المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيّدة التي لا تستطيع.


الصفحات : 1 2 3 4 5 [6] 7 8 9 10

أعيشك
01-13-22, 09:25 PM
ثلاثة أيام من الراحة،
لماذا ليس في القبر؟
أختنقُ أنا بدون فمك،
يستنزف الإنتظار،
شروق الشمس المجهض،
الساعات الطويلة على السّلم،
رائحة غاز،
أنتظر الغد مُنكفئةً على وجهي،
أرى لمعان بشرتك،
داخل الصداع الأسود لِليل،
التدفُق البطيء لِضوء القمر،
في باطن بحر غريزتي الجسدية،
غبارٌ على غبار،
مطرقةٌ على فِراش،
شمسٌ على طبلٍ رصاصي،
لم تزال يداكَ الضاربتان،
تبتسمان بلا مُبالاة،
بِوحشية،
كستا إنحناءة نحو الفراغ،
تقول لا والكائن الأصغر،
جسدُ امرأة،
يُمكن أن يؤوي هبوط إنحناءات،
نيسَ الإصطناعية،
والعطر الإصطناعي،
ساعةً واحدة على الأريكة،
لماذا تشحبُ الزرافات؟
هل غادرتُ قلبك؟
تنتنُ العزلة،
حجر القمر في إطار بيضي،
لم تزل نوبة أرقٍ مُتصلبة أُخرى،
يرتجُّ خنجرٌ في المطر مرةً ثانية،
أمنياتُ غد الماس والهذيان،
عرقُ شواطئ إلتفتا بدون مأوى،
وحماقةٌ كُبرى لإيماني الضائع.

أعيشك
01-14-22, 09:21 AM
رميتَ عيني في البحر،
مزقتَ أحلامي من يدي،
قطّعتَ مشيمة بطني المُمزقة،
وفي الأعشاب البحرية الخضراء،
لِجسدي العائم،
أغرقتَني!.

أعيشك
01-15-22, 04:17 AM
الذباباتُ على السرير،
على السقف،
في فمك،
على عينيك،
أيُها الرجل العاجز،
الخبيثُ الجاهل،
الراقد عليها،
في كاملِ ثيابك،
دع لي جلدي،
لا تُفرغ أحشائي.

أعيشك
01-16-22, 03:45 AM
في المخمل الأحمر لِجسدي،
في سواد صرخاتي السريّة،
أنت دخلت،
في الساتان الأحمر لِموتي،
في رواق عينيّ المُعتم،
أنت دخلت،
والأرض تتأرجح،
وهي تدور وهي تُغني،
ومن السعادة رأسي ينفكّ!.

أعيشك
01-17-22, 03:15 AM
فليستفزك عيناي،
فأنا أُريد هياجك،
أُريد أن أرى عينيك مُتثاقلتين،
أن أرى خديك وهما يبيضان إذ يتغضان،
أُريد إرتعاشاتك،
فلتنفجر بين ذِراعي،
ولتلبَّ رغباتي على الأرض الخصبة،
لِجسدك الماجن.

أعيشك
01-18-22, 04:08 AM
أنا امرأةٌ جالسة،
أمام طاولة مكسورة،
والموتُ في الأحشاء،
لا شيء في الدولاب،
مكدودةٌ من كل شيء،
حتى من ذكرياتها،
تترقب،
والنافذة مفتوحة،
الضوء ذا الألف وجه،
الذي هو الجنون.

أعيشك
01-18-22, 10:15 PM
جسدي الصغير الهزيل،
الملفوف في الساتان،
غُرفتي الوردية،
المُتدثرة بالصمّت،
عيناي الجائلتان،
في الأثاث الفاخر،
مُصطدمتين في الظُلمة،
بالفئران الميتة على الوسائد،
وأنتم الذين تترقبون نزعتي الأخيرة،
لكي تنفضّوا وصيتي.

أعيشك
01-19-22, 08:29 AM
أرفعكَ بِذراعي،
للمرة الأخيرة،
أضعك بِعجلة،
في نعشك الرخيص،
أربعة رجال يرفعونه،
على أكتافهم بعد تسميره،
على وجهك الممتقِع،
على أعضائك القلقة،
يهبطون الأدراج الضيّقة،
وهم يجدّفون،
وأنت تتحرك في عالمك الضيّق،
رأسك مُنفصل عن حُنجرتك المقطوعة،
إنها بداية الأبدية!.

أعيشك
01-20-22, 06:46 AM
أطفو بين الخرائب،
ذات الشوارب الحديدية،
الصدِئة بِأحلام يقطُعها،
نعيبٌ ناعم للبحر،
عاريةٌ،
أُلاحق أمواج الضوء،
وهي تعدو على الرمل،
المحفوف بِجمجمات،
بيضاء،
خرساء،
أُحلق فوق الهاوية،
فوق الصقيّع الثقيل،
الذي هو البحر،
البحر الذي أحمل ثِقله،
على جسدي،
فوق الوحوش الخُرافية،
بِأفواه البيانو،
وهي تُنعم بالإسترخاء،
في مهاوي الظِل،
عاريةٌ أنام.

أعيشك
01-21-22, 04:38 AM
أنا فتاة عاقلة،
في فستان من نسيجٍ قطني رقيق،
وحذاءٍ مُدبب،
أنا الصباح الثالث،
للشجرة المقطوعة،
أنا رغبة وغضب،
أنا أُمنية وسخط،
الامرأة الوحيدة على الشاطئ،
الذبابة ذات الأرجل المُلتصقة،
على رقعة الجريمة،
أنا الفتاة العاقلة،
التي تُغنّي البذاءة،
التي تُطفأ نار الغيرة بِبرودها،
وتمنح قلبك بلسمًا يُطفئ النار في جوفك.

أعيشك
01-21-22, 09:34 PM
أنتم لا تعرفون وجهي الليلي،
عينيَّ الشبيهتين بأحصنة الفضاء المجنون،
فمي المُلطخ بدمٍ مجهول،
جلدي،
أصابعي،
أعمدة الإشارة المُرصعة بالبهجة،
سوف توجه أهدابكم نحو أُذني،
لوحي كتفيّ،
حول حقل لحمي المفتوح،
مدارجُ ضلوعي قد تنقبض إذ يخطر لي،
أن أصواتكم قد تملأ حلقي،
أن عيونكم قد تبتسم،
أنتم لا تعرفون شحوب كتفي،
في الليل،
عندما تتطلبُ شُعل الكوابيس،
المُهلّسة الصمت،
وأن حوائط الواقع الرخوة تتعانق،
أنتم لا تعرفون أن عطور أيامي،
تموتُ على لساني،
عندما يجيء الأشرار،
ذوو السكاكين المُسترسلة،
أن قلبي الأنوف وحده،
هو الذي يبقى،
عندما أغوصُ في حمأةِ الليل.

أعيشك
01-22-22, 09:24 AM
منذُ أن عرفتك،
يا روحَ روحي،
كُل كلمة خرافية أبلعها،
تتحول إلى روحٍ،
التلهفات المُحزنة للنساء،
المحبوسات أمام الحُب،
تُنيخُ على فخذي،
كأوكار ضفادع،
ونبتةُ المستنقع،
تتفتحُ أمامك،
كفمٍ وسخٍ ساطعٍ،
بالإستهزاء،
أنت تُجمّل طريقي،
يا روح حُبي،
الذي بلا حدود،
كمثل ورقة زهرةٍ على قبر،
كمثل دمعةٍ في الحساء،
أكمنُ لك في الليل متوترةً،
إلى حد المُجازفة بالإنكسار،
مُتمنيةً مجيئك،
دون أن أعرف نفسي بعد،
هاكَ كرةً من الزفرات،
على وشك الإنفجار،
تنكمشُ بين فكّي،
منزوعيّ المفاصل.

أعيشك
01-23-22, 04:20 AM
قلبك المقطوع،
رأسك الذي ينزف،
مفصولاً عن جسدك،
مكشّرَ الوجه وضريرًا،
عُنقك الذي ينزف،
قطرات جنون،
عيناك اللتان تذرفان،
دموع رغبة،
وأنا التي تشرب،
حياتك الراحلة.

أعيشك
01-23-22, 07:34 PM
لا أعيش مع الأموات،
ينزلقون على البساط،
النقّال للنسيان،
نحو مراعٍ سوداء،
يرتّجفون ويحلقون،
في ريح المساء،
عيونهم تفرغ،
مثل مغطسٍ،
عوراتهم الضامرة،
تتدلّى،
بين سيقانهم الغارقة،
في وحل الذكريات،
لا أعيش مع الأموات،
أوراكهم المبطّنة،
تضحك من جهودي،
العبثية،
تنهيداتهم الجائعة،
تمزّق الهواء،
كانت لي معهم،
قصص حُبٍ،
لكنهم لا يتذكّرون،
لأنهم مُنشغلون،
بمُتعة حِدادهم.

أعيشك
01-24-22, 07:51 AM
وكأنكِ توفيتِ منذُ أمس يا أُمي،
حرّريني من عذاباتك،
أنا مُجمدة في الفزع،
تحت قِناعي الزجاجي،
حرّريني من قُبلاتك الأمومية،
التي تزحف على جسدي الراكع،
مثل بزّاقات،
ساعِديني يا أُمي،
لأن عينيّ تغوصان،
في مُستنقع الرغبة،
حرّريني من ظلك الثقيل،
مبيضي المليء بالرمل،
يختنقُ بين يديك،
شبع الموت البطيء،
حرّريني من غيابك،
حرّريني من المطر.

أعيشك
01-25-22, 04:27 AM
أُحب جواربي،
التي تُثبت ساقيّ،
أُحب مشد خِصري ورِدفي،
الذي يسند جسدي المُرتج،
تجاعيدي،
نهديَّ المُتهدلين،
شكلي الجائع،
شيخوختي،
في مواجهة جسدي الفارع،
فساتيني التي تنشر،
رائحة جسدي الفاتن،
كل هذا يثأر لك أخيرًا،
من رجُلاً لم ينتظر شيئًا مني،
أنا امرأة واقفة،
مُنهكة منتوفة،
ساقاها الناعمتان،
يبدوان في مأتم شبابهما،
تسندُ ظهرها المنحني،
على الحائط المُعادي،
ظهرها التي أحنته،
أحلامُ الرجال،
ولا ترى أن الفجر،
قد جاء أخيرًا،
فما أطول ماكان ليلها.

https://d.top4top.io/p_2215fy6t54.jpeg

أعيشك
01-26-22, 04:14 AM
غنية تحت شعري،
أُصلي بِرصانة،
أحلم،
بشريطٍ عريض،
من ظلٍٍ يفصل،
وجهك عن يقينه السيء،
يقع الحُزن ببطء،
رائحة عقب سيجارة،
مبيضة كاسِدة،
تانغو،
جثّتي ترتكزُ عاريةً،
بلا قيودٍ فائضة،
ولا يأسَ عبثي،
لا يمكن أن يكون حاجزٌ،
بين الثلج والليل.

أعيشك
01-26-22, 08:43 PM
نادِني بإسمي،
أُشبك ملابسي بالكواكب،
بالنجوم،
حتى تمشي ساقاي،
بلا نهاية على الأرض،
أُحب رؤية وجوههم المذعورة،
إنهم لا يحتملون رؤية الموت،
يُريدون فورًا حبسه،
بعيدًا عن رُعبهم،
وبينما لا يزالون،
مُتحشين بِحدادهم،
يُمارسون الحُب،
لكي يدفنوا على خير وجه،
ذِكراه المُتحللة،
وأنا أبذر يأسي،
في قلبي،
حتى يكون لإستجاباتي الأخيرة،
رنينُ دقاتِ الحزن،
لِدعوة البشر،
إلى الغفران.

أعيشك
01-27-22, 11:16 AM
تُكشّر،
وينسلُّ قلبي،
أتكلمُ من أنفي،
شَعري يسقط،
تضحك،
تفتحُ فمك،
رشيقٌ ومحفورٌ،
كنفساءٍ،
أقفز بين ذراعيك،
موكبٌ من المُداعبات،
يدخل دخولاً مُرتجلاً،
فِراشي ينغمرُ في الليل،
ثيابي تسقُط،
وأنت تضحك.

أعيشك
01-28-22, 04:23 AM
الدخول المُفاجئ،
أستشعر موتي المُقبل،
هُنا،
على الكنبة،
التي تتناثر عليها،
حبوب الأدوية،
بين الخشب الميّت،
ومائدة الحائط المغرورة،
بِزخرفتها المذهبّة بإفراط،
إبهامي سيعبر القشرة،
سأُحاصر الهارب في فروته
المُعطرة بالمسك،
ذا الجلد الأزرق المشدود،
أشعُر أنني سأبكي،
قبل نهاية الفجر،
لا أُريد أن أستيقظ،
على الكنبة،
وحيدةً،
تائهة.

أعيشك
01-28-22, 08:51 AM
الراقدات في الحقول،
أو الباحثات في الشوارع،
عن ثمرة الحُب،
المُرّة المُذهِبة،
القدمان الجامدتان،
غير المُدركتين،
للصياد العجوز المُتكئ،
على زورقه،
تُسحِقان بيبوستهما المُصفرة،
الأسماك النائمة،
على الطحالب المُهدهدة،
العجوز يُدخن يدَ طفل،
عيناه الزرقاوان المُحتقنتان،
بالدمِ وبالأحلام،
تبحثان في البعيد،
عن الوجه المُضيء،
للطفل الذي لا يعرف السباحة،
أقدامٌ عارية تمامًا،
وجهٌ مُلطخ بالدم،
دمك سيء التجلط،
الذي لزُنجي،
من شعركَ يتدلى،
القط الصغير المُعلق،
واقفًا على بُركاني،
أنت حقيقتي،
سأتّبعُ دائمًا نعشك،
يا روحي،
ستكونُ دائمًا أمام عينيّ،
يا روحي،
لن أكُف عن السير،
في حركة إيقاعية،
خلف جسدكَ،
فاقدة الحياة،
يا روحي،
ويا حُبي،
أنا امرأة مُستسلمة،
في الصقيع الكئيب،
لسنِ يأسها،
تُفكر وهي تُحبك،
في الحِملان المصلوبة،
في ملذات المطبخ،
وفي السنوات الوسِخة الطويلة،
للمجاعة الكُبرى القادمة،
أُريد أن أرحل،
بِلا حقائب،
إلى السماء،
يُخنقني إشمئزازي،
فلِساني طاهر،
أُريد أن أرحل بعيدًا،
عن النساء،
ذوات الأيادي السمينة،
اللاتي يُداعبن ثديي العاريين،
واللاتي يقذفن بولهن،
في حِسائي،
أُريد أن أرحل،
بِلا صخب،
في الليل،
أُريد أن أقضي الشتاء،
في ضباب النسيان،
مُعتبرةً فأرًا،
ملطومةً بالريح،
ساعيةً إلى تصديق،
أكاذيب عاشقي،
فِراشك ميؤوس،
عليه تتمخض امرأتك،
خبزٌ ومُخاطيات،
رحِمٌ وصرخات،
عيونٌ تبكي،
مُلصقةً على الجِدار،
مُسمّرةً على الفِراش،
وأنت بالأرض،
مُكتسيًا الأسود،
مُجمد الدم،
أيها العاشق،
الميّت قتيلاً،
الرضيعُ ينام،
في مهدهِ الأسود،
أسنانه القذِرة،
تُبيّن بين شفتيه المشدوفتين،
وأنت تُهدهده،
الغُرفة هادئة،
بالرُغم من الكلب الذي يموت،
النوافذ مُحكمة الإغلاق،
لإحكام حبس الليل،
وأنت تنتظر،
الرضيع يستيقظ من أحلامه المُعذبة،
الموتُ ينتظره،
مُرضعةً رقيقة،
وأنت تبتهج،
أيُها الأب الصغير،
في غُرفتك المفروشة،
بالأمعاء المُزهرة.

أعيشك
01-29-22, 04:25 AM
أزوجكِ يُهملك؟
حرّضي أمه على قضاء الليل في غُرفتك،
ثِم وأنتِ مُسترخية،
في الدولاب قُرب السرير،
إعرضي مُنتهاك،
بالإضافة إلى حفنةٍ من السحالي،
في المرآة التي تتمايل في الظِل،
أزوجكِ يتهرب منك؟
أضيفي السُمّ في حِسائه،
عندما يتمدد سعيدًا إلى جِوارك،
كوني عذبةً ولكن حاذقةً،
عاكسي أهواءه،
بِفُرشة حلاقةٍ من الحرير،
رُشي فِراشته بالدم وبالسِخام،
وأُحرصي على الإبتسامة،
حين يموتُ بين ذِراعيك،
وسوف يُفكر فيكِ مُرغمًا!.

أعيشك
01-29-22, 08:08 PM
تجسيد اللحظة،
‏سماء مليئة بالنجوم،
وقمر مضويّ،
غيّمة عابرة،
‏شبّة نار،
وكوب شاي،
‏نسمات الهواء،
تتخلل خصلات شعري،
وحُب.

https://g.top4top.io/p_22203r4zj5.jpeg

https://k.top4top.io/p_2220mz6r35.jpeg

أعيشك
01-30-22, 01:23 PM
العينُ تتأرجح في الليل،
لحظةَ الموت،
أوه أيتها الحمقاء البريئة،
اللامعة اللاجئة،
التي لا نعرفها،
مبطنةً بالصمت،
تحكُّ الذراع على الوسادة،
وتفتحُ العين المُستديرة،
على ليلِ مالا يُدركُ باللمس،
وحائكُ النرجسيات البارد،
يخبطُ بِرجليه على عيني،
أرى انزلاق البِساط المُتحرك،
للأفق الذي يتوهج ويحترق،
يا له من إهابٍ مُرتجف،
على جسدٍ يتوارى،
صخبُ أحشائي المُلبّد يتجمّد،
من الرُعب المجنون،
أعطسُ لكنني لا أرتج،
والعين التي تحبسُ أحلامي،
التي تسبحُ والتي ترمِش،
العين تغزو لياليَّ،
الليل ليلُ الإعصار،
العين البرّاقة ذات الأزهار الغريبة،
العين المريضة بالأخيلة.

أعيشك
01-31-22, 04:57 AM
سئمتُ الجرذان،
التي تأكل الأجنّة والشمندر بِجشع،
سئمتُ الأطباق،
سئمتُ الأسماك،
ذوات الحسك الشرير،
الذي يرقص في حُنجرتي،
سئمتُ الفقراء،
سئمتُ اللعنات،
التي أسكبها على رؤوسهم،
من دون أن أرحم القُرع،
سئمتُ الجرائم،
سئمتُ قبري،
الذي ينتظرني في ظِلّ الغد،
سئمتُ كل شيء،
وقرفي ماتَ من السأم.

أعيشك
02-01-22, 04:10 AM
نفسُك المشهوقُ في فمي،
يداكَ اليابِستان،
ذواتا الأظافر المُدببة،
لا تحرر أبدًا حلقي المُلتهب،
المُلتهب من العار،
من الألم،
من اللذة،
شفتاكَ البنفسجيتان،
تمتصان دمي،
ستغويك دائمًا،
شهواتي المُطفأة،
بينما عيناي،
ستبقيان مُغمضتين.

أعيشك
02-02-22, 04:30 AM
عندما تنهمرُ الحرب إنهمار المطر،
على الموج الصاخب وعلى الشطآن،
سأخرجُ لمُلاقاتها،
مُسلحةً بِوجهي،
مُعتمرةً بِشهقةٍ مخنوقة،
سأتمددُ مُنبطحةً،
على جناح قاذفة القنابل،
وسأتمهل،
عندما يحترق الإسمنت على الأرصفة،
سأقتفي مسار القنابل،
وسطَ تقطيبات الجموع،
سألتصقُ بالأنقاض،
ألتصاقَ خصلةٍ من الشعر على أجرد،
ستحرصُ باصرتي أطراف الخراب المُمددة،
موتى يتلألئون بالشمسِ والدم،
سيُخرسون بِجانبي،
مُمرضات يرتدين جوانتيات من الجلد،
سيخضن في سائل الحياة البشرية الحِلوة،
وسيشتعلُ الذين في النزِع الأخير،
كأنهم صروحٌ من القش،
ستسوخُ الأعمدة،
ستتأوه النجوم،
بل وستتلاشى السراويل الناعِمة،
في فضاءِ الفزعِ المُترامي،
وسأُهزأُ مكشوفة الأسنان،
بنفسجيةً من النشوة المُفرطة،
الهستيرية الفيّاضة،
حين تنهمرُ الحرب إنهمار المطر،
على الموجِ الصاخب وعلى الشطآن،
سأخرجُ لمُلاقاتها،
مُسلحةً بِوجهي،
مُعتمرةً بِشهقةٍ مخنوقةٍ.

أعيشك
02-02-22, 03:35 PM
كنتُ جبانةً أمام موته،
كنتُ جبانةً أمام حياتنا،
رأسه ذات الوجنتين النديتين،
إنتزعتني رغمًا عني،
من الوعود المجانية،
من الوعود المنبوحة،
من الصموتات،
من الصرخات،
ظهري الذي يتصببُ عرقًا،
فزعي،
صرخاتي،
وعندئذ لكي أهرب من عينيه،
حنيتُ رأسي،
ركعت،
وبِجبيني المُروع،
خفّفت آلامه.

أعيشك
02-03-22, 10:26 AM
أُريد أن أبدو عاريةً،
أمام عينيكَ المُبتهلتين،
أُريد أن تراني أصرخ من اللذة،
أن تدفعني إلى ذِراعك،
تحت ثقلٍ جد فادح،
إلى فعالٍ كافرة،
أن يتشبّث رأسي،
المُباحة الناعم،
بِأظافرك المُقوسة،
من الهجيان،
أن تقِف أعمى ومُصدقًا،
ناظرًا من فوق إلى جسدي،
العاري من الريش،
أحلمُ بيديك الصامتتين،
المُندفعتين على الأمواج،
الصعبة المُتقلبة،
واللتين تُهيمان على جسدي،
بِلا عدلٍ،
أرتعد،
أُذبل،
إذ أُفكر في سرطانات البحر،
الزبانيات المُتجولة،
الشرِهة على الفوز،
التي تُكشطُ مني السُفن النائمة،
لتُنشره بعد ذلك على ذرى،
الأمواج في الأُفق،
الذرى الكسولة المُعفّرة بالسمك،
حيثُ أسترخي كُل ليلة،
مُترعة الفم دفآنة اليدين،
بحارةً مُسرنمةً مُملّحةً بالقمر.

أعيشك
02-04-22, 04:56 AM
إنتظرني،
أكادُ أشعر أن الزمن يفِر من غرفتي،
حيثُ تنام دموعي في فِراشي،
أعرف جسدك الوعِر،
الذي يرقص دون توقف،
على جلجلات ضحكاتي،
أعرف جسدك الفاجر،
الذي لا يحبُّ غير سخونة المُحتضرين،
في ذِراعيه،
على فمه،
بين فخذيه ذواتي الشعر الكثيف،
أنتظر علَّ لذتي تتهيأ للموت،
أنتظر علَّ جسدي يتمدّد،
يتصلّب،
قبل أن يُسليك،
سأُسبح في إتجاهك،
عبر الفضاء الشاسع،
الذي بِلا حدود،
الحامض،
كبرعمِ وردة،
سأجدُك،
أيها الرجل الجامح،
النحيل الغارق في الدنس،
ملاك الساعة الأخيرة،
ستجعلُ مني ذِراعك وخبزك،
وأورشليمك.

أعيشك
02-04-22, 10:07 AM
الشمسُ تمر دون صخب،
على الماء الموحل،
المُتورد تحتها،
المُتورد من نورِها،
ما عادت تشكو،
المُتورد من دمِ الدموع،
رُبما غرقتُ غرقًا شديدًا،
المُتورد رُبما من دمي المُلطخ،
الشمسُ تنسابُ دون صخب،
على الماء الراكد،
الراكد ذي التيار البطيء،
وجسدي ينسابُ أيضًا،
مسحوبًا نحو البحر بعيدًا،
مُهشّمًا بالعصيّ،
وممصوصًا من الوحل،
مسحوبًا نحو النسيان.

أعيشك
02-05-22, 05:00 AM
مريضةٌ،
مريضة،
على فِراش موتي،
المُتجدد أبدًا،
كذبابةٍ على قطعة،
جبن بيضاء،
أُعلّل نفسي بِفكرة،
أن عينيك سوف تبقيان بعدي،
وأنهما سوف تُعيدان،
مُداعبة حيواناتنا،
المُتضورة من الجوع،
وأنهما سوف تُعيدان،
رؤية شواطئنا،
وأن شعور الصبايا،
في عُمق الماء الأشهب،
والتي تتمايل وتتبختر،
عند مرور الأسماك،
سوف تُبهر كالعادة،
حدقتيك المُنتجتين للخمر،
أُفكر مُبتسمةً في عينيك،
في نظراتهما،
التي بِلا وجهة،
ولا فائض من الدموع،
عينيك اللتين تهجعان هُناك،
تحت غِطائي،
كمدفأةٍ قديمة،
كمشدًّ،
النهار يموتُ مُعلقًا،
بِدبوس على الجدار،
وأنا في فِراشي،
-لا تهتز على كرسيك-
قدماي مُكعبان من الثلج،
لن يُفلح أيُّ صوتٍ في كسرهما،
ساقاي نسيتا قفزاتهما في المروج،
وحدة فمي يكابد،
لا يزال ويرتعد،
ولكن من الذي يسمعُ صرخات،
لسانٍ عاجزٍ بشكلٍ فاتر،
إلى الخارج تُثير الشمس،
شفقة غدير الماء الأخير،
هُناك في الحديقه،
حيثُ كنتُ أتمدد،
كطفلةً جافلةً،
كحيوانٍ رخوي،
ولكن محدودبة بالخديعة،
وسعيدة أحيانًا،
عيناك تُجتثان الأخبار،
تتأبدان على أنفي راقصتين،
الفالس مُنزعجين،
عاجزتين عن الفهم،
خطواتك المُنسحبة،
بالفعل تبتعد على الحصباء،
وهذا حُسن،
سأسقُط كورقة،
وحيدةً وقورةً ودون مكياج،
فمن المُزعج أن يحتضر المرء،
بينما يُريد الأقارب الكلام،
والحشرجةُ العميقة،
ذاتها وقحةٌ غالبًا.

أعيشك
02-05-22, 06:52 AM
أنت تُحب الرقاد،
في فِراشنا المهزوم،
قطراتُ عرقِنا السابقة،
لا تُثير إشمئزازك،
مفارشُ سريرنا،
التي وسختها أحلامٌ منسية،
ضحكاتنا التي تُجلجل،
في الغُرفة الكئيبة،
كُل هذا يُثير جسدك الجائع،
أخيرًا يُضيء وجهك الكريه،
فرغباتُ أمسنا،
هي أحلامُ غدِك.

أعيشك
02-06-22, 04:55 AM
أُنظر،
لقد عافت نفسي الرِجال،
توسلاتهم جزات زغبهم،
إيمانهم وأهواءهم،
سئمتُ فضائلهم،
الزائد عن الحدّ،
ذات الثياب القصيرة،
سئمتُ هياكل أجسامهم،
باركني أيُها الضوء المجنون،
الذي يُضيء الجبال السماوية،
أطمحُ أن أرجع فارغةً،
كعين الرِقاد المُطمئنة،
أطمحُ لي أن أرجع غيّمة.

أعيشك
02-06-22, 10:04 PM
الدملُ المُستقر،
في خدي السماوي،
الأبواق المُثيرة،
للخنق فوق أُذني،
جِراحي الدامية،
التي لا تبرأُ أبدًا،
دمي الذي يُصبح ماءً،
الذي يتحلّل،
الذي يتأرجح،
أنت إذ أحضِنُك،
إذ أُلبي رغباتك،
كُل ذلك يجعل مني،
سيدتُك،
أيُها الرجُل الهائج،
الغارز أنفه في الأرض،
المُنتفخ الرأس،
بِصرخاتٍ مُطاردة الحُب،
الحُب الضائع،
أوراق شجرة ****** تعرفه،
تُطارده بأيديها الخمرية،
أيُها الرجُل الهائج،
الذي بِلا سند،
فلتتغذَّ على الحب،
لكي تكون محبوبًا،
يجب أن تكون قاسيًا،
أيُها الرجل،
إن كنت تُريد أن تكون مُستأنسًا،
دعني أمتلكَك.

أعيشك
02-07-22, 05:34 AM
راقدةً على فِراشي،
أرى وجهك مُنعكسًا على الجدار،
جسدكَ الذي بلا ظِل،
الذي يُخيف جسدي،
رهزاتك المسعورة والإيقاعية،
تقطيباتك الذي يهرب منها،
كُل أثاث الحجرة،
إلّا فِراشي،
المُثبت بِعرقي الخادع،
وأنا التي تتحسب المرارة،
دونَ غِطاء ولا أمل،
لا أعرف الجحيم،
لكن جسدي يتّقد منذُ مولدي،
مامن شيطانٍ يؤجج أحقادي،
مامن كائنٍ خُرافي يُلاحقني،
لكن الكلمة تتحول إلى حشرةٍ،
مؤذية بين شِفاتي،
وعظمُ ترقواتي الحساس للمطر،
المشلول كحيوانٍ مُنتفخٍ للموسيقى،
يتشبّثُ بالتليفون ويبكي،
بالرغم مني،
تحتدم جثتي بين ذِراعك،
الشائح المخلوع،
الذي لا ينام.

أعيشك
02-08-22, 04:55 AM
كذبتُ يا قلبي العزيز،
حين أسدلتُ جفنيه،
كان الليلُ بعيدًا،
وكُان لا يزال يخفق،
أذنبتُ يا نفسي العزيزة،
حين أبلغتُ الموت،
بِموضعي الصوفية الجريحة،
على الشاطئ،
حيثُ كان الرعب يتسكع،
أسأتُ التصرف على نفسي،
حين أسرعتُ بِدفني،
كان الأولى بي أن أرقد،
لكي أموتَ بدلاً مني،
أنا صديقة ذاتي،
التي دقّت قرعة الحزن،
كان يجب عليَّ في تلك الليلة،
أن أُحييّ الأرض،
وأن أدع الديدان،
تتغذى على قلبي،
لأنه في أيامي القديمة،
هو الذي جُرح لكي يُرضيني،
أنامُ في رخاوةٍ قتيلة،
في وحدتي الرائعة،
والموتُ المُستمتع،
بهذه التضحية البريئة،
قد وبخني هازئًا،
غير غافرٍ،
وإن كان مُنتعشًا.

أعيشك
02-08-22, 10:10 PM
أبحثُ عن قلبك،
تحت ركامٍ من الأنقاض،
عطرٌ غريبٌ،
أشعثٌ ومُحترس،
يُفتش في جنباتي،
دون أن يُطفئ سيجارة المكفهر،
أطباقٌ بائتةٌ تمرُّ تحت أنفي،
لُسيناتٌ،
أعينٌ،
ريشٌ من ليلك،
مجساتٌ تمسك مسكًا،
أوثق إحكامًا من مسك مرض،
ذكريات لا تؤكل،
نقوشٌ عرايا،
لهم أوراكٌ ربلة،
طبقاتُ ماضٍ،
مقضومةٌ بالجنون،
وأخرى أكثر إمتثالاً،
مُزخرفة بِمسحوق الأرز،
تُحاصر أثاثها بالأبهة،
وبِدانتيلات الإحتفال،
أبحثُ عن قلبك،
تحت رُكام أوراق كثيف،
لكن عِطر حبك أطفأ،
سيجارة على البِساط،
فأبقى وحدي مع رماد،
مسرةٍ أريبة.

أعيشك
02-10-22, 04:47 AM
السُحب الخبيرة،
بأوراق الخريف،
الليّلكُ،
النزوات،
شاي المُمرضات الإنجليزيات،
الصحراء التي تتململ خلف الستار،
الأخ الذي نقترن به،
الجد الذي ندفنه،
الطفل الذي يفقد أسنانه،
الكوبرا التي نُداعبها،
والتي تبتسم،
إغتيالات المخمل والقشد،
الهمسات الموسيقية للسود الراكعين،
الأقارب الذين ينامون في الليل الواسع،
تنهيدات اللبن،
الصفعات ذات الأجنحة الحديدية،
الأفواه المُتشككة،
المآزق،
موت الزوج الذي لا ينقضي بعد،
الجبال التي لها نتوءاتٌ من الثلج،
والتي تقتربُ وتبتعد،
مع كل حرفٍ منطوقٍ بشكلٍ رديء،
من الطفل الذي يتوسل،
والذي يتأرجح بين الأوراق المُرتعدة،
لعامه الثالث عشر،
واثقًا من قوته،
ومن شروق الحُب،
واثقًا من قوته،
ومن الموت الذي لا يَفنى.

أعيشك
02-11-22, 04:17 AM
الثلجُ يسقط،
أيها القناع الجميل،
والصمتُ الهازئ،
صمتُ المفارش المُبهمة،
يقفلُ عينيك الحجرتين،
فأبكي،
لكن ما جدوى ذلك؟
وأنا امرأة عجوز،
في العشرون من العمر،
يُثبّت دوار النعاس،
شعري على رقبتي،
يسقطُ الثلج المريض والعطش،
يدع أصابعه المُزينة بالريش،
تنسابُ على جسدي،
أشدُّ على نواجذي،
مُنزعجةً من كوني مفهومة،
ولا يبقى بعدُ غير حائطٍ،
بيني وبين الألم،
غير حجرٍ مُغطى،
بِأوراقٍ أخيرة،
سأكتبُ بكلتا يدي،
يوم أصمُت،
سأتقدم صلبة بالمفاصل،
وصدري الناهد،
المريض بالصمت المكبوت،
سأصرخُ بملء أحشائي،
يوم أموت،
حتى لا أقع حين تُسربني يداك،
عاريةً في الأرض اللهوب،
سأخنقُ نفسي بِكلتا يدي،
حين يُلامسني ظلك،
مُمزقةً في قبري،
حيث تلمع فُطرات،
سأُلملم نفسي بِكلتا يدي،
حتى لا أذوبَ في صحن الكهف،
حتى لا أكون سبية،
حُبي الزائد عن الحد،
وستهدأُ روحي،
عاريةً من جسدي المُبهج.

أعيشك
02-11-22, 08:38 PM
لا،
لا شيء قط،
لستُ نادمة على شيء،
لا الخير الذي قدموه لي،
ولا الإساءات،
فكلها صارت لديَّ سواء،
لا آسفة على شيء،
قد دُفِع الثمن،
ومضى،
وصار طيّ النسيان،
وأنا،
سعيدة بِماضيَّ،
أوقد النار في ذكرياتي،
أوقد النار بِآلامي،
بِمسرّاتي،
فلن أحتاجها بعد اليوم،
قد كنستُ كل قصص حُبي،
وكل ارتعاشاتها،
كنستها لأني في كل مرة،
أبدأُ من الصفر من جديد،
لا،
لستُ نادمةً على شيء،
لأن حياتي،
لأن أفراحي،
تبدأ اليوم،
معك أنت!.

أعيشك
02-12-22, 11:43 AM
لا ينبغي أن أُبالي،
وماذا إذ قال لي أن ما بيننا إنتهى؟
لا ينبغي أن أُبالي،
سأمضي،
كما أفعل دومًا،
لماذا ينبغي أن أُبالي؟
لماذا أضرب رأسي بالجدار؟
ما عليَّ،
أبدًا،
أن أُبالي!
كان مُفترضًا،
أن يكون الأمر،
أكثر ذكاءً،
وطيشًا،
وسعادةً،
وخلوَّ بال،
لكنني الآن،
إذ يُخبرني أن مابيننا إنتهى،
أقع في الحُب،
كطفلةٍ صغيرة!
لم أكُن أُبالي،
حتى برِدَ اللهب،
لم أكُن أُبالي،
لكنني الآن أهوى مثل حمقاء،
هذا ليسَ عدلاً!
وإذ أنا أهوى وأهوى وأُواصل القول:
"لا ينبغي، أبدًا، أن أُبالي!"
عليَّ أن أكدح كي أعيش،
فالذين يكدحون كي يعيشوا،
لا يستطيعون الفِرار،
من أجل النسيان،
وهكذا،
ها أنا ذا،
دون أدنى حلمٍ،
فوقَ الرفوف،
كم قريبةً أنا،
من الجنون،
في وحدتي!
قسمًا،
قد عرفتُ منذُ البداية،
بِأن عليَّ ألا أُبالي،
لكنني فعلت!.

أعيشك
02-13-22, 03:21 AM
السماء الزرقاء من فوقنا،
قد تهوى ذات يوم،
ولربما انخسفت الأرض،
لكن هذا ليس شيئًا،
ما دُمت تعشقني،
ولا،
لن أُبالي بالكون كله،
ما دام الحُب يغمُر،
كالسيلِ صباحاتي،
ما دام جسدي يرتعِش،
تحت يديك،
لن تهمني كُل هذه الهموم،
يا حَبيبي،
ما دُمت تعشقني،
سأذهب إلى آخر الأرض،
سأصبُغ شعري بالأشقر،
لو سألتني أن أفعل،
سأذهب كي آتيك بالقمر،
أو أسرق القدر،
لو سألتني أن أفعل،
سأنكُر بلادي،
سأنكُر أصدقائي،
لو سألتني أن أفعل،
قد يسخر الناس مني،
لكنني سأفعل أي شيء،
ولو انتزعتك الحياة مني ذات يوم،
ولو متَّ من نأيكَ عني،
لن أُبالي،
ما دُمت تعشقني،
لأنني سأموت أيضًا،
ونحرزُ الخلود معًا،
في الزرقة العظيمة الواسعة،
ما من همومٍ في السماء،
فهل تُراك تؤمن يا حَبيبي،
بِحبنا وبِأن السماء،
توحّد العاشقين؟.

أعيشك
02-13-22, 08:15 PM
من جديدٍ،
أرى المدينة هائجةً،
مُحتفلةً، لاهثةً،
تحت شمس السرور،
وأسمع وسط أنغام الموسيقى،
صيحات وضحكات تتفجّر،
تتقافز من حولي،
وأبقى هُناك،
مذهولةً، عاجزة، ضائعةً،
بين الحشود التي تدفعني،
وفجأةً،
أستديرُ أنا،
ويتراجع هو،
ويُلقيني الحشد في أحضانه،
ويدفعنا الحشد،
يُجرجرنا،
يحملنا ويسحقنا معًا،
وفي جسد واحدٍ يُصهرنا،
ويدفعنا الموج دون عناء،
ونحن مُلتصقان،
مُقيدان معًا،
نحن الإثنين،
سعيدين، مُتوترين، مُتوردين،
ويحملنا الحشد الذي يمضي،
هادرًا راقصًا رقصة مجنونة،
يدانا مُلتحمتان،
يرفعنا مرةً،
ويطير بنا مرةً،
ثم ننزلُ معًا،
سعيدين، مُتوترين، مُتوردين،
والسعادة التي تُضيء بسمته،
تخترقني وتتفجر من أعماقي،
لكنني فجأةً،
أصرُخ وسط الضحكات،
حين يبدأ الحشد بإنتزاعه،
من بين ذراعيَّ،
ويحملنا الحشد بعيدًا،
يُجرجرنا،
يدفعنا ويُباعدنا،
فأُقاتل، أُصارع،
لكن صوته يختنق،
يُضيع بين الضحكات،
وأصرخُ في وجعٍ،
في ثورةٍ، وفي غضبٍ،
وأبكي،
ويدفعني الحشد الذي يمضي،
ويرقص رقصةً مجنونةً،
فأشدُّ على قبضتي،
ألعنُ الحشد الذي سرقَ مني،
الرجل الذي منحه لي،
الرجل الذي لن أعثر عليه مُجددًا.

أعيشك
02-14-22, 08:12 AM
لا مزيد من دموع،
لا مزيد من بسمات،
لا مزيد من خوفٍ،
أو من ابتهالات،
لم يبقَ من شيءٍ،
فعلامَ أمضي،
وقد ذهبَ الحبيب؟
اصرخوا وأقرعوا الأجراس،
عبرَ المدائن والحقول،
هل ستُعيده الصرخات والأجراس،
إلى أحضاني من جديد؟
هل ينبغي أن يذهب الرجال كلهم،
أبدًا،
إلى سوح الحروب،
وتطل ثمّة امرأةً، وحيدةً،
خاوية القلب واليدين؟
حين جاءت ساعة الفِراق،
وقبّلني قبلة الوداع،
دوّت من أعماق قلبي،
صرخةٌ، عظيمةٌ، وحيدة،
"إن للسماء رحمتها!"
"للسماء رحمتها"
وجاء عُمال المناجم،
حفروا اسمه على جَسدي،
إني لأذكُر تلك الرقصة،
يوم وقعنا في الحب،
وكيف دُرنا ودُرنا،
ومن فوقنا ترقص النجوم،
وكيف كنا نذرعُ الشاطئ،
نرقبُ السفن الراحلات،
لا يُريد العاشقون المزيد،
غير حلمٍ جديد،
لكل يومٍ جديد،
وحلَمنا وحلمنا،
ببيتٍ، وحديقةٍ رائعة،
وصبيًّ بأنفٍ وعينين،
مثل أنفي وعينيَ،
والآن،
وقت إنتهى كل شيء،
علامَ ادّعاء الشجاعة؟
ولماذا عليَّ أن أعيش؟
هل أنتظر عند القبر؟
من أجل قُبلةٍ،
قُبلةٍ من حَبيبي الذي رحل؟
أوقفوا الأجراس!
دموعي نفدت كلها!
أمُحتّمٌ أن أظل هُنا في الجحيم؟
أيُها الرب في الأعالي،
فلتدعني كي أموت!
للسماءِ رحمتها،
للسماءِ رحمتها،
للسماءِ رحمتها!.

أعيشك
02-14-22, 08:51 PM
آهٍ،
أعطِنا جماجِم من جمر،
جماجم محروقةٍ،
بِصواعق السماء،
جماجم واعيةٍ،
جماجم حقيقية،
مُمتلئة بِحضورك،
دعنا نولدُ في سماءات الداخل،
المُمزقة بِوابل من الهاويات،
وليخترقنا الدوار،
بِمخلبٍ وهّاج،
أطعِمنا رضوضًا كونيةً،
فنحنُ جياع،
آهٍ،
صُبَّ لنا حِممًا نجميةً،
بدلاً من دِمائنا،
فُكَّ قيودنا،
اشطُرْنا أجزاء،
بيديك الجمريتين القاطِعتين،
افتح لنا هذه القِباب،
السماوية الحارقة،
حيثُ نموت أبعد من الموت،
دمِّر دِماغنا،
في قلبِ معرفته،
وانتزِع منّا الذكاء،
بِمخالب إعصارٍ جديد.

أعيشك
02-15-22, 12:17 PM
عندما يهجرني الحُب،
أُصبح مُتهورة،
فساتين قصيرة،
بلوفرات طويلة،
أحمر شفاه فاقع الحمرة،
إنذار يومض ليلاً،
لكن لا أحد ينتبه،
ينتهي به الأمر،
بالبحث عن منديل،
على أية حال،
أجرح نفسي،
-فقط-
لأثبت أنني أستطيع،
أُدخن سجائر لا أرغبها،
أتمرّد،
وأرفض الحدود،
والقيود والقوانين،
أُنظر،
لستُ وحدك من يمكنه تدميري،
أُنظر،
بإمكاني فعلها بِنفسي!.

أعيشك
02-16-22, 04:24 AM
أَ الى الأبد؟ الى الأبد؟
لا في الليالي،
التي تعجُّ بالنجوم الراعِشات،
لا في ضياء الفجر البِكر،
ولا في أماسي الأُضحيات،
أو في أطرافِ الطريق الشاحب،
الذي يُحيط الحقول،
أو على أحجار نبعٍ مُرتعش،
يِضيئة البدر الخافق،
أو تحت ضفائر ******،
حيثُ كان الليل يُداهمني،
وأنا أُنادي بإسمه،
ولا في الكهف الذي كان،
يُردد صدى نِدائي،
آهٍ،
لا،
لا أُريد سوى أن أراهُ من جديد،
لا يُهمني أين،
في بحر النعيم الراكد،
أو في الدوامة التي تغلي،
تحت أقمارٍ رائقةٍ،
أو رعبٍ يُنشِفُ العروق!
وأن أكون معه،
في كلٍّ ربيعٍ وشتاء،
مُتحدين في أنشوطةٍ،
موجعةٍ واحدة،
حول عُنقة الدامي.

أعيشك
02-16-22, 09:10 PM
في بيتي،
من يُفكر بالجدار فهو حُر،
من يُفكر بالنافذة حزينٌ،
ومن يبحثُ عن الحرية،
يجلسُ بين أربعة جدران،
ينهضُ،
يسيرُ بضع خطواتٍ،
يجلس،
ينهض،
يسيرُ بضع خطواتٍ،
يجلس،
ينهض،
يسيرُ بضع خطواتٍ،
يجلس،
ينهض،
يسيرُ بضع خطواتٍ،
يجلس،
ينهض،
يسيرُ بضع خطواتٍ،
يجلس،
ينهض،
يسيرُ بضع...
حتى أنتَ تعبت من القراءة،
فما بالك به هو الذي،
يجلس،
ينهض،
كلا!
سقَط!.

أعيشك
02-17-22, 08:40 PM
عندما تراهم،
أخبِرهم،
أني مازلتُ هُنا،
واقفةً على ساقٍ واحدة،
بينما الآخر يحلم،
أن هذه هي الطريقة الوحيدة،
لجعلِ أكاذيب أخبرتهم بها،
مُختلفةً عن أكاذيب،
أخبرتُ بها نفسي،
عبر البقاء هُنا،
في العالم الآخر،
فقد تحولتُ إلى أُفقٍ،
تشرقُ الشمس من خلالي،
لتُعلن أني أعرفُ مكاني،
وأن التنفُّس،
هو الذي يُبقيني على قيد الحياة،
فحتى تلك الأصوات المقموعة،
أنفاسٌ كذلك،
وأن الجسد حين يسجّى في تابوت،
سيكونُ خزانة أنفاسٍ،
وأن التنفّس مرآةٌ،
تشوّشُها الكلمات،
وأن كُل ما تبقى من صُراخٍ،
لِطلب العون،
يدخُل آذان الغُرباء،
ويمكثُ طويلاً،
بعد ذبول الكلمات،
التنفُّس بدايةٌ أُخرى،
تتساقط منه الصلابة،
كما يتساقط المعنى من الحياة،
أو الظلامُ من الضوء،
التنفّس،
هو ما أتنازلُ عنهُ لهم،
عندما أعلنُ الحب.

أعيشك
02-18-22, 04:19 AM
في ليلٍ رائقٍ،
والآخرون نيام،
ارتقيتُ،
الدرج إلى سطح البيت،
وتحت سماءٍ منثورة،
بنجومٍ حدّقت صوب البحر،
صوب رحابته،
صارت قممُ أمواجه،
المُزبدة المُتمايلة،
التي تقلبها الريح،
مزقًا من تخاريم،
مقذوفةً في الهواء،
وفي الليل الطويل الهامس،
وقفت،
منتظرةً أي شيء،
علامةً،
حضور نورٍ بعيد،
فجأةً،
تخيّلتُك تقترب،
أمواجُ شعرك المُعتم،
اختلطت مع البحر،
رغبة صارت العتمة،
ورغبةً صار النور،
الذي يدنو،
قُربك،
دفؤك الخاطف،
حينَ على الشاهق الوحيد،
كنتُ أرقب أمواج البحر،
الطويلة البطيئة،
وهي تنكسر على الشاطئ،
ثُم تصير زجاجًا لبُرهةٍ وتمحق،
لماذا!
حينئذٍ،
أيقنتُ بأنك سوف تأتي من اللامكان،
لماذا بكُل ما يُقدمه العالم،
من قرابين سوف تأتي،
لمُجرد أني كُنت هُنا، أنتظر؟.

أعيشك
02-18-22, 08:11 PM
كم تجهل أني في حاجة إلى صوتك،
أني في حاجة لِنظراتك،
في حاجة لِكلماتك التي تملأني،
أنا في حاجة شديدة لِسلامك الداخلي،
أنا في حاجة لِضوء شفاهك،
لا أستطيع أن أستأنف مسيري،
لا أستطيع،
فكري يعجز عن التفكير،
لا يستطيع أن يُفكر في غيرك،
أنا في حاجة لِوردة يديك،
هذا الشغف لكُل الأفعال،
مع هذه العدالة التي تلهمني بها،
من أجل كُل ما سيُشكل شوكتي،
ينبوعُ حياتي أصابه النضوب،
مع قوة النسيان،
أنا الآن أحترق،
وما أُريده قد وجدته مُسبقًا،
ورُغم ذلك،
أفتقدُك.

أعيشك
02-19-22, 11:34 AM
لا تستسلم،
مازال الوقت باكرًا،
للوصول والعودة من جديد،
لِتتقبّل ظِلالك،
وتُدفن خوفك،
وتتحرر من ثقلك،
وتُحلق من جديد،
لا تستسلم،
لأن الحياة هي هكذا،
أن تستأنف السفر،
وتكمل أحلامك،
أن تفتح الزمن،
أن تتخطى الحطام،
أن تكتشف السماء،
لا تستسلم،
أرجوك،
لا تتنازل،
رُغم حرقة البرد،
ورغم عضّة الخوف،
ورغم غروب الشمس،
وقتل الهواء،
مازالت هُناك نار في روحك،
وحياة في أحلامك،
لأن الحياة هي الرغبة،
ولأنك تُريدها،
وأني أُحبك،
ولِوجود عيناك وحُب حقيقي،
ولأنه ليس هُناك جروح،
لا يشفيها الزمن،
افتح الأبواب،
اخلع البراغي،
وأُترك الجدران التي تحميك،
عِش الحياة وتقبل التحدي،
استرجع الضحكة،
كرِر الأُغنية،
خفّف الحِراسة،
ومُدَّ يدك،
استعمل جناحيك،
وحاول من جديد،
احتفل بالحياة،
استعد السماء،
لا تستسلم،
أرجوك،
لا تتنازل،
لأن كُل يوم بداية جديدة،
لأن هذه الساعة هي الأفضل،
ولأنك لست وحيدًا،
ولأنني أُحبك،
لا تستسلم،
مازال الوقت باكرًا،
للوصول والعودة.

أعيشك
02-20-22, 07:10 AM
يدكَ هي ما يربتُ على كتفي،
هي مذكّراتي اليومية،
أُحبك لأن يدك،
تعمل بجدٍ من أجل العدالة،
أُحبك،
لأنك حَبيبي وخليلي وكُل شيء،
وعندما نخرج في الشارع،
يدي بِيدك،
نحن أكثر من اثنين،
عيناكَ هُما سحري المحظوظ،
مُقابل كل الأيام السيئة،
أُحبك لِما تبدو عليه،
وما يبدو منك،
وينثر بذور المُستقبل،
فمك لك ولي،
فمك الذي لا يُخطئ أبدًا،
أُحبك لأن فمك،
يعرف كيف يهتف مثل الثُّوّار،
ولِوجهك النزية،
ولِخطواتك المُشرّدة،
ولِبُكائك من أجل العالم،
ولأنك واحدٌ من البشر،
أُحبك،
ولأن الحُب ليس مُجرد هالةٍ،
أو أخلاقًا ساذجة،
ولأننا زوجين،
ونُدرك أننا لسنا بمُفردنا،
أُحبك في جَنتي،
أعني بِلادي،
حيثُ يعيش الناس بِسعادة،
حتّى دون استئذان.

أعيشك
02-21-22, 04:45 AM
الأيادي المجنونة،
لِعازف البيانو،
أو الحِداد،
هي من تُكلمنا.

جَرس،
وحده الجَرس،
الذي يقِف ضد الريح.

العواطف،
تكونُ بريئة،
كالأسلحة البيضاء.

المنفي،
يتكيّف مع سأم،
الحنين.

الشِعر،
يقولُ الأعماق،
التي أحيانًا،
ما يصمُت عنها النثر.

وحدها الشجرة،
تعرف لمن هذه الخطوات،
خطواتُ الفأس.

المحارة،
تترُك في أُذني،
خِطابات قديمة.

أعرفُ مُلحدًا،
يُقيم الصلاة،
ولكن بالفرنسية.

عبرَ الجسر،
تجتاز الأوهام،
وهكذا المُهربين.

تركوني،
بدون أشجار،
بدون غيوم،
بدون إيمان،
بدون أنهار.

عندما أُسافر،
يُسافر معي،
أيضًا،
الكون.

أنتهي هُنا،
دون أحداث،
أو ظلٍ لشخصٍ ما،
أهملني.

أعيشك
02-22-22, 08:56 AM
لم يزل جلّ أسناني،
الآن عندي،
وإن لم تكُن كاملة،
شعرُ رأسي لدي،
وإن هذَّبتهُ يدُ الشيب،
والخِصل الخاملة،
في يدي بعد أن أتقن الحُب،
أو أحسنَ الإمنتاع،
وأن أصعد الدرجات الطِوال،
إثنتين إثنتين،
وأن أبدأ الجري،
خلفَ القطار،
على إثره أربعين ذراع،
وأن لا أُطيل جلوسي،
شأنُ المسنين،
يحصون عُمرًا،
بِبطن اليدين،
ولكن ما كان من خطأ،
كان غالي الثمن،
كيف لم أكتشف كل
هذه التفاصيل منذُ زمن!.

أعيشك
03-04-22, 09:06 AM
مياه الحنفية،
المياه المعدنية،
المياه النشِطة،
مياه النهر،
المياه العذبة،
المياه المالحة،
مياه الجداول،
البحر،
المياه الملكية،
مياه الشلالات،
مياه البئر،
مياه الأمطار،
مياه الجليد،
مياه النبع أو الندى،
مياه المُحيط أو الصهريج،
مياه الطوفان أو الشلال،
كُل مياه العالم هي أجداد،
يحكون لنا عن الغرق،
وعن جداول صغيرة،
تُبلل عطشنا،
وتسمح لنا،
أن نواصل الحياة،
لنِصف سنةٍ أُخرى.

أعيشك
03-05-22, 08:57 AM
خُطتي،
أن أنظُر إليك،
أن أعرف من أنت،
أن أُحبك كما أنت،
خُطتي،
أن أتحدث إليك،
أنصُت إليك،
أبني من كلماتك،
جسرًا خالدًا،
خُطتي،
أن أبقى بِذاكرتك،
لا أعرف كيف،
لا أعرف بأي ذريعة،
فقط أبقى فيك وحسب،
خُطتي،
أن أكون صادقةً،
وأعرف أنك صادق،
ألّا نخدع بعضنا زيفًا،
ألّا يكون بيننا حِجاب أو فجوة،
أما إستراتيجيتي،
على النقيض من ذلك،
أكثر عُمقًا،
أكثر بساطة،
إستراتيجيتي،
أنك في يومٍ رائع ومُميز،
لا أعرف كيف،
ولا بأي حجة،
أخيرًا تحتاجُ إلي!.

أعيشك
03-06-22, 07:01 AM
تعالَ، تعالَ، تعال،
لا تتركني للهلاك،
جميلٌ محياك،
منيرٌ عيناك،
وشعرك المُجعد،
آهٍ،
أي مخلوقٍ مُهيب!
لا يحلقُ الورد بِشفتيك،
وبياضكَ لا يُزاحمه الزنبق،
أيُها الأرق من كُل ما عداك،
أبدًا سأبقى،
مُسبّحةً بِحمد حُسنك!.

أعيشك
03-06-22, 06:24 PM
أيتُها الليلة،
ذات القلب الشاحب،
إنك تستمعين،
لا،
ليس صحيحًا،
أن دمك قوي بما يكفي،
إذ يصعدُ في شرايينك،
ويقوم بالهجوم،
فالعالم مُلكك،
أيتُها الليلة،
ذات القلب الشاحب،
إذ ذاك يتقدم دمكِ في الأعالي،
إلى الأمام، للهجوم،
فشرايينك قلعة خالية،
مهجورةً هجرًا شنيعًا،
حين تنشب المعركة الكُبرى،
عند البوابة الحديدية،
قلعة مهجورة تحكم العالم،
قلعة القوة المجهولة،
سيرجعُ مرة دمك المُعتم مُغنيًا.

أعيشك
03-07-22, 12:43 PM
لا تلفّ ذِراعك حولي،
أنت رهن الإعتقال!
أنا لن أُطيع أوامرك،
لن أزدهر في الزنازين الإنفرادية،
لن أُهيم في الضواحي،
أُنقّب في القمامة التي يلقى بها الناس،
أحملُ بُندقية،
لن أثق بالقانون ولا بالمحاكم،
لكنني أثق بِعدالةٍ عُليا،
أنا يُسعدني أن أقِف في الطابور،
بإنتظار عاصفةٍ رعدية،
أنا التي تمضي الليل وحيدةً،
في نشوةٍ جنونية،
أتسكعُ في المطارات،
وعلى أرصفة الشارع المُكتظ،
أنا سياسيةً إلى حدٍ كبير،
لكنني أبغضُ السياسة،
مُشاكسة،
لكنني لا أتحدث إلا في مُناسباتٍ نادرة،
أنا أُفسد الإحتفال،
مُستعدة لأن أخلع معطفي دائمًا،
وأُلاقيك في الخارج،
أنا أعيش حالة اهتياج عصبي.

أعيشك
03-08-22, 08:04 AM
ماذا عساكم تفعلون حِيالي؟
الحياة تقسو علي،
أبدو في حالةٍ يُرثى لها،
بِملابسي السوداء،
جلدي زرقاءُ،
من أثر العاصفة الثلجية الداخلية،
أنا داءٌ مُريع،
أُصيب بالعدوى،
فأسيرُ وأنا أُجار بالشكوى،
صرخاتي تُلوث الغلاف الجوي،
مثل التسرُبات التي تحدُث،
في محطات العقل الذرية،
إنها ذات طبيعةٍ ذهانيّة،
أنا طاغيةٌ،
أؤرق الناس ليلاً،
وأُدمر الحيوات الزوجية،
أنجذبُ إلى بيوتٍ مهجورةٍ،
في مُنتصف الشتاء،
حيثُ أُعاني من الألم،
وأنا أرتدي أغطيةً للأُذنين،
وأوشحة سميكة،
لكم أن تتخيلوا العذاب!
أنا آفة،
أسوأ من مرض السيلان،
إنه رجسٌ فظيع،
ولكن أُنظروا إلي،
إنه لأمرٌ شاقّ بالنسبة لي،
تحمّلوني!
إنني في حالة هستيرية،
كما لو أنني أتوقع ولادة توائم،
أُصِر بِأسناني أثناء النوم،
أمشي بين التُراب والعشب،
أمكِث في العراء في مهبّ الريح،
المولولة لِساعاتٍ طِوال،
تحت تعذيب الأيام المُدهشة،
كُل يوم هو يوم مُقدس بالنسبة لي،
أرجوكم،
إشفقوا علي،
فأنا صماءٌ عمياء،
أعينوني في عبور حركة المرور،
حيثُ اترنح إرتباكًا بِعاهاتي الخفية،
إذ أتذكر كُل من هبّ ودبّ من الأشياء،
وبين الفينة والأُخرى أتوقف،
لِأستمع إلى صافرة إنذارٍ بعيدة،
أظهروا لي شيئًا من المُراعاة،
أنا أشبه بِأطفالٍ مجانين،
طرَدني من بيتي جميع أفراد العائلة،
ادعوا لي،
فقد وُلدتُ شقية،
أُمي انتحبت من أجلي،
راحت تلتمس العون من الأطباء والمُحامين،
إلى أن اضطرّت إلى الإستسلام،
خوفًا من أن تفقد عقلها،
أواه،
ابكوا من أجلي!
لا سبيل إلى إنقاذي،
فإبتلائي مثل مرضى الجذام،
الذي لا يدري عني أحد،
يجعلني مُحتجزة في عالمي الخيالي،
الذي هو بِمثابة غيتو رهيب،
يعجّ بالشياطين والأشباح الحقودة،
حين تشعُّ الشمس متوهجةً،
في يومٍ صيفيّ صافٍ،
وتروني بائسة الحال،
أخرج مُترنحةً في المنطقة السكينة،
وقد بدا عليّ الشحوب كما الجيفة،
وقد شوّهني التأمُلات،
امضوا إلي وقدموا لي العون،
اربطوا لي حِذائي،
أُوصلوني إلى الحديقة،
وساعدوني في الجلوس،
على مقعدٍ في الشمس،
غنّوا لي قليلاً،
اشتروا لي المُثلجات،
واحكوا لي حِكاية،
لأنني في غاية الحُزن،
فقد دمّرتُ نفسي تدميرًا!.

أعيشك
03-09-22, 06:46 AM
مهما وأينما رحلت،
مُتأخرةً دائمًا،
وصلتُ،
عمّا ذهبت،
باحثةً عني،
مهما وأيًا كانت المدينة،
مهما وأينما سكنت،
مُتأخرةً دائمًا،
على العودة للمنزل،
مُتأخرةً،
عن قضاء الليل في حديقةٍ،
يُضيئها القمر،
مُتأخرةً،
عن الرجُل الذي يُقلقني،
بِوجوده الخفي،
عن الرجُل الذي يُحب أن نحِب،
مهما وأيًا كانت الشوارع،
التي أظن أني أعرفها،
والتي تعبقُ بِشذى الجِنان،
التي أبحثُ عنها،
تلك الشوارع،
تقودني إليه!
وأيًا كانت البيوت،
التي إليها أعود،
سأعودُ مُتأخرةً ليلاً،
حيثُ لن يعرفني أحد،
وأيًا كان النهار،
التي أبحثُ فيها،
عن مراياي،
كي أراها،
لن أراها،
لن أرى نفسي،
إلا إذا أدرتُ ظهري،
إليَّ ومضيت.

أعيشك
03-09-22, 08:43 PM
يقولون أن السعادة ستجدني،
لكني أعتقد أن الحزن يجدني أيضًا،
يُفاجئني في الظلام،
حين أعتقد أنني قد نجوت منه،
أفتحُ فجوات في أرضٍ كانت صلبة،
من النوع الذي لا يعرف بِوجوده أبدًا،
إلى أن أخطو،
فأجد نفسي معلقةً في الهواء،
العالم يمرُّ من حولي،
بألوانٍ وأصواتٍ مطموسة،
لا شيء يبدو منطقيًا،
مع إستمراري في الهبوط،
أنسى كيف بدأ،
لا أعرف متى ينتهي،
أعرف فقط أنني قد أُضحي بأية شيء،
لأقف على قدمي من جديد،
الحُزن هو ذلك الشعور،
عندما أُواصل السقوط،
فينزع من حياتي المعنى،
والأوقات الطيبة كلها التي سبق وعشتها،
هكذا،
عندما اصطدم في النهاية بالقاع الصخري،
ألتفت،
أنظُر للأعلى نحو السماء،
الأمر الذي بدا لي مرة بعيدًا جدًا،
حينها لا يبقى لي شيء لأفعله سوى البُكاء،
الناس جميعًا في الأعلى يصرخون :
"أُنقذي نفسك"
يقولون أشياء عن السعادة والأمل،
لكنهم منشغلون جدًا بِحياتهم،
ليدركوا أن الأمر ربما يكون أسرع كثيرًا،
-فقط- لو أنهم أمدوني بِحبل.

أعيشك
03-10-22, 08:56 AM
كالقمر تمامًا،
سيظل جُزء مني،
دائمًا مُختفيًا بعيدًا،
قلبي ليس للإستهلاك العام،
إنه لي ويعنيني أنا فقط،
لن ترى ما أراه،
لن تفهم ما لدي،
لن تُدرك أبدًا عُمقي وتعقيدي،
لكن،
مثلما يفعل القمر تمامًا،
أيضًا سأُضيء في الظلام،
لِوحدي،
أرقُص على طول طريق الهوى،
بِلحن لا يسمعه سِواي،
وبينما أرقص،
ستُحدق فيَّ،
لأني في عينيك أرقُص للصمت،
في عينيك أنا مجنونة،
هذا صحيح، أليس كذلك؟
أنا أعشق الجنون،
لم أقُلها قط،
ولا أنت فعلت،
لكنني أستشعرها،
هي ما تدفع قلبي لمواصلة النبض،
ليس بشكلٍ مُكتمل،
وإنما كواحد مُنفرد،
يعلم الله أن الطريق الذي أسلكه،
ليس سهلاً،
لكن،
لا يهُم،
سبق ورأيت العراقيل التي تنتظرني،
ولو نظرت لما قطعته،
لما أصبحت ما أنا عليه الآن،
ولا تغلبتُ عليه إذ كُنت معي،
والموت لن يكون مُرعبًا،
بِما يكفي ليُخيفني،
لِذا،
سأُواصل رقصي في الظلام،
فحتى وإن انتهت الكتابة،
أنا سأستمر.

أعيشك
03-11-22, 04:39 AM
بينما لا أزال أرقد،
على هذا السرير الجامد،
في هذه الغرفة البيضاء،
المُزدحمة بِأشياء لا عمل لها،
سِوى مُحاولة منعي من فُقدان الوعي،
يطوفُ عقلي،
ومثلما تدور الأرض حول الشمس،
يدورُ حولي،
أتخيلك بِجواري،
تُحدثني عن أشياء لم أُفكر بها أبدًا،
حسنًا،
بل فكرتُ بها،
تشرح لي مفاهيم ونظريات تُنير بصيرتي،
أصغي بِإنتباه لك،
أُتابع كيف تُضيء عيناك،
عندما تتحمس لِموضوعٍ ما،
أو كيف يرتسم ذلك التعبير الجاد،
على وجهك عندما تُفكر،
أُغلق عيناي،
هكذا أرى وجهك بِوضوح أكثر،
هذا هو السبيل الوحيد،
الذي يُمكّنني من صُحبتك،
"الخيال"
وبينما يُحاصرني الظلام،
أشعُر بنفسي أزدادُ ضعفًا،
مع كُل لحظة تمُّر،
جسدي يثقل،
وبِبُطء أنفصل عن هذا الوجود،
الذي يحبسني،
أُفكر،
ما الذي يفترض بي فعله؟
أُريد أن أتمسك بِحياتي،
أن أُقاوم على الأقل،
لِأتمكن من رؤيتك،
أن أُواصل إعجابي بِك من بعيد،
لكن،
في الوقت نفسه،
أموتُ في كل مرة أُدرك فيها،
أنك لست لي لِأبقي عليك،
ولو تخليت عن حُبك،
لن أشعُر بشيء بعدها أبدًا،
تضطرب ضربات قلبي،
أسمع صوت الجهاز المُنظم،
لِضربات القلب يعلو،
مُحذرًا المهتمين بأنني ربما،
بعد هذا كُله،
أُغادر،
ورُغم أنني لا أملك القوة لأفتح عيني،
إلا أنني أشعُر بِذعرهم،
بينما يُحاولون إغوائي،
لأعود إلى الوجود،
أسمح لهم،
حيثُ أنني لا أملك أية قُدرة،
على إتخاذ القرار،
هكذا،
أرقد هُنا فحسب،
أترك القدر يُقرر هذا،
فما معنى الحياة،
لو أن داخلي ميت؟.

أعيشك
03-12-22, 04:18 AM
لقد قدمت الليلة،
أعظم أداء في حياتي،
لم أفقد أبدًا السيطرة،
ولعبت الدور جيدًا،
ولم يستطع ولو شخص واحد،
أن يقول أنني كاذبة،
وعلى الرغم من صعوبة المواجهة،
فقد أقمتُ حفلي،
أعلم أنني قصدتُ أن أُريهم أنني تجاوزتك،
وعلى الرغم من أنني رأيتُ النظرات المُتشككة،
على وجوههم جميعًا،
كان علي المُحاولة لِجعلهم يُصدقون،
أن الأمر صحيحًا،
لِذا،
أنا التي كان عليها أن ترقص وترقص،
طوال الليل تمامًا مثل المجانين،
وأنا التي لم تضحك منذُ ما يعلم الله متى،
ضحكتُ مثل مهرج حتى صدقوا الأمر أكثر مني،
لقد قدمت الليلة أعظم أداء في حياتي،
لم أفقد السيطرة أبدًا،
ولعبت الدور جيدًا،
ولم يستطع ولو شخص واحد،
القول أنني كاذبة،
لكن حَبيبي،
لو كنت خلف الستار عندما أنزلت،
وعندما أطفئت جميع الأضواء،
وأصبحتُ وحيدة،
كنت حينها سترى هذه المُمثلة،
تبكي.

أعيشك
03-13-22, 06:53 AM
أُريد أن أفِر منك،
ولكن،
إن لم تجدني،
سأموت!
أُريد أن أُحطم الأغلال،
التي بها أحطتني،
ولكن موقنةً أنا،
بأنني لن أفعل!
تبتعدُ عني،
فلا أفعل شيئًا،
غير أن أتساءل :
"لماذا أنتظرُك؟"
لكن متى إنتصر العقل عند العاشقين؟
مُحالٌ أن أعيش معك،
لكنني أعرف أنني،
لا أستطيع العيش لولاك،
ذاك أني مهما فعلت،
لا أُريد أبدًا أن أهوى سِواك،
ما عاملتني يومًا كما ينبغي،
فما نفع حُبك أبدًا،
تسخر من الحُب،
ولكن،
لا شيء غيره يُسعدك ويرضيك،
تُضحكني،
تُبكيني،
تُميتني،
تُحييني،
تدفعني للغناء،
تُحزنني،
تُسعدني،
تسوقني للجنون،
من أجلك أنت،
أُحبك أنا،
أكرهك،
أُحبك وأكرهك،
لكنني سأبقى أتوقُ إليك،
حتى تتوقف الأرض عن الدوران،
فأنا،
ومهما فعلتَ بي،
أبدًا أبدًا لن أهوى سِواك!.

أعيشك
03-14-22, 06:27 AM
يجب أن أُغادر،
لقد رأيت هذا من قبل،
على وجهي الذي تغير بِبطء،
من وجه طُفولتي إلى شبابي،
من وجه الماضي إلى الآن،
كنتُ أشعر،
جلدي وشعري،
ليسوا مُلكي،
بعد الآن،
كما في الماضي،
عندما كنتُ أملك الزمن،
كان في بيتي عالمٌ من الأُمنيات،
سعادةً وألم،
وحزنٌ يكبر،
في غُرفتي التي جمعتُ فيها،
ما سيرحل معي،
ذكرياتي،
الآن،
قد غادرَت،
وأنا أنظُر من نافذتي،
وأرى المشهد ذاته،
تمامًا،
نفس ذكرياتي،
من عشرين سنة،
عندما سكنتُ هناك.

أعيشك
03-14-22, 06:21 PM
أنا،
كتابٌ في العلية،
رُبما أكون كتاب،
عهدٍ قديم أو تراتيل،
أو فصلٍ من الكاماسوترا،
أو حتى مُجرد تهجئة لِعاطفةٍ ما،
لكن يبدو أنني لستُ أي من ذلك،
لأني لو كنتُ هكذا،
لكان قد قرأني أحدهم،
يبدو الأمر واضحًا عند إجتماع شُعوري،
أنهم سيتخذون قرارًا،
حسنًا،
أنا هي تلك النُسخة،
المكتوبة عن هذا القرار،
المطبوعة بِخاتم العقل،
والتي لا ينجح تنفيذها أبدًا،
فقط يُحتفظ بها إحترامًا للإجراءات،
الآن،
كُل ما يأتي هو بعض العصافير فقط،
تحملُ القش في مناقيرها،
ثُم تحط ذلك فوق جسدي،
وتشعُر بالقلق حيال الجيل القادم،
كم هو رائع!
لكن القرارات ليس لها أجنحة،
كما أن القرارات ليس لديها جيلاً ثانيًا،
أحيانًا أُفكر بإستنشاق العِطر،
وماذا ينتظرني في المُستقبل!
يجعل القلق رباطي يحِل،
كُلما حاولتُ إستنشاق العطر،
كُل ما أنهله هو دُخان مخالفات الطيور،
آهٍ يا أرضي، مُستقبلك!
أنا، هي حالتُك القائمة.

أعيشك
03-15-22, 07:51 AM
أنا صمتٌ،
بعد احتفالاتك،
ولحنٌ في الهواء،
بدون توقُعات،
أنا وجهٌ مفقود،
بين حشدك السعيد،
ورغبةٌ لا يُمكنك أن،
تُصرّح بها بصوتٍ عالٍ،
أنا بقعة وفاءٍ،
لا تزالُ في قلبك،
مثل معنى مخفيّ،
في فنٍ تجريدي،
أنا قبضةٌ متواضعة،
على عقلك الهائج،
حين الخيارات اليوم،
ليست لطيفة،
أنا روحٌ مُتمردة،
في سبيك الأكبر،
وهادئةٌ وسط،
كُل مِحنك،
أنا سؤالٌ بين،
كُل أجوبتك،
وجوابٌ بين،
كُل أسئلتك،
أنا ظلٌ في الشمس،
في أيام عُزلتك،
وجزيرةٌ غامضة،
في أعمقِ عواطفك،
أنا دفقةٌ صامتة،
في نهر الزمن،
وملاحظةُ حُبٍ،
على مزارٍ مشؤوم!
أنا قطرةٌ في قلب،
مُحيطٍ لا نهاية له،
ووسط أبدية،
كُل الإدراكات،
أنا كلٌّ،
لكنني أنا،
إذا كُنت تستطيع،
أن تعي حقًا،
لكنّي لستُ الواحدة،
التي تُريدها أن تكون،
أنا خيارُ مصيرك،
ولا يُمكنك التراجع،
وأنا أعلمُ أيها الحنون،
ماذا أنا بالنسبة لك!.

أعيشك
03-16-22, 06:49 AM
أتمنى أن تنظرني أبصار العالم،
تنظرني كما تنظر إلى غصن شجرة لدن،
غير أن حموله أوراقه،
تصير مثل ثيابٍ مخلوعة،
ومُلقاة ككومة مُنهارة،
جِوار الفراش المُنبسط على الأرض،
أتمنى أن تُعانقني دومًا نسمات الريح،
مُشاكسةً، مُعاكسةً، تتكلم، ضاحكةً،
تتوقف، تتردد خجلى،
مُحفزةً نفسها بهمساتٍ جذلى،
أتمنى أن أمضي قُدمًا، مُتمشيةً،
مُتأنيةً، حينًا راكضةً، ومُسرعةً حينًا،
مثلما تمر الريح مُحفحفةً،
مُلاطفة أمواج البحر الرقراقة،
أنسابُ أنا دومًا،
لا أركُد أبدًا،
وأينما يُغرد طائر بصوتٍ عذب،
تتدفق موجات صوته الدافئة،
فتصطدم بِجسدي وترتّد،
لا تتوقف أبدًا،
ثمّة أشعة دافئة تارة،
ونسائم هادئةً تارة،
وكلامٌ معسولٌ ساحرٌ تارة،
تظهر دائمًا أبدًا ألوان وأشياء جديدة،
وما أن تظهر تتلاشى في الفضاء الفسيح،
لا شيء يبقى حائلاً في دائرة سعادتي،
تنكمش دائرة سعادتي،
يتمدّد حقل القمح الطليق،
على مدى بعيد تُشكل خيمة السماء،
سريرًا غريبًا يُغويني بإيماءاتٍ مُغرية،
يتماهى صوت تلاطم الأمواج،
في تغريد الطائر،
وينزلقان الآن مُتواريين عن الأنظار،
أنا جالسة،
شعري مُبعثر،
لا يعنيني أن يرى أحدٌ خصلاتي،
تنكمشُ دائرة سعادتي،
يكفيني الآن ألا يدخل،
شيءٌ جديد في دائرة سعادتي.

أعيشك
03-16-22, 09:11 AM
لابُد أن كُل شعرةً من رأسي،
ستُلّفف بالحرير،
ستُلمع عينيَّ الفاتنتان،
على جمر النار،
سيُلقى جسمي الرقيق،
إذ أي رحمةً أرتجيها،
بعد مثل هذا الإثم؟
مع أن الله قادر على كُل القلوب،
وثمّة سيد شرعي،
على روحي وجسدي،
لكنني أهوى رجُلاً أُردني.

أعيشك
03-17-22, 04:40 AM
ما زال وجَّهها في ذهني،
ابتسامتها،
رائحتها،
كل شيء يخصها،
ما زال عالقًا وثابتًا،
في ذهني وكأنه لم يرحل،
لم يرحل أبدًا من قلبي،
وعقلي وحياتي اليومية،
اللهُم وإن مسنيّ الشوق لها،
فأنت أرحم الراحمين بقلبي،
اللهُم أغفر لفقيدتي،
اللهُم أرحم من لم تشبع،
عيني من رؤيتها،
ولا أُذناي من صوتها،
ولا قلبي من حُبها،
ربي أكرمها بجنة الفردوس،
واجمعني بها يارب العالمين.

رحمكِ الله.

أعيشك
03-17-22, 05:03 PM
أنا امرأة تامّة،
مُكتملة النُضج،
ريحٌ موسمة سابغة،
شتاءٌ مُطبق،
سماءٌ وشاطئ،
بين عينيَّ وشفاهي،
تُفتش عن معنى للعالم،
أو عن إجابات لأسئلتك،
أو عن التسلية،
أو التغيير،
أو العشيقة،
أو الزوجة،
أو الصديقة،
ما الفرق؟
لا شيء!
بالنسبة لهنّ هُناك،
ماهو أبعد من الجسد،
ما رفضته أنت عمدًا،
بِصراحة،
هل القلب إجابة عن الأسئلة كلها؟
بعد العقل،
عندما تشيّحُ بعيدًا،
أنت لا تعرف حتى،
إذا من كانت الدائمة لك،
امرأة أم مقبرة أم روث!
في وضعٍ كهذا،
أشعُر بالكآبة والدهشة،
من قُدرتك على الحديث عن المنطق،
من هذا اللغو الفارغ،
من هذه الأكاليل الزائفة،
إلى متى ستواصل،
اللهو بألعاب المشاعر تلك؟.

أعيشك
03-17-22, 05:24 PM
قلبي يرى،
من خلال المرآة،
ما تعجز عيناي عن رؤيته،
عقلي يحلم،
بما أتمنى أن أعيشه،
لكن جسدي يعجز عن ذلك،
أشعُر بنفسي أرقص،
أحومُ في حلقات،
فأبلغ نشوةً،
لن أنساها ما حييت،
أنا على يقين،
أن قلبي،
عقلي،
عيناي،
يداي،
جسدي بكُل أعضائه،
ستجتمع معًا ذات يوم،
في ذلك اليوم،
سوف تكون مرآة أحلامي،
أكثر إشراقًا من أي وقتٍ مضى،
ومن خلالها،
سوف أنظُر مليًا إلى أعماق روحي.

أعيشك
03-18-22, 06:38 AM
ليس ثمّة أوهام ها هُنا،
أصخْ إلى الصمت،
إذ يتردد صداه من حولي،
هل تُدرك ما أعني؟
أنا العناصر،
لأنني أنا الأرض،
أنا السماء،
أنا النار،
أنا الماء،
أنا الرياح،
آتي وأذهب،
كما يحلو لي،
جاذبيتي في كُل مكان،
لأنني أنا الشمس،
أنا القمر،
أنا الهواء،
أنا الموت،
أنا الحياة،
أنا الطعنة،
أنا الدواء،
ليس هُناك ماهو،
خارج عن إرادتي،
أسمو فوق كُل شيء،
لأنني أنا المرأة،
أنا الرجل،
أنا الشيطان،
أنا الملائكة،
أنا العيد،
أنا العزاء،
أنا اللعنة،
أنا الرحمة،
كُل شيء في ذاتي،
وأنا في كُل شيء،
أنا جوهر الوجود،
لأنني أنا الصوت،
أنا الصورة،
أنا الرائحة،
أنا اللمسة،
أنا الذوق،
والقُبلة،
لا شيء يفوتني،
لي أسماء كثيرة،
ليس بينها مايُناسبني تمامًا،
لكن ليس بينها،
ماهو إسمي الحقيقي على أية حال،
إذا ما الفرق؟
أنا هُنا،
إذا أنا الوجود!.

أعيشك
03-18-22, 07:23 PM
يا ويلي،
السماءُ هزيلةٌ،
فاترة،
النجومُ ذابلة،
مُنطفئة،
والرياحُ كما هو،
مازالت ميتة،
وهذا العالم مسكونٌ،
بالمقابر،
واحسرتاه!
اليوم كلماتي باتت،
أحجارًا،
مِرارًا وتكرارًا،
سأُعيدها،
يا ويلي!
قلبي ينبضُ بسرعة،
سينفجر،
كقنابلٍ،
كرصاصٍ،
قلبي يذوبُ،
أبدًا لا تكُن مثلي،
تلك هي مياه الحُب الآسنة،
والأشواك مغروزةٌ في كاحل القدم،
تُدمي،
يا ويلتاه!
هُنا في هذا الدرب،
أنا مسلوبةٌ من كل شيء،
وأيضًا الموت ليس في مُتناولي،
يا ويلي!
أغاني الحُب مريرةً،
لكن حِلو هذا السُّم،
حِلو!.

أعيشك
03-19-22, 07:37 AM
إن كنت تعرفني،
فلابُد أن تعلم أنني،
شخصيةٌ لا تُحب أن تكون،
الوقت الزائد في حياة الآخرين،
أخاف أكثر مما يجب،
من أن أكون هامشًا،
يُكتب به بِجميع الأقلام،
من أن تُعاملني الأشياء،
بما لا أستحق،
فلستُ من الذين يُحبون،
الظهور الزائد في الأماكن،
يهدرون قيمة أنفسهم بأياديهم،
فالغياب أحيانًا يُعطي الحضور قيمته،
لهذا أختبئ في الغياب،
كي يكون للقاء بهجة وثمن،
لأني أراها الطريقة الحقيقية للقاء،
أُحب أن أهب الأشياء إيمانًا،
عميقًا بإسم الحُب،
حتى وإن لم تتشابك الأيادي يومًا ما،
فالشعور يصل بطريقةً سحرية،
كي أبقى رسالة هذه الحياة،
التي لا تُبقينا لزمنًا طويل،
أتفقد هذا الشعور في خضم الطريق،
كي تُكشف الأيام أنني أحببتُ،
رؤيتهم وهم ينجحون في حياتهم،
كما لو أن نجاحهم نجاحي،
حتى وإن لم يكونوا في حياتي الآن،
فالحياة لا تُعطي إنذار قبل المُغادرة،
لكنها تُخبرنا أنها لن تتوقف،
وبشكلاً أو بآخر،
سيتذكرون ملامح بهجتنا،
ستبقى جلّ أمانيهم أن تتقاطع،
دروبهم مع من يشبهنا ولو للحظة،
سيدركون قيمة اللقاء حين تجمعهم،
الحياة بمن لا يعرفون مذاق القهوة،
حين تُشرب بِرفقة مع تُحب.

أعيشك
03-20-22, 07:32 AM
قيل في حرف الغين :
‏أنتِ غُروري،
وغيمتي،
وغنوتي،
وغرقي،
وغُربتي،
وغموضي،
وغضبي،
وغُفراني,
أنتِ غنى نفسي،
وغادتي،
وغايتي،
وغرامي،
وغيرتي،
وغمامتي،
أنتِ غصوني،
وغروبي،
وغزالي،
وغُزلي،
أنتِ غِناي،
وغُمرتي،
وغجريتي،
وغائبي،
لا غير غِيابك غصّتي!.


http://e.top4top.io/p_2270i0byc1.jpeg

أعيشك
03-20-22, 06:16 PM
أنا المُتسكعة،
مُتسكعةً أنا،
كنتُ نجمةً،
تُحيي السماء،
لو كان لي حظ،
في هذا الفضاء،
لا بيت يأويني،
لا أحد يؤنسني،
ما من حبيبٍ لي،
ما من أملٍ،
في الضفة الأُخرى لِلقاء،
محبوبي،
في مدينةٍ بعيدةٍ يقبع،
قويةٌ لا،
مُحطمةً نعم،
ومع ذلك،
تراني أشدو أُغنيات،
السعادة والعطاء،
روحي جريحةٌ،
جسدي متعبٌ،
خُذ الإبتسامة،
من عيني التي تلمع،
آهٍ أيها العالم،
لا حظّ لي من السعادة،
ولم يُكتب لي الهناء،
مُتسكعةٌ أنا،
أنا المُتسكعة.

أعيشك
03-21-22, 04:11 AM
غدًا تخضُّر البراعم،
غدًا تبتسمُ الأزهار،
تملأ الدُنيا مياسم،
غدًا العُشب الحُلو،
العُشب النديّ،
سينشُر على الأرض سجّاده،
وأقدامي الناعمة،
سأتبختر عليها بِمشيتي،
لم يأتُ أبدًا ويُضايقوني،
كيف لي بِمُضايقتهم،
علامَ أقضي لحظاتٍ،
في نهاراتهم ولياليهم،
أنا شاعرةٌ لثانية أو لثانيتين،
أنا شاعرةٌ لثوانٍ،
قصتي في لحظاتٍ تنتهي،
وضحكتي ثوانٍ،
شبابي ينتهي في لحظات،
كم من أُناس جاءوا قبلي،
وكم سيرحلون من بعدي،
ثمّة منهم قضاها حزينًا،
وتنهّد طويلاً،
وبعضهم مضى وغنّى سعيدًا،
كانوا هُنا لِلحظة،
وغادروا مثلي بلحظةٍ،
أنا حصتكم في هذا اليوم،
وغدًا أنا مُفارقتكم،
غدًا أغانٍ جديدة،
تأتي وتقتطف،
ويأتي رواةٌ أفضل مني ومثلي،
وجمهورٌ يستمع أفضل منكم ومني،
وِدادي في الأيام المُقبلة،
أن يأتي أحدكم ويُذكرني،
ولكن لِما العالم المشغول،
يُضيع وقته بالعرض والطول لأجلي؟
فأنا شاعرةٌ لثانية أو لثانيتن!.

أعيشك
03-21-22, 07:44 AM
أحيانًا وأحيان،
تزورُ نفسي فكرة،
بكُل لحظةٍ مُرّة،
بأن العالم كُله يمُّر،
بِخصلة شعري،
وأن هذه الدُنيا،
تحت ظِلالي حلوة،
ظلامٌ ناسكٌ حولي،
ووحدي لديَّ الدُنيا،
بِنظرة عينك نوري،
بِنظرة عيني حياة،
غريبةً لم أكُن يومًا،
حُبي حُزني الأزلي،
وأن جمالي يرعى،
بذور الآه في نفسي،
فأنا ميّاسة القدر،
أنا قتّالة العين،
وأنت في التيه،
تفصيلٌ يُضيع في تفاصيلي،
أنت في التيه عنوان،
الكثير من الصدمات،
وأكثر منها،
يزورني حبقُ الحزن،
لذا لم تعُد العيون تدمع،
منذ مُدة لم أبكي،
أي حجارةً أصبحت؟
تلألأت دموعي،
على قُبضان الرموش،
تأبى أن تنزِل،
مثل الندى،
على بتلات الزهر،
شأني شأن من في غابةٍ،
فيها الكثير من الشُعاع،
ولكن لا ظِلال فيها،
وأنت جرحي،
اندمل موضعه،
لماذا أحضرت المرهم الآن؟.

أعيشك
03-21-22, 12:52 PM
أنا مُطمئنة،
أُريدك فقط أن تعلم هذا،
أُحب أن تُدرك مدى مقدرتك،
في السيطرة على العواصف،
التي تحدثُ بِداخلي،
أنا أُدرك ذلك جيدًا،
لكنني لا أعرف لماذا؟
لم أجد إجابة ثابتة على هذا السؤال،
الذي يُرافقني في كل خطوة،
وإبتسامة وضحكة وأُغنية،
في كُل إلتفاته ومُناجاة وتأمُّل،
دائمًا أجده أمامي باحثًا عن الإجابة،
أنا أيضًا، أتساءل :
لماذا أنت عند الذهاب إليك،
لا أنظر للمسافة،
ولا أهتم بالعوائق،
ولا أُبالي بالخطر،
ولا أحسب حسابًا للطريق،
وأنا المُتوجسة من الكلمة،
والمُتردّدة من النظرة،
والمُرتابة من كل قطعة،
أرض أضع عليها قدمي،
والجبانة أمام المُجازفات؟
لماذا أنت عند قراءة بوحك عني،
أُحب ذاتي وأجلها،
وأنا أول أعدائي وأعتاهم،
وأبغضهم لنفسي،
عندما يتعلق الأمر بالأنا؟
لماذا أنت فقط الذي أرى،
نفسي في نوني عينيك،
وأنا التي حطّمتُ مرايات،
عديدة للحياة،
لم أجدني فيها،
حتى أجزمتُ بكوني شفافةً لا أرى؟
لماذا أنت الذي أبتسم معك بِكاملي،
من داخلي وخارجي،
بعد كُل جملة طريفة وغير طريفة تقولها،
وأنا التي ألعن جمودي كل يوم،
عند إخفاقي بتصنّع ضحكة قصيرة،
بعد كل النكت والطرائف التي أراد،
قائلوها من خلال إضحاكي؟
لماذا أنت الذي لا أتردد بسؤالك عن حالك،
وأنا التي قضيتُ كل عمري،
أقبضُ فمي عن الأسئلة،
مُتجاهلةً أسهلها،
وأتفهها، وأوضحها،
ومُخبئةً أكبرها،
وأعمقها، وأصعبها،
خوفًا من الأجوبة،
جميع الأجوبة وما تُخلّفه،
بِغرابتها، ورهبتها،
وكذلك من عدمها؟
لماذا أنت،
يا أنت،
حين أسألك،
لا أكون أُريد الإجابة،
بِقدر ما أُريدك أنت!.

أعيشك
03-22-22, 06:36 AM
في ليلة شتوية،
عندما كنت أبلغ،
من العمر خمس سنوات،
وقفتُ بين يدي أُمي المُنهكة،
كانت مريضة ومُتعبة آنذاك،
ألا أنها نادتني قبل أن أخرج للشارع،
لكي تُلبسني المعطف،
التي رميته بِجانبها،
بِنزغ طفلة مُستعجلة،
فلتتُ من يدها،
وهربتُ راكضةً إلى الشارع،
وكانت المرة الأولى،
التي لم تُحاول اللحاق بي فيها،
عندما عُدت لم أجدها،
أخبرتني عمتي بأنهم،
أخذوها إلى المستشفى،
فإنتظرت حتى مجيئها،
كنتُ أبكي كالبقية،
عندما أدخلوها حملاً إلى المنزل،
مع أنني لم أفهم الأمر جيدًا،
عند قولهم بأنها ميّتة،
ألا أنني لم أراها بعد تلك الليلة،
التي أصبتُ فيها بِنزلة بردٍ أليمة،
وحتى الآن،
وبعد إن مضت عشرين سنة،
لم أتوقف عن الشعور،
أبدًا بالخواء والهشاشة،
كُل الأشياء التي تصطدمُ بي توذيني،
وكأنني بِحاجة إلى أن أردف،
جسدي بجلدٍ آخر،
الآن،
وفي ليلة صيفية شديدة الرطوبة،
أجلس مرتجفةً في الزاوية،
وألوي جسدي النحيل،
وبِجانبي المعطف الذي تركتهُ،
بيد أُمي مُلقى على الأرض،
بعد أن انتهت جميع،
مُحاولات ارتدائه بالفشل.

أعيشك
03-22-22, 12:28 PM
أُمسية هادئة،
في النافذة،
الأشجار الخضراء ساكنة،
أوراقها تومضان،
توقفت ساعة الحائط،
وأصابع يدي ورجليّ،
عشرة زائد عشرة،
هكذا على الأقل يُمكنني العد،
ألوان الستائر بُهتت،
يتحول الأحمر إلى رمادي،
يتلاشى أصدقائي،
ابن الجيران تم تجنيده،
والأخرى تطلقت،
واحدة واحدة،
تم تجميع صور الموتى،
خلال الشهر الماضي،
ومع ذلك،
فإذا ما حللتُ ضفائري أمام المرآة،
فلربما يأتي من الناحية الأُخرى خيط موسيقى!.

أعيشك
03-23-22, 04:22 AM
https://i.top4top.io/p_2272v6ect4.jpeg

أعيشك
03-24-22, 05:27 AM
أُريد أن أذوب،
أن تمتصّني التربة،
وأكون للأُمم منفى،
أو أن ألقى في محيطٍ،
وأتحلل وأكون للأمواج ملحًا،
أُريد أن أُوجد بأي هيئة،
إلا أن أكون بشريةً،
تُلفظني أحشائي،
ولا أنتمي لا لبلدٍ،
ولا لدارٍ ولا لقلبٍ،
ولا أعرف سوى،
الغيوم سقفًا،
لقد بات من الصعب،
أن أقول كل شيء،
كما كنتُ أفعل في السابق،
لا الكلمات تخدمني،
ولا الوقت،
ولا حتى مشاعري،
التي تنحدر عند كل،
مرة أُحاول استيعابها،
إنها تنزلق مني،
تتشكّل،
ويتغير لونها أيضًا،
أنا أعلم جيدًا كم أخطأت،
وكم ها أنا أُخطئ الآن،
وكم سأُخطئ لاحقًا،
فلطالما وجدت نفسي،
دائمًا في وحل الخطأ،
مجبولةٌ على ذلك،
على عدم اليقين،
واللادِراية،
حتى أنني صرت لا أدري،
هل أنا حزينة من أجل ذلك أم لا!
لستُ أفهم شيئًا من هذا كله،
لقد تخلّيت عن مقعدي،
الذي كنتُ أُراقب هذا العالم من خلاله،
أصبحتُ أمضي إلى وجهةٍ مجهولة المعالم،
حوافّها باردة،
وفي أغلب الظن،
لا نهاية لها.

أعيشك
03-25-22, 06:10 AM
ليس لي بيتٌ آخر،
أسكُن جسدك،
تحت جِلدك،
أُريد أن أبني،
في جسدك بيتي،
كم هي شاهقةٌ قُبلاتك،
تعلو بي،
آتيه،
ضُمَّني،
أنا مُتشردة،
وجسدك ملاذي،
جسدك الضئيل،
شاسعٌ شعوري به،
جسدك جميل،
جسدك لا نهائي،
ضعتُ في اللانهائي،
ظفرُ خنصرك،
أوسع من البحر،
أين تُبحر بي؟
الليالي تضيق،
أثناء غيابك،
أتنفسُك،
أسكُر أمام صورتك،
لساني في فمك،
لسانك في فمي،
مدينةً مُظلمة،
اختفوا الناس،
اختفت الطيور،
ونحن نتوغّل،
حيثما تكون،
أوجد أنا معك،
شفتاي،
تتجولان في أُذنك،
كم هي صغيرةً ورقيقة،
كم استمعت لي،
وطوّقتني،
كيف تتّسع،
كُل الموسيقى؟
ألمس أصابعك،
لكم هو العالم غزير،
الوجوه في طُرقه،
أتأملك،
وينطق ما بعد الشعر،
أسمُك فقط،
مرةً ومرةً أُخرى،
وِحشتي العميقة،
رِفقتي،
الملاك،
والقصيدة،
أسمُك لي،
وبِأحمر الدم،
أنا،
أنا لك،
أنت،
أنت لي،
لذّة ما بعد الموت،
ما بعد الولادة،
ووجود،
نِهائي وأزلي،
تحت جميع الكلمات،
جسدان يتّحدان،
وينفصلان،
ما لا يُحكى،
ينمو،
يكبر،
جسدك ينفيني،
يحتويني،
أستلقي فيك،
وتنام فيَّ،
كم كانت يداك دافئتين،
وصدرك،
كُنت تقول بأصابعك وحدها،
أنك تُحب شعري،
أظافري،
لِساني،
يداي،
وكنتُ دون أن أقول،
أنني أُحبك،
كُل الأشياء تشي بي،
دائمًا أنت،
السرير،
الستائر،
الشِعر،
القهوة،
الأحلام،
جسدك يملأ كُل الفراغ،
تمثالٌ في دمي،
جسدك علّمني،
خلال ليالٍ قليلة،
كيف خُلق،
كيف ينهمر العالم كله!
أسمعُ شيء ينشرح،
في الزجاج،
في النافذة،
في السرير،
الآن بِأنفاسي،
أحتضر،
عندما نلتقي مرةً أُخرى،
هل سنكون نحن أنفسنا؟
هل ستترك خِصري هكذا،
للطريق والمارّة؟
دون أن تحمله معك هذه المرة!
ماذا حدث في ذلك اليوم،
عندما تركت ملاكًا يبتعد!
ماذا سأفعل بالنجوم،
طالما أنت غائب؟
شهران مضيان،
دون أن نلتقي،
سنة،
وتسع ثوانٍ.

أعيشك
03-25-22, 10:33 AM
حُب.

https://a.top4top.io/p_2275fupk73.jpeg

https://b.top4top.io/p_2275mtfn85.jpeg

أعيشك
03-26-22, 04:51 AM
كيف كانت الصباحات،
قبل أن يكتشفوا أباريق الشاي والقهوة؟
كيف كانت الحياة،
قبل أن يصنعوا لفافات التبغ؟
أخبرني عن الحب،
قبل أن يخترعوا قاعات السينما،
دُلني كيف كانت مُعاناة الإنسان،
قبل تمكنه من السيطرة على نفسه،
وإخماد الرغبات الوحشية داخله،
كيف كان الأولون يستلذون اللحم المُقدد،
ويحتسون حساء الخضروات البري،
قبل تحولهم لماكنة إستهلاك للماكدونلز؟
أو كيف تم رفض الكاتشب والموسيقى،
-الهيب هوب- على الهوموسابيان بأجمعهم؟
كيف سيكون حالكم في المُستقبل؟
هل ستظلون تفقدون عقولكم،
لمُجرد رؤية سيقان عارية؟
هل سنمتلك القوة الكافية،
لإعلان إعجابنا بأحدهم؟
هل سنكون على وجه الأرض،
أم فوق القمر أم داخل العدم؟
المؤكد هذه المرة أننا لن نشبه باتمان،
كون القدر جمعنا في نفس المكان،
لا يعني أن ننتهي مثله على الإطلاق!.

أعيشك
03-26-22, 09:38 PM
منذُ اليوم الذي عرفتك فيه،
والأسماك تطير في الفضاء،
والعصافير تسبح تحت الماء،
والديكة تصيح عند مُنتصف الليل،
والبراعم تفاجئ أغصان الشتاء،
والسلاحف تقفز كالأرانب،
والذئب يُراقص ليلى في ****** بِحبور،
والموت ينتحر ولا يموت،
منذُ اليوم الذي عرفتك فيه،
وأنا أضحك وأبكي في آن،
فنصف حبك ضوء والباقي ظلام،
صيفٌ وشتاء على سطحٍ واحد،
وربما لذلك ما زلت أُحبك،
منذُ أحببتك قبل مئات الأعوام داخل محبرة،
وأنا أُحاول أن أخترع حبًا جديدًا معك،
لا يعرف حبّ التملك،
وذل شهوة الجسد ومباهج الشجار،
فبيني وبينك خبزٌ وحبر على مدى عمر،
وحينما تمطر عندك في القارة الأخرى،
يبتلّ شعري!
وبيننا خبز وحبر وذاكرة،
مدينتان أنت،
واحدة في الذاكرة،
والأخرى على سجادة الأرض،
واحدة تسافر في دمي بكُل أشباحها الحقيقية،
وأخرى تُتابع حياتها ببشر وهميين،
مُجرد كُتل مادية،
تركض بين النفايات الفاخرة المعلبة،
أُحبك،
لكنك حضور يركب قطارات،
الغياب ملوحًا بمناديل الحواة،
فكيف ألقاكَ يا مدينة الشمس والزئبق والتفاح؟
والجبال الشاهقة حيث يقيم الموتى،
الحاضرون والأحياء الغائبون؟
اعتصمت بالنسيان فخذلني.
حين أموت،
اكتبوا على شاهدة قبري،
حكاية عمري :
هُنا ترقد امرأة،
دخلت إلى قلم وأغلقت بابه خلفها،
فتحوّل إلى مركبة فضائية،
أقلعت بها إلى مدارات الأسرار،
ولم تعُد تعرف كيف تغادرها!.

أعيشك
03-27-22, 06:32 AM
أيتُها الشفتان،
يا حارسة حُبي،
الذي كان على وشك أن يغيب،
أيتها اليدان،
يا آصرة شبابي،
الذي كان على وشك أن يرحل،
يا لون وجهٍ ضائع،
في مكانٍ ما في الطبيعة،
يا أشجارٌ،
يا طيورٌ،
ويا أيها العالم،
أيها الجسد،
يا الأسود في القيظ،
ككرامةٍ أيها الجسد،
يا فُلكي الخصيب،
إلى أين ترحل؟
أهي الساعة حين يغرق الشفق،
فأتعبُ في تلمُّس العتمة الحالكة،
- حياتي في كل يومٍ تنقبض!. -

أعيشك
03-27-22, 08:32 PM
ذلك ما كانه حبُّنا،
كان يمضي،
ويعودُ جالبًا لنا،
جفنًا مُنخفضًا،
بعيدًا للغاية،
وابتسامة جامدة،
ضائعة،
في عشب الصباح،
ومحارة غريبة،
كانت تحاول ذاتنا،
أن تحل رموزها في كل وقت،
ذلك ما كانه حبُّنا،
كان يتقدم في بُطء،
عشوائيًا بين الأشياء المُحيطة،
كي يشرح لماذا نرفض الموت،
بكُل شغف،
لقد تعلّقنا عبثًا،
بِمقاماتٍ أخرى،
وضممنا أعناقًا أُخرى،
ومزجنا بِولع أنفاسنا،
بِأنفاسٍ أُخرى،
وأطبقنا عبثًا عيوننا،
ذلك ما كانه حبُّنا،
لا شيء سوى الرغبة العميقة،
في وضع حدٍّ لهربنا.

أعيشك
03-28-22, 04:17 AM
مهما يطُل حُبك،
يبقى دائمًا قصيرًا،
الساعدان باردان،
عند العِناق،
الشِفاه تأبى التقبيل،
والجسد لا يستجيب،
فقط،
نظرتُك،
ألهبت عيناي،
فرددتُها،
عبر محطات قلبي،
إفتح النافذة،
أيها العصفور المهاجر،
انطلق قبل أن يغلك الحلم،
انطلق مع بقية العصافير،
خُذ مكانك في السرب الذي ينتظرك،
ففي السماء المُكفهرة،
لا تبقى غير النسور القوية،
مُتحدية الرياح العاتية.

أعيشك
03-28-22, 11:09 AM
على جسدك،
حلمي يتبدد،
جسدك،
سلبني الإرادة،
أنا الطفلة الصغيرة،
أنحني على فمك،
فأبلغ قدري،
وأعجز عن التحرُر،
فتسوء حالتي،
هذا الإسم الموشوم،
يفضحُ جروح ساقيّ،
كما الطيور تُلاحقني،
في شِتاءٍ قارس،
لا تبقَ غير الوحشة،
ضائعةٌ أنا،
أنا ضائعة،
لا أعرف هل أبقى مع الآخرين،
أم أُمارس عُزلتي،
أنا كُتلة من الألم،
الجهل أعمى عينيَّ،
غير مُجدٍ أن أعرف،
إذ تقودني،
عصا عمياء.

أعيشك
03-29-22, 03:47 AM
نحنُ النساء،
لم نولد إطلاقًا،
نحن دائمًا هُنا،
كصخورٍ لا عمر لها،
أو لها عمر ولا يُمكنك،
أن تعدّه،
نحنُ النساء،
هُنا دائمًا،
بِصدورنا ملؤه الموت،
كنّا نرضعه ونحيا،
كنّا نرضعه ونُحارب الموت،
وعندما انثنت كُلها،
الأشجار والمفاصل،
والمدائن ونفوس الرِجال،
وحدنا النِساء،
مُنتصباتٍ إلى جانبكم،
صامِتات،
نحنُ نُحيك الصبر واليأس،
كي نندثرها ونروح،
فتموتون،
النساء اللواتي ولدنكم،
وأولئك اللواتي أحببنكم،
نحنُ دائمًا هُنا،
وأنتم وحدكم،
جئتم كي تذهبوا!.

أعيشك
03-29-22, 07:57 AM
‏لو تعلم،
‏بأنني في كل صبحٍ،
‏ما أنتظرتُ الشمسَ تشرق،
إنّما ‏قد كنتُ أنتظر،
الصباحَ بلهفةٍ،
‏كيّ تُشرق،
‏وأرتّل الدعوات،
لحنًا خاشعًا،
‏حتى أصليّ،
‏حين ألقاك،
صلاة الشّاكرين،
‏هل كنت يومًا تعلم؟
‏أني تسلقتُ السماءَ،
بأدمُعي وتضرُّعي،
‏وسكنتُ بين سحابتَين،
‏وزرعتُ إسمك في السماء،
‏وسقيته دمعًا وماء،
‏حتى إذا عادَ الشتاء،
‏حبيبي سأُمطر،
فهل سألقاك؟.

https://h.top4top.io/p_2279c195q1.jpeg

أعيشك
03-30-22, 03:44 AM
كُنتَ بردان،
فألبستُك ثيابي،
كُنتَ جائع،
فأطعمتك أحشائي،
كُنتَ عطشًا،
فأسقيتُك دمي،
وعندما إكتسوت وشبعت،
طلبت أُغنية،
أما أنا،
فأعطيتُك عِظامي،
فجعلتها بيانو،
لكن شِفاهك كانت خرقاء،
وأصبحت الأُغنية،
باردة وحزينة،
ورحت تتذمر،
وتشتُم،
ومع ذلك،
لم أحتفظ لِنفسي شيء،
سِوى لذّة حُبك،
لذا لا تأخذها مني!.

أعيشك
03-30-22, 02:12 PM
سيأتي يوم،
تكره فيه الأشجار،
جحود الناس،
وستتوقّف عن الظل،
والحفيف،
وصُنع الأوكسجين،
ستحمل جذورها،
وترحل،
ستبقى في الأرض حفرة،
هُناك حيث كانت الأشجار،
سابقًا،
حين يعي الناس ماذا فقدوا،
سيذهبون ويبكون بِمرارة،
فوق هذه الحفرة،
كثيرون سيسقطون فيها،
سيُغطيهم التراب،
لكن لا أحد سينبت!.


SEO by vBSEO 3.6.1