منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قسم مدونات الأعضاء [ الاختلاء المباح ] (https://www.al2la.com/vb/f53.html)
-   -   السيّدة التي لا تستطيع. (https://www.al2la.com/vb/t113293.html)

أعيشك 03-22-21 05:12 AM

لم أكُن أُريد الذي حدث أن يحدُث،
ولكن من أجبرنا على حدوث الفِراق،
كأنهُ أجبرنا على الموت قصرًا منّا،
وأنا لم أكُن أُريد فراقك ولو دقيقة،
ولكن بعض الفِراق ليكمل الحُب،
والبعض الآخر ليرى كم هو يُحب.
أما الجُزء الأخير والأبعد عندما يأتي
الفِراق ينتهي معه وكأنهُ عاجز عن
خوض الحياة مرةً أُخرى.
كأنني أجبرتُ على الحياة مرةً أُخرى،
وكأنني سأبدائها من جديد.
أنا أُحاول غُفران الوقت الذي أبعدكَ عني،
أُحاول مغفرة ما تسببهُ لي،
وكأنهُ نُزع جُزءً من جسدي.
جُبرتُ على العيش بدونك،
فوالله أعيشُ ناقِصة،
أعيشُ بِلا قلب،
أعيشُ بِلا دافعًا لحياتي،
أعيشُ إجبارًا مني.
ذكراك هو الذي يجعلني أستمر،
ذكراك نزعت جميع ذكرياتي وبقيتَ أنت،
بقيتَ كما بقيتَ في قلبي.
كيفَ أُصارح ذاكرتي إنك انتهيتَ من حياتي؟.
أُريد أن أبدا بِذاكرة جديدة،
أن أخوض حدثٌ ما ذكرة جميل،
ولكن أنتَ في مُخيلتي،
لا تسمح لهذا أن يحدُث،
بقيتَ أنتَ كما بقيتَ في قلبي،
وبقيتُ أنا كما بقيتُ بِلا روح،
بقت روحي معك.
استبدل ذكراك بِروحي،
وخُذ ذكراك وماتبقى منكَ عندي.
أخبرني،
كيف أبدا حياةً جديدة وأنت سبب الحياة؟.

أعيشك 03-22-21 07:46 PM

في مُخيلتي،
‏هناك فتاة مُكبلة بالسلاسل،
‏بداخل غرفة باردة ومظلمة ومعزولة،
‏حيثُ سيبقى وراء تلك الجدران اليأس لا مفر منه.
‏مثل مرور الوقت.
‏العقليات تُفسد، والظلام يغسل الأدمغة،
ويُصاب الشخص بِعمى ميؤوس منه.
‏تكتظ السجون بالناس المحكوم عليهم بالإعداهم والحُراس.
والقلوب المُكبلة الخائفة من التغيير،
‏والإرادات الضعيفة تتهاون،
‏ومع ذلك حافظت على صبري.
‏الوقت يُمكنه أن يضغط عليّ،
‏لكن لا يمكنه أن يُحطم إرادتي.
‏القوة تزدادني إثارة.
‏ولكن الصمت يُحدثني،
يخبرني بأنه كُل ما عليّ فعله هو الإستماع.
‏يُذكرّني، أنه بدون الحرية، فأنا وحيدة.

أعيشك 03-23-21 05:30 AM

مرحبًا أيتها المُدونة البائِسة،
عُدت من جديد.
ولكِن عُدت خاليةَ المشاعرُ تمامًا،
لا أشعُر بأي شيء إتجاهَك أبدًا،
وكأنني إنتزعتُ مُخيلتي من رأسي
ورميته في مكانُ لا أستطيع الوصول اليه.

أعيشك 03-23-21 04:46 PM

أُفكر بكل الأمور التي كتبت عني،
بأنني شيطانة ولستُ بإنسانة.
بأنني ضحية بريئة للحقد
ضد إرادتي وخطر على حياتي.
بأنني كنت لا أعرف كيف أتصرف
وشنقي سيكون حكمًا شرعيًا.
بأنني ألبس ملابس لائقة.
وإنني سرقت إمراة ميّتة لأظهر كذلك.
بأن لدي نزعة من الحقد
بمزاجٍ عدواني.
بأن لديّ مظهر شخصًا
يفوق مظهري المتواضع.
بأنني فتاة جيدة ذو طبيعة عادية
ولم يُقال عني أي ضرر.
بأنني داهية وماكِرة.
بأنني مجنونة أو غبية.
وأفضل قليلًا من الحمقى.
وأنا اتسائل :
كيف يُمكنني أن أكون كُل
تلك الأمور في وقتٍ واحد؟.

أعيشك 03-24-21 04:35 AM

يا رجُلًا خطَف قلبي في ثانيةً،
كم أحببتُ أن يطول لقائنا.
وأن السيجارة التي جمعتنا تجمعنا مرةً أُخرى،
ذهبتُ لطريق نفسه كي يحنٌ ويجمعنا،
ووقفتُ على عتبة الباب أأمُل في مروره صُدفة.
ماذا فعلت بي؟.
هل وقع عيناكَ وأنت تُشعل لي
السيجارة ما أصابني أم ماذا؟.
سأحلم بأن العصفورة ستأتي بك غدًا،
رُبما يتحقق الحلم لاحقًا.
سأكتب عن الجُدران ما حدث بيننا في تلك الليلة،
لعل الحروف تُحلق في السماء باحثةً عنك.
ها أنا منذُ ليالي طِوال أقف أمام هذه الإنارة،
أشم رائِحتك التي شممتُها لليلة واحدة،
لكنها لازالت عالقة في أنفي.
منذُ تلك اللحظة وأنا أرغب بالتدخين،
ذبُلت السيجارة بين أصابعي تنتظرُك تُشعلها،
حقيبتي وساعتي المُرصعة باللؤلؤ تنتظرُك أيضًا.
أيُها المارّون، هل رأيتم رجُلًا يحمل قدّاحة
بيديه وخبزًا مأكولًا نصفه؟.
عيناهُ مليئة بالكلمات الناعمة؟.
كم وددتُ أن تأتي به الرياح حتى أراه
وأهمس بُجوف أُذنه من أنت؟.
يا واحدٌ فعل مالا يفعلهُ عشرة.

أعيشك 03-24-21 11:48 AM

وداعًا أيتُها البجعة السوداء، مُدونتي،
عزفتي ورقصتي على ألحان موسيقى الألم،
أشفق على من لم يشعُر بك، بمشاعرك وأحزانك.
لقد انتهيتِ الآن، لستِ أكثر من شلوٍ هامد.
وداعًا حاليًا، ولكن لي عودة!.


الصورة بِعنوان :

-أعيشك على ساحل البحر.-
2017 - 6:30 مَساءًا.


http://g.top4top.io/p_1559hen9q3.gif

أعيشك 03-25-21 04:08 AM

لا مفر منك،
عدتُ إليكِ.
وها نحنُ هُنا من جديد.

أعيشك 03-25-21 05:44 PM

ولدتٌ بعد ثلاث سنوات كأول طفلة مع توأمي،
أسمتني أُمي غيّم وشقيقتي المُتوفاة غيّث،
لأننا جئناها في أشدّ أيام الشِتاء برودة،
توفت شقيقتي في ساعتِها الأولى، تركتني.
كانت تضمّني أُمي بحنان -حسب رواية والدي-
وهي تُردد كلمات قصيدةٍ تُحبها:
"إنتظرتُكِ، لم أقُل إنّي مللت، ولم أُفكّر في إعتذارك،
قُلت تكفيني التحيّة، بل سيكفيني عُبورك مثل غيّم
الشِتاء في حُلمي وإنتظرتُك، وإنتظرتُك"
ثُم تُضيف:
"وجاءت حَبيبتي، طفلتي الأولى!" وتبكي.
أصبحت تلك الأبيات أُغنيتي المُفضلة،
لحّنتها أُمي وجعلتها تهويدة النوم الخاصةً بي
إلى أن بلغت الرابعة من العُمر،
الحبيبة لم تتخيل أبدًا أنني بعد 20 عامًا فقط من ذلك اليوم
سأجلس على سريرها المهجور وأرثيها بإكمال القصيدة:
"انتبهَ المكان إلى غيابكِ، وإنتظرتُكِ،
لم أقُل إنّي مللت، ولم أُفكّر في إعتذارك،
وإنتظرتُك، وإنتظرتُك وإنتظرتُك" وأبكي.
إن كنتُ غيّمًا، فقد فقدتُ سمائي.

أعيشك 03-26-21 07:55 PM

أُريد أن أتزوج، أن أُنجب أطفالاً،
أن أجوب العالم، وأشتري منزلاً.
أن أحظى بعطلات رومانسية،
وطوال يوم كامل لا آكل شيئًا إلا المُثلجات.
أُريد أن أعيش بالخارج وأحافظ على وزني المثالي.
أكتب رواية عظيمة،
وأظل على علاقة بأصدقائي القُدامى.
أُريد أن أزرع شجرة،
أُعدّ عشاءًا لذيذًا غير مسبوق،
أشعُر بالنجاح الكامل،
أحظى بحمّام ثلج،
أعوم مع الدلافين،
وأُعد عيد ميلاد يليق بي.
أن أعيش حتى أبلغ المائة،
وأظل متزوّجة حتى أموت.
أن أبعث رسالة مُثيرة في زجاجة وأتلقى ردًا مُثيرًا،
أن أتغلب على كل مخاوفي،
أستلقي لمُراقبة السُحب طوال اليوم،
أمتلك منزلاً قديمًا مليئًا بالتُحف الرخيصة،
وأجري في ماراثون كامل.
أُريد أن أقرأ كتابًا عظيمًا جدًا،
وأظل أستذكر إقتباسات منه طوال حياتي.
أن أرسم لوحات رائعة تُعبر تمامًا عما أشعر به.
أُغطي حائطًا كاملاً برسوم وكلمات قريبة إلى قلبي،
أمتلك كُل حلقات مواسم البرامج المفضلة عندي،
أجذب الإنتباه لقضية مُهمة وأجعل الناس يصغون إليّ.
أُريد أن أقفز بالمظلة،
أسبح عاريةً،
وأقود هليكوبتر.
أحظى بوظيفة جيدة وأتحمس لأدائها كل يوم.
أُريد عرض زواج رومانسي وفريد،
أُريد النوم تحت السماء المفتوحة،
أُريد أن أتنزه فوق جبل بيسيجين،
وأُمثل في فيلم أو مسرحية في المسرح القومي،
أربح ثروة في اليانصيب،
أصنع أشياء يومية مفيدة،
وأكون محبوبة دومًا.

أعيشك 03-27-21 07:36 PM

أُريد أن أحتويك،
فأنت لا تبدو بخير.
وكلما ساء حالك،
يسوء حالي،
وتهزمني أحزانك.
أُريد أن أقتل مشاعرك الحزينة التي تكدّر
صفوك وتبكيني وتحرمك نومك وتُسهرني.
لم أظن يومًا أني قد أتمنى سعادةً أحدهم لأسعَد،
لكنك جعلتني أتمنى ذلك.
فلم أحب أحدًا كما أُحبك،
ولم أبكِ من حزن أحدٍ كما بكيت معك،
لم أعش سوى شعوري طوال عمري،
لكنك أتيت وأشعرتني بك،
وصدّقني ليس هناك حبًا أعمق من أن أشعُر عنك،
وشعرت.
أُريد أن أحتويك،
وهاكَ كتفي كلما حزنت.
أطلق لي عنانك ودعني أواسيك،
وإن عجزت دعنا نبكي معًا.
فلستَ وحدك عاجزًا،
فكلّنا أمام أحزاننا عاجزون.

أعيشك 03-28-21 04:32 AM

وداعًا أيتُها المُدونة،
وداعًا أيتُها الحروف،
وداعًا أيتُها الكلمات.
لقد انتهتْ حياتي.
لستُ أكثر من شلوٍ هامد.

أعيشك 03-28-21 03:14 PM

مرحبًا أيتها المُدونة البائِسة،
عُدت من جديد.
ولكِن عُدت خاليةَ المشاعرُ تمامًا،
لا أشعُر بأي شيء إتجاهكِ أبدًا،
وكأنني إنتزعتُ مُخيلتي من رأسي
ورميته في مكانُ لا أستطيع الوصول اليه.

أعيشك 03-28-21 07:42 PM

كان يُشبهني بكل شيء،
حتى بطريقة الكلام والإبتسام.
كان أدفئ من عرفت وأعمق من أحببت!
كنّا لطفاء وكانوا الناس يحبوننا معًا،
كان حبّنا راقيًا لا يشبه أي حبٍ عابر،
لكن الظروف كانت أصعب من أن يدوم حبٌّ كهذا!
كان دائِم.
ذلك الشعور الذي يتملّكنا،
لا زال ينبض قلبي به ولازلت أسكن قلبه.
لكن الظروف كانت أقوى،
يا الله!
كم نحنُ ضُعفاء أمام الظروف.

أعيشك 03-29-21 05:19 AM

كنتُ أنتظرك على أمل أن تظهر
مع شروق شمس أو اكتمال شهر.
كنتُ أقف على عتبات بابي أُناجي وأنتحب،
أُنادي ويعود لي صوتي مُنهكًا ومُرهقًا.
كنت أنتظرك ببصيص فرحة واجتماع
قلبين قد أتعبهما البُعد لكنك لا تستجيب.
كنت كمَن عاشَ من عمرِه عشرين عامًا
ويشعر أنهُ غير قادر على الحياة،
وغير قادر على الموت.
كنت أنتظرك لتملأ الفراغ الذي جعلني
أتمنى الإختفاء والتلاشي وكأنني لم أكُن،
الفراغ الذي غيّرني عنّي وأفقدني نفسي.
أحزنني كثيرًا وكسرني طول الإنتظار،
أنتَ لا تستحق انتظاري،
ولا زلت أنتظر فتعالَ حبيبي،
لا بل فقيدي.
تعالَ لتملأني أو لتغيب عمري كله ولا أنتظر.
ودعني أعيش.

أعيشك 03-29-21 05:20 AM

قُلْ لي – ولو كذبًا – كلامًا ناعمًا
قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ
مازلتَ في فن المحبة .. طفلٌ
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيع ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّم
أن الرِجال جميعهم أطفالُ
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مُهرجًا
قزمًا .. على كلماته يحتالُ
فإذا وقفت أمامك صامتة
فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا
إن الحروف تموت حين تُقال.
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَال
.
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا أنّ الوصول مُحال
هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ
وعلى الشفاةْ المُطبقات سُؤالُ
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغِلال.
هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معًا.
فنموت نحن .. وتزهر الآمال.
هُوَ أن نَثُورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شَكّنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ
.
لا تجرح التمثال في إحساسهِ
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعمًا
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ
إني أُحِبُّكَ من خلال كآبتي
وجهًا كوجهك ليس يطال
حسبي وحسبك .. أن تظل دائمًا
سِرًا يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ.

أعيشك 03-30-21 04:58 AM

وعدتُك أن لا أُحِبَّك،
ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ،
جَبُنْتْ.
وعدتُك أن لا أعودَ،
وعُدْتْ.
وأن لا أموتَ اشتياقًا،
ومُتّْ.
وعدتك أن لا أقولَ بعينيكَ شعرًا،
وقُلتْ.
وعدتك .. أن لا أكون ضعيفًا،
وكُنت.
وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي.
فماذا بنفسي فعلتْ؟.
لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدق،
والحمدُللهِ أنّي كذبتْ.

أعيشك 03-31-21 04:31 AM

لحظة فِراق.
عندما تشتاق لِشخص فقدته،
من بعد رحيلك هاقد أُحضرت لنا القهوة،
قهوتك المُفضلة بعد وجبة الإفطار،
وقد بردت القهوة على الدرجة التي تُفضلها،
أين أنت؟.
أتراك تذكرني كما أذكرك الآن؟.
أتراك تتخيلني مثلما أتخيلك الآن؟.
هُناك الكثير الذي يحتويني أرغب بمحادثتك،
لكن لا أعلم أين أنت.
تُخبرني أحلامي بأني أراك،
فياليت أحلامي تلك يقين.
كم عليّ أن أذكر ذلك اليوم والوقت الذي قضيناها معًا.
أشتاق إليك فياليتك بشوقي واشتياقي تعلم.
حينما رحلت عنّي فأنا كنت مُتيقنة بأن هذا اليوم سيأتي،
في هذه الساعة أو بعد حين لكن أتذكر تلك النظرات
التي تبادلناها حينما دقّت ساعة رحيلك،
حينها أغمضتُ عيني كي أذكرها في هذا
الوقت الذي أعيشه والذي سيليه،
يا ليتني لم أغمض عيني حينها،
ياليتني سرقت المزيد من نظراتك
ودفنتها في قلبي قبل مخيلتي.
لم أستطع أن أُبادلك الوداع،
كانت لحظات حارقة متوهجة لاذعة،
لم أتمكن من ترديدها عليك،
رغم أنك ألقيت بمسمعي أشياء باردة،
يشوبها الصقيع تشي بأيام ضبابية كئيبة آتية لا مفر منها.
ومضيتَ دون أن تهتم للرُكام والدخان والأشياء المُتطايرة وراءك،
ألغيت كل الإحتمالات التي من الممكن أن تأتي بك إلينا مرة اخرى.
أذكر عندما ناديتني،
وأخبرتني بأنك ستكون بجانبي دومًا،
أُريدك الآن وغدًا وبعد غد أفتقدك كثيرًا.
اشتقت لتلك الذكريات الممزوجة بحروفك،
أفتقد تلك الأيام التي كنت أقضيها بجلها معك،
كنت أكتفي بوجودك بجانبي كنت سعيدة جدًا،
كم كان الوقت سريعًا.
أذكر جيدًا كيف كنا نقضيه،
أتذكر تلك الساعة الباكِرة من الصَباح،
بعد ليلة مليئة بالتخيُلات.
أتمنى أن لا تكون الأحداث السيئة
التي مرت معي بعد فراقك ماضيًا أن تتكرر.
أرجو من الله أن يجمعنا قريبًا وأن يريحني من هذه
الساعات التي أشغلها بذكرياتك المرحة كي أُخفف
من صعوبات حياتي التي أواجهها.
محتوم علينا الفراق،
أوقات قضيناها مزجناها بلهوٍ وحب.
ياليت آلة الزمن التي سمعتُ عنها تكون حقيقة،
أسمعت عنها؟.
إنها آلة ترجعك للزمن الذي تُريده لكنك
لن تدخل هذه الآلة غير مرة واحدة،
أُريد أن أُجربها وأُكرر مضيّ وقتي معك.
أذكُرك وأذكُر ساعة غيابك،
وأذكر بعد ساعات قليلة من فراقك،
بكيتُ كثيرًا،
كنت شيء جميل في حياتي،
كنت أعظم من حضر وأنت أغلى من يُغيب.
ومازالت ذكراك تُجمّل حياتي.
وفي إحدى تلك الليالي تلاقت أرواحنا،
ولأني أُدرك تمامًا أن لقاء الارواح
أسمى وارفع من لُقيا الاجساد.
جلسنا سويًا واخبرتني بأنك مرتاح وسعيد بما أنتَ فيه،
وأخبرتني بأنكَ مُشتاق لي،
بعدها وليّتَ مُدبرًا وقلت عبارة أبكتني كثيرًا، قلت لي :
"لا تُصدقي شعاراتهم.
وصدقي قلبكِ حين ينظر إليَّ باكيًا."
وأقول في نفسي :
"كيف تبدلت أدوارنا،
وسِرتَ أمامي! أنا أوّلاً!."
جعلتني أبكي وأتعبت قلبي،
حينها لم أكُن أعلم بأنك في هذا الوقت تذكرني،
لم أعلم حينها بأني تذكرتك، وبكيتُ لأجلك.
اكتشفت أن الغياب الأبديّ لا يقتل يومًا واحدة فقط بل أكثر.
لن أكثر من محادثتي معك،
فلقد انتهى فنجان قهوتنا التي أخبرتني
يومًا أن أمزجها بقليل من السكر
كي تحلو حياتي دومًا ولا أشعر بمرارة أبدًا.
أحبك حُبًا صادقًا طاهرًا.
اسأل من الله الرحمن الرحيم أن يُجمّل حياتك أكثر مِما تتمنى.
لا يوجد بيننا بريد.
سأُرسلها بقلبي وعقلي مثلما تعودنا.
وسأختم رسالتي لك بهذه المقُولة للكاتب كافكا :
"مُنهك،
ولا أستطيع التفكير بأيّ شيء،
أُمنيتي الوحيدة هي أن ألقي رأسي في حضنك،
وأشعر بيدك فوقه،
وأظل هكذا مدى الحياة."

أعيشك 03-31-21 07:32 PM

ها أنا أُراقب الحياة من نافذتي الصغير،
ولا أشعر بحركة الحياة من حولي،
وكأن كل شيء مُتجمد.
كُنت أشعر بحياة تسير فِيني حينما أتذكرك،
والآن أكتب بلا فائدة.
الأحرف تخذلني،
فقط تساعدني على وصف خيبتي.
أقنع نفسي بأنني لستُ عاجزة،
ولم أفقد حرفي كما أفتقدتُك.
خسرتُك وتتالت سقوط الأشياء من حولي بَعدُك.
لطالما كتبتُ عنك ما أشعُر به إتجاهك،
ولكن الآن كُل شيء أصبح من الماضي،
ليس هُناك ما يُكتب فقد جفَّ حِبري.
سامح الله الزمن الذي جعلني أتعثر بك،
فقد كُنت أسير بخطواتٍ مُستقيمة.
لم أعتاد على السير بخطوط مائلة.
شكرًا للكلمات في المقام الأول والأخير،
لستُ شاكرة لشيء في هذا العالم سوى الكلمات،
فقط الكلمات.

أعيشك 04-01-21 12:41 PM

مرحبًا لأحدِهم ..
الأمرُ غريبٌ بعضَ الشيء،
لذا أتمنى أن تمنحَني لحظةً لأستجمعَ شتات أفكاري.
ذلكَ لن يؤثّر على طولِ الرسالَة بالطبعِ،
لكنّني متردّدةٌ بعض الشيء،
فهذه مرّتي الأولى في كتابةِ رسالةٍ لجهةٍ مجهولِة،
ولشخصٍ لا أعلمُ إن كنتُ قد رأيتُه من قبلُ أم لا، أو العكس.
من المبكّر أن أبوح بإسمي أو أيّة تفصيلٍ عن حياتي،
ذلكَ لأنني أرغبُ في إيجادِ جوابٍ على رسائلي،
أكثر من الردّ على سؤالٍ نمطيّ كالذي أسمعهُ منذ خُلقْت.
لا أعلمُ من أينَ أبدأ،
لديّ الكثير لقولِه،
والكثيرُ مما يُقال لا يهمّ حقًا،
لذا فلقد بحثتُ منذُ الصباح عن ذاك
الشيء الوحيد الذي أرغبُ في البوحِ به بشدّة،
ووجدتُ أن تركَ أحداثَ اليوم تمرّ أمامي،
قد يذكّرني بما أرغبُ في قصّة،
ذلكَ لأنّها قد تكونُ فرصةً لتجاهُل التكرار المعطوبَ،
والبحث عن ما يختبيءْ خلفَه بالفِعل.
اليوم،
منذُ ستّ ساعات،
عند الساعَة السابِعة صباحًا،
ركبتُ سيارة أُجرة لأذهبَ للعمل.
تجاوزت بي محطّتين،
ثم ركبتُ بعدها القطار عبر أنفاقِ المدينة.
(مترو دُبي).
كنتُ أتشبّث بأحد الأعمِدة،
وأنظُر عبر الزجاج لمرورِ الجدرانِ سريعًا.
بالعادَة لا أميلُ كثيرًا حين توقّفه عند محطّة ومعاودتَه التحرّك،
لكنّ هذه المرّة كِدتُ أن أترنّح ساقِطةً على الفتاةِ الواقِفة جِواري،
لولا أنها أمسكَت بمنكَبي وأعادتْني لحيث كنتُ أقف،
دون أن تتفوّه بكلمِة.
منحتُها اعتذارًا خافِتًا،
لكنّها لم تأبه،
وعادت سريعًا للنظرِ لشيءٍ ما على هاتِفها،
بينما تمحو دموعَها بسريّة تامّة.
كانت قدْ أخفضَت رأسها وتركَت لخُصلها مهمّة إخفاء ملامِحها،
وارتأيت أن ذلك السبب لكونِي لم أُلحَظها منذ بداية صعودِي.
يداها إرتجفتا، وقدماها على غرارِ ذلك، كانتا مثبّتتان تمامًا،
حتى بدا وكأنّ عاصِفة لن تقتلِعها رغمَ أنها تقفُ وحدَها دون سندٍ.
وبدأت أتساءل بأسًى: ترى ما الذي أبكاها!.
هل استيقظَت على خبرٍ سيّء؟.
أم أن من تواعِده قد تخيّر هذا الصباحَ ليترُكها؟.
ربّما فقدَت وظيفتها!.
لكن إلى أينَ تتّجه منذ هذه الساعَة إذًا!.
والغريب أنني لم ألحَظ قوّتها،
إلّا بعد أن رأيتُ مقدارَ الضعفِ الحقيقيّ الذي يعتريها،
وذلكَ لم يثبّطني عن متابَعتها طوال الوقت،
وكأنّها الشيء الوحيد الذي يستحِق.
إذا هل عليّ سؤالها والتخفيف عنهَا،
أم انتشالُ ما يدفعُها للحزنِ دون إكتراثٍ بكيف سيبدو ذلكَ مُحيّرًا؟.
ما أعلمُه هو أنني أكرهُ الأيامَ الغائمة،
الأيام التي تبدأ بصباحاتٍ رمادية،
وتلك الفتاةُ حتمًا ستحظَى بيومٍ خالٍ من الألوان.
لكنني ورغم كلّ هذا، نكرتُ الأفكار،
وبقيتُ أُراقِبها خلسَة والكلمات في جوْفي تأبى الخروج،
وتُخبرني أن هذا ككُل يوم، لن يستمعَ لي أحدٌ فيه.
وأخيرًا عندَما توقّف القطار عند المحطّة التي تسبُق
حيثُ سأترَجّل وحيث بدَت محطّتها الأخيرة،
استطعتُ استراقَ لمحةٍ لشاشَة هاتِفها التي لم تُطفِئها.
ووجدْت أنها كانت تشاهِد فيلمًا سينمائيًا!.
وذلك ما دفعَني لِأُفكّر بسُخريةٍ.
ربّما مقدارُ البؤس في ملامِحي،
يبدو لأحدِهم كمجرّد مشهدٍ دراميّ آخر يتقمّصه الجميعُ،
ولذا لم أجِد بعدُ من يسألني السؤال الصحيح حتّى الآن.
فهل أنا بخير؟.

أعيشك 04-02-21 04:49 AM

اليوم أحدُهم قطعَ عليّ وعدًا.
لا أعنِي بذلك أننّي في انتظارِ تحقيقه،
ما أعنِيه أنهُ قُطع بالمعنَى الصريحِ.
قُطع معه أملي وانتِظارِي.
"هل الأمرُ دومًا بهذا العُسرِ؟.
أن تُحبّ شخصًا يستطيع كسرَك كأحد وعودِه".
نصٌّ آخر وجدتهُ في أحد الكُتب مُزرقّة النصوص،
والتي تُلائم طقوس بؤسِي البهريّة.
ما يلِي الليل هو الوقتُ المفضّل لرشّ الملحِ على كلّ جسدي،
ذلكَ لأنّ سنانَ الشظايا دومًا ما تمسّك ولا تترُك مني إنشًا.
وسألتني صديقةٌ معاتِبةٌ : أتعلمين لمَ يحدُث لك كلّ هذا؟.
هذا لأنّكِ تملئينَ نفسَك حتى قُنّتكِ،
تتشرّبين الأشياء حتى تغرِقك،
تطوّعين محيطَك حتى ينقَلب مركِبك بكَ.
الوعودُ أكاذيبٌ يا رفيقَتي، ألا تعلمين هذا بعدُ؟.
كلماتُها ثقَبتني بشدّة،
حتى أنني لم أستطِع اللفظَ سوى بحبْري،
لذلك أنت تقرأُ ما أكتُبه الآن ولا تعلمُ عما أتحدّث بالضبط.
فإنّني أحبُّ أن أحمِل الأفكار على وجه العمومِ،
وأُلقيها كدرس لي في حياتي المُقبلة،
لكنّني أحتفِظ بالتفاصيلِ لنفسي.
ربّما لأنّ هذا ما أستحِقه في الوقتِ الراهِن.
والوعودُ؟ لا أؤمنُ بها بعد الآن
أما المركب، فقد غرقَ يا سيّد الملاحَة،
فدع قلبكَ يرشِدنا الآن.

أعيشك 04-02-21 07:12 PM

اللهم اخواني ومن أُحِب،
اللهم آمين.

.

:ah11:

.

https://d.top4top.io/p_18325m4iv4.gif

أعيشك 04-03-21 08:31 PM

لطالما كان الوداع من أكبر مخاوِفي.
أتساءل دومًا عمّا سيبدو عليه العالم بعد رحيلي!.
رغم أنه لن يختلفَ شيءٌ في عدد ساعاتِ اليوم
أو اتّجاه دوران الكرة الأرضيّة مثلاً.
لكن فضولي حول انقضاء تلك الساعات التي كرّستها لغيرِي،
كي لا أجعلَهم يشعرون بالوحدَة
التي كانت تداهِمني في أحايين كثيرَة.
هل سيُحدِث ذلك فرْقًا، أم سيستبدِلونني!.
هل سيجِدون رفاقًا أفضل منّي!.
وكم من الوقتِ سيأخذون حتّى ينسوا أمرِي؟.
ويتوقّفوا عن العبوسِ كلّما تذكّروا شيئًا كان يخُصّني!.
هل سأتبخّر عن ذاكِرتهم بعد يومين أو ثلاث أو ربّما أسبوع،
أم سيعلّق أحدُهم صورةً لي على حائط غرفتِه!.
وربما ذلك أكثر من المعقولِ،
كوني لا أتمنّى أن يتعلّق بي أحدٌ لهذا الحدّ،
خاصةً إن لم أعُد موجودةً.
لكنّه مريحٌ إلى حدٍ ما، إن لم يكُن مؤذيًا لقلوبِهم.
ولكن ماذا إن لم يحدُث أيّ من هذا!.
ولم أرَ اشتياقهم لي، وهم يجرَفونني بلبّ الماضي،
ليَتّخذوني كمجرّد دمعَة شوّشت بصيرتهم!.
ماذا إن لمْ أكُن بتلكَ الأهميّة حقًا في حياة أحدِهم!.
وقد تتعجّب أنت من كلّ هذا التفكير،
رغم أنني لن أكون هنا لأشهدَ أيًا من الخيارَيْن من الأصل.
فعلى كلٍّ ربما ذلك للأفضل.

أعيشك 04-04-21 03:59 PM

في اللحظة الأولى،
وددتُ أن أُحاكي العالم، وأحيكَ عالمي.
جمعتُ خيوطَ من كلّ ركنٍ انزويتُ فيه،
وصنعتُ منها ما أسميتهُ سلّة للذكرياتِ المُهمَلة،
ثم صنعتُ ****ً لتصلَ أجزاءَ روحِي،
التي لم ينقطِع بعدُ حبلُها الوثيق الّذي يصِلني بالعالَم.
كلّ شيء بدا مخطّطًا له، ابتداءً بما جسّدني،
ما اخترتُ أن ألفُظه عنّي،
ما نسيتُه وما قررتُ تذكّره عند بدايةِ كل لحظة.
في اللحظة التاليَة،
وجدتُ كلّ شيءٍ يتراخى بشكلٍ جعلَ إهتمامِي يتداعى،
ظننتُ أنني أملكُ الوقتَ بيدِي،
****ٌ رقيقةٌ منه كانت ما يكفِي لأكتفِي،
مُنقادَة خلف الإعتيادِ حتّى أضحى جزءًا أذكّر
نفسي بضرورتِه قبلَ أن أفعلَ أيّ شيءٍ آخر.
وفي اللحظَة الأخيرَة،
وجدتُني مُلقاةً أرمُق جميعَ الخيوطِ،
تنقطِع مع الثانيَة التي ابتعدتُ فيها كي أرَى ما حوْلي.
وكأنّ كلّ شيءٍ كان مرهونًا بأن أُسرِع،
ثم أتوقّف لأرَى ما كنتُ أُسرع لأجله.
وعلمتُ أن الخطأ في كلّ هذَا،
كان أنّني رغِبت أن أفعلَ ما أُريده،
بعد أن فات الأوان.

أعيشك 04-05-21 12:16 PM

أخبروني أكثر من مرّة أنني ذو ذهنٍ مُعتل،
غير متّزن، مُضطرِب، وناقِص إلى حدٍّ ما.
جميعُ ما اختزنتهُ فيه منذ بدايَة نشأتي كان خاطئًا كما قالوا،
وكلّ الأمنيات التي دوّنتها فيه والحبّ الذي حملتُه أيضًا،
جميعُه كان في غيرِ محلِّه.
سمعتهم يقولون أن الحبّ ينشأ من القلبِ ورغباتِه،
ثم يظلُّ هناك إلى الأبد.
القلبُ هو المكانُ الذي تولَد فيه المشاعِر والعواطِف،
الرحمَة والتمسُّك.
لكنني لطالَما كنتُ آخذةً لكل شيء بمُنطلقِ العقل،
كنتُ أحمِل حبًّا بالتأكيد، وكذلكَ عقلانيّة.
أنجرِف خلفَ رغباتي بوعيٍ عمّا أجرّ نفسي إليه.
كنتُ أحبّ الأشياءَ بكلّي، جوارِحي وقلبي،
وكنتُ أفهمُ الحبّ وأفكّر فيه.
الحبُّ يجلِب السعادة أيضًا.
وعندما ينشغل ذِهنك بإندفاعِ كيمياء،
أجسادِنا يُصبح سعيدًا كما المُتوقّع.
وعندَما تُخبره أن يتوقّف، سيتوقّف.
لكنّ قلبكَ سيظلّ ينبضُ ويضخّ الدماءَ بدلاً عن العواطف.
لكنك لن تعلَم ماهيّة ما يسكُن دواخلَك،
إن لم تملَك ذهنًا يوجّهك لجميعِ الخيارات المُمكِنة،
وأنت المسؤولُ عن التوقّعات التي تصُبّها فيه، فيدرُسها.
فالحبّ وإن لم يوجَد بذهنِك أولاً،
فلن تعلَم حقيقَة وجودِه في قلبِك.
لذا، أنا سأسرِد عليكُم كلّ شيء،
جعلني أصِل لهذهِ الغُرفة الضيّقة،
والتي يفوحُ منها عفنُ السجّاد وبقايا الحديث،
والتي تطِل على طريقٍ ضبابيّ منزوٍ.
أمامِي طيفٌ من الأوراقِ التي قصصتُ فيها آلام ذِهني، وبترتُها.
أكتُب عن كيف دفعَ الحبّ ذِهني، إلى الهاوية.
أريدُ أن أنسى، وذِهني البائس يُعيقني.

أعيشك 04-06-21 04:16 AM

اعتدتُ أن أرى الفرَص تتسللُ من بين أصابعي،
وأن أرى الخُطط تصبِح محض هراء مع مرور الزمنِ والأمل،
وأن يسقُط آخر ماتبقّى فيّ من عقلانية،
مع أوّل تداعي لما هيئتُ نفسي إليه.
أقنِعتي تخلصتُ منها تمامًا،
في محرَقة لا يتم نثرُ رمادِها،
لأنني أدفنُ نفسي به كلّ ليلَة.
ما أجمَل أن تعودَ لذاتِك القديمَة البائسَة،
وتنتحل وجهًا واحدًا مُزيّفًا بدلاً عن الكثيرِ!
ذلكَ يجعلكَ تفقد رِفاقك بشكلٍ أسرع،
ويختَصر عليك الطرُق التي ظننتها ممهّدةً.
على الأقلّ، ستعلمُ عندها أنها لم تكُن طُرقًا مهيّئة لك.
اعتدتُ أن يسوء كلّ شيء أكثر مما توقّعتُه،
وأن يُفسد كل ما تأملْتُه.
لكنْ ما الجديد؟.
لقد تعلّمتُ القناعَة وهذا ما لقّنوني له.
فهذه مرآتي مُجددًا.
وهذا الوجهُ الوحيدُ لي -كما آمُل-.

أعيشك 04-06-21 05:42 PM

أشعرُ أحيانًا أنّ شيئًا ما ينقُصني،
كأنّ هناك تفصيلٌ أنا غافِلةٌ عنه.
شيءٌ إن فعلتهُ سيزولُ عنِّي ما يغشى بصيرَتي.
طريقٌ إن سلكتهُ فسأجِد أشخاصًا وحياةً
مُختلِفة تمامًا عمّا يُحيطني الآن.
هناك فكرةٌ تلتهِم كيانِي وعليّ التخلّي عنها،
لكنني استأثرتُ تركها لتنفُث مكنونَها
السام بذهنِي حتى انقضَى.
أعلمُ أنّ عليّ أن أنسى،
وأمضِي تارِكةً كلّ ما حدَث خلفي.
فذلكَ الطريقُ الذي لم تطأهُ قدماي بعدُ،
لأنني أخشى المجهولَ،
وتلك الذاكِرة الغبْراء التي تركتُها،
تطغَى على كلّ ما أعلم.
كلّ ذلك لم يُخلَق سوى داخلِي،
في الخيال والشكوك اللانهائية،
حيثُ لا شيء حقيقيّ.

أعيشك 04-07-21 11:17 AM

البارِحة قال لي أحدَهم شيئًا جعلَ كاملَ حواسي تتأهّب،
وإحتلّ الشكّ كينونَتي لَما حملتهُ الكلِمات من صِدق مؤذٍ.
كان مِمّن تحمِل كلِماته تأثيرًا بالِغًا عليّ،
للحدّ الذي يستحيلُ تخطّي ذبذبة صوتيّة
واحدَة منه حين يكونُ جِواري.
وما قالهُ آلمني إلى حدٍّ ما،
رغم أنه أصابَ في جلّه عن ما يعدّ خاطئًا فيّ.
لكنني كرِهت الإصغاءَ إليه رغم ذلك.
قال لي :
"أن تدفني نفسكِ بالماضي ليس طريقةً لنفي حقيقتك الآن،
وإظهارُ ضعفك لن يجعلك راضيةً عن شفقة الآخرين حولك،
ستبدين كفاشلة أخرى لا تستطيعُ مواجهة مخاوفها سوى بالهروبِ".
لم أِجبه ولم أفنّد ادّعاءه، وحتمًا لم أقف بصفّ نفسي.
كنت أنظُر له بترقّب،
أظنّ أنه سيضحك في أيّة لحظَة ويعتذِر عن مزاحِه،
فلطالَما كان ثقيل الظلّ.
ولا شيء جديد سوى أنهُ قد تأخّر في الإعتذار هذه المرّة.
"ماذا يحدُث؟".
لكنهُ صرَخ بعدَ هُنيهَة،
وكأنهُ ما عاد يتحدّث مع ذاتِ الشخص :
"لمَ تهتمين بشأن أحدهم لهذا الحد،
ثم تتجاهلينهُ بطريقة مؤلمة؟".
عيناهُ حدّجتاني.
مُقلتاه ثريّة السواد،
وتقاسيمُ وجههِ إنمحَى عنهَا كلّ
لطفٍ سبق أن رأيتُه واعتدتُ عليه.
السأمُ، ما تبدّل فيه،
حتى في حركَة أصابِعه وأمشاط قدميهِ.
وكأنه يقفُ إزائي، ويبحث عن طريقِ الخروج بإستماتَة.
لم أعلَم أي اجابَة أُهيأها، أيُّ حجّة أطرحُها،
وأيّ دفاع عن نفسي سيجعلهُ يعترِف بحُكمِه الجائر.
كنتُ في غمرَة من الإستسلام،
لذا نكّستُ رأسي وكنست كل رغبةٍ في ايقافِه عن الرحيل.
وراقبتهُ يمضى بعيدًا.

أعيشك 04-08-21 12:24 PM

تبدو الجنّة بغايَة البعدِ.
تختفِي آثارُ نعيمها في انكسارِ الألوانِ بينَ السحبِ البخاريّة،
وينكفِيء وجودُها عنْ اللونِ الساكن
الذِي ينتشرُ محتَضنًا سماواتِنا،
وتختَفي عندَ ابتِسامتك.
رغم أنني في اللحظة التي كنت ألمسُك فيها،
أشعرُ بقلبي يُزهِر.
مُفردَ، متفرّد، رقمًا لا يزدوِج.
كضريبَةٌ مُفردَة على رقعة قلبي الخاوِي،
بسيطَ رغم كلّ تعقيداتِه.
يشابِه نقطَة بلا مُشتقّات،
حولُه متغيّرات لكنَه لا ينثَني بها.
كان الضمّة التي تلملِمني،
والكسرَة حين يهجُرني.
يفتحُ أبوابًا ومنافِذ لم أعلَم بها،
ثم يُغلِقها في وجهي بقوّة،
وكأن سرّة مرهون لحظة وتاليَتها.
ثم يعودُ كما هو،
ولا أرى سوى انحِناءَة رأسه وصوت خطواتِه الفانِيَة.
أعدّها: واحدَة، اثنتان، ثلاثُ. ثم أتوقّف وأتنفّس.
أفرادُ النجومِ شهدَت كم مرّة حسبت المسافاتِ بينها،
علِّي أجِد بُعدًا كونيًّا يشابِه البعد بيني وبينِك،
فأجِدك عند آخر نجمةٍ أُغلق عيناي دونَه.
وأفكّر.
ربّما تسكُن هناك، لكنّني لم أجِدك بعد.
أسألُني، متى أستفرِد بك، ومتى أراكَ وحدك؟.
إن لم تكون بالفعل ما يشغلُ عيني!.
الأمرُ يقلِقني.
الأوقاتُ التي أسمعُ فيها بُكائي،
وأحدّق بكيف ترتعِش أكتافُي بعيدًا عنك،
تلك الليالِي صعبةٌ جدًا،
أتمنّى فيها لو أنني أستطيع رمي كلّ آلامَي،
وصهرها في قالِب كُلومِي التي تزيدُها دموعُي.
إن أعرضتَ أو نظرتُ لعيْنيك، لا أجِدني، ولا أجدُك كذلك.
قطعةُ الصخرِ التي رميْتِها بخفّة في البحيْرة مرّةً،
والموجَة التي تبعَتها،
والندي الذي محتهُ بنانِي عن زهورِ خدّيك،
وخيط الحرير الّذي انسلّ عن أطرافِ ثوبِك الأسوَد،
لم تشعُر بي وأنا أراقِبهم.
كنت أرى معهَا تلك العواصِف والأمطار التي تمزّق وشاحَ روحِك،
ورأيتُك تظلِم شيئًا فشيئًا.
وحين لم أجد شيئًا لفِعله، قررت أن أحبّ من أجلك الظلامَ.
ولمّا هيئتُ نفسي لذلكَ، أصبحتُ عمياء.
يالِحُمقي.
دندَنةٌ سمعتُها منك ذاتَ مرّة في بكورٍ
قبل أن تسطع الشمسُ كفايةً حتى،
وكان ذلك بعد مرور وقتٍ طويلٍ على بقائك في نفسِ الحال المرير.
وعلى غير العادَة،
استقْبلتني ذاك الصباح بإبتسامَةٍ،
وكرّرتها كثيرًا ذاك اليوم حتّى أخذتُ كفَايتي أو ربّما أقل منها،
وحينَ حلّ المساء عدتَ تعبس.
"هل تكرَه الليل؟."
"أكرهُ كلّ ما يذكّرني بالقصصِ والأغطيَة، وقُبَلة ما قبل النوم."
همست، ثم استدرت مُجددًا لتواجِه الحائطَ،
وأعرضتَ عن وجهِي الّذي بدأت تغسِله الدموع.
كيف لي أن أُطفيء السماء مرّة كي لا تتألّم ويحلّ ليلُ أحزانك؟.
أشعرُ بالصبرِ يتسللُ من أطرافٍ،
لا أعلمُ إن كانت تعودُ لي أم لجسدٍ آخر،
أصبح يطبِق عليّ وعاء ضيّق،
لا أعلم متى رميتُ نفسي من هاوِيته،
وأُغلِق عليّ فأضحيتُ كيراعَة تنتظِر أن تنطفِيء في الزاوِية.
أردتُ أن أكون كلّ شيء سوى نفسِي،
لأنني عاجِزة كُليًّا.
عاجِزة عنك وعن نفسِي،
ولا أعلمُ فيم يتمثّل ذلك بالتحديدِ،
إن لم يكُن ما آلت إليهِ حياتُنا.
"سأرحَل" .
أذكرُ أنني سمعتُها جيّدًا حين هربَت
من شفتيك اللّتان أهلكتَهما قضمًا وقلقًا.
كانت تلك أوّل كلِمة نطقتَ بها بعد فترة
نسيتُ فيها كيف يمكِنني الردّ على حرفٍ.
ووقفتُ أنظُر لكلّ ما حزمتَه من عدّة الرحيل،
وقد تركتَ ذاك الثوبَ الدامِس جانِبًا،
ولمحتُ ذات الخيط منسدِلاً عن أطرافِه كآخِر وأوّل مرّة ارتديْتِه فيه.
إن كنتَ ستترُكه ومعهُ أنا،
فهذا لا يعنِي سوى رغبَتك بالإبتعادِ
عن كلّ ما يهيج عليكَ الذِكرى.
لذا انهزمتُ وأطبقتُ مفرداتي،
وعوّدتها على صوتِ السكون.
هيأتُ نفسي للخسَارة الثانيَة.
حينها نظرتَ لي بإنتظارِ أن أفعلَ أو أنبس بشيءٍ.
عيناكَ للمرّة الأولى حملَت أملاً صغيرًا لم أخفَ عنهُ
علمتُ تمامًا أن شيئًا واحدًا سيخيّب ظنّك الآن، وليسَ أن أوقِفك.
لذا لم أوقِفك.
فسرتُ نحوَك أعدّ خطواتي، ثلاث.
ثم مددتُ أصابعي المرتعِشة نحو الثوب وأنت تُتابِعني بحيرَة.
قطعتُ الخيطَ بهدوءٍ،
وعدتُ لأضعه جانبًا كما تركتَه.
وكالجوّ الذي يطبق المكان وبذاتِ الصمت،
خرجتُ من الغرفَة لأترككَ تُلملِم أيّ
بعثرة كنتَ المُتسبب فيها هذه المرّة.
وحين حلّ المساء،
قضيتُ أوّل ليلة دون أن أتساءَل
إن كان عليّ اطفاءَ السماءِ من أجلك،
لأنني تركتُك تُطفئني قبل ذلكَ.
فغدوت أحسب المسافَة بين نجمَتين ليستا موجَدتين،
لكنّهما الأقربُ لعيْني.
وأُكرر:
"في يومٍ.. كانَ لي نجمٌ صغيرٌ، وشمسٌ انطفأت كمودِه."

أعيشك 04-09-21 08:35 AM

في الصباح عندما أفتحُ عيني،
وأرى الشمس مرةً أُخرى، أشعرُ بالتعاسة.
أشعرُ أنني لا أرغب في يومٍ جديد يطويني مع ألم البارِحة،
وذات الأفكار والمنادِم،
أنمو وأنمحِق معها في ساعة ترابيّة مُطبقَة البلّور.
أتذكّر قصة الراهِب الذي حمل
امرأةً على ظهره لينقذها من الغرق،
وبعدَ ستة أشهر من عدم الحديث سألَ سؤالاً وحيدًا :
"هل أذنبت حينَ حملتها ذاك اليوم؟".
فأجابهُ صاحبه :
- ألازلتَ تحملها على ظهرك؟.
ذات التساؤلات تزجِيني في لولَبة من القلق.
فهلْ اقترفتُ ذنبًا يوم أحببُتك،
بعد إذ وعدت نفسي ألّا أقع بذات الفخّ مُجددًا؟.
وبعدَ أن تركتُك تنسلّ مني،
هلْ سأعود لأجدك في قلبي كما كنت دومًا؟.
وكيف سأتحرّر منك حتى؟.
هل هذا مماثِل لأن أحمِل ذنبًا صعبٌ أن أغفِر عن نفسي بسببه،
أو أمرًا سكتُّ حتى وجبَ الإفصاح عنه عندما أثقَلني؟.
لا أعلم، حقًا لا أعلم.
كلّ ما في قلبِي الآن، هو الحبّ والندَم.
-لابُدّ من أن يُفطر قلبي، لتُزهِر روحي.-

أعيشك 04-10-21 07:49 PM

لطالَما قارنتُ حياتي بتلك التي في التلفاز،
ولم أجدني أُشابه ما يزعمونه.
لم أجرّب قيادة السيّارة بِرفقة أُمي،
لأنني فقدتهُا قبل أن أراها.
ولم أحظَ بصديقٍ خياليّ،
لأنني لم أجِد وقتًا لأعرِف من أنا حتّى.
لم آكل الفطائر المحلّاة كل صباح.
ولم أخشَ الوحش أسفل فِراشي أو داخلَ الخزانة،
فقد اعتدتُ رؤيته كلّ يوم في الطُرقات،
خائفًا، جائعًا، يائسًا، نحيلاً، ومصابًا بالأرَق.
لم تكن لديّ صديقةٌ واحدةٌ مقرّبة أكثر
من غيْرها على مدار السنواتِ،
ولم يكُن هناك من يظلّ معِي لتلك الفترة الطويلة.
والصفّ السابِع لم يكُن الأسوأ،
بالحقيقَة .. لا أذكُر.
لكن كنتُ أقضِي معظم وقتي في كتابَة الرسائل لنفسِي،
بدلاً عن كتابَة اقتباسات طفوليّة مرصّعة بالمُلصقات.
كان الكبارُ يخبرونني أن عليّ أن أكون صابِرة في تلك الطفولَة
التي هيّأتني كي أختلِف ولو قليلاً، وللأشياء التي ظننتها نِعمًا،
فتبيّن أنني لم أكُن بحاجَتها لأحصُل على تلك الندبة 'البطوليّة'،
أو ذلك الموقِف الذي سأضحكُ فيه على نفسِي ومخاوِفي القديمة،
أو إطارَ درّاجة قديمة مثقوب، وليل بُكاء طويل.
ففي النهاية،
التلفاز قد كذِب علينا،
تمامًا كما قالَ أبي.

أعيشك 04-12-21 04:04 AM

"لا أعلَم ما يحدُث، هُنالِك محاولاتٌ متكرّرة ولا شيء يتحَقّق."
احتفظتُ بهذه العِبارة لفترَة من الزمنِ في المقدّمة،
حيثُ أقرأها كل يومٍ قبلَ أن أبدأ الكتابَة.
وإليْكم ما حدث،
لم أستطِع أبدًا!.
كنتُ كلّما أبدأُ سطرًا تلوح الكلِمات بذهني،
وتلوّح المحاولات مودّعة.
سأُحاول ولن يحدُث شيء،
هذا ما أؤمن بهِ ولن يتغيّر.
وغريبٌ كيف أنني استطعتُ إيقاف نفسي بنفسِي،
وقررتُ بإختيارِي أن أتقهقَر بحجّة واهِنةٍ كهذه.
ولكن ماذا إذا حاولتُ وفشلت؟.
ليسَت قيامتي الأخيرَة،
لا بأسَ عليّ،
سأنهَض.
إنسِ هذه العِبارة،
هكذا أخبرتُ نفسي.
إنزعِيها عن أعماقِ اعتقاداتِك،
أنتِ أفضلُ من ذلك،
أفضل من مواجَهة الجميع بمِثلها!.
واليوم ..
استطعتُ التحرّر منها أخيرًا.

أعيشك 04-13-21 02:57 AM

ذكرى دفنتُها منذُ وقتٍ طويل،
بدأت تلوح مرةً أخرى ذات ليلةٍ ضبابية،
تركتُ فيها لقلبي ترجمة كل تلك المشاعر
التي اجتاحتني كلغة أجنبية صعبة،
لكنني فهمتُ شيئًا عميقًا داخلها وكأنّها خرساء،
كأنها بطريقةٍ ما تخبرني بكل شيء.
"كيف لقلبكِ أن يُحب قلبًا كقلبي؟."
تذكرتُ تلك الأُمسية بوضوح أكثر،
وقتذاك سمعتُ كلماتٍ كهذه،
لكنها كانت بمعنى مغايرٍ زاد ألمي أكثر.
حينَ تُحب شخصًا وتتعلق به بشدة،
فيدفعك بعيدًا عنه بحجة أنه لا يستحق شخصًا جيدًا مثلك،
هو ألم ستتحمله عاجلاً أم آجلاً.
لكن أن يدفعك بحجة أنه يستحق ما هو أفضل،
هو ألم لن ينتهي ولن يزول.
سيذهب لثوانٍ ربمّا، لكنه سيعود لعمر كامل.
مؤلمة لحد الموت فكرةُ أنك لست جيدًا كفاية لتستحق
ذلك الحب الذي أُهلكت به عقلك تفكيرًا وقلبك شجنًا،
وأضنيتُ سنينًا من عمرك على ظلهِ المزيّف.
والصور التي حفظتها بخزانتي قرب الحائط
تخبر قصةً مختلفة سعيدة.
فهل يستطيع الحب انهاء حياتك بهذا الشكل،
وهل يسمح قلب فعلاً أن يتألم قلب آخر بسببه بتلك الطريقة؟.
"إنتظري".
هي الكلمة التي كررها عدةً مرات حتى سقت روحي حدّ الثمالة،
حد أنني لم أستمع لأي كلمة أُخرى بعدها.
وكان استيقاظًا مؤلمًا جدًا،
لما علمت أنني في حلم وفي عالم بعيد لم أرَ فيه الصورة كاملة.
وكان يردّد :
"نحن نبتعد عندما نشعر بالتعلّق، لخوفنا من الوقوع."
وحين أسأله عمّن يتعلّق بمن، وأينَ يكون ذلك!.
كان يُجيب مدّعيًا كشفَ مشاعِره : "أنا، بكِ، في الحبّ."
وحينَ ردّد أن الحبّ لا يتخيّر الأوقاتَ المناسِبة،
وأنه لا يطرُق أبواب وجدانِك لتعلمَ أنه خلفه،
لكن حالما تصبحُ مستعدًّا لكي تخطو
وتخرُج سيستوطِنك حتى الهلاك.
كنتُ أردّد : "حدّ الهلاك".
وأعلمُ الآن،
أنني كنتُ على صواب.

أعيشك 04-14-21 03:53 AM

على قارعة الوداع ‏إتكأت،
‏رفوف الذاكرة حبلى،
‏بتلك الأيام والرؤى،
‏مضيتُ أُلملم ماتطاير منها،
‏ثرثرةُ المارين تجرحني،
‏والوقوف أمرُ مُرهق.
‏ظننتُ الربيع مُقبل مع تلك الغيوم،
‏لكن ‏تلاشت وأتى بِصيفٍ صامت مُقفر.
‏ماجدوى من رصف الحروف،
‏والمعاني ضائعة؟.


- أعيشك، في صيف 2018 -.

https://f.top4top.io/p_18340x0uy1.jpeg

https://g.top4top.io/p_18346xmf74.jpeg

أعيشك 04-15-21 03:57 AM

سألته ذات مرّة :
"أليسَ الأمرُ ساخِرًا قليلاً،
حينَ تُهيّء نفسك لما اقتنعتَ أنه لا يقلّ عمّا تستحِقه،
لكنكَ تجدُ نفسك في نهايَة المطافِ خالِي الوِفاض؟".
أخبرتُه أن الأمرُ أشبه بمنح ثقتك لشخصٍ واحد،
بشكلٍ أكبر من البقيّة،
كمنحه مساحَة مُميّزة في قلبك الأحمق،
ثم تكتشِف أنهُ لم يكُن لكَ من الأساس،
بينما لا يوجد غيرُه كتعويض.
"بغض النظرِ عن المرّات التي شعرتُ فيها
بثُقل تلك العضلَة التي تهشّم صدري،
وباليد أنني وددتُ مرّات عديدة لو انتزَعته تمامًا،
لكنّني تحمّلت،
لأنني اعتبرت ذاك الشخص ساكِنًا مؤمّنًا فيه،
لن يسِعه خيانة ثِقتي."
جرسُ الباب يرنّ،
باب الغُرفة يُطرق،
هو ينتظِر،
نادى بإسمي،
أشعُر بكفّه على كتفِي،
ولازلتُ كمن ينتظِر.
سألني : هل أنتِ بخير؟.
وأجبته بِـ نعم.
وبعدَ خمسِ دقائق،
وجدني أبكي وحيدة.

أعيشك 04-16-21 09:59 PM

رؤيته دون الإقتراب منه،
كانت مُماثِلةً لفيض المشاعِر التي
تجتاحُك عند الإعتراف لأوّل مرّة لمن تحِب،
أو عندما تستعيد ذِكرى لم تتجدّد أو تتعوّض.
مثل الصعود والهبوط بينَ الماديّة والروحيّة.
حين تُنادي الذِكريات واللحظات العالِقة بذهنك،
والملامِح والإبتِسامات الراسِخة
بأجفانِ مُقلتيك الظمئَة لرؤيتها.
المساحَات الخضراء الواسِعة،
بتلاتُ القمحِ وأشعة الشمس الدافئة،
الجدائلُ ورائحة الفطائِر،
الكرز ولحاءُ الأشجار الصلِد،
رائحة الريحان وملمَس أوراق الياسمين.
عِشت كلّ هذا يومًا.
عندما تصرُخ روحُك مطالِبة بالعودة لزمنِ كلّ هذا.
تخاطِبك وتنعيا بعضَكُما على ما اندثَر،
فتُدرِك صعوبة العودة كما كنت،
وأنّ الخُضرَة أضحَت رمادًا،
وبتلاتُ القمحِ والريحان انتُزِعت من قلبكَ المزهرُ،
فأضحَت ملامِحك أكثرَ جمودًا،
وروحُك خُدشت أكثَر مما فعلتَ بلحاءِ
ما اتّخذتها مسودّة مع رفاق طفولتِك،
حين كنتُم تركضون وتختبئونَ خلفَ
الأشجار والحقولِ،
وتعلُو ضحكاتُكم العليلَ.
ورُغم ذلك،
ورُغم الفقدِ والصبابَة،
هُناك شيئًا آخر داخلك جعلك سعيدًا.
ربّما كونك جرّبت تلكَ المشاعر مرّة،
وأنها بالفعل قد كانت حقيقَة،
شعرت بها في تجاويف صدرك يومًا ما.
لقد كانت هُنا،
داخِلك،
وأنت كُنت سعيدًا وقتها.
ولمّا رأيتهُ لأول مرة،
علمتُ أن لا شيء سواه استطاع
أن ينتشلني من ذاك الأسى.
كنت أستمعِ لكلماتِ الكثير غيره،
دون إبداء ردة فعلٍ سوى أن أبتسم له وحدهُ.
ولكن ما إن أنهى تهويدته،
ووضعَت آخر نُقطة على الحروف فوق
السطح الخشبي القديم من القيقب الصّلب،
وجدتني أزدَردُ جوفي،
وأتساءل ما اسمه،
وهل سيعودُ للحديث مُجددًا أم لا؟.
ثم تبحّرتُ بخيالات بعيدةٍ جدًا،
لا تتحقق سوى في مدينة يُحِيطها اللون الرمادي،
وأنا وهو،
وحدَنا بأحد أزقّتها،
نُلاحق عزيفًا للرياح بعواصِف ألحانِنا.
وبينما تمضي بي السيارة عبر طريق تحُفُّه الأشجار،
بدت لي كقضبان سجنٍ لحظتها.
أردتُ الإختفاء داخلها،
والبحث عن لونٍ رمادي لا مُتناهي أغرقُ فيه بعينايَ.
لا أريدُ الموتَ بعد،
هذا كل ما همسَ به البيانو في أُذني.
الرماديُ حياةٌ.

"تعازَفت الأحرُف لمقطوعةِ البيانو".

- مستوحاة من مقطوعتين :
Cold - Jorge Mendez
.Love - Michael Ortega

أعيشك 04-17-21 06:10 PM

تُزعجني شخصيّتي في بعضِ الأحيان،
فلستُ بالسعادةِ الكافية ولا الحزنِ الكافي
لأعبّر عمّا يخالجُني بدقَة.
لذا ترَاني أطفو بسطحِيّة كما يفعلُ البقيّة.
لكنني أختَلِف عنهم،
فنظَري لم يكُن مثبّتًا على الشاطيء،
بل نحوَ غياهِب القاعِ.
ولا أدرِي إنْ كانَ عُمقًا أم غرَقًا.

أعيشك 04-18-21 04:34 AM

وجدتُ القوة لأخبرك أنني بخير،
حتى بعد أن رأيتُ سقوطك بين يداي.
وأنت قد كنتَ على حافة الموت،
ولا زلت تسألُ عن حالي.
لم تكُن بالأنانية الكافية للقلق بشأن نفسك،
وقد كنتُ بالضعف الكافي لئلاّ أجد قوة
متبقية لأمنحك منها.
وكلانا كان يكذب على الآخر.

أعيشك 04-19-21 09:53 AM

6 رمضان، ليلة مُمتلئة بالقهوة!.

-أعيشك، من مساءِ رمضان.-

http://k.top4top.io/p_1934bgrrj1.gif

http://l.top4top.io/p_19348qler4.gif

http://a.top4top.io/p_1934owczj7.gif

أعيشك 04-20-21 03:57 AM

ما حفّكَ واقتلعَني من جذورِ النور
الذي غرستُ نفسي فيه لأجلك.
فمشيتُ نحوك سائلةً الذريعَة،
وصمتُك كان المبعثَ،
حملتُ أحزانك،
وساعات انتظارِي.
رويتُ بعيْنيكَ الطاهرتين،
ونمَت فيّ كثير من الكلمات أنتَ أحقّ بها.
كُمّمَت الأفواه فلم يبقَ سوى صوتُك،
ونزِعتُ الأمانُ فلم يبقَ سوى ملاذُك.
كانت الأرضُ تحتُك والسماءُ فوقُك،
وأنا بينَ كفّيك،
لا أرى سوى غيّمُ لُطفك وكُثبانِ حُنوّك.
الخريفُ ما عادَ ينفُض أوراقَه،
إلّا رغبَة في أن تلتحِف أشجارُه من حُسنك،
وأثقالُ السماءِ ماعادَت شديدَة، من بعدَ طلاقَتِك
فدفعتِني في اللحظةِ الأخيرَة،
حين كِدتُ أن أؤمّن على كلّ شيء وأحميهِ صكًّا.
داهمنِي وفرجَ آمالي، بعثرها.
ثم احتَضننِي ليُلملِمني.
وكأنك بذلكَ تُخبرني أنني 'وحدِي' هكذا ما تُريد،
خالية من كلّ حبٍّ أنتَ عُقدته،
محلّلةً من كلّ حُرمةِ تجعلني راغبةً فيك.
رغبتَ فيَّ، خاويةٍ مُقفرةٍ غائرة.

أعيشك 04-20-21 08:48 PM

سأرويكِ،
قُلت لي ذات مرّةٍ.
سأرويكِ قصةً عن الحبّ الكثيف والمُحاولات المتكرّرة.
سأُحبّ فيكِ رغبتكِ الشديدَة، سأُقدّرها.
سأحتوي كلّ ما يُمكنني لأتقبّلكِ،
وسأحملكِ في ذهنِي حتى يرضَى قلبِي.
فأنتظرت.
كان وعدُك جسيمًا مُبجّلاً،
حملَ في طياتِه أملاً لي،
فقبلتُ الإنتظار،
ولأوّل مرّة لم أكل،
ولم أتقلقَل أو أُبرح مكاني.
وكانَ إنتظارًا طويلاً.
حتى بدا أن مُهجتك قد قست كي
تتناوَل جميع الوقت في حوزَتي وتلقمهُ،
ثم تمجّه في العراء لتترُكني على حين الإنتظار،
أُراود في دعواتِي أن يُشرع الباب عنك،
والذي وعدت نفسِي ألّا يُغلق دونك.
بعمرِ الحبّ، لم تأتِ.
ففهوتُ لكلّ ما علّقت نفسي فيه،
واقتلعتُ حبالَ صبرِي من عصفِ الخذلان،
حتى بِتُّ وحدي،
مع وعدٍ مخذول، كروحي.


الساعة الآن 01:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا