دعوني أستلفُ ذاكرةَ الطُّفولةِ قليلاً،
فـ هناكَ توَسَّدتِ البراءةُ أيامي،
تذكرتُ أني في أحدِ الليالي المُرعدة،
الماطرة،
و المُبرِقة،
صحوتُ في مُنتَصَفِ الليل أسمعُ إخوَتي الكِبار يتحادثون،
فهذا يحكي عن قصةٍ سمعها عن شخصٍ ماتَ بِفِعلِ الصَّواعق،
و آخر يؤكد على كلامِه بأُخرى تُشبهها،
حتى أمسى الأمرَ أمامي حقيقة،
و اغتالتني الخيالات،
فحَصدت عينايَ عَبَراتها،
و صَدَحَ البُكاء،
و القلبُ يرتجِف،
و شفتايَ تتأرجح في فزعٍ بينَ حرفَي الميمِ و الباء،
"ماما . . بابا"
و لسان حالي يقول:
أغلقوا النوافذ،
لا أوَدُ ضحاياً الليلة،
لا أوَدُ فقد!.

أبتسمُ الآن حالَ ما أتذكر تلك الليلة،
عندما أتذكَّرُ يدايَ و هما تُطوِّقان والدي كأنما تحمياهُ من هولِ القَدَر.

أنا أتمنى حقاً لو أن لي أن آخُذ من طريقِ والديَّ كل عسير،
لكنني لا أحتمل أن أَراهما أو أحداً منهما يُعاني.

هل هو توارد خواطر ؟.

حدث منذ أيام أن تأخرت عن موعد وصولي للمنزل ربع ساعة،
و الحقيقة تقول بأنها ليست المرة الأولى التي أفعلها ،
لكن يبدو أنهم لم ينتبهوا من قبل.

المهم . .
في طريقي للمنزل حدث حادث لكن لم يتضرر أحد،
غير أن الأدرينالين ارتفع بدمي لم يحدث شيء ،
الغريب أنني عندما عدت للمنزل وجدت والدتي بالخارج ثم عادت للمنزل بعد ما رأتني،
علمت أنها قلقت علي لأنني تأخرت اولاً وهاتفي مغلق ثانياً -البطارية مستهلكة- ،
عندما سألتهم لِمَ قلقتم هذه المرة دون باقي المرات؟!،
أخبرتني أختي بأنها تخيلت فجأة وسط انهماكها بعملها،
أنني لن أعود للمنزل اليوم!،
سألتها لِمَ،
فأجابت بأنها تخيلت أن حدث لي شيء و لن أعود،
و الذي أخافها هو أنني تأخرت عن موعدي أولاً،
و هاتفي المغلق ثانياً.

أحس أختي بتجيب أَجَلي قريب 😂💔 .

تمنيت هنا أن يقودني القدر إليه،
فقادني لقريبته اليوم ،
حقيقة خجلت فقط لأنها صديقتي،
لكنني بعد أن سردت لستة الشتائم الموجهة له ثم انصدمت بكونه قريبها قررت أن أغير الموضوع لأجل أن لا يحدث بيننا تحسس،
المهم أنني شتمته بضمير و أتمنى لو أن حديثي يصله أحس شفيت غليلي و كذا،
أكره معشر المنافقين 💔 .

"يقول غريفث أن الإفراج عن الأسرى الحوثيين دليل على النوايا الحسنة للطرفين!"

و أقول أنا:
"نوايا عَفِنة"
لا حَسنة!.

بؤرة فساد ترتدي ثوب الطهارة!.

رائحة النفاق تكاد تخنقني.

حدثٌ غريب و قصة أشبه بالمسلسلات!.

جميعنا يعلم بأن الحوثيون اعتادوا على تركِ جثث قتلاهم لتأكلها الكلاب،
فلا يعلمون من منهم قُتل و من أُسِر،
و في بعضِ الأحيان ينقلون خبر موت الشخص لأسرته دون تأكد،
و عند مطالبتهم بالجثة يأتون لهم بجنازة
لكنهم يأمرونهم بعدم فتحها تحت مبرر أن سيدهم أمر بذلك،
فيلتزمون بالأمر،
و أحدهم فتح الجنازة فتفاجأ بالموجود!،
حجر!!،
لكن أمرهُ مهما يكن أهون من القصة التي سأذكرها بالآتي.

حيثُ أن أحد العائلات وصلهم صندوق،
فيه "لحم" و قيل لهم بأن هذا هو ابنكم!،
و بالطبع لم يشكوا في ذلك وتم دفن ما تبقى منه،
الرجل متزوج،
بعد فترة تزوجت زوجته بأخيه و أنجبت طفل،
لكن قبل أيام تفاجأت عائلته بأنه يقف أمامهم!،
علموا فيما بعد بأنه كان مسجوناً و أفرج عنه مع ال٢٠٠ أسير الذين أفرجت عنهم السعودية!.

تفاجأت بأن مثل هذا الحدث تكرر أكثر من مرة،
حيثُ يُفاجأون بال"قتيل" حياً و قد تزوجت زوجته بأخيه!.

ثم يأتِ من يردد شعاراتهم القذرة المنجَّسة بالنفاق،
و يُدافع عن مبادئ لا وجود لها أصلاً في قواميسهم.

و كأن روحي تسقط مع كلِّ مرةٍ أمر بها عليها، أُلقي السلامَ و [قلبي] على ضريحِها، و أقرأ الفاتحة علينا معاً..

اللهم موعداً معها في فردوسك.