|
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-27-21, 04:09 AM | #271 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
لو أن غريبًا ما سألك عني أظن أنك ستُخبره : "هي لا تتكلم كثيرًا، وخجولة لحد إنك في المرات الأولى، ستظن إنها مصابة بتوحد أو رهبة أو مرضٍ ما، أصدقائها يمكنك أن تعدهم بأصابع إحدى يديك، تمتلك ستة عشر إبتسامة مختلفة، فلها إبتسامة عندما تفرح، وأخرى مختلفة عندما تحزن، وأخرى عندما تخجل، وصدق أو لا تصدق، حتى عندما تشمئز فهي تبتسم، وكأنها كسلًا إختصرت كل ردات الفعل بإبتسامة، ستتكلم معها قليلًا ثم كثيرًا فكثيرًا فكثيرًا، لكنك ستجد في النهاية إنك لم تعرف شيئًا خاصًا عنها، هي على إستعداد أن تُخبرك عن أكبر أسرار الكون، لكنها لن تخبرك عن سرًا صغيرًا يخصها! ستنبهر من أبسط تفاصيلها، عظمتيّ كتفها التي تشبه أراجيح الأطفال، بؤبؤ عينيها وكأنك ترى كوكب المريخ يسبح في فضاءٍ أبيض، خصرها الذي ستظن إن قد صممه مهندس عثماني في القرن الخامس عشر، وعندما تبتسم سترى صفين من اللؤلؤ قد تراصا ببعضهما كما يتراصى المصلون، ستتأمل رغمًا عنك في أبسط أفعالها، طريقة شربها، إبتسامتها عندما تخجل، مشيتها، الطريقة التي تنظُر بها، حركات أصابعها، ألوان ملابسها، وستكون أعظم مقاوم في التاريخ، لو أنك إستطعت أن تُسيطر على نفسك عندما تتحدث هي عن شيئًا تحبه، أو تصِف موقفٍ ما أضحكها من قلبها، ستكتشف عند هذا إن الأطفال ليسوا دائمًا صغارًا في السن، عندما تحبها فإنك ستتعب أولاً، سترغب أن تراها دائمًا (وهذا لن يحدث)، ستغار كثيرًا كغيرة ديك، وستُرهقك بالطبع الأسوأ لها، فعامة الناس يمتلكون ثلاثة غرائز لا رابع لهما، الأكل، الشرب، الجنس، أمّا هي فقد إزادت على تلك الثلاث، غريزة رابعة وهي العناد، لن تقول نعم من أول مرة، لن توافقك الرأي من أول مرة، حتى وإن كان رأيك إن الشمس تشرق من الشرق! أمّا إن أحبّتك هي فستكون محظوظًا، سترى إنها تهتم لكُل شيء، تحفظ تواريخ تخصُك أنت لم تحفظها، لن تتذكر يوم ميلادك بل ستتذكر حتى جزء الثانية التي ولدت بها، ستراها تذكُر تاريخ يومك الأول في العمل، وتاريخ مكالمتكما الأولى، وتاريخ الموعد الأول والثاني .. والعاشر، ستراها تهتم بك أكثر منك، وستشعرك إنك أجمل شخص على هذا الوجود، وستقدم لك هدايا بسيطة لم تدفع بها إلا ثمنًا بسيطًا، لكنها بطريقة سحرية عجيبة سترى إنها تدهشك، وكأنها باعت إحدى كليتيها لتهديك!." | |||||||||||
|
08-27-21, 06:50 PM | #272 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
أعتقد هذه الآلام المؤجلة، بدأت تأخذ أكبر حيّز من طاقتي النفسية، لطالما أجلت بُكائي لوقتٍ لاحق، جُلها بدأت تتراكم فوق صدري، حتى باتت الأشياء الصغيرة جدًا تُبكيني، بكيت لساعاتٍ طويلة حتى أصبت بالإحمرار حول عيني، بعدها ظننت أني أُريد النوم فحسب، ورُبما إن إستيقظت سيزول هذا الألم، رُبما وبشكلٍ ما، لابُد للآلام أن تغفو يومًا، لابُد من ذلك، خابت ظنوني عندما إستيقظت بمُنتصف الليل، فتشتُ عنك في كُل الأرجاء، ولم أجد لك أي أثر، لابُد أنك حزمت أمتعتك وقررت الرحيل دون سابق إنذار، حتى لم تُفكر أن تترُك رسالة وداع، أو حتى تشرح لي، تركتني للأيام الطويلة المليئة بالأرق المُزمن والتساؤلات والأفكار، لطالما أفكاري نهشت رأسي حتى تمنيت لو أستطيع تحطيمه، فكرة تأخذني لأبعد مدى من الإحباط، وفكرة أُخرى تُعيدني إلى بداية الطريق، لم تعتني بي الأيام الخالية من وجودك، الأيام التي تركتني بها أُعاني لوحدي، مع أرقي وأفكاري، وكُل ما أجلتُ إنهياري طالت آلامي، وأخذت أكبر حيّز مني، وكُل ما حاولت التعافي منك، أفشل. | |||||||||||
|
08-28-21, 08:26 AM | #273 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
كنتُ أعتقد أنني لن أستطيع، أن أعيش يومًا دون إبتسامتك، دون أن أُخبرك بِأُموري، دون أن أسمع صوتك مُجيبًا لي، ثُم جاء ذلك اليوم، كان صعبًا للغاية، لكن ما تلاهُ كان أصعب، عرفتُ من شعور القلق، أن القادِم سيكون أسوأ، وأنني لن أكون على مايُرام لِفترة طويلة، لأن فُقدان شخص ليس مُناسبة أو حدثًا، أو أمرًا يقع لمرة واحِدة فحسب، بل يتكرر مرة بعد مرة بعد مرة، أفقدُك في كل مرة أمسك بها فنجانك المُفضل، متى ما صدحَ الراديو بِتلك الأُغنية، وحين عثرتُ على قميصك القديم أسفل كومة الغسيل، أفقدُك في كل مرة أُفكر فيها في تقبيلك، في ضمّك، وحين تستعِر رغبتي فيك، أذهب للسرير ليلاً، وأفقدُك عندما أتمنى أن أُخبرك عن يومي، وصباحًا حين أصحو وأُبصِر الفراغ بِجانبي، أفقدُك ثانيةً من جديد. | |||||||||||
|
08-29-21, 04:07 AM | #274 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
كُل من يعرفني سيقول، إنني أُحبك بِجنون، مثل نارٍ جامحة، أو كنصل سكينٍ حاد، كُل من يعرفك سيُخبرك، أنني لم أعُد الشخصية التي كُنتها لحظة أن دخلت حياتك، سيقولون أن الحُب لا ينبغي أن يجعلك مهووسًا، لكنه يدفعك للرغبة في تمزيق جلدك، وهُم مُحقون تمامًا، فهُناك الحُب، وهُناك أنت!. | |||||||||||
|
08-30-21, 04:04 AM | #275 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
شخصٌ غريب، وذكرى حُب تُغمرني، مثل بِذرة لم أغرِسها أبدًا، أو شفاهٍ إلى الآن لم أُقبّلها، وعيونٌ لم تلتقِ بِعينيّ، يدان تحتضِنان معصمي، وذِراعان كأنهما بيت، أتساءل : كيف يُمكن أن أفتقد أشياءًا، لم أختبرها قط؟. | |||||||||||
|
08-30-21, 08:03 PM | #276 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
أحيانًا أُفكر في هِشاشة الزجاج، في الشظايا المكسورة، مُمزقة الجلد الناعِم، في حين أن الشفافية هي ما يقتُلك حقًا، في ألم مُشاهدة من لن تلمسه أبدًا، لِسنواتٍ أبقيتُك سرًا، خلف لوحٍ زجاجي، شاهدتُها وأنا عاجزةً يومًا بعد يوم، حبيبتُك الجديدة وقد أصبحت زوجتُك، وفيما بعد أُمًا لأولادك، ثُم أدركتُ المُفارقة، كنتُ أعتقد أنك أنت من وراء الزُجاج، وفي الواقع كنتُ أنا من تحولَ إلى فراشات مُثبّتة، ميّتة، ساكِنة، تُتابعك في جمود، بينما تنكشفُ أمامها حياتُك الأخرى. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||