أتقلّص في الزاوية،
وأنا أستند إلى الجدار،
هل يعرفون أنني مُتواجدة،
أنني هُنا، على الإطلاق؟.
هل ثمّة كتاب للقواعد،
يُخبرني كيف أكون؟.
كُل الأشياء الصحيحة،
يمتلكه كُل الأشخاص سِواي،
إنني هُنا أذبل بِبطء،
مزهرة محرومة من الشمس،
تشتاقُ الإنتماء،
لمكانٍ أو شخصٍ ما.

قيل لي :
"كيف تُبدين؟"
أنا كروحٌ حَزينة،
كشمسٌ أثيرةُ الذهبيّ دامَ لِوهلة،
قبل أن يحلّ الليل الموحش،
كنجمٌ خافت،
في بزوغِ الفجر،
كوميض شمعة،
في المهبّ،
وحيدة،
كطائرة ورقية،
ضائعة في رحلتها،
أفلتها شخصٌ ما.

أعتقد أننا كنّا ملعونين،
أو ربما مُجرد حظٍ سيء،
كانت لديك أفكارك عن الحُب،
وكان لديَّ أفكاري،
وبِقدر مُحاولتنا لإنجاح الأمر،
فشلنا،
لا أعتقد أن إنعدام الرغبة
أو النيّة هو ما كسرنا،
وإنما سوء فهم بسيط إثر آخر،
أليس غريبًا كيف يتسع إختلاف
طفيف ليُصبح واديًا فسيحًا؟
لكن في النهاية،
كان كافيًا لِيُشطرنا نصفين.

مازلتُ أُفتش عنك،
بين الحشود،
في الحقول الخاوية،
والغيوم الشاهِقة،
في أضواء المدينة،
والسيارات العابرة،
على الطُرق المُتعرجة،
وشُهب الأُمنيات،
أتساءل،
"أين يُمكن أن تكون الآن؟"
لِأشهُر لم أنطق إسمك بِصوتٍ مسموع،
ولمُدة أطول لم أدعُك بأنك مُلكي،
لقد فاتَ الوقت بالنسبة لي ولك،
ومع ذلك تعلمت أن أعيش بدونك،
ولا أُمانع ذلك،
فلا زلت أُحبك على أية حال.


‏

أتعلم لماذا أُنظم قصائد حَزينة،
بينما أنا معك وأُحبك؟
لأنه يومًا ما،
بِطريقة أو أُخرى،
ستُسلب مني،
أو سأُنتزع منك،
ذلك لا مفرَّ منه،
مذُ لحظةِ أن ألتقيتُك،
توقفتُ عن كتابة الماضي،
ولستُ أكتُب عن الحاضر،
أنا يا عَزيزي،
أكتُب عن المستقبل،
من دونك.

في الوقت الحالي،
أنت مِلكي،
لا أعرف لماذا أُحبك بِشدة،
حتى أن الساعات والدقائق،
تجهل حقيقة ميقاتها،
تجهل السبب الذي وجدت من أجله،
أمر الوقت يتضح لجميع الحاضرين،
بمُجرد رؤيتنا معًا.