المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيّدة التي لا تستطيع.


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10

أعيشك
03-31-22, 08:39 AM
مُسافرون،
من قرفٍ إلى آخر،
من صمتٍ إلى آخر،
من وحدةٍ إلى وحدة،
أكثر وحشيةٍ أيضًا،
في ما وراء الزمن الجامد،
هُنا عند تخوم اليأس،
أعود لأجدك،
ضربة شفرة عميقة،
قمرًا فاقدًا نوره،
حريقًا،
ليلاً شتويًا،
زوبعة المدارات،
وزهور دنيئة،
تجيء كما عصفورٌ جريح،
أو مثل قطٍ هلع،
مثل القط الذي ينظُر،
إلى عينيك،
يتعرقل بِقدميك،
ينتظر أن تُداعبه،
وأن تطرده ثُم تُناديه،
ليتبعك،
للكائنات المُستوحدة،
هوسٌ بالقطط،
الوفية المُطيعة،
ليُردمون الفراغ،
يرمون أحجارًا صغيرة،
في المُستنقع الجامد،
لا أُحب القطط،
كنتُ مُحيطةً باللُطفاء،
لكنهم وحوش.

أعيشك
03-31-22, 12:48 PM
ثمّة ثقوبٌ في الطريق،
ثقوبٌ في الأرض،
حين أقترب أُلاحظها،
ثمة ثقوبٌ في جزمتي،
ثقوبٌ تظهر،
خلالها،
جواربي،
أستطيع أن أراها،
أنا أعلم ذلك،
لأن ثمة ثقوبٌ في جُمجمتي!
حين يسقط المطر في الماء،
ثمة ثقوبٌ في الماء،
مثل تساقط القطرات،
أسمعها،
لأن في أُذني ثُقوبًا!
أقِف وأتنفس،
لأن في أنفي ثُقوبًا،
أمضي قُدمًا وأفكر،
نعم،
ثمة ثقوبٌ في أفكاري،
ثقوبٌ في كلماتي،
بِربك قُل لي،
ما جدوى فراغٍ غير مخلوقٍ،
من ثقوبٍ بِجانب ثقوب؟
ثقوبٍ كبيرة،
ثقوبٍ صغيرة،
ثقوبٍ تنخلقُ،
الولادة والموت ثقبان،
ثُقوبٌ سودٌ في الكون،
ربما هناك مخارج،
إلى مكانٍ آخر،
مصنوعٍ من ثقوب،
المخارج ثقوب،
الفم،
القلب،
والأمعاء ثقوب،
وأنا وأنت ثُقوب!.

أعيشك
04-01-22, 07:49 AM
لا تظُن ذلك،
تعالَ معي،
لا تلح،
آمنّا كثيرًا بالجسد،
استمعنا إلى موسيقاه الشغوفة،
لكن،
لن نؤمن بالمُتعة،
الألم قويٌ جدًا،
يمحوه،
الجسد،
يتألم حين يموت،
ويحدُث أن يفقد،
مجده كُله،
دعه،
أليس من الأفضل أن تتركه؟
لا تجُرني،
لا تأخذني،
إلى قوى الحياة،
الموت الذي يحملني،
كان قاسيًا جدًا،
تعالَ معي،
ستتذوق العدم،
سِحره،
جسدُك المتكامل،
يُلامس كثافة الوجود،
كُلها،
ستعرف النسيان،
مثل الحجر،
ستُمدد في الثبات،
عطشُك للحياة،
عندما نُحب الحياة إلى هذا الحدّ،
عندما نؤمن بها إلى هذا الحدّ،
لا شيء يُعزّينا إلا،
التبدُد النهائي،
الذي يوهب إلينا.

أعيشك
04-08-22, 10:22 AM
ألمسني إن شئت،
بِأصابعك النارية،
اجعل ذلك جميلاً،
ومؤلمًا أيضًا،
من فضلك،
دع الزُرقة الغامقة،
والبياض بِعينيك،
يلمسونني مرة أُخرى،
بِربك لحظة،
هل تشعُر كيف تمتدّ،
طُرقات الجنة العالية،
مُشرعةً أمامنا؟
عندما نقترب من بعضنا،
عندما نأخُذ وقتنا،
تاركين همومنا وراءنا،
عندما نُغني،
أشرب رشفةً عميقةً من عُمري،
من أكثر لحظاتها روعة،
سألمسك بالسّلام والمرح،
الذي بِداخلي قدر ما تشاء،
ألمسني بِقوة طيبتك،
فهي الثروة الأهم من كُل شيء،
إذا شئت بارك بيدك الناعمة والملساء،
مصيري الهائج والوعِر،
ألمسني، ألمسني.

أعيشك
04-29-22, 03:41 PM
اصنع مني عصفورًا،
شكّلني بيديك،
ضع منقارًا جميلاً،
وجناحين متينين،
ثُم اتركني أطير،
كي أستطيع،
مرةً في الأسبوع تقريبًا،
المجيء لأحِط على كتفك،
بِنظرتي المُتعبة.

أعيشك
05-02-22, 05:53 PM
إذا قلت لك أني أريد أن تحبني بعيوبي وتقبلني،
لا يعني أني أريدك أن تحب يأسي وأخطائي،
ولكن أريدك أن تعرف أني،
تعرضتُ لتلك الأخطاء،
وأخذت مني،
وأني جربت ذاك اليأس وتركت فيني،
وعشت تجارب فادحة ومؤسفة،
وتلطخت بالإثم وعالجته،
وخضت حروبًا لأعرف،
وخسائري التي التصقت بتاريخي،
قد صارت جزء مني،
أريد أن تراني من جهة أخرى،
أن ترى هذا النقص وذلك الثمن الذي دفعته،
والثمن الذي قبضت عليه بكل قوتي،
كم أدمى روحي وكم واساني،
أريد أن تحب حذري لأنه جاء من ماضٍ اجترحته،
وأن تقبل ترددي لأن خوفًا هادرًا قد تركته،
أن يملأ حنانك ثقوب روحي،
شواهد معاركي،
تشاهد الآثار،
الجراح،
الندبات،
وتُعانقني.

أعيشك
05-03-22, 04:44 AM
الحقيقية تكمن،
في وجود العائلة حولي،
ووجودي بينهم،
كلُّ عيد والعائلة هي العيد،
هي الزاد،
هي مصدر الفرحة،
ومصدر الراحة،
هي منبع السعادة،
وأساس البيوت وسندها،
المنازل لا يسندها الحوائط ولا العمدان،
بل يسندها ضحكات العائلة،
مهما أمتلكنا أو فقدنا فيه،
تبقى هذي هي قيمته العظمى،
عائلتي،
كل عام ونحنُ معًا،
‏يا أجمل أشيائي،
‏وأثمّنها.

أعيشك
05-03-22, 04:47 AM
صورة بِعنوان:
البناتُ أعياد.

https://b.top4top.io/p_23138rzd56.jpeg

- ماشاء الله. -

أعيشك
05-04-22, 11:31 AM
تُضيء منازل قلبي،
من نور تجليك،
هذه الليلة،
تبتهجُ الملائكة،
في وميضِ مائدتي،
هذه الليلة،
قلبي أسيرُ أشجان،
ترتوي من وجنتيك،
وصورتك ومحياك،
تفي أنت بِوعودك،
للنرجس والزنبق،
هذه الليلة،
لمحةٌ من وجهك،
تستحيل إكليلاً،
فالدُنيا مليئة،
بالمسك والبخور،
هذه الليلة،
مُفعمة راحتي،
بالذهب المنثور،
إحتفاء بك،
فشمسُك تشرق،
على رُبوع روحي،
هذه الليلة،
سُبحان الله،
ففي أشعة صورتك،
ألمح خرائب قلبي،
تُثير حسد مضيق المدينة،
هذه الليلة،
لحظة إقبالك،
تناثرت الفضة والذهبُ بإبتهاج،
وتبركتُ بها،
فقلبي يحضِن الشمس،
هذه الليلة،
صدقوني،
فأنا أذوبُ في راحتيّ حَبيبي،
هذه الليلة،
إيةٍ، مستورة!
ماذا تُريد أكثر؟
لقد نلتَ الوِصال،
فالحَبيبُ في أحضاني،
هذه الليلة،
ولكن،
لِمَ ينتابُ الروض الحَسد الدامي،
من ثِيابك هذه الليلة؟.

أعيشك
05-05-22, 10:48 PM
منذُ أمد،
لم أتزحزح،
من أمام تلك النافذة،
هُناك أُصلي،
ارتشفُ قهوتي،
أُعايد أبي،
أستقبلُ ضيوفي،
هُناك،
أعلنُ ثوراتي،
أنتصِر،
أنهزِم،
وهُناك،
في الهزيع الأخير،
من الليل،
أُفكر برجُل،
وهُناك،
منذُ أمد،
أودُّ أن أدعو،
نفسي لأُمسية،
لكنّي غائبة،
منذُ أمد،
أودّ الخروج،
لإصطياد الريح،
وحين أبدأ بالبحث،
عن نفسي،
كي أطفئ حِرقتي،
أو أسحب نظراتي،
من على فنجان القهوة،
حين أبحث عن نفسي،
لأدعوها إلى الأزقَّة،
الشريدة المُتهورة،
وإلى أُمسيات الوحل والمطر،
لا أكون هُناك،
لستُ حاضرةً،
ولا أعلم منذُ متى غادرت،
تاركةً هذا الباب،
مفتوحًا على مصراعيه!
ها أنا ذا،
لا زلتُ هُنا،
لم أنهض من أمام هذه النافذة،
أودّ العودة لإصطياد الريح،
ولو لمرةٍ،
لكنني،
غائبة.

أعيشك
05-07-22, 03:37 AM
أين أنا،
وهذه الدروب،
المُلقاة أمام الباب،
توشك أن تُلقيني،
في مهبِ فيضِ،
هذا اليوم الكثيف؟
أين أنا،
وهذه اللحظات الثقيلة،
اللامُبالية،
جالسة منذُ الصباح،
كفنجان قهوة،
بِجوار رأسي؟
أين أنا،
منذُ طلوع الفجر،
وحتى المغيب،
كُلّما مرّت بي بِضع لحظاتٍ،
أُقيس عُمري مرةً واحدة؟.

أعيشك
05-09-22, 05:23 AM
نجمةٌ أنت،
هَوت وسط قلبي،
أوقدت نارًا في حشاي،
وأنا،
في حالك الليالي،
في مُعتم النهارات،
بهدَيها أسيرة،
وأعرفُ أن يومًا سيأتي،
تنطفئ به النار،
وأستحيلُ أنا،
لِرماد،
وسينسى الليل أحلامي،
سينسى النهار خُطاي،
وتنسى أنت،
لون عينيّ،
بيدَ أن الريح لا تنسى،
ستهُب البحر يدي،
ستقودُ أقدامي إلى السماء،
ستُرفع عينيّ نحو نجمةٍ،
وتحطُّ بِقلبي،
على جبلٍ من الحُزن،
يومها لن يكوي الحرُّ قلبي،
مهما لفحتهُ الشمس،
لن يلسعَ البردُ فؤادي،
مهما غمرهُ الثلج،
ولن يُصيبه جرحٌ،
مهما سُددتُّ له،
سهامُ جورٍ وخناجرُ غدر،
فلن أُبالي.

أعيشك
05-10-22, 04:14 AM
يقولُ رأسي:
"لو عشتُ بِقدر الأرض،
لكانت أحلامي أيضًا بِقدرها"
وكذلك قال قلبي:
"لو كان لي جناحان،
لطرتُ في زمانٍ،
من قفصك الصدري"
وقالت رجلاي:
"لستُ أدري،
هل أنوءُ بِحملك،
أم حِمل أحزانك؟"
وأيضًا قالت يداي:
"هلّموا ناولوني قيثارًا،
وإسكتوا هنيهةً،
كي أعزف أُغنية الحياة"
ومن يومها،
يدورُ رأسي،
كما الأرض حول الشمس،
من يومها،
صار قلبي شاهينًا،
وحلّق عاليًا في السماء،
لكن رجليّ الإثنين لم تبرحا،
واحدة في طينِ الشرق،
وأُخرى حافيةً تجولُ في الغرب!.

أعيشك
05-10-22, 09:08 AM
ثوبُ أُمي،
مليء بالفراشات،
كُلما دلفت إلى الحديقة،
طارت واحِدة إثر أُخرى.
جدائل أُمي،
ملأى بِخيوط بيضاء،
متى فردتها،
غمرَ النور بيتنا،
حتى في الليالي الحالكة.
شالُ أُمي،
حالك السواد،
لكنه،
كُلما اعتلت مصّلاتها،
ضجَّ بِزقزقات النجوم.
في سبحة أُمي،
مئة حبة وحبة،
من بذور البطم الخضراء،
كُلما أجالت فيها أناملها،
صارت حبة كرزٍ،
من كرز الجنة.
خُفُّ أُمي،
حيك من رُقع قديمة،
لكنه حين تدسُّ فيه أقدامها،
يغدو قطعة من حرير.
تشتري أُمي،
نورًا لبيتها،
ونورًا لبيتِ فقير،
ترفع كفيها المُباركتين،
وتقول:
"إلهي،
أضئ بِنورك،
دروبنا الوعرة".
أُمي،
تشتري ثوبًا مُقدسًا،
فتُرتلها الملائكة،
على أنها آية.
أُمي،
قبل أن تشبع،
ترفع يدها عن الصحن، وتقول:
"هذه حصة العصافير"
وتتضرع إلى السماء:
"إلهي،
إملئ بطون المحتاجين،
بالخبز الدهين".
لكن،
ذات يوم،
صفّق الديك جناحيه،
"الصلاة خيرًا من نوم"
وغادر الفجر مضجعه،
لكنني لم أسمع،
كما كُل صباح،
دبيبُ قدميها،
لم أسمع،
كما كُل صباح،
خرير ماء وضوئها،
لم أسمع،
كما كُل صباح،
طقطقة حبّات سُبحتها،
لم أرها،
جالسةً فوق مصلّاتها،
لم أرها،
ترفعُ يدها،
كما الراية،
بالدُعاء،
لم أرها،
تنفخُ بِفمها،
لتنفُض عني،
التُراب،
لا،
أُمي راقدة،
راقدةٌ أُمي،
رِقاد الأبدية.

أعيشك
05-11-22, 04:04 AM
مرٌّ بِفمي،
مرٌّ،
كوني أنا،
ومرٌّ خبر مصرعي،
من جديد،
مرٌّ فمي،
ومرٌّ تشغيلي لِزر المذياع،
لأسمع عبر موجات السماء،
وذبذباتها خبر إحتضاري،
مشهد جثتي المشنوقة مُضنٍ،
وهي تتحرك بالكاد مع النسيم،
كالسمك يصطادونني،
ولا أحد يلتفت لِمقتلي،
ببرودٍ،
أتأمل زُرقة السماء،
من هول وحدتي،
أشعُر بِثقل البحر فوقي،
تسري مرارةٌ، لهبٌ،
سمٌّ حلوٌ في شراييني،
ولا أموت.
كي تبدو أكثر حُزنًا،
تستعير العُزلة،
مُفرداتها من وجودي،
والموت،
ليتراءى أكثر رُعبًا،
مني يأخذ عبئه،
الموت وأنا،
أنا والموت،
تارةً أُخرى،
المُعادلة الأبدية لوجودي،
الإمرأة الفاتِنة المهجورة أنا،
والدم المُسال من أنياب الذِئاب أنا،
من جديد،
تارةً أُخرى،
أنا والحرب،
الحرب وأنا،
دائرة قدري الضيّقة.
في فمي مرارةً،
تمدّد دائرة وحدتي،
أنت،
حتى أنت تحسدني على هذه الوحدة.
في فمي مرارةٌ،
مرارة كوني أنا.

أعيشك
05-12-22, 07:16 AM
كُل الرجال يُشيخون،
يُصبحون أجداد مُنحنيّن الظهور،
وتصير أعناقهم مُلتقى للتجاعيد،
بِعكازة وطقم أسنان وزوج نظارات،
لا يُبرحوا البيوت،
يصبحون أقرب الأصدقاء،
للمُضمدين والصيادلة،
وفي المقابر،
يشترون قطعة أرض،
يُحيطونها بِسياجٍ من الأسلاك،
ويمنحون حفار القبور مُقدمًا،
حفنة من النقود!
يُعطوا أسمائهم الثلاثية وسنة ولادتهم،
لِخطاط الشواهد،
ويُرسل كل واحد مُحتالاً ما،
كي يحج بدلاً عنه،
ويسمى مسجدٍ بإسمه،
ويشتري مسبحةً بمئة خرزةٍ وخرزة،
وعصابة رأس،
وبضعة أمتار من خام الأكفان،
كُل الرجال يشيخون،
كُل الرجال يمرضون،
كُل الرجال يموتون،
إلا أنت.

أعيشك
05-12-22, 09:15 PM
تعالَ كحُلم جميل،
تمادى بِفكري،
وادخل متاهاتي الحزينة،
لتُزيل الحزن الذي يحتويني،
ولا تسألني عن الدروب،
وينبوع حزني،
لماذا اخترتُ هذا المسار،
لكل التساؤلات التي قد تَرِدك،
تعثرت!
ها هو الصيف اللافح،
وقد كان للريح أعلى حديث،
صعيقًا بُكاءً على هجر السنين،
رِعاشًا وآهٍ،
حصادًا مُقيت،
لك يا حصاد ألهم،
ظلامٌ دامس لا ينتهي،
إذ ما كتبتُ ورؤياك حولي،
أحاديثُ الهوى بذاك المساء،
فداكَ قلبي وإيّاك والسؤال،
فإني خجولةٌ بِطبعي ولا أُطيع الكلام،
وماذا أقوُل عن الطغيان،
عن الدُنيا التي كانت مزركشة الألوان،
عن اللون الذي إنتحر أمام أول رسّام،
فكيفَ أقول بأن العُمر أخضر،
مللتُ الحياة وذل العِباد،
رياحٌ تمر إلى الدار،
من الكوة،
رياحٌ عاصفة،
تهزُ دعائم موطني،
كأنه أرجوحة،
تعالَ بسرعة،
تعال،
أنا مُتعبة جدًا،
ووحدي لا قوة بي ولا حَيل،
تعالَ ومُرَّ علي،
كأن الثلج على يديكَ جنّة،
وحقق حُلمي الوحيد،
وقُل كلها كانت قُروحًا وكانت،
وإن أضعتَ الطريق،
دِمائي الدليل،
وراء نوافذ الحُزن،
لوّح بِالمنديل،
ومن ثُم اقرئه السَّلام.

أعيشك
05-13-22, 07:31 AM
لم أرغب بهذه الحياة سِواك،
وأنت لم تكُن سوى تلك الأوار،
الذي كُلما أطفئتها، أوقدتها،
فقلتُ فِداك،
بلى،
هائمةً بالحلم دومًا تراني،
أنا العاشقة البائسة،
الحرومة من حُرمة شفتيك،
أقولُ تُقت للطفل الذي كسرَ ألعابه،
وأنا بِرغم الجرح في صدري،
أُحاول دائمًا وصلها بِيدي،
وقلتَ كما كُل مرة،
لم أكُن أدري،
وجرحي يملأ العالم،
لماذا لم ترى جرحي،
إلى أن كسرتَ قلبي،
وها هي أوراقُ أشجاري،
تراها تسقط الآن،
على أغصانها أملي،
وعشرةُ أعوام،
تراني أقلعُ الشوك من بدني،
لكُل موضع جرح،
تُقال قصة الألم،
ويُجرفني كما الطوفان في النهر،
فقُل لي أيها الماء،
كيف النهر لولاك!
فأحيانًا تراني سابحةً عاطشةً،
وأحيانًا تراني غارقةً أطفو،
هي الصرخات في روحي،
جروحٌ تملأ الدُنيا ولا تهدأ،
وإن هدأت في قلبي،
تراها زلزلت عرش عقلي،
تُرى كم من العمر تحتاجه عاشقةً،
لِتبرأ من هواك؟
ترى هل تعرف الأجنحة المكسورة،
أنا من سرّبها،
وأني في مقامها الأولى،
سردٌ في أقفاصها،
وليس أمامي أُمنية،
سِوى اغفال القافية،
متى يمضي هذا العندليب المقصوص الجناح،
الذي أسكنه ويسكنَني،
ونحو العُلا يمضي،
يقولُ لِأقفاصك،
إلى ها هُنا يكفي؟.

أعيشك
05-13-22, 03:45 PM
عظّم الله أجرك يا وطن،
اليوم حزين جدًا،
حزينة هي الإمارات،
بكل تفاصيلها وزواياها،
حزينة في كل مناطقها،
وشوارعها ومبانيها،
وحزينة معها جميع القلوب،
شعبٌ جميعهم أيتام،
حين ذهب زايد،
تارك أرواح اليتامى خلفَه،
واليوم هذه الأرواح أعلنت موتها،
مع رحيلِكَ يا خليفة،
يُخيفُني يا سيدي،
إني من اليوم سآتي بطاريكَ،
بصيغة الماضي،
(كان خليفة)
يُحْزِننِي يا أبي،
أننا اليوم نودعك،
وداعًا سيدي،
وداعًا أبي،
وداعًا خليفة،
وداعًا أيها الشهم الأبي،
وداعًا أيها الطيب الكريم،
نشهد الله بأنك كنت عند القسم،
مُخلصًا أمينًا لم نشقى في عهدك،
وداعًا.

1948 - 2022

https://b.top4top.io/p_2324uks1r2.jpeg

أعيشك
05-13-22, 10:14 PM
اللهم إنها ليلته الأولى في قبره،
فيارب هوّن عليه ليلته،
‏وآنس وحشته،
ووسع مدخله،
اللهم اجعل أول ليلة له في القبر،
خير لياليه،
اللهم ادخله الجنة،
من غير حساب ولا سابق عذاب،
اللهم بشره بروح وريحان،
وجنات ورضوان،
يا أرحم الراحمين،
اللهم اغفر له وارحمه،
وعافه وإعف عنه،
وأكرم نُزله،
ووسع مدخله،
واغسله بماءٍ وثلجٍ وبرد،
ونقهِ من الخطايا،
كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس،
وأبدله دارًا خيرًا من داره،
وأهلاً خيرًا من أهله،
وقهِ فتنة القبر وعذاب النار،
اللهم إنَّ خليفة ابن زايد في ذمتك وحبل جوارك،
فقِه من فتنة القبر وعذاب النار،
أنتَ أهل الوفاء والحق،
فإغفر له وارحمه،
إنك أنت الغفورُ الرحيم،
اللهم أنت ربه،
وأنت خلقته،
وأنت هديته للإسلام،
وأنت قبضت روحه،
وأنت أعلم بسره وعلانيته،
جئنا شفعاء،
فإرحمه.

أعيشك
05-14-22, 11:52 AM
الأرضُ والسماء،
وكل هذه النجوم،
الجِبال والبراري،
والبُحيرات والبحار،
الحدائق والجنائن،
وكل هذا الشجر،
المطرُ والثلجُ والأنسام،
الرياضُ والسهول،
والفيافي الفسيحة،
الصيفُ والخريف،
الشتاءُ والربيع،
وكثيرٌ كثير،
مما لا أتذكر،
كُلها خلقها الله،
لأجل خاطرك،
وخلقكَ أنت،
لأجل خاطري،
هكذا هو،
كرمُ الله.

أعيشك
05-14-22, 08:18 PM
يوم السبت،
ألمَ بي صُداع رهيب،
الأحد،
ارتعاش في القلب،
الإثنين،
ضيق في الأنفاس،
الثلاثاء،
زُكام شديد،
الأربعاء،
عطاس وحُمى،
وقشعريرة قاتلة،
الخميس،
فقدتُ شهيتي للطعام،
الجمعة،
لم تعُد رجلاي تُطاوعاني!
لا تقُل إنها علامات الكِبَر،
لا،
هذه أعراض جزعي من فِراقك،
لولاه،
ماشكوتُ من شيء!.

أعيشك
05-15-22, 07:57 AM
أحبُك وأعلمُ أنَّ لا أحد يفعل ذلك غيري،
أبني لك بيتًا واسعًا في خيالي وأُسكنك فيه،
أجلسُ في شارعه المُظلم آخر الليل،
أجلسُ وأنتظرك تُشرِق من نافذته كشمس،
أجلسُ وأنتظرك تُطل من شرفته عليّ لِأفرح،
أنا الإمرأة التي أحبتك بكُل جوارحها الحزينة،
التي لم تُعانقك أبدًا بعد،
ولو في الأحلام،
أُخطِط لِلقاء بك كُل يومٍ وأفشل،
أذهبُ إلى الحديقة عدّة مرات وأنتظرك هناك،
أنتظرك بِفستاني الأزرق القصير،
أنتظرك هناك لساعات طويلة،
أنتظرك أنا وجميع أفراد عائلة الورد،
أقف وإيّاهم كبُنيانٍ مرصوص في إنتظارك،
بينما الأرض من حولنا،
مفروشةٌ بالرياحين والسُجاد،
أنطقُ إسمك للآخرين،
فيتشمّموا رائحته المنتشرة في الأرجاء مُندهشين،
أرسمُ مرآة غيابك في جدران القلب،
أرسمها بالدمع،
فتتشقق وتتساقط قِطع الزجاج،
من ثقوب جسدي الى الأرض،
أغبطُ الأغاني التي تُزهَر في شفاهك دومًا،
أقول: ليتني أغنية ليتني أغنية،
تُدندن بها ليلَ نهار،
وفي معظم أوقاتك ليتني أغنية،
تُحبها أكثر من أي شيء آخر،
أغبطُ القصائد التي تتجول فيها ليلاً،
بِكامل أناقتك،
لا أغبطها وحسب،
بل وأحلم بأن أُمسك يدك في إحدى الليالي،
مُتجولةً معك في مساحاتها الواسعة،
أغبطُ الكلمات أيضًا،
الكلمات التي ينطقها فمك،
ويُصبح لها طعمٌ ورائحةٌ ولون،
أقول: ليتني صوتك،
ليتني أستطيع أن أُصبح أيّ كلمة عادية،
تُثرثر بها أنت،
فينتهي بها الأمر مُتلاشِيةً في الهواء،
يُسعدني أن تكون نهايتي مربوطة بك دائمًا،
أُحبك،
وكلما حاولت أن أصلك قبل الجميع،
يسبقني إليك ظلّي بخطوتين ونصف،
أُحبك،
وكلما داهمني الحنين،
أكتب لك بعض الرسائل القصيرة،
أكتبُ وأقول متى أصلُك بسرعة،
حرفًا حرفًا تسبِقني الأبجدية كلها إليك،
يستقيلُ الأمل من عيني،
عندما تحزن بِسببٍ أو بغيره،
يضيع وجهي كثيرًا في غيابك لو تعلم،
يضيعُ بين أصابع الوقت،
فأبدو بلا وجهٍ،
حزينة أبدو،
بِلا ملامح أو ذكريات وبِلا فم،
أبدو عاريةً وبِلا كلام،
ها أنا فقيرةٌ كما ترى الآن،
ها أنا خاليةٍ تمامًا مني وبِلا أشياء،
ها أنا بعد أنّ فقدتُ كلَّ ما كان بحوزتي من علامات،
أُحبك فقط،
وأنفضُ الغَبرة عن روحي،
ها أنا أدفعُ ثمنَ حُبك الباهض جدًا وأموت،
أموتُ على عجلةٍ من أمري،
أموتُ ببطئ،
أموت.

أعيشك
05-15-22, 09:57 PM
أطرُق باب طفولتي،
ولا أحد،
لا أحد يفتحُ لي،
حكايات أيامي تلك،
تتبعثر،
تسيلُ من يدي،
ولا أحد،
لا أحد يلّمها لي،
أنتظرُ طويلاً،
أطرقُ وأطرق،
لكن أُمي،
هي الأُخرى،
ما عادت هُنا،
كي تأتي وتفتح لي،
ومن بعيد،
يحفل ماضي أشعاري،
وشقاء أيامي،
أطرقُ وأطرق،
ولا أكفّ،
حتى تنهمرُ الدموع،
من أعيُن المدينة،
أطرقُ وأطرق،
حتى تتحطّم قبضتي،
أو باب طفولتي.

أعيشك
05-16-22, 08:31 AM
لا أحب الحُزن،
ولا أحب أن أكون حزينةً،
صدقوني أودُّ كثيرًا أن أكون فرحةً جدًا،
أستطيع أن أكون كذلك في الحقيقة،
أعترف بذلك،
ولكنني لا أستطيع،
في العين ذاتها،
لا أجد السعادة شيئًا لائقًا لي،
لطالما فكّرتُ،
بأنه كم من المُعيب أن أكون سعيدةً،
بين هذا الحُطام المُحيط اللامُتناهي،
وهذا السوء الشاسع الذي لم يجد فوّهة،
إلا ودخلني من خلالها،
لم يعُد هناك ثمة ما ينقذني،
لقد صرختُ كثيرًا مستنجدة،
ولكنني لم أظفر بيدًا ممتدةٌ نحوي،
الجميع يفرُّ من الإحتكاك بي،
يُصعقون كالكهرباء،
ذلك نتيجة قشعريرتي المُستديمة تجاه العالم،
اشمئزازي الذي لم أضع له حدٌّ بعد،
إنني أفعل ذلك عن رضًا تام من جهتي،
ولكنني لستُ راضيةً من جهة أخرى،
ولست أعرف ماهيئتُها وهذا ما يؤلمني،
هذه الإرتدادات والريبة تُشتتني،
لم أعد بارعةً في التعرف على الأشياء،
كما عهدتموني من قبل،
لست جاهلةً،
ولكن هناك شيئًا يُشبه الجهل،
يتسلّلني خفية،
ولا أعرف أيضًا إلى أين سيصل،
هيئتُ نفسي لكلّ سوء سيجري،
في الأزمنه القريبة والبعيدةُ أيضًا،
لستُ حريصةً على شيء،
لأنه لا شيء يستحق الإهتمام،
لا شيء يُثير أهميّتها لديّ،
أرغب فقط في النوم طويلاً،
وعدم التفكير بشيء،
قاومتُ كثيرًا،
حاربت وإنهزمت أكثر،
كُل إنهزاماتي كانت على هيئة ذاكرة،
ذاكرتي هي أكثر شيءٍ ملعونٌ في الحياة،
أقول لها لننسى كُل شيء؟
تقولُ ليّ حسنًا،
لا أثق بها بالطبع،
ولكنني سعدتُ بقبولها مهما كان،
فأجدها بعد بضع دقائق تُحضّر لي الفُشار،
وتعرض ليّ ذكرياتي،
على شاكلة فيلم مُضحك مُبكي،
أنا لا أبكي،
أحاول أن أهزمُها ولو لمرة،
فرصيدُ هزائمي قد طال،
أمام انتصاراتها الدائمة،
وأنا أخجل من ذلك،
أخجل من كوني،
شخصيةً تبحث عن الخواء،
فتجد نفسها مزدحمةً،
بين كمّ هائل من اللعنات،
وتبحثُ عن الإستقامة،
فلا تُواجه سوى الإعوجاج،
لِشخصية صادقة جدًا،
لدرجة أنني لا أستطيع،
أن أكون سعيدةً في كل مرة.

أعيشك
05-16-22, 02:25 PM
https://c.top4top.io/p_2327is68b4.jpeg

أعيشك
05-17-22, 06:51 AM
يجب أن أعترف بأنني من الأشخاص،
الذين لا يُطاقون في نهاية الأمر،
أولئك الذين يشعرون أكثر مما ينبغي،
الذين يحتاجون لكلمات مُعينة يسمعونها،
وأن لا كلمات تدهشهم،
غير تلك التي استبقوها في مخيلتهم،
إنني من تلك الفئة الملولة،
التي ترفض الأشياء المكررة،
والكلمات المُعادة،
والوجوه المُتشابهة،
فئة المجانين،
الذين يعيشون في هروبٍ دائم،
من كل التفاصيل،
ويضلّون طريقهم غالبًا،
ومن ثم يجلسون يبكون بتفاهة مُستفزة،
ورغم ذلك،
فإنني أعتقد أن الأسوأ من هذا،
هو كوني شخصية متناقضة ومزاجية إلى حد،
يسبب الدوخة لي أولاً!
ستجدني تارة مُغنية مجنونة مولعة بالصخب،
وتارة أخرى ستجدني كاتبة كئيبة،
توشك أن تكون أطراف أصابعها،
زرقاء داكنة أو رمادية اللون،
تارة ثالثة ستجدني طفلة طيبة،
لها عينين صافيتين،
وقد تجدني أيضًا شخصية عادية ومُملة،
كالتي تقوم بدور أحد المارة في مشهدٍ ما،
وقد تراني ذكية جدًا أحيانًا،
وغبية بِفداحة أحيانًا أُخرى،
ولا تتعجب إن رأيتني يومًا أبكي،
ويومًا أضحك،
فهذا حال المجانين أمثالي،
ولكنني على أية حال أظنني شخصية طيّبة،
أقلها لا أؤذي أحدًا عن قصد،
لا أسرق فرحًا من جيب أحد،
رغم تضوّري جوعًا،
والأهم من ذلك،
أنني لم أفرض نكاتي السخيفة يومًا على أحد،
وهذا يكفي،
يجدر بي أن أقول أخيرًا،
أني ربما بعدما أُنهي هذا النص،
سأذهب لمشاهدة أحد المسلسلات الكرتونية السخيفة،
ربما أشاهد المعتوه سبونج بوب،
أو قد أتشاجر مع هذا الحائط،
لأنه منذُ مدة طويلة يقف في وجهي!.

أعيشك
05-17-22, 03:57 PM
أنا مُتعبة،
أنا تائهه،
ولا يوجد ما يوقف شرودي،
أنا تائهه ومنسية،
كمرآةٍ في غرفة أعمى،
تمنيتُ كثيرًا أن أكون شبحًا تافهًا خفيًا،
أحتاج أن أبتعد عن هذه الكون بأكمله،
كنتُ أعبر الشارع في ذلك اليوم،
تمنيت لو أن احدى السيارات تدهسني،
فينتهي كل شيء،
أشعُر وكأن الواقع مصنوعٌ،
بطريقة لا تسمح لأحلامي أن تتحقق فيه،
قال لي الطبيب ذات مرة،
"حالتك سيئة والأمراض تتفاقم بجسدك"
أنه حقًا لوقتٌ مبكّر،
بأن يعاقبني الله بهذه الأمراض،
حاولتُ كثيرًا تصحيح أفكاري،
لكن الأمور تسير على نحوٍ سيئ،
سألني صديقي يومًا،
"ماذا تريدين أن تكوني؟"
حسنًا،
أُريد أن أكون صخرةً وسط بركانٍ ثائر،
أو حائط في مشفى للأمراض العقلية،
عندها أغمضتُ عيناي وأخذتُ أفكر،
هل فعلاً نحن من نختار من نكون؟
أو ماذا نكون؟
تجاهلت التفكير سريعًا،
لانه لا يمكن أن نكون مانحب أن نكون!
والآن،
أعلن بإن الصداع،
قد عاد إلى رأسي مُجددًا،
حيث موطنه الأبدي.

أعيشك
05-18-22, 05:22 AM
على المرء أن ينسحب،
إن لم يتقبل مكانته بقلب أحدهم،
أدركت مؤخرًا أننا لا نستطيع،
سوى تقديم ما نُحب لمن نحب،
لكننا لا نستطيع أن نجبرهم،
أن يكونوا كما نحب،
الأمر إن لم يكون بشكل تلقائي،
فلن يحدث أبدًا،
لقد منيت نفسي بأناس في عوالم موازية،
أتقرب منهم ويتقربوا مني،
كما كانت البدايات هُنا في عالمي الواقعي،
لكن الأمر كان يستدعي،
التوازي التخيلي بعد فترةٍ ما،
لأننا متشابهين حد اللاتقاطع،
وكأنها لعنة،
شيء ما كان يدفعني دائمًا للإبتعاد،
كنت كلما أقترب،
كلما تزداد رغبتي في الإبتعاد،
لا أعلم لماذا،
ومع ذلك،
أؤمن بأثر الفراشة التي تثير عاصفة،
على الطرف الآخر من الأرض،
وبأثر إنحراف درجةً واحدة للقبلة،
لتجعلها بقارةٍ أخرى،
هكذا قد يكون إيماني بمُلاقاتنا يومًا،
ربما لا يستدعي الأمر كل ذلك العناء،
لكني لا أستطيع الآن الإقتراب ولو قليلاً،
إن إنحرفت عن قضبان ذاتي،
قد أحترق،
وقد أنتهي.

أعيشك
05-18-22, 09:53 AM
أنا خائفة،
خائفة من أمورٍ كثيرة،
خائفة من فُقدان الشغف،
من فُقدان الأمن الداخلي،
خائفة من إخوتي وعائلتي،
من نفسي،
من القادم،
من بقاء الأحلام المُعلّقة، مُعلّقة،
من إرتباطي بالسرير،
أكثر من إرتباطي بالأشخاص،
من كوني لا أمتلك عزيزًا لِقلبي دائم،
من تضحياتي المُبالغ بأمرها،
من الناس،
منك أنت،
أنا خائفة من الله،
من جهنّم،
من الغيابات المُتتالية للجميع،
من يدي المتروكة وحدها منذُ الأزل،
أنا خائفة من قلّة الشكوى،
من الضعف الذي يأكلني،
والقوة التي تظهر على وجهي،
من كوني أعيش في الكتب والروايات،
أكثر من عيشي في المنزل،
أنا خائفة.

أعيشك
05-18-22, 07:35 PM
مساء الحنين للبدايات،
للأيدي المتشققة،
للحناجر المدوية،
للأصوات الضائعة،
للجباة العزيزة وإن أنهكت،
للأرواح المعطاءة وإن استنزفت،
لرغيف الأمهات وقبلاتهم،
للشيب الغزير في رؤوس الآباء،
لغزو التجاعيد وآثار السنين،
مساء الذين مسّهم الحنين،
لأغاني الأطفال وصدى ضحكاتهم،
للضفائر والشرائط،
للدمى والدبابات المبعثرة،
للزوايا والحكايات،
للذكرى الشحيحة،
للماضي السحيق،
لهتاف الضمير،
للرفاق وإن غادروا،
للغروب على أي حال.

أعيشك
05-19-22, 07:11 AM
https://h.top4top.io/p_233076gff1.jpeg

أعيشك
05-19-22, 02:26 PM
ساعتي لم تحِن بعد،
لكن أيامًا حالكة بدأت لِسواي،
منذُ وفاتها،
والعالم موحش،
والموتُ النبيل،
مرايا مُعتمة،
أحلامي ليست سوى إنعكاساتي،
وأفكاري تؤرقني،
واقفةً على هذه الأرض،
غنيّةً بِعطايا أُمي وحُبها،
منذُ وضعتني في مجرّات بطنها،
وعيناي تُبصران على الظلمة،
ونظري يغطس في نظر العالم،
لم أخشَ الحقيقة العارية،
لم أكُن بالنسبة للعالم،
سِوى عابرة،
طريق المنفى يقودني،
نحو نهايةٍ مجهولة،
مسكينة،
كفقيرةٍ مشلولة،
على ثنايا الشيخوخة،
أجولُ بين العشب والموج،
أقرأ الأشعار،
أُحب البحر،
ويُمكنني أن أُولد أيضًا،
من قلب الجمر،
فليكنُ لي حق اختيار أقربائي،
رُغم انفصام علاقتي بالأرض،
فإن موهبة الحُب لا تموت أبدًا،
يكفيني فقط،
موقعي في السماء،
كغيمةٍ،
مكانٌ ألقى فيه المرساة،
كي لا تُغرقني عاصفة الوقت،
أرمي حُبًا للعصافير،
إنها من عائلتي،
الشر يُنادي دائمًا،
أقولُ وداعًا للعالم،
وأسمع في صمت،
الصرخة الشفّافة للنجوم،
وكل خطوة بإتجاه المنفى،
تُبعدني،
وستُبعدني كل يوم أكثر،
إلى أن أصل المأوى الأخير فيَّ،
الأشد عُمقًا منّي.

أعيشك
05-20-22, 07:07 AM
لقد كتبت الكثير والكثير من الكلمات،
ولكن لم أجد مايصف ما أنا عليه،
كل هذه الشجاعة التي أبذلها يوميًا،
في مواجهة هذا الكم من المشاكل،
والإضطرابات بمفردي،
من دون انحناء أو تعب،
هذه الحالة الصلبة التي لا تقبل،
الدهس أو الإنكسار،
هذا الثبات الذي لا يحتمل فكرة السقوط،
كل هذه القوة تجعلني أختنق،
تجعلني وحيدة وصامتة ومضطربة،
أعتقد انه لم يكُن من السهل عليّ يومًا،
أن أذرف الدموع مثل الجميع،
مهما كانت الأسباب،
كنتُ أريد فعل ذلك وبشدة،
كنت أريد لداخلي النجاة،
من طوفان الهاوية هذا،
لكن كان هُناك سدّ هائل من الكبرياء،
يقف على مشارف إجفاني،
كنتُ أظهر للجميع بصورة الجبال أو الأشجار،
كنت بالنسبة لهم لامبالية،
عديمة المشاعر، نرجسية ومضطربة،
لا يمكنها الصمود أمام مزاجها،
ولكن لا يعلمون أني أبتلع هذه الجبال،
وأنني مُثقلة من الداخل،
وكأن العالم كله محتجز في حنجرتي،
كنت أود كثيرًا أن لا أشعر،
كنت أتمنى ذلك كثيرًا،
وأنا أقصد كل حرف،
كنت أشعر بكل شيء،
كنت من هول هذه المشاعر وكثرتها،
لا أُميز،
كنت أشعر حتى بحزن النملة،
على فراق ابنها الذي دهسه أحد المارة،
وهو ذاهب لعزاء أخيه،
كنت ومن فائض الشعور أعجز عن التعبير،
قد يكون الصمود أمام مزاجي أمر مستحيل،
ففي كل مرة أُحاول ذلك،
أفقِد الكثير،
كأنه بمثابة المستحيل بالنسبة لي،
أن أخرج من دوامة الهوس والإكتئاب،
كان الأمر أشبه باللعنة،
كان كل شيء يشعرني بالأمان والارتياح،
وخاصةً عندما تفتّت رئتي،
في صبح يوم عيد الفطر بعد بكائي،
كنت أعتقد أني وصلت إلى المشاعر الصادقة،
كنت قد أزحت مشاعر القلق،
وغرقت في الأمان وثقة البقاء،
لكن ثم حدث العكس تمامًا،
يصبح كل شي باللون الرمادي،
عيني، يدي، والأعمق من ذلك قلبي،
كان الأمر أشبه بالتحليق،
على بعد مئه واحد عشر مترًا من الارض،
وفي حين تمكنك من الوصول إلى السماء السابعة،
تسقط للهاوية،
وكأنك مررتَ بذلك المثلث اللعين،
الذي يسمى بارمودا،
كان كل ذلك متعبًا،
مع كل هذه الخسارات والمواجهات،
وكأنني عجوزٌ هرمت في أواخر المئات،
كان ذلك صعبًا.

أعيشك
05-21-22, 08:03 AM
‏الحياة لا تتجزأ،
إذا أردنا أن نعيشها،
فلا بد أن نعيشها بشكلٍ كامل،
أن نعيش مع قسوة الألم،
ونغمر أنفسنا مع لحظات الفرح،
نعيش الخوف بشكلٍ أعمق،
لكن بشجاعة أكبر،
نُعبر عن الغضب،
وكذلك نُعلن عن الحب،
نعيش كأشخاصٍ جديرين،
بأن نحيا في كل لحظة،
مواجهة مع الحياة.

