجهت جولي ألى الباب لتفتحه وأضاءت الأنوار وهي في طريقها , فقضت على الجو الشاعري الذي ساد الغرفة بعض الوقت , وأرتبكت حين رأت الرجل الواقف أمامها , وصاحت وهي لا تكاد تصدق عينيها:
" مانويل!".

ونهض فيليب واقفا , غير أن مانويل أتجه بسرعة ألى غرفة الجلوس فرأى الكؤوس على المائدة الجانبية , وأعقاب السكاير في المنفضة والأنوار التي أضيئت للتو.
أغلقت جولي الباب وتبعته ألى غرفة الجلوس ووضعت يديها خلف ظهرها حتى لا يلحظ مانويل أنها ترتجف , وقالت ببرود:
"لماذا تشرفنا بهذه الزيارة ؟".
وتجاهلها مانويل وقال بصوت حاد لفيليب :
" ماذا تفعل هنا يا فيليب ؟ لا أعتقد أنكما تتحدثان عن العمل في الظلام؟".
ولكن جولي غضبت وصاحت :
" كيف تجرؤ على توجيه هذا السؤال؟ أنني أرحب بوجود فيليب ولا أرحب بوجودك أنت".
وقال مانويل وهو يوجه كلامه ألى أخيه بصوت خافت أمر لا يقبل النقاش:
" أرغب في محادثة جولي على أنفراد".
ثم أضاف بصوت ساخر :
" هل يضايقك ذلك؟".
فقال فيليب بهدوء:
" لا أعتزم مغادرة المكان وأنت في هذه الحالة غير أنني سوف أترك الغرفة لعدة دقائق لأنني أشعر بالحر وأريد أن أغتسل أذا سمحت لي جولي بذلك".
ونظرت جولي ألى فيليببيأس وقالت:
" لا داعي لهذا يا فيليب , يستطيع مانويل أن يقول ما يريده في وجودك ".
وهز فيليب رأسه وقال:
" أهدأي يا عزيزتي , فسوف أكون بالحمام ,والآن أرجو أن ترشديني أليه".
وأوصلته جولي ألى الحمام , ثم عادت على مضض ألى غرفة الجلوس , فوجدت مانويل واقفا بالشرفة وهو يحملق في المحيط الذي بدت مياهه مضطربة في ضوء القمر ,وقالت جولي:
" حسنا , ماذا تريد ؟".
" أنت تعرفين سبب مجيئي , حضرت في الصباح فلم أجد أحدا بالمنزل , ولم أعرف مكان أقامتك سوى أمس".
وبدت جولي هادئة برغم أضطرابها وقالت :
" هذا ما فهمته".
وأشعل مانويل سيكارة وأمعن النظر فيها وقال :
" هل تدركين أنه كان من المحتمل أن تلقي حتفك في هذه السيارة؟".
" أنني أجيد قيادة السارات ".
وقال مانويل وقد نفذ صبره :
" لست على دراية بقيادة سيارة بهذه القوة , يا ألهي! عندما رأيت السيارة تتجه أل الطريق هالني أن أتخيّل النتائج التي قد تترتب على ما أقدمت عليه".
" لم يحدث مكروه كما ترى , ولا يوجد خدش في السيارة".
" لا تهمني السيارة بشيء!".
" كيف عدت؟".
" أوقفت سيارة مارة ".
وأخذ نفسا عميقا من السيكارة وقال:
" أخبرني فيليب بمكان السيارة , لم أقل له القصة , ولكنني أتوقع أنك أخبرته".
وقالت جولي بغضب:
" لم أقل شيئا , وأعتقد أنه يتعين عليّ الأعتذار لتصرفي الصبياني ".
وقال بصوت لاذع:
" هكذا تتصرفين دائما".
" حسنا , أنك تعاملني وكأنني....".
وتوقفت أذ عجزت عن نطق الكلمة .
وتمتم قائلا:
" كفى! أنا أعرف بالضبط كيف أعاملك!".
وشعرت جولي بالأهانة وقالت:
" ألا يضايقك أن تعرف أنك تتصرف تصرفا منفرا ؟".
" لا يهمني ذلك في كثير من الأحيان".
وأشاحت جولي بوجهها .
وأذهلها أذ قال :
" تعالي ألى سايبرس ليك".
لم تكن تتوقع هذا الطلب فحملقت في وجهه بدهشة وقالت:
" لا , لا أشكرك ".
وهز مانويل كتفيه وقال :
" ألا يهمك ذلك؟".
وقالت بصراحة تامة :
" بل يهمن , قال بن الكثير عن المكان , ولكن ذلك لا علاقة له بالموضوع ".
" لماذا؟ هل أنت خائفة؟ سوف أقيم حفلا بعد بضعة أيام , وسأرسل دعوة لبن وسامنتا , يمكنك الحضور معهما أو مع فيليب بالطبع".
" لا أعتقد ذلك".
قالتها وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه.

وأحست أنه تحرك , وشعرت بنفسه الدافىء على عنقها , وقبضة أصابعه القوية على كتفيها وهو يجذبها نحوه ويتمتم بصوت أجش قائلا:
" يا ألهي! لماذا أرغبك يا جولي؟".
وكادت أن تعجز عن مقاومة صوته الساحر , غير أنه عندما أدارها لتواجهه ومال برأسه عليها , غافلته وأبتعدت عنه قائلة:
" لا تلمسني".
وهزّ مانويل رأسه وقال بصوت مكتوم :
" أكاد أقتلك في بعض الأحيان!".
وقالت وهي ترتجف :
" لماذا حضرت ألى المنزل ؟ أنك تعلم أنه لا يوجد كلام آخر بيننا , ولن تربطني بك علاقة من أي نوع , وأذا تصورت أن أهتمامك بي يرضي كبريائي فذلك غير صحيح".
وقال بعنف:
" أسكتي ".
" لن أسكت".
قالتها وهي ترتجف قليلا , غير أن فيليب دخل ألى الغرفة , فأبتعدت عن مانويل وأشعلت سيكارة , وقال مانويل:
" يمكنك الآن يا أخي أن توضح لي سبب مجيئك ألى هنا".
وهو فيليب كتفيه وقال :
" كنت سأخبرك بالأمر , حضر أبو تيريزا ألى المستشفى ظهر هذا اليوم وأخرجها , وهي في حالة لا تسمح بنقلها لأننا أعددناها للعملية".
وهوى مانويل بقبضة يده على باطن يده الأخرى وقال:
" لماذا؟ لماذا؟".
وشرح له فيليب الأسباب , وذرع مانويل الغرفة جيئة وذهابا بوجه متجهم وهو يدخن السيكارة , وأستجمعت جولي شتات فكرها بينما حال أضطرابها دون أستماعها للحديث الذي دار بين الشقيقين , وشعرت بالأرياح أذ سمعت مانويل يقول أنه سوف ينصرف.
وأوصله فيليب ألى الباب ثم قال أنه هو أيضا يعتزم الأنصراف.
وقالت جولي وهي تأسف لأنصراف فيليب :
" ألا يمكنك البقاء بعض الوقت؟ قد يتأخر بن وسامنتا".
وقال فيليب برقة:
" لديّ عمل , وعليّ درس ما يمكننا أن نفعله للطفلة, مانويل ليس في حالة تسمح له بأن يتصرف في الموضوع ,ويجب أن أكون بجانبه حتى أساعده , مانويل شديد الأهتمام بتريزا ويرغب في شفائها".
وقالت جولي بحماس:
" ألا نرغب كلنا في ذلك؟".
ثم قالت وبتردد:
" فيليب".
ونظر أليها وقال:
" نعم؟".
" هل تعتقد أن مانويل يحب دولوريس أريفيرا؟".
وزرر فيليب معطفه وهو شارد الذهن ثم قال :
" مانويل لم يحب أمرأة في حياته".
" لكنه يخرج معها ".
" هذا صحيح,ولكن يجب أن تدركي يا جولي أن دولوريس فنانة ,وأن لهما ميولا مشتركة وهي تتفهم عمله , وأعتقد أنها تحب مانويل وهي ليست مروضة كما أنها غير قابلة للترويض , العلاقة بينهما ترجع ألى زمن بعيد , وبرغم أنها تراقبه وكأنها نمرة تدافع عن شبلها , ألأ أنهما غير متفاهمين , أذا كان هذا ما تقصدينه".
وبلعت جولي ريقها وقالت:
" هذا ما أقصده".
" لماذا تسألين؟".
وهزت جولي رأسها وقالت:
" لا أعرف".
" لعلك تدركين أن حبك لمانويل يعتبر قمة الطيش؟".
وبلعت جولي ريقها من جديد وقالت:
" نعم , أفهم ذلك , أنا لا أحب مانويل , فليست لنا أية ميول مشتركة , بل أنني أمقته لموقفه من النساء , ولكنني معجبة بالجهود التي يبذلها من أجل المستشفى الجديد , ومن أجل تيريزا".
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" مانويل جل سخي , وهناك أمرأة واحدة يحبها وهي بيلار , وأعتقد أنها دائما المرأة الوحيدة في حياته".
وأبتسمت جولي وقالت:
" أشكرك يا فيليب , لا بد أنك تعجب لفضولي".
" كلا , أثار مانويل دائما أهتمام النساء , غير أنني لا أريده أن يسبب لك ألاما يا جولي".
" لن يفعل ذلك!".
قالتها بأستخفاف , ولكن بعد أن أن أغلقت الباب خلفه , وأستندت أليه لحظة أحست بالأعياء ,وفكرت بتصميم.....لا...لن أتألم الآن .........كان هذا في الماضي فقط".


 


قديم 09-23-15, 05:17 PM   #129
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




11- أحبك...... أحبك...... أحبك

لم تستطع جولي رفض الدعوة ألى سايبرس ليك منذ رغب فيليب في حضورها الحفل , وكان عليها أن تحضره وألا أثارت شكوكه بشأن مشاعرها أتجاه مانويل , وسامنتا أيضا تحمست للفكرة وحثت جولي على أصطحابها , قائلة أن السيدة سيراكس ستبقى مع توني , وهذا الحفل هو الأول الذي يحضرونه منذ وصولهم ألى الولايات المتحدة.
وكانت الرحلة ألى سايبرس ليك تستغرق ساعة لذلك لبست الفتاتان البنطلونات والقمصان على أن ترتديا ملابس السهرة عند وصولهما , وركبوا جميعا بسيارة فيليب وجلست جولي وسامنتا في المقعد الخلفي.
ومروا بمنطقة وعرة غير أنها رائعة الجمال وجلست جولي على طرف مقعدها طوال الطريق تستمع بأهتمام بالغ لما يقوله فيليب.
وكانت سايبرس ليك تقع وسط عدة أفدنة في جزر مونتري , وقد سلطت الأنوار الكشافة عليها فلمعت البحيرة في الضوء الخافت ببريق معدني , وكانت غرف الجلوس خلت من معظم الأثاث , بينما أمتدت موائد الطعام بطول الشرفة وبطول الفناء المؤدي ألى البركة.
وأوقف فيليب سيارته بين مجموعة كبيرة من السيارات ولكنه قاد الفتاتين ألى سلم جانبي وصعدوا ألى الطابق الثاني , حيث فتح فيليب بابا أدّى ألى غرفة نوم تليها حمام , وقال بهدوء:
" لا تسرعا فالوقت لا يزال مبكرا".
" شكرا يا فيليب".
قالتها جولي وهي تبتسم ثم تبعت سامنتا ألى الداخل.
وأفرغتا الحقائب وأغتسلتا ثم أرتدا ملابسهما وزينتا وجهيهما بمستحضرات التجميل.
" أليست الغرفة جميلة؟".
قالتها سامنتا بصوت خافت وهي تنظر حولها ثم أضافت:
" أفادتنا معرفة فيليب ,يا ألهي! يا له من سرير رائع!".
وكان السرير من الأسرة ذات الأعمدة الأربعة والسقف , وقد أنسجم في ضخامته مع الخزانة الكبيرة والسجاد الأحمر والستائر التي كانت بلون الكهرمان.
وأومأت جولي برأسها وقالت:
" هل أنتهيت؟ هل ننزل ألى الحفل؟".
وفي الطابق الأسفل وجدتا بن وفيليب ينتظرانهما , بينما وقف ألى جوارهما مانويل الذي كان يرتدي حلة السهرة البيضاء التي أبرزت لونه الأسمر , ورمق مانويل جولي بنظرة أعجاب وشعرت بالسعادة لأنها أشترت الثوب الجديد , فقد كان واضحا بلا شك أنه يلائمها وكانت عينا مانويل داكنتين غامضتين وهما تستقران عليها.
وتحدّث بلطف ألى سامنتا فأثار أحترامها , وقال لفيليب:
" أصطحب جولي وأصدقاءها ألى الشرفة حيث ألحق بهم في وقت لاحق".
ورقصت سامنتا وبن على أنغام شرائط التسجيل , وأنتقل الخدم الذين لبسوا السترات البيضاء بين المدعوين يقدمون لهم كؤوس الشراب , وقدّم فيليب جولي ألى بقية أسرة مانويل.
ونسيت جولي أسماءهم على الفور , غير أنهم رحبوا بها وكادت أن تنسى بيلار لولا وقوفها بينها وبين فيليب وقالت بيلار :
"أهلا بالعم فيليب , هل يعجبك ثوبي؟".
ورمقت جولي بنظرة فاحصة وأضافت:
" أنني أعرفك , أليس كذلك؟ فأنت جولي كيندي , لقد حضرت ألى الشقة في لندن لتقابلب أبي".
وأحمر وجه جولي , فقد تعمّدت بيلار أن تتحدث بصوت مرتفع , فهي تقصد الحديث بصوت عال عن المقابلات التي تبدو سرية.
وقال فيليب بهدوء:
" بيلار , أبحثي عن تينا وزوجها , فهما من سنك , أما جولي فسوف أبقى أنا معها".
وتحّدث فيليب بصوت رقيق وحازم , فرمقت بيلار جولي بنظرة وقحة ثم أنسحبت .
وبدت جولي مرتبكة ولكن فيليب قال لها:
" أسترخي يا جولي , فأنا أعرف بيلار جيدا , أن ما قالته يفسّر شيئا لي".
" ماذا تعني؟".
" أعني علاقتك بمانويل , هو الذي تهربين منه ؟ أليس كذلك؟".
وأدارت جولي وجهها وهمست:
" فيليب ! أرجوك!".
" مانويل لا يتزوج نساءه ,أليس كذلك؟".
قالها فيليب بصراحة بدون أن يتعمد القسوة.
وقالت جولي بصوت مكتوم:
"لست من نساء مانويل !".
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" أعرف ذلك , وهذا يوضح سبب خوف بيلار منك".
" بيلار تخافني , يا للهراء".
" أنها تخاف منك , فعندما تتعمد بيلار الوقاحة يعني هذا أنها خائفة , قهي لم تعش كل حياتها مع مانويل , ولا تنسى ما عانته من أمها , وهي تغار على أبيها , وتريد الأستئثار به , وتدرك أنه طالما ينال مانويل غرضه من المرأة التي يرغبها فهو لن يتزوجها ".
وتذكرت جولي عدم مبالاة بيلار بدولوريس أريفيرا.
وواصل فيليب حديثه فقال:
" ربما ظننت أن الواقع يختلف بالنسبة لك , غير أنني أحذّرك يا جولي ألا تنخدعي , فأنا أحب مانويل ولكنني أجهل أخطاءه".
" وأنا أيضا لا أجهلها".
وأفرغت كأس الشراب وقالت :
" هل تحضر لي كأسا أخرى ؟".
وأومأ فيليب برأسه وأمسك بالكأس وتوجّه ألى غرفة أخرى , ونظرت جولي حولها بقلق , وتمنت ألا يشاهدها مانويل حتى لا يثيرها بتعليقاته اللاذعة وأهاناته المستترة.


