منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قسم مدونات الأعضاء [ الاختلاء المباح ] (https://www.al2la.com/vb/f53.html)
-   -   السيّدة التي لا تستطيع. (https://www.al2la.com/vb/t113293.html)

أعيشك 02-06-21 09:26 AM

السيّدة التي لا تستطيع.
 
العودة الأخيرة.

مرحبًا بعد تفكيرٍ قد طال جدًا،
أعلم جيدًا أنه لم يكُن من المُنصف فعل ذلك.
لا أعلم لِما قررت ترك مُدونتي الأولى،
وترك حلمي الأبدي،
وأول من أخذتني لهذا العالم.
الذي أعلمه حقًا إني لم أعُد
أستطع أن أكتُب هناك أكثر.
لذلك هربتُ منها لمُدونة أُخرى.
تحمل إسمًا مُختلف،
ورُبما به مُحتوى مُختلف أيضًا.
لكن من هي خلف شاشته،
وتكتب كلماته هي الشخص ذاته،
تلك التي كتبت أول كلماتها هاهُنا.
غادرتُ دون أن أُخبر أحد.
لا مُبرر لذلك غير إنها لرُبما حمِلت
تلك المُدونة الذنب في إنها قد خرجت
من منطقة راحتها وأصبحت للمرة الأولى
تُفصح عمّا بِداخلها لغيرها وهو الأمر الذي
لم يكُن من طبيعتها.
الأمر الذي إخافها وتركِها تهرب دونَ أن
تلتفت إلى الوراء أبدًا.

الآن أعود إلى هُنا لكي أُخبر من يزور مُدونتي
تلك بين الحين والآخر إنني هُنا.
ولكي أكون أكثر صِدقًا فقد إندهشتُ حقًا
عندما رأيت أن هُنالك من لا يزال يأتي إلى
هُناك ويكتُب لي أيضًا ..
لذلك أنا حقًا مُمتنة لكم جميعًا يا أصدقاء.
بكُل حُب أتمنى لكم كُل الخير والسعادة.

مُدونتي الجديدة التي سرقتني من تلك دون قصد،
يُسعدني أن تنضموا لي هُنا،
وإن أردتم أن تقِفوا بِجانب تلك المُدونة وتتركوني
هُنا كما تركتُ أنا تلك المُدونة فذلك حقٌ لكم بالطبع.

المُدونة الجديدة تُرحب بكم.

أعيشك 02-06-21 05:03 PM

الإكتئاب يتوغل إليَّ بكل هدوء،
في البداية أُعاني مع الأشياء الصغيرة،
لكنيّ أختار أن أتجاهلها انهُ مثل الصداع
أقول لنفسي بأنهُ مؤقت وسوف يزول،
انه مجرد يوم آخر سيئ ولكنه ليس كذلك .. .
أنا عالقة في هذه الحالة النفسية وأعتادُ على ارتداء
قناع اجتماعي أختبئ خلفه لكي أُواصل العيش
ضمن الآخرين لأن هذا ما يجب عليَّ فعله ...
هذا ما يفعله الآخرين،
لكن المشكله لا تزول .. .
أشعُر بالمُعاناة عندما أرتدي وجهًا مُزيف كل يوم
ويبدأ في إستهلاكي أكثر فأكثر،
هذا ما يجعلني أهوى عمق أكبر مما يجعلني
أبدا في الإبتعاد عن الاصدقاء والعائلة
وأحيانًا أعزلهم تمامًا عن حياتي .. .
الشعور بالراحة مُنعدم،
الأشياء الصغيرة التي كانت تجلب
لي السعادة لم تعُد لها قيمة،
حتى أبسط المُهمات أصبحت ثقيلة،
لهذا السبب ليس لديَّ محفز في حياتي،
أيًا كان ... .
كل هذه الأفكار تجعلني أشعر بالأسى الشنيع
فأُصبح عالقة في دائرة مفرغة.
فجأة أجد حياتي أصبحت بطيئة الحركة،
والأيام أصبحت متشابهة ..
مُجرد ضوضاء بيضاء وأشعر بالثقل يملأ
عقلي ويجثم فوق جسدي،
وأشعر إنني لن أكون سعيدة أبدًا .. .
وأستمر في الإنطواء وتدمير علاقاتي،
وأشعر بالذنب على كل ما ارتكبته أو لم أرتكبه.
ولكن جزء بداخلي يُريد أن يُصحح الأوضاع،
فيض من المشاعر الإيجابية المفاجئة يجعلني
أُريد الخروج ومقابلة الناس،
ولكنه شعور قصير الأجل،
لأن بِداخلي أعلم انهُ لن يجدي نفعًا ...
الأشياء التي تجعل اصدقائي سُعداء لا أكترث بها،
فأصبح مُدركة لحجم الفجوة بيني وبينهم،
فشل آخر ليس بإختياري .. .
فأختار في النهاية أن أُصبح وحيدة في خلوتي،
حيثُ لا يسألني أحد أي سؤال،
إحتقار الذات وإنعدام الطموح،
شعوران يصبحان غير محتملين،
وفي النهاية أُدرك بِأنني لن أستطيع الإستمرار
بهذه الطريقة فأُصبح أمام خيارين .. .
إما أن أُقرر طلب المساعدة،
أو رُبما أُحاول الهروب.