أعيشك
05-21-22, 08:56 AM
إنتهى ما بيننا،
هل فاجأك هذا القرار؟
لا أعتقد،
فمنذُ وقت أو ربما دائمًا،
أراكَ هارب مُتحفظ مُنغلق على نفسك،
كأنك في وسط صحراء،
وتُريد أن تكون في هذه الصحراء،
لا أشتكي أبدًا،
لم أدفع بنفسي خارج حياتك،
لكن مع أنني لستُ ذكية جدًا،
عانقتك،
فلاحظت أنك لست هُنا،
وهو أمر تحملته،
خلال وقت لم أعُد قادرةً على التحمل أكثر،
أرجو منك ألا نصير كالأعداء ولا كالأصدقاء،
رُبما مازلتُ أحبك،
لكن لا يستحق الأمر أي عناء،
ربما لا تزال تحبني،
لكن أيضًا لا يستحق الأمر أي عناء،
فكُلاً منّا من الممكن أن يُحب،
ويعاني كثيرًا ويستحق العناء،
حينها يجب الحفاظ على الحب،
ولو عانيت أكثر،
حالتنا مختلفة،
أنا حزينة،
كل الأمور كان يمكن أن تكون،
مختلفة عما هي عليه،
إذا لم ينقصها الإختلاف هذا،
الإختلاف للأمور هو ما يميزها،
والآن انتبهت أنني أكتب أكثر من اللازم!.

أعيشك
05-22-22, 05:21 AM
‏https://g.top4top.io/p_2333ttva73.jpeg


يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ
يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ
يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ
يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ
ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ
مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ
مَولىً بِهِ شَرُفَ الزَمانُ وَأَهلُهُ
وَالدَهرُ نالَ الفَخرَ مِن تيجانِهِ
وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم
مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ
المُظهِرُ الإِنصافَ في أَيّامِهِ
بِخِصالِهِ وَالعَدلَ في بُلدانِهِ
أَمسَيتُ في رَبعٍ خَصيبٍ عِندَهُ
مُتَنَزِّهًا فيهِ وَفي بُستانِهِ
وَنَظَرتُ بِركَتَهُ تَفيضُ وَماؤُه
يَحكي مَواهِبَهُ وَجودَ بَنانِهِ
في مَربَعٍ جَمَعَ الرَبيعَ بِرَبعِهِ
مِن كُلِّ فَنٍّ لاحَ في أَفنانِهِ
وَطُيورُهُ مِن كُلِّ نَوعٍ أَنشَدَت
جَهرًا بِأَنَّ الدَهرَ طَوعُ عِنانِهِ
مَلِكٌ إِذا ما جالَ في يَومِ اللِقا
وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّرًا في شانِهِ
وَالنَصرُ مِن جُلَسائِهِ دونَ الوَرى
وَالسَعدُ وَالإِقبالُ مِن أَعوانِهِ
فَلَأَشكُرَنَّ صَنيعَهُ بَينَ المَلا
وَأُطاعِنُ الفُرسانَ في مَيدانِهِ.

أعيشك
05-23-22, 06:22 AM
أيها السادة المشاهدين،
والمستمعين،
المُمتعضين على حالنا،
والمستمتعين،
أيها القلب،
أيتها العينين،
والملِكان اللذان يقفان على كتفي،
إنها ساعة الصفر،
وسيبدأ عقلي في ضخّ الأفكار الهدامة،
لا تضحكوا،
لازال المشهد الأهم يرتسم في خيالي،
أقف أمامكم على يدايّ،
لا أرغب في الإقبال،
لكنكم أرغمتوني في المجيء،
لقد غرستُ أظافري في الطريق،
بذرة مُعارضة،
ستنمو مثلما تنمو الرغبة دواخلكم،
وستشاهدون،
أشكالًا كثيرة تشبهني،
تتمايل في الرّيح،
تقف على يديها،
ورأسها في الهواء،
تبحث بإصرار،
عن الأجمل الذي كان سيأتي.

أعيشك
05-23-22, 04:14 PM
منتشيةً أُراقب من بعيد،
قذارة تغمر الواقع،
عالم مُتغابي،
مُحاطة بالحمقى والفاشلين،
الإحباط يجتاحني رويدًا،
كل شيء مُمل،
أنا تائهه،
لا أحد يعرفني سواي،
ولا يروقني غيري على وجه الأرض،
أنا صديقتي الحقيقية في الحقيقة،
أنا شخصية مريضة، حقودة،
شخصية مُمقوتة،
وأظن أن كبدي مريض،
إلا أنني على أي حال،
لا أعرف شيئًا عن مرضي،
ولا أعرف ماهي علتي،
ولست أستشير طبيبًا،
كما أنني لم أفعل ذلك قط،
رغم أنني أحترم العقاقير والأطباء،
زد على ذلك أنني مُتعلقة بالخرافات،
إلى الحد الذي يجعلني أحترم العقاقير،
عالقةٌ في ساعة واقفةٌ عن الدوران،
عقاربها لدغت بعضها وماتت جميعًا،
تراودني العديد من الأفكار الخبيثة والتساؤلات الشيطانية،
لعل فرصة العمر قد مرّت ولم أعرها انتباهي،
لعل صديقتي قد نصبت لي مكيدة ولم أعلم،
لعل الحظ سيبتسم لي يومًا،
لعلني أنتظر ما لن يأتي،
لعلني أضعت نصف عقلي ولا أدري،
لعلني الكثير من الفوضى تطغو على دماغي،
كل ما أعلمه أني سأمضي وحيدةً،
بقدمٍ واحدة سأكمل طريقي،
مُستأنسة بنفسي كما إعتدت،
ففي أصعبِ أوقات مررتُ بها،
لم أجد الا نفسي،
كنتُ أنا سَندي الوحيد،
كنتُ الوحيدة أنيسة دربي المظلم،
كثيرًا ما حملت نفسي ومضيت،
بما فيها من أضرار،
فما حاجتي اليوم بغيري؟
أنني مُتعبة وغاضبة وبائسة،
لا يروقني أحد ولا شيء يُغريني،
لا أتعايش مع هذا العالم،
توتر وقلق يجتاحني،
لا أعلم سببه،
كل ما اعلمه أنني أصبحت أنزعج،
من كل شيء أراه أمامي.

أعيشك
05-24-22, 04:10 AM
أبدو مغفلةً وأنا أُحدق في الدقائق،
أُراقب الحُزن من بعيد،
أُحدث الأرق عن أخر فكرة خُلقت في خيالي،
أُفتش عن الطمأنينة وعن ذلك السكون،
الذي فقدته أثر حادث طفوليّ،
أُفتش عن أيّ شيء،
بأمكانه أن يجعلني أضحك،
أن أنام دون خوفٍ أو قلق،
أُفتش عن وجهٍ أعرفه،
يقودني إلى الجنة،
بصورةٍ وأبتسامة عفوية،
كم هو أحمقٌ هذا الفراغ،
بائسٌ هذا الليل،
وعاجزٌ هذا الصباح،
رتابةٌ واضحة،
وفمٌ يرتبك،
أمام كمّ السنوات الضائعة في البحث،
أظن بأن كل ما علي معرفتهُ الآن،
هو أن هذهِ الأيام تمر بصعوبةٍ بالغة،
فقد نضج بداخلي وحش الوحدة، كثيرًا.

أعيشك
05-24-22, 10:13 AM
الكتابة في مُدونتي،
جزء من الصحة النفسية،
وتاريخ رحلتي الذاتية،
كانت هنا منذ عام 2016،
وإلى الآن،
رحلة طويلة،
وتم تدوين أغلبها بنجاح،
أتمنى لو كان فيه عوائد ومخصصات،
يستفيد الواحد منها،
بدل شعور الكلام مع نفسه!
بس يلا،
أعتبرها عوائد معنوية.

أعيشك
05-24-22, 07:41 PM
في ليلةً ما ،
أبي قال لي،
عندما كُنت صغيرة،
كُنت أنام ولا أستيقظ إلا في اليوم التالي،
ما يُعادل إنني أنام يوميًا،
قال لي عندما كنتُ صغيرة،
في السادسة أو السابعة من عُمري،
كنت أهدأ شخصًا في المنزل،
كنت أختلف عن باقي الاطفال،
كنت لا أهتم للطعام ولا للسكاكر والألعاب،
لا أهتم للأشياء التي يلهو بها الاطفال،
كانت أشياء لا تعجبني،
أنا لازلت طفلة إلى هذه اللحظة يا أبي،
لا يُناسبني أو يعجبُني شيئًا،
مقارنةً بالاخرين في نفس العُمر،
الأغلب يقولون إنني شخصية مُعقدة،
لا أفهم ما معنى هذا؟
أم إنني قد فهمتُ الحياة في هذا السن المُبكر،
هم يقولون لي هذا،
لعلي حقًا مريضة نفسيًا!
حسنًا،
أرى نفسي عظيمة،
والعُظماء لا يقولون لأنفسهم هذا،
أنا أول عظيمة تقول هذا،
لأنني مُختلفة،
ولا أزال مُختلفة،
ولم أُصبح مُتخلفة كالبعض!.

أعيشك
05-25-22, 06:22 AM
كلما جفت ينابيع روحي،
هبطت إلى وديانك يا الله،
أُرمم الطرقات بيني وبينك،
كي أستعيد طريقي إليّ،
كي أجد اشارة في العتمة،
وأنجو من الضياع الكبير،
لا أطرق بابك ولا أستأذن بالدخول،
هكذا بكامل أثقالي أدخل عليك،
أهبط في ساحتك أو أصعد نحو أفلاكك،
أتعرى أمامك،
وفي القلب ثقوب،
وفي النفس ندوب غائرة،
أُناجيك أحيانًا ،
أرفع يدي نحو السماء،
وأشعر بصدري فارغًا من كل شيء،
إلاك يا ملاذنا الأخير،
وحدك من لا يخجلني الإنكشاف أمامه،
أهيم في كل مكان،
أفتش عن ذاتي في كل الأزقة والدروب،
وحين يتخطفني التيه،
أعود إلى نبعك الكبير،
أعود إليك،
كي أستعيد ذاتي المفقودة،
تعال أيها البشير،
أنخ قافلتك،
كي أتزود منك،
هات الرداء،
لتستعيد الروح بصيرتها،
لتنقشع الغشاوة وتذهب غمة الروح،
لقد شاب الجميع هُنا،
وكان ليل الحرب طويلة،
هبني ما يكفي من القوة،
كي أقطع الرحلة ولا أشيخ.

أعيشك
05-25-22, 03:47 PM
النمل يركض فوق لساني،
يحمل على أعناقه حروفٍ سقطت،
دون أن أنطقها،
سيُبنى بها بيوت من الأبجدية داخل جوفي،
أخاف أن أبتلع لعابي فيموتوا غرقى،
أو أن تأكلهم نيران أحماضي الجائعة،
لِذا يجب أن أُبقيها بين أسناني،
يتخللها الهواء من الفنية والأخرى،
توسوس لي في أُذني،
أنها مازالت هُنا،
يجب أن أُنظف فوضى وليمة البارحة،
لقد مضغتُ كل الكلام وأبقيته في فمي
أبقيته في فمي كطفلٍ يكره بلع الطعام،
يحوله إلى كُتلة صماء ثم يلفظها،
أما أنا فقد كبرت على لفظ الطعام والكلام،
أتركهم يتراكموا يومًا بعد يوم،
إلى أن يأتيني النمل مُنقذًا،
فيحمل ما يُثقّل لساني بعيدًا.

أعيشك
05-26-22, 06:24 AM
فارغة!
إن كنت تسألني "كيف حالك؟"
فأنا فارغة،
وإن كنت لم تنوِ السؤال،
إنما طرحته مجاملة،
فأنا فارغة أيضًا!
كِلا المقامين،
أمري لا يعني لك شيئًا،
وإن كان يعني لك حقًا،
فأنا والله فارغة من كل شيء!
منتهية من كل شيء،
لم أبدأ أي شيء بعد،
لا أملك شيئًا أيضًا،
وهذه المسافات،
التي اتّسعت بيني وبين الآخرين،
الذين كانوا أصدقائي تنخر رأسي،
وتقضم قلبي وتشنق روحي،
وبعد هذا،
إن كنت شامتًا بي،
فهنيئًا لك قد نلت مني،
وإن كنت مشفقًا علي،
فقد وصلت في الوقت المناسب لذلك،
وإن كنت هنا من أجلي،
فقد أزحت عن مسمعي هذيان نفسي،
وتفرّغت لصوتك،
وإن كنت بائسًا وحزينًا،
وجئت إليّ نتبادل الأسئلة،
فأهلاً بك من قبلي.

