المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيّدة التي لا تستطيع.


الصفحات : 1 [2] 3 4 5 6 7 8 9 10

أعيشك
04-02-21, 07:12 PM
اللهم اخواني ومن أُحِب،
اللهم آمين.

.

:ah11:

.

https://d.top4top.io/p_18325m4iv4.gif

أعيشك
04-03-21, 08:31 PM
لطالما كان الوداع من أكبر مخاوِفي.
أتساءل دومًا عمّا سيبدو عليه العالم بعد رحيلي!.
رغم أنه لن يختلفَ شيءٌ في عدد ساعاتِ اليوم
أو اتّجاه دوران الكرة الأرضيّة مثلاً.
لكن فضولي حول انقضاء تلك الساعات التي كرّستها لغيرِي،
كي لا أجعلَهم يشعرون بالوحدَة
التي كانت تداهِمني في أحايين كثيرَة.
هل سيُحدِث ذلك فرْقًا، أم سيستبدِلونني!.
هل سيجِدون رفاقًا أفضل منّي!.
وكم من الوقتِ سيأخذون حتّى ينسوا أمرِي؟.
ويتوقّفوا عن العبوسِ كلّما تذكّروا شيئًا كان يخُصّني!.
هل سأتبخّر عن ذاكِرتهم بعد يومين أو ثلاث أو ربّما أسبوع،
أم سيعلّق أحدُهم صورةً لي على حائط غرفتِه!.
وربما ذلك أكثر من المعقولِ،
كوني لا أتمنّى أن يتعلّق بي أحدٌ لهذا الحدّ،
خاصةً إن لم أعُد موجودةً.
لكنّه مريحٌ إلى حدٍ ما، إن لم يكُن مؤذيًا لقلوبِهم.
ولكن ماذا إن لم يحدُث أيّ من هذا!.
ولم أرَ اشتياقهم لي، وهم يجرَفونني بلبّ الماضي،
ليَتّخذوني كمجرّد دمعَة شوّشت بصيرتهم!.
ماذا إن لمْ أكُن بتلكَ الأهميّة حقًا في حياة أحدِهم!.
وقد تتعجّب أنت من كلّ هذا التفكير،
رغم أنني لن أكون هنا لأشهدَ أيًا من الخيارَيْن من الأصل.
فعلى كلٍّ ربما ذلك للأفضل.

أعيشك
04-04-21, 03:59 PM
في اللحظة الأولى،
وددتُ أن أُحاكي العالم، وأحيكَ عالمي.
جمعتُ خيوطَ من كلّ ركنٍ انزويتُ فيه،
وصنعتُ منها ما أسميتهُ سلّة للذكرياتِ المُهمَلة،
ثم صنعتُ ****ً لتصلَ أجزاءَ روحِي،
التي لم ينقطِع بعدُ حبلُها الوثيق الّذي يصِلني بالعالَم.
كلّ شيء بدا مخطّطًا له، ابتداءً بما جسّدني،
ما اخترتُ أن ألفُظه عنّي،
ما نسيتُه وما قررتُ تذكّره عند بدايةِ كل لحظة.
في اللحظة التاليَة،
وجدتُ كلّ شيءٍ يتراخى بشكلٍ جعلَ إهتمامِي يتداعى،
ظننتُ أنني أملكُ الوقتَ بيدِي،
****ٌ رقيقةٌ منه كانت ما يكفِي لأكتفِي،
مُنقادَة خلف الإعتيادِ حتّى أضحى جزءًا أذكّر
نفسي بضرورتِه قبلَ أن أفعلَ أيّ شيءٍ آخر.
وفي اللحظَة الأخيرَة،
وجدتُني مُلقاةً أرمُق جميعَ الخيوطِ،
تنقطِع مع الثانيَة التي ابتعدتُ فيها كي أرَى ما حوْلي.
وكأنّ كلّ شيءٍ كان مرهونًا بأن أُسرِع،
ثم أتوقّف لأرَى ما كنتُ أُسرع لأجله.
وعلمتُ أن الخطأ في كلّ هذَا،
كان أنّني رغِبت أن أفعلَ ما أُريده،
بعد أن فات الأوان.

أعيشك
04-05-21, 12:16 PM
أخبروني أكثر من مرّة أنني ذو ذهنٍ مُعتل،
غير متّزن، مُضطرِب، وناقِص إلى حدٍّ ما.
جميعُ ما اختزنتهُ فيه منذ بدايَة نشأتي كان خاطئًا كما قالوا،
وكلّ الأمنيات التي دوّنتها فيه والحبّ الذي حملتُه أيضًا،
جميعُه كان في غيرِ محلِّه.
سمعتهم يقولون أن الحبّ ينشأ من القلبِ ورغباتِه،
ثم يظلُّ هناك إلى الأبد.
القلبُ هو المكانُ الذي تولَد فيه المشاعِر والعواطِف،
الرحمَة والتمسُّك.
لكنني لطالَما كنتُ آخذةً لكل شيء بمُنطلقِ العقل،
كنتُ أحمِل حبًّا بالتأكيد، وكذلكَ عقلانيّة.
أنجرِف خلفَ رغباتي بوعيٍ عمّا أجرّ نفسي إليه.
كنتُ أحبّ الأشياءَ بكلّي، جوارِحي وقلبي،
وكنتُ أفهمُ الحبّ وأفكّر فيه.
الحبُّ يجلِب السعادة أيضًا.
وعندما ينشغل ذِهنك بإندفاعِ كيمياء،
أجسادِنا يُصبح سعيدًا كما المُتوقّع.
وعندَما تُخبره أن يتوقّف، سيتوقّف.
لكنّ قلبكَ سيظلّ ينبضُ ويضخّ الدماءَ بدلاً عن العواطف.
لكنك لن تعلَم ماهيّة ما يسكُن دواخلَك،
إن لم تملَك ذهنًا يوجّهك لجميعِ الخيارات المُمكِنة،
وأنت المسؤولُ عن التوقّعات التي تصُبّها فيه، فيدرُسها.
فالحبّ وإن لم يوجَد بذهنِك أولاً،
فلن تعلَم حقيقَة وجودِه في قلبِك.
لذا، أنا سأسرِد عليكُم كلّ شيء،
جعلني أصِل لهذهِ الغُرفة الضيّقة،
والتي يفوحُ منها عفنُ السجّاد وبقايا الحديث،
والتي تطِل على طريقٍ ضبابيّ منزوٍ.
أمامِي طيفٌ من الأوراقِ التي قصصتُ فيها آلام ذِهني، وبترتُها.
أكتُب عن كيف دفعَ الحبّ ذِهني، إلى الهاوية.
أريدُ أن أنسى، وذِهني البائس يُعيقني.

أعيشك
04-06-21, 04:16 AM
اعتدتُ أن أرى الفرَص تتسللُ من بين أصابعي،
وأن أرى الخُطط تصبِح محض هراء مع مرور الزمنِ والأمل،
وأن يسقُط آخر ماتبقّى فيّ من عقلانية،
مع أوّل تداعي لما هيئتُ نفسي إليه.
أقنِعتي تخلصتُ منها تمامًا،
في محرَقة لا يتم نثرُ رمادِها،
لأنني أدفنُ نفسي به كلّ ليلَة.
ما أجمَل أن تعودَ لذاتِك القديمَة البائسَة،
وتنتحل وجهًا واحدًا مُزيّفًا بدلاً عن الكثيرِ!
ذلكَ يجعلكَ تفقد رِفاقك بشكلٍ أسرع،
ويختَصر عليك الطرُق التي ظننتها ممهّدةً.
على الأقلّ، ستعلمُ عندها أنها لم تكُن طُرقًا مهيّئة لك.
اعتدتُ أن يسوء كلّ شيء أكثر مما توقّعتُه،
وأن يُفسد كل ما تأملْتُه.
لكنْ ما الجديد؟.
لقد تعلّمتُ القناعَة وهذا ما لقّنوني له.
فهذه مرآتي مُجددًا.
وهذا الوجهُ الوحيدُ لي -كما آمُل-.

أعيشك
04-06-21, 05:42 PM
أشعرُ أحيانًا أنّ شيئًا ما ينقُصني،
كأنّ هناك تفصيلٌ أنا غافِلةٌ عنه.
شيءٌ إن فعلتهُ سيزولُ عنِّي ما يغشى بصيرَتي.
طريقٌ إن سلكتهُ فسأجِد أشخاصًا وحياةً
مُختلِفة تمامًا عمّا يُحيطني الآن.
هناك فكرةٌ تلتهِم كيانِي وعليّ التخلّي عنها،
لكنني استأثرتُ تركها لتنفُث مكنونَها
السام بذهنِي حتى انقضَى.
أعلمُ أنّ عليّ أن أنسى،
وأمضِي تارِكةً كلّ ما حدَث خلفي.
فذلكَ الطريقُ الذي لم تطأهُ قدماي بعدُ،
لأنني أخشى المجهولَ،
وتلك الذاكِرة الغبْراء التي تركتُها،
تطغَى على كلّ ما أعلم.
كلّ ذلك لم يُخلَق سوى داخلِي،
في الخيال والشكوك اللانهائية،
حيثُ لا شيء حقيقيّ.

أعيشك
04-07-21, 11:17 AM
البارِحة قال لي أحدَهم شيئًا جعلَ كاملَ حواسي تتأهّب،
وإحتلّ الشكّ كينونَتي لَما حملتهُ الكلِمات من صِدق مؤذٍ.
كان مِمّن تحمِل كلِماته تأثيرًا بالِغًا عليّ،
للحدّ الذي يستحيلُ تخطّي ذبذبة صوتيّة
واحدَة منه حين يكونُ جِواري.
وما قالهُ آلمني إلى حدٍّ ما،
رغم أنه أصابَ في جلّه عن ما يعدّ خاطئًا فيّ.
لكنني كرِهت الإصغاءَ إليه رغم ذلك.
قال لي :
"أن تدفني نفسكِ بالماضي ليس طريقةً لنفي حقيقتك الآن،
وإظهارُ ضعفك لن يجعلك راضيةً عن شفقة الآخرين حولك،
ستبدين كفاشلة أخرى لا تستطيعُ مواجهة مخاوفها سوى بالهروبِ".
لم أِجبه ولم أفنّد ادّعاءه، وحتمًا لم أقف بصفّ نفسي.
كنت أنظُر له بترقّب،
أظنّ أنه سيضحك في أيّة لحظَة ويعتذِر عن مزاحِه،
فلطالَما كان ثقيل الظلّ.
ولا شيء جديد سوى أنهُ قد تأخّر في الإعتذار هذه المرّة.
"ماذا يحدُث؟".
لكنهُ صرَخ بعدَ هُنيهَة،
وكأنهُ ما عاد يتحدّث مع ذاتِ الشخص :
"لمَ تهتمين بشأن أحدهم لهذا الحد،
ثم تتجاهلينهُ بطريقة مؤلمة؟".
عيناهُ حدّجتاني.
مُقلتاه ثريّة السواد،
وتقاسيمُ وجههِ إنمحَى عنهَا كلّ
لطفٍ سبق أن رأيتُه واعتدتُ عليه.
السأمُ، ما تبدّل فيه،
حتى في حركَة أصابِعه وأمشاط قدميهِ.
وكأنه يقفُ إزائي، ويبحث عن طريقِ الخروج بإستماتَة.
لم أعلَم أي اجابَة أُهيأها، أيُّ حجّة أطرحُها،
وأيّ دفاع عن نفسي سيجعلهُ يعترِف بحُكمِه الجائر.
كنتُ في غمرَة من الإستسلام،
لذا نكّستُ رأسي وكنست كل رغبةٍ في ايقافِه عن الرحيل.
وراقبتهُ يمضى بعيدًا.

أعيشك
04-08-21, 12:24 PM
تبدو الجنّة بغايَة البعدِ.
تختفِي آثارُ نعيمها في انكسارِ الألوانِ بينَ السحبِ البخاريّة،
وينكفِيء وجودُها عنْ اللونِ الساكن
الذِي ينتشرُ محتَضنًا سماواتِنا،
وتختَفي عندَ ابتِسامتك.
رغم أنني في اللحظة التي كنت ألمسُك فيها،
أشعرُ بقلبي يُزهِر.
مُفردَ، متفرّد، رقمًا لا يزدوِج.
كضريبَةٌ مُفردَة على رقعة قلبي الخاوِي،
بسيطَ رغم كلّ تعقيداتِه.
يشابِه نقطَة بلا مُشتقّات،
حولُه متغيّرات لكنَه لا ينثَني بها.
كان الضمّة التي تلملِمني،
والكسرَة حين يهجُرني.
يفتحُ أبوابًا ومنافِذ لم أعلَم بها،
ثم يُغلِقها في وجهي بقوّة،
وكأن سرّة مرهون لحظة وتاليَتها.
ثم يعودُ كما هو،
ولا أرى سوى انحِناءَة رأسه وصوت خطواتِه الفانِيَة.
أعدّها: واحدَة، اثنتان، ثلاثُ. ثم أتوقّف وأتنفّس.
أفرادُ النجومِ شهدَت كم مرّة حسبت المسافاتِ بينها،
علِّي أجِد بُعدًا كونيًّا يشابِه البعد بيني وبينِك،
فأجِدك عند آخر نجمةٍ أُغلق عيناي دونَه.
وأفكّر.
ربّما تسكُن هناك، لكنّني لم أجِدك بعد.
أسألُني، متى أستفرِد بك، ومتى أراكَ وحدك؟.
إن لم تكون بالفعل ما يشغلُ عيني!.
الأمرُ يقلِقني.
الأوقاتُ التي أسمعُ فيها بُكائي،
وأحدّق بكيف ترتعِش أكتافُي بعيدًا عنك،
تلك الليالِي صعبةٌ جدًا،
أتمنّى فيها لو أنني أستطيع رمي كلّ آلامَي،
وصهرها في قالِب كُلومِي التي تزيدُها دموعُي.
إن أعرضتَ أو نظرتُ لعيْنيك، لا أجِدني، ولا أجدُك كذلك.
قطعةُ الصخرِ التي رميْتِها بخفّة في البحيْرة مرّةً،
والموجَة التي تبعَتها،
والندي الذي محتهُ بنانِي عن زهورِ خدّيك،
وخيط الحرير الّذي انسلّ عن أطرافِ ثوبِك الأسوَد،
لم تشعُر بي وأنا أراقِبهم.
كنت أرى معهَا تلك العواصِف والأمطار التي تمزّق وشاحَ روحِك،
ورأيتُك تظلِم شيئًا فشيئًا.
وحين لم أجد شيئًا لفِعله، قررت أن أحبّ من أجلك الظلامَ.
ولمّا هيئتُ نفسي لذلكَ، أصبحتُ عمياء.
يالِحُمقي.
دندَنةٌ سمعتُها منك ذاتَ مرّة في بكورٍ
قبل أن تسطع الشمسُ كفايةً حتى،
وكان ذلك بعد مرور وقتٍ طويلٍ على بقائك في نفسِ الحال المرير.
وعلى غير العادَة،
استقْبلتني ذاك الصباح بإبتسامَةٍ،
وكرّرتها كثيرًا ذاك اليوم حتّى أخذتُ كفَايتي أو ربّما أقل منها،
وحينَ حلّ المساء عدتَ تعبس.
"هل تكرَه الليل؟."
"أكرهُ كلّ ما يذكّرني بالقصصِ والأغطيَة، وقُبَلة ما قبل النوم."
همست، ثم استدرت مُجددًا لتواجِه الحائطَ،
وأعرضتَ عن وجهِي الّذي بدأت تغسِله الدموع.
كيف لي أن أُطفيء السماء مرّة كي لا تتألّم ويحلّ ليلُ أحزانك؟.
أشعرُ بالصبرِ يتسللُ من أطرافٍ،
لا أعلمُ إن كانت تعودُ لي أم لجسدٍ آخر،
أصبح يطبِق عليّ وعاء ضيّق،
لا أعلم متى رميتُ نفسي من هاوِيته،
وأُغلِق عليّ فأضحيتُ كيراعَة تنتظِر أن تنطفِيء في الزاوِية.
أردتُ أن أكون كلّ شيء سوى نفسِي،
لأنني عاجِزة كُليًّا.
عاجِزة عنك وعن نفسِي،
ولا أعلمُ فيم يتمثّل ذلك بالتحديدِ،
إن لم يكُن ما آلت إليهِ حياتُنا.
"سأرحَل" .
أذكرُ أنني سمعتُها جيّدًا حين هربَت
من شفتيك اللّتان أهلكتَهما قضمًا وقلقًا.
كانت تلك أوّل كلِمة نطقتَ بها بعد فترة
نسيتُ فيها كيف يمكِنني الردّ على حرفٍ.
ووقفتُ أنظُر لكلّ ما حزمتَه من عدّة الرحيل،
وقد تركتَ ذاك الثوبَ الدامِس جانِبًا،
ولمحتُ ذات الخيط منسدِلاً عن أطرافِه كآخِر وأوّل مرّة ارتديْتِه فيه.
إن كنتَ ستترُكه ومعهُ أنا،
فهذا لا يعنِي سوى رغبَتك بالإبتعادِ
عن كلّ ما يهيج عليكَ الذِكرى.
لذا انهزمتُ وأطبقتُ مفرداتي،
وعوّدتها على صوتِ السكون.
هيأتُ نفسي للخسَارة الثانيَة.
حينها نظرتَ لي بإنتظارِ أن أفعلَ أو أنبس بشيءٍ.
عيناكَ للمرّة الأولى حملَت أملاً صغيرًا لم أخفَ عنهُ
علمتُ تمامًا أن شيئًا واحدًا سيخيّب ظنّك الآن، وليسَ أن أوقِفك.
لذا لم أوقِفك.
فسرتُ نحوَك أعدّ خطواتي، ثلاث.
ثم مددتُ أصابعي المرتعِشة نحو الثوب وأنت تُتابِعني بحيرَة.
قطعتُ الخيطَ بهدوءٍ،
وعدتُ لأضعه جانبًا كما تركتَه.
وكالجوّ الذي يطبق المكان وبذاتِ الصمت،
خرجتُ من الغرفَة لأترككَ تُلملِم أيّ
بعثرة كنتَ المُتسبب فيها هذه المرّة.
وحين حلّ المساء،
قضيتُ أوّل ليلة دون أن أتساءَل
إن كان عليّ اطفاءَ السماءِ من أجلك،
لأنني تركتُك تُطفئني قبل ذلكَ.
فغدوت أحسب المسافَة بين نجمَتين ليستا موجَدتين،
لكنّهما الأقربُ لعيْني.
وأُكرر:
"في يومٍ.. كانَ لي نجمٌ صغيرٌ، وشمسٌ انطفأت كمودِه."

أعيشك
04-09-21, 08:35 AM
في الصباح عندما أفتحُ عيني،
وأرى الشمس مرةً أُخرى، أشعرُ بالتعاسة.
أشعرُ أنني لا أرغب في يومٍ جديد يطويني مع ألم البارِحة،
وذات الأفكار والمنادِم،
أنمو وأنمحِق معها في ساعة ترابيّة مُطبقَة البلّور.
أتذكّر قصة الراهِب الذي حمل
امرأةً على ظهره لينقذها من الغرق،
وبعدَ ستة أشهر من عدم الحديث سألَ سؤالاً وحيدًا :
"هل أذنبت حينَ حملتها ذاك اليوم؟".
فأجابهُ صاحبه :
- ألازلتَ تحملها على ظهرك؟.
ذات التساؤلات تزجِيني في لولَبة من القلق.
فهلْ اقترفتُ ذنبًا يوم أحببُتك،
بعد إذ وعدت نفسي ألّا أقع بذات الفخّ مُجددًا؟.
وبعدَ أن تركتُك تنسلّ مني،
هلْ سأعود لأجدك في قلبي كما كنت دومًا؟.
وكيف سأتحرّر منك حتى؟.
هل هذا مماثِل لأن أحمِل ذنبًا صعبٌ أن أغفِر عن نفسي بسببه،
أو أمرًا سكتُّ حتى وجبَ الإفصاح عنه عندما أثقَلني؟.
لا أعلم، حقًا لا أعلم.
كلّ ما في قلبِي الآن، هو الحبّ والندَم.
-لابُدّ من أن يُفطر قلبي، لتُزهِر روحي.-

أعيشك
04-10-21, 07:49 PM
لطالَما قارنتُ حياتي بتلك التي في التلفاز،
ولم أجدني أُشابه ما يزعمونه.
لم أجرّب قيادة السيّارة بِرفقة أُمي،
لأنني فقدتهُا قبل أن أراها.
ولم أحظَ بصديقٍ خياليّ،
لأنني لم أجِد وقتًا لأعرِف من أنا حتّى.
لم آكل الفطائر المحلّاة كل صباح.
ولم أخشَ الوحش أسفل فِراشي أو داخلَ الخزانة،
فقد اعتدتُ رؤيته كلّ يوم في الطُرقات،
خائفًا، جائعًا، يائسًا، نحيلاً، ومصابًا بالأرَق.
لم تكن لديّ صديقةٌ واحدةٌ مقرّبة أكثر
من غيْرها على مدار السنواتِ،
ولم يكُن هناك من يظلّ معِي لتلك الفترة الطويلة.
والصفّ السابِع لم يكُن الأسوأ،
بالحقيقَة .. لا أذكُر.
لكن كنتُ أقضِي معظم وقتي في كتابَة الرسائل لنفسِي،
بدلاً عن كتابَة اقتباسات طفوليّة مرصّعة بالمُلصقات.
كان الكبارُ يخبرونني أن عليّ أن أكون صابِرة في تلك الطفولَة
التي هيّأتني كي أختلِف ولو قليلاً، وللأشياء التي ظننتها نِعمًا،
فتبيّن أنني لم أكُن بحاجَتها لأحصُل على تلك الندبة 'البطوليّة'،
أو ذلك الموقِف الذي سأضحكُ فيه على نفسِي ومخاوِفي القديمة،
أو إطارَ درّاجة قديمة مثقوب، وليل بُكاء طويل.
ففي النهاية،
التلفاز قد كذِب علينا،
تمامًا كما قالَ أبي.

أعيشك
04-12-21, 04:04 AM
"لا أعلَم ما يحدُث، هُنالِك محاولاتٌ متكرّرة ولا شيء يتحَقّق."
احتفظتُ بهذه العِبارة لفترَة من الزمنِ في المقدّمة،
حيثُ أقرأها كل يومٍ قبلَ أن أبدأ الكتابَة.
وإليْكم ما حدث،
لم أستطِع أبدًا!.
كنتُ كلّما أبدأُ سطرًا تلوح الكلِمات بذهني،
وتلوّح المحاولات مودّعة.
سأُحاول ولن يحدُث شيء،
هذا ما أؤمن بهِ ولن يتغيّر.
وغريبٌ كيف أنني استطعتُ إيقاف نفسي بنفسِي،
وقررتُ بإختيارِي أن أتقهقَر بحجّة واهِنةٍ كهذه.
ولكن ماذا إذا حاولتُ وفشلت؟.
ليسَت قيامتي الأخيرَة،
لا بأسَ عليّ،
سأنهَض.
إنسِ هذه العِبارة،
هكذا أخبرتُ نفسي.
إنزعِيها عن أعماقِ اعتقاداتِك،
أنتِ أفضلُ من ذلك،
أفضل من مواجَهة الجميع بمِثلها!.
واليوم ..
استطعتُ التحرّر منها أخيرًا.

أعيشك
04-13-21, 02:57 AM
ذكرى دفنتُها منذُ وقتٍ طويل،
بدأت تلوح مرةً أخرى ذات ليلةٍ ضبابية،
تركتُ فيها لقلبي ترجمة كل تلك المشاعر
التي اجتاحتني كلغة أجنبية صعبة،
لكنني فهمتُ شيئًا عميقًا داخلها وكأنّها خرساء،
كأنها بطريقةٍ ما تخبرني بكل شيء.
"كيف لقلبكِ أن يُحب قلبًا كقلبي؟."
تذكرتُ تلك الأُمسية بوضوح أكثر،
وقتذاك سمعتُ كلماتٍ كهذه،
لكنها كانت بمعنى مغايرٍ زاد ألمي أكثر.
حينَ تُحب شخصًا وتتعلق به بشدة،
فيدفعك بعيدًا عنه بحجة أنه لا يستحق شخصًا جيدًا مثلك،
هو ألم ستتحمله عاجلاً أم آجلاً.
لكن أن يدفعك بحجة أنه يستحق ما هو أفضل،
هو ألم لن ينتهي ولن يزول.
سيذهب لثوانٍ ربمّا، لكنه سيعود لعمر كامل.
مؤلمة لحد الموت فكرةُ أنك لست جيدًا كفاية لتستحق
ذلك الحب الذي أُهلكت به عقلك تفكيرًا وقلبك شجنًا،
وأضنيتُ سنينًا من عمرك على ظلهِ المزيّف.
والصور التي حفظتها بخزانتي قرب الحائط
تخبر قصةً مختلفة سعيدة.
فهل يستطيع الحب انهاء حياتك بهذا الشكل،
وهل يسمح قلب فعلاً أن يتألم قلب آخر بسببه بتلك الطريقة؟.
"إنتظري".
هي الكلمة التي كررها عدةً مرات حتى سقت روحي حدّ الثمالة،
حد أنني لم أستمع لأي كلمة أُخرى بعدها.
وكان استيقاظًا مؤلمًا جدًا،
لما علمت أنني في حلم وفي عالم بعيد لم أرَ فيه الصورة كاملة.
وكان يردّد :
"نحن نبتعد عندما نشعر بالتعلّق، لخوفنا من الوقوع."
وحين أسأله عمّن يتعلّق بمن، وأينَ يكون ذلك!.
كان يُجيب مدّعيًا كشفَ مشاعِره : "أنا، بكِ، في الحبّ."
وحينَ ردّد أن الحبّ لا يتخيّر الأوقاتَ المناسِبة،
وأنه لا يطرُق أبواب وجدانِك لتعلمَ أنه خلفه،
لكن حالما تصبحُ مستعدًّا لكي تخطو
وتخرُج سيستوطِنك حتى الهلاك.
كنتُ أردّد : "حدّ الهلاك".
وأعلمُ الآن،
أنني كنتُ على صواب.

أعيشك
04-14-21, 03:53 AM
على قارعة الوداع ‏إتكأت،
‏رفوف الذاكرة حبلى،
‏بتلك الأيام والرؤى،
‏مضيتُ أُلملم ماتطاير منها،
‏ثرثرةُ المارين تجرحني،
‏والوقوف أمرُ مُرهق.
‏ظننتُ الربيع مُقبل مع تلك الغيوم،
‏لكن ‏تلاشت وأتى بِصيفٍ صامت مُقفر.
‏ماجدوى من رصف الحروف،
‏والمعاني ضائعة؟.


- أعيشك، في صيف 2018 -.

https://f.top4top.io/p_18340x0uy1.jpeg

https://g.top4top.io/p_18346xmf74.jpeg

أعيشك
04-15-21, 03:57 AM
سألته ذات مرّة :
"أليسَ الأمرُ ساخِرًا قليلاً،
حينَ تُهيّء نفسك لما اقتنعتَ أنه لا يقلّ عمّا تستحِقه،
لكنكَ تجدُ نفسك في نهايَة المطافِ خالِي الوِفاض؟".
أخبرتُه أن الأمرُ أشبه بمنح ثقتك لشخصٍ واحد،
بشكلٍ أكبر من البقيّة،
كمنحه مساحَة مُميّزة في قلبك الأحمق،
ثم تكتشِف أنهُ لم يكُن لكَ من الأساس،
بينما لا يوجد غيرُه كتعويض.
"بغض النظرِ عن المرّات التي شعرتُ فيها
بثُقل تلك العضلَة التي تهشّم صدري،
وباليد أنني وددتُ مرّات عديدة لو انتزَعته تمامًا،
لكنّني تحمّلت،
لأنني اعتبرت ذاك الشخص ساكِنًا مؤمّنًا فيه،
لن يسِعه خيانة ثِقتي."
جرسُ الباب يرنّ،
باب الغُرفة يُطرق،
هو ينتظِر،
نادى بإسمي،
أشعُر بكفّه على كتفِي،
ولازلتُ كمن ينتظِر.
سألني : هل أنتِ بخير؟.
وأجبته بِـ نعم.
وبعدَ خمسِ دقائق،
وجدني أبكي وحيدة.

أعيشك
04-16-21, 09:59 PM
رؤيته دون الإقتراب منه،
كانت مُماثِلةً لفيض المشاعِر التي
تجتاحُك عند الإعتراف لأوّل مرّة لمن تحِب،
أو عندما تستعيد ذِكرى لم تتجدّد أو تتعوّض.
مثل الصعود والهبوط بينَ الماديّة والروحيّة.
حين تُنادي الذِكريات واللحظات العالِقة بذهنك،
والملامِح والإبتِسامات الراسِخة
بأجفانِ مُقلتيك الظمئَة لرؤيتها.
المساحَات الخضراء الواسِعة،
بتلاتُ القمحِ وأشعة الشمس الدافئة،
الجدائلُ ورائحة الفطائِر،
الكرز ولحاءُ الأشجار الصلِد،
رائحة الريحان وملمَس أوراق الياسمين.
عِشت كلّ هذا يومًا.
عندما تصرُخ روحُك مطالِبة بالعودة لزمنِ كلّ هذا.
تخاطِبك وتنعيا بعضَكُما على ما اندثَر،
فتُدرِك صعوبة العودة كما كنت،
وأنّ الخُضرَة أضحَت رمادًا،
وبتلاتُ القمحِ والريحان انتُزِعت من قلبكَ المزهرُ،
فأضحَت ملامِحك أكثرَ جمودًا،
وروحُك خُدشت أكثَر مما فعلتَ بلحاءِ
ما اتّخذتها مسودّة مع رفاق طفولتِك،
حين كنتُم تركضون وتختبئونَ خلفَ
الأشجار والحقولِ،
وتعلُو ضحكاتُكم العليلَ.
ورُغم ذلك،
ورُغم الفقدِ والصبابَة،
هُناك شيئًا آخر داخلك جعلك سعيدًا.
ربّما كونك جرّبت تلكَ المشاعر مرّة،
وأنها بالفعل قد كانت حقيقَة،
شعرت بها في تجاويف صدرك يومًا ما.
لقد كانت هُنا،
داخِلك،
وأنت كُنت سعيدًا وقتها.
ولمّا رأيتهُ لأول مرة،
علمتُ أن لا شيء سواه استطاع
أن ينتشلني من ذاك الأسى.
كنت أستمعِ لكلماتِ الكثير غيره،
دون إبداء ردة فعلٍ سوى أن أبتسم له وحدهُ.
ولكن ما إن أنهى تهويدته،
ووضعَت آخر نُقطة على الحروف فوق
السطح الخشبي القديم من القيقب الصّلب،
وجدتني أزدَردُ جوفي،
وأتساءل ما اسمه،
وهل سيعودُ للحديث مُجددًا أم لا؟.
ثم تبحّرتُ بخيالات بعيدةٍ جدًا،
لا تتحقق سوى في مدينة يُحِيطها اللون الرمادي،
وأنا وهو،
وحدَنا بأحد أزقّتها،
نُلاحق عزيفًا للرياح بعواصِف ألحانِنا.
وبينما تمضي بي السيارة عبر طريق تحُفُّه الأشجار،
بدت لي كقضبان سجنٍ لحظتها.
أردتُ الإختفاء داخلها،
والبحث عن لونٍ رمادي لا مُتناهي أغرقُ فيه بعينايَ.
لا أريدُ الموتَ بعد،
هذا كل ما همسَ به البيانو في أُذني.
الرماديُ حياةٌ.

"تعازَفت الأحرُف لمقطوعةِ البيانو".

- مستوحاة من مقطوعتين :
Cold - Jorge Mendez
.Love - Michael Ortega

أعيشك
04-17-21, 06:10 PM
تُزعجني شخصيّتي في بعضِ الأحيان،
فلستُ بالسعادةِ الكافية ولا الحزنِ الكافي
لأعبّر عمّا يخالجُني بدقَة.
لذا ترَاني أطفو بسطحِيّة كما يفعلُ البقيّة.
لكنني أختَلِف عنهم،
فنظَري لم يكُن مثبّتًا على الشاطيء،
بل نحوَ غياهِب القاعِ.
ولا أدرِي إنْ كانَ عُمقًا أم غرَقًا.

أعيشك
04-18-21, 04:34 AM
وجدتُ القوة لأخبرك أنني بخير،
حتى بعد أن رأيتُ سقوطك بين يداي.
وأنت قد كنتَ على حافة الموت،
ولا زلت تسألُ عن حالي.
لم تكُن بالأنانية الكافية للقلق بشأن نفسك،
وقد كنتُ بالضعف الكافي لئلاّ أجد قوة
متبقية لأمنحك منها.
وكلانا كان يكذب على الآخر.

أعيشك
04-19-21, 09:53 AM
6 رمضان، ليلة مُمتلئة بالقهوة!.

-أعيشك، من مساءِ رمضان.-

http://k.top4top.io/p_1934bgrrj1.gif

http://l.top4top.io/p_19348qler4.gif

http://a.top4top.io/p_1934owczj7.gif

أعيشك
04-20-21, 03:57 AM
ما حفّكَ واقتلعَني من جذورِ النور
الذي غرستُ نفسي فيه لأجلك.
فمشيتُ نحوك سائلةً الذريعَة،
وصمتُك كان المبعثَ،
حملتُ أحزانك،
وساعات انتظارِي.
رويتُ بعيْنيكَ الطاهرتين،
ونمَت فيّ كثير من الكلمات أنتَ أحقّ بها.
كُمّمَت الأفواه فلم يبقَ سوى صوتُك،
ونزِعتُ الأمانُ فلم يبقَ سوى ملاذُك.
كانت الأرضُ تحتُك والسماءُ فوقُك،
وأنا بينَ كفّيك،
لا أرى سوى غيّمُ لُطفك وكُثبانِ حُنوّك.
الخريفُ ما عادَ ينفُض أوراقَه،
إلّا رغبَة في أن تلتحِف أشجارُه من حُسنك،
وأثقالُ السماءِ ماعادَت شديدَة، من بعدَ طلاقَتِك
فدفعتِني في اللحظةِ الأخيرَة،
حين كِدتُ أن أؤمّن على كلّ شيء وأحميهِ صكًّا.
داهمنِي وفرجَ آمالي، بعثرها.
ثم احتَضننِي ليُلملِمني.
وكأنك بذلكَ تُخبرني أنني 'وحدِي' هكذا ما تُريد،
خالية من كلّ حبٍّ أنتَ عُقدته،
محلّلةً من كلّ حُرمةِ تجعلني راغبةً فيك.
رغبتَ فيَّ، خاويةٍ مُقفرةٍ غائرة.

أعيشك
04-20-21, 08:48 PM
سأرويكِ،
قُلت لي ذات مرّةٍ.
سأرويكِ قصةً عن الحبّ الكثيف والمُحاولات المتكرّرة.
سأُحبّ فيكِ رغبتكِ الشديدَة، سأُقدّرها.
سأحتوي كلّ ما يُمكنني لأتقبّلكِ،
وسأحملكِ في ذهنِي حتى يرضَى قلبِي.
فأنتظرت.
كان وعدُك جسيمًا مُبجّلاً،
حملَ في طياتِه أملاً لي،
فقبلتُ الإنتظار،
ولأوّل مرّة لم أكل،
ولم أتقلقَل أو أُبرح مكاني.
وكانَ إنتظارًا طويلاً.
حتى بدا أن مُهجتك قد قست كي
تتناوَل جميع الوقت في حوزَتي وتلقمهُ،
ثم تمجّه في العراء لتترُكني على حين الإنتظار،
أُراود في دعواتِي أن يُشرع الباب عنك،
والذي وعدت نفسِي ألّا يُغلق دونك.
بعمرِ الحبّ، لم تأتِ.
ففهوتُ لكلّ ما علّقت نفسي فيه،
واقتلعتُ حبالَ صبرِي من عصفِ الخذلان،
حتى بِتُّ وحدي،
مع وعدٍ مخذول، كروحي.

أعيشك
04-21-21, 09:59 AM
لنَجد لأنفسنا مكانًا يأوينا،
نعلمُ أننا سنَعود منهُ سُعداء.
مكانٌ لا يعلم بوجودهِ أحدٌ سِوانا.
لنحتَفِظ به سرًا،
ولِنمنح أنفُسنا حقّ التصرف بأنانيةٍ،
كلما أردنا اختزالَ مشاعرِنا الغامضة،
الضائعة في دهاليزِ أرواحِنا،
لننتزِعَ بعضَنا من كلّ شيء،
ولِنبقَ هُنا.

أعيشك
04-22-21, 03:48 AM
إنني -وكل يوم- أرى في نفسي ما يدفعني
للسؤال عن السبب الذي أضحيتُ به كما أراني.
وأتساءلُ إن كان قد لفظني الكون،
أم أنني ضائعة بكوكبٍ لم يجده أحدٌ بعد؟.
يبدو لي كلّ شيء ضبابي،
حتى وإن طليتُه بما شئتُ من ألوان الكذب،
وأعلم أن في نهاية هذا اليوم ستنزعُ القِشرة المتهالِكة،
وسيسقُط معها قناعي الزائف، جميعُ أصدقائي.
وحين يقرؤون شيئًا كتبتُه بإحدى لحظات سأمي المُعتاد،
تبدو كلماتهم شبيهة بـ "هذه ليست أنتِ".

"لكنكِ بدوتِ بخير حين تحدّثنا قبل دقيقتين".

والأدهى هو من يقول : "أنتِ تجيدينَ تقمّص المواقف!".
فلا أجد سوى أن أوافقهم ساخرة من نفسي،

لأنني أُدرك أن كلّ ما جالَ بذهني قبلها بثوانٍ قد تحقق.

حينَ قلتُ أن لن يفهمني أحد.
وبين ما أقوله لك وللجميع وما أكنّه خيوطٌ من وهمٍ،
لا يمشي عليها سوى من يدّعي أنه يصدّقني،
ويضمِر ظنًّا بأنني مجرّد مرائية
تجدُ ادّعاء الحزن عمقًا أدبيًا أو شيء كهذا.
المُضحك في الأمر أنني لا أعلمُ ما هذا حتى،
وأعلمُ أنني سأندمُ على كلّ هذا،
لكنني أواصِل كتابتَه رغم كلَ شيء.
فرّبما إن كان مصيري سيضحى
الخواءُ حين أفشي كلّ ما أغمِضُه،
فستحلّ النهاية سريعًا.
وأمل ألا يطول انتظاري لها.

أعيشك
04-22-21, 07:19 PM
دعني أستبيحُ الكونَ عُذرًا،
فقد ابتدأتُ بشمس بسمتِك،
وانتهيتُ بفضاء شُهبانِك،
وكواكِب مُقلتيك.

أعيشك
04-23-21, 05:04 PM
أصبحت مشاكلي عِبءٌ على العالم،
والعالَم قد أصبحَ عجوزًا مُتعَب.
فإما أخذتُه لحيث يُراح الكِبَر،
وإمّا بقيتُ لأعدّ فطائر الليمون،
لمن لن يقدِر على أكلها،
ونصِفُ البحر لِمن لا يستطيع رؤيته.

أعيشك
04-24-21, 04:33 AM
أواصلُ تأمّل لحظات غيابك عن واقِعنا،
وتنشغلُ يدي بحفظِ تفاصيل وجهك.
أمنحُ نفسي دقائقًا طِوالاً،
ثمّ أخلدُ للنوم.
وأجد أن الظُلمة هناك،
لا تختلِف عن تلك الّتي كانت تحفُّني.
فأسألك : "كيفَ للعتمةِ أن تقتحمَ سعادَةً نورانيّة؟".
"هذا فقط عندما تنبعُ من الدّاخل" تُجيبني.
لذا أكتَفيتُ بتمرير نورِ أناملِي،
علني أُبصِر بها يومًا.

أعيشك
04-24-21, 09:37 PM
أتذكّر نصًا لو مررتُ بمئةٍ غيرِه،
فسيظلُّ عالقًا في ركن ذهني الأشدّ دفعًا لي.
واعتدتُ في كلّ مرة أقرأه فيها، أن أُردد لنفسي :
"عليّ أن أرى الكثير، وأصبح كلّ ما أردتُ أن أكون".
لأنني أخشى اليوم الذي لا أفعل فيه ذلك،
فيستحيل ما أكتبه مخلوقًا من العدم، خالِدًا فيه.
لأنّ خوفي دومًا ما كان متعلّقًا بما أكتُب،
وما سينظُر له العالم كتعبيرٍ عن شخصيتي،
وكيف أنظُر أنا للعالم، وأعلّم نفسي بالخطّ عنه.
لم أودّ أبدًا أن أقدّم صورة مُشوّهة،
وهذا يشمل أن أكون مجرّد صفحة بيضاء ومحتوى زاهِد.
وأخشى أن يكون ما أكتُبه مشلولاً لا يذهب لمكانٍ ما،
ولا يسير بي لحيث آمُل.
أو أن أترُك ذهن قاريء كلماتي،
كما كان قبل أن يقلَب صفحاتي.
فيسألني عن فحوَى ما أضاع وقته فيه،
وأرى الأعراض على ناصيَته،
قبل أن يغلق دفافَ فُرصي،
ويطبل أذنيه عن تفسيري.
فأن تتلاشَى فِكرة أو محتوى،
فهي كنهاية لوجودي.

أعيشك
04-25-21, 04:28 PM
عَيناكَ جَمرٌ يُحِيطُني ..
وشِفَتَاكَ خَمرٌ .. يُسكِرُنِي
وجَسَدُكَ .. مِدفئَةٌ ..
هَيا .. هيا فَلتُوقِدَني
فَأفعَالُك ذَنبٌ فِي الهَّوى ..
فَمَا ذَنبِي أن تُثمِلنِي؟ ..
فَأقعُ بينَ أحضَانِكَ .. صَرِيعَةً
وعِشقِي لكَ .. هُوَ مَن يَحِملُنِي
فَرفقًَا بِي .. فَأنتَ حَقًا تُرهِقَنِي
وتَعصِفُ رِياحَك .. فَتُبَعثِرَنِي
وَتطُوفَ عَلى جَسدي .. كالإِعصَارِ ..
فَتنحِتَنِي ..
وبِيداكَ تَرُسمُ .. جَمَال أنُوثَتِي ..
وبِجَمالِكَ أنتَ تَفتِنَنَي ..
بِنَظرَاتِكَ .. عِيناكَ كانَت تَحرُسَني
فَأنتَ ملكٌ ..
وأنتَ فَقط ..
مَن تَأمُرَنِي ..

أعيشك
04-26-21, 12:22 PM
وقد رسموني على لوحةٍ،
فزدتُ جمالاً وزِدتُ البهاء.


- أعيشك، في لوحة -.

https://f.top4top.io/p_1838121vu5.jpeg

أعيشك
04-27-21, 09:24 PM
في هذه المُدونة حاولتُ أن أكتب، إذ كما يُقال :
"أن تكتب معناه أنك تمارس فعل الإستعارة،
استعارة حياة الآخرين من الوجوه،
البيوت، الشوارع والمقاهي،
استعارة المياه من إناء وُضع على الحافة،
استعارة الرغبات من أفواه الموتى قبل أن تدفن معهم،
استعارة الخطوات المتروكة على السلالم قبل أن تجف أو تتلاشى".

أعيشك
04-28-21, 01:29 PM
أشياء كثيرة تحيرني في هذا الكون.
أشياء كثيرة لا أدري لماذا وكيف وأين حدثت!.
منها الصدفة التي جمعتني بِك دون ميعاد.
كنت لفترةٍ طويلة في حياتي ادعوا الله
أن يجمعني بِرجل يُنسيني طريق العودة!.
يجعلني أُعيد تركيب الكلمات،
يُنسج لي من عينيه عالمًا آخر،
بعيدًا عن ضوضاء هذا العالم وأحزانه.
ثم وجدتك أمامي تمامًا في لحظة لا
أستطيع أن أصِف جمالك إطلاقًا.
هل تذكر أول لقاء لنا!.
كنت تخفي إبتسامتك الساحرة عني!.
أمّا أنا ..
فكنتُ حينها غارقةً في جمال هذا
الرجُل الذي يقِف أمامي صامتًا.
أتأملُ سحر أنفاسه التي تجعل قلبي يتراقص فرحًا.
كنتُ حينها أشكر الله الذي منحني فرصة أخرى للحياة،
فرصة أخرى للأمل، فرصة آخرى للسعادة.
كنت أعلم بأنك الوحيد الذي أبحث عنه لسنينٍ طويلة في حياتي،
ولهذا كنت سعيدة جدًا وخائفة جدًا في أول لقاء لنا.
سعيدة جدًا لأني وجدتك أخيرًا بعد رحلة بحث طويلة وشاقة جدًا،
وكنت خائفة أن تضيع هذه الفرصة من حياتي.
لأنك الحدث الكوني الذي لا يتكرر،
والأسطورة التي لا تُحكى،
والمعجزة التي لا يمكن لها أن تتجسد أمامي مرةً أخرى.
كان جابرييل ماركيز يقول بأن عمر الأنسان يُقاس
ليس بعدد السنين التي يعيشها، بل بنوع مشاعره.
وأنا أشعُر بأنك منحتني الخلود الأبدي،
وملايين المشاعر التي لا يتحملها هذا العالم.
كل منا يحمل في داخله رسالة من الله الى هذا الكون.
البعض يبعثه الله لكي يزرع نخلة في هذه الأرض القاحلة،
والبعض الآخر يبعثه الله لكي ينقذ أمة.
أنت بعثك الله لي، لكي أعيش.
لكي تحمي هذا القلب الذي كان في أعمق لحظات اليأس والحزن.
أحبك .. لأنك حلمي الوحيد الذي تحقق،
وأمنيتي الأخيرة التي لا تتكرر.
أحبك .. لأنك رجُل يُسحرني في كل زمان وفي كل مكان.
أحبك .. لأنك الرجُل لا تتكرر في هذا العالم.
أحبك .. لكي أعيش.

أعيشك
04-29-21, 05:07 AM
أُبالغ في التفكير،
كلمةٌ لا توفي حقي أبدًا.
رأسي مُمتلئ طوال اليوم،
أُفكر في حياتي، حاضِري،
ماضيَّ ومُستقبلي.
في معارفي وأقاربي،
عائلتي وأصدقائي،
وحتى الغُرباء لم تَسلم من تفكيري.
ماذا سيحدُث مع ذاك!.
كيف يعيشُ ذاك، وفيمَ يُفكر الآخر؟.
ماذا قد يحدُث لي، وكيف ستكون حياتي؟.
أسرح كثيرًا ولا أُركز،
أشرد لِعالم اللاوعي في مُحاولة بائسة،
لأستعيد نفسي المُحطمة التي أحرقتها الحياة،
لتصير رمادًا فلما حاولتُ تجميع ذلك الرماد،
حَملته رياح الألم ونثرته بعيدًا في نهر
كانت مياهُه بؤسًا وشَقاءًا،
فأقمتُ العزاء على نفسي الرّاحلة،
وعدتُ خاوية الروح نحو زاويتي المُظلمة،
فعسى ولعل صوتي يُسمع من هذا القاع المُنعزل.

أعيشك
04-30-21, 04:36 AM
تتضارب تلك القطرات فوق نافذتي،
مصدر صوتًا غليظًا قويًا،
الرعد المُدوي يصدح مصدرًا،
صوته المُخيف المُرعب،
بينما أنا أتأمل زخات المطر،
التي تمُر مُرور الكرام على زجاج نافذتي،
تحطُ في الأعلى لِتنزلق بإنسيابية
نحو الأسفل تارِكة خطًا شافًا،
تمنيتُ دومًا أن أقِف أسفل هذه الأمطار وحيدة،
أدُور وأتجول بِحُرية من غير قيود،
لكن من أُخدع!.
أصفاد الحُزن تُغلف يداي وقدماي،
تُقيدني في قبو المآسي،
لأتجرع ألمي وحيدة كالعادة،
فما كان لي سِوى أن أُرسل
سلامي للمطر من بعيد،
فما عادت قدماي تحملانني،
بِسبب ندوب تلك الأصفاد البارِدة الضيقة.
ندوبٌ تركت على روحي المُهشمة قبل جَسدي وأطرافي،
لِأرفع راية الإستسلام في وجه قَدري،
وأستدير عائِدة من الطريق الذي ناضلتُ لأعبُره،
مُعلنةً إكتفائي من هذه الحياة وتقلباتها اللعينة.

أعيشك
05-01-21, 03:07 AM
حينما تُدق أجراس الإحتفال،
وتنطلق الألعاب النارية لتُنير
ظلمة سماء الليل لِثوانٍ معدودات،
تَخرس كُل المخلوقات ليحضر
وحش الهدوء وتعزف أنشودة الموت.
معزوفة مُظلمة تقودني للهاوية،
تُلحنها الشياطين السوداء من قاع الجحيم السّابع،
ألحانٌ تنخزُ آذان سامعيها،
يقودها إبليس من عرشه حيثُ الهمسات اللعينة.
هَمسات قد تعدت الأُفق لِتصل لتلك القصور البيضاء البارِدة.
لِتُشعل فيها لهيبًا حارِقًا حولها لِرمادٍ أسودٍ قاتم،
لا نفعَ منه غير رسم حدود الحقد والكراهية،
ليحُل هلاك الممالك السماوية وتبدأ حَقبة الظلام.
سببًا لهذا قد كانت أُنشودة الموت الهامِسة
التي قد أمست أُغنيتي المُفضلة،
بعد أن وقعتُ في فخ ملاكي الحارس،
فحتى إبليس كان ملاكًا.

أعيشك
05-02-21, 03:27 AM
نَفسي المسكينة،
ما كان لها عدوٌ أسوأ مني،
عِبتُها والعيبُ فيني،
فما كان لها من عيبٍ سِواي.
أخرستُها وظلمتُها،
استحقرتُها وذللتُها.
لكنها في صفي وقفت ولم تتخلى،
فما كان هُناك من مُخطئ عَداي.
سامحتُ الناس وغفرتُ لهم،
ولِنفسي ما غفرت، حاقِدة مؤنبة.
استمعتُ للناس وشكواهم،
ولِنفسي يومًا ما سمِعت.
ولا لِندائها واستنجادِها استحببت.
أحببتُ الناس واهتممتُ بهم،
ونفسي قطٍ ما أحببت أو بِها اهتممت.
نبذتُها لِقائمتي السوداء،
وفي إسترجاعها لم أُفكر.
مُتناسية حاجتي لِنفسي وإنتمائها لي.
فبعد أن صارت رمادًا هذه الحاجة،
أدركتُ قيمة نفسي، أيقنت.
فهل لها أن تعود لِأُكفر عن خطاياي وذنوبي الشنيعة؟.
فحقارتي الآن أدركتُها،
فاتَ الأوان وفاتني قِطار الحياة.
لِأبقى وحيدة في محطةٍ مهجورةٍ لا قادم لها ولا راحل.
أنى لي أن أعيش بعد ضياعك يا نَفسي،
فحيثما بحثتُ ما وجدتُك.
ألن تعودي إذًا؟.
حسنًا ليس باليد حيلة،
سأُرسل لكِ سلامي وأمضي في الفَراغ وحدي.
وداعًا، يا نَفسي.

أعيشك
05-02-21, 01:52 PM
لِعطركَ الذي تلكّأ كُل هذا الليل،
‏عُذر المسافة الماطرة!.
‏للهمس أكثر من نافِذة،
‏وللجرح أنصالٌ غزيرة.
‏لكَ الضفّة التي تزهرُ بِلا جذور،
‏وزوارق الضوء في الكمان الحزين،
‏ولكَ ما تبقى مني في بداهة عُمر.
‏كم هي وحيدة العاشقة التي تُطل من لحنٍ قديم،
‏وخشية أن تتساقط دموعها ‏هَمَسَتْ : ‏أنا غيّم!.

-

الله!.
تقييم لامسَ قلبي!.
مُمتنة جدًا لتقييمك اللطيف،
لِقلبك كُل السعادة والوِد يا سيدي.


https://www10.0zz0.com/2021/05/02/13/515507100.jpeg

أعيشك
05-03-21, 10:09 AM
وكأي أحدٍ كان لي الحق في أن أحلُم بِحياتي.
كان لي الحق في أن أحلم بالمُعجزات وأتمنى المُستحيل،
لكني رأيت الحياة تجري في حقل أحلامي،
وتُضرم اللهب في محاصيلي الفتية.
تحترق الأرض لتُصبح أرضًا جرداء قاحِلة،
عليها رماد سنين عُمري وما ينبتُه فيها.
كُل هذا أمام عيناي ولم أُحرك ساكنًا،
فلم يكُن لي إلا أن أشتُم الحياة وألعن حظي وقَدري.
وبعد أن هرِبت الحياة من أمامي،
سارعتُ للحقل لعلي أجِد شيئًا قد نجا،
وصلتُ ولم أجد،
لأبكي حسرةً على أحلامي الصغيرة،
التي زرعتُها ورعيتُها مُنتظرةً أن تكبر وتثمر،
لكنها إختفت تمامًا.
فما كان لي إلا أن أتعب من جديد وأزرعها،
أن أبدأ لعبة الإنتظار من الصِفر،
وأن أحلُم كأي شخص عاجِز وضعيف.

أعيشك
05-04-21, 11:10 AM
أخوضُ حُروبًا ومعارِك كُل يوم،
والأعداء تزدادُ وتقوى كُل يوم،
لكنني أُناضل وأُقاتل أكثر،
مُظهرةً عزيمةً وشجاعة،
رافضةً للهزيمة والإستسلام في وجه العدو الحَقير،
الذي ليسَ سِوى جيوش الحَياة.
تُبادر الإستسلام لِذهني،
نَفضتُ الفكرة مُكملةً معركتي.
أصبت،
أُغمى علي،
أنا في أحلام اللاوعي،
رأيتُ شبحَ والدتي في أرجاء الفَراغ،
وشبحَ أخي الصغير،
لقد مدّا يديهُما لي،
إذًا حان وقتُ الإستسلام أخيرًا!.
حسنًا، لكُما هذا،
إستيقظتُ مُفرجةً عن إستسلامي،
إبتعدتٌ بعيدًا،
لِأرى الحُروب قد توقفت والسماء قد إصطفت.
لِما لم يحدُث ذلك قبل إستسلامي؟.
لِما لا أعودُ للنِضال إذًا؟.
حَملتُ مافي جُعبتي وعدتُ لِساحة
المعركة لِتندلع حُروب الدِماء فورًا.
إذًا فإن نِضالي خطأٌ من الأساس؟.
إذًا السلام يحلُ شاكرًا لإستسلامي،
ويختفي غاضِبًا لِنضالي؟.
إذًا هذا ما يحصُل حين أستسلم.
أسلمتُ سنوات نِضالي للرياح،
وإبتعدت مُخفضة الكتفين،
فأنا أستسلم.

أعيشك
05-05-21, 10:42 PM
أمشي بِلا وجهة،
في ساحة مهجورة بارِدة،
رأيتُ الأُفق من بعيد،
رأيتُ الشمس تغرُب،
ليحل ظلامُ الليل القاتم،
رأيتُ ظلكَ هُناك،
لوحتَ لي ثم إختفيت مع الشمس،
أنا ركضتُ مُحاولةً أن ألحقك،
لكن العصفور لا يُضاهي سُرعة الرياح.
أنتَ تركتني وحيدة وخاوية على ذلك الشاطئ الكئيب.
تلاطمت الأمواج وهبّت الرياح بِأمطارها البارِدة.
تبللتُ وجمّدني الصقيع،
لكن في الرمال تحتي أنا كنتُ شارِدة.
أُفكر.
هل أستطيع مُلاقاتك في الأُفق،
لنخطو سويًا لِبعيد؟.
لعلّي أقدر يومًا ما.

أعيشك
05-06-21, 10:21 AM
أُحدق في المرآة،
رأيتُ إنعكاس غُرفتي وأغراضها المُبعثرة،
لكنني لم أرى إنعكاسي،
أسدلتُ أكتافي بِصدمةٍ فإختفت الغُرفة،
سقطتُ في فراغٍ عميقٍ أسودٍ لا نهاية له.
ذكرياتي بِحلوها ومُرّها تعبُر من أمامي،
بينما أُكمل سقوطي لِقاع لا وجود له،
عادت غُرفتي وعادَ إنعكاسي،
لكن بعد فوات الأوان،
أدركتُ من أكون،
مُجرد نكِرة تافهة،
ذات مشاعِرٍ رخيصة وسخيفة،
ذات كيانٍ بِلا فائدة،
ذات قلبٍ بِلا قيمة.
مُجرد نكِرة ضاعت في العالم الخاطئ.
كُل حياتي وأتعابي ذهبت هباءً منثورًا.
فلا يُفترض بالنكِرة أن تكون شيئًا.
وهكذا أسلمتُ لعنتي للحياة الفاسِقة،
فلتفعل بها ما تشاء،
أمّا أنا، فقط سأنام.

أعيشك
05-08-21, 11:03 AM
استيقظت ووجدتك بقربي تنام مُمسكًا بيدي،
مثل طفلٍ صغير حريص على لعبته من الضياع،
وبالرغم من أن عينيك مُغلقتين،
إلا انني كنت أرى علامات الخوف على وجهك،
كنت تعرفني جيدًا،
وكنت تعلم إنني سأُغادر قبل أن تستيقظ،
لأنني امرأة لن تستطيع العيش مع حب كُسر لألف قطعة،
لأنني امرأة تقبل أن يُهان العالم كله إلا كرامتها،
كانت ليلة الأمس وداعًا لنا،
لم نبُح بشيء بالرغم من انه كان
هناك الكثير ليُقال وجبال من العتاب،
لكننا فضلنا أن ننفصل بطريقة مُسالمة،
تقديرًا لذلك الحب الإسطوري الذي جمعنا يومًا،
حتى ولو كان من طرف شخصٍ واحد،
فلازلتُ عاجزة عن إيجاد حل لمعادلة
الخيانة بالرغم من وجود الحب.
ليلة أمس شعرت بأن كل ساعة موجودة في العالم توقفت،
لتُخلد تلك اللحظة الحزينة،
كلانا مستلقيان على السرير،
أنت مُمسك بي بشدة،
وأنا أموتُ في الدقيقة ألف مرة.
كنت اتساءل كيف أترك من أتنفس انفاسه؟.
كيف أترك عقيدتي، عائلتي، أحلامي، مدينتي؟.
كنت كل شيء لي فكيف أرحل؟.
فكرتُ كثيرًا تلك الليلة،
لكنني لم أُحاول أن أجد سببًا لخيانتك،
لم أفعل لأنني لم أرد أن أكرهك،
فلدي باقي العمر لأفعل،
بقيتَ مُستيقظةً حتى ساعات الفجر الأولى،
ليأخذك النعاس إلى عالم الأحلام علني أعفو عنك،
عندها فقط تجرأت أن أواجهك،
غيرت موضعي لأودع وجهك الوسيم،
وشفاهك التي قبّلتني ألف مرة،
لم أتخيل يومًا أن الفُراق أصعب من ألم الخيانة،
أنا الآن أفهم كل امراة إستطاعت
أن تتعايش مع الخيانة في سبيل حُبها،
رُبما أنا أُحاول أن أُبرر لنفسي!.
لا أعلم.
لكنني موقنة بأنني سأُغادر،
فلستُ بامرأة تتعايش مع الحب،
إمّا أن اعيشه بكل وجوده أو أتنازل عنه.
ماهي إلا دقائق حتى أترُك قلبي واخرج من هُنا.
حسنًا سأُحاول أن أتأملك جيدًا،
أُريد أن أتذكرك، ملامحك، رائحتك.
بدأت أنهار، بدأت أُشكك في المُغادرة،
إقتربتُ من وجهك ورحت استنشق آخر أنفاسك،
علها تُبقيني حية بدونك وودعتك بِأطنان من الأشواق،
سارعتُ بأخذ أغراضي وتغيير هندامي،
وغادرت وأنا أركض مُسرعة مُبتعدة
قبل أن تخونني قدمي وتُعيدني إليك،
هُناك شيء كنت متأكدة منه،
علي أن أُغادر البلاد في الحال،
إتجهت لعالمٍ غير عالمي،
علني أستطيع التنفس،
دون الإختناق ألمًا.

أعيشك
05-09-21, 12:23 PM
بعد أن تغيب الشمس كُل ليلة،
عندما آوي إلى فراشي،
يتسلل إلى منزلي،
ويدخل غُرفتي،
يقف إلى جانب سريري،
عند رأسي،
ظلٌ أسود مُخيف،
بعينين بيضاوتين فارغتين،
يُحدق فيَّ،
بمُجرد تواجده بقربي،
أفقد القدرة على الحركة والنطق،
نظل نُحدق بِبعضنا،
لوقتٍ طويل،
وقتٍ طويلٍ جدًا،
يبزغ الفجر،
ويخرج مُتسللاً كما دخل،
إنه يأتي كل يوم،
مشاعري مُتضاربة بشأنه،
هل هو الخوف؟.
هل هو المحبة؟.
أم هل بدأت أعتاد على وجوده!.
على كلٍ،
لقد وجدتُ فيه من الوفاء،
ما لم أجده في البشر.

أعيشك
05-10-21, 10:40 AM
عانيتُ كثيرًا، تعثرتُ كثيرًا،
كُل يوم أسمعُ صوت تحطُم قلبي،
وما زادَ الأُمور سوءًا هو مشاعري،
أُخفيتها في صندوق في قاع البِحار،
وحينَ ظننتُها في أمان،
سُرقت!.
لِتبدأ لعبة المُطاردة،
ورحلة التفتيش عن ما تبقى من مشاعري المُهترئة الرّثة،
سبحتُ وركضتُ ولم أجدها أبدًا.
أتقبّل الناس بِسرعة وهذا مايؤذي مشاعري أكثر،
مشاعِر مكبوتة مُخبأة،
وأنا مُستعدة أن أدفع عُمري،
مُقابل إخفاءها عن أنياب الشياطين.
مشاعرٌ رخيصةٌ وتافهة للناس،
إذًا لِما أراها كنزًا عجيبًا ونادرًا؟.
رُبما أُبالغ فقط،
لعلها حقًا مُجرد تُرهاتٍ سخيفة.
لكنني سأُحميها دائمًا،
فهي جُزءٌ من حُطامي.

أعيشك
05-11-21, 12:21 PM
لعلَ قلبي قد تهشّم لِملايين القِطع الضئيلة،
التي تناثرت كالغُبار في الهواء.
ولعلَ قلبي إنقسم نِصفين،
نصفان تباعدا لِتحول بينهُما المجرات بِوسعها.
ولعلَ قلبي قد صارَ ذكرى عتيقة،
تجولُ في ثنايا مُخيلتي كالطيف.
ولعلَ قلبي إختفى وإندثر،
لم يترُك خلفه أثرًا أو حتى بصمة.
ولعلَ قلبي ماعادَ لهُ وجود،
إلا إني مازلتُ للحب كُفء.
فحتى إن طعم الحُب أنا نسيت،
فأنسى كيفَ أُحب، مُستحيل!.
فحتى إن طعم الحنانِ أنا نسيت،
فأنسى كيف أُعطيه، مُستحيل!.
إني في شُكرٍ أو إهتمامٍ لا أطمع،
فنفسي تخلت عن الطلب منذُ زمن.
إني ما أسعى إلا لِرسم إبتسامه
صادِقة على وجوه من أُحب،
أو رُبما وجوه الكُل!.
إسعاد نفسي رغبةً نسيتُها،
وإسعاد الغير هدفٌ تبنيّتة.
فإن رأيتُ جمال النجوم رغبتُ للكل رؤيته،
وإن شهدتُ بزوغ الشمس القُرمزي
وغُروبها القاتم وددتُ لكُل الأعيُن أن تشهدها.
تغاضيتُ عن الشر،
وبِطيبة كُل البشر آمنتُ وأوهامًا بنيت.
أحببتُ وأحببتُ وما طلبت،
وسمحتُ لقلبي بالإحتراق في الجحيم.

أعيشك
05-12-21, 11:41 AM
حينما عشتُ في هذا العالم الواسع،
لم ألتقي بِمن يفهمني.
بحثتُ ولم أجد،
ليكون الإستسلام آخر خيارٍ لي.
رميتُ بِأحلامي عُرض الحائط،
وأكلمتُ طريقي مُتجاهلة نِداء المُزيفين،
حتى من كان نِصفي الآخر،
لم يفهمني يومًا فأنى لِتافهٍ آخر أن يفهم.
جميعهم قاذوراتٌ لعينة،
هُم أبعدوني ولم يُحاولوا فهمي حتى.
فأنا لستُ غريبة أطوار مُعقدة وتتخيل الأشياء!.
أنا مُميزة، بسيطة وحالِمة،
لكن الناس قررت نبذي على إني غريبة أطوار،
فلم تكُن عقولهم بِذلك الذكاء ليفهموا أنهم أغبياء.
لكن من يهتم؟.
فلا أحد يفهم.
لذا أُبقي لعنتي لِنفسي.

أعيشك
05-13-21, 04:46 AM
رُغم الألم مازلتُ أُجاهد،
ورُغم التعب مازلتُ أُقاوم،
ورُغم ضعفي مازلتُ أُحاول،
لينتهي الأمر بِنضالي المجيد،
ويذهب هباءًا منثورًا أدراج الرياح،
لِتصرخ نفسي للجِهاد مُجددًا،
وأي جهادٍ بعد أن فقدتُ الأمل!.
أملي ضاعَ في طريق عودته لي،
ليُبعثر كياني وأُفقد حماسي،
وأضل الطريق حتى لِمنزلي،
لِأُقبل أن يأويني الرصيف البارِد المُتحجر،
أين أنت يا أملي؟.
فأنا من دونك ضائِعةٌ.
أين أنتَ يا بدري؟.
فأنا من دونك سوادُ ليلٍ مكروه.
أين أنتَ يا نبعي؟.
فأنا من دونك عطشانةٌ لاهِثة.
أين أنتَ يا هوائي؟.
فأنا من دونك مُختنقة هالِكة.
وعلى مايبدو إنك أضعتَ طريقك إليّ ووجدتهُ لغيري،
وهكذا فقدتُك يا أملي، لِأضيع وأفقد روحي،
لِأتوقف عن النِضال فلعلَ الألم يختفي والتعب يزول،
فهل عرفتَ ما أكون بدونك يا أملي أم ليسَ بعد؟.
فكما تخليتَ عني، تخليتُ عن الكِفاح والمُقاومة،
فليسَ لي من بعدِك هدف يا أملي.

أعيشك
05-13-21, 08:27 AM
وكأنك العيد،
والباقون أيامُ.

-أعيشك، والعمل في يوم العيد.-

https://g.top4top.io/p_1959bmlkj6.jpeg

أعيشك
05-14-21, 03:05 AM
"يا تاج رأس الفتيات،
يا أقربُ من حبل الله المتين،
وأحنُ يدٍ تأخُذ بي نحو الهِداية،
أرجوكِ يا امرأة أبحرتُ من أجلها،
دعيني أُحبكِ دُفعةً واحدة،
دعيني آتي إليكِ بِكامل شروري،
حتى يكون الصلاحُ بين يديكِ،
دعيني أتوددُ إليكِ،
كما لو إنكِ رحمةً رجوتها،
من ربّ الأكوان."


- أعيشك 20-1-2021.-
- pm 6:30 -

https://h.top4top.io/p_18460ma7u7.jpeg

أعيشك
05-14-21, 04:02 PM
تتراقص زخات المطر الخفيفة،
هاربةً من قطن السماء مُعكر اللون،
لتقرع زجاج النافذةِ بِخفة،
فتُعيد عزف نوتاتٍ لمقطوعاتٍ قديمةٍ،
كانت قد خُزنت في متاهات ذاكرتي العتيقة.
لا أعلم حقًا كيف لوقع إيقاعات المطر تلك القدرةُ
في نبش سراديب الذاكرةِ التي قد دُفِنت منذُ زمن،
وكيف أنها لا تنتقي إلا المُخرج منها
بالمشاعر المُلبدةِ بالحزن والسواد،
تنتقي تلك التي ستُعيد عليَّ نفس طقوس
الوجع والضعف التي عانيتَ منها في تلك المُدة.
ولم يكُن من ذاكرتي أن أجلس وسط الظلام
على نور فانوسٍ باهت أمام مكتبي الصغير في غرفتي،
بينما أراقب من نافذتي ذلك الحفل الذي يُقام
على شرف نبش قبور الذكريات المريرةِ والأوهام،
إلا أن أستخرج جثة ذكرى متحللةٍ لأستعرضها أمام ناظريّ.
كنت واقفةً على ظهر باخرةٍ أنظر في شرود بإتجاه اليابسةِ،
أودع بقايا سرابها الذي تخلصت من كل آلامي
وجراحي عليه قبل الهروب، أو هذا ما ظننته.
فعندما ضاقت بيّ الأرض،
وباتت همومي تنافس أنفاسي لتخنقني،
قررتُ أن ألوذَ للمحيط اعتقادًا مني
أن له القدرة على بلع الظلام الذي يستكين دواخلي،
على خلاف الأرض الصلبةِ التي تصدهُ لترده لي مضاعفًا.
شعرتُ بالهواء يتسلل ببطء لرئتيّ،
حالما اختفى آخر أثرٍ لليابسةِ في الأفق،
أخذتُ تنهيدةً عميقةً،
وها أنا ذا لأول مرةٍ منذ زمن أشعر بالهواء يتغلغل بداخلي،
فكل ما كان يصلني طوال الفترةِ الماضية ماهو إلا بقايا
ذراتِ هواءٍ تنازع للوصول إلى حنجرتي
فتصتدم بصخرةٍ تسدُّ المجرى لتعيقها عن المواصلة.
شعرتُ بأنني ولدتُ من جديد،
فها قد تخلصت من كل شيءٍ سيء،
حسب اعتقادي في ذلك الوقت،
وكأنني أرى السماء والغيوم،
القمر والبحر للمرة الأولى.
وبسبب غبائي ونشوتي بالحرية في تلك اللحظات،
نسيتُ أن للسعادةِ حدود،
وأن هذهِ الراحة ماهيَّ إلا كِذبةٌ،
ستظهر جليةً على أوجه الساعات والدقائق.
إلتقطت كتابي المُفضل من حقيبتي،
وبدأت في الإستمتاع بالغوص فيه،
كما لم أفعل منذ مدةٍ ليست بالقصيرةِ على الإطلاق،
لم أشعر بالوقت حينها،
والذي مرَّ سريعًا ليخطف نور الشمس،
ويقدمهُ كمقبلاتٍ لغسق الدُجى مع ضيفةِ الظلام،
وقفتُ أراقبهم بِصمت وكل براكين الأرض تتأجج بداخلي،
وعلى خلاف كل ليله،
كُنتُ مُتحمسةً للأمسيةِ التي ستقام في هذه،
دقات طبول قلبي تتناغم مع إيقاعات مراسم استقبال " ليل "،
وكلي أملٌ في أن هذه الليلة ستكون مختلفةً عن سابقاتها،
وقد كانت مختلفةً بالفعل!.
لطالما كنت أحب الليل بسكونه،
ولطالما كان يبث فيَّ أحاسيسًا لا أستطيع ترجمتها،
هو فقط يجعلني أشعر بالإنتشاء،
وكأنني في عالمي الخاص الذي لم يُخلق لغيري،
عالمي اللذيذ والشهي.
لكنه وفي الأونةِ الأخيرةِ كان كالجحيم بالنسبةِ لي،
فما إن يُسدل الظلام رداءه حتى يبدأ الليل
بِمُمارسة طقوس الوصي الخاص بهِ عليّ،
ولكم كان الليل طريقًا طويلاً شاقًا غير معبدٍ،
بشق الأنفُس أنتهي من عبوره،
وأنا بلا زادٍ ولا مدد.
لذا فالليلة ليست كأي ليلة.
الليلة سأراقب النجوم بشغفٍ،
وهي تتباها بإنعكاساتها على سطح المُحيط الساكن.
الليلة ستُعزف السماء ترنُمات السلام والطمأنينة،
لتُغلف بها الأرض،
الليلة ستكون كما لم تكُن أي ليلةٍ من سابقاتها،
فهذه الليلة سَتُخَلَدُ ذكراها في ثنايا ذاكرتي حتى الموت،
وقد كنت مُحقة في حدسي هذا،
فذكراه لم يُفارقني حتى اللحظة.
كانت ليلةً داكنة،
لا قمر ولا نجوم،
حتى البحر يعيش حالةً من الذهول،
كنت أتأمل ما حولي بِوجوم،
فبدلاً عن كل ذاك الحماس الذي كان يعتريني قبل لحظات،
هُنالك غلافٌ من الرهبةِ والتوجس يلتف حول قلبي،
الهواء بدأ بالتناقص وشعور الإختناق جاء يُراودني عن نفسي،
ولكم كنت غبيةً عندما ظننتُ بأن للبحر القدرة في بلعِ الظلام،
فما رأيته هو أن له القدرة في نشر الظلام أكثر،
بينما هو بارعٌ في بلع جزيئات الأكسجين.
شعرت بأنني مُجرد مُغفلة إستمرت بِخداع نفسها بالأوهام،
عصفت أعاصير هوجاء بداخلي،
وألمٌ شديدٌ بدأ ينهش صدري لأمسك مكان الألم،
بينما أرخي بنفسي لأسقط على ركبتيّ،
صريرٌ حادٌ يصُمُ أذنايّ،
ولا شيء بعدها سوى السكون.
أُغمي عليّ في ذلك اليوم من شدةِ ما أعتراني،
أدركتُ كم كنت ساذجة حينها،
وأيقنتُ بأن لا قدرة لمكانٍ معين،
كالحديقةِ والشاطئ، أو حتى منتصف محيط.
في أن يمتصَّ ماضيَّ المرير وأوجاعي الحالية،
بل إنه بإمكان زقاقٍ نتن أن يجعلني أشعر بتحسنٍ،
مادُمت أمتلك فيه بعضًا من الذكريات اللطيفة،
ولستُ أعتب على سذاجتي وغبائي في كثيرٍ من المواقف،
بل أنا شاكرةٌ لهما!.
فلولاهُما ما استطعت النظر للأشياء من أوجهٍ أخرى.

أعيشك
05-15-21, 10:39 AM
لم يكُن من حياةٍ فانيةٍ خُلقنا فيها لِحِكم،
إلا أن تمرغ وجوهنا في أوحال الحزن واليأس،
الكآبة والخذلان،
ولكم كان التلطخ بهم سهلاً يسيرًا على خلاف ارتداء
ثياب الأمل والسعادة بديعتي الجمال على الأفئدة.
لطالما كنت أجد نفسي مُتسخةً،
تملأني بقع ظلامٍ داكنةٍ،
تعجز أقوى منظفاتِ روحي عن إزالتها،
دائمًا ما أكون عالقةً في المنتصف،
حيث لا يلُفني سوى سوادٍ أدعج،
بات مؤخرًا يُدخلني في دواماتٍ من التساؤلات،
هل لكل هذا الظلام أن يكون مُغلفًا لروحي حقًا،
أم أن روحي بذات نفسها هي كتلةُ سوادٍ،
لا مجال لوجود بصيص نورٍ فيها؟.
كنت في حوض الإستحمام غارقةً
في شرود ذهني كما حال جسدي،
سكون الأفكار التي تلتف حول رأسي،
يُطابق سكون المياه التي تلتف حول جسدي،
خانقةً كاتمةً للأنفاس،
كجبلين مطبقين على صدري،
تتصاعد أنفاسي منهما مُتسارعةً هاربةً من حلقي،
مُخلفةً وراءها جسدًا يتسول ذرةَ هواءٍ عكر!.
لم يعُد هنالك من الكلام ما يُقال،
فقد تكدرَ غِشاء القلب بعتمة الحديث،
أفواهٌ لم يكفها نهش العقول بأصوات عويلها الحادّ،
بل اكتسحت القلوب أيضًا،
لتُخلف أجسادًا خاويةً من معاني النقاء.
ومن أين لنا أن نجد ذاك المسمى بالنقاء،
بينما لا تتوانى الحياة عن دفع من لا يزال بهم
ذرةٌ منه في أرواحهم إلى تدنيسها بحجة،
" هذه هي الحياة وما باليد حيله! "
وبجانبها عددٌ من الحجج الغير منطقية،
والتي تسبب الغثيان للعقل والإستفراغ للروح.
لا أعلم حقًا لم تُرغمنا الحياة على اتباع
طرقاتٍ متفرعةٍ نحو غاباتٍ معتمةٍ موحشة،
نسلك طريقها بقلبٍ واجفٍ وشفتين مرتعشتين،
حلقٌ جاف وركبتان لا تقويان على حمل
ذاك الجسد الهزيل أعلاهما.
تُرغمنا على إتخاذ ذاك الخيار المُّر من بين خيارين مُرَّين،
- ولكأنها أعطتنا فرصةً للإختيار! -
لتستمتع برؤيتنا نتخبط في غياهب سوادٍ حالكٍ،
لا وجود للمسمى بالنور فيه.
لكنني وفي كل مرة أتوهُ فيها،
وعندما تواجهني خيبةٌ لتصرعني أرضًا،
وتخلفني عاجزةً عن النهوض والحركة وبلا عكازٍ ولا سند،
وعندما أصِل إلى نهاية ذاك النفق المسدود بالتحديد،
وفي كل مرةٍ أُقارب فيها على الإستسلام للضياع بسبب انعدام
بصري الذي خَلَّفَهُ بقائي الطويل والمتواصل في العتمة،
أجدني أرى نجمًا يلوح لي من بعيد،
وليس لهذا النجم إلا أن يكون بصيص نورٍ يلتحف
روحي الهائمةَ لينتشلها برقةٍ من العتمة إلى الخارج.
لن أقول لكم بأن الخارج هذا مكانٌ أستطيع
أن أدعوه بالرائع والمثير أو حتى الجيد،
لكنه كافٍ لجعلي أُواصل التجديف في قارب الحياة المهترئ،
مع كل الثقوب والفراغات التي تعج دواخل روحي وقلبي معًا،
لتجعل من جسدي مجرد حاويةٍ مثاليةٍ لمكنوناتٍ صدئةٍ،
ما عادت تنفع لعيش حياةٍ طبيعية،
لكنها على الأقل تفي بالغرض لمواصلة المسير حتى النهاية!.

أعيشك
05-15-21, 10:41 AM
لم يكُن من حياةٍ فانيةٍ خُلقنا فيها لِحِكم،
إلا أن تمرغ وجوهنا في أوحال الحزن واليأس،
الكآبة والخذلان،
ولكم كان التلطخ بهم سهلاً يسيرًا على خلاف ارتداء
ثياب الأمل والسعادة بديعتي الجمال على الأفئدة.
لطالما كنت أجد نفسي مُتسخةً،
تملأني بقع ظلامٍ داكنةٍ،
تعجز أقوى منظفاتِ روحي عن إزالتها،
دائمًا ما أكون عالقةً في المنتصف،
حيث لا يلُفني سوى سوادٍ أدعج،
بات مؤخرًا يُدخلني في دواماتٍ من التساؤلات،
هل لكل هذا الظلام أن يكون مُغلفًا لروحي حقًا،
أم أن روحي بذات نفسها هي كتلةُ سوادٍ،
لا مجال لوجود بصيص نورٍ فيها؟.
كنت في حوض الإستحمام غارقةً
في شرود ذهني كما حال جسدي،
سكون الأفكار التي تلتف حول رأسي،
يُطابق سكون المياه التي تلتف حول جسدي،
خانقةً كاتمةً للأنفاس،
كجبلين مطبقين على صدري،
تتصاعد أنفاسي منهما مُتسارعةً هاربةً من حلقي،
مُخلفةً وراءها جسدًا يتسول ذرةَ هواءٍ عكر!.
لم يعُد هنالك من الكلام ما يُقال،
فقد تكدرَ غِشاء القلب بعتمة الحديث،
أفواهٌ لم يكفها نهش العقول بأصوات عويلها الحادّ،
بل اكتسحت القلوب أيضًا،
لتُخلف أجسادًا خاويةً من معاني النقاء.
ومن أين لنا أن نجد ذاك المسمى بالنقاء،
بينما لا تتوانى الحياة عن دفع من لا يزال بهم
ذرةٌ منه في أرواحهم إلى تدنيسها بحجة،
" هذه هي الحياة وما باليد حيله! "
وبجانبها عددٌ من الحجج الغير منطقية،
والتي تسبب الغثيان للعقل والإستفراغ للروح.
لا أعلم حقًا لم تُرغمنا الحياة على اتباع
طرقاتٍ متفرعةٍ نحو غاباتٍ معتمةٍ موحشة،
نسلك طريقها بقلبٍ واجفٍ وشفتين مرتعشتين،
حلقٌ جاف وركبتان لا تقويان على حمل
ذاك الجسد الهزيل أعلاهما.
تُرغمنا على إتخاذ ذاك الخيار المُّر من بين خيارين مُرَّين،
- ولكأنها أعطتنا فرصةً للإختيار! -
لتستمتع برؤيتنا نتخبط في غياهب سوادٍ حالكٍ،
لا وجود للمسمى بالنور فيه.
لكنني وفي كل مرة أتوهُ فيها،
وعندما تواجهني خيبةٌ لتصرعني أرضًا،
وتخلفني عاجزةً عن النهوض والحركة وبلا عكازٍ ولا سند،
وعندما أصِل إلى نهاية ذاك النفق المسدود بالتحديد،
وفي كل مرةٍ أُقارب فيها على الإستسلام للضياع بسبب انعدام
بصري الذي خَلَّفَهُ بقائي الطويل والمتواصل في العتمة،
أجدني أرى نجمًا يلوح لي من بعيد،
وليس لهذا النجم إلا أن يكون بصيص نورٍ يلتحف
روحي الهائمةَ لينتشلها برقةٍ من العتمة إلى الخارج.
لن أقول لكم بأن الخارج هذا مكانٌ أستطيع
أن أدعوه بالرائع والمثير أو حتى الجيد،
لكنه كافٍ لجعلي أُواصل التجديف في قارب الحياة المهترئ،
مع كل الثقوب والفراغات التي تعج دواخل روحي وقلبي معًا،
لتجعل من جسدي مجرد حاويةٍ مثاليةٍ لمكنوناتٍ صدئةٍ،
ما عادت تنفع لعيش حياةٍ طبيعية،
لكنها على الأقل تفي بالغرض لمواصلة المسير حتى النهاية!.

أعيشك
05-16-21, 02:43 AM
عجبًا لأمرك يا زمان،
وعجبًا لأمرنا منك!.
في مسائياتك المعسعسةِ حيث يتخذ الوصب
حلكتك مسكنًا ليستبيح روحًا طاهرة،
ينخر الماضي جدار الذاكرةِ العتق لينقش صورًا
من رمادٍ قد ولت مدبرةً على أوجه الأيام والليالِي.
تتخذ مقعدًا من زفراتٍ متطافرةٍ تهرب كنارٍ
يلسع لهيبها قلبًا جمدته الصدمات.
أنهكتُ من تعلقي بأشياءٍ لم تكُن لي يومًا،
لكني استمررت برسم أملٍ شحيحٍ لأجله.
أو لنقُل عدم امتلاكي شجاعةً كافيةً لتقبل الواقع
بمعنى أدق، هو ما دفعني للتشبث بسرابِ أملٍ دَنِف!
إلتحفت كوب قهوتي بكفيَّ وتوجهت نحو الشرفة
على الرغم من برودة الجو،
وعلى الرغم من ذلك كنت عاجزةً عن الإحساس به،
وكأن الجليد الذي يستكين دواخلي ملاذً قد سلب
قدرة حاويتي الجسدية من الشعور.
تحاول صفحة السماء جاهدةً عكس بياض الوجود الطاغي،
لكنها تنتهي بسرقة بضع حبات ثلجٍ صغيرةٍ ليس إلا،
ليبقى السواد هو سيدها والمسيطر.
كل ما يغلف روحي هو الظلام،
ظلامٌ أدعج على الرغم من البياض الطاغي على المكان من حولي،
ولست أفهم كيف له ألا يحاول ولو قليلاً
أن يسلب ما حوله من نقاء،
وكيف له أن يحافظ على وقار سوادهِ بثبات!.
عادت بي الذكريات إلى ذاك اليوم المشؤوم،
وكأنني أستطيع أن أميزه عن بقية أيامي بهذا الوصف،
لكن كان له من الأثر ندوب تشوه روحي
قبل جسدي حتى اللحظة،
وهذا ما يجعله عالقًا في الذاكرةِ لا يُمحى،
يمر شريط ذكرياته ليُعرَض أمامي كل ليله،
فقد تكون كل ساعةٍ مبالغٌ بها بالنسبة لكم،
لذا مامن ضيرٍ في المجاراة.

أعيشك
05-16-21, 08:31 PM
لطالما إتخذتُ أقرب وأسهل الطُرق للواذ
بروحي من مُستنقعات الوجود الطاغي،
لا أعلم كيف مرّت السنوات ولم أشعُر بها،
كل ما كان يُحاوطني هو الظلال،
بينما الفراغ العقيم يعتري دواخلي.
سنوات مرّت وكأنها السرابُ بعينه،
في كل مرة أظن بأني وجدتني فيها،
أكتشف بأنني أفقدُني أكثر!.
لم أكُن بِكامل قواي العقلية.
عزلتُ نفسي،
وتحدثت مع أرواح جثث هي تحت
التُراب في زاوية الغرفة المُظلمة،
بل وكنت أجدهم حقيقة بحتة.
لم يكُن من الأطباء أن يحكموا على شخصٍ
يرى الأشباح ويتحدثُ في زاويا الغرف مع الفراغ،
وكأن هُنالك مكنوناتٍ فعليةٍ أمامه،
إلا بإدخاله لمركز للأمراض العقلية.
أُريد بالإستسلامٍ للأطباء فأرواح الجثث
المُلطخة بالدماء تكادُ تصيبني بالجنون،
وكأنني لم أكُن مُصابةً به،
بسبب أشكالها المخيفة والهلاوس التي كانت تبثُها لي،
بالإضافة لعدم شعوري بالأمان في أي مكان.
وأنى لي أن أشعر به بينما أعيش على أرض تُنبذني.
لكم تمنيت الموت في السابق،
وقد كانت لتكون فرصةً جيدة،
لكن ولسوء الحظ - أو حسنة -
لم أكُن لأفكر بالأمر في ذلك الوقت،
بل إن شعور الغربة وعدم الأمان دفعاني
للإستسلام والهرب، لكن الهرب إلى أين؟.
كنت فتاةً مُطيعة وعاقِلة.
احتفظت بهلوساتي واتهاماتي لنفسي.
الآن الهدوء يخيمُ على حُجرتي،
كل زاويةٍ في البيت تذكرني بذكرى عتيقة،
كنت قد نسيت أمر حدوثها أساسًا.
توافدت الذكريات كسيلٍ جارفٍ أخذَ
مشاعري وأحاسيسي وكياني معه،
وكادَ أن يأخذ عقلي أيضًا.
لم أُدرك وقتها كيف لمُجرد مكان أن يتسبب في
كل هذا الإضطراب لروحي وعقلي وجسدي معًا.
أُفكر ..
هل لي بالندم على ترك الكثير من السنين
بالعيش في هذه الدوامة لِوحدي،
وتضييع المزيد من الوقت على الندم؟.
لا أظُن.
فقد أضعتُ حبل النجاة بالفعل، ولسنوات.

أعيشك
05-17-21, 10:10 AM
فقط عندما تصِل إلى النهاية المسدودة،
وتلفك الخيبة بخيوطٍ من سراب أدعج،
تغشي عينيك عن البصر،
إلا عن الكثير من الهلاوس المُبعجة،
شجوج إنكسارات تُميت ما بداخلك
وتحيله إلى رُكام،
وينبثق الفجر من بطن الظلام!.

•••

لستُ أعلم كيف لحياةٍ كهذه أن تدفعني بعيدًا عنه،
ليُصبح نبض قلبي مُجرد عملية تُُقام،
لتساعدني على الحركة المفرغة لا غير.
وكيف أنه على الرغم من إجرامه في حقي
لا زلتُ لا أجد سببًا لإدانته،
فالسبب بل كل السبب كان عدم كِفاحي،
وتخلي عن الأمل في أغلب الوقت.
لن أتهمه بتركه لي،
فالأمل رفيق لنا مادامت قلوبنا تنبض بالحياة.
لكن إذا ما نسينا المعنى الحقيقي لحياتنا ووجودنا،
فتذكر وجود الأمل الكامن في كيان كل مخلوق هاهنا
يُصبح عسيرًا حينها، ولكل منا مُعانية الخاصة به.
لا أدري ما الذي اختلف مع صباح هذا اليوم،
لكنه كان يحمل بريقًا على خِلاف عادته الرثة الرتيبة،
وكأن الهواء على هذه الأرض قد تجدّد.
قد يقول أحدكم هاهي ذي حالة البائسة تلك تُعاودها،
لكن خبرتي المُمتدة لِخمس سنوات تستطيع أن تؤكد لكم
بأن هذه المرة مختلفة كل الإختلاف.
خرجت من مخبأي وأغلقت بابها،
بينما استصعب على مقبضه مُفارقة عناق كف يدي،
تأملته بحنوٍ فقد كان الحارس والسند
عندما كانت تشتّد العواصف ويرتدي الكون حلته الداجنة،
سحبت يدي ببطءٍ بينما أسترجع أنفاسي
التي تطايرت هاربة مني لحظة الخروج،
وإلتفت لأُقابل العالم الآخر أمامي.
أُحدق فيه لبضعِ دقائق قبل أن أبدأ بالمشي،
بخطواتٍ خجولة تتحول بعدها لواثقةٍ وثابتة.
فالخطوة الأولى دائمًا ما تكون أثقل وأصعب من التي تليها.
ذهبتُ لأعُد قهوتي الصباحية،
لكنها مُحلاة هذه المرة،
فقد أصبحَ هُنالك طعم للحياة في نظري.
تتساءلون كيف؟.
لكن الإجابة ليست معي بل تجدونها بين جنبات أفكاركم.
لطالما امتلكت العديد من الأشياء التي كانت تؤهلني للعيش،
لكني كنت ضريرةً وقتها في أفكاري،
فهل أستمر بالتعامي بينما بإمكاني إيجاد
العديد غيرها طالما بهذا القلب من نبض؟.
الجميع يُواصل حياته،
والأرض لا تزال مُستمرة بالدوران حول محورها،
كما هي عادتها منذُ ملايين العصور.
نحن فقط من يهيأ لنا بأن العالم قد توقف،
لكنه كذلك في أعيننا وحسب.

أعيشك
05-18-21, 01:29 AM
بعض تحاليل الأشخاص لِمواليد شهر نوفمبر،
" شهر مولدي . "
يوجد نقاط متشابهه رُغم تعدد الأشخاص.
وتقريبًا التحليل فيه مني بنسبة 99‎%‎ .
أترككم مع التحليل.

•••

- تصرُفاتهم غالبًا تاخذ قلبك،
مواليد هذا الشهر بِكلمة يجيبون راسك، فإنتبه!.
أسلوبهم يخرفن حتى وهم معصبين ودك تاكلهم أكل.
فيهم طفولة، فيهم حُب للأشياء الطفولية لكن مُش كلهم.
طفوليين لدرجة كبيرة.
مهما إندمجوا معاك؟ فيهم جُزء محد يعرفه.
فيهم كميّة غموض عجيبة، كتومين.
يكتم مشاعره ومايظهر الحزن أو الفرح
أو الغضب على ملامحه إلا بإختياره،
ومهما حاولت تعرف هذا الجُزء؟ مُستحيل تعرفه.
" يحبون أسرارهم بينهم وبين أنفسهم. "
شخص واحد من بين مليون شخص يفضلونه على العالم أجمع.
ويعتبر ألطف مولود على وجه الأرض.
إذا غاروا؟ غيرتهم عجيبة لدرجة تتعمّد تخليهم يغارون!.
يعصبون ويقلبون الدنيا فوق تحت، غيرتهم ماتتغشمر أبد.
بس لا تحاول تستفزهم كل شوي،
ترا يبرد شعور الغيره عندهم لو ضليت تستفزهم.

- مواليد هالشهر يبغى خُلاصة الشيء، بدون زوائِد وهوامش.
حذِر في تصرفاته ويتوقع الأسوء دائمًا،
في علاقاته العامة يفضّل أنه يبقي على مسافة بينه وبين الناس،
ويحرُص على أن لا يقربوا منه كثير.
يمنح ثقته مرة واحِدة لا تتكرر.
يُفضل أن يكون وحيد على أن يكون صاحب الكل.
يُحب العزلة، لكن في اللقاءات الإجتماعية
يملك القوة والجاذبية، وهو لبق في حديثه.
تصرفاته؟ يالطيف!!.
من الأفضل عدم الإصرار عليه للإعتراف بشيء،
يكره مولود نوفمبر انك تقطع عُزلته أو تقاطعه أو تكذبه.
شخصيته مزاجية، ملسون دايم يحارش.
الجانب الحلو من شخصيته مايطلع إلا إذا حبّ.
كبريائه حادّ إلى حدٍ ما،
يتجاهل مشاكله ويلجأ للنوم.
إنتقائي ومزاجي، مايندم ومؤمن إنه ما يخسر أبدًا.
أكثر شخص مُعرّض لِنوبات إكتئاب مجهولة المصدر،
مُستمِع جيد أكثر مِما يكون مُتحدث،
بس لو تكلم يآكل الجو بإسلوبه ولطافته.
يتهرّب من المسؤوليات والمشاكل اللي تتراكم،
أو تحل نفسها بنفسها مثل ماهو متوقع.
ينزعج كثير إذا حاول شخص تفسير تصرفاته،
ويكره لما يُطلب منه تفسير كلامه.

- يفوز هالشهر بألطف مولود على وجه الأرض!.
فيهم طيبة وحنيّة الأُم، يحب الإهتمام الشخصي،
هو مُش ضعيف شخصية، لكن يتجاهل.
بسرعة يتنرفز وإذا شفته متنرفز إبعد عنه،
قبل لا تسمع كلمة ماتعجبك.
مايعرف يقولك لا، يسامح بس ماينسى،
ذاكرته قوية.
كسول ويحب النوم لدرجة يقدسه،
وللمرة الثانية فيه حنيّة ماتمزح.
من عاداته يفكر بكل شي قبل لا ينام.
ذوقه رايق وكلاسيكي سواء بالأفلام أو الأغاني.
الإهتمام عنده أهم من الحُب،
إذا حب يحب من كل قلبه ويوفي له.
متردد بكل شي، يغير قراراته بشكل مُستمر.
والثقة عنده شي مُهم، صعب تكسب ثقته بسهولة.
تلاقيه من أبسط حاجة يفرح بـ " كلمة، هدية، إلخ ".
يضحي كثير لأصحابه وأهم شي مايتضايق أحد فيهم.
يميل للذكرى ويحب يحتفظ فيها سواء صورة أو غَرض.
دائمًا تفكيره مايوقف.
إن شاف أحد يبكي تلاقيه طوالي يبكي معه،
يحب يستكشف الشخص اللي قدامه ويفهمه،
بس إنت خلك بعيد عنه ولا تحاول تفهمه.
عنده إسلوب الإقناع، وعنده ميّزة حادّة الملاحظة.
يحب يكوّن صداقات، بس عنده نُقطة على قد ماتعطيه يعطيك.
أحلى شي فيه إبتسامته، دائمًا مرسومه على وجهه،
بس إذا عصّب دخيلك وخّر عنه.

- أغلبهم باردين بشكل غير طبيعي،
بسهولة يعوفون الشخص،
بس يتم عَزيز عليهم وبيساعدوه لو إحتاج.
الحلو فيهم إنهم مايشوهون سُمعة حد،
ويقدرون يخلونك تحب الشخص من كلامه عنه.
لو نشبت لهم بيتعلقون فيك،
مايظهرون الجانب الحسّاس إلا في وقت ضعفهم،
عقلهم أكبر من عمرهم، ويضحون عشان غيرهم.
ضميرهم حيّ أربع وعشرين ساعة.
أحيانًا يحسون أن الكل يحبهم ويغترّون بينهم وبين نفسهم.
صريحين مع نفسهم وصادقين مع غيرهم، مُحترمين وشعارهم :
" لو إنت إسلوبك زبالة؟ أنا مابكون نفسك، أنا أحسن منك. "
يضحكون على أتفه الأسباب والأغلبية يحبون هالشي فيهم.
يعرفون يخفون مشاعرهم حتى لو زادت، أمينين بكل شي.
مايثقون بأحد بسهولة وحذرين جدًا،
ويفكرون بالشي قبل ما يسووه.
ما ينقصّ عليهم بسهولة،
كلام الناس بالنسبة لهم نفس نباح الكلاب.
تصرفاتهم غريبة أحيانًا.
في الحُب مابيخلوك لوحدك ولا ثانية،
وبيوقفون معاك متى ما إحتجت لهم،
ما يتأخرون عليك، لكن إحذر منهم لأنهم يعوفون بسهولة.
إنتبه من البداية عشان ما تخسرهم.

- كمية اللطافة فيهم، يالطيف!! انتبه تطيح بغرامهم.
مايحبون الكذب ويقولوا الحقيقة بكل الأحوال،
حتى لو محد صدقهم، المهم ضميرهم يرتاح.
غالبًا ينتقمون لو بعد وقت طويل، لأنهم مايقدرون
يبلعون خبثكم، حتى لو سامحوا، صعب ينسون.
بريئين ودائمًا ما يحسنون ظنهم بالكل ويحسبون
الكل بطيبتهم ولهالسبب دايم ينخذلون.
ماعندهم وسطية يا يحبون بكل قوتهم،
أو يكرهون ومايهتمون لو قد النقطة.
يحبون وناستهم لو تتطلب منهم أي شي،
سعادتهم أهم من أي وكل شي.
يكرهون اللي يتدخل بحياتهم أو يفرضون رأيهم عليهم.
العناد يمشي بدمهم، نشيطين ومتحمسين دائمًا.
يتعاملون مع حزنهم بالتجاهل، مايخلون شي يأثر فيهم.
الحياة ماشيه عندهم ماتوقف على شي،
عفويين ويتصرفون على طبيعتهم،
يكرهون التصنُّع ومايحبون الناس الدرامية
والمُتشائمة تنكد مزاجهم.
مرجوجين وبعيدين كُل البعد عن الثقل وشوفه النفس.
يحبون يجربون كل شي غريب،
حياتهم مليانه اكتشافات وعايشين حياتهم صح.
يقدسون الصداقة تقديس أكثر من الحُب،
فعلاً يستحقون كلمة صاحب بمعنى الكلمة،
هم اللي يبقون مثل ماهم، مستحيل يتغيرون عليك،
فحافظ عليهم.

أعيشك
05-18-21, 07:30 PM
عندما كنت لا أزال في بداية المذكرات،
المذكرتين الأولى والثانية،
كنت أحمل نهاية مختلفة تمامًا للمذكرات في مخيلتي،
ومع نشري للمذكرة الثالثة،
أيقنتُ بأن ما كنت قد اتخذته من قرارٍ لم يكُن مناسبًا،
فأخذَ أسلوب المذكرات يتوجه نحو منحنى آخر،
يتوافق مع النهاية الجديدة التي اخترتها.
عندما كنت أكتب المذكرات،
كنت أختار أكثر المعاني والتشابيه حُزنًا وسواد،
كنت أسعى لأن يجد كل من يقرأ المذكرات،
ويرى نفسه بين السطور، بائس.
أن تقولوا :
"إنها تشعُر بي."
هناك من يُعاني بنفس الطريقة.
هناك من يتوه بين سوادِ أفكاره بنفس الطريقة.
هناك من استسلم لخيبات الحياة،
ولم يُقاوم أيضًا لأنه متعب،
لأنه لم يعُد يستطيع المتابعة،
لأنه لا يجد سببًا له للمواصلة والبقاء.
أردتُ أن تعرفوا جيدًا بِأنني أفهمكم،
أنا أفهم كل واحدٍ منكم هنا،
حتى وإن اختلفت الصعاب التي يواجهها
كل واحدٍ منكم يبقى شعور البؤس واليأس،
الحزن والألم هو ذاته،
قد تختلف شدّة تلك المشاعر من وقتٍ لآخر،
ومن شخصٍ لغيره،
لكن هذا لا يمنع كون ذاك الوجع وجعًا،
وما سواه مُجرد مبالغة.
تلك المشاعر بداخلنا تحتاج لأن نعترف بها،
أن نعطيها وقت للشفاء،
وأن نُدرك بأنها حتمًا ستزول مهما طال الزمن!.
بعد العديد من السنوات،
ها أنا ذا قد عُدت للوقوف والإتزان مُجددًا،
لذا لا تهتموا لما يُقال من حولكم،
خذوا وقتكم للشفاء الداخلي،
ثم انهضوا مُجددًا،
ببُطء لكن بإتزان.

أعيشك
05-19-21, 04:33 AM
من يطرقُ باب قلبي الآن،
كأنهُ يُطرق قبرًا.

أعيشك
05-19-21, 10:09 PM
عندما يتراكم الحديث فوقَ المشاعر
المدفونة وسط قلبٍ بالهموم مُمزق،
يُصبح القلم حينها عاجِزًا عن التوثيق!.
أجِدني أُهمهم دون حُروف،
- كنوتاتِ وترٍ. -
لِعقلي المَمسوس،
دونما تلويث لأسماعِ البشر.
أُعيد تصوير مقاطع من أحداث كثيرة في خيالي،
أعيشُ معها طوال اليوم والليلة حدّ الشرود عن من أمامي!.
وعندما يبلُغ الإختناق مني حَدة ويُغلف السَدفُ جفوني،
أجدُني أسترفِد النُقوش على الورق علّني أجِد فيها من مُتسع!.
لكن حِينها،
يأبى قلمي الإنصياع لِقلبي،
أراهُ يمشي مُتعرجًا على الرصيف،
مُنهكًا يستندُ على الجِدران،
لا يفتئُ،
عاجزًا عن الحركة بعد رصيفين ونصف رصيف!.
وعند المُنتصف،
يقفُ مُتوسلاً يُخاطبني :
" أيّا فتاة! ألا يكفيكِ ماتفعلينهُ بِعقلك،
خيالاتك وقلبك على مدار الشَمس والقمر!
تلجأين لسحبِ مدادٍ هو دمك ووريقاتٍ هي
جُلودٌ نُزعت من صفحة وجهكِ الباهِت،
لتوثقي وصبًا يَمتدُكِ بِقروحٍ نازفة!
ألا تكفيك نُدوبُ قلبكِ المكلوم؟. "
لكن ..
أوليسَ يعلم بأن عقلي قد وصَل حدّ الجنون،
وخيالاتي لم تعُد إلا هلاوس موبوءة؟.
أما القلب ..
فقد صُيّرَ إلى عضلةٍ مُتعفنة بِسبب تراكُم
بقايا المشاعِر الفاسِدة المُهمشة والمكبوبةٍ به!.
ألم يخطُر لنخاعهِ بأنَ في إخراج حتى الربع
على صفحاتِ ورقٍ مكفهرةٍ قد يكون بِمثابة
مصحةٍ لإستعادة بعضٍ مني،
وحبوب مُهدئة تخفي القليل من هلاوس عقلي،
أو حتى بِمثابة مُطهرٍ لذاك القلب الداج
من بعض القذارات والأوبِئة!.
ألم يستطع استشفاف تضحيتي في
عظمٍ يكونُ هو سحبتهُ من أصابع يدي،
عفَرتهُ دمًا من عُروقي،
وشققتُ جلدًا يسترُ لحمي فقط لأتخلص بِهم من
بعض ما يُراودني حتى وإن أُصبح المظهرُ مُشوهًا!.
أكان عاجزًا عن إعطائي نوتةٍ من وتره العسيف،
لإستنباط شيء يسيرٍ كذلك؟.

•••

علمتُ أن في ذاك تآكُلاً منك،
لكنني علمتُ أن في فاقتهِ نِهايةً لي!.
فحسبي منكَ يا أبيضًا تُحركه أعصابي
ويقيةِ لحمي من الأذى!.
وحسبُك مني إنتزاعًا مُدنفًا يرمي بِك
في وجه عاصفةٍ عاريًا لا تجدُ ما تستُر به
هشاشتُك ووجلك!.

•••

عليكَ أن تُطيع الأمر!.
عليكَ أن ترقُص وتتمايل،
لتنثر زخاتِ دمي وتُسقي بها صفحاتي البيضاء.
عليكَ ألا تعترض!.
فلا حياةً لك بدوني، ولا حياةً لي إلا بخُنوعك.

•••

ها أنا ذا أمدُّ يدي لإلتقاطك،
تلتفُ أناملي بِرفق حول جسدك النحيل،
أتمايلُ معك،
أُراقصك في ساحةِ عُمري على سيمفونياتِ
قَدري المنقوش على صفحة سماءٍ سُرمُدية.
تتناقلةُ الغيوم ..
تذرفهُ لي في كُل يوم ..
وها أنتَ ذا تُراقصُني،
تتمايلُ مع أنغامي،
تُشاركني لحن وترٍ كمنجتِك الأزلي.

•••

هُنا بِداية النِهاية،
هُنا أنثُر رذاذ أُمنياتي وأُزرع وردَ أحلامي.
هُنا أُعزف كيفما أشاء على وترِ كمنجتكَ ألحاني.
هُنا تكونُ جُزءًا مني، وأكونُ أنا أنت!.

أعيشك
05-20-21, 11:24 AM
ماذا سيحصلُ لو رميتُ نفسي أمامك،
وبكيتُ وأنا أحكي لك،
فهل ستعرفُ شيئًا مني أكثرَ مما تعرفه عن الجحيم
عندما يحكي لك أحدهم عنه واصفًا حرارته ورُعبه؟.
ويكفي هذا السبب لوحده،
لكي نعرفَ - نحن البشر -
أن علينا أن نهابَ بعضنا البعض جدًا،
أن نُمعنَ في التفكير كثيرًا،
وأن نقفَ إلى جانبِ بعضنا مُتضامنين،
كما لو كُنا نقفُ عند مدخلٍ يؤدي إلى الجحيم.

أعيشك
05-21-21, 10:52 AM
هل جربتَ يومًا أن تغرق وأنتَ حي؟.

.
.
.

حسنًا هو يبدو مِثل .. .
لا أعلم ..
كيف أكتُب ماكنتُ أُفكر به منذُ لحظات!.
لا بأس، سأُحاول.
.
.
.

إستعمِل خيالكَ معي قليلاً.

.

كان مِثل مُحيط كبير للغاية،
أنتَ تغرَق فيه،
لا تستطيع الحِراك،
جسدُك أثقل من أن تستطيع تحريكه،
تشعُر بشيءٍ يسحبُك للأسفل،
وأنتَ ثابت!.
يتغلغل الظلام إلى عينيّك،
لم تعُد ترى شيئًا.
مُحركًا يديك بكُل جُزيء طاقة مُتبقية لديك نحو عُنقك،
تُمسكه وكأن هُناك قيدًا حوله تُحاول نزعه بالقوة!.
لا فائدة .. الماء مُلتف حول عُنقك كالثعبان.
تشعُر بالإختناق،
وتتنفس بِصعوبة مع صوت أنفاسك الباهِتة.
تفتح عينيك،
تجِد سوادًا يَخنق الروح ويكتم الأنفاس،
فقط عُد لِسريرك ونِم،
إنتهت ليلتُك السيئة لهذا اليوم.
.
.
.

هل وصلت لكم؟.
هل إخترقتكُم؟.

أعيشك
05-22-21, 11:52 AM
ضغط.
تأنيب.
كُره.
تحطيّم.
صُداع.
تضارُب.
تشويش.
______________________________

يُمكنني الإنهيار الآن.
لا بأس، أنا لوحدي.
__________________________________

أتشبث بِها،
آخر خُصلة تُطالب بالحياة.

أعيشك
05-23-21, 10:25 AM
لكُل من يعتقد أن النسيان يأتي مع الزمن،
إنه ستمُر الأيام،
الشهور،
السنوات وتنسى كُل شيء،
وكأنه لم يكُن.
لا أحدَ ينسى شخصًا أحبهُ أبدًا!.
كُل من أخبروك أنهم نسوا،
إما كاذِبون، أو لم يُحبوا قط.
الزمن مُجرد رقم،
والذكرى ستظلُ محفورة،
ولكن الإختلاف الوحيد إنك ستكون هُنا،
وهو هُناك، بعد أن كُنتما معًا.
الذي يُريد أن ينسى،
ينسى حينَ يختار هو هذا بِكامل إرادته،
ولن ينسى،
أي إنهُ سيمحي الذكرى من ذاكرته تمامًا،
كما قُلت لا أحد ينسى شخصًا أحبهُ بِصدق،
إنما حينَ يُقرر أن ينسى،
فهو يجعل الذكرى وكأنها عابِرة بعد أن كان وطن،
فيتذكر الشيء ولكنه لا يتأثر،
لا ألم ولا فرح.

أعيشك
05-24-21, 01:49 AM
في هذه الساعة المُتأخرة من الليل،
دعني أُوجه حديثي إليكَ يا جدّي،
حتى وأن لم تكُن تسمعني.
دعني أكتبُ كلماتي هذه برغم معرفتي أنك لن تقرأها!.
كنت ذات يوم أضحك والفرح يُحلق بي في سماءٍ صافية،
ليس بها أي غيوم،
كنت حقًا سعيدة بتلك اللحظات،
كنت أغلق عيناي وأشعر بالسعادة في قلبي،
كنت أحلق أعلى من تلك الطيور،
حتى أرتطمت ووقِعت!.
لا أعلم ما الذي أرتطمت به لانني أغلقت عيناي،
لكنني عندما سقطتُ بالأرض وفتحت عيناي،
إذ بهم يأخذونك بعيدًا.
أنهم يحملونك بين أيديهم ويضعونك بتلك الحفرة!.
أتساءل لما يأخذونك باكرًا!.
وكيف يضعونك ويرمون فوقك التراب!.
كيف سيذهبون بعيدًا عنك!.
كيف سيكملون يومهم وشهرهم وعمرهم وأنت هناك وحدك!.
تساءلتُ كثيرًا ..
ولكن لا مُجيب لتلك التساؤلات.
فالموت لا يستأذن أحدًا.
أحقًا هو ذلك الذي يُدعى الموت هو من أخذكَ من بيننا!.
لِما لم يدع لنا فرصة لتوديعك؟.
لم يمنحنا بعض الوقت حتى نٌقبل يديك،
حتى نستمع إلى ضحكتك،
حتى نرى إبتسامتك!.
أتعلم أن ذلك الإرتطام أوجعني حقًا!.
فقد ترك ندبة بقلبي،
لم تذهب منذُ ذلك الوقت،
ندبة تُرجعني لذلك الموقف،
ترمي بي في شعور الفقد من جديد،
تاريخ ذلك اليوم لا يزال عالقًا في ذاكرتي،
أحداثه وأصواتهم وأشكالهم، دموعهم، وأنينهم.
أعلم أنني كٌنت في سنٍ صغير،
ولكنني حقًا كنت أشعر بِضعف ماقد يشعرون به.
فقد كٌنتَ لي فرحة وسعادة،
كنت لي أحد أبواب النعيم،
ولكنك قد تركتني في وقت باكر جدًا،
لم نقضي وقتًا كثيرًا،
لم تراني وأنا أتخرج وأنا أُكمل مسيرتي،
لم تُكافئني على إجتهادي،
لم تدعوا لي بمزيد من النجاح والتفوق.
لم يحدث الكثير لأنك رحلت وتركتني.
وها أنا كذلك أكتب لك كلماتي التي لن تقرأها.

أعيشك
05-24-21, 03:53 PM
كُنت طفلة أركض بين أنحاء المنزل،
أتشاغب مع أخي لأخذ ألعابه وأسبقه إلى مكانه،
كما أنني كُنت أُحِب أن أقضي معظم وقتي معه.
كُنت أتصنع ذلك الدور الذي رأيته في التلفاز،
بالرغم من أنني لم أفعله مشابه للدور الحقيقي،
ولكن بداخلي كُنت أشعر بأنني أتقنه جيدًا.
كُنت أسرع إلى السرير لأسبق أُمي إليه،
كما أنني كُنت أخذ مفتاح سيارة أبي لكِي لا يذهب.
ولا أنسى أيضًا أنني كُنت أزعج جدتي،
حتى تستيقظ معي في ذلك الوقت المُبكر.
وكُنت أركض إلى باب المنزل عند عودة جدي من
المسجد لكي أكون أول من يحملها ويُضحكها.
كُنت أرمي بنفسي بين أحضانهم وضحكاتي تتعالى
في الأرجاء حيث كُنت أشعر بِسعادةٍ أكبر من عمري.
كما أن ضحكتني لم تفارقني حينها.
لحظاتُ حياتي حينها كَانت تُشبه نسمات الصباح الأولى،
كُنت كذلك عندما كُنت طفلة.

أعيشك
05-25-21, 10:23 AM
تعال،
أنت تغفى،
وأنا أظلّ مُبحلقة العينين،
فقط أُحدّق،
أُريد مشاهدة جفنك،
وهو ينطوي،
كيف سيكون حالُ المدينة،
حين تنام؟
أهالي الحي!
سكّان العمارة!
أهلك!
أهلي!
الأطفال في الشارع!
البقّال!
أُريد أن أظلّ مُنصتةً،
محدّقةً ومُنصتةً،
لأسمع بُكاء السقف،
حين تتلحّف،
أُريد أن أسمع،
ضحكة الوسادة،
التي تضع رأسك عليها،
يا لها من محظوظة!
أُريد أن أنصت،
لكُل همسة،
لكُل حركة،
تقلّباتك خلال النوم،
إبتهاجة السرير،
سعادة اللحاف،
سأظلّ هكذا،
يدي على خدّي،
محدّقةً،
ومُنصتةً.

أعيشك
05-26-21, 05:23 AM
دائمًا ما تطرُق ذكرياتي المُجحفة إلى ذهني،
فتحدث مُقارنة غير عادِلة عن الهوَّة العميقة،
ما بين الماضي والحاضر.
عن ما كنتُ عليه سابقًا،
وما أنا عليه الآن.
فأجدُني أضيعُ وأتخبّط في غمرةِ الأحداث.
أضيعُ في بطن الذاكِرة،
فتُبطش بي العُصارات الحامِضة لِمعدتها،
دون أن أتمكن من إنقاذ نفسي.
فتحتفي ذكرياتي بالألغام التي وضعتُها
في أرضي ووطأتُها بكُل طيشٍ وهوج.
فتأخُذني من تلابيبي وتنكلّني في سردابها
اللعين حتى يتمرغ وجهي بِغبار الماضي.
ذكرياتي مُشتتة سائبة،
كأجنحة طيورٌ مذبوحة،
يتبدَّد رمادُها على هبَّات ريح،
سودتها النيران.
وأنا خلالها أتعثر بِثوب أحزاني الطويل،
ويدهسُني الماضون على عُجالة.
أيا ليتَ الماضي يعودُ لِهنيهات،
لأسترجع تلك الضحكات،
ليعودَ جزءًا عظيمًا مني،
كما كان.

أعيشك
05-26-21, 08:09 PM
لا أعلم،
ولكن أعتقد أنني كُنت مُخطئة،
عندما قررت إنشاء هذه المُدونة.

أعيشك
05-27-21, 07:47 AM
لا شيء يُشبه اللاشيء،
سِوى الشيء المُكرر،
نكهةٌ بلا نكهة،
ودوارٌ بلا رأس،
من يقلق رتابة الليل،
من يدسُّ الخمش في جسد الوقت،
أو يُثير شهية الماء للأفواه العطشة،
من ينقُر باب الإحتمال ويُثير حنق النرد،
من ينقُذ الدالية ولو بِقدح يتحرش بِفكرة النبيذ،
يقول الغريب في الحكاية:
"أنا ظِل السفر،
أمشي وفي ذهني وطنٌ مُشتهى،
كُلما أكلتني الشوارع،
خبّت فكرة الوصول وضاق الإحتمال."
صارت الأرصفة عادةً،
والمشي لهجةً فطريةً للغريب.
ويقول:
"الواقف في القصيدة،
كلما عجنت الحروف،
فاحت رائحةُ الجوع."
سقط المعنى من الرفيف،
وصارت الهاوية عادة،
يقول العجوز الحكيم:
"أطوَعُ عادات الحكمة،
الإعتياد على الإعتياد."

أعيشك
05-27-21, 07:18 PM
غروب الشمس
يا قلبُ
ليس رحيلُ
بل فرصة أخرى
لميلادٍ جديدٍ
وطلّةٍ مذهلةٍ
يسكنها الحضورُ

* * * * *

فعندما تسافر
ذات مغيبٍ
تهب القلوب المتعبة
ليلاً رائعًا
وفرصة من حلم
تهيم به
تحلق في سمائه
فيمتلكها السرورُ

* * * * *

آهٍ … يا قلبُ
ماذا أقولوا
وأنا بطلتها البهية
مسكونًا وممسوسًا
كلمت
فرسمت صبحًا
سكنّه الأفول
فرجعت إلى نفسي
مسكونًا بحزني
ومقهورُ.

* * * * *

- أعيشك، وذُبول الشمس. -


https://i.top4top.io/p_1860vwpkk5.jpeg

https://j.top4top.io/p_1860cyi217.jpeg

أعيشك
05-28-21, 07:45 AM
في عيناي أرى اللون الرماديّ،
غطّى كُل الأرجاء من حولي،
السماء رماديةُ اللون، شاحِبة،
لا طيور في السماء، لا شمس،
أصابعي نحيلة،
وأشعُر بِعظامي البارزة،
وجهي قبيحٌ في المرآة،
أرى سوادُ الليلِ تحت رِمشي،
نظرةٌ باردةٌ لا تحتوي على المشاعر،
ابتسامتهٌ باهتةٌ مني،
هكذا ودعتُ نفسي في المرآة،
لأخرُج للعالم،
العالم الذي بِه وجوه الناس على هيئة أشباح،
ينظرونَ إليَّ بتمعُن،
تُضايقني نظراتهم وتتبعُهم إلي،
أشعُر بالخوف،
وألتصق بالحائِط وأنظُر إلى الأرض،
أتمنى مُعجزةً تسقُط علي،
تُنقذني من هذا الحشد،
المكان يكتظُ من الناس والعابِرين،
صوت السيارات والأطفال،
يتسببون في إيذائي،
وددتُ لو أستطيع الركض،
إلى أبعد مكان مُمكن أن أصِل إليه،
حيثُ لا يوجد من ينظُر إلى غرابتي،
وملابسي السوداء، وإنحناء ظهري،
والثُقوب المُغطاة بِآلام أيامي،
وإلى ملامحي القبيحة أثر إكتئابي،
ماذا لو كان الإكتئاب مُجرد ثوبًا أسودًا أخعله وينتهي الأمر!
ماذا لو عادت الألوان لعينيّ لتتبدل رؤيتي عن اللون الرماديّ!
ماذا لو أشرقت الشمسُ صباح الغد وعادت الطيورُ إلى السماء!
حقًا أُريد أن أشعُر بِعظمة هذا العالم،
أُريد أن أقِع في الحُب،
وأن أُحلق بِلا أجنحة إلى الأحلام،
أُريد أن أشعُر بالفرح،
أن أبكي لمُجرد أن يُخاصمني صديقي المُقرب،
ضجرتُ من وحدتي، إكتئابي، واللون الرماديّ.

أعيشك
05-29-21, 06:57 AM
أيُها الموجود،
رُغم نُقصان الحضور،
متى سوف نعودُ كما كُنّا،
إشتقتُ لتلك الثرثرة اللامُتناهية معك،
لِأحاديث الهوى،
لأن أُخبرك عن أحوال قلبي الحقيقة،
لا تضليلَ ولا خِداع،
أكونُ معك،
شفافةً كما خَلقني ربي،
عاريةً من طبقات حُب الذات الوهمي،
أكونُ بين يديك،
نائمةً، عاريةً، فقيرةً،
ومُشردةً تتسولُ العاطِفة،
جائعةً تبحثُ عن رغيفٍ طري،
وأكونُ غنية،
حينما رأيتُ كنزَ عينيّك،
معك كانت الحياة مُمكنة،
ومن دون إنبعاثاتك،
تُصبح حياتي جحيمًا لا يُطاق.

أعيشك
05-29-21, 09:21 PM
ها قد جاءَ الليل،
وها قد طرقت تلك الذكريات قلبي مُجددًا،
تجعَّدت ملامحي وأنا أُحاول أن أُمرر هذا الشعور،
الظلام يسكُن فؤادي،
لا أستطيع أن أرى سِوى الغيهبان،
حتّى القمر الذي كان يُنير ظُلمتي،
لم يعُد كما كان آنفًا،
لم أعُد أراه سِوى كُرةً بيضاء باهِتة،
لم يبقى في عيني سِوى صورةٍ حالكةٍ للظلام،
الهلاكُ والبأس،
روحي تتشظّى،
كما يتشظّى الزُجاج إلى قطعٍ صغيرة،
ستقتُلني الذكريات حتمًا،
ألا يُمكنني الهروب؟.

أعيشك
05-30-21, 07:34 AM
أشعُر وكأن هُناك عالمٌ خاص بي،
لا يكادُ يسعُ أحدًا غيري،
أشعُر بالإنتماءِ للغيّوم،
المَطر، النجوم،
وبِدايات الصَباح،
أُقدّس الأزهار،
الموسيقى والفن،
تستهويني الحدائِق الواسعة،
التي تفوحُ من عبقِها
رائحة الأزهار والطبيعة الخلاَّبة،
أنغمِس في الكُتب والروايات،
التي تُشعرني وكأني أنتقل إلى عالمٍ آخر،
منزلٌ آخر، ومُجتمع مُختلف،
أُحبّ التأمُل لِتراقُص وريقات الأشجار،
وإنسِدال شمس النهار،
أستهوي التجمُعات العائلية اللطيّفة،
وأُحب ضحكتك التي تبدو كإيقاع موسيقي مُريح،
أُحبّ السكينة في ساعات الليل المُتأخِرة،
وطمأنينة الفجر،
أُمقت الأماكن المُعتادة والأيام الرتيّبة،
تستوقفُني التفاصيل دائمًا،
نبرةُ الصوت،
رجفة الأيادي،
والنظرات الخاطِفة،
أشعُر وكأنّ بِداخلي صندوق مشاعِر،
لا أستطيع فراغه سِوى بالحبر والورق،
أُحبّ الشِتاء وأجواءهُ وأمطاره،
التي تجعل الجو غائمًا مُعتمًا بِطريقة آخذه للبصر،
أنا واقِعة بحُب الطبيعة،
وكأني ولدتُ من غِصن شجرة!.

أعيشك
05-30-21, 10:00 AM
https://www13.0zz0.com/2021/05/30/09/322165790.jpeg


تلتفيّن علي كالحرير،
المُثير الناعم،
الذي يُفصلني عن الآخرين.

أعيشك
05-30-21, 02:56 PM
صحيحٌ أنك بعيد كُل البُعد عني،
ولكنك ولِسوء الحظ،
لا تزال حيًا في صَدري،
رُغم أنني من أقمتُ جنازتك،
ودفنتُك بيديّ هاتين!
في كُل مرة أنظُر للسماء،
أرى المسافة الفادِحة
بين النجمة والقَمر،
وما يُذهلني أنني دائمًا،
ما أراهما ينظُران لِبعضهما،
تمامًا كما أجد نفسي لا أُفكر إلا بِك،
لازلتُ أراك في كُل كوب قهوة أشربه،
ولا زالت ذِكراك تطرق إلى ذهني،
كشهابٍ يمرُ بِسرعة،
دون أن أتمكن حتى من تمنّي أُمنية،
لازالت صُورتك تُداهمني،
في تلك الأزقة المُتقطعة،
الأغاني البائِسة،
والمقاهي المعطُوبة،
فأشعُر وكأن الأيام تعودُ بي،
وأستشعر طيفكَ الوهمي،
ثُم أتذكر أنه ليسَ سِوى طيف!
لازلتُ أستمع إلى صوتك،
الذي بِمثابة سيمفونية،
ذات إيقاع هادئ ومُريح،
وكُل ما طرقَ إسمك على مسامعي،
تلفتُّ بِلهفة،
لعلي أرى وجهكَ الذي كان سيدي أيامي،
والرفيق المُفضل لِسعادتي،
ثُم لا أجدُ سِوى شخصٍ يملكُ ذات الإسم،
كم هذا مُثيرٌ للشفقة،
أنا لم أعُد صالحةً للعيش،
كما كُنت في السابق،
نشيجُ روحي لا يتبدد،
والسهدُ أصبحَ رفيقي ونديمي الدائِم،
وظلامُ الليل سكنَ أسفل عيني،
على شكل هالاتٍ مُخيفة،
أنا خاضِعة للحُزن،
أنا ملِكة مخلوعة من عرشِ الفرح،
ولكنني لا أستطيع إخراج نفسي من هذه الكبوة،
لقد نخرَ فُراقك صَدري بلا هوادّة.

أعيشك
05-30-21, 05:53 PM
بيني وبين قلبك ألفَ ميلاً من النار،
فدعني الآن أُمرر شفتاي في شوارع ثغرك،
لأُعلن دستورًا يكون قانونه ما بين وجنتيك،
تجردّ من نفسك الآن،
لِأطلُق شِعار جمهوريتي،
وسأبدأ عصرًا جديدًا على شفتيك،
فمشوار ألفَ ميل يبدأ بخطوة،
ومشواري معك يبدأ بقُبلة،
لا تكُن عنصريًا فهذه أرضي،
فأنا من انتظرت نضوجها لسنوات!.

أعيشك
05-30-21, 09:12 PM
تعال،
كي أمتنعَ الليلةَ
عن تدخين القنَّبِ،
والتَّبِغِ الهولنديّ،
تعال،
كي أستمعَ الليلةَ للموسيقى،
من عينيّك النعّاستين،
تعال،
كي أتنقَّعَ بالشفتينِ،
تعال،
كي أسمعَ رِعشةَ أعماقِ الدَّلتا،
ضيِّقةً حولَ غُصَينِ،
‏تعال،
بنية الشفاء،
مُقبّلاً الشفاة،
مُختلطًا،
برائحة عِطري،
مُمتزجة بي،
قُبلةٌ بطعم الحرائقِ،
التي لا تنطفئ،
والسجائر،
التي تنتهي،
حينما يشتدُ احتراقِها،
الآن،
تعال!.

أعيشك
05-31-21, 07:45 AM
لا ملامح لقدرٍ جيد،
ومامِن سوء إلا وقد لمسَ روحي برأفة،
تدفّق إلى جوافي الخَراب،
حتى أصبحتُ كمدينة مُحتلة،
شعبُها يُريد الإستقلال،
كأنني كمن مشى على أطراف رجليه،
خشيةً أن يسمع السَواد خُطواته،
إلى النور الذي تبدّل وصارَ شاحبًا،
ترَعرع بين يديّ الخوف، التردُد،
الخيبة السارِقة لِثقتي،
وبتتُ لا أنظُر للحياة إلا من خلال
لحظاتٍ صادقة الفعل،
وبمُجرد الشعور بشيءٍ سيءٍ حدث!
يتوجه إلى إحساسي الذي وإن أخطأ قد أُصدقه،
أبقى كثيرً خلف الصَمت،
لكي أحظى بِلحظاتٍ هادئة،
مامِن جُزء بي،
إلا وكان عُرضةً للإختِلاج والقَلق المُتجدد،
أصبحتُ أرى الحياة من منظوري الخاص،
وينص على ألا أعِد بشيء،
حتى وإن كان الشغف لما يودُ كالطوفان،
وبِأن النفس لا تُطاع لكُل ما أردت،
فذلك يُسبب الموت مرتيّن،
وأن لا أندم على ما فات،
لأن هذا إغتيالٌ مني للشغف،
أُكرر في داخلي دومًا أن جميع مافي الأرض،
قد يختار الرحيل عمدًا أو دون ذلك،
تحسُبًا لعدم التعلُّق في المشنقة،
والوقوف على حافّة الأسى،
أرتوي من الأدب،
أُصبح كمن صار بعد الظمأ يجري من تحته كوثر،
أمضي دونَ تنبؤ فيما سألتقيه، وأُردد:
"ما مضى كانَ يستبيح طُقوسي في الظُلمة،
فلا يجب أن أكونَ سواعدًا للسوء،
وكفنَّا يُوصلني لوحشة القَدر."
وها أنا أُغطي نفسي تارةً بالألم،
وتارةً بالقلق من مخاوِفي،
بقيّتُ أتألم في قوقعتي،
وهذا يُبقيني سعيدة،
الشُعور بالوجع،
يعني أنني على قيّد الحياة.

أعيشك
05-31-21, 04:02 PM
مرَّ كُل هذا وأكثر،
مرّت كُل الأيام،
وها نحنُ،
ها نحنُ يا جميلي،
تنظُر إلى بعد كُل هذا الوقت،
ورعشةٌ خفيفةٌ تسري في شفتيّك،
تنظُر إليَّ في خيالك،
تنظُر إليَّ بِغضبك،
وكُرهك لي وإحتِقاري،
تنظُر ثُم ترمي حيّرة العالم
بِأسرها خلفك وتبتسم،
أتعلم؟
مازال في جُعبتي القليل من الحُب،
أنتقاسمه؟.

https://www5.0zz0.com/2021/05/31/16/757947724.jpeg

أعيشك
06-01-21, 06:51 AM
عَزيزي،
يأتي الحُب،
أحيانًا،
كنارٍ في غابة،
عندما يحدُث ذلك،
كُن أكثر شجاعة مني،
إرحل،
خُذ فقط مايُمكنك حمله،
لا دموع،
ولا إعادة نظر،
يدكَ مثل القداحة،
سيُقتلك مُستصغر الشَرر،
إركب سيارتك،
خُذ ماء وخرائِط،
تجنب محطات الوقود،
لا تنظُر إلى اللهب
المُتراقص في المرآة،
إذهب لِمُدن جديدة،
إصعد الأسطُح،
وراقِص بِبُطء
ذكرياتك الأكثر برودة،
غطّ جُدران منزلك الجَديد،
بِورق حائِط من كُل رسائل حُب،
أقسمتَ إنك لن تُرسلها أبدًا،
أُعثر على غريب،
بِأطرافٍ حادّة،
وفخذينِ غير مُتناسقين،
دُسَّ بِحكاياتك في جلده،
وأنسَ إنك لم تعرف إسمه أبدًا،
فقط،
عِدني أنك لن تُفكر
في الجمرِ أو الدُخان،
حتى والرماد في شعرِك،
والسُخام في رِئتك!.

أعيشك
06-01-21, 10:41 AM
إنها الحادية عشر ظُهرًا،
أجلس في مقهى،
شربتُ ثلاثة أكواب قهوة بالفعل،
صدقني،
رُغم صدمتي،
ألا إنني لا أزال أتنفس، أحيانًا.
شربتُ القهوة على ذكراك،
لمُدة يومين،
لتجنُب الصَدمة.
مؤخرًا،
أتخيلك كوحشٍ بري،
يأكُل بِقدميه،
أنت حرٌ على أية حال،
ألا إنني،
في مُحاولة تجنُب لومك،
لا أُجيد سِوى تتبُّع أثر مخلبك،
والحقيقة،
من الصعب أن تقع في
حُب من يُحب شخصًا آخر،
ولا أعرف كيف أُحول ذلك إلى بوح!.

أعيشك
06-01-21, 07:47 PM
صوتي الحَزين،
يترددُ في فضاءٍ بارد،
بين الوحشة والتفكير المُقلق الأشياء،
يشبه أن أضيع بين أكوامٍ من المنازل والشوارع،
يغدو كل شيء على حين غرة فارغًا ومستهلكًا،
أجد نفسي ضائعةً بلا ذنب،
مُهدرةً بلا وجود،
أنظُر للنوافذ المُغلقة،
الضحكات العالية في الشوارع،
ورائحة البيوت،
التي حالما تغدو عتيقة لحظة تفكيري بها،
الحيطان المُتسربة بالمياه،
ولطخات السنوات القديمة،
الكسور التي تشهد على عبث
الناس وغضبهم وأنانيتهم،
الهدوء المزعج المليء بالذكرى
الأليمة لكل ما قد مضى ولن يعود،
أعلم أن لا شيء يعود،
أُغادر شارعًا،
لتطأ قدماي شارعًا آخر،
أنفث دُخان سيجارتي،
ألهو بحصاةٍ على الطريق،
أغدو كمن يبحث عن شباك حبيبة،
لا يوجد لديَّ شيء أنتظره،
فقط نافذة،
يخرج منها رجلٌ حزين،
على وجهه آثار التعب والمرارة،
أمضي مسرعةً،
وكأني أفرُ من كل هذا الصمت ومن البيوت،
لا أكادُ أنتمي لأي مكان،
أظل أدور هُنا وهُناك،
بحثًا عن ذكرى أو ملاذًا،
أو صديقًا أشكو إليه غُربة المكان،
في الحقيقة،
لا أُريد أن ألتقي بأحد،
لا أحد ولا حتى نفسي،
فقط أن أسير حتى ساعات،
أجتهد كي لا أُثير أي ضجة،
ولا أُوقظ أي نائم،
ولا تقع قدماي على زاوية منسية،
هواءٌ عليل يتسرب الى مُحيطي،
كأني سأُغادر بعد قليل،
وأُغادر آخر المحطات،
ضوء الشوارع ومربعات الظِلال،
والستائر التي تخفي الناس والضحكات،
أسير وأمضي بعيدًا،
وخلفي ظلٌ مُمتد،
مُمتد بلا نهاية.

أعيشك
06-02-21, 06:23 AM
أرغبُ في تقبيلك،
قُبلات على غير مِثال،
كالملائِكة، أو النجوم،
أو شيءٍ من هذا القبيل،
لا أعرف،
قصائِد الحُب،
ليست ذات معنى بالنسبة لي،
يقول الشُعراء أشياء مِثل:
أسنانك زُهور، أو عيناكَ مُعجزتان،
لكنك لستَ مُعجِزات أو زُهور،
أنتَ رجلٌ لطيف،
بإبتسامة ساحِرة،
وقلبٍ رقيق،
تعالَ قبّلني،
أنا مُغرمةٌ بمُعجزة،
جَسدك جِوار جَسدي!.


https://www3.0zz0.com/2021/05/31/16/261872783.jpeg

أعيشك
06-02-21, 10:58 AM
شفتيكَ فاكهةٌ،
لا موسم لها،
تتأملُ عند الحَنينِ،
وتؤكل عند التعبِ!.

أعيشك
06-03-21, 07:46 AM
أستيقظ من نومي الطويل،
أشعُر بِنعاس أكثر،
أُحاول تجميع شعري
الناعم القَصير المُبعثر،
لا أدري بِأي يومٍ أنا،
أُقاوم نفسي مِرارًا،
حتى تُلامس أطراف
أصابع رجلي الأرض،
ها أنا أنجزتُ أول مُهمة!
أتوجه للمطبخ،
أغليّ قهوتي،
أُحضرها لِغُرفتي،
دونَ أن أقول لأحد:
صَباح الخير،
أمشي بِحذر،
فالفوضى تعُم الغرفة،
أخيرًا عُدت لِفراشي،
الذي لم يُخذلني يومًا،
أشرب قهوتي،
وأمسك الهاتف اللعين،
أرى عَهر الناس
على مواقع التواصل،
أشعُر بالإشمئزاز،
أحرص على وضع الهاتف
على خيار الصامت،
وألقيه بعيدًا عني،
ثُم أضُم نفسي إلى نفسي،
وأعودُ للنوم،
لقد أنجزتُ الكثير!.

أعيشك
06-04-21, 03:27 AM
الوقتُ يمرّ،
بسُرعة هائِلة،
لا أستطيع المرور معه،
أخافُ أن ننتهي،
أخافُ أن تمضي هذه الأيام،
أخافُ أن تنقضي،
لم أخَف يومًا من أن أفقد شخصًا،
ولكنّي أشعُر معك بأني سأفقُد عالمًا،
أتقلبُ على الفِراش،
يمينًا وشِمالاً،
إننا لا نفترق،
ولكننا نتشتت،
وهذا يُشعرني بالرُعب،
لا أُريد أن أتنفس في يومٍ لا أراك فيه،
صعبٌ جدًا،
كُل ما تفعله يُفقدني صوابي،
التفكير يُحفر رأسي،
رأسي يتآكل،
أصبحتَ كالرصاصةٍ عائمةٍ في دِماغي،
إن لمسها أي جراحٍ سأموت،
ولو بقيت سأموتٌ أيضًا،
لا يوجد أي شيء يستطيع منعي من الموت،
ولكنّي لا أُبالي،
طالما أنت في دِماغي،
وتستطيعُ لمسي،
أخافُ من الأيام القادِمة،
أخافُ أن تمُّر من أمامي ولا تلتفت،
أخافُ أن نتصادم مرةً أُخرى ولا تتعرف علي،
أخافُ أن يبقى رأسي فارغًا منك،
أخافُ جدًا،
كُل يوم أُصلي لله بأن لا نفترِق،
ما لدينا هو أعظمُ شيء حصلَ لي،
لا أُريد الإبتعاد عنك،
ولو مترًا واحدًا،
لا أستطيع إيقاف خفقان قلبي
عندما تخرُج وتُغلق الباب،
أرتعبُ جدًا من أنك لن تعود،
أخافُ إنك لن تفتح هذا الباب مرةً أُخرى،
ليسَ حُبًا فقط،
إنه إعتياد،
لا أستطيع الإعتياد على أي شخصٍ سِواك،
وليسَ إعتيادًا فقط،
إنما إيمانٌ وأمان،
لا أؤمن بالحُب حينما لا تكون حولي،
وحين أراك،
أُؤمن به بشدّة،
أنت منزلي،
لا أشعُر بالأمان إلا عندما أكون فيك،
في قلبُك، أوردتُك،
في عقلُك، روحُك،
ليسَ حُبًا فقط،
ولكنه كروحٌ أُخرى،
تُطيل عُمري كُلما أصبحتَ حولي،
لذلك عندما تبتعد،
أشعُر أن أضلاع صَدري تكادُ تنكسِر،
وروحي قريبةٌ للإنفجار،
لا تبتعد،
إني أخافُ نفسي دونك،
تُصبح شرسة ولا تُطاق،
لا أستطيع حملها أبدًا،
لا تبتعد،
أُريدُك قريبًا جدًا،
لا تبتعد،
لأنك كُلما ابتعدت،
أشعُر أن هُناك سكاكين في صَدري،
تُقطع روحي لِأجزاء،
وقلبي ينبُض بسُرعة الضوء،
أمّا عقلي،
فإنهُ ينسى تمامًا من أنا.

أعيشك
06-04-21, 03:46 PM
أعرف أنني على الطريق الخطأ،
وأعرف أن الحالة التي وصلت إليها
لا تُناسب ربيعَ شبابي،
أُدرك مدى خطورة إستمراري
في هذه اللامُبالاة،
وأعرف أن لا أحدَ غيري
سيتحمل توابِع الطريق الخطأ،
أحفظُ قصص الأمل
عن ظهرِ قلب،
وبإمكاني أن أُخبرك سوداوية
المُستقبل الذي ينتظرني،
لمُجرد أنني أتكاسل عن إتخاذ
خطوةً واحدةً في الحاضر،
إنني أُعاني يا صَديقي،
لكن مُعاناتي ليست في الإكتئاب،
وإنما في فُقدان الشغف.

أعيشك
06-05-21, 07:43 AM
ها أنت ذا يا بائِع الورد البهيّ!
ها أنت ذا يا سارق القلب البريء!
ها أنت ذا يا مُغوي العقل الفطين!
ها أنت ذا، خُذني!
خُذني بين أحضانك،
خُذني إلى دار الهوى،
خُذني إلى مأوى المُحب،
ها قد إندلعت حُروبي،
وإنهزمت جيوشي،
ها قد عصفَت عواصفي،
وأمطَرت سمائي،
ها قد جفّت بساتيني،
وذبُلت أزهاري،
ها قد باتَ موطني غُربتي،
فأصبحتُ أرى موطني في غُربتك،
خُذني،
فلم يُبات لي في وطني مسكنًا،
خُذني،
وأسكنّي في سُكنتك،
خُذني،
لِأمسي في سمائِك،
نجمةً أو كوكبًا،
أو أُبحر في بِحارك،
موجةً أو قارِبًا،
خُذني،
إلى ذلك المأوى الدافئ،
أسمعني ذلك اللحن الشجيّ،
داعِب خِصال شعري المُتناثرة،
مسني بيديك المخمليتين،
قبِّلني، وتقبّلني،
آمِلني، وتأملني،
دعني أُغفو في حُضنك الليلة،
إجمعني بِطيفك المُبهر،
دعني نجمةً أُضيء عتمتك،
دعني روحًا تحملُ عبء أيامك،
وتُلامس لُطف أقدارك،
دعني حبيبةً لِقلبك المُحب،
ها أنت ذا أسكنتني وسكنتني،
ملكتني وتملكتني،
ها أنت ذا أصبحتَ ضوء عتمتي،
أصبحتَ ديار غُربتي،
أصبحتَ مدينتي وعوالمي،
ها أنت ذا يا سيّد القلب المُحب!.

أعيشك
06-05-21, 08:23 PM
يا رقيقَ المشاعر،
‏وأبهى المناظِر،
‏يا سيد الرِجال،
‏وأمير الأُمراء،
‏يا إحدى تراتيل الخشوع،
‏وآيات الهُدى،
‏يا رسول الفرَح،
‏ودعوة السُرور،
‏عافيَتي.
‏غانيَتي.
‏وهَجي.
‏ذائقتي.
‏وأحلى صُدف حياتي،
‏يا ورد صحرائي،
‏ومطر يابسَتي،
‏وكل أنهار إبتساماتي،
‏أُحبك، أُحبك وهذا،
‏سبب إحيائي!.

أعيشك
06-06-21, 05:31 AM
-


خُذني إلى متحف الفنون،
وقبّلني بين اللوحات.


https://www4.0zz0.com/2021/06/06/05/472559158.jpeg

أعيشك
06-06-21, 05:53 PM
هُناك فرق بين الحُب،
ومُمارسة الحُب،
إنني نسيتُ كيف
هو الشعور الأول،
أملكُ جسدًا،
مثل بابٍ مفتوح،
أملكُ جسدًا،
مثل يدٍ مبسوطة،
لذا من السهل جدًا
الإمساك بي،
جِد لي فتى،
بِقلبٍ واعد،
أكثر من حلوى السُكر،
في يومٍ حار،
سأُعلمه كيف يجعلني
تافهةً وبِلا قيمة،
مُنتظرة طوال الوقت،
في كُل لحظة،
أن يُفككي،
ضِلعًا ضِلعًا،
ليرى كيفَ أعمل،
وكيف أنزف!.

أعيشك
06-07-21, 03:34 PM
أنا امرأة،
من عِنبٍ وخَمر،
من نارٍ وجَمر،
امرأة نبتت من رحمِ
ياسمينة دِمشقية،
وحينَ وُلدَت،
فاح عبيرها،
وحُكمَ الكون!
امرأة إذا ما غنّت بِصوتها،
هبّت طُيور الشوق إليها،
من كُل صوب!.

أعيشك
06-08-21, 09:59 AM
كنتُ في السادِسة عَشر،
كان هو حَبيبي الأول،
في العشرين من العُمر،
يداهُ كحَجم الدفاتر السميكة،
يقول إن لديه الكَثير ليُعلمني إياه،
إنهُ غارقٌ في حُزنه،
-في كثيرٍ من الأحيان-
التشبُّث بِبعض كان ينقذ حياتنا،
وهذا يجعلنا نغرق أكثر.
وأنا في الثامِنة عَشر،
وهو مازال حَبيبي الأول،
الشيء الوحيد الذي كُنّا
نفعله أكثر من الشجار،
هو مُمارسة الحُب،
يُخبرني عن عدد أفعالي السيئة،
فأُحاول أن أمدّ أصابعي لأُحاكيه،
ويقول: توقفي، أُحبكِ كما أنتِ!.
وأنا في التاسِعة عَشر،
في أول غُرفة،
من بين غُرف كثيرة قذرة،
بكُتب مُتناثِرة في كُل مكان،
ومُرتبة في أحد الأركان،
تِلك الغُرفة كانت دائمًا،
لِفتية بوجوهٍ غير حليقة،
وقُلوبٍ غير رقيقة،
فتية شديدو الرُخص،
لكنني لا أعرف هذا بعد،
لأنني ذات ليلة،
كُنت مع أحدهم،
يُناولني الكأس،
ويقول إنه يعتقد إني ذكية،
ثُم يأمرني بِخلع ملابسي!.
أنا في العشرين من العُمر،
أُحب شخصًا يكذب كثيرًا،
القسوة كانت عُقوبة الكذب،
وعقوبة القسوة كانت التخلي!.
أنا في الثالثة والعشرون،
وهذه ليست مُمارسة للحُب،
لم أرغب،
قُلت توقف،
لكن هذا لم يُغير من الأمر شيئًا.
الآن ..
أنا في الخامسة والعشرون،
أبكي،
لأن صَديقي يُريد أن يُقبلني،
وأعرف أنهُ لو فعل،
سيبقى طعم الخيانة،
طويلاً في فمي!.

أعيشك
06-09-21, 05:17 AM
ما أصعب طُرق احتفاظي بك،
رُغم معرفتي كيف يكون الأمر،
عندما تُحب شخصًا قلبه
مثل نصل سكينٍ حاد،
أتيتُ بالمشحذ،
طلبتُ منك أن تنحني،
لتُصبح ضئيلاً بِما يكفي،
لأضُمك في قبضَتي،
أردتُ أن أطمئِن أنك
لن تبتعد أبدًا،
كنتُ أعلم أن هُناك
شخصًا آخر،
لكنني أخذتُ أُفتش جيوبك،
لأثبُت خطأي،
قذفتُ بِزُجاجة نبيذ،
عبر المطبخ،
مثل كُرة،
ووقف كِلانا مُحدقين
بالزُجاج المُحطم،
كدليل على أن الناس
يرتكبون أفعالاً شنيعة،
قلتُ "أُحبك"،
حين عنيتُ شيئًا أكثر دقّة،
كان عليَّ أن أقول:
"أرجوك لا تتركني، أنا أخافُ النوم وحدي".

أعيشك
06-09-21, 07:48 AM
في عينيكَ،
ويلاتُ حرب،
وألفَ وثيقة سلام،
وحولَ رمشيّك،
دولةُ عِشق،
وهي هَمسات صوتك،
هلاكُ القبائل،
آهٍ يا رجُل،
فأنا امرأةً،
جَسدي قَصيدة،
ومدارُ خِصري وطَن،
وبينَ أنفي وشفتايَ،
مسافةُ ياسمينة،
وصوتي يفتحُ دائمًا
مسارات الحِوار،
سأكونُ هذا المَساء،
في إنتظارك،
نُمارس لذّة الغَرق،
أتنفسُك،
تستنشِقني،
صرخاتُ شغف،
تنتهكُ بهما
كُل الأعراف والعادات،
تجمع شِتات نفسك،
في مُحراب جَسدي،
بِبصمةٍ لا تزول،
بِنشوة غيثي،
سأندثرُ بِداخلك،
وأحتويكَ بِعنفوان!.

أعيشك
06-10-21, 05:18 AM
ظننتُ أن هجرك سيكونُ سهلاً،
أخرُج من الباب فحسب،
لكنني عجزت أن أفعل هذا،
وساقي -دائمًا- مُلتفّتان
حول خِصرك،
شفتاي تُريداك،
كما تُريد رِئتي للهواء،
هذا ما ولدتا لتقومان به.
هكذا أجلس في العمل،
أُفكر بِك،
وأنت تزرِع في حقلي،
ملابسك مُبعثرة بِزاوية الغُرفة،
أصابعك تُداعب عمودي
الفَقري صباحًا،
بينما نستمع لِصوت
قطرات الماء المُزعج،
لا أعرف لماذا علّقتُ كثيرًا
من الأمل على هذه الأيام.
طريقتُك في الحَديث عن الشِعر،
مثل كارل ماركس،
يتحدث عن الثورة،
ويدفعني للإستمرار في المُحاولة،
في الصَباحات،
في الحَقل،
في العَمل،
في حوض إستحمامي،
في الموسيقى،
أبحثُ عن أسباب حُبي لك،
وعن دليل حُبك لي!.

‏https://www13.0zz0.com/2021/06/09/07/282294815.jpeg

أعيشك
06-10-21, 05:57 PM
هاكَ ما أعرفه،
شربتَ قهوتك السادة،
وكِلانا كان خائفًا من الآخر،
مرةً،
قبّلت عُنقي أمام الأصدقاء،
وهذا أخجلني كثيرًا،
ومرةً،
قبّلت خَصري،
فأخذتُ في البُكاء،
أعرف تمامًا طريقتُك
الرقيقة في لمس الأشياء،
وأرغب في تقبيل أنفك،
لكنني أبقي فمي لِنفسي،
ترقوتاك حُفرتان عميقتان بِما
يكفي لأخفي يدايَّ فيهما،
أنت أجمل شيءٍ رأيتهُ منذُ شهور!
كنتُ سيئة مع آخر شخصٍ أحببتُه،
لِذا عاقبتُ نفسي،
تركتُ قلبي ينكسر وينزِف،
ثُم بِفظاظة جمعته ثانية،
من الصعب كِتابة أشعار،
والشيء الوحيد الذي
أعرفه هو كيف أُحبك،
لِذا أُحاول بإستمرار،
أُفكر في الأيام بعينها،
وأقولُ وداعًا،
لابُد أنك تسألني لماذا لم
أكتُب شيئًا صادقًا؟
ها أنا أكتُب لك الآن!.

أعيشك
06-11-21, 04:15 AM
أخبرتني أن الصَباح
أنسب وقت لنُحطم قُلوبنا،
ها أنا أُدخن سجائِرك،
مُستعيدة رائِحتك،
أتساءل إذا كُنت لا تزال
تُغني أغاني البيتلز
بينما تعُد قهوتك،
قُلت أن والدتُك كانت تُغنيها
لك عندما تعجِز عن النوم،
قُلت لي قبل شُهور من لِقائنا،
وشهر قبل أن تأخُذ
ملابسك من دولابنا،
بينما كُنت غارقة في النوم،
بالمُناسبة ..
أنا أكرهك،
لِتركك الصور على الثلاجة،
كان إنتِزاعها مثل تقشير
جرح إندملَ حديثًا،
مثل حروق الشمس!
قضيتُ ليالي كثيرة
أُنحت من الوسائد جسدك،
لكن أُقسم لك،
لا شيء يُعادل النوم،
وذِراعك مُلتفة حولي،
وأنفاسُك في أُذني،
لكن يبقى مُريحًا معرفة
إننا ننام تحتَ القمر نفسه،
حتى وإن كان أكبر عُمرًا حين يُدركني،
أُحب تخيل أنهُ يراك أثناء نومك،
ويودُ أن يُخبرني بأنك على ما يُرام.

أعيشك
06-12-21, 04:07 AM
أرحني على صَدرك،
لأني مُتعبةٌ مثلك،
دعّ إسمي،
وعِنواني،
وماذا كُنت،
سنينُ العُمر،
تخنقها،
دروبُ الصمت،
وجئتُ إليكَ،
لا أدري،
لماذا جئت،
فخلفَ البابِ،
أمطارٌ تُطاردني،
شتاءٌ قاتمُ،
الأنفاس يخنُقني،
وأقدامٌ بِلون الليلِ،
تسحقُني،
وليسَ لديَّ أحبابٌ،
ولا بيتٌ،
ليؤويني من الطوفان،
وجئتُ إليكَ تحملُني،
رياحُ الشكِ للإيمان،
فهل أرتاحُ بعض
الوقت في عينيكَ،
أم أمضي مع الأحزان!
وهل في الناسِ من يُعطي،
بلا ثمنٍ،
بلا دينٍ،
بلا ميزان؟.

أعيشك
06-12-21, 06:48 PM
والدي العَزيز،
هذه أنا،
كما تعرفني،
أكبُر شيئًا فشيئًا،
فأُصبح أكثر جمالاً،
رُغم الحزن الذي يقتات
على عينيَّ الجميلتين،
فإنني لا أزال قوية،
أُزيّن بؤسي بالمُجاملات،
أُشعل أصابعي العَشر
فرحًا لكُل أولئك الصِغار
الذين يُجالسوني،
أتحدثُ معهم عن الأمل، عن الفرح،
وعن الأحلام التي لا تكون،
والأُمنيات التي لا تجيء،
وفي داخلي،
أتقد الحَسرة والخيبة،
أنثُر أبجديتي التي لا أؤمن بها،
حتى تُغذيهم سعادةً موقوتة.

أعيشك
06-13-21, 09:06 AM
عصفورُ قلبي،
نَيساني،
يا رمل البحر،
ويا غابات الزيتون،
يا طعم الثلج،
وطعم النار،
ونكهة كُفري،
ويَقيني،
أشعُر بالخوف،
من المجهول،
فآوِني،
أشعُر بالخوف،
من الظُلماء،
فضُمّني،
أشعُر بالبرد،
فغطّني،
إحكي لي،
قِصصًا للأطفال،
إضطجع قُربي،
غَنّني!.


SEO by vBSEO 3.6.1