التنشئة الخاطئة للأطفال تقودهم مستقبلاً لمشاكل و اضطرابات عدة،
منها قلة الثقة بالذات،
و التقدير المنخفض لها.

قبل فترة جائني أحد أقاربي -و هو في الصف الخامس-
يود مني أن أشرح له بعض النقاط بمادة اللغة الإنجليزية،
شرحت له..ثم طلبت منه أن يحفظ بضع أشياء
وعدت لأسأله عليها بعد فترة من الوقت،
لكنه لم يحفظها تماماً -و لا أرى ذلك عجيباً فكلنا عانينا و ما زلنا نعاني من صعوبة بالحفظ-،
عندما بيَّنت له أخطاؤه كان يُردد و هو يضحك: أنا غبي والله انني غبي.

نظرت له و أخبرته بأنه على العكس من ذلك ذكي جداً
و يستوعب المعلومة بسرعة أكبر من أقرانه الذين بمثلِ عمره،
لكنه ضل يكررها . .
ثم أردف: أنا غبي غبي، أصلاً كلهم يقولوا لي كذا!.
سألته من يصفه بذلك؟!.
أجابني بأنها والدته 💔 .

ذاتُ الأمر حدث مع أخوه الأصغر،
و قد حلَّ مسألة حسابية بشكل صحيح،
كان سعيداً جداً إثر تشجيعي له،
ومن فرط سعادته أخذ الدفتر وذهب ليريه لوالدته
والتي ألقت به على الأرض بضجر،
يا الله كم أوجعتني ردة فعله حينها،
و هو يأخذ الدفتر بابتسامة و يعود مكانه بصمت مطبق . .

مؤلم جداً أن تكون الأُسرة هي الهادم الأول للطفل،
هؤلاء الأمهات و الآباء من ذاتِ الصنف . .
مالذي دفعهم للإنجاب بالوقتِ الذي لم يكونوا فيه أهلاً له!.

اليوم وأنا مع أختي بالسيارة
فجأة أحدهم يمر بجانبنا بسيارته مُهدئاً سرعته
ويوجه كلامه لي رافعاً صوته: غلقي الطاقة!.
تعجبت، لكن أقنعت نفسي بأنه لا يقصدني وتجاهلته -لأنه فعلاً لا شيء يدعوني لإغلاق النافذة- ..
و فعلاً فكرت أن شيء من شعري ظاهر،
أو أنني نسيت ولم ألبس غطاء الوجه 😐
بعد قليل أعاد أمره وهو يقول بالحرف: غلقي الطاقة اتقِ الله!.
أثار غضبي والله . .
وقد كانت النافذة مفتوحة للمنتصف ففتحتها للأخير 😑
سلكنا بعدها طريق أخرى.

سلامات يعني!
مش سالمين من ألسنتهم بكل الأحوال!،
متبرجة أو محجبة أو منقبة،
بكل الأحوال مُلامين . .
بعد قليل سيمنعوننا -نحن الفتيات- من إخراج إصبعنا حتى من النافذة،
أو قد نعود للعصرِ الجاهلي و يوئدونا أحياء،
قبحهم الله.

السبب الرئيس في عدم تحقيق حكومة الشرعية أي تقدُّم حتى الآن يعود لتشتتهم،
بعكس الحوثيين،
رغم حقارة سياستهم إلا أنهم أعلى دهاءً و ذوي حنكة سياسية عالية.

بالوقتِ الذي تفاوض فيه كل محافظة على معتقلينها -وحدها دون المحافظات الأخرى-
فالحوثيين يفاوضون من جهة واحدة،
جهة واحدة مقابل عدة جهات!،
لذلك كثيراً ما تفشل صفقات التبادل التي يكون بها والدي أو أي شخص مهم آخر.

گ مثال . .
يود الحوثيون أسيراً منهم لدى الشرعية،
فيقومون بالتفاوض مع أبناء الحديدة -مثلاً-،
لكنهم يطلبون مقابله شخصاً يكون الحوثيين متمسكين به،
فيتركونهم و يذهبوا لأصحاب حجة،
يتفاوضون معهم فيحدث ذات الشيء لكن مقابل شخص آخر مهم،
فيتركونهم أيضاً و يأتون للأمانة . .
و هكذا حتى تكتمل صفقة التبادل بشخص لا يسوى فلس حتى!،
و تخرج الحكومة الشرعية بخسارة عظمى بينما كان أسرى الحوثيين لديها هي الورقة الوحيدة الرابحة!.

أخبروني بالله كيف ستنتهي الحرب و نحن على هذه الحال!.

هذه الأيام تبدُر منَّا محاولات عديدة بالضغط على عدة جهات للإفراج عن والدي،
لكنها لم تؤتِ ثمارها بعد.

من طرفنا أنا و أخواتي،
و من طرف أخي في مأرب أيضاً،
و طبعاً أخي تهور و اتهمهم اتهامات خطيرة،
و شتمهم واحد واحد ،
حتى الذين لا علاقة لهم بالمعتقلين توعدهم و هددهم و و و 🙃 ،
و أنهى حديثه معهم بجملة: "إن حدث لوالدي شيء وهو معتقل فأنتم غرمائي" .

ما علينا
كان مغتاظ و معه حق بذلك . .
إذ أن بآخر مرة تأملنا كثيراً،
لدرجةِ أننا بدأنا نحزم الحقائب،
و اتصل والدي بأخي -و قد كان أخي حينها مسافر للحديدة-،
و طلب منه العودة لمأرب حتى يستقبله هناك!،
عاد أخي والفرحة تملأه من أخمص القدمين حتى رأسه،
لكنهم فشلوا للمرة الألف!.

-كائن حي حساس واحساسه غالباً غلط من هو؟!
-صديقتي الجميلة .

.
.

مساؤكم فرح.

-أتمنى لكم يا رفاق حياةً رائعة، شملٌ ملموم، صُحبة خيِّرة، و سعادة دائمة بين كل من تحبونهم.

.
.

نهاركم بهجة.