أعيشك
05-27-22, 07:47 AM
لا أجدني مهتمة في معرفة،
سبب وجودنا على هذا الكوكب،
أقصد أنني مهتمة،
ولكن لا فائدة من إهتمامي،
أُصاب بالقلق في كل مرة،
وأبحث جاهدةً عن تفسيرات مُقنعة،
ثم ينتهي بي الأمر مؤمنةً بنظرية أحدهم،
كي يغنيني هذا الإيمان عن التفكير ولو لبعض الوقت،
أظن أنه علينا مواجهة أسئلتنا،
علينا أن نطاردها ونقتلها،
وإلا سوف تعود مجددًا،
أميل أحيانًا لإستخدام كلمات،
مثل "رحلة" أو "طريق"
لشرح ما أفشل في فهمه،
وهذه طريقة ناجحة إلى حدٍ ما،
لأنها أقرب ما يُمكن أن أصل إليه لوصف دواخلي،
عندما قرأت رواية باولو كويلو "الخيميائي"
شعرت بأنني استنشقت أسطرًا،
من دخان جنّية ظهرت للتو،
هذه المجازات تنجح عندما أفشل،
ولكن رواية باولو كويلو ليست قصة حياتي،
وبعد مدّة سيتلاشى الأثر الذي تركته قراءتها في نفسي،
وأعود مجددًا إلى حياتي المُملة،
أقوم في غالب الأحيان بالمساومة،
وأرضى بأنصاف الإجابات،
لأنني لا أملك غيرها،
إنها تعطيني الحيّز الذي أستطيع،
أن أُخزّن فيه كل مخاوفي وشكوكي،
وتساعدني على أن أنام ليلًا،
رُغم أنني لا أُريد أن أنام في ذلك العش،
لا أعرف ما هي مهام النجوم في الفضاء،
ولن أعرف أبدًا،
ولكنني أعرف شيئًا واحدًا،
عندما أجلس مع دفتري وأبدأ بالكتابة،
عندما أجلس وأنهي عملي،
عندما أقوم بالخلق والصنع،
عندها فقط أشعر بأنني على قيد الحياة،
ولا أهتم لأسئلة الكون الكبرى،
ولا أهتم أيضًا للظروف التي تجعلني عاجزةً ومحدودة،
أقوم بالكتابة وحسب،
هذا بسيط ولا يصيبني بالقلق،
كم هو سهل أن تكتب لتُعطي الأمل لقرّائك،
وكم هو صعب أن تعيش فعلًا حياةً بإمكانها أن تحدث فرقًا،
ما معنى أن نمجّد الكلمات التي تلهم القرّاء،
في حين أن الكتّاب الذين قاموا بكتابتها،
ليسوا دليلاً حيًا على الطاقة المنبعثة منها؟
أريد أن أعيش هذه التجارب،
وأريد أن أكون محاطةً بأشخاص من هذا النوع،
أين هم؟
لا أراني قادرةً على إيجادهم،
لا يبدو أنهم مهتمون بنشر أفكارهم في كتب،
ولا يبدو أنهم يبحثون عن الشهرة من خلال كتابتهم،
إنهم يجلسون الآن في قمرة ضيقة في مكانٍ ما،
مشغولون بشؤونهم الصغيرة،
ولا تبهرهم كلماتي.
أكتب لأفهم ذاتي،
أكتب لأفهم شيئًا صغيرًا عن ذاتي،
ثم أقوم بتغيير بسيط لأصلحه،
أو أبتلع كبسولة القبول والرضا،
وأقتنع بأنه أحيانًا عليّ قبول عيوبي كما هي،
أستخدم الكلمات للإختباء،
ولكنني توقفت عن الاختباء منذُ زمن،
أستخدمها الآن لأعرف مَن أنا،
أُريد حين أقود سيارتي،
وأقوم بتعديل المرآة الجانبية أن ألمح عيني،
وأكون متأكدةً بأنني أنظر إلى عين شخص حقيقي،
عندما ولدت،
لم أكُن أكثر الأشخاص ثقة في العالم،
بل إنني كنت أكثر أقراني شكًا وخوفًا،
أن أعيش في اللحظة،
هذا غريب وصعب علي،
لم أشعر أبدًا بعلاقة قوية أو صادقة،
بيني وبين الأشياء من حولي،
قلقي عظيم،
قد أزهق أيامًا كاملة وأنا أفكر في أشياء تافهة،
أكره الإنتظار عند إشارات المرور،
إنها مضيعة كبيرة لوقتي،
يؤلمني صدري حين أقضي وقتًا طويلًا،
لأنتزاع فكرة من عقلي،
كي أراها حية أمامي في العالم،
أوشك حينها أن أنتزع قلبي معها إن استطعت،
الأشياء لا تؤثر فيّ بل تسحقني،
أنا لا أقبّل شخصًا إلا لمرة واحدة،
أما ما بعدها فإعادةً لما قد كان،
لا توجد إشراقةٌ بإمكانها مضاهاة إشراقة التجربة الأولى،
أقضي كل أيامي وأنا ألقن نفسي الدروس،
بينما بإمكان درس واحد فقط أن يغنيني عن كل هذا،
أن أكون حرةً، حرةً من نفسي،
كل ما تعلمته عن المسؤوليات والواجبات يشعرني بالضجر،
لقد تعلّمت ولُقّنت،
حتى أصبحت الشخص الذي أنا عليه الآن.
إذا كان الخيار لي،
فسأقضي أيامي كلها مستلقيةً على الكنبة في صالة منزلي،
أشاهد الأفلام وأشعر بالشفقة على نفسي، ككاتبة،
كيف يمكنني ألا أشعر بأنني مُنافقة؟
إنني أحاول جاهدةً الوصول إلى إجابة مقنعة،
وأحتاج إلى الحرية لفعل هذا،
لا يمكنني أن أتعرف على حقيقة نفسي أبدًا،
بإتباعي لكلمات غيري،
بإمكاني أن أريك جانبين متناقضين من ذاتي،
وكلاهما حقيقي،
أحدهما صادق يتمتع بصحة جيدة،
مهتم بالوصول إلى النجاح،
والآخر مُظلم، قلِق،
واقع في حب العُزلة والتجارب العاطفية المهلكة،
أشعر بأنني أستطيع الوصول إلى قدر معقول،
من الثروة خلال عام أو عامين،
بجدول مُنضبط واستعداد دائم للإلتزام،
بإمكاني فعلها،
لقد رأيت الرصاصة التي بإمكانها،
أخذي إلى الأرض الموعودة،
عيناي تحدقان نحوها الآن،
أسناني تقضمها،
وليس بإستطاعة أحد إيقافي،
ولكن عليك أن تعلم،
قد أترك هذا كله ورائي وأمضي،
لأحصل على لحظة مرعبة واحدة،
تلك التي أعيشها قبل أن أُقبّل شخصًا ما للمرة الأولى،
بالنهاية أنا قبيحة،
أتمنى أن تكون قبيحًا مثلي.

أعيشك
05-27-22, 08:05 AM
https://d.top4top.io/p_2338kcawd1.jpeg


أسلمْتُ أيامي لهاويةٍ
تعلو وتهبط تحت مركبتي
وحفرتُ في عينيّ مقبرتي،
أنا سيدةُ الأشباح أمنحُها
جِنْسي وأمسِ منحتُها لغتي
وبكيتُ للتاريخ منهزمًا
مُتعثرًا يكبو على شفتي
وبكيت للرعب الذي احترقتْ
أشجارُه الخضراء في رئتي،
أنا سيدةُ الأشباح أوقظها
وأسوقها بدمي وحنجرتي،
الشّمس قُبّرةٌ رميتُ لها
أُنشوطتي والريح قبّعتي.

أعيشك
05-28-22, 05:51 AM
صباح الخير،
في حال كنت تقرأ هذا،
أردتُ أن أخبرك بأن لدي حُمى،
حرارتي فوق الأربعين،
وكنت فاقد للوعي طوال
يوم أمس تقريبًا،
لهذا لم أكُن متواجدة،
هذا بالإضافة إلى أنّ علاقتنا
أنتهت منذُ سنة تقريبًا،
وليس لدي رقمك،
ثم أنك ذهبت بعيدًا.

أعيشك
05-30-22, 06:24 AM
مرَّ الكثير يا أُمي،
وأنا أُحاول أن أبكي وحيدةً،
حتى لا أُزعجك وأشتاق،
لذلك الرُكن القديم الذي كان يشعر،
بِما يُحاوط قلبي دون أن أتحدث عنه،
لا أُجيد الكلام كثيرًا،
لذلك لم أستطع إخبارك عن ما أشعُر به،
وأنا على هذا الحال،
وكيف كانت تمُر أيامي بِلا حديث،
عن ما يحترق بداخلي،
لم أستطع إخبار أحدًا آخر،
عن ما يُصاحب أيامي من خوف وأذى،
كم هو قاسي جدًا أن يمُر الإنسان بِلا أُم،
روحٌ تُشاركه ما يشعر به كل يوم بنفس الشغف،
كم هو قاسي أن يستمر الإنسان،
في محاولات لا معنى لها،
لم أتمكن من مُساعدة نفسي للخروج،
عن تلك الأشياء المُزعجة في حياتي،
لم أستطع أن أُساعد نفسي أبدًا،
ولم أستطع التعود،
بل كان حزني يزيد أضعافًا،
أخشى أن ترين ابنتك سيئة،
وأنا لم أفعل شيئًا سوى أني أشتاق لك،
أكره أن أقول ذلك،
ولكني وبكل صدق،
قد أستسلمت.

أعيشك
06-01-22, 09:23 PM
الحمد لله على كل حال،
‏تم تأكيد إصابتي بفايروس كورونا،
للمرة الثالثة على التوالي،
‏أسأل الله الشفاء ويبعد عنكم كل مكروه.


https://j.top4top.io/p_2343bekui6.jpeg

أعيشك
06-04-22, 05:37 AM
الخطاباتُ الكسولةُ بيننا
خيرٌ لها.. خيرٌ لها.. أن تُقْطَعَا
إنْ كانت الكلماتُ عندكَ سُخْرَةً
لا تكتب..فالحبّ ليس تبرّعا
أنا أرفضُ الإحسانَ من يد خالقي
قد يأخذ الاحسانُ شكلاً مُفْجِعا
إني لأقرأ ما كتبت فلا أرى
إلاّ البرودةَ .. والصقيعَ المفْزِعا..
عفويةً كُن .. وإلاّ فأُسكت!
فلقد مللتُ حديثَك المتميّعا
حَجَريّةَ الإحساس .. لن تتغيّر
إني أخاطبُ ميّتًا لن يَسمعا
ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا
سنةٌ مضتْ .. وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا..
كلُّ الذي عندي رسائلُ أربعٌ
بقيتْ – كما جاءت- رسائلَ أربعا.
هذا بريدٌ.. أم فتاتُ عواطفٍ
إني خُدعتُ.. ولن أعودَ فأُخدعا.
لا تُتْعب يدَكَ الخشنة..إنني
أخشى على البلور أن يتوجعا..
إني أريحُك من عناء رسائلٍ..
كانتْ نفاقًا كلُّها.. وتصنّعا
الحرفُ في قلبي نزيفٌ دائمٌ
والحرفُ عندك .. ما تعدّى الإصبعا.
يا أكسل رجلٌ .. تخطّ رسالةً
يا أيها الوهمُ الذي ما أشبَعَا..
أنا من هواكَ .. ومن بريدكَ مُتْعبٌ
وأريدُ أن أنسى عذابكما معا..

أعيشك
06-14-22, 08:48 AM
أعرف أنني على الطريق الخطأ،
وأعرف أن الحالة التي وصلت إليها،
لا تناسب ربيع شبابي،
أُدرك مدى خطورة إستمراري،
في هذه اللامبالاة،
وأعرف أن لا أحد غيري،
سيتحمل توابع الطريق الخطأ،
أحفظ قصص الأمل عن ظهر قلب،
وبإمكاني أن أخبرك عن سوداوية المستقبل،
الذي ينتظرني لمجرد أنني أتكاسل،
عن أتخاذ خطوة واحدة في الحاضر،
إنني أُعاني،
لكن معاناتي ليست في الإكتئاب،
وإنما في فقدان الشغف.

أعيشك
06-15-22, 08:31 AM
لا أعرفُ على أي رصيف منفى،
ستتسّاقطُ أقدامي ورموشي من الإنتظار،
لا أعرفُ أي أظافر نتنةٍ ستمتدُ إلى جيوبي،
وتسلبني قصائدي ومحبرتي،
وأحلامي في وضح النهار،
لا أعرفُ على أي سرير فندقٍ،
أو مستشفى سأستيقظ،
لأجد وسادتي خالية،
ودموعي باردة،
ووطني بعيد،
لا أعرفُ في أي منعطف جملة أو وردةٍ،
سيسدد أحدهم طعنتهُ المرتبكة العميقة،
إلى ظهري من أجل قصيدةٍ كتبتها ذات يوم،
أشتمُ فيها الطغاة والطراطير،
ومع ذلك سأواصلُ طوافي وقهقهاتي وشتائمي،
عابرةً وليس لي غير الأرصفة والسعال الطويل،
ليس لي غير الحبر والسلالم والأمطار،
سائرةً مثل جندي وحيد،
يجر بين الأنقاض حياتهُ الجريحة،
لا أريدُ أوسمةً ولا طبولاً ولا جرائد،
أريدُ أن أضع جبيني الساخن،
على طين أنهار بلادي،
وأموت حالمةً كالأشجار.

أعيشك
06-16-22, 07:38 AM
الحياة ليست عادلة،
ربما لا أعرف كيف يُجدر بي البقاء،
-أشطب الجملة-
ثم أكتب مرة ثانية :
الحياة ليست عادلة،
ربما تاهت تلك الحياة،
وأظل أبحث عنها طيلة الوقت،
-أشطب الجملة مرةً أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما لا أعرف معنى أن أهرب،
أن أتوه داخل نفسي،
-أشطب الجملة مرة أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما في داخل عقلي،
ما زالت الأوهام ترقص،
تُحلق داخل ما أُفكر فيه،
-أشطب الجملة مرة أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما الأحلام وحدها،
تعرف الكثير من السعادة،
تغُوص داخل الأعماق،
مخُتبئة هناك،
-أشطب الجملة مرة أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما الدوافع التي كانت معي،
فقدت سرعة أو صديق أو شيءٍ ما،
أو روح أو لا أعلم،
-أشطب الجملة مرة أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما وحدها الموسيقى،
تُساعدني على التجاوز،
على الساعات التي أفقد التحكم خلالها،
-أشطب الجملة مرة أخرى-
ثم أكتب :
الحياة ليست عادلة،
ربما سأظل أتردد دومًا،
أن الحياة ليست عادلة!.

أعيشك
06-18-22, 07:12 AM
‏أعيش في مرحلة إدراك،
أنني جربتُ أن أكون ثرثارةً،
أن أكون عصريةً،
أن أكون مندفعةً متحمسةً،
أن أكون طفوليةً،
وأن أكون ساطعةً،
لكنني بعد كل هذا،
أعود مرهقة للإنزواء،
وأنه يناسبني السكون والإختباء،
يناسبني هدوء الأيام،
وتعنيني الآن فكرة،
أن أرعاني أكثر من أن أُغيرني.

أعيشك
06-20-22, 09:52 AM
هُناك صباحات،
لا أرغب فيها بِمعرفة أي شيء،
ولا سماع أي شيء،
لا أود سوى الجلوس في شارعٍ ناءٍ،
ورؤية القط يُدرك ما يُريد،
حتى في لحظات صمته،
أودّ لو أمكث وحيدةً،
يُحادثني القط بِعينيه،
وعندما يطرق فيصمت،
لِرجل أضاع سكينته،
سأقرأ قصيدةً،
كي يموت بِسلام،
في اللحظة التي أُفكر فيها بذلك،
يجثو ظلٌّ على صدري،
يمسدُ بيديه جبهتي،
فأصمُت،
لا صباح،
لا شارع،
لا قِط،
قادرون على إطفاء لوعة هذه الأيام.

أعيشك
07-02-22, 11:29 AM
أكره أتملق والناس المُتلمقين،
أكره الأُناس المتبجحين المغرورون،
الناشدين كثيرًا عن بطولاتهم وأعمالهم الزائفة،
أكره أولئك الكاذبون الناطقون،
بكلامًا كذب من أفواههم القذرة،
أكره المحطميّن للذات،
الكاثريّن لأحاديثهم في المجالس المقززين،
والمغرورون في كلامهم،
الذي يجعلنا نُطئطئ رؤوسنا خجلاً،
أكره أولئك الذين يجعلوننا وكأننا جُهلاء،
أمام أكاذيبهم الزائفة،
كم أمّقت الأشخاص ضعيفي الشخصية،
الذين يختبئون خلف أقنعة مُخادعة للمناظر،
لا يعرفون سوء التبجح بأعمالهم الفاسدة،
الخارجة عن القانون،
كم أكره أولئك الكاذبين المغرورين بأنفسهم،
الذين يشعروننا وكأننا لا شيء أمام،
قصصهم العقيمة الساردين علينا،
معاركهم السريالية المقززة،
التي تشعرنا عند نطقهم بها بالإشمئزاز،
أكره أولئك العابثين بقلوبنا،
المحطمين لأحلامنا الشانقين لآمالنا،
أكره أولئك الجاحدين الغاضبين الدكتاتورين،
المتجبرين والمتغطرسين القذرين والمقززين،
المتبجحين المغرورين والنرجسيين،
أكره أولئك الشياطين المتجسدين على هيئة بشر.

أعيشك
08-22-22, 03:35 AM
في أصابعي،
أحملُ قضبانًا،
سجنًا من الرياح، يقولُ لك:
ألمسني كي أتحرر،
ليلاً تتسعُ عيناي أكثر،
وتتسعُ هوّةٌ،
تُفصل ما بين جسدي وجسدٍ آخر،
أبقوا على سجني،
أربعة ملايين عام،
هواءٌ مُجوف في جانبي،
يكفي لإعادتي،
مع حُريتي المذعورة،
إلى الأرض،
في اللحظة الأخيرة.
لستُ أعرفني،
في الصباحات الخائنة،
في ورقةٍ كستها رائحة أمواتي،
صدأٌ،
في لُبٍ باردٍ لأشجارٍ تقفُ إنتظارًا،
أتراني إعتدتُ على الدفن،
في العيون،
في مساءٍ مُرّ،
في ثُقبين في السماء،
ترى ما الذي يُمكن أن يؤذيني أكثر؟.

أعيشك
09-30-22, 09:51 AM
أُمي،
أنتِ من تملكين نورك،
إمنحيني نوري،
إنني كالأعمى،
أسيرُ بلا هدف،
وأمشي أتحسس الطريق،
أمشي تحت العواصف والأعاصير،
عمياء بالحلم ومجنونةً بالتناغم،
هذا هو شرّي،
الحُلم،
الشعرُ هو القميص الحديدي،
ذو الألف سنٍّ،
الذي ألبسه على روحي،
الأشواك الدامية،
تجعل قطرات همّي تتساقط،
وهكذا أمشي،
عمياء ومجنونة،
في هذا العالم المُرّ،
أحيانًا يبدو لي الطريق طويلاً جدًا،
وأحيانًا يبدو لي قصيرًا جدًا،
وفي هذا الترنّح بين الأنفاس والإحتضار،
أحمل وُسع طاقتي آلامًا،
ألا تسمعي سقوط قطرات همّي؟.

أعيشك
10-01-22, 08:13 AM
أشعر بأني أتسرّب،
عواطفي،
حقيقتي،
أصلي،
ماضيّ،
حاضري،
دموعي،
فناجين قهوتي،
صوتي،
ذكائي،
لمعاني،
اخضراري،
إغرائي،
جاذبيّتي،
حناني،
الحُب العامر فيّ،
حركتي،
تحرّكي،
أماني،
اطمئناني،
لهوي،
ولَعي،
الشغف،
سلامي،
ابتسامتي،
الرجل الذي أحببت،
الانتقام الذي اؤذي به نفسي،
تفوّقي المهني،
الإستيقاظ المُبكّر ومشاهدة الشروق،
خشوعي،
حماسي،
كُلّها،
تسيل مني،
على الأرض،
والجميع،
بمن فيهم أنت،
يدوسُها.

أعيشك
10-04-22, 07:59 AM
نحن في حالة انتظار دائم،
كل منّا ينتظر شيئًا أو أشياء قادمة،
أو أنه موعود بها،
أو محتملة الحدوث،
ننام لننتظر الصباح،
نذهب للعمل لننتظر ساعة أنتهائه،
وفي بعض الحالات بتداخل الأنتظار مع الخوف،
ثمة أمور كثيرة يخشى الناس وقوعها،
وهم إذ يتوقعون حدوثها،
فإنّهم يسعون لتجنب أن يحدث يومًا،
ولكن في الإجمال لو غاب الأنتظار عن حياتنا،
لغابت عنها الأهداف والتّطلعات،
وبالقطع كلما كان عمر المرء أقل،
كلما ازدادت مساحة أنتظاره للقادم،
لكنّ الإنسان لا يزال ينتظر،
حتى أخر لحظة في حياته!.

أعيشك
10-06-22, 08:48 AM
لا الطريق طريقي،
ولا الوجهة وجهتي،
أحيانًا أتحاشى التعمق في مشاعري،
حتّى لا يزداد لدي اليقين بذلك،
أقف على نهايات الأشياء ونهايات المشاعر،
وأتساءل عن شعوري الحقيقي،
تجاه كل فعل وكل حِس يصدر مني،
كل المدارات لا تتسق مع رغباتي،
وكل الكيانات لا تتوحّد مع ماهيّتي،
أُعيد تفتيت ذاتي،
وتدمير جميع ما آمنت به روحي،
تائهةً حائرةً،
لا أجوبةَ لأسئلتي.

أعيشك
10-06-22, 04:42 PM
أنا أسفةٌ يا الله،
لدي منزل،
وحديقة،
وعائلة،
لدي صحة،
وأيامٌ لم أعشها بعد،
تناولت غذائي اليوم،
وكل يوم،
لدي أخوة،
وسرير،
وأشعر بالدفء،
لكنني أبكي،
لأسباب لا أعرفها،
أشعر بالحزن الشديد،
روحي تنفصل عني كل دقيقة،
وقلبي يؤلمني بشدة،
أسفةٌ يا الله،
لأنني رغم هذا كله أبكي،
روحي باردة،
أسفةٌ يا الله،
لأني أشعر بالكآبة،
رغم قولك:
" لا تخافو ولا تحزنو "
أسفي الشديد،
لأني حزينةً وسط كل الذي أنعمت علي،
أسفةٌ،
لأن على زيارة الطبيب النفسي،
لكن لا أقدر،
كيف أخبره أن حياتي جيدة ولكني حزينة!.

أعيشك
10-07-22, 07:15 AM
يتبادلون قبلة،
على مقعد الحديقة،
على حافة سرير قديم،
عند مدخل المقاهي أو بداخلها،
يتبادلون قبلة،
بينما تضج الشوارع بالبالونات أو الجنود،
بالجراد أو القصاصات الملونة،
بالماء أو النار أو الغبار،
يتبادلون قبلة،
على مدار قرون،
تحت الشمس أو النجوم،
أسفل شجرة ميتة،
أو في رحاب مظلة بين الأطلال،
يتبادلون قبلة،
ممتدة،
عميقة،
قبلة رحبة،
تستكشف صمتّ اللسان،
وسكون الحلق،
قبلة تتوق لجسدٍ حي،
قبلة لا تتوقف أبدًا،
لا لحوادث السيارات،
ولا لسقوط القنابل،
لا لبكاء المواليد،
حال اصطدامهم بالهواء الأبيض،
يتبادلون قبلة،
ليبدأ العالم من جديد،
يتبادلون قبلة،
حتى تتورم شفاههم،
حتى تغدو ألسنتهم الغليظة،
براعم رقيقة تمتص الرحيق الحلو،
أود لو صدقت أنهم يتبادلونها إنقاذًا للعالم،
لكنهم لا يفعلون،
كل ما يعرفونه إلحاح الرغبة والحاجة،
يشتبكون،
يلتصقون كزهور،
تنغلق على نفسها وتنفتح،
تتلاصق أسنانهم،
يفعلون ما ينبغي عليهم فعله،
للإفلات مما هو أسوأ،
يحبسون الكلمات القاسية بالداخل،
يشتهون خطايانا،
في هذا العالم المتصدّع،
يمارس العشاق هذا الفعل،
البسيط الفريد الكامل،
يتشبثون ببعضهم،
يتبادلون قبلة.

أعيشك
10-07-22, 09:23 PM
الراحة اللي كانت تصاحب المُدونة صارت بعيدة المنال،
لدرجة إني أفكر وأخيرًا أتحرر من الإرتباط العاطفي،
وأعطّل الصفحة للأبد!.

أعيشك
10-09-22, 08:08 AM
‏ليتني لا أحب وجهك كل هذا الحب،
ليس ندمًا أو نفورًا،
ولا رغبة في التخلي عن شغفي الحاد بتفاصيله،
لكنني مثقّلةٌ به،
متورطة بصورتك،
التي تظهر لي في كل مشهدٍ،
فلا أرى إلا هو،
لقد أفسد استشعاري لكل جمالٍ دونه،
تمرُّ الوجوه أمامي،
فأنفر منها،
لأني أريدها أن تكون وجهّك!.

أعيشك
10-09-22, 08:47 AM
لا يمكن أن نكون معًا،
هكذا أقولها،
أنت بعيد لا تكاد تراني،
وأنا،
أنا أضع صورتك أمام عيني،
اقبلها مئة مرة،
ألف مرة،
أضمك،
وأحبك،
لا أشبع منك،
لا يمكن أن نكون معًا،
أنت رجل بأكتاف عريضة،
وأنا إمرأة هذيلة،
لو إمتنعت عن الأكل يومًا آخر،
ستحملني الرياح معها،
يدك بيضاء صافية،
أما أنا يدي مخدوشة،
صيّرتني العائلة صقيع،
وأنت دافئ مذُ عرفتك،
أنت بعيد،
لا نكون معًا،
لا على طاولة،
ولا على طريق،
ولا على نفس المدينة،
أنا إمرأة معطوبة،
قلبي مُبلل،
وصوتي مخطوف،
لن نكون معًا،
أنا إمرأة تغار،
وأنت لا تعرف كيف تحصي،
عدد النساء في حياتك،
لن نكون معًا،
بيننا بلاد،
ولا أقصد بهذا المسافة،
ولكني أقصدها،
لن نكون معًا،
أُرددها كثيرًا،
لافهمها،
وأتقبلها،
وأكف عن إنتظارك.

أعيشك
10-09-22, 09:03 PM
بالأمس،
حين كُنت سعيدة،
كان طعم الحياة حلوًا،
مثل مطرٍ على لساني،
لكنني،
وكمثلِ لعبة حمقاء،
عابثتُها،
كما يعبث نسيم العشايا،
بذُبالات الشموع،
آلافٌ من أحلامٍ حلمتها،
وآمالٍ رسمتها،
بنيتها كلها،
يا حسرتي،
على رملٍ واهنٍ،
لا يثبتُ على حال،
تعلقتُ بالليالي،
ونأيتُ عن وضح النهار،
والآن،
الآن فقط،
أرى كيف فرّت السنون،
بالأمس،
حين كُنت سعيدة،
كثيرٌ من أُغنيات السعادة كانت،
بإنتظار غنائها،
وكثيرٌ من جامح الملذات،
تقبعُ في خزائني،
وكثيرٌ من الآلام،
رُفضت عيناي،
عيناي المبهورتان،
أن تراها سريعًا،
كنتُ أجري وأجري،
حتى نفد الزمان والسعادة،
لم ألتقط أنفاسي،
لأُفكر في مغزى الحياة،
وكل حديث أستعيد اليوم ذكراه،
ما كان إلا لأجلي،
لأجلي أنا وحدي،
بالأمس،
كان القمر أزرق،
وكل نهارٍ مجنون،
كان يمنحني شيئًا جديدًا أفعله،
وكان سحر السعادة في يدي،
كعصًا في يد ساحر،
فلم أُبصر الخراب،
والخواء الذي يمتدّ خلفه،
قد لعبتُ لعبة الحب،
في فخارٍ وكِبر،
وكُل نارٍ أوقدتها،
خَبَت كلمحِ البصر،
وأرفضّ من حولي الصحب،
فظللتُ ها هُنا،
على المسرح وحدي،
حتى خِتام الرواية،
وفي أعماقي أُغنياتٌ كثيرة،
لن تُغنى،
وها لساني،
يذوقُ مُرَّ الدموع،
وها هي الساعة قد أزفت،
لأدفع الثمن عن أمسي،
أمسٌ حين كُنت،
سعيدة.

أعيشك
10-10-22, 07:43 AM
إنجًا بعد إنج يزحف النهار،
أنزل إلى الشارع،
وأتنفس بعُمق،
أتنفس فحسب،
ليلي كُله كتبٌ وأوراق،
وحيدةً،
أشعُر بالنقصان،
كمُمثلٍ يؤدي نصف دوره،
أخرج؟
وماذا أرى،
تلك الشمس الحارقة،
أصبحت في صفرة الذهب،
اليوم،
على الأقل،
ثمّة شيءٌ مُكتمل!.

أعيشك
10-10-22, 10:31 AM
أكثر ما أحببتُ في طفولتي،
دُمية من صوف،
بِشعر كستنائي مسرّح،
شعرها مثل شعري،
عينها بِلون عيني،
أُحبّ ما صُنع من دُمى،
واحد من صبية الجيران،
مليءٌ بحقدٍ غير مفهوم،
خطفها مني ذات يوم،
وألقاها في النار،
مذُ ذلك اليوم،
تعرّفت يدايَ المسفوعتان،
نوعين من الرماد،
نوعين من الإحتراق!.

أعيشك
10-10-22, 04:00 PM
ساعتي لم تحن بعد،
لكن أيامًا حالكة بدأت لِسواي،
منذُ وفاة والدتي،
والعالم موحش،
والموتُ نبيل،
المرايا مُعتمة،
والنّور مختلط بالدياجير،
أحلامي ليست سوى انعكاساتي،
وأفكاري تؤرّقني،
واقفةً على هذه الأرض،
غنيّةً بِعطايا أبي وحُبه،
منذُ أن وضعتني أُمي من مجرات بطنها،
وعيناي تُبصران في الظُلمة،
ونظري يغطِس في نظر العالم،
لم أخشَ الحقيقة العارية،
لم أكُن بالنسبة للبقية،
سِوى غيّمة،
طريق المنفى يقودني،
نحو حياةً مُظلمة،
مسكينةً،
كفقيرٍ مشلول،
على ثنايا الشيخوخة،
أجولُ بين العشب والموج،
أقرأ الأشعار،
أُحبّ البحر،
لكن،
يُمكنني أن أولد أيضًا،
من قلب الجمر،
فليكُن لي حق إختيار أقربائي،
رُغم انفصام علاقتي بالأرض،
فإن موهبة الحُب لا تموت أبدًا،
يكفيني فقط،
موقع تحت الشمس،
مكانٌ ألقي فيه المرساة،
كي لا تُغرقني عاصفة الوقت،
أرمي حُبًا للعصافير،
إنها من عائلتي،
أسمعُ في صمت الصرخة الشفافة للنجوم،
وكُل خطوة بإتجاه المنفى،
تُبعدني،
وستُبعدني كل يوم أكثر،
إلى أن أصل المأوى الأخير،
في الأشدُّ عمقًا مني.

أعيشك
10-11-22, 05:59 AM
في غمضة عين تنقلبُ الحياة فجأة،
من تعاستها لسعادتها،
من قبحها لأقصى جمالها،
ومن هشاشتها لقوتها وصلابتها،
تنقلبُ الحياة بحدثٍ مُهم،
بمجيء شخصٍ ما،
الشخصُ المُناسب في الوقتِ المُناسب،
بلحظة نكونُ عندها فارغين من كُل شيء،
فاقدين العزم والشغف،
راغبين في أخذ جانب من الحياة،
زاوية بعيدة،
ورُكن هادئ،
لكن يحدث فجأة لقاء أول،
لقاء لا يتبعه لقاء آخر مع أي شخص آخر،
يتكررُ اللقاء مع أحدهم فحسب،
يتكئ أحدنا على الآخر،
وتتحول تدريجيًا تِلك العتمة إلى نور مُفاجئ،
وتصبحُ الحكاية الجميلة،
التي كانت تأسرنا حين الصبا واقعًا حقيقيًا،
نعيشها بكُل ما فيها وبكُل ما فينا!
يصبحُ كُل شيء في القلبِ قابلًا للبوحِ وللمُطالعة،
وكُل وقتٍ يمر عليّ حياة قصيرة عِشتها معك،
ويصبحُ المعنى الدقيق لأحدنا الآخر،
هو رحمة أتوكأ عليها وأقوى بها.

أعيشك
10-11-22, 04:38 PM
لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم،
وأحتاج فيه القوة،
لكي أظل لطيفة،
أعني،
أنا شخص لطيف بالأصل،
ولا أضمر الشر لأحد،
لكن القدرة على تحمل الأشخاص،
وأفعالهم تتضاءل تدريجيًا لدي،
صبري ينفذُ بسرعة الآن،
ولدي استعداد أن أخسرك،
مقابل كسبَ راحتي،
تمرُّ علي أيام،
أكون فيها نزقة للغاية،
لم أعُد أرغب أن أفعل شيءٍ لأحد،
على حساب نفسي،
أُقاوم لدرجة معينة ثم أتوقف،
الإحسان هو ما أقدمه الآن،
أحسن إلى الآخرين،
كي لا يغضب مني الله،
وكي لا أتحول الى شخص كريه،
في هذا العالم المليء بالمتعجرفين.

أعيشك
10-11-22, 08:12 PM
المشهد على ما أظن،
هو غضبك وإبتسامتي،
لونك البغيض،
وآلامي اليائسة،
إيماءاتك الجافة،
وذكرياتي الصامتة التي نتفاداها،
كلامك الخاوي الذي يعري مُستقبلي،
المشهد على ما أظن،
قصيدةٌ،
في تعقيد كفَّينا،
أستعيرُ طريقك الممدود،
بنظراتٍ واجفة،
أبحثُ عن كف الشمس،
في دفئك،
أنت النهار ذو الوجه الكدِر،
دواخلك،
تخطو على كل حقيقة،
وأنا الليل المحروم من النوم،
ثمّة أمرٌ مؤكد،
الحرية مجدولة في كفّينا،
مثل مطرٍ يختفي أثره،
عند مرمى أصابعنا،
صراعٌ،
نتعلمه واقفين،
في عصرنا هذا.

أعيشك
10-12-22, 12:30 PM
https://g.top4top.io/p_2476ugct33.jpeg


ها أنا جرحٌ مُعلق،
على نافذة جسدك،
محفورةٌ على قلبك،
مُجدولة في نظراتك،
مثل قُبلات،
ها أنا إيماءةٌ في الفراغ،
أنا المدينة،
مُضفرة بالصيحات في الشك،
ها أنا حلمٌ وشمسٌ لاذعة،
احكِ لي عن النهار،
في أبجدية الرماد،
احكِ لي عن طول ضحكتك،
سوف أتّخذها لنفسي،
وسأُحدثك عن غيابك،
في ذات مساء.

أعيشك
10-12-22, 07:52 PM
يقولون أن السعادة ستجدك،
لكني أعتقد أن الحزن يجدك أيضًا،
يُفاجئك في الظلام،
حين تعتقد أنك قد نجوت منه،
يفتح فجوات في الأرض كانت صلبة،
من النوع الذي لا تعرف بِوجوده أبدًا،
إلى أن تخطو،
فتحد نفسك مُعلقًا في الهواء،
العالم يمُر من حولك،
بألوان وأصوات مطموسة،
لا شيء يبدو منطقيًا،
مع إستمرارك في الهبوط،
تنسى كيف بدأ،
لا تعرف متى بنتهي،
تعرف فقط أنك قد تُضحي بأي شيء،
لِتقف على قدميك من جديد،
الحزن هو ذلك الشعور،
عندما تُواصل السقوط،
فينزع من حياتك المعنى،
والأوقات الطيبة كلها التي سبق وعشتها،
هكذا،
عندما تصطدم في النهاية بالقاع،
تلتفت،
تنظر للأعلى نحو السماء،
الأمر الذي بدا لك مرة بعيد جدًا،
حينها لا يبقى لك شيء لِتفعله سوى البُكاء،
الناس جميعًا في الأعلى يصرخون:
انقذ نفسك!
يقولون أشياء عن السعادة والأمل،
لكنهم مشغولون جدًا بِحياتهم،
ليُدركوا أن الأمر رُبما يكون أسرع كثيرًا،
فقط،
لو أنهم أمدوك بِحبل!.

أعيشك
10-13-22, 06:04 AM
بينما لا أزال أرقد على هذا السرير الجامد،
في هذه الغرفة البيضاء،
المُزدحمة بأشياء لا عمل لها،
سوى مُحاولة منعي من فُقدان الوعي،
يطوفُ عقلي،
ومثلما تدور الأرض حول الشمس،
يدور حولك،
أتخيلك بِجواري،
تُحدثني عن أشياء لم أُفكر أبدًا،
حسنًا،
بل فكرتُ بها،
تشرحُ لي مفاهيم ونظريات تُنير بصيرتي،
أصغي بإنتباهٍ لك،
أتابع كيف تُضيء عيناك،
عندما تتحمس لموضوعٍ ما،
أو كيف يرتسمُ ذلك التعبير الجاد،
على وجهك عندما تُفكر،
أغلق عيني،
هكذا أرى وجهك بوضوحٍ أكثر،
هذا هو السبيل الوحيد،
الذي يُمكنني من صحبتك،
الخيال،
وبينما يُحاصرني الظلام،
أشعُر بنفسي أزدادُ ضعفًا،
مع كُل مرة تمر،
جسدي يثقل،
وبِبطء أنفصل عن هذا الوجود،
أُفكر،
ما الذي يفترض بي فعله؟
أُريد أن أتمسك بحياتي،
أن أُقاوم،
على الأقل لأتمكن من رؤيتك،
أن أواصل إعجابي بك من بعيد،
لكن،
في الوقت نفسه،
أموتُ في كل مرة أُدرك فيها،
أنك لست لي لأبقى عليك،
ولو تخليت عن حُبك،
لن أشعر بشيءٍ بعدها أبدًا،
تضطرب ضربات قلبي،
أسمع صوت الجهاز المُنظم،
لِضربات القلب يعلو،
مُحذرًا المهتمين بأنني ربما،
بعد هذا كله،
أُغادر،
ورغم أنني لا أملك القوة لأفتح عيني،
ألا أنني أشعر بذعرهم،
بينما يُحاولون إغوائي لأعود إلى الوجود،
أسمحُ لهم،
حيث أنني لا أملك أية قدرة على اتخاذ القرار،
هكذا،
أرقد هنا فحسب،
أترك القدر والعلم يُقرران لي،
فما معنى الحياة لو أن داخلك ميت؟.

أعيشك
10-14-22, 04:05 AM
كالقمر تمامًا،
سيظل جزءٌ منا دائمًا مُتخفيًا بعيدًا،
حُبنا ليس للإستهلاك العام،
إنه لنا ويعنينا نحن فقط،
لن يروا ما نرى،
لن يفهموا ما لدينا،
لن يُدركوا أبدًا عُمق علاقتنا وتعقيدها،
لكن،
مثلما يفعل القمر أيضًا،
سيُضيء حبنا الظلام،
معًا،
يدًا في يد،
نرقص على طول طريق الهوى،
بلحنٍ لا يسمعه سوانا،
وبينما نرقص،
سيُحدقون فينا،
لأننا في عيونهم نرقص للصمت،
في عيونهم نحن مجانين،
هذا صحيح، أليس كذلك؟
نعشق بِجنون،
لم تقلها قط،
ولا أنا فعلت،
لكنني أعرف أن كلينا يستشعرها،
هي ما يدفع قلبينا لمواصلة النبض،
ليس بشكلٍ مُنفرد،
وإنما كواحدٍ مُكتمل،
يعلم الله أن الطريق الذي نسلكه ليس سهلاً،
لكن لا يهم،
سبق ورأينا العراقيل التي تنتظرنا،
ولو نظرناه لما قطعناه،
لما أصبحنا ولما تغلبنا عليه،
وطالما أننا معًا،
أية جبل لن يكون مرتفعًا بما يكفي ليُخيفنا،
لذا دعنا نواصل رقصنا في الظلام،
فحتى وإن انتهت الكتابة،
حبنا سيستمر.

أعيشك
10-14-22, 06:49 AM
أريد أن أذوب،
أن تمتصّني التربة،
وأكون للأُمم منفى،
أو أن أُلقى في محيطٍ وأتحلل،
وأكون للأمواجِ ملحًا،
أريد أن أوجد بأي هيئةٍ،
إلا أن أكون بشريةً،
تلفظها أحشاؤها،
ولا تنتمي لا لبلدٍ،
ولا لدارٍ ولا لقلبٍ،
ولا تعرف سوى الغيوم سقفًا.

أعيشك
10-15-22, 08:02 AM
لا أعرف ما الذي يدفعني لرسم صورتكَ،
في هذهِ اللحظة الخارجة على فيزيائية الوقت،
ولا أعرف لماذا أفكر بكتابة،
هذهِ السطور الغرانيتية إليكَ بالتحديد،
عليَ الاعتراف بأني مازلتُ أحبك،
رغم شرطكَ البيولوجي،
ولكني أخافُ النظرَ والإسرارَ إليك،
فليس من حق المرء أن يؤكسدَ أجواءَ الآخرين،
حتى لو كانَ من طبعه أن يؤلم من يُحب!.

أعيشك
10-15-22, 03:34 PM
بعد أن توفت أُمي،
استقرت الشيخوخة بِداخلي،
في البداية كانت بلا مأوى،
أرادت أن تستلقي،
كانت في حالة صدمة،
ثمّ بدأت بعد ذلك تعود إلى الحياة،
توقَفت عن الحزن،
والآن بدأت بالفعل تصُبّ دمعًا،
صَهٍ،
أتلك طفلةٌ تبكي في ضباب الصباح؟
أم غيمة!.

أعيشك
10-16-22, 01:44 PM
‏عُد،
فقلبي كاليتيم،
‏تفقّده بكل لطف،
‏وأمضي معي،
إن كنتَ أنت معي،
فكل الكون خلفي،
‏إن حُبك فاق هذا،
‏الحبُ في الأحشاء وصفي،
‏إن حُبك في قوايَ،
‏وعند آلامي وضعفي،
‏إن حُبك لو غدا،
‏حتفي هواك،
هويتُ حتفي،
‏إن حُبك لو قسمْت،
‏الروح فيّ،
لكنت نصفي،
‏إن حُبك ملءُ هذا،
‏الكون،
ليت الكون يكفي،
عُد.

أعيشك
10-17-22, 08:51 AM
كانت البداية جميلة،
خاطفة للأنفاس،
ومُفعمة بالغموض،
جميلٌ،
أن يوجد بعد كل ذلك الإنتظار،
من يرى ما وراء المظاهر،
من يعرف،
من يُدرك،
لكن بعد حين،
يمسي كل شيء أصعب،
وبعدها يأتي السؤال:
"لماذا لا أذهب؟"
لا معدودة هي المرات،
التي كنتُ فيها على وشك الرحيل،
إذا لم تكُن هذه الفترة هي الأخيرة،
إذًا سأذهب،
إن شنَّ الحرب بين عقلي وقلبي،
إذًا سأذهب،
إن بدأ فوق كل ذلك يكذب،
إذًا سأذهب،
ولو هجرني مرةً،
إذًا لا بُد لي أن أذهب،
وقد حدثَ كل ذلك،
لكنني لم أذهب،
لماذا؟.

أعيشك
10-17-22, 08:44 PM
سريعًا يمرُّ الفجر،
سريعًا يمرُّ النهار،
لكن المساء اللطيف،
يجلب معه الشفق،
يمضي مثل مياه الخليج،
مابين الأشجار الداكنة،
حيثُ تقف بلا حِراك،
من بين الأمواج على بُعد أميال،
تصِلنا رويدًا رويدًا،
أصواتٍ جافة،
شظايا كلمات تغرق من خلال الهواء،
سريعًا سريعًا يمرّ نهارنا،
لكن المساء يتلبث في الدفء الصيفي،
الدفء الصيفي اللطيف،
يظلُّ مُتلبثًا في الدماء،
التي سوف تُصبح داكنةً هنا،
تحت تيجان الأشجار،
تحت تحديق عين السماء المفتوحة،
المفتوحة بلا حدود.

أعيشك
10-18-22, 07:35 AM
https://www10.0zz0.com/2022/10/18/04/681732669.jpeg


رحماكِ يا جالسةً،
وسطَ بيتك،
واحدةٌ أنتِ،
يا لابسة،
من بياض الرداء،
بين تلك السنابل والياسمين،
كخطِ استواء،
تنصُتين لدهشةِ ماء النوافير،
ينسابُ في ساحِ دارك،
لأصفرار نشيدٍ تهدَّل وهنًا،
بِحلق كنارك،
والمساء،
تشدّين طرفًا إلى شجر السرو،
حيثُ ارتجاف الحمام،
بينما بتأنٍ شديد،
تُطرّز كفكِ في قطعة الخيش،
بعض الكلام،
رحماكِ يا جالسةً،
وسطَ بيتك،
واحدةٌ أنتِ،
يا لابسة،
من بياض الرداء،
رحماكِ،
كم هو حجم العناء،
أن أقول:
اشتقتُ لكِ،
أُمي.

أعيشك
10-18-22, 07:44 PM
لم يفهم أحد،
عِطر زهرة الباتشولي،
فوق كتفك،
لم يعرف أحد،
أنك كُنت تُعذب،
طائر الحب الطنان بين أسنانك،
وألف مهرٍ فارسي،
يهومون في الساحة،
من تأثير عيناك القمرية،
بينما كنتُ طوال ليالٍ أربع،
أُعانق جسدك،
عدو الثلج،
وما بين الجصّ والياسمين،
كانت نظرتك،
غصنًا شاحبًا لم ينضج بعد،
فتشتُ صدري عن أحرف عاجيّة،
دائمة البوح لأقولها لك،
لأقول دائمًا دائمًا،
يا ملاكَ عذابي،
يا ذا الجسد الهارب إلى الأبد،
تركتَ دماء عروقك في فمي،
وفمك بِلا ضوءٍ،
كي أموت.

أعيشك
10-19-22, 11:36 AM
أميلُ دائمًا لمن يجيد مواساتي،
ذلك الذي يمكنه تحمل الضغوطات عني،
دون أن يُشعرني بإنني عبء وحمل عليه،
لمن يرفع عني عناء التفكير في نظرته لي،
ذلك الظل الخفيف الذين يملك نظرة ساخرة،
يستطيع بكلماتٍ بسيطة تحويل،
أشد لحظات بؤسي وتعاستي،
للحظات من الضحك وإطلاق النكات كمطرِ إيلول،
على مواقف كانت تستدرجني للبكاء،
أميل لذلك الذي يحاول دائمًا مساعدتي بلا مقابل،
لا يبخل عليَّ بالود والكلمات اللطيفة،
والإعجاب بتفاصيلي،
في أشد لحظات فقدان الثقة بنفسي،
ذلك الذي يمدني دائمًا بكلمات القوة والأمل،
حين أشعر بالهشاشة واليأس،
أميل لك حين لا تُبخل بالمواساة والود،
والحب ولو بأبسط الكلمات،
أميلُ لك.

أعيشك
10-19-22, 11:46 AM
الصداقة أصعب العلاقات وصولاً،
من بين الأُخريات،
أن أُحب أحدهم يتطلب ذلك،
أن أبذل بعض مشاعري من أجله،
وما إن اتخذتهُ صديقًا لي،
يعني أنني عاهدت نفسي،
على أن أكون الأفضل لديه ومن أجله!
أن أصدق معه وأقف في وجه السهم،
الذي قد يطعنه في ظهره،
أن أحتفظ غيبته وأُطيب سيرته بين الآخرين،
أن أتحدث معه وعنه،
كأنني أتحدث مع نفسي وعنها،
وأن أحب له ما أحبه لنفسي وأفضل،
أن أخلق الأحاديث،
حتى لا يأتي عليه الوقت،
ويشعر بالتجاهل،
مثل أواخر أيلول،
‏حينَ تتمسك الروح بغيمةٍ،
‏تفقدُ كل الأوطان حدودها،
‏لا جغرافيا،
‏يتوازن الحب،
على الأجنحة التي لا تعود!
بعبارةً مختصرة:
أن أراه بعين قلبي وكأنه أنا!.

أعيشك
10-20-22, 08:14 AM
صباح الخير وبعد،
لا أدري كيف سأخط كلماتي وأنسج أحرفي،
ولكن رغم هذا،
صباح الخير لكل روحٍ متعبة قاومت،
ولكل إنسان ضعيف نهض،
صباح الخير لكل شخص لا يدري إلا أين يتجه،
صباح الخير للحيارى،
صباح الخير لبائع الخبز وصانع القهوة،
صباح الخير لكم جميعًا،
لا أدري ما تفاصيل صباحكم،
كي أقول لكم عنها وعني صباح الخير،
ولكن لكل شخص في هذا الصباح،
لك مني صباحٌ جميل،
كروحك تلك،
التي تأبى أن تسقط في مستنقع اليأس،
صباح الخير أيها العازمون على المضي،
وترك كل شيء مُخيف خلفهم،
لكل فرد عرفته أو لم أعرفه،
أُريد أن أقول لك،
الله معك،
ثم أيها الرائع لك مني صباح سعيد،
يا وجهِ الخير.

أعيشك
10-23-22, 08:52 AM
في غمضة عين،
تنقلبُ الحياة فجأة،
من تعاستها لسعادتها،
من قبحها لأقصى جمالها،
ومن هشاشتها لقوتها وصلابتها،
تنقلبُ الحياة بحدثٍ مُهم،
بمجيء شخصٍ ما،
الشخصُ المُناسب،
في الوقتِ المُناسب،
بلحظة نكونُ عندها فارغين من كُل شيء،
فاقدين العزم والشغف،
راغبين في أخذ جانب من الحياة،
زاوية بعيدة،
ورُكن هادئ،
لكن يحدث فجأة لقاءً أول،
لقاء لا يتبعه لقاء آخر،
مع أي شخصٍ آخر،
يتكررُ اللقاء مع أحدهم فحسب،
يتكئ أحدنا على الآخر،
وتتحول تدريجيًا تِلك العتمة إلى نور مُفاجئ،
وتصبحُ الحكايا الجميلة،
التي كانت تأسرنا حين الصبا،
واقعًا حقيقيًا،
نعيشها بكُل ما فيها،
وبكُل ما فينا!
يصبحُ كُل شيء في القلب،
قابلًا للبوحِ وللمُطالعة،
وكُل وقتٍ يمر عليّ،
حياةً قصيرة عِشتها معك،
ويصبحُ المعنى الدقيق لأحدنا الآخر،
هو رحمة أتوكأ عليها،
وأقوى بها.

أعيشك
10-25-22, 09:11 AM
النمل يركض فوق لساني،
يحمل على أعناقه حروف سقطت،
دون أن أنطقها،
سيُبنى بها بيوت من الأبجدية داخل جوفي،
أخافُ أن أبتلع لُعابي فيموتوا غرقى،
أو أن تأكلهم نيران أحماضي الجائعة،
لذا يجب أن أُبقيها بين أسناني،
يتخللها الهواء من الفنية للأخرى،
توسوس لي في أُذني،
أنها مازالت هُنا،
يجب أن أُنظف فوضى وليمة البارحة،
لقد مضغتُ كل الكلام،
وابقيته في فمي،
ابقيته في فمي كطفلة تكره بلع الطعام،
تُحوله إلى كتلة صماء ثم تلفظها،
أما أنا فقد كبرتُ على لفظ الطعام والكلام،
أتركهم يتراكموا يومًا بعد يوم،
إلى أن يأتيني النمل مُنقذًا،
فيحمل ما يثقل لساني بعيدًا.

أعيشك
10-26-22, 05:46 PM
قد انقضت رغباتي،
لم تعُد أحلامي محببة بي،
لم يبقَ غير آلامي هذه،
ثمار فراغ قلب قاحل،
في عواصف قدرٌ لا يرحم،
ذوى اكليلي المزهر،
وها أنا أعيش وحدتي وكآبتي،
منتظرةً متى تراني أموت،
هكذا هي ورقة الشجر المتخلفة،
في صفير الزوبعة الشتوي،
وحيدة مهزومة تقف،
ترتجف فوق غصنها المتعري.

أعيشك
10-27-22, 04:49 AM
أصبحت كتابة النثر بمثابة رهُاب بالنسبة لي،
دماغي عاطل عن العمل وأنا أنكمش،
لا أستطيع أو لن أستطيع التفكير،
بصفاء ذهن بحبكةٍ ما،
يجب أن أضع البوح جانبًا،
وأبدأ كتابة قصةٍ ما اليوم،
كان الأمس عديم الجدوى،
شعورٌ قوي مفاجئ بالإرهاق،
حطَّ عليّ مثل طائر،
أُختلق الذرائع دائمًا،
يتعين عليّ الشروع في كتابة
الخطوط العريضة لحبكة القصة،
من الواضح أن هذا يستغرق وقتًا،
أتوقع أن أطير إلى الآلة الكاتبة،
وأشرع بالكتابة.

أعيشك
10-28-22, 05:52 AM
بين اسمك واسمي،
هناك شفةٌ فقدتْ عادةَ التسمية،
بين العزلة والرفقة،
هناك علامةٌ لا تبدأ من أحد وتنتهي فينا،
بين الحياة والموت،
هناك نَبْتٌ مُداس،
حيث لا أحدَ وطئ هناك،
بين الصوت الذي كان،
والصوت الذي سيأتي،
هناك شكلٌ عديمُ الصوت،
حيث يتأهب كل شيء،
بين الطاولة والفراغ،
هناك خطٌّ هو الطاولة وهو الفراغ،
حيث تخطو القصيدةُ بصعوبة،
بين الفكر والدم،
هناك بريقٌ خاطفٌ،
حيث يتماسك الحب في جهة،
على هذه الحوافِّ،
لا أحدَ يبقى دهرًا،
حتى الكون،
الذي هو حافةٌ أخرى،
لا يكون للكون مرارًا.

أعيشك
10-29-22, 07:42 PM
أعتراف،
منك تعلمتُ كيف تدور الأرض،
مرّة حول نفسها،
وثانيةً حولك،
حفظت قواميسَ مفرداتِ وتمتماتِ،
الأجنحة والمروج واللحظات،
التي تعترف أمام النار،
أحسستُ بقشعريرة الأوراق،
إذ تُقتلع من أغصانها،
والأنهار إذ تتشققُ أسرّتُها،
رأيتُ بِأُمّ عيني،
كيف تمسكُ قُبلةْ برقبةِ اللغة،
وتتوسل إليها،
أن تبتكرَ الشفةَ الأخرى،
عرفتُ كيف أصنع،
من رماد الوقت،
تماثيلَ عشاق غرُبوا،
وأوشحةً تَتَدثّرُ بها،
في ليالي الوحشة والبرد،
أدركتُ أن الطريق،
عندما تمشي وراء قدمي،
تصل هي لا أنا،
حفظتُ تعاليمَ أقوام،
لم يؤمنوا بشيء ورثوه،
لا بكتابٍ قرأوه،
ولا بإلهٍ اكلوه!
لا ينظرون إلى الأرض،
تنبحُهُمُ كلابُها،
وتعشعشُ في عيونهم لقالقُها،
وهم يُجيدون حراثةَ وسقايةَ النجوم،
لتُنبتَ سنابلَ صفراء منحنية،
خبزًا لِأرواحهم ومتاعًا لتِيْهِهم.

أعيشك
10-30-22, 08:07 AM
أنا أغنّي لأن اللحظة موجودة،
ولأن حياتي كاملةٌ،
لستُ لا مبتهجةً ولا حزينة،
أنا شاعرةٌ،
يا شقيقَ الأشياء العابرة،
لا أشعرُ بالفرح أو بالوجع،
أنا أعبرُ لياليًا وأيامًا،
في الريح،
لو أنهارُ أو أتعاظمُ،
لو أبقى أو أتلاشى،
فأنا لا أعلم،
أنا لا أعلم،
أنا لا أعلم هل أبقى،
أم أعبر،
أدركُ أيةَ أغنية،
والأغنية هي الكل،
هناك دمٌ أبدي في الجناح المتناغم،
وأعرفُ يومًا مّا أني سأكونُ بلا صوت،
هذا كل شيء.

أعيشك
10-31-22, 08:26 AM
سأكونُ مَنسيةً،
كطيرٍ ميّت في منبت القصب،
سأكونُ منسيةً،
كقبر أُمي،
أكونُ منسيةً،
كغيمةً لا تُرى،
أقول:
الحكمةُ الأبديّة،
ابتدعت لنا النسيان،
حتى نعرفَ الـحُرية،
النسيان،
يرحمُنا من الذكرى،
ويتركُنا إلى ما نشتهي،
فلنرضى بالواقع!.

أعيشك
11-01-22, 11:53 AM
الآن،
أعني في الهزيع الأخير من حياتي،
أدركتُ أني أعيشُ بتلقائية وبيُسرٍ كبيرين،
مع كل ما يستحيل فهمه،
لم يأسر قلبي طوالَ حياتي،
سوى ما لا يَقع تحت إدراك،
ولم يشغلني في الحقيقة إلا ما لا يُفهَم،
ها أنا أُقلّب ذاكرتي ظهرًا لبطنٍ،
فأكتشفُ أني ما عرفتُ شيئًا إلا وتركتُه،
وما أدركتُ أمرًا إلا وعافته نفسي،
كأنّ معرفتي لشيءٍ ما هي تلويحةُ وداعي له،
هاربةٌ مما أعرفه إلى ما لا أعرفه،
هكذا قضيتُ حياتي،
عرفتُ الليل والنهار،
ولم أسترح في أيّ منهما لفرط وضوحهما،
لكن تعال حدثني عما بينهما،
عن المغيبِ والفجرِ حدثني،
حيث لا ليلَ هناك ولا نهار،
هناك حيث تكثر الظِلال،
ويستوطن الغموض،
وتمرحُ طليقةً أشباحُ ما لا يُفهَم،
هناك موطني،
ويلومني اللائمون بعد ذلك،
أنني لم يبقَ لي إلا التفكّرُ بالله والقلق!
فليكثروا اللوم،
لأنّ الله والقلق وحدهما الجديران،
بأن أحملهما حسرةً معي إلى حُفرتي،
الآن،
في هزيعي الأخير أعلن،
كلّ ما أحببتُه لا اسم له.

أعيشك
11-02-22, 08:29 AM
‏إن كنت قطرة مطر أو دمعة،
أسقط،
أسقط على قلبي،
فهو مصنوعٌ من زُجاج،
وشفتاي،
مصنوعتان من شمع،
إن كُنت شمسًا،
إن كُنت ذكرى،
ضع غيمةً،
أو جناح عصفورٌ مكسور،
على سُلَّمي،
فهو مصنوع من حلم،
وأنا مصنوع منك،
إن كنت حُبًا.



https://www13.0zz0.com/2022/11/02/05/885579100.jpeg

أعيشك
11-03-22, 08:11 AM
حُييت خفاقًا ترفرف في السماء،
يوم العلم المجيد،
3 نوفمبر.


SEO by vBSEO 3.6.1