منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قسم مدونات الأعضاء [ الاختلاء المباح ] (https://www.al2la.com/vb/f53.html)
-   -   السيّدة التي لا تستطيع. (https://www.al2la.com/vb/t113293.html)

أعيشك 04-21-21 09:59 AM

لنَجد لأنفسنا مكانًا يأوينا،
نعلمُ أننا سنَعود منهُ سُعداء.
مكانٌ لا يعلم بوجودهِ أحدٌ سِوانا.
لنحتَفِظ به سرًا،
ولِنمنح أنفُسنا حقّ التصرف بأنانيةٍ،
كلما أردنا اختزالَ مشاعرِنا الغامضة،
الضائعة في دهاليزِ أرواحِنا،
لننتزِعَ بعضَنا من كلّ شيء،
ولِنبقَ هُنا.

أعيشك 04-22-21 03:48 AM

إنني -وكل يوم- أرى في نفسي ما يدفعني
للسؤال عن السبب الذي أضحيتُ به كما أراني.
وأتساءلُ إن كان قد لفظني الكون،
أم أنني ضائعة بكوكبٍ لم يجده أحدٌ بعد؟.
يبدو لي كلّ شيء ضبابي،
حتى وإن طليتُه بما شئتُ من ألوان الكذب،
وأعلم أن في نهاية هذا اليوم ستنزعُ القِشرة المتهالِكة،
وسيسقُط معها قناعي الزائف، جميعُ أصدقائي.
وحين يقرؤون شيئًا كتبتُه بإحدى لحظات سأمي المُعتاد،
تبدو كلماتهم شبيهة بـ "هذه ليست أنتِ".

"لكنكِ بدوتِ بخير حين تحدّثنا قبل دقيقتين".

والأدهى هو من يقول : "أنتِ تجيدينَ تقمّص المواقف!".
فلا أجد سوى أن أوافقهم ساخرة من نفسي،

لأنني أُدرك أن كلّ ما جالَ بذهني قبلها بثوانٍ قد تحقق.

حينَ قلتُ أن لن يفهمني أحد.
وبين ما أقوله لك وللجميع وما أكنّه خيوطٌ من وهمٍ،
لا يمشي عليها سوى من يدّعي أنه يصدّقني،
ويضمِر ظنًّا بأنني مجرّد مرائية
تجدُ ادّعاء الحزن عمقًا أدبيًا أو شيء كهذا.
المُضحك في الأمر أنني لا أعلمُ ما هذا حتى،
وأعلمُ أنني سأندمُ على كلّ هذا،
لكنني أواصِل كتابتَه رغم كلَ شيء.
فرّبما إن كان مصيري سيضحى
الخواءُ حين أفشي كلّ ما أغمِضُه،
فستحلّ النهاية سريعًا.
وأمل ألا يطول انتظاري لها.

أعيشك 04-22-21 07:19 PM

دعني أستبيحُ الكونَ عُذرًا،
فقد ابتدأتُ بشمس بسمتِك،
وانتهيتُ بفضاء شُهبانِك،
وكواكِب مُقلتيك.

أعيشك 04-23-21 05:04 PM

أصبحت مشاكلي عِبءٌ على العالم،
والعالَم قد أصبحَ عجوزًا مُتعَب.
فإما أخذتُه لحيث يُراح الكِبَر،
وإمّا بقيتُ لأعدّ فطائر الليمون،
لمن لن يقدِر على أكلها،
ونصِفُ البحر لِمن لا يستطيع رؤيته.

أعيشك 04-24-21 04:33 AM

أواصلُ تأمّل لحظات غيابك عن واقِعنا،
وتنشغلُ يدي بحفظِ تفاصيل وجهك.
أمنحُ نفسي دقائقًا طِوالاً،
ثمّ أخلدُ للنوم.
وأجد أن الظُلمة هناك،
لا تختلِف عن تلك الّتي كانت تحفُّني.
فأسألك : "كيفَ للعتمةِ أن تقتحمَ سعادَةً نورانيّة؟".
"هذا فقط عندما تنبعُ من الدّاخل" تُجيبني.
لذا أكتَفيتُ بتمرير نورِ أناملِي،
علني أُبصِر بها يومًا.

أعيشك 04-24-21 09:37 PM

أتذكّر نصًا لو مررتُ بمئةٍ غيرِه،
فسيظلُّ عالقًا في ركن ذهني الأشدّ دفعًا لي.
واعتدتُ في كلّ مرة أقرأه فيها، أن أُردد لنفسي :
"عليّ أن أرى الكثير، وأصبح كلّ ما أردتُ أن أكون".
لأنني أخشى اليوم الذي لا أفعل فيه ذلك،
فيستحيل ما أكتبه مخلوقًا من العدم، خالِدًا فيه.
لأنّ خوفي دومًا ما كان متعلّقًا بما أكتُب،
وما سينظُر له العالم كتعبيرٍ عن شخصيتي،
وكيف أنظُر أنا للعالم، وأعلّم نفسي بالخطّ عنه.
لم أودّ أبدًا أن أقدّم صورة مُشوّهة،
وهذا يشمل أن أكون مجرّد صفحة بيضاء ومحتوى زاهِد.
وأخشى أن يكون ما أكتُبه مشلولاً لا يذهب لمكانٍ ما،
ولا يسير بي لحيث آمُل.
أو أن أترُك ذهن قاريء كلماتي،
كما كان قبل أن يقلَب صفحاتي.
فيسألني عن فحوَى ما أضاع وقته فيه،
وأرى الأعراض على ناصيَته،
قبل أن يغلق دفافَ فُرصي،
ويطبل أذنيه عن تفسيري.
فأن تتلاشَى فِكرة أو محتوى،
فهي كنهاية لوجودي.

أعيشك 04-25-21 04:28 PM

عَيناكَ جَمرٌ يُحِيطُني ..
وشِفَتَاكَ خَمرٌ .. يُسكِرُنِي
وجَسَدُكَ .. مِدفئَةٌ ..
هَيا .. هيا فَلتُوقِدَني
فَأفعَالُك ذَنبٌ فِي الهَّوى ..
فَمَا ذَنبِي أن تُثمِلنِي؟ ..
فَأقعُ بينَ أحضَانِكَ .. صَرِيعَةً
وعِشقِي لكَ .. هُوَ مَن يَحِملُنِي
فَرفقًَا بِي .. فَأنتَ حَقًا تُرهِقَنِي
وتَعصِفُ رِياحَك .. فَتُبَعثِرَنِي
وَتطُوفَ عَلى جَسدي .. كالإِعصَارِ ..
فَتنحِتَنِي ..
وبِيداكَ تَرُسمُ .. جَمَال أنُوثَتِي ..
وبِجَمالِكَ أنتَ تَفتِنَنَي ..
بِنَظرَاتِكَ .. عِيناكَ كانَت تَحرُسَني
فَأنتَ ملكٌ ..
وأنتَ فَقط ..
مَن تَأمُرَنِي ..

أعيشك 04-26-21 12:22 PM

وقد رسموني على لوحةٍ،
فزدتُ جمالاً وزِدتُ البهاء.


- أعيشك، في لوحة -.

https://f.top4top.io/p_1838121vu5.jpeg

أعيشك 04-27-21 09:24 PM

في هذه المُدونة حاولتُ أن أكتب، إذ كما يُقال :
"أن تكتب معناه أنك تمارس فعل الإستعارة،
استعارة حياة الآخرين من الوجوه،
البيوت، الشوارع والمقاهي،
استعارة المياه من إناء وُضع على الحافة،
استعارة الرغبات من أفواه الموتى قبل أن تدفن معهم،
استعارة الخطوات المتروكة على السلالم قبل أن تجف أو تتلاشى".

أعيشك 04-28-21 01:29 PM

أشياء كثيرة تحيرني في هذا الكون.
أشياء كثيرة لا أدري لماذا وكيف وأين حدثت!.
منها الصدفة التي جمعتني بِك دون ميعاد.
كنت لفترةٍ طويلة في حياتي ادعوا الله
أن يجمعني بِرجل يُنسيني طريق العودة!.
يجعلني أُعيد تركيب الكلمات،
يُنسج لي من عينيه عالمًا آخر،
بعيدًا عن ضوضاء هذا العالم وأحزانه.
ثم وجدتك أمامي تمامًا في لحظة لا
أستطيع أن أصِف جمالك إطلاقًا.
هل تذكر أول لقاء لنا!.
كنت تخفي إبتسامتك الساحرة عني!.
أمّا أنا ..
فكنتُ حينها غارقةً في جمال هذا
الرجُل الذي يقِف أمامي صامتًا.
أتأملُ سحر أنفاسه التي تجعل قلبي يتراقص فرحًا.
كنتُ حينها أشكر الله الذي منحني فرصة أخرى للحياة،
فرصة أخرى للأمل، فرصة آخرى للسعادة.
كنت أعلم بأنك الوحيد الذي أبحث عنه لسنينٍ طويلة في حياتي،
ولهذا كنت سعيدة جدًا وخائفة جدًا في أول لقاء لنا.
سعيدة جدًا لأني وجدتك أخيرًا بعد رحلة بحث طويلة وشاقة جدًا،
وكنت خائفة أن تضيع هذه الفرصة من حياتي.
لأنك الحدث الكوني الذي لا يتكرر،
والأسطورة التي لا تُحكى،
والمعجزة التي لا يمكن لها أن تتجسد أمامي مرةً أخرى.
كان جابرييل ماركيز يقول بأن عمر الأنسان يُقاس
ليس بعدد السنين التي يعيشها، بل بنوع مشاعره.
وأنا أشعُر بأنك منحتني الخلود الأبدي،
وملايين المشاعر التي لا يتحملها هذا العالم.
كل منا يحمل في داخله رسالة من الله الى هذا الكون.
البعض يبعثه الله لكي يزرع نخلة في هذه الأرض القاحلة،
والبعض الآخر يبعثه الله لكي ينقذ أمة.
أنت بعثك الله لي، لكي أعيش.
لكي تحمي هذا القلب الذي كان في أعمق لحظات اليأس والحزن.
أحبك .. لأنك حلمي الوحيد الذي تحقق،
وأمنيتي الأخيرة التي لا تتكرر.
أحبك .. لأنك رجُل يُسحرني في كل زمان وفي كل مكان.
أحبك .. لأنك الرجُل لا تتكرر في هذا العالم.
أحبك .. لكي أعيش.

أعيشك 04-29-21 05:07 AM

أُبالغ في التفكير،
كلمةٌ لا توفي حقي أبدًا.
رأسي مُمتلئ طوال اليوم،
أُفكر في حياتي، حاضِري،
ماضيَّ ومُستقبلي.
في معارفي وأقاربي،
عائلتي وأصدقائي،
وحتى الغُرباء لم تَسلم من تفكيري.
ماذا سيحدُث مع ذاك!.
كيف يعيشُ ذاك، وفيمَ يُفكر الآخر؟.
ماذا قد يحدُث لي، وكيف ستكون حياتي؟.
أسرح كثيرًا ولا أُركز،
أشرد لِعالم اللاوعي في مُحاولة بائسة،
لأستعيد نفسي المُحطمة التي أحرقتها الحياة،
لتصير رمادًا فلما حاولتُ تجميع ذلك الرماد،
حَملته رياح الألم ونثرته بعيدًا في نهر
كانت مياهُه بؤسًا وشَقاءًا،
فأقمتُ العزاء على نفسي الرّاحلة،
وعدتُ خاوية الروح نحو زاويتي المُظلمة،
فعسى ولعل صوتي يُسمع من هذا القاع المُنعزل.

أعيشك 04-30-21 04:36 AM

تتضارب تلك القطرات فوق نافذتي،
مصدر صوتًا غليظًا قويًا،
الرعد المُدوي يصدح مصدرًا،
صوته المُخيف المُرعب،
بينما أنا أتأمل زخات المطر،
التي تمُر مُرور الكرام على زجاج نافذتي،
تحطُ في الأعلى لِتنزلق بإنسيابية
نحو الأسفل تارِكة خطًا شافًا،
تمنيتُ دومًا أن أقِف أسفل هذه الأمطار وحيدة،
أدُور وأتجول بِحُرية من غير قيود،
لكن من أُخدع!.
أصفاد الحُزن تُغلف يداي وقدماي،
تُقيدني في قبو المآسي،
لأتجرع ألمي وحيدة كالعادة،
فما كان لي سِوى أن أُرسل
سلامي للمطر من بعيد،
فما عادت قدماي تحملانني،
بِسبب ندوب تلك الأصفاد البارِدة الضيقة.
ندوبٌ تركت على روحي المُهشمة قبل جَسدي وأطرافي،
لِأرفع راية الإستسلام في وجه قَدري،
وأستدير عائِدة من الطريق الذي ناضلتُ لأعبُره،
مُعلنةً إكتفائي من هذه الحياة وتقلباتها اللعينة.

أعيشك 05-01-21 03:07 AM

حينما تُدق أجراس الإحتفال،
وتنطلق الألعاب النارية لتُنير
ظلمة سماء الليل لِثوانٍ معدودات،
تَخرس كُل المخلوقات ليحضر
وحش الهدوء وتعزف أنشودة الموت.
معزوفة مُظلمة تقودني للهاوية،
تُلحنها الشياطين السوداء من قاع الجحيم السّابع،
ألحانٌ تنخزُ آذان سامعيها،
يقودها إبليس من عرشه حيثُ الهمسات اللعينة.
هَمسات قد تعدت الأُفق لِتصل لتلك القصور البيضاء البارِدة.
لِتُشعل فيها لهيبًا حارِقًا حولها لِرمادٍ أسودٍ قاتم،
لا نفعَ منه غير رسم حدود الحقد والكراهية،
ليحُل هلاك الممالك السماوية وتبدأ حَقبة الظلام.
سببًا لهذا قد كانت أُنشودة الموت الهامِسة
التي قد أمست أُغنيتي المُفضلة،
بعد أن وقعتُ في فخ ملاكي الحارس،
فحتى إبليس كان ملاكًا.

أعيشك 05-02-21 03:27 AM

نَفسي المسكينة،
ما كان لها عدوٌ أسوأ مني،
عِبتُها والعيبُ فيني،
فما كان لها من عيبٍ سِواي.
أخرستُها وظلمتُها،
استحقرتُها وذللتُها.
لكنها في صفي وقفت ولم تتخلى،
فما كان هُناك من مُخطئ عَداي.
سامحتُ الناس وغفرتُ لهم،
ولِنفسي ما غفرت، حاقِدة مؤنبة.
استمعتُ للناس وشكواهم،
ولِنفسي يومًا ما سمِعت.
ولا لِندائها واستنجادِها استحببت.
أحببتُ الناس واهتممتُ بهم،
ونفسي قطٍ ما أحببت أو بِها اهتممت.
نبذتُها لِقائمتي السوداء،
وفي إسترجاعها لم أُفكر.
مُتناسية حاجتي لِنفسي وإنتمائها لي.
فبعد أن صارت رمادًا هذه الحاجة،
أدركتُ قيمة نفسي، أيقنت.
فهل لها أن تعود لِأُكفر عن خطاياي وذنوبي الشنيعة؟.
فحقارتي الآن أدركتُها،
فاتَ الأوان وفاتني قِطار الحياة.
لِأبقى وحيدة في محطةٍ مهجورةٍ لا قادم لها ولا راحل.
أنى لي أن أعيش بعد ضياعك يا نَفسي،
فحيثما بحثتُ ما وجدتُك.
ألن تعودي إذًا؟.
حسنًا ليس باليد حيلة،
سأُرسل لكِ سلامي وأمضي في الفَراغ وحدي.
وداعًا، يا نَفسي.

أعيشك 05-02-21 01:52 PM

لِعطركَ الذي تلكّأ كُل هذا الليل،
‏عُذر المسافة الماطرة!.
‏للهمس أكثر من نافِذة،
‏وللجرح أنصالٌ غزيرة.
‏لكَ الضفّة التي تزهرُ بِلا جذور،
‏وزوارق الضوء في الكمان الحزين،
‏ولكَ ما تبقى مني في بداهة عُمر.
‏كم هي وحيدة العاشقة التي تُطل من لحنٍ قديم،
‏وخشية أن تتساقط دموعها ‏هَمَسَتْ : ‏أنا غيّم!.

-

الله!.
تقييم لامسَ قلبي!.
مُمتنة جدًا لتقييمك اللطيف،
لِقلبك كُل السعادة والوِد يا سيدي.


https://www10.0zz0.com/2021/05/02/13/515507100.jpeg

أعيشك 05-03-21 10:09 AM

وكأي أحدٍ كان لي الحق في أن أحلُم بِحياتي.
كان لي الحق في أن أحلم بالمُعجزات وأتمنى المُستحيل،
لكني رأيت الحياة تجري في حقل أحلامي،
وتُضرم اللهب في محاصيلي الفتية.
تحترق الأرض لتُصبح أرضًا جرداء قاحِلة،
عليها رماد سنين عُمري وما ينبتُه فيها.
كُل هذا أمام عيناي ولم أُحرك ساكنًا،
فلم يكُن لي إلا أن أشتُم الحياة وألعن حظي وقَدري.
وبعد أن هرِبت الحياة من أمامي،
سارعتُ للحقل لعلي أجِد شيئًا قد نجا،
وصلتُ ولم أجد،
لأبكي حسرةً على أحلامي الصغيرة،
التي زرعتُها ورعيتُها مُنتظرةً أن تكبر وتثمر،
لكنها إختفت تمامًا.
فما كان لي إلا أن أتعب من جديد وأزرعها،
أن أبدأ لعبة الإنتظار من الصِفر،
وأن أحلُم كأي شخص عاجِز وضعيف.

أعيشك 05-04-21 11:10 AM

أخوضُ حُروبًا ومعارِك كُل يوم،
والأعداء تزدادُ وتقوى كُل يوم،
لكنني أُناضل وأُقاتل أكثر،
مُظهرةً عزيمةً وشجاعة،
رافضةً للهزيمة والإستسلام في وجه العدو الحَقير،
الذي ليسَ سِوى جيوش الحَياة.
تُبادر الإستسلام لِذهني،
نَفضتُ الفكرة مُكملةً معركتي.
أصبت،
أُغمى علي،
أنا في أحلام اللاوعي،
رأيتُ شبحَ والدتي في أرجاء الفَراغ،
وشبحَ أخي الصغير،
لقد مدّا يديهُما لي،
إذًا حان وقتُ الإستسلام أخيرًا!.
حسنًا، لكُما هذا،
إستيقظتُ مُفرجةً عن إستسلامي،
إبتعدتٌ بعيدًا،
لِأرى الحُروب قد توقفت والسماء قد إصطفت.
لِما لم يحدُث ذلك قبل إستسلامي؟.
لِما لا أعودُ للنِضال إذًا؟.
حَملتُ مافي جُعبتي وعدتُ لِساحة
المعركة لِتندلع حُروب الدِماء فورًا.
إذًا فإن نِضالي خطأٌ من الأساس؟.
إذًا السلام يحلُ شاكرًا لإستسلامي،
ويختفي غاضِبًا لِنضالي؟.
إذًا هذا ما يحصُل حين أستسلم.
أسلمتُ سنوات نِضالي للرياح،
وإبتعدت مُخفضة الكتفين،
فأنا أستسلم.

أعيشك 05-05-21 10:42 PM

أمشي بِلا وجهة،
في ساحة مهجورة بارِدة،
رأيتُ الأُفق من بعيد،
رأيتُ الشمس تغرُب،
ليحل ظلامُ الليل القاتم،
رأيتُ ظلكَ هُناك،
لوحتَ لي ثم إختفيت مع الشمس،
أنا ركضتُ مُحاولةً أن ألحقك،
لكن العصفور لا يُضاهي سُرعة الرياح.
أنتَ تركتني وحيدة وخاوية على ذلك الشاطئ الكئيب.
تلاطمت الأمواج وهبّت الرياح بِأمطارها البارِدة.
تبللتُ وجمّدني الصقيع،
لكن في الرمال تحتي أنا كنتُ شارِدة.
أُفكر.
هل أستطيع مُلاقاتك في الأُفق،
لنخطو سويًا لِبعيد؟.
لعلّي أقدر يومًا ما.

أعيشك 05-06-21 10:21 AM

أُحدق في المرآة،
رأيتُ إنعكاس غُرفتي وأغراضها المُبعثرة،
لكنني لم أرى إنعكاسي،
أسدلتُ أكتافي بِصدمةٍ فإختفت الغُرفة،
سقطتُ في فراغٍ عميقٍ أسودٍ لا نهاية له.
ذكرياتي بِحلوها ومُرّها تعبُر من أمامي،
بينما أُكمل سقوطي لِقاع لا وجود له،
عادت غُرفتي وعادَ إنعكاسي،
لكن بعد فوات الأوان،
أدركتُ من أكون،
مُجرد نكِرة تافهة،
ذات مشاعِرٍ رخيصة وسخيفة،
ذات كيانٍ بِلا فائدة،
ذات قلبٍ بِلا قيمة.
مُجرد نكِرة ضاعت في العالم الخاطئ.
كُل حياتي وأتعابي ذهبت هباءً منثورًا.
فلا يُفترض بالنكِرة أن تكون شيئًا.
وهكذا أسلمتُ لعنتي للحياة الفاسِقة،
فلتفعل بها ما تشاء،
أمّا أنا، فقط سأنام.

أعيشك 05-08-21 11:03 AM

استيقظت ووجدتك بقربي تنام مُمسكًا بيدي،
مثل طفلٍ صغير حريص على لعبته من الضياع،
وبالرغم من أن عينيك مُغلقتين،
إلا انني كنت أرى علامات الخوف على وجهك،
كنت تعرفني جيدًا،
وكنت تعلم إنني سأُغادر قبل أن تستيقظ،
لأنني امرأة لن تستطيع العيش مع حب كُسر لألف قطعة،
لأنني امرأة تقبل أن يُهان العالم كله إلا كرامتها،
كانت ليلة الأمس وداعًا لنا،
لم نبُح بشيء بالرغم من انه كان
هناك الكثير ليُقال وجبال من العتاب،
لكننا فضلنا أن ننفصل بطريقة مُسالمة،
تقديرًا لذلك الحب الإسطوري الذي جمعنا يومًا،
حتى ولو كان من طرف شخصٍ واحد،
فلازلتُ عاجزة عن إيجاد حل لمعادلة
الخيانة بالرغم من وجود الحب.
ليلة أمس شعرت بأن كل ساعة موجودة في العالم توقفت،
لتُخلد تلك اللحظة الحزينة،
كلانا مستلقيان على السرير،
أنت مُمسك بي بشدة،
وأنا أموتُ في الدقيقة ألف مرة.
كنت اتساءل كيف أترك من أتنفس انفاسه؟.
كيف أترك عقيدتي، عائلتي، أحلامي، مدينتي؟.
كنت كل شيء لي فكيف أرحل؟.
فكرتُ كثيرًا تلك الليلة،
لكنني لم أُحاول أن أجد سببًا لخيانتك،
لم أفعل لأنني لم أرد أن أكرهك،
فلدي باقي العمر لأفعل،
بقيتَ مُستيقظةً حتى ساعات الفجر الأولى،
ليأخذك النعاس إلى عالم الأحلام علني أعفو عنك،
عندها فقط تجرأت أن أواجهك،
غيرت موضعي لأودع وجهك الوسيم،
وشفاهك التي قبّلتني ألف مرة،
لم أتخيل يومًا أن الفُراق أصعب من ألم الخيانة،
أنا الآن أفهم كل امراة إستطاعت
أن تتعايش مع الخيانة في سبيل حُبها،
رُبما أنا أُحاول أن أُبرر لنفسي!.
لا أعلم.
لكنني موقنة بأنني سأُغادر،
فلستُ بامرأة تتعايش مع الحب،
إمّا أن اعيشه بكل وجوده أو أتنازل عنه.
ماهي إلا دقائق حتى أترُك قلبي واخرج من هُنا.
حسنًا سأُحاول أن أتأملك جيدًا،
أُريد أن أتذكرك، ملامحك، رائحتك.
بدأت أنهار، بدأت أُشكك في المُغادرة،
إقتربتُ من وجهك ورحت استنشق آخر أنفاسك،
علها تُبقيني حية بدونك وودعتك بِأطنان من الأشواق،
سارعتُ بأخذ أغراضي وتغيير هندامي،
وغادرت وأنا أركض مُسرعة مُبتعدة
قبل أن تخونني قدمي وتُعيدني إليك،
هُناك شيء كنت متأكدة منه،
علي أن أُغادر البلاد في الحال،
إتجهت لعالمٍ غير عالمي،
علني أستطيع التنفس،
دون الإختناق ألمًا.

أعيشك 05-09-21 12:23 PM

بعد أن تغيب الشمس كُل ليلة،
عندما آوي إلى فراشي،
يتسلل إلى منزلي،
ويدخل غُرفتي،
يقف إلى جانب سريري،
عند رأسي،
ظلٌ أسود مُخيف،
بعينين بيضاوتين فارغتين،
يُحدق فيَّ،
بمُجرد تواجده بقربي،
أفقد القدرة على الحركة والنطق،
نظل نُحدق بِبعضنا،
لوقتٍ طويل،
وقتٍ طويلٍ جدًا،
يبزغ الفجر،
ويخرج مُتسللاً كما دخل،
إنه يأتي كل يوم،
مشاعري مُتضاربة بشأنه،
هل هو الخوف؟.
هل هو المحبة؟.
أم هل بدأت أعتاد على وجوده!.
على كلٍ،
لقد وجدتُ فيه من الوفاء،
ما لم أجده في البشر.

أعيشك 05-10-21 10:40 AM

عانيتُ كثيرًا، تعثرتُ كثيرًا،
كُل يوم أسمعُ صوت تحطُم قلبي،
وما زادَ الأُمور سوءًا هو مشاعري،
أُخفيتها في صندوق في قاع البِحار،
وحينَ ظننتُها في أمان،
سُرقت!.
لِتبدأ لعبة المُطاردة،
ورحلة التفتيش عن ما تبقى من مشاعري المُهترئة الرّثة،
سبحتُ وركضتُ ولم أجدها أبدًا.
أتقبّل الناس بِسرعة وهذا مايؤذي مشاعري أكثر،
مشاعِر مكبوتة مُخبأة،
وأنا مُستعدة أن أدفع عُمري،
مُقابل إخفاءها عن أنياب الشياطين.
مشاعرٌ رخيصةٌ وتافهة للناس،
إذًا لِما أراها كنزًا عجيبًا ونادرًا؟.
رُبما أُبالغ فقط،
لعلها حقًا مُجرد تُرهاتٍ سخيفة.
لكنني سأُحميها دائمًا،
فهي جُزءٌ من حُطامي.

أعيشك 05-11-21 12:21 PM

لعلَ قلبي قد تهشّم لِملايين القِطع الضئيلة،
التي تناثرت كالغُبار في الهواء.
ولعلَ قلبي إنقسم نِصفين،
نصفان تباعدا لِتحول بينهُما المجرات بِوسعها.
ولعلَ قلبي قد صارَ ذكرى عتيقة،
تجولُ في ثنايا مُخيلتي كالطيف.
ولعلَ قلبي إختفى وإندثر،
لم يترُك خلفه أثرًا أو حتى بصمة.
ولعلَ قلبي ماعادَ لهُ وجود،
إلا إني مازلتُ للحب كُفء.
فحتى إن طعم الحُب أنا نسيت،
فأنسى كيفَ أُحب، مُستحيل!.
فحتى إن طعم الحنانِ أنا نسيت،
فأنسى كيف أُعطيه، مُستحيل!.
إني في شُكرٍ أو إهتمامٍ لا أطمع،
فنفسي تخلت عن الطلب منذُ زمن.
إني ما أسعى إلا لِرسم إبتسامه
صادِقة على وجوه من أُحب،
أو رُبما وجوه الكُل!.
إسعاد نفسي رغبةً نسيتُها،
وإسعاد الغير هدفٌ تبنيّتة.
فإن رأيتُ جمال النجوم رغبتُ للكل رؤيته،
وإن شهدتُ بزوغ الشمس القُرمزي
وغُروبها القاتم وددتُ لكُل الأعيُن أن تشهدها.
تغاضيتُ عن الشر،
وبِطيبة كُل البشر آمنتُ وأوهامًا بنيت.
أحببتُ وأحببتُ وما طلبت،
وسمحتُ لقلبي بالإحتراق في الجحيم.

أعيشك 05-12-21 11:41 AM

حينما عشتُ في هذا العالم الواسع،
لم ألتقي بِمن يفهمني.
بحثتُ ولم أجد،
ليكون الإستسلام آخر خيارٍ لي.
رميتُ بِأحلامي عُرض الحائط،
وأكلمتُ طريقي مُتجاهلة نِداء المُزيفين،
حتى من كان نِصفي الآخر،
لم يفهمني يومًا فأنى لِتافهٍ آخر أن يفهم.
جميعهم قاذوراتٌ لعينة،
هُم أبعدوني ولم يُحاولوا فهمي حتى.
فأنا لستُ غريبة أطوار مُعقدة وتتخيل الأشياء!.
أنا مُميزة، بسيطة وحالِمة،
لكن الناس قررت نبذي على إني غريبة أطوار،
فلم تكُن عقولهم بِذلك الذكاء ليفهموا أنهم أغبياء.
لكن من يهتم؟.
فلا أحد يفهم.
لذا أُبقي لعنتي لِنفسي.

أعيشك 05-13-21 04:46 AM

رُغم الألم مازلتُ أُجاهد،
ورُغم التعب مازلتُ أُقاوم،
ورُغم ضعفي مازلتُ أُحاول،
لينتهي الأمر بِنضالي المجيد،
ويذهب هباءًا منثورًا أدراج الرياح،
لِتصرخ نفسي للجِهاد مُجددًا،
وأي جهادٍ بعد أن فقدتُ الأمل!.
أملي ضاعَ في طريق عودته لي،
ليُبعثر كياني وأُفقد حماسي،
وأضل الطريق حتى لِمنزلي،
لِأُقبل أن يأويني الرصيف البارِد المُتحجر،
أين أنت يا أملي؟.
فأنا من دونك ضائِعةٌ.
أين أنتَ يا بدري؟.
فأنا من دونك سوادُ ليلٍ مكروه.
أين أنتَ يا نبعي؟.
فأنا من دونك عطشانةٌ لاهِثة.
أين أنتَ يا هوائي؟.
فأنا من دونك مُختنقة هالِكة.
وعلى مايبدو إنك أضعتَ طريقك إليّ ووجدتهُ لغيري،
وهكذا فقدتُك يا أملي، لِأضيع وأفقد روحي،
لِأتوقف عن النِضال فلعلَ الألم يختفي والتعب يزول،
فهل عرفتَ ما أكون بدونك يا أملي أم ليسَ بعد؟.
فكما تخليتَ عني، تخليتُ عن الكِفاح والمُقاومة،
فليسَ لي من بعدِك هدف يا أملي.

أعيشك 05-13-21 08:27 AM

وكأنك العيد،
والباقون أيامُ.

-أعيشك، والعمل في يوم العيد.-

https://g.top4top.io/p_1959bmlkj6.jpeg

أعيشك 05-14-21 03:05 AM

"يا تاج رأس الفتيات،
يا أقربُ من حبل الله المتين،
وأحنُ يدٍ تأخُذ بي نحو الهِداية،
أرجوكِ يا امرأة أبحرتُ من أجلها،
دعيني أُحبكِ دُفعةً واحدة،
دعيني آتي إليكِ بِكامل شروري،
حتى يكون الصلاحُ بين يديكِ،
دعيني أتوددُ إليكِ،
كما لو إنكِ رحمةً رجوتها،
من ربّ الأكوان."


- أعيشك 20-1-2021.-
- pm 6:30 -

https://h.top4top.io/p_18460ma7u7.jpeg

أعيشك 05-14-21 04:02 PM

تتراقص زخات المطر الخفيفة،
هاربةً من قطن السماء مُعكر اللون،
لتقرع زجاج النافذةِ بِخفة،
فتُعيد عزف نوتاتٍ لمقطوعاتٍ قديمةٍ،
كانت قد خُزنت في متاهات ذاكرتي العتيقة.
لا أعلم حقًا كيف لوقع إيقاعات المطر تلك القدرةُ
في نبش سراديب الذاكرةِ التي قد دُفِنت منذُ زمن،
وكيف أنها لا تنتقي إلا المُخرج منها
بالمشاعر المُلبدةِ بالحزن والسواد،
تنتقي تلك التي ستُعيد عليَّ نفس طقوس
الوجع والضعف التي عانيتَ منها في تلك المُدة.
ولم يكُن من ذاكرتي أن أجلس وسط الظلام
على نور فانوسٍ باهت أمام مكتبي الصغير في غرفتي،
بينما أراقب من نافذتي ذلك الحفل الذي يُقام
على شرف نبش قبور الذكريات المريرةِ والأوهام،
إلا أن أستخرج جثة ذكرى متحللةٍ لأستعرضها أمام ناظريّ.
كنت واقفةً على ظهر باخرةٍ أنظر في شرود بإتجاه اليابسةِ،
أودع بقايا سرابها الذي تخلصت من كل آلامي
وجراحي عليه قبل الهروب، أو هذا ما ظننته.
فعندما ضاقت بيّ الأرض،
وباتت همومي تنافس أنفاسي لتخنقني،
قررتُ أن ألوذَ للمحيط اعتقادًا مني
أن له القدرة على بلع الظلام الذي يستكين دواخلي،
على خلاف الأرض الصلبةِ التي تصدهُ لترده لي مضاعفًا.
شعرتُ بالهواء يتسلل ببطء لرئتيّ،
حالما اختفى آخر أثرٍ لليابسةِ في الأفق،
أخذتُ تنهيدةً عميقةً،
وها أنا ذا لأول مرةٍ منذ زمن أشعر بالهواء يتغلغل بداخلي،
فكل ما كان يصلني طوال الفترةِ الماضية ماهو إلا بقايا
ذراتِ هواءٍ تنازع للوصول إلى حنجرتي
فتصتدم بصخرةٍ تسدُّ المجرى لتعيقها عن المواصلة.
شعرتُ بأنني ولدتُ من جديد،
فها قد تخلصت من كل شيءٍ سيء،
حسب اعتقادي في ذلك الوقت،
وكأنني أرى السماء والغيوم،
القمر والبحر للمرة الأولى.
وبسبب غبائي ونشوتي بالحرية في تلك اللحظات،
نسيتُ أن للسعادةِ حدود،
وأن هذهِ الراحة ماهيَّ إلا كِذبةٌ،
ستظهر جليةً على أوجه الساعات والدقائق.
إلتقطت كتابي المُفضل من حقيبتي،
وبدأت في الإستمتاع بالغوص فيه،
كما لم أفعل منذ مدةٍ ليست بالقصيرةِ على الإطلاق،
لم أشعر بالوقت حينها،
والذي مرَّ سريعًا ليخطف نور الشمس،
ويقدمهُ كمقبلاتٍ لغسق الدُجى مع ضيفةِ الظلام،
وقفتُ أراقبهم بِصمت وكل براكين الأرض تتأجج بداخلي،
وعلى خلاف كل ليله،
كُنتُ مُتحمسةً للأمسيةِ التي ستقام في هذه،
دقات طبول قلبي تتناغم مع إيقاعات مراسم استقبال " ليل "،
وكلي أملٌ في أن هذه الليلة ستكون مختلفةً عن سابقاتها،
وقد كانت مختلفةً بالفعل!.
لطالما كنت أحب الليل بسكونه،
ولطالما كان يبث فيَّ أحاسيسًا لا أستطيع ترجمتها،
هو فقط يجعلني أشعر بالإنتشاء،
وكأنني في عالمي الخاص الذي لم يُخلق لغيري،
عالمي اللذيذ والشهي.
لكنه وفي الأونةِ الأخيرةِ كان كالجحيم بالنسبةِ لي،
فما إن يُسدل الظلام رداءه حتى يبدأ الليل
بِمُمارسة طقوس الوصي الخاص بهِ عليّ،
ولكم كان الليل طريقًا طويلاً شاقًا غير معبدٍ،
بشق الأنفُس أنتهي من عبوره،
وأنا بلا زادٍ ولا مدد.
لذا فالليلة ليست كأي ليلة.
الليلة سأراقب النجوم بشغفٍ،
وهي تتباها بإنعكاساتها على سطح المُحيط الساكن.
الليلة ستُعزف السماء ترنُمات السلام والطمأنينة،
لتُغلف بها الأرض،
الليلة ستكون كما لم تكُن أي ليلةٍ من سابقاتها،
فهذه الليلة سَتُخَلَدُ ذكراها في ثنايا ذاكرتي حتى الموت،
وقد كنت مُحقة في حدسي هذا،
فذكراه لم يُفارقني حتى اللحظة.
كانت ليلةً داكنة،
لا قمر ولا نجوم،
حتى البحر يعيش حالةً من الذهول،
كنت أتأمل ما حولي بِوجوم،
فبدلاً عن كل ذاك الحماس الذي كان يعتريني قبل لحظات،
هُنالك غلافٌ من الرهبةِ والتوجس يلتف حول قلبي،
الهواء بدأ بالتناقص وشعور الإختناق جاء يُراودني عن نفسي،
ولكم كنت غبيةً عندما ظننتُ بأن للبحر القدرة في بلعِ الظلام،
فما رأيته هو أن له القدرة في نشر الظلام أكثر،
بينما هو بارعٌ في بلع جزيئات الأكسجين.
شعرت بأنني مُجرد مُغفلة إستمرت بِخداع نفسها بالأوهام،
عصفت أعاصير هوجاء بداخلي،
وألمٌ شديدٌ بدأ ينهش صدري لأمسك مكان الألم،
بينما أرخي بنفسي لأسقط على ركبتيّ،
صريرٌ حادٌ يصُمُ أذنايّ،
ولا شيء بعدها سوى السكون.
أُغمي عليّ في ذلك اليوم من شدةِ ما أعتراني،
أدركتُ كم كنت ساذجة حينها،
وأيقنتُ بأن لا قدرة لمكانٍ معين،
كالحديقةِ والشاطئ، أو حتى منتصف محيط.
في أن يمتصَّ ماضيَّ المرير وأوجاعي الحالية،
بل إنه بإمكان زقاقٍ نتن أن يجعلني أشعر بتحسنٍ،
مادُمت أمتلك فيه بعضًا من الذكريات اللطيفة،
ولستُ أعتب على سذاجتي وغبائي في كثيرٍ من المواقف،
بل أنا شاكرةٌ لهما!.
فلولاهُما ما استطعت النظر للأشياء من أوجهٍ أخرى.

أعيشك 05-15-21 10:39 AM

لم يكُن من حياةٍ فانيةٍ خُلقنا فيها لِحِكم،
إلا أن تمرغ وجوهنا في أوحال الحزن واليأس،
الكآبة والخذلان،
ولكم كان التلطخ بهم سهلاً يسيرًا على خلاف ارتداء
ثياب الأمل والسعادة بديعتي الجمال على الأفئدة.
لطالما كنت أجد نفسي مُتسخةً،
تملأني بقع ظلامٍ داكنةٍ،
تعجز أقوى منظفاتِ روحي عن إزالتها،
دائمًا ما أكون عالقةً في المنتصف،
حيث لا يلُفني سوى سوادٍ أدعج،
بات مؤخرًا يُدخلني في دواماتٍ من التساؤلات،
هل لكل هذا الظلام أن يكون مُغلفًا لروحي حقًا،
أم أن روحي بذات نفسها هي كتلةُ سوادٍ،
لا مجال لوجود بصيص نورٍ فيها؟.
كنت في حوض الإستحمام غارقةً
في شرود ذهني كما حال جسدي،
سكون الأفكار التي تلتف حول رأسي،
يُطابق سكون المياه التي تلتف حول جسدي،
خانقةً كاتمةً للأنفاس،
كجبلين مطبقين على صدري،
تتصاعد أنفاسي منهما مُتسارعةً هاربةً من حلقي،
مُخلفةً وراءها جسدًا يتسول ذرةَ هواءٍ عكر!.
لم يعُد هنالك من الكلام ما يُقال،
فقد تكدرَ غِشاء القلب بعتمة الحديث،
أفواهٌ لم يكفها نهش العقول بأصوات عويلها الحادّ،
بل اكتسحت القلوب أيضًا،
لتُخلف أجسادًا خاويةً من معاني النقاء.
ومن أين لنا أن نجد ذاك المسمى بالنقاء،
بينما لا تتوانى الحياة عن دفع من لا يزال بهم
ذرةٌ منه في أرواحهم إلى تدنيسها بحجة،
" هذه هي الحياة وما باليد حيله! "
وبجانبها عددٌ من الحجج الغير منطقية،
والتي تسبب الغثيان للعقل والإستفراغ للروح.
لا أعلم حقًا لم تُرغمنا الحياة على اتباع
طرقاتٍ متفرعةٍ نحو غاباتٍ معتمةٍ موحشة،
نسلك طريقها بقلبٍ واجفٍ وشفتين مرتعشتين،
حلقٌ جاف وركبتان لا تقويان على حمل
ذاك الجسد الهزيل أعلاهما.
تُرغمنا على إتخاذ ذاك الخيار المُّر من بين خيارين مُرَّين،
- ولكأنها أعطتنا فرصةً للإختيار! -
لتستمتع برؤيتنا نتخبط في غياهب سوادٍ حالكٍ،
لا وجود للمسمى بالنور فيه.
لكنني وفي كل مرة أتوهُ فيها،
وعندما تواجهني خيبةٌ لتصرعني أرضًا،
وتخلفني عاجزةً عن النهوض والحركة وبلا عكازٍ ولا سند،
وعندما أصِل إلى نهاية ذاك النفق المسدود بالتحديد،
وفي كل مرةٍ أُقارب فيها على الإستسلام للضياع بسبب انعدام
بصري الذي خَلَّفَهُ بقائي الطويل والمتواصل في العتمة،
أجدني أرى نجمًا يلوح لي من بعيد،
وليس لهذا النجم إلا أن يكون بصيص نورٍ يلتحف
روحي الهائمةَ لينتشلها برقةٍ من العتمة إلى الخارج.
لن أقول لكم بأن الخارج هذا مكانٌ أستطيع
أن أدعوه بالرائع والمثير أو حتى الجيد،
لكنه كافٍ لجعلي أُواصل التجديف في قارب الحياة المهترئ،
مع كل الثقوب والفراغات التي تعج دواخل روحي وقلبي معًا،
لتجعل من جسدي مجرد حاويةٍ مثاليةٍ لمكنوناتٍ صدئةٍ،
ما عادت تنفع لعيش حياةٍ طبيعية،
لكنها على الأقل تفي بالغرض لمواصلة المسير حتى النهاية!.

أعيشك 05-15-21 10:41 AM

لم يكُن من حياةٍ فانيةٍ خُلقنا فيها لِحِكم،
إلا أن تمرغ وجوهنا في أوحال الحزن واليأس،
الكآبة والخذلان،
ولكم كان التلطخ بهم سهلاً يسيرًا على خلاف ارتداء
ثياب الأمل والسعادة بديعتي الجمال على الأفئدة.
لطالما كنت أجد نفسي مُتسخةً،
تملأني بقع ظلامٍ داكنةٍ،
تعجز أقوى منظفاتِ روحي عن إزالتها،
دائمًا ما أكون عالقةً في المنتصف،
حيث لا يلُفني سوى سوادٍ أدعج،
بات مؤخرًا يُدخلني في دواماتٍ من التساؤلات،
هل لكل هذا الظلام أن يكون مُغلفًا لروحي حقًا،
أم أن روحي بذات نفسها هي كتلةُ سوادٍ،
لا مجال لوجود بصيص نورٍ فيها؟.
كنت في حوض الإستحمام غارقةً
في شرود ذهني كما حال جسدي،
سكون الأفكار التي تلتف حول رأسي،
يُطابق سكون المياه التي تلتف حول جسدي،
خانقةً كاتمةً للأنفاس،
كجبلين مطبقين على صدري،
تتصاعد أنفاسي منهما مُتسارعةً هاربةً من حلقي،
مُخلفةً وراءها جسدًا يتسول ذرةَ هواءٍ عكر!.
لم يعُد هنالك من الكلام ما يُقال،
فقد تكدرَ غِشاء القلب بعتمة الحديث،
أفواهٌ لم يكفها نهش العقول بأصوات عويلها الحادّ،
بل اكتسحت القلوب أيضًا،
لتُخلف أجسادًا خاويةً من معاني النقاء.
ومن أين لنا أن نجد ذاك المسمى بالنقاء،
بينما لا تتوانى الحياة عن دفع من لا يزال بهم
ذرةٌ منه في أرواحهم إلى تدنيسها بحجة،
" هذه هي الحياة وما باليد حيله! "
وبجانبها عددٌ من الحجج الغير منطقية،
والتي تسبب الغثيان للعقل والإستفراغ للروح.
لا أعلم حقًا لم تُرغمنا الحياة على اتباع
طرقاتٍ متفرعةٍ نحو غاباتٍ معتمةٍ موحشة،
نسلك طريقها بقلبٍ واجفٍ وشفتين مرتعشتين،
حلقٌ جاف وركبتان لا تقويان على حمل
ذاك الجسد الهزيل أعلاهما.
تُرغمنا على إتخاذ ذاك الخيار المُّر من بين خيارين مُرَّين،
- ولكأنها أعطتنا فرصةً للإختيار! -
لتستمتع برؤيتنا نتخبط في غياهب سوادٍ حالكٍ،
لا وجود للمسمى بالنور فيه.
لكنني وفي كل مرة أتوهُ فيها،
وعندما تواجهني خيبةٌ لتصرعني أرضًا،
وتخلفني عاجزةً عن النهوض والحركة وبلا عكازٍ ولا سند،
وعندما أصِل إلى نهاية ذاك النفق المسدود بالتحديد،
وفي كل مرةٍ أُقارب فيها على الإستسلام للضياع بسبب انعدام
بصري الذي خَلَّفَهُ بقائي الطويل والمتواصل في العتمة،
أجدني أرى نجمًا يلوح لي من بعيد،
وليس لهذا النجم إلا أن يكون بصيص نورٍ يلتحف
روحي الهائمةَ لينتشلها برقةٍ من العتمة إلى الخارج.
لن أقول لكم بأن الخارج هذا مكانٌ أستطيع
أن أدعوه بالرائع والمثير أو حتى الجيد،
لكنه كافٍ لجعلي أُواصل التجديف في قارب الحياة المهترئ،
مع كل الثقوب والفراغات التي تعج دواخل روحي وقلبي معًا،
لتجعل من جسدي مجرد حاويةٍ مثاليةٍ لمكنوناتٍ صدئةٍ،
ما عادت تنفع لعيش حياةٍ طبيعية،
لكنها على الأقل تفي بالغرض لمواصلة المسير حتى النهاية!.

أعيشك 05-16-21 02:43 AM

عجبًا لأمرك يا زمان،
وعجبًا لأمرنا منك!.
في مسائياتك المعسعسةِ حيث يتخذ الوصب
حلكتك مسكنًا ليستبيح روحًا طاهرة،
ينخر الماضي جدار الذاكرةِ العتق لينقش صورًا
من رمادٍ قد ولت مدبرةً على أوجه الأيام والليالِي.
تتخذ مقعدًا من زفراتٍ متطافرةٍ تهرب كنارٍ
يلسع لهيبها قلبًا جمدته الصدمات.
أنهكتُ من تعلقي بأشياءٍ لم تكُن لي يومًا،
لكني استمررت برسم أملٍ شحيحٍ لأجله.
أو لنقُل عدم امتلاكي شجاعةً كافيةً لتقبل الواقع
بمعنى أدق، هو ما دفعني للتشبث بسرابِ أملٍ دَنِف!
إلتحفت كوب قهوتي بكفيَّ وتوجهت نحو الشرفة
على الرغم من برودة الجو،
وعلى الرغم من ذلك كنت عاجزةً عن الإحساس به،
وكأن الجليد الذي يستكين دواخلي ملاذً قد سلب
قدرة حاويتي الجسدية من الشعور.
تحاول صفحة السماء جاهدةً عكس بياض الوجود الطاغي،
لكنها تنتهي بسرقة بضع حبات ثلجٍ صغيرةٍ ليس إلا،
ليبقى السواد هو سيدها والمسيطر.
كل ما يغلف روحي هو الظلام،
ظلامٌ أدعج على الرغم من البياض الطاغي على المكان من حولي،
ولست أفهم كيف له ألا يحاول ولو قليلاً
أن يسلب ما حوله من نقاء،
وكيف له أن يحافظ على وقار سوادهِ بثبات!.
عادت بي الذكريات إلى ذاك اليوم المشؤوم،
وكأنني أستطيع أن أميزه عن بقية أيامي بهذا الوصف،
لكن كان له من الأثر ندوب تشوه روحي
قبل جسدي حتى اللحظة،
وهذا ما يجعله عالقًا في الذاكرةِ لا يُمحى،
يمر شريط ذكرياته ليُعرَض أمامي كل ليله،
فقد تكون كل ساعةٍ مبالغٌ بها بالنسبة لكم،
لذا مامن ضيرٍ في المجاراة.

أعيشك 05-16-21 08:31 PM

لطالما إتخذتُ أقرب وأسهل الطُرق للواذ
بروحي من مُستنقعات الوجود الطاغي،
لا أعلم كيف مرّت السنوات ولم أشعُر بها،
كل ما كان يُحاوطني هو الظلال،
بينما الفراغ العقيم يعتري دواخلي.
سنوات مرّت وكأنها السرابُ بعينه،
في كل مرة أظن بأني وجدتني فيها،
أكتشف بأنني أفقدُني أكثر!.
لم أكُن بِكامل قواي العقلية.
عزلتُ نفسي،
وتحدثت مع أرواح جثث هي تحت
التُراب في زاوية الغرفة المُظلمة،
بل وكنت أجدهم حقيقة بحتة.
لم يكُن من الأطباء أن يحكموا على شخصٍ
يرى الأشباح ويتحدثُ في زاويا الغرف مع الفراغ،
وكأن هُنالك مكنوناتٍ فعليةٍ أمامه،
إلا بإدخاله لمركز للأمراض العقلية.
أُريد بالإستسلامٍ للأطباء فأرواح الجثث
المُلطخة بالدماء تكادُ تصيبني بالجنون،
وكأنني لم أكُن مُصابةً به،
بسبب أشكالها المخيفة والهلاوس التي كانت تبثُها لي،
بالإضافة لعدم شعوري بالأمان في أي مكان.
وأنى لي أن أشعر به بينما أعيش على أرض تُنبذني.
لكم تمنيت الموت في السابق،
وقد كانت لتكون فرصةً جيدة،
لكن ولسوء الحظ - أو حسنة -
لم أكُن لأفكر بالأمر في ذلك الوقت،
بل إن شعور الغربة وعدم الأمان دفعاني
للإستسلام والهرب، لكن الهرب إلى أين؟.
كنت فتاةً مُطيعة وعاقِلة.
احتفظت بهلوساتي واتهاماتي لنفسي.
الآن الهدوء يخيمُ على حُجرتي،
كل زاويةٍ في البيت تذكرني بذكرى عتيقة،
كنت قد نسيت أمر حدوثها أساسًا.
توافدت الذكريات كسيلٍ جارفٍ أخذَ
مشاعري وأحاسيسي وكياني معه،
وكادَ أن يأخذ عقلي أيضًا.
لم أُدرك وقتها كيف لمُجرد مكان أن يتسبب في
كل هذا الإضطراب لروحي وعقلي وجسدي معًا.
أُفكر ..
هل لي بالندم على ترك الكثير من السنين
بالعيش في هذه الدوامة لِوحدي،
وتضييع المزيد من الوقت على الندم؟.
لا أظُن.
فقد أضعتُ حبل النجاة بالفعل، ولسنوات.

أعيشك 05-17-21 10:10 AM

فقط عندما تصِل إلى النهاية المسدودة،
وتلفك الخيبة بخيوطٍ من سراب أدعج،
تغشي عينيك عن البصر،
إلا عن الكثير من الهلاوس المُبعجة،
شجوج إنكسارات تُميت ما بداخلك
وتحيله إلى رُكام،
وينبثق الفجر من بطن الظلام!.


•••

لستُ أعلم كيف لحياةٍ كهذه أن تدفعني بعيدًا عنه،
ليُصبح نبض قلبي مُجرد عملية تُُقام،
لتساعدني على الحركة المفرغة لا غير.
وكيف أنه على الرغم من إجرامه في حقي
لا زلتُ لا أجد سببًا لإدانته،
فالسبب بل كل السبب كان عدم كِفاحي،
وتخلي عن الأمل في أغلب الوقت.
لن أتهمه بتركه لي،
فالأمل رفيق لنا مادامت قلوبنا تنبض بالحياة.
لكن إذا ما نسينا المعنى الحقيقي لحياتنا ووجودنا،
فتذكر وجود الأمل الكامن في كيان كل مخلوق هاهنا
يُصبح عسيرًا حينها، ولكل منا مُعانية الخاصة به.
لا أدري ما الذي اختلف مع صباح هذا اليوم،
لكنه كان يحمل بريقًا على خِلاف عادته الرثة الرتيبة،
وكأن الهواء على هذه الأرض قد تجدّد.
قد يقول أحدكم هاهي ذي حالة البائسة تلك تُعاودها،
لكن خبرتي المُمتدة لِخمس سنوات تستطيع أن تؤكد لكم
بأن هذه المرة مختلفة كل الإختلاف.
خرجت من مخبأي وأغلقت بابها،
بينما استصعب على مقبضه مُفارقة عناق كف يدي،
تأملته بحنوٍ فقد كان الحارس والسند
عندما كانت تشتّد العواصف ويرتدي الكون حلته الداجنة،
سحبت يدي ببطءٍ بينما أسترجع أنفاسي
التي تطايرت هاربة مني لحظة الخروج،
وإلتفت لأُقابل العالم الآخر أمامي.
أُحدق فيه لبضعِ دقائق قبل أن أبدأ بالمشي،
بخطواتٍ خجولة تتحول بعدها لواثقةٍ وثابتة.
فالخطوة الأولى دائمًا ما تكون أثقل وأصعب من التي تليها.
ذهبتُ لأعُد قهوتي الصباحية،
لكنها مُحلاة هذه المرة،
فقد أصبحَ هُنالك طعم للحياة في نظري.
تتساءلون كيف؟.
لكن الإجابة ليست معي بل تجدونها بين جنبات أفكاركم.
لطالما امتلكت العديد من الأشياء التي كانت تؤهلني للعيش،
لكني كنت ضريرةً وقتها في أفكاري،
فهل أستمر بالتعامي بينما بإمكاني إيجاد
العديد غيرها طالما بهذا القلب من نبض؟.
الجميع يُواصل حياته،
والأرض لا تزال مُستمرة بالدوران حول محورها،
كما هي عادتها منذُ ملايين العصور.
نحن فقط من يهيأ لنا بأن العالم قد توقف،
لكنه كذلك في أعيننا وحسب.

أعيشك 05-18-21 01:29 AM

بعض تحاليل الأشخاص لِمواليد شهر نوفمبر،
" شهر مولدي . "
يوجد نقاط متشابهه رُغم تعدد الأشخاص.
وتقريبًا التحليل فيه مني بنسبة 99‎%‎ .
أترككم مع التحليل.


•••

- تصرُفاتهم غالبًا تاخذ قلبك،
مواليد هذا الشهر بِكلمة يجيبون راسك، فإنتبه!.
أسلوبهم يخرفن حتى وهم معصبين ودك تاكلهم أكل.
فيهم طفولة، فيهم حُب للأشياء الطفولية لكن مُش كلهم.
طفوليين لدرجة كبيرة.
مهما إندمجوا معاك؟ فيهم جُزء محد يعرفه.
فيهم كميّة غموض عجيبة، كتومين.
يكتم مشاعره ومايظهر الحزن أو الفرح
أو الغضب على ملامحه إلا بإختياره،
ومهما حاولت تعرف هذا الجُزء؟ مُستحيل تعرفه.
" يحبون أسرارهم بينهم وبين أنفسهم. "
شخص واحد من بين مليون شخص يفضلونه على العالم أجمع.
ويعتبر ألطف مولود على وجه الأرض.
إذا غاروا؟ غيرتهم عجيبة لدرجة تتعمّد تخليهم يغارون!.
يعصبون ويقلبون الدنيا فوق تحت، غيرتهم ماتتغشمر أبد.
بس لا تحاول تستفزهم كل شوي،
ترا يبرد شعور الغيره عندهم لو ضليت تستفزهم.

- مواليد هالشهر يبغى خُلاصة الشيء، بدون زوائِد وهوامش.
حذِر في تصرفاته ويتوقع الأسوء دائمًا،
في علاقاته العامة يفضّل أنه يبقي على مسافة بينه وبين الناس،
ويحرُص على أن لا يقربوا منه كثير.
يمنح ثقته مرة واحِدة لا تتكرر.
يُفضل أن يكون وحيد على أن يكون صاحب الكل.
يُحب العزلة، لكن في اللقاءات الإجتماعية
يملك القوة والجاذبية، وهو لبق في حديثه.
تصرفاته؟ يالطيف!!.
من الأفضل عدم الإصرار عليه للإعتراف بشيء،
يكره مولود نوفمبر انك تقطع عُزلته أو تقاطعه أو تكذبه.
شخصيته مزاجية، ملسون دايم يحارش.
الجانب الحلو من شخصيته مايطلع إلا إذا حبّ.
كبريائه حادّ إلى حدٍ ما،
يتجاهل مشاكله ويلجأ للنوم.
إنتقائي ومزاجي، مايندم ومؤمن إنه ما يخسر أبدًا.
أكثر شخص مُعرّض لِنوبات إكتئاب مجهولة المصدر،
مُستمِع جيد أكثر مِما يكون مُتحدث،
بس لو تكلم يآكل الجو بإسلوبه ولطافته.
يتهرّب من المسؤوليات والمشاكل اللي تتراكم،
أو تحل نفسها بنفسها مثل ماهو متوقع.
ينزعج كثير إذا حاول شخص تفسير تصرفاته،
ويكره لما يُطلب منه تفسير كلامه.

- يفوز هالشهر بألطف مولود على وجه الأرض!.
فيهم طيبة وحنيّة الأُم، يحب الإهتمام الشخصي،
هو مُش ضعيف شخصية، لكن يتجاهل.
بسرعة يتنرفز وإذا شفته متنرفز إبعد عنه،
قبل لا تسمع كلمة ماتعجبك.
مايعرف يقولك لا، يسامح بس ماينسى،
ذاكرته قوية.
كسول ويحب النوم لدرجة يقدسه،
وللمرة الثانية فيه حنيّة ماتمزح.
من عاداته يفكر بكل شي قبل لا ينام.
ذوقه رايق وكلاسيكي سواء بالأفلام أو الأغاني.
الإهتمام عنده أهم من الحُب،
إذا حب يحب من كل قلبه ويوفي له.
متردد بكل شي، يغير قراراته بشكل مُستمر.
والثقة عنده شي مُهم، صعب تكسب ثقته بسهولة.
تلاقيه من أبسط حاجة يفرح بـ " كلمة، هدية، إلخ ".
يضحي كثير لأصحابه وأهم شي مايتضايق أحد فيهم.
يميل للذكرى ويحب يحتفظ فيها سواء صورة أو غَرض.
دائمًا تفكيره مايوقف.
إن شاف أحد يبكي تلاقيه طوالي يبكي معه،
يحب يستكشف الشخص اللي قدامه ويفهمه،
بس إنت خلك بعيد عنه ولا تحاول تفهمه.
عنده إسلوب الإقناع، وعنده ميّزة حادّة الملاحظة.
يحب يكوّن صداقات، بس عنده نُقطة على قد ماتعطيه يعطيك.
أحلى شي فيه إبتسامته، دائمًا مرسومه على وجهه،
بس إذا عصّب دخيلك وخّر عنه.

- أغلبهم باردين بشكل غير طبيعي،
بسهولة يعوفون الشخص،
بس يتم عَزيز عليهم وبيساعدوه لو إحتاج.
الحلو فيهم إنهم مايشوهون سُمعة حد،
ويقدرون يخلونك تحب الشخص من كلامه عنه.
لو نشبت لهم بيتعلقون فيك،
مايظهرون الجانب الحسّاس إلا في وقت ضعفهم،
عقلهم أكبر من عمرهم، ويضحون عشان غيرهم.
ضميرهم حيّ أربع وعشرين ساعة.
أحيانًا يحسون أن الكل يحبهم ويغترّون بينهم وبين نفسهم.
صريحين مع نفسهم وصادقين مع غيرهم، مُحترمين وشعارهم :
" لو إنت إسلوبك زبالة؟ أنا مابكون نفسك، أنا أحسن منك. "
يضحكون على أتفه الأسباب والأغلبية يحبون هالشي فيهم.
يعرفون يخفون مشاعرهم حتى لو زادت، أمينين بكل شي.
مايثقون بأحد بسهولة وحذرين جدًا،
ويفكرون بالشي قبل ما يسووه.
ما ينقصّ عليهم بسهولة،
كلام الناس بالنسبة لهم نفس نباح الكلاب.
تصرفاتهم غريبة أحيانًا.
في الحُب مابيخلوك لوحدك ولا ثانية،
وبيوقفون معاك متى ما إحتجت لهم،
ما يتأخرون عليك، لكن إحذر منهم لأنهم يعوفون بسهولة.
إنتبه من البداية عشان ما تخسرهم.

- كمية اللطافة فيهم، يالطيف!! انتبه تطيح بغرامهم.
مايحبون الكذب ويقولوا الحقيقة بكل الأحوال،
حتى لو محد صدقهم، المهم ضميرهم يرتاح.
غالبًا ينتقمون لو بعد وقت طويل، لأنهم مايقدرون
يبلعون خبثكم، حتى لو سامحوا، صعب ينسون.
بريئين ودائمًا ما يحسنون ظنهم بالكل ويحسبون
الكل بطيبتهم ولهالسبب دايم ينخذلون.
ماعندهم وسطية يا يحبون بكل قوتهم،
أو يكرهون ومايهتمون لو قد النقطة.
يحبون وناستهم لو تتطلب منهم أي شي،
سعادتهم أهم من أي وكل شي.
يكرهون اللي يتدخل بحياتهم أو يفرضون رأيهم عليهم.
العناد يمشي بدمهم، نشيطين ومتحمسين دائمًا.
يتعاملون مع حزنهم بالتجاهل، مايخلون شي يأثر فيهم.
الحياة ماشيه عندهم ماتوقف على شي،
عفويين ويتصرفون على طبيعتهم،
يكرهون التصنُّع ومايحبون الناس الدرامية
والمُتشائمة تنكد مزاجهم.
مرجوجين وبعيدين كُل البعد عن الثقل وشوفه النفس.
يحبون يجربون كل شي غريب،
حياتهم مليانه اكتشافات وعايشين حياتهم صح.
يقدسون الصداقة تقديس أكثر من الحُب،
فعلاً يستحقون كلمة صاحب بمعنى الكلمة،
هم اللي يبقون مثل ماهم، مستحيل يتغيرون عليك،
فحافظ عليهم.

أعيشك 05-18-21 07:30 PM

عندما كنت لا أزال في بداية المذكرات،
المذكرتين الأولى والثانية،
كنت أحمل نهاية مختلفة تمامًا للمذكرات في مخيلتي،
ومع نشري للمذكرة الثالثة،
أيقنتُ بأن ما كنت قد اتخذته من قرارٍ لم يكُن مناسبًا،
فأخذَ أسلوب المذكرات يتوجه نحو منحنى آخر،
يتوافق مع النهاية الجديدة التي اخترتها.
عندما كنت أكتب المذكرات،
كنت أختار أكثر المعاني والتشابيه حُزنًا وسواد،
كنت أسعى لأن يجد كل من يقرأ المذكرات،
ويرى نفسه بين السطور، بائس.
أن تقولوا :
"إنها تشعُر بي."
هناك من يُعاني بنفس الطريقة.
هناك من يتوه بين سوادِ أفكاره بنفس الطريقة.
هناك من استسلم لخيبات الحياة،
ولم يُقاوم أيضًا لأنه متعب،
لأنه لم يعُد يستطيع المتابعة،
لأنه لا يجد سببًا له للمواصلة والبقاء.
أردتُ أن تعرفوا جيدًا بِأنني أفهمكم،
أنا أفهم كل واحدٍ منكم هنا،
حتى وإن اختلفت الصعاب التي يواجهها
كل واحدٍ منكم يبقى شعور البؤس واليأس،
الحزن والألم هو ذاته،
قد تختلف شدّة تلك المشاعر من وقتٍ لآخر،
ومن شخصٍ لغيره،
لكن هذا لا يمنع كون ذاك الوجع وجعًا،
وما سواه مُجرد مبالغة.
تلك المشاعر بداخلنا تحتاج لأن نعترف بها،
أن نعطيها وقت للشفاء،
وأن نُدرك بأنها حتمًا ستزول مهما طال الزمن!.
بعد العديد من السنوات،
ها أنا ذا قد عُدت للوقوف والإتزان مُجددًا،
لذا لا تهتموا لما يُقال من حولكم،
خذوا وقتكم للشفاء الداخلي،
ثم انهضوا مُجددًا،
ببُطء لكن بإتزان.

أعيشك 05-19-21 04:33 AM

من يطرقُ باب قلبي الآن،
كأنهُ يُطرق قبرًا.

أعيشك 05-19-21 10:09 PM

عندما يتراكم الحديث فوقَ المشاعر
المدفونة وسط قلبٍ بالهموم مُمزق،
يُصبح القلم حينها عاجِزًا عن التوثيق!.
أجِدني أُهمهم دون حُروف،
- كنوتاتِ وترٍ. -
لِعقلي المَمسوس،
دونما تلويث لأسماعِ البشر.
أُعيد تصوير مقاطع من أحداث كثيرة في خيالي،
أعيشُ معها طوال اليوم والليلة حدّ الشرود عن من أمامي!.
وعندما يبلُغ الإختناق مني حَدة ويُغلف السَدفُ جفوني،
أجدُني أسترفِد النُقوش على الورق علّني أجِد فيها من مُتسع!.
لكن حِينها،
يأبى قلمي الإنصياع لِقلبي،
أراهُ يمشي مُتعرجًا على الرصيف،
مُنهكًا يستندُ على الجِدران،
لا يفتئُ،
عاجزًا عن الحركة بعد رصيفين ونصف رصيف!.
وعند المُنتصف،
يقفُ مُتوسلاً يُخاطبني :
" أيّا فتاة! ألا يكفيكِ ماتفعلينهُ بِعقلك،
خيالاتك وقلبك على مدار الشَمس والقمر!
تلجأين لسحبِ مدادٍ هو دمك ووريقاتٍ هي
جُلودٌ نُزعت من صفحة وجهكِ الباهِت،
لتوثقي وصبًا يَمتدُكِ بِقروحٍ نازفة!
ألا تكفيك نُدوبُ قلبكِ المكلوم؟. "
لكن ..
أوليسَ يعلم بأن عقلي قد وصَل حدّ الجنون،
وخيالاتي لم تعُد إلا هلاوس موبوءة؟.
أما القلب ..
فقد صُيّرَ إلى عضلةٍ مُتعفنة بِسبب تراكُم
بقايا المشاعِر الفاسِدة المُهمشة والمكبوبةٍ به!.
ألم يخطُر لنخاعهِ بأنَ في إخراج حتى الربع
على صفحاتِ ورقٍ مكفهرةٍ قد يكون بِمثابة
مصحةٍ لإستعادة بعضٍ مني،
وحبوب مُهدئة تخفي القليل من هلاوس عقلي،
أو حتى بِمثابة مُطهرٍ لذاك القلب الداج
من بعض القذارات والأوبِئة!.
ألم يستطع استشفاف تضحيتي في
عظمٍ يكونُ هو سحبتهُ من أصابع يدي،
عفَرتهُ دمًا من عُروقي،
وشققتُ جلدًا يسترُ لحمي فقط لأتخلص بِهم من
بعض ما يُراودني حتى وإن أُصبح المظهرُ مُشوهًا!.
أكان عاجزًا عن إعطائي نوتةٍ من وتره العسيف،
لإستنباط شيء يسيرٍ كذلك؟.

•••

علمتُ أن في ذاك تآكُلاً منك،
لكنني علمتُ أن في فاقتهِ نِهايةً لي!.
فحسبي منكَ يا أبيضًا تُحركه أعصابي
ويقيةِ لحمي من الأذى!.
وحسبُك مني إنتزاعًا مُدنفًا يرمي بِك
في وجه عاصفةٍ عاريًا لا تجدُ ما تستُر به
هشاشتُك ووجلك!.

•••

عليكَ أن تُطيع الأمر!.
عليكَ أن ترقُص وتتمايل،
لتنثر زخاتِ دمي وتُسقي بها صفحاتي البيضاء.
عليكَ ألا تعترض!.
فلا حياةً لك بدوني، ولا حياةً لي إلا بخُنوعك.

•••

ها أنا ذا أمدُّ يدي لإلتقاطك،
تلتفُ أناملي بِرفق حول جسدك النحيل،
أتمايلُ معك،
أُراقصك في ساحةِ عُمري على سيمفونياتِ
قَدري المنقوش على صفحة سماءٍ سُرمُدية.
تتناقلةُ الغيوم ..
تذرفهُ لي في كُل يوم ..
وها أنتَ ذا تُراقصُني،
تتمايلُ مع أنغامي،
تُشاركني لحن وترٍ كمنجتِك الأزلي.

•••

هُنا بِداية النِهاية،
هُنا أنثُر رذاذ أُمنياتي وأُزرع وردَ أحلامي.
هُنا أُعزف كيفما أشاء على وترِ كمنجتكَ ألحاني.
هُنا تكونُ جُزءًا مني، وأكونُ أنا أنت!.

أعيشك 05-20-21 11:24 AM

ماذا سيحصلُ لو رميتُ نفسي أمامك،
وبكيتُ وأنا أحكي لك،
فهل ستعرفُ شيئًا مني أكثرَ مما تعرفه عن الجحيم
عندما يحكي لك أحدهم عنه واصفًا حرارته ورُعبه؟.
ويكفي هذا السبب لوحده،
لكي نعرفَ - نحن البشر -
أن علينا أن نهابَ بعضنا البعض جدًا،
أن نُمعنَ في التفكير كثيرًا،
وأن نقفَ إلى جانبِ بعضنا مُتضامنين،
كما لو كُنا نقفُ عند مدخلٍ يؤدي إلى الجحيم.

أعيشك 05-21-21 10:52 AM

هل جربتَ يومًا أن تغرق وأنتَ حي؟.

.
.
.

حسنًا هو يبدو مِثل .. .
لا أعلم ..
كيف أكتُب ماكنتُ أُفكر به منذُ لحظات!.
لا بأس، سأُحاول.
.
.
.

إستعمِل خيالكَ معي قليلاً.

.

كان مِثل مُحيط كبير للغاية،
أنتَ تغرَق فيه،
لا تستطيع الحِراك،
جسدُك أثقل من أن تستطيع تحريكه،
تشعُر بشيءٍ يسحبُك للأسفل،
وأنتَ ثابت!.
يتغلغل الظلام إلى عينيّك،
لم تعُد ترى شيئًا.
مُحركًا يديك بكُل جُزيء طاقة مُتبقية لديك نحو عُنقك،
تُمسكه وكأن هُناك قيدًا حوله تُحاول نزعه بالقوة!.
لا فائدة .. الماء مُلتف حول عُنقك كالثعبان.
تشعُر بالإختناق،
وتتنفس بِصعوبة مع صوت أنفاسك الباهِتة.
تفتح عينيك،
تجِد سوادًا يَخنق الروح ويكتم الأنفاس،
فقط عُد لِسريرك ونِم،
إنتهت ليلتُك السيئة لهذا اليوم.
.
.
.

هل وصلت لكم؟.
هل إخترقتكُم؟.

أعيشك 05-22-21 11:52 AM

ضغط.
تأنيب.
كُره.
تحطيّم.
صُداع.
تضارُب.
تشويش.
______________________________

يُمكنني الإنهيار الآن.
لا بأس، أنا لوحدي.
__________________________________

أتشبث بِها،
آخر خُصلة تُطالب بالحياة.


الساعة الآن 03:33 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا