شخص مريض أشعر بأن ضغطي يرتفع كلما رأيته أمامي.

جامعة العلوم في صنعاء يوجد لها فرع خاص بالطالبات و هو الذي أدرس فيه حالياً،
المفترض أن لا يدخل لها أي رجل غير الدكاترة والمسؤولين!،
لكنني كلما ذهبت للمكتبة أرى شخص تصرفاته تثير ضجري،
كثير حركة،
مريب،
لكنني أظنه دكتور لدينا فأتجاهل الأمر،
يخرج و يدخل فجأة دون أن يتنحنح حتى -بعكس باقي المسؤولين-،
و ذلك لأن أغلبنا ملثمات و عندما نكون فتيات وحدنا نزيحه،
لكن اليوم اختلف الأمر!،
فقد وجدت صديقتي تضحك فجأة،
ما بك؟!،
تقول انظري للرجل هناك،
نظرت فوجدت بيده "مجلة" و عينه تذهب تارةً لليمين و تارةً لليسار،
لا أعلم هل هو هنا ليقرأ أم ليملاً عينيه؟!،
أم أن هناك غرض آخر لا أدركه؟!،
ثم هل من المعقول أن آتي للمكتبة لأتصفح مجلة؟!.

يقف،
يمشي،
تارةً أمامنا و تارةً خلفنا،
و ما زال يوزع النظرات بين الجميع واحدة تلو الأخرى،
وقاحة!!!!،
استفزني،
نهضت من طاولتي قاصدةً المسؤولة و قد كانت ترتب بعض الكتب،
سألتها عن إذا ما كان موظفاً هنا،
أجابتني بأنه "مشترك" في المكتبة،
لكن أليس من المفترض أن تكون مخصصة للبنات بما أنها جزء من الجامعة؟!،
أجابت بأن لا!،
تحدثت معها عنه قليلاً و ما رابني فيه،
و يبدو أنه سمع الحوار فنهض من مكانه و اقترب ليمثل بكونه يشرب ماءً -يرتشفه بالأصح- ،
فقررت أن أُنهي حديثي معها و أعود لمكاني.

أكثرر ما يجعلني غاضبة من تصرفاته هو أنني حقاً أشعر بضيق عندما أغطي وجهي لفترة طويلة خاصةً بالأماكن المغلقة،
و هذا لا بارك الله فيه مش تارك أي فرصة،
الأمر الذي يمنعني عن القراءة و يضطرني لمغادرة المكتبة!.

صباحكم ورد .

ﻟﻮ ﺗﺄﻣّﻠﺖ ﻓﻲ ﺣَﺎﻟﻚ ﻟﻮﺟﺪْﺕ ﺃﻥ الله ﺃﻋْﻄﺎﻙ ﺃَﺷﻴﺎﺀ ﺩُﻭﻥ ﺃﻥ تطلبها ، ﻓﺜﻖ ﺃﻥ الله ﻟﻢ ﻳَﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔً ﺭﻏﺒْﺘﻬﺎ ﺇﻻ‌ّ ﻭﻟَﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَﻨﻊ ﺧﻴﺮًا تجهله.

-ابن القيم الجوزية.

في النهاية تقف عند الجانب الآخر من المدينة و تتسائل .. أين كنت ستكون لو أخترت أشياء أخرى ؟

— أحمد خالد توفيق.

"رافق أولئك الذين يُدخلون حُب الحياة في روحك، من يثبتون لك أنك تستطيع الوقوف في كُل مرّه تتعثر، من يأخذون بيدك نحو النجاة."

راقت