وأحست بأصابع تمسك بذراعها , وبأظافر حادة تلمسها , وأنتفضت لأنها كانت مستغرقة في خيالها.
وألتفتت وراءها فرأت دولوريس أريفيرا , وقد لمعت عيناها بالحقد وقالت ساخرة:
" حسنا , حسنا , يا آنسة , من توقعت , مانويل؟".
وهزّت جولي رأسها , ولكنها لم تستطع أن تشيح بوجهها بعيدا عن عيني دولوريس , شعرت أنها أشبه بأرنب خدّرته أفعى.
وأبتسمت دولوريس أبتسامة با هتة وقالت:
" مسكينة أنت يا آنسة كيندي , فلا يمكنك أخفاء شعورط , فأنت كتاب مفتوح بالنسبة لي , هل تعرفين أنني أدرك ما بقلبك وأنك تتشوقين ألى مانويل , أليس كذلك؟".
وأمتقع وجه جولي وقالت بصوت خافت حتى لا تلفت الأنظار أليهما :
" أتركي ذراعي من فضلك".
" لم أتركه ؟ لو فعلت ستسرعين ألى السيد فيليب الرجل الشهم , وتطلبين منه أن يصطحبك ألى المنزل لشعورط بالتعب , أليس هذا صحيحا؟".
وحاولت جولي التخلص من قبضة دولوريس , غير أن الأصابع التي أمسكت بذراعها كانت صلبة كالفولاذ.
ومرّت دولوريس بطرف لسانها على شفتيها ونظرت حولها حتى تتأكد من أن أحدا لا ينصت وقالت:
" لندخل في الموضوع أذا يا آنسة , دعيني أقدم لك نصيحة لمصلحتك , هل تفهمينني؟".
وأشتد غضب جولي وتمنت أن يعود فيليب لينقذها لأنها أحست أن غضبها شيء عاطفي ,وقد يسيطر عليها , وهي بالطبع لا تستطيع أن ترى أحدا يسخر منها ولن تسمح بذلك , وتوسلت قائلة:
" أرجوك , ليس هناك كلام بيننا , ولا أريد أن أسمع شيئا عن العلاقة بينك وبين مانويل , فأنا أعرف كل شيء ".
وضحكت دولوريس وقالت:
" أعرف أنك تتوقين ألى تحسين علاقتك بمانويل برغم نشأتك البرجوازية الحقيرة ,وهذا واضح لبيلار ولي ولمانويل , تعقبته من لندن أملا في أن يغير رأيه , أخبرني في لندن أن العلاقة بينكما قد أنتهت , ولكنك تواصلين مطاردته , أليس عندك كبرياء يا آنسة؟".
وشحب وجه جولي وأتسعت عيناها ولمعتا بالدموع وقالت:
" هل قال لكذلك؟".
" بالطبع يا عزيزتي , فهو يبوح لي بكل شيء ,كل شيء".
وأستطاعت جولي أخيرا التخلص من دولوريس أريفيرا , ووضعت يدها على عنقها أذ شعرت بالغثيان , وعجبت لحماقتها حين تصورت أن مانويل رجل محترم.
وكانت قد تمالكت أعصابها عندما عاد فيليب , ورفضت أن تؤكد أتهامات دولوريس أريفيرا فيما لو طلبت منه أبعادها عن الحفل , فأخذت الكأس وحاولت أن تبدو طبيعية.
وبدا السرور على وجه فيليب وقالت له جولي:
" لم طال غيابك؟ أين كنت؟".
وأبتسم فيليب أبتسامة عريضة وقال:
" كنت أتحدث مع مانويل".
ولم يلحظ وجه جولي الشاحب وأستطرد قائلا:
" لم أره منذ يومين , وقد أخبرني الآن أن تيريزا ستعود غدا ألى المستشفى ".
ونسيت جولي مشكلاتها وصاحت:
" رائع! شيء رائع!".
" نعم , أليس كذلك؟".
" ولكن كيف حدث ذلك؟ ....... أعني ........هل نشر والد تيريزا القصة في الصحف؟".
وضحك فيليب وقال:
" كلا , لم يفعل شيئا من هذا القبيل , فقد عومل والد تيريزا كما يعامل هو الآخرين".
" ماذا حدث بالضبط؟".
" كلّف مانويل مخبرا خاصا بالتحري عن جويليو رينالدي ,وهذا أسم والد تيريزا , ولم تكن مثل هذه الفكرة لتخطر على بالي , وكشفت المعلومات التي تم الحصول عليها عن علاقة رينالدي بشخص مشبوه أبعد عن البلاد وتراجع رينالدي عند مواجهته بهذه الوقائع , أذ أنه لا يرغب في أبعاده هو أيضا , وهكذا تم التوصل ألى أتفاق عن طريق أبتزاز معنوي صغير".
" هل رأيت تيريزا؟".
" لا, ولكن مانويل قابلها ويقول أنها في صحة جيدة , وأعتقد أننا نستطيع أجراء العملية في غضون أيام".
ولم تنسى جولي كلمات المرأة الأسبانية دولوريس أريفيرا , ولا مضمونها فيبدو أن لمانويل شخصيتين , شخصية الرجل السخي الذي يراعي الآخرين , وشخصية الرجل القاسي الذي أحبّه ودمّر حياتها.
ولم تلمس جولي الأكل , فقط تمنت أن تنتهي السهرة حتى تعود ألى المنزل وتنسى ما حدث , وبعد العشاء طلب المدعوون من مانويل الغناء , فعزف على الغيتار بينما صاحبه على الفلوت والطلبة أثنان من المدعوين , كما عزف قطعة من موسيقى الفلامنكو ,وأخيرا غنى أغنية جديدة بروعة.
وحملقت جولي في وجهه وهو يغني ويقول:
" أبقي معي
فأنني أتوق ألى لمسك.
وأنا أحبك كثيرا.
ولا يوجد شيء لن أعطيه أذا قلت أنك ستعيشين معي.
أبقي معي.
يا حبيبتي ,فأنت وحدك تخلقين كل أمل لي في الحياة , وأذ ا أفترقنا
فلن أكسب أبدا , أعطني الحب وقولي مرة ثانية أنك سوف تبقين معي دائما ".
وألتقت عينا مانويل بعيني جولي عبر الغرفة فوق رؤوس المدعوين الذين أخذوا يصفقوا له بحماس.
وأدارت جولي وجهها , وتعثرت قدماها وهي تتجه عبر المؤدي ألى البحيرة , حيث وجدت طريقا ضيقا للمارة , فسلكته فأنتهى بها ألى كشك لمعت قبته التي كانت على هيئة مئذنة , في نور القمر .ونظرت ألى دال الكشك فرأت الأرائك التي أمتدت بطول الغرفة كما شاهدت أيضا طاولة منخفضة وضعت فوقها مجلدات الموسيقى , وجلست جولي على الأريكة وتصفّحت بعض الأوراق , ثم مالت ألى الخلف أذ أحسّت بالأعياء وساد الغرفة جو هادىء , فأسترخت وغلبها النعاس ثم سمعت وقع أقدام بالخارج , وفوجئت ببيلار تقول:
" أنت هنا أذن , أنني أبحث عنك".
" تبحثين عني ؟ لماذا؟".
" أريد أن أتحدث أليك".
" حسنا ؟ ماذا تريدين ؟".


وترددت بيلار لحظة ثم قالت:
" أنت مغرمة بأبي , أليس كذلك؟ لا تحاولي الكذب , أنني أعرف العلامات الآن ولدي تجارب كثيرة".
وبلعت جولي ريقها وقالت:
" أن الأمر لا يعنيك".
وقالت بيلار بغضب:
" الأمر يعنيني أذا تعلق بأبي , فأنت تطاردينه , وقد تبعته من لندن".
وهبّت جولي واقفة وقالت:
" أرجوك , لقد أنتهت العلاقة بيني وبين أبيك".
ورمقتها بيلار بأحتقار وقالت:
"لا تحولي خداعي .... أفهم ما يدور بخلدك ".
وقالت جولي بتخاذل:
" ماذا أقول حتى تصدقيني ؟ أنا لست.... ليس هناك أية علاقة بيني وبين أبيك".
" لا تقولي ذلك , لماذا كانت دولوريس في هذه الحالة العصبية أذا؟ ولماذا لا يهتم بها أبي؟".
" هراء ما تقولينه. مانويل ودولوريس منسجمان , وأعتقد أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يدركا هذه الحقيقة ويقررا الزواج".
وبدا التوتر على وجه بيلار , وكأن الأمور لا تسير على النحو الذي أرادته وقالت:
" لا أصدقك , فذلك من تأليفك , أبي لن يتزوج دولوريس أريفيرا".
وحاولت جولي أن تخرج من الغرفة غير أن بيلار أعترضت طريقها وقالت:
" قولي لي , كيف توصّلت ألى هذه المعلومات ؟".
" أرتركيني أخرج , فكفاني ما سمعته منك ومن دولورس ومن أبيك".
وأزاحت بيلار , وجرت عبر الممر وهي لا تفكر ألا في الفرار , ألا أنها أصطدمت برجل أحتضنها وأمسك بها , فتخلصت من قبضته وكادت تبكي وهي تقول:
" أتركني , أتركني , فلا أريد أن أراك طوال حياتي".
وأمسك مانويل بذراعها وصاح:
" ماذا حدث؟ جولي أوضحي لي الأمر؟".
وحملقت فيه بغضب وهي تمسح دموعها بظهر يدها وقالت:
" أوضح الأمر لك؟ عليك أن تسأل أبنتك فهي تعرف كل الأجوبة , أن لها خبرة واسعة بهذه الأمور".
وضاقت عيناه وقال :
" بيلار؟ ماذا قالت لك؟".
" قالت الكثير ,ويكفيني ما سمعته من بيلار ومن دولورس أريفيرا , أتركني أذهب".
وجرت بعيدا عنه وتسلطت فكرة الهروب عليها , وتمنت العودة ألى أبيها أخطأت عندما جاءت ألى كاليفورنيا وكانت تعرف في قرارة نفسها أنها سوف تقابل مانويل.
ورأت الشرفة من خلال الأشجار , وأرادت أن تتجنب الأنضمام ألى المدعوين , فألتفتت حولها وخرجت ألى حيث وقفت السيارات ,وبدا سهلا أن تركب سيارة , فهي تريد أن تعود ألى المنزل , كان في أستطاعتها أن تطلب سيارة أجرة لو عثرت على كشك تلفون , فالساعة الحادية عشرة ولم ينتهي الحفل ألا بعد ساعات طويلة تكون قد تحدثت خلالها ألى سامنتا بالتلفون من المنزل.
وسمعت صوت البحر بعد أن تركت الممر المؤدي ألى المنزل , ولم تعد المناظر الخلاّبة تهدىء الآلآم التي يثيرها التفكير في مانويل , ورفضت التفكير ببيلار كورتيز , وما أشارت أليه بصوتها الساخر الذي لا يزال رنينه في أذنيها , وقررت العودة ألى أنكلترا فور أنتهاء أجراءات السفر , وفكّرت في فيليب وعملها بالمستشفى وكيف أن الأرهاق الجسماني نفسه لا يكون كافيا في بعض الأحيان للنسيان.
وأختبأ القمر وراء الغيوم فبدا الطريق مظلما مليئا بالظلال , وخفتت الأصوات المنبعثة من الحفل بأبتعادها عن المنزل , ولم تقطع مسافة طويلة عندما شعرت بضوء سيارة خلفها وأبتعدت عن الطريق وأتجهت بسرعة ألى الأشجار , فأزعجت حيوانا وقف في الظلام بعينيه الحمراوين من ضوء الكشاف فصرخت جولي بينما تملك الحيوان المذعور أثر الأقتحام المفاجىء لعزلته فوثب ألى الطريق , وسمعت جولي صوت الفرامل وصفير توقف الأطارات على الطريق ثم سمعت صوت أنزلاق معدني أذ أنحرفت السيارة عن خط سيرها متجهة نحو الشجر , ورأت وهي تضغط على وجنتيها بيديها السيارة وهي ترتطم بجذع شجرة ثم تميل ألى جانبها وتتوقف , وتسمرت في مكانها لحظة ثم جرت ألى الأمام , وحاولت بدون نجاح أن تفتح باب السيارة , فلم تستطع , وسمعت نفسها تجهش بالبكاء وهي تشد بقوة في يأس محاولة أن ترى ما أذا كان الرجل بداخل السيارة ميتا أم حيا.
وتوقف قلبها فقد كانت سيارة مانويل وكان الرجل الراقدعلى عجلة القيادة هو نفسه والدم يسيل على خده.
وهالها ما رأته , ألا أنها تمالكت نفسها بقوة لم تكن تعرف أنها تملكها , فلا فائدة من الهلع , وأي تأخير يقلل من فرص نجاته , ولا فائدة من البكاء هنا , لقد عجزت عن القيام بشيء وحدها , فعليها أن تطلب المساعدة وعليها أن تترك مانويل يرقد في دمه وتذهب لتأتي بمن يساعدها , وأخذت تتضرع لله:
" ....يا رب ...... نجه .... يا رب ...... أنني أحبه...... أحبه ".
وجرت عائدة ألى منزل مانويل وقد أطلقا العنان لأحاسيسها المكبوتة.


 


قديم 09-23-15, 05:17 PM   #130
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



12- نداء القلب للقلب

وطوال الأسبوعين التاليين للحادث عاشت جولي في قلق , ونقل مانويل ألى مستشفى ستافورد بسان فرانسيسكو , حيث عولج من شرخ في الجمجمة وجروح عديدة وكدمات , وعرفت من فيليب أن أصاباته غير خطيرة , ألا أنها أعتبرت نفسها مسؤولة عما حدث.
فهي التي تركت الحفل وخرج مانويل باحثا عنها , وهي التي صرخت عندما رأت الغزال , فوثب ألى الطريق ليصطدم بسيارة مانويل.
ولم تستطع الأفضاء بما في قلبها لسامنتا التي تعمّدت العناية بتوني , حتى تستطيع جولي الخروج على النحو الذي تبتغيه , وهكذا قضت جولي معظم وقتها مع فيليب بمستشفى البحارة.
وبحلول نهاية الأسبوع لم يبق من مدة زيارة سامنتا وبن ألى كاليفورنيا سوى عشرة أيام , وكانا يتوقعان للعودة ألى أنكلترا.
ولم تهتم جولي سوى بأن تبقى حيث يكون مانويل فماذا تفعل أذا عادت ألى أنكلترا؟ هل تعود ألى المتجر وتستأنف علاقتها ببول؟
وتاق بن وسامنتا ألى قراءة الصحف البريطانية ,وألى شرب الشاي الأنكليزي , بينما لم يدرك حقيقة وضع جولي سوى فيليب الذي كان يتحدث عن مانويل كلما رغبت في ذلك.
كان فيليب يتردد على مانويل ليتحقق من حالته , وسألته جولي همّا أذا كانت الزيارات متاحة , فأخبرها بأنه بأستثناء دولوريس لم يسمح ألا بزيارة أفراد الأسرة , وأنقبض قلبها مدركة أن دولورس أحتلت من جديد مكانتها لدى مانويل.
وقال لها فيليب في يوم من الأيام بطريقة عرضية.
" سأل مانويل عنك , وخشي أن يكون قد صدمك بالسيارة لأنك كنت تقفين بين الأشجار , أليس كذلك؟".
" أنت تعرف ذلك ؟ فأنا السبب في الحادث".
" أنعطف مانويل بالسيارة ليتفادى الغزال , وأنت لا ذنب لك في هذا".
" بل أنا التي أفزعت الغزال".
وأكثر ما ضايق جولي هو أحتمال سفرها , بدون أن ترى مانويل , ولم تسألها سامنتا عن أسباب مغادرتها الحفل فجأة , فأفترضت أن فيليب قد أوضح لها السبب .
وأخبرها فيليب أن بيلار تعتقد أنها قد تسببت في الحادث وقال :
" أنها تلوم نفسها كما تفعلين ربما يكون من الأفضل أن تلتقيا".
وقالت جولي وهي ترتجف :
" لا أعتقد أن هذه ستكون فكرة طيبة".
" لماذا؟ أعتقد أن كلا منكما قد تفيد من الأخرى".
وبحلول نهاية الأسبوع دعاها فيليب ألى تناول العشاء بمنزله ليلة السبت وقال :
" لا يوجد مدعوون غيرك , أنت وأحدى سيدات الأسرة , أتصورك لا ترغبين العشاء في مطعم في الوقت الحالي".
وأقرت جولي رأيه ولم تسأل عمن تكون تلك السيدة أذ أرتاحت ألى قضاء الأمسية في صحبته , كانت شقة مانويل مليئة بالأثاث , لأنه كان من هواة جمعه.
وكادت أن تعبر عن أحتجاجها لفيليب عندما فوجئت بأن السيدة الثانية هي بيلار كورتيز التي بدت وديعة وصغيرة في ثوب الحرير الأخضر , ووقفت عند دخول جولي ألى الغرفة وحيّتها بهدوء وقالت:
" العم فيليب يرى ضرورة تعارفنا ".
أرتبكت جولي وقالت لفيليب :
" لم لم يخبرني؟".
" تعمّدت ألا أخبرك حتى تحضري , بيلار قدّمي مشروبا لجولي فأنني ذاهب ألى المطبخ".
وقدّمت بيلار كأسا من الشراب لجولي وقالت لها:
" أجلسي أرجوك أنني لن أعضك!".
وأمعنت بيلار النظر في جولي ثم قالت:
" أعتقد أنه يجب أن أعتذر أليك".
" لا أهمية لذلك".
" بل أنه أمر هام ....... أبي....".
" كيف حال أبيك؟".
" يتماثل ألى الشفاء وسوف يعود ألى البيت في غضون أيام".
ووقفت بيلار وقالت:
" أنا السبب , العم فيليب يقول أنك تلومين نفسك , ولكن لولا حديثي معك لما كنت......".
وقالت جولي بصوت خافت:
"بيلار , من المؤكد أنها لم تكن غلطتك , فلم يكن هناك ما يدعو ألى أن أخرج , في كل حال مانويل يتماثل ألى الشفاء".
" أبي لن يغفر لي ما فعلته؟".
" مانويل؟ لماذا؟".
" أنه يتظاهر بأن الأمر لا يهمه غير أنني أعرف أنه مهتم".


ودفنت بيلار وجهها في يديها وذهلت جولي ..... ثم وقفت ووضعت ذراعها حول الفتاة وقالت :
" يهمه ماذا يا بيلار؟ فلا أعتقد أن مانويل يلوم أحدا على الحادث ".
" لا أعني الحادث فوالدي ليس أنانيا".
وقالت بيلار بصوت مكتوم :
" أعرف ذلك يا بيلار, هل الأمر يتعلق بدولورس أريفيرا ؟".
وقالت بيلار بصوت مكتوم :
" كلا! لا يتعلق بدولورس , لقد طردها أبي عندما ذهبت لزيارته بالمستشفى , وفهمت الآن السبب أنني أحب أبي غير أنني أغار عليه , كانت حياتي قاسية في السنوات السبع الأولى , فلم تكن أمي تهتم بي , غير أن مانويل أنقذني من هذه الحياة ,وأراد أن يعوّضني عما قاسيته".
وقالت جولي بصوت خافت:
" بيلار , مانويل يحبك وليس ما يدعو ألى تخوفك , فلو أحب مائة أمرأة فسوف يظل يحب أبنته".
" أبي يكرهني الآن .....".
وحملقت جولي في بيلار قالت :
" لا أعتقد ذلك يا بيلار".
" بل لن يغفر لي أبعادك عنه , فلم أتدخل من قبل في شؤونه , غير أن الوضع أختلف فيما يتعلق بك , هل تفهمين؟".
وفهمت ما ترمي أليه بيلار , ألا أنها لم تصدق ما تضمّنه كلامها من معا.
وعاد فيليب ألى الغرفة , ووقف باباب وهو يقيّم الموقف وقالت لجولي:
" ألم أقل لك أنكما تحتاجان ألى تبادل الحديث؟".
وأبتعد بيلار , وعادت ألى الجلوس وقالت:
" ماذا سيحدث يا عم فيليب! هل يمكننا تسوية الأمور؟".
" بالطبع يا عزيزتي , مشكلتكأنك تتوقعين دائما أسوأ الأمور , وأعتقد أن جولي تفعل نفس الشيء – فجولي تعتقد أنها ليست ذات أهمية , وأنت تتصورين أن أباك سوف يتخلّى عنك أذا أحب أمرأة , بيلار يجب أن تكوني أكثر ذكاء".
وهزّت جولي رأسها وقالت:
" فيليب , ما أهمية ما يحدث بيني وبين بيلار؟ من الواضح أن مانويل لا يرغب في رؤيتي , وألا ما كان يقبل أن تمنعني من زيارته بحجة ضرورة شفائه قبل أن أراه".
وقال فيليب بصوت ساخر:
" أنت مخطئة , قلت لمانويل أنك لا ترغبين في رؤيته " .
وقالت جولي بدهشة:
" قلت له ذلك؟ ولكن لماذا؟".
وقالت بيلار بغضب :
" لأن هذا صحيح ألم تقولي ذلك للعم فيليب ؟".
وأنكرت جولي ذلك فقالت :
" بل أنني لم أفعل , فيليب أنت تعرف أنني رغبت في رؤيته , وقد سألتك أذا كانت الزيارة مباحة !".
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" أعرف ذلك".
وربّت على كتفيها وقال:
"لا تغضبي يا عزيزتي , لقد فعلت ذلك لصالحك , ويبدو أن خطتي نجحت , سمعت ما قالته بيلار , ولم تقله ألا بعد لأن مانويل غاضب عليها لأنك ترفضين رؤيته , وهو يعرف أنك على وشك مغادرة البلاد ويعلم أن لديه ألتزامات وأنه لن يستطيع الذهاب أليك في أنكلترا قبل مضي عدة أشهر , ويخشى أن يحدث شيء أثناء هذه المدة ".
وحملقت بيلار في فيليب وقالت:
" هل يعني ذلك أن جولي لم ترفض رؤية أبي ؟".
وقال فيليب وهو يضحك:
" هذا صحيح فلا داعي أذا لقلقك يا بيلار , ألا ترين أن جولي غاضبة مني؟".
وقالت جولي :
" لم فعلت ذلك يا فيليب؟".
" الخطة عادت بالفائدة على أخي المتعجرف الذي رقد بالمستشفى وهو يعرف أن الفتاة التي يرغبها لا ترغبه".
" ومتى أستطيع أن أراه؟".
" في أي وقت تستطيعين أن تذهبي أليه أذا شئت ".
" هل تعني ما تقوله؟".
" بالطبع ولكن يجب أن نتناول العشاء أولا".
وأعترفت جولي بصراحة :
" لا أستطيع أن أتناول شيئا ".
ونظرت ألى بيلار وسألتها:
" بيلار , هل ستأتين معي؟".
وهزّت بيلار رأسها وقالت:
" كلا , لن أزوره في هذه الليلة , وأعتقد أنه من الأفضل أن تذهبي أليه وحدك".
وقال فيليب:
" حسنا , هيا نذهب ألى مانويل وتستطيع بيلار ألنتظار دقائق قليلة حتى أعود".


كانت مستشفى ستافورد تختلف عن مستشفى البحارة , كانت كبيرة وحديثة , وأصطحب فيليب جولي ألى غرفة مانويل الخاصة في الطابق الثالث , كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة , وأخبرها فيليب أن مانويل يشاهد التلفزيون في هذه الساعة.
وترك جولي خارج الغرفة ودخل ألى مانويل وسمعت أصواتهما , وخرج فيليب وقال :
" لم أخبره أنك هنا , قلت له أن أحد أفراد الأسرة جاء لزيارته".
وقالت جولي:
" لم قلت له ذلك؟ أنني مضطربة!".
" أدخلي , وأركبي سيارة أجرة في العودة لتخبرينا بما حدث".
وأستجمعت جولي شجاعتها ودخلت ألى الغرفة فرأته راقدا على السرير وهو يشاهد التلفزيون , وعندما نظر أليها صاح بدهشة:
" جولي ! لقد جئت!".
وقالت بأرتباك :
" مانويل , كيف حالك؟".
" أنا بخير وأنت كيف حالك ؟ تعالي.......".
وقالت وهي تقترب منه :
" أنا بخير , جئت لأعتذر لك , فلم يكن هناك ما يدعو ألى الصراخ , وأنا آسفة لما حدث".
وهزّ مانويل رأسه وقال :
" أنا بخير , جولي , متى تسافرين؟".
" بعد أسبوع".
ومال بالسرير أتجاهها وقال:
" تعالي , أجلسي , أريد أن أحدّثك , لا تخافي يا جولي , أنا أعرف أنك لم ترغبي في زيارتي ,غير أنني أريد أن أحدثك عن شيء".
وخطت جولي ألى الأمام , وجلست على حافة السرير وأمسك مانويل بأحدى يديها ورفعها ألى شفتيه وقبّلها ثم قال:
" جولي لا أستطيع التفكير وأنت قريبة مني , وقد يرجع ذلك ألى كثرة الأدوية التي أخذتها".
وعضّت جولي شفتيها حتى لا تتكلم غير أنها قالت:
" مانويل , كدت أن تموت".
وحملق فيها وقال:
" هل يهمك ذلك".
" بالطبع , يهمني ..... يهم أي شخص".
" وأنا لا أهتم بأي شخص غيرك".
قالها وهو يتمتم بعنف ثم قال:
" جولي كدت أجن ...... تعالي ألى هنا".
وشدّها ألى جواره وأخذ يحملق في وجهها ثم وضع فمه على شعرها وضمّها بعنف , ولم تقاومه ووضعت ذراعيها حول عنقه وضمته أليها فقال :
" جولي لن أستطيع أن أكون رقيقا معك لو تصرّفت على هذا النحو".
ونظر ألى شفتيها المتوردتين وشعرها المتساقط حول وجهها وقال:
" يجب أن تتصرف بشيء من العقل , الممرضة سوف تدخل ألى الغرفة في أية لحظة ".
" بدأت تهتم فجأة بالمظاهر".
قالتها بصوت خافت وهي تتلمس خديه بيديها.


وأومأ مانويل برأسه وقال:
" نعم أنني أهتم بالعرف والتقاليد عندما أريد, جولي لم رفضت زيارتي من قبل؟".
وأمسك بأحدى يديها وقبّلها وقال:
" رقدت هنا لمدة ثلاثة أسابيع أكرهك تارة وأحبك تارة أخرى".
وأتسعت عينا جولي وقالت بحنان وتوسل :
"تحبني!".
أجابها ببساطة ورقة:
" نعم أحبك يا جولي , وأريد أن أتزوجك".
ثم وضع أصابعه على فمها وتابع هامسا:
" أسكتي ولا تقولي شيئا الآن , فلم أتصور أبدا أن أعرض على أمرأة الزواج بعد كنسويلا , غير أنني أحبك ألى حد الجنون , وأعتقد من الأفضل أن أتزوجك قبل أن تقضي على حياتي , أنك ترفعين حرارتي عندما أصاب بالحمى , وقد تسببين لي نكسة".
" مانويل!".
" نعم , وكذلك تهينيني على نحو لا يصدق أثناء عاصفة ثلجية , وتتركينني في شاطىء كوفورد بدون وسيلة للعودة , ثم أنك كدت تقتلينني في حادث سيارة , يتعين عليك أذا أن تتزوجيني , أليس كذلك؟".
وكان صوته خافتا وحانيا , وأجابت جولي:
" مانويل , رغبت في رؤيتك من قبل".
ثم تنهّدت وقالت :
" لا أستطيع أن أكذب عليك , منعني فيليب من الحضور أليك , أراد أن يخيب أملك ولو مرة , فلم يخبرني أبدا برغبتك في رؤيتي , وتصورت أن دولورس وأنت......".
وحملق مانويل فيها وقال:
" فيليب منعك! سوف أقول له رأيي فيه عندما أراه".
غير أنه كان يضحك وأدركت جولي أنه أرتاح لمعرفة الحقيقة , ثم قال :
" لقد ذهبت دولورس بغير عودة ".
" أعرف ذلك , أخبرتني بيلار".
ثم قالت بشيء من التردد:
"لم طردتها ؟".
" سألتها عندما زارتني عما قالته لك , فأخبرتني بيلار أنها شاهدتها تحدثك , وحيث أنني أعرف دولورس , توقعت أن تسيء التصرف".
وقالت وهي لا تكاد تصدق ما سمعته:
" وهل قالت لك ما حدث؟".
" لم تقل شيئا في أول الأمر , ولكن عندما صارحتها بأنني لا أفكر في الزواج منها أطلاقا , غضبت وقالت لي كل شيء , نها حادة المزاج ولكنها غير مؤذية".
وجذبته أليها وقالت:
" ضمني يا مانويل , فليس لدينا وقت كثير , وأنا أحبك كثيرا......".
وضمها مانويل أليه , ألا أنه سرعان ما دفعها برفق بعيدا عنه وقال :
" أستطيع الأنتظار ,ولكن ليس طويلا , فسوف نتزوج في أقرب وقت , ويستطيع والداك أن يأتيا ليحضرا حفل الزةاج , ولكنك لن تغادي البلاد , فلن أتركك تذهبين ألى لندن حتى لا تغيّري رأيك".
وقالت جولي وهي تحلم :
" لن أفعل ذلك".
ثم سوت شعرها وقالت :
" وبيلار , أرجو ألا تكون غاضبا منها , فهي تعسة للغاية وهي صغيرة , ولم يكن لها أن تتورط في هذه العملية , ماذا قلت لها؟".
وتنهد مانويل وقال:
" كنت تعسا أنا أيضا".
ثم تمتم قائلا :
" أنت أهم شيء في حياتي , أما بيلار فقد تصورت أنني أكرهها أذ أعتقدت أنها قد دمرت العلاقة التي تربطني بك , غير أنني كرهت نفسي أيضا , لا سيما أذ عرفت أن علاقتي بدولورس هي التي أغضبتك ,وأنت يا جولي هل يمكنك أن تقبلي بيلار رغم ما فعلته؟".
" نعم بيلار تحتاج ألى أمرأة ألى جوارها , أعتقد أنني أستطيع أن أساعدها ومن المؤكد أنها ستستطيع مساعدتي".
وقال مانويل بشيء من الفضول :
" كيف؟".
" حسنا أنها تعرفك أفضل مني وعندما تكون مسافرا سنظل أنا وهي معا يجمعنا جبنا لك.....".
قال مانويل وهو يمسك بيدها ثانية :
" عندما أسافر ستكونين معي , ولكنني أفكر أن أقلل من عروضي وأن أركز على التأليف ما رأيك؟".
ومالت جولي برأسها وقبّلت يده وقالت:
" طالما أننا معا ... لا شيء يهمني , مانويل قل لي لم تصرفت هكذا في لندن؟".
وتنهّد مانويل وقال:
" كنت أحس بتأثيرك عليّ وكنت أقاومك بشدة ".
" والآن؟".
وضحك برقة وقال :
" أنني كالمريض الذي يتعاطى المهدىء , لم أعد أستطيع المقاومة وأريد أن أستسلم , أنني أريدك كما لم أرد أحدا من قبل..........".
وأبتسم وقال:
" هل قلت لك أنني أحبك؟".
وهمست :
" قلها مرة ثانية ".
ولكن الممرضة دخلت في تلك اللحظة ,فوعدها مانويل قائلا :
" في وقت لاحق ......".
وعرفت جولي أن المستقبل كله لهما وحدهما......



تمت


 


قديم 09-23-15, 05:18 PM   #131
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



(( قيود الحـب ))


**روايات احلامي**




الملخص:

قد يبدو ان الوقت قد حان كي نتقابل في معركه فاصله مميته كانت هذه كلمات ايفا عندما علمت بخضور تشالز ايه ابي الذي من المؤكد سيدعم اخاه بيتر
فكلاهما شرير والشر اذا تحالف مع العقل يصبح قوه يحسب لها الف حساب فكثيرا ما تسببا لها في الام منذ ان كانوا اطفالا والان هما شركاء في العمل لابد ان تحسب كل كبيره وصغيره حتى لا تهزم في هذه المعركه


 


قديم 09-23-15, 05:19 PM   #132
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الفصل الاول
الحب والقيود
كانت ايفا لاتزال ترتجف من الغضب عندما رن الهاتف الداخلي على طاولتها ورفعت السماعه الى اذنها
-نعم؟
لوكان المتكلم هو بيتر فسوف ترفض باصرار التحدث معه واذا اصر فسوف تقفل الهاتف في وجهه...ولكن المتكلم كان سكرتيره بيتر
-السيد ايربي يود التحدث اليك انسه برايدن اعني السيد...
وقاطعتها ايفا بنفاذ صبر
-انا اسفه يا شالوت فانا مشغوله جدا في هذه اللحظات
-ارجوك قولي للسيد ايربي ان عليه ان ينظر الى موعد اجتماعنا بعد الظهر
واعادت السماعه مكانها بقوه مع ملاحظه ان يديها كانت ترتجفان اللعنه على بيتر ايربي1 اللعنه على اصرار ه المتغطرس مالذي سيقنعه انها سئمت مضايقاته؟
وفي جهد لتهدئه نفسها وقفت عن طاولتها وقطعت الغرفه الى النافذه وهي تاخذ انفاسا عميقه بطيئه..هذه الاحداث العريضه مع بيتر بدات تؤثر بها والحقيقه انها لم تعرف كيف تتصرف حيالها
وابتسمت ايفا بسخريه ما يحدث بعيد عن طبيعتها فعبر السنين تعلمت كيف تتصرف حيال كل شئ
ولمست تقطيبه خفيفه جبينها وهي تحدق من النافذه الى الارض الصامته الممتده امامها المغطاه بالثلج الهاطل حديثا لقد كانت السماء تهطل بالثلج منذ بضعه ايام ولاتزال والمروج كم حول البلده قد امتلئت بطبقه سمكيه من الثلج الابيض
فمها الناعم الممتلئ تكور قليلا انها تحب هذا المكان...هنا في قلب الريف انها مناظر مدهشه الجمال انها تحبها كما احبها ابوها من قبل كما احبت العمل في صناعه الديكور الداخلي والتي اورثها اياها ابوها...ولااحد وبالطبع لن يكون بيتر ايربى مهما كانت الوسائل التي يمكن انه يختارها ويمارسها ضدها يمكن له ان ينجح في دفعها الى خارج الشركه!
-اعتقدت انك مشغوله جدا؟لايبدو لي انك مشغوله!
لدى سماعها الصوت الرجالي الصادر من جهه الباب
التفتت ايفا بسرعه وقلبها يقفز في داخلها انها تعرف هذا الصوت الذي ارسل رعشه بارده في جسدها...
هكذا اذن!لقد تم استدعاء الاخ الكبير!لابد ان بيتر قد ارسل في طلب فرقه التدخل السريع
-اهلا بك تشارلز...ماذا جاء بك الى هذه البقعه من العالم؟
وهي تتكلم مدت يدها لترجع خصله شعرها الى وراء اذنها انه مجرد رد فعل دليل اضطراب اعصابها
فهي تفعل هذا دائما عندما تكون متوتره او خائفه
كان يقف يحدق بها من الباب ويداه مدسوستان في جيبي بنطلون بذلته الكحليه الانيقه لقد مضت ثلاث سنوات لم تقع عيناها عليه وحوالي الخمسه منذ تكلما اخر مره معا ومع 1لك وحسب ماكانت تشعر به فان خصامهما بدا وكانه بالامس
لم يتغير شئ...برزت لها فكرتان بسرعه انه لا يزال وسيما ياسر القلب كما كان...الشعر الاسود كمنتصف الليل المتموج...العينان السوداوان اللذان لاقرار لهما
واللتان تبدوا انه ينظر بهما الى اعماق نفسها..والانف المستقيم الشموخ...والفك المربع الثابت ...وتلك الطريقه التي يتفاخر بها بنفسه بغطرستهوكانه احد المحاربين القدماء من رؤساء القبائل العريقه
هذه كانت الفكره الاولى والتي غمرتها على الفور الفكره الثانيه ان الكراهيه التي كانت دائما تشعر بها نحوه لازالت متوهجه كما كانت...
-تبدين مختلفه!
كان تشارلز لا يزال يقف بالباب جسده الطويل القوي يملا المساحه من حوله بينما اخذ ينظر اليها بعينيه الطويلتي الاهداب وذلك للتعبير المالوف لديها الدال على التفوق يتراقص عند اطراف فمه العريض الجميل انها نظره تتذكرها ايفا جيدا..وكانت ايام البؤس
وابتسم متابعا كلامه
-لقد تغيرت نحو الافضل
ونظرت العينان الليلكيان اليه دون ان تطرفا
-هل تغيرت؟اتمنى لو استطيع قول نفس الشئ عنك
واتسعت بسمه تشارلز ممازاد توتر ايفا
-لقد امتلا جسدك وفي كل الاماكن المناسبه...
ودخل غرفه المكتب وهو يتكلم ونظرته تتجول فوق جسدها النحيل الخفيف بكامله بصدرها المرتفع وخصرها الاهيف البارز تماما من خلال ثوبها الكشميري الذي يحاكي لون عينيها ثم تابع:
-وقصصت شعرك قليلا وهذا ما يعطيك مظهرا مميزا وانيقا
وضاقت عيناها


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : حب غير متوقع اكبر تجمع روائي لروايات احلام وعبير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وتفوح من طيب الثناء روائح..! رويدا محمد عدسات وفلاش كاميرات الأعضاء ( تصويرُنا ) 26 05-04-16 02:52 PM
اليمن :قبر عشرينية يمنية تفوح منه روائح عطور مميزة اللورد يحيا أخبار من الصحف المحليه والعالميه 8 08-30-13 11:23 PM
اكثر مكان غير متوقع لبناء السينما لقيت روحي قسم الصور والرسوم العامه 11 05-03-12 05:20 PM
آسف على عطل المنتدى الغير متوقع ~ M.ahmad ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 1 06-08-10 08:41 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:37 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا