المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيّدة التي لا تستطيع.


الصفحات : 1 2 3 4 [5] 6 7 8 9 10

أعيشك
11-14-21, 03:57 AM
‏14-Nov
4:57
أنها الرابعة صباحًا،
وأنا فقدتُ القدرة على النوم،
حزينة غاضبة ولكن لن أبكي،
ليس اليوم،
فاليوم هو يومي المُنتظر،
لقد كبرتُ سنة،
مرحبًا للحياة!.

أعيشك
11-14-21, 03:08 PM
لو أني صريحة تمامًا،
وأنت تقول إن هذا ما يجب أن يكون،
أرغب في البقاء معك،
طوال الظُهيرة والمساء والليلة وغدًا،
ألتصقُ بِك تمامًا،
فلا نعرف بطن من أصدرت هذا الصوت،
قلبُ من يضرب هكذا بِقوة،
إلى أن أعجز عن تحديد إذا ما كان
العرق على صَدري أم لك،
أم لي، أم لِكلينا!.

أعيشك
11-15-21, 04:14 AM
حُب شخص يكره نفسه،
نوعٌ خاص جدًا من العُنف،
صِراعٌ في العِظام،
وحربٌ في الدم.

أعيشك
11-15-21, 07:08 PM
يقولون إن النساء ألطف،
يُعاملن بعضهن على نحوٍ أفضل،
عفوًا!
وكأننا لم نتعلم أبدًا كيف نُجمّل غضبنا!
كيف نكتُم صِراخ جوفنا!.

أعيشك
11-16-21, 06:26 AM
الآن،
إذ يلفُ الثرى جَسدك البارد،
ويرتفعُ الثلج من فوقك أكوامًا،
وإذ أنت بعيدًا بعيد،
في الجدث البارد الكئيب،
هل نسيت أن أُحبك،
يا حُبي الوحيد؟
وقد فرّقتنا أخيرًا،
أمواج الزمن التي تُفرق كُل شيء،
الآن،
وأنا وحيدة،
هل كفّت أفكاري عن التحليق فوق الجِبال؟
وفوق ذاك الشاطئ الشمالي!
إرخاء جناحها حيثُ الخلنج،
وأوراقُ السرخس التي تُغطي،
القلب النبيل إلى أبد الدهر؟
باردٌ أنت في الثرى،
عشرةُ أشتية موحِشة مرّت،
فوق هذه التِلال السمراء،
تلتها خمسٌ أُخريات،
وأستحالت كُلها إلى الربيع،
مُخلصٌ حقًا هو القلب الذي يتذكّر،
بعد هكذا أعوام من الشقاء والتحول،
أيا حُب الشبيبة العذِب،
سامحني أن نسيتُك يومًا،
إذ يجرفني موج الحياة،
إن آمالاً أُخرى تُحيط بي،
آمالاً ورغائِب غامضات،
لكنها لن تستطيع إيذاءك!
لم يُضئ في سمائي نورٌ جديد،
لم يشرُق من أجلي صباحٌ ثانٍ،
نعيم حياتي كُله من حياتك العِزيزة جاءني،
ونعيمُ حياتي كله يرقد الآن معك،
ولكن حين مضت أيامُ الأحلام الذهبية،
ولم يعُد اليأس نفسه قادرًا على التدمير،
تعلمتُ ساعتها كيف أن الوجود،
قد يكونُ عزيزًا وقويًا،
دونَ عون من السرور،
عندها كبحتُ دموع العواطف التي لا
تجدي وفطمتُ روحي الفتية من حَنيني إليك،
وأنكرتُ في قسوة،
حرقتها لنزول الحُفرة التي هي مُلكي،
وأكثر من مُلكي،
لكني لا أجرؤ على تركها للتوالي،
لا أجرؤ على الإنغماس،
في ألم الذكريات الشجيّ،
إذ كيف لي وقد شربتُ حدّ الثمالة،
من كأس الألم السماوي ذاك؟
أن أسعى وراء العالم الأجوف من جديد؟.

أعيشك
11-16-21, 02:02 PM
الحُب كان قاسيًا على حلقي،
القيد كان ضاغطًا على عُنقي،
أُنظر،
لا زلتُ أُعاني من الأثر،
إسمع،
لا زلتُ أختنق عند التنفُس،
إمتلكتني لِقرون،
إنه الحُب،
غير أنك لن تبقى أيضًا،
أنت حِكاية خُرافية طويلة ومُخيفة،
هكذا كان الأمر،
وهكذا سيكون.

أعيشك
11-17-21, 03:39 AM
أُواجه بالتعنيف كثيرًا،
لكني أعودُ دومًا،
إلى تلك المشاعر الأولى،
التي وُلدت معي،
وأهجر السعي المحموم،
للثروة والمعرفة،
نحو أحلامٍ عقيمة،
بأشياء لا يُمكن تحقيقها،
اليوم لن أقصِد الأقاليم الظليلة،
فإتساعها الموهن يُفاقم الحزن،
والرؤى التي تنهض جحفلاً بعد جحفلٍ،
تُدني إلى حدٍ عجيب هذا العالم الموهوم،
سأمشي لكن ليس فوق آثار الخُطى البطولية،
ولا مسالك الخُلق النبيل،
ولا بين الأوجه النِصف الواضحة،
تلك الأشكال الغائمة لِتاريخٍ غابرٍ قديم،
سأمشي إلى حيثُ تقودني طبيعتي أنا،
وإنها لتدفعني لإختيار دليلٍ آخر،
إلى حيثُ ترتع القطعان الرمادية،
في الوديان الصغيرة التي يغمرها السرخس،
إلى حيثُ تنفخ الريح الجموح بِوجه الجبل،
هذه الجبال الوحيدة،
ماذا بِوسعها أن تكشف؟
مجدًا أعظم،
وحُزنًا أشدّ مما في وسعي إحصاؤه،
والأرض التي توقظ الإحساس بِقلب إنسانٍ واحد،
قادرة أن تكون مُرتكزًا،
بين عالمين من جنةٍ ونار.

أعيشك
11-17-21, 03:29 PM
الثروة مُزدراة بِعيني،
والحُب أراه بِعين الإستخفاف،
وما شهوة المجد غير أضغاث أحلام،
زالت مع الصَباح،
وإذا صليت فما من دُعاء على شِفاهي إلا :
"يارب ذر القلب الذي أحمل بين الضلوع،
وإمنحني الحُرية"
نعم،
وإذ تدنو أيامي المُسرعات لِغايتها،
فهذا كُل ما أرجو،
روحًا طليقةً قبل الموت والحياة،
وشجاعةً على الإحتمال.

أعيشك
11-18-21, 03:26 AM
هُنا في عالمِ السكون،
هُنا حيث تبدو كُل الزوايا،
كثورةِ ريحٍ منسية،
أو موجٍ مُضنى،
في رؤى أحلامٍ مُريبة،
أُراقب الحقل الأخضر،
وهو يعلو للباذرين والزارعين،
ومواسم الحصاد والغلال،
كعالمٍ بليدٍ من الأنهار،
قد تعبتُ من الدموع والقهقهات،
من رجالٍ يبكون ويضحكون،
قد تعبتُ مما سيأتي في الغد،
من رجالٍ يزرعون ويحصدون،
قد تعبتُ من الأيام والساعات،
وبراعمِ الزهور العقيمة اللاهِثات،
من الرغبات والأحلام والسُلطات،
وكُل شيءٍ خلا النوم،
هُنا الموتُ جار الحياة،
وبعيدًا عن الأعيُن والآذان،
تكدحُ الأمواج السقيمة والرياح المخمورة،
وتنقادُ السفائِن الضعيفة والأرواح دونَ هُدى،
ولا تحفلُ بمن يمضي معها،
إلى حيثُ تُلقي مراسيها،
لكن ريحًا كهذه لا تهبُّ هُنا،
وزروعًا كهذه لا تعيشُ هُنا،
لا سِباخٌ معشبات،
لا غياض،
لا زهورٌ للخلنج،
لا دوالٍ للكروم،
لا شيء غير براعم الخشخاش الذاويات،
وعناقيد من حصرم،
ومغارسُ من أسلاتٍ شاحبات،
لا،
ولا وريقةٌ مُزهرةٌ أو نديّة،
غير تلك التي تعصِر منها،
خمرًا مُهلكة،
تصبُّها للهالكين،
شاحبين،
دونَ أسماءٍ أو أعداد،
يتكورون وينامون الليالي،
في حقولِ القمح العقيمة،
حتى يولد الضياء،
وكمثلِ أرواحٍ تلكأت في النعيم،
أو في الجحيم،
عاجزةٍ عن وجدان أزواجها،
يخرجُ الصبح من الظلام،
كابيًا من وطأة الغيّم والضباب،
حتى الذي في قوةِ سبعةٍ من الرجال،
سينزلُ أيضًا بِدار الميتين،
ولا يهبُّ في الجِنان بِجناحين،
أو يعولُ في الجحيم لأجل أوجاعه،
وحتى الذي في جمالِ الورود،
سيغيمُ جماله ثُم يحتجِب،
ومهما أراح الحُب أو إستراح،
فإن نهايته لا تسُر،
شاحبةً،
دونها الأروقةُ والأبواب،
مُكللةً بِتاج من وريقات السكون،
تنتصبُ الأُنثى التي تجمعُ كُل ما يموت،
بيدٍ ثلجيةٍ لا تموت،
شِفاهها الفاتِرات،
عندما يلقاها من الرِجال،
الآتين من كُل أرضٍ وزمان،
أعذبُ من شفاه الحُب،
الذي يخافُ أن يبدأها السّلام،
أنتظرُ هذا،
وأنتظرُ ذاك،
أنتظرُ كُل من يولد،
هي أنست أُمها الأرض،
وحياة القمح والثِمار،
فيتبعُها الربيع،
والبذور وطيور السنونو،
إلى حيثُ تُزدرى الزهور،
ويُرتل الصيف أُغنياته،
مكتومةً جوفاء،
هُناك تمضي قِصص العشق الذاويات،
وعلائقُ الحُب الشائِخات بِأجنحتها المُتعبة،
وكُل نكبةٍ وشؤم،
الأحلام الهالكة للأيام المنسيّة،
البراعم العمياء التي ضربتها الثلوج،
أوراقُ البراري التي ساقتها الرياح،
والنثارُ القُرمزي للينابيع الخرِبة،
لسنا واثقين من الأسى،
والفرح لم يكُن يومًا أكيدًا،
يومنا هذا سيموتُ غدًا،
وشِراكُ الإنسان لا تخدِع الزمان،
والحُب،
إذ يضعفُ ويضطرب،
يتحسَّرُ بِشفاهٍ نصف نادمات،
ويبكي بِأعين كثيرة النسيان،
خيبة كُل حُبٍ في الثبات،
قد برئنا من الحُزن والأمل،
ومن فرط إفتتانٍ بالحياة،
فحمدنا بِآيات شُكرٍ موجزات،
على كُل حياةٍ إلى فناء،
لأن الموتى لا يقومون،
لأن كُل نهرٍ مُتعب سئِم،
لابُد أن يرتمي،
آمنًا في البحر،
ولو توقظنا الشمس أو النجوم،
لتحولوا إلى ضياء،
لن يهُّزنا هديرُ الموج،
ولا مشهدٌ أو صوت،
لا أوراق ربيعٍ أو شِتاء،
ولا النهار أو تقلّب الأيام،
لا شيء غير نومٍ أبدي،
في ليلٍ خالدٍ سَرمدي.

أعيشك
11-19-21, 03:40 AM
ما قيمةُ الذهب؟
ألا فلتقُل لي،
أفي تسديده أم دفعِه؟
أفي صياغته أم اللهوِ به؟
أفي إكتنازه أم نثرهِ هباءً؟
أفي رجائه أم في خشيته؟
وما قيمة الحُب؟
بِربك قُل لي،
أيُساوي قطرةً من الدموع؟
بِلونها الذهبي ترقدُ على الثرى،
الأوراق الميتة المُلتفّة،
للغابات القديمة الرطِبة،
البارِدة مُصفرة الأوراق،
الغابات التي خلت من الحمائم،
الذهب لا يُساوي غير الذهب،
والحُب يُساوي الحُب!.

أعيشك
11-19-21, 05:50 PM
لا تسألني المزيد يا حُلوي،
لا تسألني المزيد،
قد منحتُك كُل ما أستطيع،
لو كان عندي المزيد،
لبسطتّه،
يا حبّةَ القلب،
تحت قدميك،
حُبًا يعينُك في الحياة،
وغناءً يسمو بك في الأجواء،
يهونُ عندي أن أهِبك كُل شيء،
لو مرةً أحسستَ بِك من جديد،
لو تلمستُك أو تذوقتُك،
أيُها الحُلو،
لو تأملتُك أو تنفستُك،
وعِشت،
مُكتسحةً بِأجنحتك المُحلقات،
مُتنعمةً بِفرصة أن تدوسني قدماك،
من يملك المزيد فليُعطه،
أما أنا التي أملك الحُب،
ولا مزيد،
فلا أُعطيك سِوى عشقك يا حُلوي،
من يملك جناحين فليُحلق بهما،
أما أنا فلي قلبي الذي تحت قدميك،
قلبي الذي يُحبك ليحيا.

أعيشك
11-20-21, 03:43 AM
لابُد لي ثانيةً أن أركب البِحار،
أن أركب البِحار المُقفرات والسماء،
وكُل ما أطلبه سفينة طويلة،
ونجمة تدُلني الطريق،
وعتمة الضباب فوقَ البحر،
وإنبلاجة الفجر الرمادي،
ودفّة أُديرها، أُغنية للريح،
وإرتجافة الأشرعة البيضاء،
لابُد لي ثانيةً أن أركب البِحار،
فدعوة المدّ الذي علا،
لدعوة جامِحة ودعوة واضحة،
لا أستطيع ردها بِـ "لا"
وكُل ما أطلبه يوم تهُب ريحُه،
وسحبٌ طائرة بيضاء،
رشرشة الأزباد وإندفاعة الأمواج،
ثم نورس يُصدح في الأجواء،
لابُد لي ثانيةً أن أركب البِحار،
صوبَ حياة الغجر كثيرة التجوال،
صوبَ دروب الحوت والنوارس،
حيثُ الريح مثل شفرة السكين،
وكُل ما أطلبه أُغنية ينشِدها
مُقهقها مُرافق جِوال،
ونومةً هادِئة أحلمُ فيها حُلمًا،
حلوًا إذا ما بلغَت رِحلتي الخِتام.

أعيشك
11-21-21, 03:50 AM
خارجةً من الليل الذي يُغطيني،
الداجي كحُفرةٍ تمتدُ من القطبِ إلى القطب،
أحمدُ الله على الهِبة العظيمة،
"روحي التي لا تُقهر"
في القبضة الوحشية لِتقلب الزمان،
ما أجفلتُ يومًا،
وما جهرتُ بالعويل،
وتحت هِراوات الحظ التي ما أخطأتني،
ها رأسي مُغتسل بالدماء،
لكنه لم ينحني قط،
لا شيء غير رُعب الجحيم،
يُلوح وراء أرض الغضب والدموع،
وهذه وعيد السنين،
يلقاني،
ولسوف يلقاني،
رابطَ الجأش،
لا يُقلقني ضيق البوابة،
أو ما في أدراج الكتاب،
من ألوان العِقاب،
فأنا سيدة مصيري،
وأنا،
أنا ربّانة روحي.

أعيشك
11-22-21, 03:32 AM
أعشابُ الخريف العالية،
تحت جسدي،
تُبلل ثيابي بالندى،
وتغوصُ ركبتاي في الأرض،
فأشعُر بالتراب الرطِب،
في أنفي رائحة العشب المُداس،
وأكوازِ الصنوبر ولحاءِ الشجر،
قطعةٌ من الطريق البعيد،
تلمعُ كالفضة،
خِلال جذوع الصنوبر البرونزية،
سرايا لا تنتهي،
من خيولٍ رمادية وفضيّة،
تمخرُ في صفوفٍ طويلة،
حقول السماء الشاحِبة،
صمتٌ من المَدى،
تُهسهسُ الريح،
بين إبر الصنوبر،
وحفيفُ أجنحة العصافير،
حولَ رأسي،
يدوّي مثل رعدٍ بعيد،
وطنينُ بعوضةٍ طائرة،
أسمعهُ عاليًا جليًا،
عليَّ أن أُطلق النار،
على الرتلِ المُعادي،
بعد أن يكملَ المرور،
لكن بُندقيتي،
المحشوة بالرصاص الخُلّب،
ترقُد أمامي،
دونَ مساس،
وروحي تُحلق،
وراء الغيوم المُنسلّة،
وشِفاهي تُتمتم أُغنية،
عن رجلٌ ذات وسامة،
واقِف،
والعُشب الذهبي يبلغُ صدره،
هُناك،
بين غابات الصنوبر البرونزية.

أعيشك
11-22-21, 04:32 PM
لو كان للأحلام أم تُباع،
ما الذي سأشتري؟
البعضُ لا يُكلّف غير جرسٍ عابر،
والبعضُ حسرةً خفيفة،
لا تهزُّ وتسقط من تاج الحياة الطري،
غير تويجة وردٍ وحيدة،
لو كان للأحلام أن تُباع،
حزينةً كانت أو سعيدة،
وطرقَ البائع بابك،
ما الذي سأشتري؟
كوخًا مُنعزلاً ساكنًا،
بِعرازيلَ دانية، ظليلاً،
كي يحفظ آلامي حتى الموت،
لؤلؤةً كهذه،
من تاج الحياة الطري،
سأُسعد لو هززتُها وجنيتُها،
لو كانت الأحلام طوعَ اليدين،
هذا ما سيُشفي أسقامي،
هذا ما سوفَ أشتريه.

أعيشك
11-23-21, 04:23 AM
على إمتدادِ جُدرانٍ عتيقة،
تُسافر راحتاي،
أصابعي النحيلة،
لم تنضُج بعد،
لكن القرميد والمِلاط،
يعرفانها جيدًا،
وكذلك إلتواءات جُدران المدينة،
أصابعي النحيلة،
التي لم تُنضج بعد،
تسحبُ خيطًا أحمر قرمِزًا،
على إمتداد متاهة المدينة،
وأنا أعبُر به من شارعٍ إلى شارع،
والسوّاح يقِفون صفًّا مُتعجلين،
وبِبُطء أشتغِل بِخيطٍ آخر،
كأنني أُحيك أحلامي،
والسّواح لا يزالون يمرُّون مُتعجلين،
ولا يكادون يرون مهارة يديّ،
وبينما أنا أُحيك أحلامي مُتعددة الألوان،
يُغادر ذهني زحمة الأزقة القديمة،
أعلى من ضفيرِ أناملي،
إنه يطفو الآن نحو أراضٍ مُتعددة،
وبينما يُغادر ذهني ضجّة المدينة،
بِسواحها وتجارتها الضاجّة،
ويطفو نحو بُلدانٍ غريبةٍ بعيدة،
أنسى الثوب الذي ينبغي أن يُعدّ،
السُيّاح والناس لن يلمسوني بعد الآن،
فأنا أطيرُ عاليةً في السماء،
أنا أنسى مُهنتي التي أصنِع،
وكُل الخيوط التي فككتُها،
السماوات،
حيثُ أطير،
غنيةً جدًا،
وأقواسِ قُزح وحشيةٌ،
مرافقاتي الوحيدة،
تتّبع مساري،
أرقِص،
جميلة الحركات،
وعلى إمتداد الجُدران العتيقة للمدينة،
لا تزال أناملي تُحيك في الزمن.

أعيشك
11-24-21, 02:01 AM
أحضِنك بِحنانٍ في يدي،
قبل أن تتلاشى كُليًا،
أرى يرقةً في قلبك،
تمتصُ آخر عِصاراتك،
حتى تذوي كُليًا،
كنوعٍ من التحدي،
فإن الحشرة ستغرق،
في دمعةٍ نزلت من عيني.

أعيشك
11-24-21, 05:23 PM
عندما أتحدثُ عن الفردوس،
سأتذكّر جدي حينما أوصاني،
أن أُخبئه في ذاتي،
كي لا يعرف الطريق اليه،
أحدًا سِواي،
فيسطو عليه،
وعندما تضعني الحياة،
تحت همومها،
أتحسّس حوافه في جيبي،
ينشق عِطره الصنوبري في منديلي،
وهمهمة نشيده في أنفاسي،
وإن عاودتني الهموم بشكلٍ يومي،
فأمضِ إلى غرفة فارغة،
سواء أكانت فندقًا، أم كوخًا،
وأجلب مصباحًا،
ثُم أفرغ فردوسه على الطاولة،
الرِمال البيضاء،
التِلال الخضراء،
والأسماك الطازجة،
وأُضيء المصباح عليها،
كالأمل الطازج في الصَباح،
ثُم أُواصل التحديق فيه،
ريثما ينام.

أعيشك
11-25-21, 03:25 AM
ما بين إيقاع إسمي وعقيقِ جلدي،
ما بين شعري المُنسدل ولهبي الأحمر،
ما بين الأرُز الإستوائي وأقراص البيتزاء،
ما بين سدّ دموعي وصدر قميصي المُبلل،
ما بين "لماذا دائمًا أنا" و "اتركوني وشأني"
ما بين تعقيد وخصوصية ما أتحدثُ به،
وما يتحدثون عنه،
ما بين الموهبة والتحدي،
بين الجماهير الهاتفة،
وومضات الأضواء الساطِعة المُنفردة،
ذلك الفضاء الحدّي،
تلك المساحة الشاقة،
بين هديرِ تسديدتي،
وحفيف إحتكاك الكُرة المُلتفّة،
وهي تتسلق الشِباك،
وركضُي،
تجاه جمهوري وصياحي بهم :
"لقد ذبحتُ شياطينكم،
فماذا عن شيطاني أنا؟."

أعيشك
11-25-21, 06:03 PM
أرجوك ألا تظُن،
‏بأني أُحبك بسبب وحدتي!
‏أنا يا سيدي مكتظةٌ بمئات التفاصيل
والأعمال والخيبات حتى آخري!
ورغم كل هذا،
‏ومع كل إزدحامي،
‏فأنا أُحبك لأنك كثيرٌ بي،
‏ولأني دائمًا ما أجدُ فسحةً للإشتياق إليك!.

أعيشك
11-26-21, 11:28 AM
ويهمي المَطر،
مُعتمًا مثل روح البشر،
حالكًا مثل خساراتنا،
أعمى مثل تسعمائة وأربعين مسمارًا،
دُقّت في الحائط،
ويهمي المَطر،
كدقات قلبٍ ما تلبثُ أن تستحيل،
ضرباتِ مطرقةٍ،
في حقل الفخّار،
ودبيب خطواتٍ فاسِقات،
فوق الضَريح،
ويهمي المَطر،
فوق حقل الدم،
حيثُ تتناسل صغائِر الأُمنيات،
وحيثُ عقل الإنسان،
يرعى شراهته،
تلك الدودة العالِقة،
بِجبين قابيل،
ويهمي المَطر،
على أقدامِ الرجل الجائع،
النائِم على الرصيف،
أيا رَب الذي سمَّر ها هُنا،
كُل صباحٍ ومساء،
كُن رحيمًا به،
به وبالرجل الثري،
بلا فَرق،
تحت المَطر،
بين القروحِ والذهب،
ويهمي المَطر،
ويهمي الدم،
من خاصرةِ الجائع الجريح،
وفي قلبه يحمل الجِراح كُله،
جِراح الضوء الذي إختفى،
وآخر شرارةٍ خابية،
في القلب المُنتحر،
جِراح الظلام الحزين البليد،
جِراح الدبّ المُعذّب الأسير،
الدب الناحب الضَرير،
ومالِكه يهوي بالسياط،
على لحمهِ العاجز،
دموع الأرنب المُطارد،
ويهمي المَطر،
آهٍ،
ساعتها أثِبُ صوب ربّي،
عميقًا عميقًا حتى القلب الظميّ،
ذاك الذي يمسك نيران عالمي،
قاتمًا مُلطخًا بالأوجاع،
ساعتها يرنُّ صوت الأوحد،
الذي مثل قلبِ إنسان،
كان يومًا طفلاً يرقِد بين الوحوش :
"أُحبكم،
مازلت أُحبكم،
مازلتُ أسفح ضوئي البريء،
ودمي،
لأجلكم".

أعيشك
11-27-21, 03:33 AM
أعشق قلبي ساعةً،
أما عظمي فيومًا كاملاً،
فالهيكل العظمي على الأقل يبتسم،
لأن فيه نُخاعًا،
غير أن قلبي خَزينة الموت المُظلم،
والصيف الموحش،
وآسِ النور الموحش،
والشمس في أساها،
تعالَ كالليل،
إن الشمس رهيبةً،
كالحق،
ولا يكشف النور المُحتضر،
إلا جوع الهيكل العظمي للسِلم،
تحت اللحم كوردة الصيف،
تعالَ خلال ظلام الموت،
كما جئت مرة خلال الأغصان،
خلال الظل كالباب المُزهر،
المؤدي إلى الفردوس،
قصيًّا في الشارع،
أنتَ يا مدينة لم تولد،
يراها كُل من لا مأوى له،
ليلُ المساكين،
إنك تمشي في طُرقات المدينة،
حيثُ لِظل الإنسان المُتوعد،
وقد حَمّرت الشمس أطرافها،
شكلٌ مُتحول،
رشيقٌ كهيكل الموت،
مُقعٍ كالنمر،
لهُ حكمة القرود،
وتُهيؤه القديم قِدم الزمن،
والنبضُ الضارب في القلب،
يؤول إلى المطرقة،
الصائتة في حقل الخِراف،
حيثُ يُقيمون عالمًا جديدًا من عِظامنا،
ومِما في أيام الطيور الكواسر من جعجعة،
ولكنك ليلي وسلامي،
ليلُ الحبل المُقدس،
ليلُ الراحة،
ليلُ الظلام،
حين يتساوى الناس كُلهم،
المُخطئون والمُحقون،
والأغنياء والفقراء،
ما عادوا قومين مُنفصلين،
كُلهم تجمعوا أخوّة الليل،

https://d.top4top.io/p_215686i4e6.jpeg

هذه هي الأُغنية التي سمعتها،
ولكن العظمُ صامِت!
من يدري أن كان ذاك،
صوت النور الميّت يُنادي!.

أعيشك
11-30-21, 04:11 AM
يا ملاكًا أسمر وضاءَ مُستقيمًا،
كمدفعٍ يلمعُ في الفضاء،
كسوادٍ يقتحمُ ذهني،
وشَعرك قاصفٌ كالريح المُصفّحة،
التي أمطرت علينا،
وهكذا أُحبك حتى الموت،
أنا الخائنة صنو المدفع،
إصفح عن حُبي القصير المدى،
قلب جسد الإنسان،
وبرد الموت يُطفئ الشهوة،
سأتشببُ بك بِسرنادة،
من صوغِ الصرخات الذئبية الجائعة،
وأجعلُ لك الأكاذيب مُظلّةً،
تقيكَ السماء المُتجمدة،
وحين أضعكَ بين ذراعي،
أنت يا من أنت نومي،
ساعة الصفر التي تُسرّبل بدل لحم قلبي،
لا مكان لك في سمائي،
لأنك يا سرابي المُضمحلّ زاهرًا،
لا تقدر أن ترى أبدًا ما يعرفه الموتى!
مُت إذن معي وكُن حبيبي،
فيغدو القبرُ لنا غابًا كثيف الظِلال،
وتجري لِلهوك الأنهار،
لِتنضج هذا الفردوس الجديد،
من طوفانك الدم،
غير أنك ستبقى ناقص الكمال بعد،
فتنمو كجمود الموت في قلبي،
قوسُ قُزح يتألق في الليل،
ولدتهُ دموعي،
شفتاك،
لألاء وردةٍ زها طيشها طيلة الصيف.

أعيشك
11-30-21, 02:47 PM
إنني لا آمُل في العودة ثانيةً،
لأنني لا آمُل،
لأنني لا آمُل في العودة،
راغبةً في عطية هذا الإنسان،
أو في مأربِ ذاك،
لم أعُد أسعى لأسعى نحو أشياءٍ كهذه،
لماذا أمدُّ جناحيّ؟
لماذا أندبُ؟
ولدي القُدرة الزائلة للسُلطة المعهودة!
لأنني لا آمُل في أن أعرف ثانيةً،
مجد الساعة الحقيقية المُتقلبة،
لأنني لا أُفكر،
لأنني أعرف أنني لن أعرف،
القوة الوحيدة الحقيقية العابرة،
لأنني لا أقدر أن أنسى،
هُناك حيث تزهر الأشجار،
وتجري الينابيع،
إذ لم يعُد هناك من شيء،
لأنني أعرف أن الزمن هو الزمن دائمًا،
وأن المكان هو المكان الدائم الوحيد،
وأن ماهو فعلي هو فعليٌّ لمرة واحدة فقط،
ولمكانٍ واحدٍ فقط،
أبتهج،
لأن الأشياء هي كما هي،
وأرفض الوجه الحسِن،
وأرفض الصوت،
لأنني لا أقدر أن آمل في العودة ثانيةً،
لهذا أبتهج،
إذ عليَّ أن أبني شيئًا،
بِه أبتهج،
وأُصلي لله كي يرحمني،
وأُصلي لعلي أنسى،
هذه الأشياء التي كثيرًا ما أُناقشها مع نفسي،
وكثيرًا ما أُفسّرها،
لأنني لا آمُل في العودة ثانيةً،
سأدع هذه الكلمات تتحمّل،
تبعة ما صنعت،
حتى لا أُصنع ثانيةً،
وليكُن حُكم القضاء غير شديدٍ علي،
لأن هذه الأجنحة لم تعُد أجنحة للتحليق،
بل مُجرد مراوح تصفعُ الهواء،
الهواء الذي هو الآن ضئيلٌ وجافٌ تمامًا،
أكثر جفافًا وضآلةً من إرادتي،
علمني أن أهتمَّ وألّا أهتم،
علمني أن أجلس هادئة،
أُصلي من أجلي،
أنا خطيئة الآن وفي ساعة موتي،
سأُصلي من أجلي الآن،
وفي ساعة موتي.

أعيشك
12-01-21, 07:47 AM
ثلاثةُ نُمُرٍ جلست تحت شجرة العرعر،
في برودة النهار،
بعد أن إقتاتت حتى الشبع،
من ساقيّ وقلبي وكبدي،
وذاك الذي كان في جوف
جُمجمتي الفارغ المُستدير،
أيُحيا الله هذه العظام؟
وذلك الذي كان في العظام؟
من أجلي،
من أجل ذاتي الحَبيبة،
ولأنك تُكرمني في تأمُلاتي،
أشعُّ أنا في بهاء،
وأنا التي هُنا تواريتُ،
أُطرح أعمالي للنسيان،
ومحبّتي لأثمار اليقطين،
هذا هو الذي يستعيد أمعائي،
وأعصاب عيني،
والأجزاء عسيرة الهضم،
أنا سيدة مُنصرفة في رداءِ أبيض،
إلى تأمُلاتي في الرداء الأبيض،
سأدع بياض العِظام يتغلّفُ بالنسيان،
ليس فيها أيُ حياة،
كما أنا منسيّة،
ورُبما سأنسى،
هكذا رُبما سأنسى،
مكرّسة القصد،
مُنحصرةً فيه،
راحت العِظام تُغنّي مُزقزقةً،
بِعبء الجندُب، قائلةً :
"يا سيدة السكوت،
أيتُها الهادئة الحَزينة،
المُمزّقة والمُتناهية للكل،
يا وردة الذكريات،
يا وردة النسيان،
أيتُها المُرهقة والواهبة للحياة،
يا قلقةٍ مُطمئنة،
الوردة الوحيدة،
هي الآن حديقة،
حيثُ كُل حبٍ ينتهي،
يضعُ حدًا لِعذاب،
الحُبّ غير المُكتفي،
العذاب الأكبر،
للحبّ المُكتفي،
نهاية اللامُنتهي،
رِحلة إلى اللانهاية،
خاتمةُ كُل ما،
ليس له خاتمة،
كلامٌ بدون ألفاظ،
وألفاظٌ بدون كلام،
تباركتِ يا سيدة،
من أجلِ الحديقة،
حيثُ ينتهي الحُب كله"
تحت شجرة العرعر غنّت العِظام،
مُضيئة مُبعثرة،
أنا سعيدة في تبعثُري،
فلقد قلَّ نفعي،
تحت شجرةٍ من برود النهار،
مع بركة الرمال،
ناسية نفسي،
في هدوء الصحراء،
هذه هي الأرض،
لي مِيراث.

أعيشك
12-02-21, 03:45 AM
نحنُ النساء الجوف،
نحنُ النساء المحشورات،
نترنّح سوية،
مثل رؤوس من القشّ،
واحسرتاه،
عندما نُهسهس لبعضنا،
بِأصواتٍ قاحلة،
نبدو بلا جدوى،
مُدجّجين بالصمت،
كريحٍ تهبُّ على عُشبٍ يابس،
أو كأرجُل فئران تسيرُ على زُجاجٍ مكسور،
في قبونا اليابس،
أشكالٌ بلا هيئة،
وظلالٌ بلا لون،
قوة مشلولة تومئ بلا أدنى حركة،
أولئك الذين عبروا صوبَ مملكة
الموت بِجسارة والأعيُن لا تنام،
يتذكروننا بعد ذلك،
لكنهم لا يتذكروننا كأرواحٍ مُتوهجة،
ضلّت عن الطريق،
وإنما كنساء جوف،
كنساء محشورات.

أعيشك
12-02-21, 10:55 PM
فخرًا ومجدًا وحبًا منذُ خمسين عامًا،
‏دمتَ لنا يا وطن ودامَ العلمُ شامخًا.

❤❤

- مُقتطفات اليوم.

https://k.top4top.io/p_2162m3i8e4.jpeg

https://l.top4top.io/p_2162y9k0g6.jpeg

https://d.top4top.io/p_21620pzob3.gif

أعيشك
12-03-21, 11:37 AM
العيون التي لا أجرؤ،
على التحديق فيها في الأحلام،
هي مملكة أحلام الموت،
هي ذاتها التي تغيب هُناك،
العيون ضوءُ شمس ينسكبُ
على عمودٍ مكسور هُناك،
الأشجار تتراقص،
وثمّة أصوات في الريح تُغني،
أصواتٌ أكثر بُعدًا،
وأكثر وقارًا من نجمٍ يغيب،
لا تدعني أقترب أكثر،
في مملكة حلم الموت،
دعني أرتدي أيضًا،
تلك الأقنعة التكهّنية،
من جلود الفئران وريش
البوم وفزّاعات الحقول،
دعني أُحاكي الريح في حركتها،
ولا أقترب أكثر،
ذلك ليس آخر اللقاءات،
في مملكة الشفق الأحمر.

أعيشك
12-04-21, 10:14 AM
هذه دولة الموتى،
هذه دولة الصبّار،
وها هُنا تُرفع،
صُور الحجر لتسلَّم،
إسترحام يدٍ ميتة،
تحتَ وميض نجمٍ مُطفأ،
نسهرُ وحدنا،
في ملكوت الموت الآخر،
ساعةٍ نرجفُ في حنانٍ،
لِتنظم شِفاهنا التي قد تُقبّل
صلواتٍ إلى حجرٍ مُحطّم.

أعيشك
12-04-21, 07:40 PM
المساءُ الشتائي يسترخي،
بِرائحة شرائح اللحم في الممرّات،
الساعة السادسة،
أعقاب مُحترقة من أيام مُدخنة،
والآن ينهمر دُشٌّ عاصف،
النُفايات الوسخة،
للأوراق الذاوية حول قدمي،
وصُحف عن أقدارٍ خاوية،
زخّات العاصفة تُرذرذ،
الستائر المُهترئة وقدور المدخنة،
وفي زاوية الشارع،
حصانٍ أجُرّة وحيد،
يتململُ وينفثُ البخار،
بعد ذلك تضيء المصابيح.

أعيشك
12-05-21, 10:07 AM
الصباح يستعيد وعيه،
رائحة الشمس تفوح،
شاحبة موهنة،
من شارعٍ مُغطّى بِنشارة الخشب،
وبتلك القدم الموحلة التي تطأُ،
حتى طاولات القهوة في الصباح الباكر،
وبالتنكّر للآخر،
ذاك الذي يستهلّه الوقت،
أحدُنا يتأمل كل تلك الكفوف،
التي تُرفع ظلالاً قذرة،
في ألف غُرفة مؤثثة.

أعيشك
12-06-21, 05:02 AM
رميتُ بطانيةً من السرير،
واتكأتُ على خاصِرتي،
وإنتظرت،
نعِست،
وشاهدتُ الليل يُفشي،
ألف صورة قذرة،
لما تقمَّصته روحي سلفًا،
خفقتُ بإتجاه السقف،
وعندما عاد العالم أجمع،
وإنسلَّ الضوء من بين الدرفات،
وسمعتُ الزقزقات في الشبابيك،
باتَ لديَّ الآن تلك الرؤية عن الشارع،
بينما الشارع بالكاد يستوعب،
جلوسي على حافة السرير،
لأُضفر الأوراق من شَعري،
أو أتحسس قدمي الحافية البيضاء،
بيديَّ المُلطختين.

أعيشك
12-06-21, 02:33 PM
تعلّقت روحي بشدّة عبر السماء،
تلك التي تخفت خلف كُتلةِ مدينة،
أو لعلّها سُحقت بأقدامِ فظّة،
عند الرابعة أو الخامسة أو الساعة السادسة،
وأصابع قصيرة تحشو الأنابيب،
وصُحف مسائية وعيون مُتيقنة،
من إفتراضات مُحدّدة،
الضمير لشارع يُنفد من القنوط،
لن يتريّث ويتوقّع العالم،
إنني أحومُ بالصخب الذي ينفتل،
حول هذه الصورة ويتدلى،
النزوة لسُرمدية رقيقة،
سرمدية غناء لن يفنى،
أُغطي فمي بِراحة يدي وأضحك،
تدور العوالم مثل امرأة أزلية،
تكوّم الوقود في القدور الخاوية.

أعيشك
12-07-21, 09:31 AM
النُضج ببساطة،
علّمني كيف أُعاني،
بِخفّة،
بِرشاقة،
كيف أُكبح الألم،
كي لا يُمزقني أربًا.

أعيشك
12-07-21, 07:12 PM
أنا مجموعة خطيرة،
من كُل ما تُفضله،
روحٌ أصيلة،
قلبٌ من ذهب،
ويدان تجعلان جسدك يُغني!.

أعيشك
12-08-21, 08:13 AM
أمرُ مُخيف حقًا،
أن القلوب لا تُصدر صوتًا عندما تنكسر،
حوادث السيارات تنتهي بإنفجار،
السقوط ينتهي بإرتطام،
حتى الكتابة،
يُخدش القلم الورقة فيحدث صريرًا،
بينما تتحطم القلوب في سكونٍ تام،
وكأن لا أحد،
حتى الكون نفسه،
يُمكن أن يخلق صوتًا لهذا الخراب،
وكأن الصمت هي الطريقة الوحيدة،
التي يُمكن أن يعبر بها العالم عن خشوعه،
أمام قلبٍ يتصدّع.

أعيشك
12-08-21, 08:17 PM
الحِزن الذي تكتمه،
فيترصّدك في جوف الليل،
ويؤلمك،
إدفع بهِ نحوي،
أنا شفاؤك.

أعيشك
12-09-21, 05:34 AM
نعيش فوق صخرة دوّارة،
تُحيط بها سبع صخور دوّارة أُخرى،
تطوفُ جميعها حولَ كرة لهب عملاقة،
وبطريقةٍ ما لا تتصادم أبدًا،
ومن بين الثمانية،
كوكبنا الوحيد القادر على توفيرِ مُناخ،
ينفث الحياة في رِئات،
الحيوانات والطيور والفراشات،
وثمانية مليار إنسان،
وتُريدني أن أُصدق أننا إلتقينا،
ووقعنا في الحُب بِمحض الصُدفة،
وأنه لا يوجد ما يُسمى حظ،
أو توأم الروح،
أو مُعجزات؟.

أعيشك
12-10-21, 04:36 AM
تحدثتُ إليّك بِولع،
عن المشاعر والمواهب،
والقيثارات والنجوم،
ثم صمتّتُ لبرهة،
وإعتذرتُ عن الحديث بِرمته،
هذا لأن في وقتٍ ما من حياتي،
كسرَ قلبي شخصًا كنتُ أُحبه،
بِتجاهله لكلماتي الجميلة، وقوله :
"أُصمتي،
إحتفظي بها لنفسك،
إنها لا تهم أحد"
الناس لا يولدون حُزانى،
نحن من نجعلهم كذلك.

أعيشك
12-10-21, 08:54 AM
تم تحرير المحتوى من قبل المراقب العام

أعيشك
12-11-21, 04:47 AM
يوم أن رحلت،
بدأتُ في القراءة عن النظريات الفضائية،
عن أسباب دوران الأرض حولَ الشمس،
عن النظام الشمسي الذي يتداعى ذاتيًا بِبُطء،
عن الثقوب السوداء والإنفجارات النجمية،
لكن في الواقع،
أكثر قراءاتي كانت عن نشأة الكون،
كيف تشكل في عملٍ فنّي خالد منك، مني، منّا،
هذا ليس حديثًا روحيًا،
إفهمني،
ليس حديثًا عن "لم يكُن بين النجوم"
أو "وددتُ لو أحببتُك مثلما تُحب الأرض الشمس"
لقد كتبتُ لك أشعارًا بالفعل،
وصورتك وأنت تُغادر البيت الذي كان يومًا ما لنا،
تُساعدني على فهم أنه لا رومانسية
في الطريقة التي تنهارُ بها النجوم،
بل إنه أمرٌ قبيح للغاية،
مشاهدة شيءٍ جميلٍ ينهار من تلقاء نفسه،
يوم أن رحلت،
عرفتُ أن بعض الثقوب السوداء،
تدور بسرعة تسعمائة ميل في الساعة،
بحثًا عن أشياءً لتبتلعها،
كواكب بأكملها،
مثل كوكبنا،
أنظمة شمسية كاملة إختفت بالفعل
في أجوافها المفتوحة كأفواه،
في الليلة الأولى التي إضطررتُ للنوم
من دونك تخيلتُك على هيئة ثقبٍ أسود،
حاولتُ أن أصِل إليك،
ألا إنه ابتلعني في مقبرة النجوم،
وتركني هُناك وحيدة،
تطلّب مني الأمر ثلاثة أيام،
لأعثُر على طريق العودة،
لأُغادر فِراشنا،
لأرد على مُكالمة والدي،
مُحاولةً تبرير إختفائي،
طوال هذه المدة،
خسرتُه،
مثلما قد أخسر أي شخص
بين التفسيرات الجوفاء للثقوب
السوداء والنجوم المُتشظية،
يوم أن رحلت،
نسيتُ كيف تكون الكتابة،
نسيتُ شعور أصابعي وهي
مُلتفّة حول قلم لتسكب
المشاعر بِحبر أسود في
هاوية العدم البيضاء،
أن تملؤها بِبعض الكلمات،
فلا تبدو شديدة الخواء،
لا تبدو شديدة الوحدة،
أتذكرُ خوفي من المساحات
الشاسعة، الخالية، المفتوحة،
المُظلمة، والمُضيئة على حدٍ سواء؟
قُلت لي أن العدم الأبيض هو ما نشعُر به
في مركز النجم عند إنشطاره نصفين،
آسفة جدًا لأني لم أُصدقك حينها،
أنا هُناك الآن،
وأعلم أنك لم تكُن تكذب،
يوم أن رحلت،
أدركتُ أنك كنت من الكواكب الحرة،
لم تدُر حول شخصٍ أو شيء،
لم تخضع لنظامٍ شمسي،
وجدتَ طريقك نحوي،
إلى مداري،
لتبقى معي لبعض الوقت فقط،
عجزتُ عن أن أُبقيك أطول،
لم يكُن مُقدرًا أن تكون جُزءًا مني،
حُبنا كان مثل الشمس،
يحتل 99% من النظام،
لكنه غير كافٍ للبقاء،
بعض الأشياء أكثر جمالاً،
لأنها لا تنتمي لأحدٍ أو لشيء،
هكذا أُحب أن أتذكرك،
شيء أكثر جموحًا من أن أُبقيه،
عوضًا عن شيء دفعت به الشمس بعيدًا،
يوم أن رحلت،
قرأتُ أن الأرض،
في وقتٍ ما،
ربما كان لها قمرٌ ثانٍ،
وأن القمر الذي نراه اليوم،
هو نتيجة إصطدامٍ بينهما،
ساعدني على إدراك أن،
وفي بعض الأحيان،
أكثر الأشياء جمالاً،
تحدُث مُصادفة،
سأُبقي حبنا هُنا،
في واحةٍ ساكنة بين
إنفجارٍ نجمي وثقبٍ أسود،
مكان آمن،
ضال بينهما.

أعيشك
12-12-21, 04:56 AM
الصَباح الذي توقفت فيه عن الإشتياق لك،
حدثَ على نحوٍ غير متوقع،
الصَباح الذي تبدد فيه الحنين لك،
أتى على صورة مُفاجأة،
حتى أربكني تمامًا،
كنت أعتقد دائمًا أن الحزن عملية بطيئة ومُمتدة،
وإعتقدت أن الوداع يستغرق منّا وقتًا أطول بِكثير،
ولكن هذا كان مُفاجئًا جدًا،
أوقظني من فراغٍ تام،
كان صباحًا جميلاً ومُشرقًا،
حيثُ بدأت المشي بالأرجاء،
رؤية الأوراق تهجر الأشجار آلمتني،
كُنت أنت مثل هذه الأوراق،
لم تنوِ أبدًا البقاء،
غير أني كنتُ أتمسك بك مثل الجذور،
قوية، وصامدة،
وقادرة على تحمُّل أي نوع من العواصف،
شعرتُ وكأنني فتحتُ أخيرًا عيني،
بعد سنواتٍ وسنواتٍ من الظلام،
حين أدركتُ أن جذوري كانت قوية بما يكفي،
لتحمِل فقدانها ألف ورقةً مثلك،
وفجأة، وبتلك الطريقة، فهمت،
أدركتُ أن النار التي تتوهج في قلبي،
تستحقُ ماهو أفضل،
من أن تتحول إلى جمر،
على أولئك الذين لا يبقون،
مشيتُ بالجوار صباح يومٍ ما،
مُحملة بالخسارة والألم،
عُدت إلى المنزل،
مُحملة بِشجرة من اللحم والدم،
وفهمتُ المغزى من وجودك.

أعيشك
12-12-21, 03:48 PM
يميلُ الناس لِتحطيم الأشياء،
الأكواب، الأبواب، الأسوار، الأطباق،
الجُدران، العقول، القلوب، الثقة،
وكأننا ورثناها في حمضنا النووي،
الرغبة في تمزيق كُل شيء،
بما في ذلك بعضنا البعض،
لِمليون قطعة،
ورُغم أننا نُحاول ونُحاول ونُحاول،
ألا أننا نفشل في جمع ما كسرناه،
والقليل جدًا الذي أصلحناه بالفعل،
ستظهر دائمًا تلك الشقوق العميقة بِداخلنا.

أعيشك
12-13-21, 03:46 AM
رُبما المشكلة الحقيقية تُكمن في طريقتي،
الغير المُغتفرة في الحُب،
لو كان قلبي وردة لكان غريبًا،
لو وُلد بلا كأس أو أوراق،
أجزاء كاملة من روحي إستثمرت في بنك،
داخل قلب شخصٍ آخر،
أعني أفروديت لا تظهر أبدًا في المدارس،
وفي يدها كتاب،
لتُعلمنا الحب بِصفته الفن الوحيد الحقيقي،
ليس هُناك دروسًا في كيفية التعامل مع الخسارة،
لا وجود للافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة،
يقولون أن الحُب هو ما يدفع العالم إلى الإستمرار،
لكن لم يترك لنا أحدًا مُلاحظة في الرحم،
ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط،
أو آخر عن كيفية مُقايضة بعضٌ منك،
دونَ أن تضيع للأبد في روحٍ أُخرى،
أخشى أن هذا هو سبب ضِلالي دائمًا،
كنتُ عاشقة،
وكنتُ معشوقة،
لكنني لم أتعلم أبدًا كيف،
وبِخفّة،
أحتمل الثمن.

أعيشك
12-13-21, 02:40 PM
الحقيقة هي،
أن كُل وحش قابلته،
أو سوف أُقابله،
كان ذات مرة بشريًا،
يحمِل روحًا رقيقة وناعمة كالحرير،
لكن أحدهم سرقَ من أرواحهم ذلك الحرير،
وحولهم إلى ما أصبحوا عليه،
لذا عندما ترى وحشًا في المرة القادمة،
تذكّر ذلك الأمر دائمًا،
لا تخشى ذلك الشيء الذي أمامك،
لكن بدلاً من ذلك عليك أن تخشى
الشيء الذي جعل منه ماهو عليه.

أعيشك
12-14-21, 03:40 PM
هكذا ينظُر حزني إلي،
في الثواني التي تعقِب الحدث،
أشعُر أن العالم إنقلب على رأسه،
وأنني لا أزال واقفة،
وجهي شاخصًا للأمام،
بينما كُل شيء يبدو وكأنه يتراجع ويتباطأ،
عقلي يصرُ على أنني لم أتغير،
العالم فعل،
بينما قلبي يصِر أن العالم لا وجود له،
أنا فقط،
كِلاهما يُحاولان إقناعي أني لستُ منبوذة،
إنه مُجرد خلل كوني،
لكن عقلي يكذب،
وكذلك قلبي،
بعد أربعة أيام،
عندما أنهض من الأرض،
حيث بقيتُ من وقتها،
زارتني أُمي مرتين، قالت :
"إسمعي،
ستتحسن الأمور،
فقط إسمحي لها،
وبإمكاننا مُساعدتك،
لو سمحتِ"
الكلمات تبدو جوفاء،
لكنني أشعُر بِخواءٍ أعظم
من أي كلمات أسمع
ترددها وإختفاءها بِداخلي،
بعد أسبوع من نسياني للنوم،
نُسياني للحلم،
نسياني للتواصل بالكيفية
التي لا يزال من حولي يملكونها،
أتساءل ما شكل التنفُس دون قلبٍ مفطور،
أتساءل ما طعم الكلمات دون مذاق الموت،
أتساءل عمّا يُريد الكون أن يُخبرني من خلال هذا كُله،
لكنني لن أتساءل أبدًا لو أن الأمور ستكون على ما يُرام،
لأنني مُتأكدة أنه لن يحدث،
شهرٌ يتسلل بِبطء بعيدًا،
بالطريقة نفسها التي تتجمع بها
المياة المُتساقطة من السقف في الدلو،
لا زلتُ هنا،
هذا يُدهشني أكثر من أي شيءٍ آخر،
لأني لو مازلتُ هُنا،
هذا يعني أنني لا أزال أتنفس،
رُغم جهودي المضنية لسحب
روحي بعيدًا عن هذا الجسد المصدوع،
مرّت ثلاثة أشهر،
الناس كأنهم إسطوانة عالقة طوال هذه المدة،
كُل شيء الآن يحدث بشكلٍ آلي،
أنهض،
أتحمم،
أذهب إلى العمل،
أنسى الطعام،
أعمل أكثر قليلاً،
أعود للبيت،
أحيانًا أتذكر أن آكل،
أذهب للنوم،
الروتين مُخدر،
وهذا سبب راحته،
السِر في الخدر،
هو أنه يخترق جلدي،
يسري في عروقي،
ويصل إلى قلبي،
السِر في الحزن،
هو أنه لا يختفي بالكامل أبدًا،
بِغض النظر عن مدى خَدري.

أعيشك
12-15-21, 02:25 PM
الوطن لُغة،
نضجت في فمي،
الآن،
لا وجود لها،
في أية مكان،
بِخلاف قلبي وعقلي،
الوطن حيثُ كان علي
أن أُعلم الأطفال الهرب،
من رجالٍ يرتدون،
الحرب والدماء،
الوطن أُسطورة،
حِكاية عن نشأتي،
آمنةً سعيدة،
قبل أن يشعلوا النار
في عالمي بِأكمله،
الوطن حيثُ هرعت بإتجاه البحر،
لأن المكان الذي أنتمي إليه،
لم يعُد يتذكر إسمي،
الوطن كان ملجأي،
الآن،
وبعدما قست،
إنتزعوه مني،
يُسموني لاجئةً.

أعيشك
12-16-21, 09:46 AM
قلبي سيُعالج ذاته،
عقلي هو ما عليَّ القلق بِشأنه،
هو المكان الذي فيه أقفلتُ على ذكرياتي،
وإحتفظت بِأجزاء من جرحوني،
الأجزاء التي لا تزال تخترقني كشظايا الزجاج،
عقلي الذي يؤرقني في الليل،
يُبكيني ويُكسرني،
بِحاجة أن أقنع عقلي بالنسيان،
لأن قلبي يعرف جيدًا كيفَ يتعافى.

أعيشك
12-16-21, 04:00 PM
مامن دروس في كيفية التعامل مع الخسارة،
لا وجود لِلافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة،
يقولون أن الحُب هو ما يدفع العالم إلى الإستمرار،
لكن لم يترك لنا أحد مُلاحظة في الرحم،
ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط،
أو آخر عن كيفية مُقايضة بعض منك،
دونَ الضياع للأبد في روحٍ أُخرى،
أخشى أن هذا هو سبب ضِلالي دائمًا،
كنتُ عاشقة،
وكنتُ معشوقة،
لكنني لم أتعلم أبدًا كيف،
وبِخفة،
أحتمل الثمن.

أعيشك
12-17-21, 07:19 AM
لم يحذر أحدٌ،
الفتيات الصغيرات،
كيف أن الرجال ذوي العيون الجميلة،
رائحتَهم كالدخان،
مذاقَهم بطعم المطر،
من إن تحدثوا سالت الفضة،
هم من وراء الوسائد المُبللة بالدموع،
والقصائد نصف المُنتهية،
والكثير جدًا من الأحلام المُحزنة.

أعيشك
12-17-21, 08:48 PM
ينص القانون الأول في الديناميكا الحرارية على أن :
"الطاقة لا تُفنى ولا تستحدث"
أي أن كُل ما حولنا ماهو إلا طاقة مُعاد تدويرها،
أنت، أنا، حيوانك الأليف، الذين نُحبهم والذين لا،
أي أن الطاقة التي صنعتنا قديمة،
منذُ بداية الزمان تحديدًا،
أي أن عِظامنا قد تكون لُحِمت ببعضها من رماد،
أي أن أعصابنا وعمودنا الفقري قد تشكلا،
من موت شجرة بلوط مئوية،
وإبتسامتنا من مذنب،
أي أن قلوبنا قد تكون روحٍ أخيل،
التي أفنى أعداءه بها عندما حارب،
أي أنه عندما نشعر بأن الحياة تُغمرنا،
فإنه علينا أن نتذكر أننا عبارة عن شرارة
طاقة بجلدٍ مُستعار،
ومهما شعرت بأن ألمكَ لا نهائي،
فإن النسخة التي تعيش بها مؤقتة.

أعيشك
12-18-21, 04:30 AM
في صغري،
كنتُ أخاف الأشياء كلها،
العناكب والثعابين وأسماك القرش،
والمُهرجين وقِصص الأشباح،
والجنيّات والذئاب الضارية،
والغرباء والوحوش،
والظلام والموت،
والحزن،
اليوم،
لو سألتني،
عمّا أخشاه،
سأقول شيئًا واحدًا،
وهو أن أخسرك.

أعيشك
12-18-21, 06:05 PM
من يعتقدون أني ضعيفة،
لم يُلاحظوا بعد،
الذئب المُختبئ خلف عيني،
ولا الشُعلة،
التي تُضيء روحي،
سأدعهم يُصدقون فيما يعتقدون،
وسأفعل ما تفعل الذئاب والنار،
سأُفاجئهم بما لا يتوقعون.

أعيشك
12-19-21, 04:45 AM
طريقتي في الحُزن عليك ليست صاخبة،
ليست صرخة في الظلام،
ولا بُكاء في حضرة من يُحبونني،
ولا إنهيارًا عصبيًا من دموع وإعتذارات،
على خِلاف ذلك،
حُزني قاتل وصامت،
يُخنقني أثناء الليل،
أشعُر به يُسمم رئتي،
في كُل مرة أسحب فيها نفسًا،
أشعُر بيديك الباردتين تُحيطان بِقلبي النابض،
بالكاد تعتصرانه إلى أن يشهق،
حتى يعمل من جديد،
رُغم هذا لا أتكلم،
فيعتقد الآخرون أن لا وجود له،
ينظرون إلى القناع المتين،
الذي أحكمته فوق وجهي،
دون أن يُبصروا صرخاتي بالداخل،
يتساءلون لو أنني أحببتُك بالطريقة التي كنتَ تُريدها،
أحيانًا يعتقدون أنني شيءٍ بلا قلب،
لم أُحبك على الإطلاق،
يعتقدون أنني لم أستحقك قط،
يرفضون فهم حقيقة طريقتي في الحُزن،
يرفضون النظر إلي،
بالطريقة نفسها التي رفض لها والد إيكاروس،
النظر إلى الشمس ثانيةً،
لأن جزءًا منه كان يلوم أبولو،
لأنه لم يُدرك أبدًا أن إيكاروس كان يُحبه،
تركه يسقط ويموت في الماء،
هو أيضًا لم يُخبره أحد،
أنه بسقوط إيكاروس أصابَ الحزن أبولو،
بِمس من الجنون،
أنا أعرف،
لأنني،
وبُكل ليلة،
أرى الشمس تغرّق نفسها في الأُفق،
مُختبرةً العملية المؤلمة،
لتدمير نفسها ثم إعادة إحيائها،
في أُسطورة تُسمى - بِسذاجة - الليل والنهار،
تلك التي نأخذها كأمر مسلم به،
بينما تغرب الشمس وتشرق،
هذا كله حتى يتمكّن يومًا،
من تحدي حُكم أوليمبوس،
بألا يُعاد عِلاج جسد إيكاروس،
البشري الوحيد الذي جرؤ على حُبه بِقدر،
يُمكنه من التحليق بقربه،
لكنه غرِق،
في أعماق المحيط،
لو إنه تعلّم كيف يُعالج البشر،
لرُبما كان مشهد أبولو المُفضل،
هو رؤية إيكاروس ينهض،
مثلما يفعل هو كُل صباح،
كاملاً من البحر مرةً أُخرى،
تنخفر ذكراي الأثيرة في عقلي،
يحفِرها حُزني الأليم المُدمر اللامُنتهي،
ذلك النوع من الحُزن،
الذي نعرفه أبولو وأنا جيدًا،
جسدكَ الدافئ النائم،
مُتنفسًا بِهدوء إلى جواري.

أعيشك
12-19-21, 12:21 PM
أنا أيضًا،
تفوهتُ بكلماتٍ،
تقطِر قسوة،
كسيوف جنود،
في ساحة معركة،
ألا إنني،
أُكبح جماح قُدراتي معك،
لأنني تعلمت،
تعلمتُ أنك حين
تُحطم شخصًا تُحبه،
فما من سبيلٍ للرجوع.

أعيشك
12-20-21, 04:44 AM
أحيانًا،
أفقد شخصًا،
كان قريبًا لي،
أحزِن،
لأن ما من إسم،
لشعورٍ كهذا،
أنا فقط أتحسسه،
بِطريقة تجعلني مُتعبة،
مُتعبة حتى النخاع.

أعيشك
12-20-21, 06:15 PM
منذُ أن حولتني من "حبيبتي"
إلى "شيءٍ ما مرَّ بِحياتي"
تغيرت أمورٌ كثير،
بالطبع،
مازلتُ أبحث عن علاج للوحدة،
لكن على الأقل،
إبتسامتي تُرضي الغرباء،
ما أحتاجه فقط هو ألا يعني شيئًا،
إلا ماهو عليه،
أحيانًا حنينُك لشخصًا ما،
لا يعني الكثير،
ورُغم أن زاويتك تبدو أحيانًا،
صحراء خاوية من دونك،
إلا إنني أرفض عودتك،
حتى أبي لاحظ أن الصِراع،
تحت جلدي يهدأ يومًا بعد يوم،
لقد تعلمت الإحتفاظ بِلحظات هانئة،
في كبسولات لأتناولها لاحقًا،
حين يأتي الحُزن ليُقيم،
الآن أعي تمامًا أن تجاوز فاجعة،
يُفسح الطريق أمام السعادة لتزدهر،
هذا هو المعنى الحقيقي لأن تكون إنسانًا،
ما أُحاول قوله هو،
لقد وعدتُك أمام الله،
أن أُواصل الحياة من بين حِطامنا،
وها أنا ذا،
كما وعدت،
أتعافى،
أتنفّس،
وأعيش.

أعيشك
12-21-21, 04:57 AM
لا أحد يُخبرني كيف جعلت مني الصدمة كاذبة،
حيث في نهاية الأمر يُصبح ما يخرج من فمي
كُله مجرد دُخان أسود لِزفير رماد مُدخن يحتضر،
الفرق الوحيد هو أنني فقط من تستطيع رؤيته،
الجميع يتعامل مع الأشياء العفِنة المُتساقطة
من فمي كما لو أنها سُكّر ناعم،
الناس لا يرغبون في رؤية شيءٍ قبيح،
عندما يكون من الأفضل والأقل إيلامًا،
أن يُرى خيالهم شيئًا جميلاً،
كلمات مثل "أنا بخير" و "أفضل الآن"
لأنه لا طائل من أن أشرح لشخص
لم يعرف ماهو الغرق قط،
كيف أن البحر في رأسي عميقٌ ومُظلم،
لدرجة أن ألف نُسخة مني غرقت فيه بالفعل،
كيف أن المكان حيثُ تُدفن كوابيسي،
أم أنها ذكرياتي ما دُفنت؟
الآن كُلها مُتداخلة بشكلٍ مُحكم،
حيث أعجز عن تحديد،
أين تبدأ الحدود وأين تنتهي،
حيث وإن إستطعت،
جزءٌ مني لا يُريد أن يعرف،
أي نُسخة رهيبة من الحقائق الكثيرة
داخل رأسي هي ما عشته حقًا،
هذا هو السبب في إني غالبًا،
ما أظهر على طرف مرآة غرفتي،
إنها دائمًا خلف قُماش،
كي لا تضطر لرؤية تجاويف العينين،
التي تبدو وكأنما أتى بهما أحدهم
من مجلة قديمة وألصقها بِوجهي،
بعدما إنتزع عينيَّ بِقوة،
وبِصراحة،
أنا لا أذكُر آخر مرة ضحكتُ فيها،
أعني ضحكتُ بِحق،
ذلك النوع الذي يكشف عن
مدى جمال روحي للعالم،
لأنه منذُ أن حدث آخر مرة،
إختفت روحي،
ولم تعُد تُرحب بأحد،
الأمر هو أنني أصبحت بارعةً في الإختباء،
روحي في عداد المفقودين الآن،
دون إشارة إلى الرجوع،
لا أحد يُدرك أن هُناك مساحة فارغة وعلامة إستفهام،
حيثُ اعتاد من يُحبون أن يكونوا،
لو أنني بقيتُ صامتةً وساكنةً تمامًا،
لن يُلاحظ أحدًا أنني،
حادث سيارة على وشك الوقوع،
لأن ما من أحد على مقعد السائق!.

أعيشك
12-21-21, 07:20 PM
جَسدي ليس حقيبة إسعافات أولية،
للمُحطمين وتالفي النفوس،
ومُرهقي القلوب،
ليُعالجوا أنفسهم،
قلبي ليس مشفى،
لتجديد الشباب،
وإهدار دمي،
على مُشكلات البشر،
وأحزانهم،
لقد خُلقت من طين،
عِدة كواكب لا تُحصى،
وإنفجارات هائلة،
وكوكبة من النجوم اللانهائية،
كُل هؤلاء لم يقضوا سنوات،
في رسم روحي لتُصبح تُحفة،
شبيهة بالوجود،
من أجل أن أُضيعها على شخصٍ ما،
لا يعرف قيمتي.

أعيشك
12-22-21, 04:42 AM
يقول أنني مُتطرفة،
أتحدث،
أضحك،
أبتسم،
أشعُر أكثر مما ينبغي،
ولكن يا عزيزي،
ها هي المُشكلة الحقيقية،
هو أتفه من أن تتفهّم،
أن الأمر تطلّب،
نسج مجرة بأكملها،
في روحٍ واحدة،
لتُصبح أنا.

أعيشك
12-22-21, 01:59 PM
بعض الناس ينجون ويتحدثون عن الأمر،
بعض الناس ينجون ويمضون في الصمت،
بعض الناس ينجون ويُبدعون،
كُل شخص قد يتعامل مع الألم،
لا يُمكن تصوره،
على طريقته الخاصة،
يحق ذلك للجميع،
دون أحكام،
لذا في المرات القادمة،
حين تتطلع بِفضول إلى حياة شخصٍ ما،
تذكر إنك قد لا ترغب في تحمل ما يتحمله الآن،
في تلك اللحظة،
بينما يجلس هادئًا أمامك،
كهدوء المُحيط في يومٍ مُشمس،
تذكّر كم شاسعة هي حدود المُحيط،
وبينما الماء هادئ في مكانٍ ما،
ففي مكانٍ آخر من المُحيط ذاته،
هُناك عاصفة هائلة.

أعيشك
12-23-21, 04:39 AM
عندما تُحب أحدهم،
عِدني أنك لن تُحبه كما لو كان حربًا،
وإنك الشيء الذي سيُساعده على الإنتصار،
عِدني أنك لن تُطارد عيوبه،
مثل أعداء في ساحة المعركة لِقتلها،
لم يُخلق الناس،
وخلاصهم بيدك أو يد غيرك،
كُل ما يُمكن أن نأمله فيه هذه الحياة،
فُرصة لنقدر على خلاصِ أنفسنا.

أعيشك
12-23-21, 07:57 PM
عندما أكون في علاقة مُسيئة،
تطُنّ الإساءة كصدى في عقلي،
أُخدع نفسي بِقولي :
"الجميع لديهم مشاكل في علاقاتهم"
وأفترض أن هكذا تبدو،
العلاقات الصحية،
مُتاخرًا جدًا،
أُدرك أنها ليست كذلك،
بعد فوات الأوان،
أُدرك كيف أنني تعيسةٌ حقًا،
أترى؟
الدماغ شيءٌ جميل ومُرعب،
حاد كطرف سكين،
ناعم كالحرير،
يمسُّ وجنتي،
مُتناقض،
يحتجزني كرهينة،
ينقلب علي عندما أتعرض للصدمة،
ويتطلب مني الأمر وقتًا طويلاً،
لأُقنع عقلي بأني أستحق الأفضل،
وأن ما يحدث لي محض عبث،
وأن علي أن أجد مخرجًا.

أعيشك
12-24-21, 04:19 AM
وثقتُ كثيرًا في حُبي لك،
لكن يا حبيبي،
كنتُ أقوى من أي شيءٍ تخيلته،
أفدح خطأ ارتكبته،
بإعتقادك أنني سأبقى،
تمامًا حيثُ تركتني،
الآن،
قطعتُ مسافة طويلة،
سريعًا،
بحيث لن تقترب أبدًا بما يكفي،
لتجرحني ثانية،
المرأة التي كانت بين كفيك مرة،
تحمِل الآن القوة كُلها.

أعيشك
12-25-21, 07:30 AM
الحقائق المؤلمة،
التي أختار ألا أعرفها،
عن نفسي،
تُصبح أعمق حسراتي.

أعيشك
12-25-21, 05:48 PM
أتمنى أن أُبارك بقلبٍ،
مثل زهرة برية،
قويٌ بما يكفي،
للنهوض ثانية،
بعد أن يُداس عليه،
صلبٌ بما يكفي،
لمواجهة أردأ العواصف،
وقادر على النمو والإزدهار،
حتى في أكثر الأماكن المُهدمة.

أعيشك
12-26-21, 07:55 AM
في أحد الأيام،
على شاطئ البحر،
رأيتُ سمكة تلتف من المنقار الضاري،
لطيور النورس،
-فقط-
لأنها رفضت أن تستسلم،
حتى وهي بين فكيّ الموت،
وتساءلت،
لو أنني سأتعلم يومًا،
أن أكون في شجاعة السمكة!.

أعيشك
12-27-21, 07:14 AM
حقيقة صغيرة مُثيرة للإهتمام،
يتجمد الماء الساخن،
أسرع من الماء البارد،
وكُل ناج قابلته هو ماء،
تعلمت كيف أتكيّف،
أُجبر نفسي لأُناسب سفينة الحياة،
التي أضع فيها كيفما كانت،
بعبارةً أُخرى،
لو أن غضبي غير مسموع،
وصرخاتي ممنوعة،
لو أنهم يضعون أيديهم على فمي،
ليمنعوا جرحي من أن يلتمس العدالة،
سأدعهم يشاهدون،
سأدعهم يبصرون،
بينما أتحولُ سريعًا من ماء إلى ثلج،
إنهيار جليدي كامل،
يتقدم نحوهم،
يوشك أن يدفنهم أحياء.

أعيشك
12-27-21, 07:27 PM
أن أُقرر ما مدى الألم،
الذي أسمح به لشخصٍ ما،
من سلوكي نحوه،
هو ما يُعادل عاطفيًا،
أن أُغرّق شخصًا ما،
ثُم أُقرر مدى علو الصوت،
المسموح له للصراخ به،
أن أشعل النيران في شخصٍ ما،
وأُقرر مدى الفوضى المسموح،
لِرماده أن يُخلفها،
أن أطعن شخصًا ما،
ثُم أُقرر مدى نزيف المسموح له به،
أنا لا أقوم بتدمير أحدهم،
ثُم أُقرر مدى التحطيم،
المسموح له للشعور به.

أعيشك
12-28-21, 04:02 AM
سيُحبني الأشخاص المعطوبون،
كما لو كنت مشهدًا لجريمة،
دون حتى إرتكابها،
سيحتفظون بأحذيتهم،
جاهزة للركض،
إلى جانب أرواحهم،
كُل ليلة،
بعينٍ مفتوحة،
في حال تغيرت الأشياء،
فيما هم نائمون،
مُتحفزون بظهورٍ مشدودة على الدوام،
كما لو أنهم بإنتظار قِتال،
مع عاصفة مُفاجئة ستبتلعهم،
لأن المعطوبين قد رأوا الجحيم مُسبقًا،
وأصبحوا مُدركين،
أن كُل شيطان يقبع بالأسفل،
كان يومًا ملاكًا،
نوعًا ما،
قبل أن يسقط على نحوٍ صادم.

أعيشك
12-28-21, 12:49 PM
سألني أحدهم مُجددًا عن الحُب،
-لأنه أمر على الجميع معرفته جيدًا-
لِسنوات،
لم أمتلك إجابة،
أُفتش عن رجل،
يجمع يداه بِعناية الحُب،
وكأنه قطرات مطر،
أو حبّات رمل،
وأُشاهده ينفلت من بين أصابعي،
أحيانًا الحُب الذي أجد،
يكون ندفة ثلج مُتراقصة،
تذوبُ حال اللحظة،
التي تلمس فيها جلدي،
ولا يبقى إلا أثرها،
بدأتُ بالتفكير في أننا،
لسنا فاشلين في الحُب،
رُبما من سجية البشر،
الحُب العابر،
سريع الزوال،
كنتُ مخطئة،
كما ترى،
والدي تعلم كيف يُحب الناس،
بأفضل طريقة،
خمسون عامًا من المُمارسة،
وتعلم أنه لا يمكنك إلتقاط المطر،
بل تدعه يسقط أرضًا،
ليروي الزهور،
أما الرمل لم يُخلق لأصابع البشر،
بل للشواطئ،
أن الثلج يكون أجمل،
على الغابات الشتوية والجبال،
أن نستمتع به من بعيد،
الثلج يهطُل في صمت،
وسرعان ما يذوب جميعه،
بالطريقة الهادئة التي يأتي بها الحُب،
وبالطريقة نفسها التي بها يُغادر.

أعيشك
12-29-21, 03:30 AM
يُخبرني والدي بأنه لا يوجد وحش أسفل سريري،
أو آخر مخيف بداخل خزانتي،
لكنه لم يُحذرني،
من الوحوش التي تأتي أحيانًا،
في هيئة بشر،
يدعون بأنهم يحبوني،
أكثر مما تحب الشمس القمر.

أعيشك
12-29-21, 02:23 PM
هذه الأجزاء كُلها،
التي قطعتها من روحي،
لأُعطيها لمن يقولون،
إنهم أكثر حاجة لهم مني،
نسيتُ شعوري عندما كنتُ أغرق،
وليس هُناك ما أُمسك به.

أعيشك
12-30-21, 08:51 AM
المسافة بين الشمس والأرض،
حوالي 149.6 مليون كيلومتر،
المسافة بين قلبي وقلبك،
أقل من سبعة عشر سنتيمترًا،
لكن،
وبشكلٍ ما،
تبدو الشمس،
في هذه اللحظة،
أقرب.

أعيشك
12-31-21, 04:00 AM
يقول أن حُبي ناعم ولطيف،
والأشياء الناعمة دائمًا،
غير مؤذية،
أنت مُحق تمامًا،
حُبي لطيف،
مثل غزال يحمي عائلته من الصيادين،
حُبي ناعم،
مثل نعومة فِراء ثعلب بصمت يُراقب فريسته،
من قال لك،
أن الأشياء اللطيفة والناعمة ليست خطِرة؟.

أعيشك
12-31-21, 08:50 PM
لديَّ الحديد في عروقي،
الكالسيوم في عِظامي،
الكربون في روحي،
والنيتروجين في دِماغي،
%93 غبارُ نجوم،
بأرواحٍ صُنعت من اللهب،
نحنُ جميعًا نجوم،
تحملُ أسماء البشر.

أعيشك
01-01-22, 08:39 AM
لعلني في وقتٍ ما،
يختلف عن الآن،
كنتُ سأُسمينا الأمل،
وربما في عالمٍ آخر،
غير هذا،
لم نكُن لنلتقي،
مُنهكين بالمعارك البالية،
وكنتُ حينها،
سأُسمينا المغفرة،
ولم أكُن لأتذكرنا،
كما تُذكّر الحروب!.

أعيشك
01-01-22, 08:26 PM
سآخذ تلك الجروح،
التي تركتها معي،
وأُحولها إلى سُفن طائرة،
تُساعدني على الإرتفاع إلى أحلامي،
سأُثبت كلماتك القاسية إلى كاحلي،
وأُحولها إلى أجنحة،
فقط إنتظر وشاهد،
فقط إنتظر وسترى،
بإمكانك أن تُجرب أفضل ما لديك،
لكن لديَّ هيليوم كافٍ في رئتي،
غُبار الأرض الذي دفعتني إليه،
لا يُمكنه أن يلمسني،
لقد خُلقت للسماء،
للسُحب،
للغيوم،
لقد وُلدت هكذا،
جزءٌ من عاصفة،
جزءٌ من قمر،
جزءٌ من شمس،
ابنة مُحاربة للثلاثة.

أعيشك
01-02-22, 04:31 AM
في رأسي،
هُناك غرفة،
حيث كل من أحبّني يومًا،
كُل من أحببت،
لا يزالون على قيد الحياة،
وهو ليس موضعًا للألم،
إنه المكان،
حيث أبقيتُ الأشياء التي وعدت،
أن تبقى معي للأبد،
ولم تفعل.

أعيشك
01-02-22, 11:55 AM
ماذا لو أن سندريلا،
كانت تُعاني من مشكلة سلوكية،
وسنوات -فقط- أحبّت فكرة،
الغُرباء والسموم أكثر؟
ماذا لو أن ليتل ميرميد إستمتعت،
بصُحبة البشر أكثر من بني جنسها،
والجميلة النائمة أحبّت عُزلتها،
أكثر من أية لمسة بشرية؟
ماذا لو أن حجر الأرنب الوحيد،
الذي وقع بداخله،
كانت غلطة فادحة بِحقيقة مُريعة؟
ماذا لو أنهم حبسوا وودي بعيدًا،
لأنه يهذي بِكلام عن
نيفرلاند وولد لا يكبر أبدًا؟
ماذا لو أن القصص الخيالية،
ليست بريئة كما تبدو،
والأميرات لسن مِثاليات؟
ماذا لو أخبرتك أن خرابي،
ليس تعريفًا لي،
وأن طريقتي في النجاة،
ليست من شأن أحد؟.

أعيشك
01-03-22, 04:38 AM
لا يوجد شيءٌ رائع،
حول تحطيمي،
لا يوجد شيءٌ جميل،
فيما يتعلق بالضرر،
بالألم،
بِوجع القلب،
الرائع هو،
قوتي،
مُرونتي،
ثباتي،
إظهاري من الشجاعة،
مايُعادل مُحيطًا،
بينما يختارون مابين
حياتهم المُحطمة،
وبين بناء شيءٍ جميل منها،
يقفون في مواجهة،
كُل الأشياء السيئة،
التي تجمعت ضدي.

أعيشك
01-03-22, 10:24 AM
اتساءل كم عدد الذين أعرفهم.
هُناك بالخارج،
يُصارعون شياطينهم،
في صقيع هذا البرد!
كم عدد الذين أعرفهم،
من أخبروني أنهم بخير،
وأجادوا إخفاء دموع توسلهم
للمُساعدة خلف أعينهم؟
كم عدد الذين فقط،
يدُ عون ممدودة إليهم،
في اللحظة المُناسبة،
بوسعها تغيير حياتهم بكاملها للأفضل؟
وكم عدد الذين لم يطلبوا تلك اليد أبدًا،
عوضًا عن ذلك،
يكومون تلك المشاعر الفظيعة داخلهم،
وهم يُفكرون أنهم وحيدون في صِراعهم!
هذه حقيقة،
كُل من نحبهم،
نعرفهم،
نكرههم،
بقدرٍ كبير أو ضئيل،
جميعهم يُعانون،
لذلك يجب علينا المُبادرة،
بإظهار لُطفنا،
أن نبذِل الكثير والكثير،
من الشفقة والعطف،
حين نسأل شخصًا ما :
"هل أنت بخير؟."

أعيشك
01-04-22, 03:51 AM
إذا سألني أحدهم الآن،
ما الذي حل بي،
سأضحك بِمرارة،
وأسرد قصة شمشون ودليلة،
حيثُ كنت أنا شمشون وأنت دليلة،
لكن في حالتنا،
كان سِر قوة شمشون هو نعومة قلبه،
بينما تحمل دليلة سكينًا في يدها،
ومسدسًا في اليد الأخرى،
سأُخبرهم،
كيف دفنتُ رأسي في حضنك،
ومسدتَ شعري،
بينما تُخبرني بأنني أنعم شيء عرفته،
ثُم أطلقتَ رصاصة مرّت بهدوء عبر صدري،
وطعنتني بجرح مفتوح لِتنتزع قلبي،
لِبيعه لأولئك الذين يُقايضونك عليه،
كنت لأسألك،
كيف أمكنك أن تفعل ذلك،
بشخص وعدت بحمايته،
لكني أدرك الإجابة جيدًا،
وتلك هي،
الجُبناء واللصوص،
يطلقون النار،
-فقط-
على الأشخاص،
الذي يجدونهم أكثر ثقة وإنشغالاً،
من الإلتفات لحماية أنفسهم،
لكن لدي مُفاجأة لك أيضًا،
يا حُبي،
بالرغم من مُحاولتك البارعة،
لم أمُت بعد،
فقط،
أحمل في صدري الآن بارودًا،
يحلُّ محل قلبي،
بارود يفرُّ من شفتيّ،
كرصاصة تحمِل إسمك،
هكذا،
حتى الأشخاص اللُطفاء،
الناعِمين،
يُصبحون خطرين،
حين تُدمّر أحبّ الأشياء إليهم.

أعيشك
01-04-22, 02:45 PM
في بعض الأيام،
أُصبح من خلالها،
أقرب للذئاب،
من كوني امرأة،
ولازلت أتعلم،
أمام غضبي من العالم،
كيف أُقدم إعتذارًا لائقًا،
عن وحشيتي.

أعيشك
01-05-22, 03:34 AM
لقد نجوت،
لكنك آذيت آخرين في سبيل ذلك،
وهو عبء ثقيل،
لو إنك ستحتفظ بالذنب،
في صندوق مُغلق داخل قلبك،
عليك تدّبر هذا،
هناك مليون طريقة لقول "أُحبك"
والقليل فقط للإعتذار،
أنت لا تنتمي للمسخ المُختبئ في صدرك،
هو لك وأنت لنفسك،
إعتذر،
وإمنح قلبك المُتعب الراحة.

أعيشك
01-05-22, 12:11 PM
يُخبرني والدي بأنه لا يوجد وحش أسفل سريري،
أو آخر مخيف بداخل خزانتي،
لكنه لم يُحذرني،
من الوحوش التي تأتي أحيانًا،
في هيئة بشر،
يدعون بأنهم يحبوني،
أكثر مما تحب الشمس القمر.


الوحوش لم تكُن أبدًا تحت سريري،
لأنها كانت داخل رأسي،
لا أخاف الوحوش،
لأني لا أرى أي منها،
ولأن طوال الوقت،
كنتُ أنا الوحش.

أعيشك
01-06-22, 03:58 AM
اليوم سألني غريب،
كيف توقفتِ عن حُب أحدهم،
قُلت : "لا أعتقد توقفت حقًا،
عن حُب شخص سبق وأحببته"
وهذا هو تعقيد الحب،
أعتقد أني أستطيع التخلي،
أن أُحول ذلك الحُب،
إلى نسخة مُتحجرة من نفسه في الذاكرة،
مُحاولة قمعٍ لم تنجح معي بتاتًا،
لذا أضعه بِحرص خلف زجاج في متحف عقلي،
أقترب منه فقط عندما أكون قوية بما يكفي،
لأتذكره دون الشعور بالألم،
أو الجرح الذي سببه.

أعيشك
01-06-22, 07:30 AM
رُبما مغزى الحياة،
هو أن أفهم،
أنني لم أكُن قط،
في المكان نفسه مرتين،
ولا حتى داخل قلبك،
أترى الأرض،
والنظام الشمسي،
والمجرة،
جميعها تتحرك،
بإستمرارٍ في الفضاء،
من هُنا،
تعلمتُ أن النضج،
جزءٌ أساسي،
من الإنسياب،
من الوجود،
أن النضج ببساطة،
هو أن أتعلم كيف أُعاني،
بِخفة ورشاقة،
هو مواصلة الحركة والإنتقال،
دون السماح للألم أن يُمزقني إربًا،
أن أجد الراحة في الحقيقة،
رُغم أن النضج نفسه مؤلم،
ألا أن روحي لم تفترض بها،
أن تشعُر بالألم والحُزن،
نفسه مرتين معك!.

أعيشك
01-06-22, 09:37 PM
لن أكون رحيمة على الدوام،
أحيانًا،
سأتعمد تمرير الفُرشاة بِقسوة،
أثناء تمشيطي لِشعري،
أحيانًا،
سيرتفع صوتي غاضبةً،
فيتعرّق كفاكَ ويتجمدان رُعبًا،
أحيانًا،
سيرتسم فمي بِهيئة،
ليست إبتسامة أو عطفًا،
ستكونُ الأشياء كلها التي
إعتقدتَ أنها لزوجات الآباء فقط،
ألمي لم يجد مُتنفسًا،
إصاباتي عُولجت على نحوٍ خاطئ،
إضطررتُ إلى لعق جِراحي،
لِأتمكن من البقاء،
لم يُرشدني أحد لما علي فعله،
لذا فعلتُ ما في وسعي،
لتبقى شياطيني بعيدًا في جوفي،
كوني طيبة،
كوني لطيفة،
كوني حكيمة،
طوال اليوم،
ما من مُتسع لألمي،
وفي النهاية أنت نسيت،
أنني مُجرد بشر،
أغفِر للطريقة التي أكشفت
لي عذابي عن نفسي،
هكذا يعمل سِحر الدم،
على أية حال،
"غير مشروط"
لم تعنِ مثاليًا قط.

أعيشك
01-07-22, 11:26 AM
يومًا ما سأستيقظ،
وأجد أنني تحولت إلى غابة،
لقد نمَت جذوري وأمدتني بِقوة،
لم يكُن يتخيل أحد أنها لدي،
لقد أصبحت أقوى وأجمل،
مليئةً بِصفات الإمتنان للحياة،
لقد تعلمت أن أمسح كُل
السلبيات التي تُحيط بي،
وأُحولها إلى أُوكسجين طيب للنفس،
مُضافة الكائنات الموحشة،
التي تعيش بِداخلي،
والتي أُسميها قصصًا،
مُختلف الطيور الجميلة،
التي عشّشت في عقلي،
والتي أسميتُها ذكريات،
لقد تحولتُ إلى ذاتٍ خارقة،
تستديم الأشياء بِأقدار ملحمية،
عليَّ أن أكون فخورة بِنفسي،
فقد أموتُ بشكلٍ مُختلف جدًا،
عن البذور التي إعتدت أن أكونها.

أعيشك
01-08-22, 04:02 AM
كيف أُحبك؟
دعني أعدَّ الطُرق :
أُحبك لآخر ما تبلُغ روحي،
من عُمقٍ وإتساع وإرتفاع،
حين أشعر أني منأىً عن الأنظار،
حتى نهايات الوجود وتمام النعيم،
أُحبك حتى منزلة الحاجة اليومية الهادئة،
في الشمس أو في ضياء الشموع،
أُحبك بِحُرية،
كما ينشدُ الناس العدل،
وأُحبك بِنقاء كما يرتكبون من الإطراء،
أُحبك بما جاشَ بي من هوى،
في أحزاني القديمة،
أُحبك بِأيمان صباي،
وبحُبٍ تراءى أني خسرتُه،
في إثر من خسرتُ من ملائكة،
أُحبك بكُل ما في حياتي،
من أنفاسٍ وإبتساماتٍ ودموع،
ولو قيّظَ الله لي،
سأُحبك في موتي بِأحسن مما فعلت!.

أعيشك
01-08-22, 10:08 AM
‏اعيشك

التي أحرقت
روما

ببرودة ملكية


كل الشكر والتقدير لك

تدفق كاتبة
فياضة

تذكريني في فارسات
التي تجيد
غزو مملكة في القرون الماضية

كل الشكر

شطرنج.

أنت كالعاصفة،
كالريح،
دائمًا ما تهزُم حروفنا الهزيلة،
حُضورك قُنبلة،
وجبروتُك متاريس،
إصطد بهما اللصوص والقتلة،
وأُقيم العدل في العالم،
ما عاد يجب أن نخجل،
نحن النساء،
من أن نختبئ خلف رجُل.

أقرأ لك،
فأشعر أنني أتنفس عبق الريف،
شكرًا لك،
ومُمتنة.

أعيشك
01-09-22, 04:51 AM
أنتَ كشمسٍ،
أنا كعشبٍ،
كنّا متوّردين،
أنتَ كعشبٍ،
أنا كرياحٍ،
عزفنا الموسيقى،
أنتَ كرياح الشمس،
أنا كعشب السهبِ،
توهجنا،
وغنّينا،
بدايتَنا قصيدة،
نِهايتنا حكاية،
نكتبُ هناك،
نصمتُ هنا!.

أعيشك
01-09-22, 05:32 PM
بلا طيورٍ،
بلا سماءٍ،
ينعسُ اليوم،
مرةً أخرى،
داخل نفسه،
الضبابُ المعلّق،
لإسبوعٍ آخر،
أرهقَ الخريف،
وبدأ يتهجّم،
وأنا أيضًا،
أحيا،
مُغفلةً،
متهجّمةً،
جامدةً،
كبلهاءٍ،
أمام ما كُتب،
هذا أنت،
بُغتةً،
لم تعُد،
مقروء.

أعيشك
01-10-22, 11:44 AM
الريحُ،
الذي هزهزتني،
حتى أنام،
فلتهزّك،
حتى تستيقظ،
يسهل الوثوق،
بِقوة المسافة،
منّي إليك،
لِتجعل،
من النسمة،
عاصفة،
لِذا،
أرجو لك،
البسالة لِتواجه،
كُل ما يتدافع،
أمام دربك،
أو ما شابه.

أعيشك
01-11-22, 04:53 AM
أُريد أن أرقد معك،
جنبًا إلى جنب،
وشعري مُختلط،
بِشعرك،
ويدكَ مُتشابكة،
بِيدي،
وفمُك وسادة،
أُريد أن أرقِد معك،
ظهرًا لِظهر،
دون نَفس يفصِلنا،
دون كلمات تُلهينا،
دون عيون تكذب علينا،
دون ثياب،
أُريد أن أرقد معك،
صدرًا لِصدر،
مُثارة،
غارِقة،
في العرق المُتلألئ،
من ألف رعشة،
مُلتهمةً،
من شلل النشوة المجنون،
مُمزقةً تحت ظِلك،
مسحوقةً بِلسانك،
حتى أموتُ بين أسنان،
الأرنب المُسوسة،
سعيدة.

أعيشك
01-11-22, 10:09 AM
حُب عظيم.

https://a.top4top.io/p_22029c9tw3.jpeg

أعيشك
01-12-22, 04:50 AM
في الليل،
أنا المُتسكعة،
في بلد الدماغ،
مُمدّدة،
على القمر الباطوني،
تتنشّق نفسي،
التي تُسيطر عليها الريح،
والموسيقى العنيفة،
لأنصاف المجانين،
الذين يمضغون قشّ،
المعدن القمري،
والذين يطيرون ويطيرون،
ويسقطون على رأسي،
بِنشاطٍ وإندفاع،
وأرقصُ أرقص،
من الفراغ،
أرقصُ على ثلج،
جنون العظمة،
الأبيض،
بينما أنت وراء شُباكك،
المُحلى بِسُكر الخنق،
تُلطخ فِراشك،
بالأحلام في إنتظاري.

أعيشك
01-12-22, 03:18 PM
فتحتُ رأسك،
لأقرأ أفكارك،
والتهمتُ عينيك،
لأذوقَ بصرك،
وشربتُ دمك،
لأعرف رغباتك،
وأصنع من جسدكَ المُرتجف،
غِذائي.

https://h.top4top.io/p_2203mct8y4.jpeg

أعيشك
01-13-22, 04:07 AM
مكائد يديك العمياء،
على نهديّ المُرتعشين،
التحركات البطيئة،
لِلسانك المشلول،
في أُذني المُثيرتين،
كُل جمالي الغريق،
في عينيك البلا بؤبؤين،
وموتي في حِضنك،
الذي يأكل دماغي،
كُل ذلك يجعل مني،
فتاةً غريبة،
رأيتُ شعر رأسي،
الأسود المُموج،
يصعدُ حول عنقي،
المنتوف الريش،
كعُنق عصفور،
وضحكت،
رأيتُ البشرية تتقيأ،
في مساحاتٍ واسعة،
ولم أفهم قلبي،
فقد تغلب الكسل على حماسي،
وإستعاد الروتين رقصته المرتجة،
رقصة أصبع القدم.


SEO by vBSEO 3.6.1