أعيشك 02-07-21 10:39 AM

أستيقظتُ اليوم منهكة علي الرغم من
أنني أويت إلي فراشي مُبكرًا ولكن ... .
مُطاردة الكوابيس كانت أعنف من الليالي السابقة ..
اعتياد الكوابيس ليس بالأمر السهل بالطبع،
يمكننا تطوير المهارات المختلفة كلما أمضينا وقتًا أطول نمارسها
ولكن مع وضعي الذي يوالي بالشفقة وعلى رغم زيارة الكوابيس
كل ليلة تقريبًا منذ تلك الحادثة إلا أنني لم أتمكن من أعتيادها ..
لازلت أستيقظ من نومي خائفة حتى مع تكرار نفس الكابوس ..
كل مرة أستيقظ بخوف المرة الأولى لم ينقص ولو بقدر حبة رمل
ونوبة صداع تكادُ تفجر أحد جوانب رأسي ...
أستيقظتُ ولا زلت أتحرك في الفراش غير قادرة
على النهوض ومواجهة العالم،
هل أغمض عينايَّ الآن لعل الموت يأتي ولكن
لا يمكن التأخر عن العمل الذي لن يختفي إذا ما إختفيت ..
أتطلعُ إلى وجهي الذي تقلص إلي نصف حجمه بعد خسارة
الوزن التي مررت بها،
هل كانت خسارة الوزن هي أكثر ما
ألمني أم خسارة من أحببت ..؟
هل أقسم الوجه أن يتغير بعد الفراق..؟
أتحسس حلقة سوداء ظهرت حديثًا حول عيناي اللتان
لم تعرفان الحزن قبلًا وفي النهاية علي أن أعود
طبيعية أغمر وجهي بالقليل من الماء البارد
واتحرك إلي حجرتي مُسرعة فالعمل لا يتأخر ...
تبدو خزانتي كشيخ عجوز جاوز السبعين لونها البُني بسيط،
ترتفع حتى تلتصق بسقف الغرفة،
بابها يزحف علي طريق معدني،
أتفحص ذوقي في الملابس أو ما تبقي منها،
كلاسيكي إلي أبعد حد،
أختار قميصي الأسود وبينما أبحث عن وشاحي لا أجده،
أُقرر أرتداء ملابسي وأعود باحثة عنه متى أنتهي،
فالبرودة في الخارج لا تحتمل ومرضي الأخير جعلني
أتمسكُ دائمًا بالدفء المصاحب للملابس الثقيلة،
أنهي أرتداء ملابسي علي عجلة وأُنسق شكلها النهائي،
أبدو كعالمة فيزيائية أو طاقة نووية،
ينقصها فقط نظارة مربعة ليكتمل حضورها،
أعود باحثة عن وشاحي فلا أجدُه لذا أُقرر تحمل
البرودة اليوم بدلًا من تحمل وشاح لا يناسب ذوق اليوم.

بِداية يوم غير مُطمئِنة.

أعيشك 02-07-21 05:32 PM

يحلوا لي من حين لآخر أن أكتب
في مُذكرتي اللعينة التي أعتقد
أنها بلغت من العمر 7 سنوات.
أعترف أنني أهملتُها ولم أعُد أكتب
فيها حتى في أمسّ الحاجة لها.
لكن أُحبها رُغم ذلك.
لا أعلم مرةً أُخرى ما الذي سوف أكتبه،
لكنني حين أشعُر بشيء من القنوط فإني أكتب.
في بعض الأحيان أشعر بأنني غريبة في هذا العالم،
أشعر بالقنوط، بالسويداء.
لم يعُد لأي شيء في هذا العالم معنى.
حتى نفسي أشعر أنني غدوتُ شخصًا
تافهًا يفتقد لعُمقه الوجودي.
آهٍ لو لم أكُن لما تحملت،
تقِل هذا الوجود.
تقِل نفسي،
تقِل الآخرين،
تقِل الزمن الذكريات.
المكان، الأشياء، الأفكار.
لكُل شيء تقِل في هذا الكون،
وأسواء ما يمكن أن يقِل نفس الإنسان
هو ذاته حينما لا تحبها وتكرهها.
يحدُث أن أنفلتُّ من نفسي،
أن أقول لها أُنظري إلى هناك
وأمعني النظر في الأُفق البعيد.
وما إن تمعن النظر بِصدق،
حتى أخونها وأذهب مُسرعة،
وأتوارى خلف جدار سميّك وأُراقبها في صمتٍ
وحذر خوف من أن تراني فأعود إلى نفسي.
فأراها خلف الجدار قد لاحظت أني قد إختفيت.
فأفرح لذلك وأدير ظهري لكي أذهب في حالي سبيلي.
لكنني ما إن ألتف إلى الإتجاه الآخر حتى أرى نفسي
واقفةً أمامي تُراقبني بإستغراب وتقول ما الذي كُنت
تنظر إليه خلف الجدار؟.
لو عادَ الزمن إلى الوراء وقدرَ لي الإختيار
بين أن أكون أو لا أكون.
لإخترت ألا أكون.
وفي حينٍ آخر أودُ لو أني أُسامح نفسي
وأذهب أنا وهي إلى نهاية العالم،
وأعيش لوحدي وسط غاباتٍ باردة دافئة.
وسط حقول تطلُ على نهاية هذا العالم،
آهٍ لو أني أعيش لوحدي لأتصالح معها
لأكتُب عنها ولأعانقها إلى أن يأتي الفراق ونفترق.
ما هذه الحياة؟.
من أنا؟.
ما الحياة؟.
وإلى أين المصير؟.
هذه هي الأسئلة الخالدة فعلًا.
وداعًا.
سلام.
محبة.

أعيشك 02-08-21 06:16 AM

الأيام مُلونة،
الأيام لها هالات سوداوية،
الرسومات مُبكية،
أحتضِن الصور وأمسح عليها،
فعل ذلك بشكل مُستمر،
يشعرني بالحياة،
الحياة من حولي،
حياة الجمادات الألوان والحرارة،
دائمًا أرى كُل شيء حولي حي مليئ بالمشاعر،
أُحب سرد المقالات بأصوات مُتعددة،
يشعرني ذلك بأني سوف أشعر بها بأكثر من طريقة.
بكل فيلم أُشاهدة أجلس فترة وأفكر بالجارة العجوز،
التي خرجت لشاشة لمُدة لا تزيد عن 21 ثانية،
لماذا ملامحها جامدة؟.
لماذا جسدها هزيل؟.
هل تشعر بالوحدة؟.
هي أيضًا تستحق فيلم عنها،
كل جُزء من الصورة يستحق أن يكون المركز،
أن يكون المحور.
أعتقد أني أرى المشاعر المُتجسدة،
أرى الخيوط الحالمة بين الاشجار،
وكأنها معزوفة حفيف متناسقة لا
يربطها سوى خيط فضي نحيل،
أعتقد أن طلاء الجدران يخفي وجوةً باكية،
وأخرى حزينة وأخرى ساخرة،
أخاف أن أتأملها وحدي،
أشعُر أنها ستتحدث لي،
ذلك يملئني رهبة حقًا،
أشعر بالخوف من هذه الوجوه.
كانت معلمتي لمادة التربية الفنية لا يناسبها عطرها،
فعندما أشم رائحته أرى سيدة غنية وحيدة،
في قصرٍ كبير ولا تتمتع بأي حس بالفن،
حقًا كنت أتمنى أن أخبر معلمتي عطرها لا يناسبها أبدًا.

أعيشك 02-08-21 05:34 PM

لم يخطر في بالي أنا إبنه العشرون عامًا،
والمزهوّة كثيرًا بشبابي وبِكثرة أصحابي،
لا ولم أتوقع أبدًا بأنه سيكون قريبًا ذلك اليوم
الذي سأعيش فيه حالتها عندما جلستُ أُراقبها،
وبدأت لي أشبه بورقة خريف،
لم يخذلها لونها والأيام فحسب،
بل خذلتها الريح أيضًا بأن أبقتها مُعلقة
بين من يشبهها من أوراق خُضر،
وهي تعلم جيدًا أنه لا مكان لأنصاف الأموات بين الأحياء،
أوجعني كثيرًا ذلك الوجع البادي في عينيها،
والآن فقط شعرتُ تمامًا بما كانت وقتها قد شعرت،
أنا المحظوظة في مقياس حاسد لأنني أفلتتُ من قبضة
الموت في حين غيّب كل من حولي من رفاق،
الآن أتاملُها تبتسم في صورة وكأنها كانت تعلم
بأنها ستنال قريبًا لقب "شهيدة بمرض القلب"،
ذلك اللقب الذي لطالما توفيت من أجله،
فتحرق قلبي تلك الإبتسامة حين أتأملها،
هي تبتسم لأنها فازت بما أرادت في حين يعتصر
قلبي ألمًا لأنني خسرت كل ما أردت.
فلقد خسرتها والخسارات عليّ تتوالى،
ليتَّ المرض ماتَ ولم يُمتها.
أتألم كثيرًا لأن صوري التذكارية تكادُ تخلو إلا مني،
أنا الحي في منظور أحدهم.
لا يوجعني الموت أبدًا،
بل مايوجعني كثيرًا هو وحدتي،
وحدتي التي تبدو جليًا بأنها أصبحت مُزمنة.

أعيشك 02-09-21 06:17 AM

بداخلي غضبٌ يناديني كُل يوم،
يناديني بخطوتي، بظِلالي،
بأشياء كثيرة تتساقط مني،
أو قررت هي السقوط.
‏غضبٌ من النوع الممزوج بالخيالات النابية.
‏غضبٌ ينفث المزامير،
حُزن الناي،
نواح الثكلى،
ويطالبني بالكتابة عنه،
‏يطالبني بالإغتراب عني.
‏غضبٌ بطعم الغموض،
بلون التلاشي،
برائحة الوداع،
وكأعلام المهزومين يُنادي،
يناديني لأمتثل،
لأقاوم، لأكتب،
‏وكالقبور لا يتوقف عن الظهور
بكل أرض ألجأ إليها.
‏فبماذا أتخلص منه وقد
قاومته بكل قصيدةٍ نزفتها،
وكل تفسيرٍ نقشته بلوح الوجود!.
‏أطعته فإزداد،
وعصيته فتعالى.
‏غضبٌ لا يفقه العهد،
ولا يفهم الرحمة.

أعيشك 02-09-21 11:59 AM

رأسي مُثقل بالكثير من الأفكار،
والأحلام والحنين وبواقي الذكريات،
رأسي يؤلمني كثيرًا حتى أنني أصبحت
استيقظ من نومي بسبب هذا الألم،
وما عدتُ أجد له علاج أو سبب،
ما عاد بإمكاني اعتياد الأمر.
فقد نفذَت قواي ووهنت،
ما عدتُ أقوى على الألم والحزن،
وكل هذا الضيق الذي ملئ أيامي رغمًا عني.
أحيانًا أُفكر مليًا.
أتعلمون شيئًا عن برد وخوف الشتاء؟.
عن الشوارع المُظلمة الخالية من كل
شيء سوى الخوف والبرد والوحشة؟.
فأنا أشبه تلك الشوارع كثيرًا،
وحيدةً لا تجد من يؤنس وحشتها،
ومُظلمةً وحزينةً بوسعك أن تلمس حزنها
بمُجرد مرورك بها، أو يكفيك النظر إليها.
لكن بوسعي أيضًا أن أُصبح مأوى دافئ
وآمن لبعض الرفقة الشاردين مثلي،
يمكنني أيضًا أن أمنح العاشقين سبب
للإحتضان الشوارع في ليالي الشتاء،
إما أن تصيبكَ بالشجن أو تصيبكَ بالأنين.
لا أدري ماذا سأفعل الآن،
فها هو الشِتاء ويتضاعف كل ما أشعر به.

أعيشك 02-09-21 06:22 PM

كل ما أشعُر به أني مُظلمة
من الداخل ولا أعي لذلك سبب.
نوبات البُكاء التي تعتريني فى إزدياد مُستمر،
والأيام تمر هكذا دون جدوى من شيء،
فقط تزيدني وهنٍ على وهن،
وشتاتٍ على شتات،
الأفكار والأحلام والأشخاص،
جميعهم يعصفون بي،
كما ورقة شجر فى مهب الريح.
الحزن الذي لم أستطع أن أفرغ منه يومًا،
لم أعُد عبِئه بوجوده فقد اعتدته،
الآن أصبح هناك ما هو أسوأ،
ذاك الشيء الكامن هناك بصدري وعقلي،
شيء يشبه البركان كثيرًا فى سكونه وثورته المفاجئة،
شيء يفرغني من كل شيء،
شيء يجعلني أوهن،
شيء كُلما كدتُ من ترميمه عاد يفرغني تمامًا.
أُحاول ترويضه بكُل ما فيَّ من إضطربات وخوف
وقلق وكل ما أرجوه هو فقط أن أقوى على تحمله،
أن لا أخرج من تلك المعركة مهزومة،
أن لا يبتلعني ذلك الشيء،
أن لا أسقط حيثُ اللاعودة،
فقط لو أنه يفرغني ليخفف من وطأة ما أمر به،
لكان الأمر هين،
لكنه يثقل روحي كثيرًا.
تمنيت كثيرًا لو أن هُناك يدًا امتدت
وساعدتني على التخلص من كُل هذا،
لكن لا أحد يعبأ بي ولا بأحد،
الجميع يسيرون إلى الهاوية معمى على أعينهم،
لا أحد يملك الخُلاص،
فى ذلك الوقت تحديدًا.
لا أحد يملك رفاهية الإختيار من الأساس،
أما السير أو اللاشيء،
لربما السير أفضل من اللاشيء،
"ستضيع وحدك في اللاشيء"،
حتى وإن كان المصير إلى الهاوية
"فستهوى مع الجميع ولن تكون وحدك"،
العالم لا يكترث بوجودي أنا أيضًا،
لا أكترث لما يدور به،
"العالم لا يكترث بأحد من الأساس"،
من أنتَ وسط هذا الحشد الهائل من البشر؟.
"لا شيء".

أعيشك 02-10-21 06:20 AM

في حياتي مررتُ بالعديد من القصص،
إلا أن بعضها بقيت مُخلدة في ذاكرتي
لم يمحِ أثرها الزمن.
حديث صديقتي الأخير ووداعها.
كان سريعًا خافتًا جارحًا،
ذو كلمات ثقيلة رنّانة،
لم أستطع خلالها نزع فرصة
لحماية أي شيء بداخلي،
لم أرغب يومًا في تلك الردود السريعة،
ولا الكلمات المُختصرة الباردة
التي تهتك مشاعر الإنسانية بداخلنا
لتلقيها صريعة وسط صراخ وعويل
كل ما ممرنا به سويًا من ذكريات جميلة.
ظللتُ أُعيد الحديث برأسي مرارًا في
محاولة لرفضها وعدم النُطق به،
تمنيتُ كثيرًا ألا يكون الأمر قد حدث فعلًا،
وأن تعود الأمور لمسارها الطبيعي.
في الحقيقة لم تعُد ولم أعُد أنا،
ما حدث كان تمامًا معناه أنها
توصيني بنفسي وأن لا أنساها،
حينها العملية قد فشلت.
وأن حبال الأمل لا وصل لها.
لقاء الإعتذار المُخَيِب للآمال،
لم تأتِ كما توقعته، كما أردته،
الجُمل التي أعددتُ نفسي لسماعها وتقبلها،
لم تنطقها، ولم تُلمح بمثلها،
لكن من جهتي كان كل شيء جاهزًا.
الجواب، الإعتراف، التشبيهات،
ونبرة الصوت، ومواضع السكوت.
وإيماءات اليدّ، واختلاق التفكير.
الأماني الفانية، والنظرات الخاطفة،
والكلمات التي صدأت في فمي.
كل شيء كان جاهزًا،
شيء ما فقط كان يجب أن يحدث،
شيء ما سيغير مجرى الحدث،
في الحقيقة،
أنا لم أكُن الصديقة الوحيدة لأي شخص،
لم أكُن الخيار الأول لشخص يحبني،
ولم أشعُر أنني الأهم،
الفارق في حياة أحد ولو لمرة،
كنت دائمًا شخصًا عابرًا في حياة الجميع،
لا مكان لي في سمائهم.
الذي طرقوا قلبي يومًا دون استئذان،
لم أكُن أحتاج منهم سوى أن أرى نفسي ليس
مقصرةً في شيء ليس واجبًا علي من الأساس.
أن يضموني في علاقة أتساءل فيها كيف
يروني بهذا الكمال وأنا تكسوني العيوب.

أعيشك 02-10-21 03:52 PM

إذا أصابني صمت ولحروفي هذيان،
فإعلموا أنني في حالة كتابة.
بدأت بالبوح للسطور، للأوراق،
بدأت بالتحليق والطيران،
أُناشد الحرية وأُحاول فكّ القيود،
بدأتُ بشن معركة لذيذة،
ليست إلا مشاعر وأفكار بأعماقي بين حبري وورقي.
ليست إلا محاولة لفكّ قيود السطو على المنطق والحقيقة.
أكتب لي ولكم ولضمائرنا المُثقلة بالكتمان والصمت،
أكتب اعترافًا بإنسانيتنا وضعفنا،
أكتب عن الظلم وغطرسة الأوغاد،
أكتب لأتحدث عنكم ولأتحرر منكم
ومني ومن الوقت المهدور حمقًا،
وبأنكم بكل اللُغات لم تفهموا،
لأرمي العتب على ظهر السطور.
أكتب لأنني سئمتُ الكلام الذي يتبخر،
فالعُقلاء يملون عقولهم ويشتهون جنون حروفهم،
واختراق أسوار المستحيل على نفس الصفحات
البيضاء التي لم يطالُها الليل.
أكتب لأنني أُحب أن أكتب وأشتاق لعناق
قلمي وبعثرة حروفي في تجليها وجنونها
وخرقها لقوانين العقل والمعقول.
كُلنا نكتب لنصارح أنفسنا بمشاعر ونبوح بحيثيات
روحية لها علاقة بالنفس التي تحملها التاريخ
وأخضعها للمُساءلة حيثُ عجزت الروح عن تحملها،
نكتب لنتحرر من مهمة البوح للإنسان،
ليس عني فقط بل لمن لا قلم لهم ولا صوت لهم
ولا جرأة ولا نفس ولا حتى خيمة لجوء، أو صدر لجوء.
أكتب لأعلن العصيان والتمرُد على جبروت واقع
لا يستحيّ ولا يليّن حيثُ يواصل التآمر بكل قبح،
وأكتب لأرفض كل ممنوع وهو حقنا المشروع.
أكتب عن السلام.
سلام القلوب وروح الحقيقة.
أكتب عن فاقد عزيز لم يظفر
بحُزن ويعتقل وتهمته الإكتئاب.
أكتب عن مُرتزقة الحب وحقوق الإنسان
وصناع المواثيق المزعومة والنفاق المدعوم.

أعيشك 02-11-21 06:08 AM

أنا مُشتتة وضائعة،
من التفكير والتطلُع والكسل،
من الخوف والقلق والدفاع عن نفسي
أمامَ نفسي ومن نظرات الآخرين،
وآرائهم بي وأحيانًا من اللاشيء.
دعوني أُخبركم أن اللاشيء مُتعب أكثر من الشيء،
من تلك الفوضى العارمة بداخلي ومن إحساسي
بالعجز أمام نفسي ولا أستطيع أن أفعل شيء
حيال ذلك يضيقُ صدري كثيرًا.
لم يرحل أحد كما تظنون،
لكن الجميع فجأة أصبحوا يخشون التعمُق بالآخرين،
لم يعُد أحد يهتم لأمر أحد وإن كان هناك من يسأل
عنكم بعد فهو غالبًا لا يسأل كي يطمئِن عليكم،
بل على حاله،
يطمئِن إن مازال حاله أفضل من حالكم،
أو على الأقل أنك ما زلتم على حالكم.
يخشون جانبكَم المُظلم
لا عليكم،
هم أيضًا يخشون من أرواحهم،
يخشون من جوانبهم المُظلمة المُعتمة.
لعلنا لا نملك سوى الدُعاء لأنفسنا،
"اللَهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه،
اجمع بيني وبين ضالتي".

أعيشك 02-12-21 05:55 PM

تمَّ توثيق هذا اليوم.

12-2-2021
4:30 PM


- أعيشك وأيامٌ شُداد.-

https://f.top4top.io/p_186968dhk4.jpeg

أعيشك 02-13-21 05:43 AM

هي لحظة، جزءٌ من الثانية.
انقلبَ ذلك الشيء الثقيل (في داخلي).
رأسًا على عقِب.
لا.
لم أحملهُ لأُدرك حقيقةَ ثُقلهُ حتى،
ولم أره،
لكنهُ ثقيلٌ،
قاسٍ وكفى.
موجودٌ دائمًا.
يُخمد لفترات قد تطول،
ولكنه في جُزء من الثانية يشتعل بقوةٍ.
أسمعهُ يُنادي بصوتٍ يطغى على كل شيء،
صوتٌ لا يُسمع إلّا في لحظات الهدوء التامّ،
عند إظلام المكان تمامًا (أتناول مُجمل كلاميّ)،
مُحفزات التوتر والقَلق،
وبسرعةٍ يَصل كل شيء للذروة،
وعند الذروة أجدُ نفسيّ كالذي وَقف عند حافةِ
جُرفٍ ساحق ووراءه قوةٌ لا تُغالب تحثّهُ على الإقدام،
ومواجهة الهاوية بالارتماء والهبوط نحو الموت الحتميّ.
منذُ لحظات عُدت إليَّ وعيي،
صَحيت تمامًا لكننيّ واهنٌة،
لا أَقوى على أن أبعُد غطائِي وأقوم.
انعكسَ ثُقل نفسيّ على كل شيء حولي،
فصارَ اللحاف كصفيحةٍ اسمنتية،
والنوافذ التي تخترق ظلام الغرفة
بلونها الأبيض تحولّت لكرهٍ لا يُغالب،
بَزغ هذا الكُره من أعماق نفسي،
هاجمتني الأفكار،
المشاهد والصور،
الأحداث وحتى الأصوات.
حاصرتني تلك التي ظَهرت
بهيئاتٍ وأشكالٍ فظيعة.
قُمت بإندفاعيّ الشرسة،
وكانت نفسيّ لم تزل تحت وطأةِ
الشعور بالوَهن الشديد،
تذكرت (لا أدري لمَ) شخصًا لا أعرفهُ
إلّا شكلاً لم أراه سوى مراتٍ قليلة،
هو رجلٌ قد تجاوز سن الشباب،
لكنهُ "طيب" بل ساذج،
وجههُ يُنبئ بهذا قبل كل شيء،
في صبيحةٍ فبرايريةٍ شديدة البرودة
وَجدتُ هاربًا مرعوبًا من خطر حقيقي،
لكنني أيقنتُ أنهُ لا يخاف إلّا من الحياة،
وليسَ من أخطارها، لأنه يحيا "الرُعب".
وقفتُ أمام المرآة،
وجهي "مُتجهمة" جرّاء نومي.
لكنني أشعر بتبدلٍ خارق،
بعد أن غسلتُ وجهي بالماء الذي تدفق من الصنبور،
كان لصوت الماء المُنهمر أثرًا في إخماد
بعضًا من اشتعال ذاك الثُقل،
رفعت رأسي المُنحني ونظرت للمرآة مُجددًا،
ومسحت قطرات الماء وبدأ وجهي جميلًا،
يبعثُ في نفسي إحساسًا جديدًا.
ولأن الصباح ولادةٌ جديدة،
راحَة الوجود ينبعث في الأرجاء.
الإظلام قد تبدد،
وبدت الغرفةُ التي كانت قبل قليل "مُتجهمة"،
بَدت وكأنها جديدة غير التي كانت!.
والنوافذ تلّونت بما وراءها،
ليس البياض الذي يزيدُ وحشة الظلام،
إنما زرقة السماء وأشجارٌ خضراء نضِرة،
وضوء الشمس يجعل كل شيء (خيّرٌ) في النفس.
خَرجت للحياة بعد دقائق الإستعداد
التي يشوبها الإندفاع والتردُد والإستعجال.
خَرجت وجَمدتُ أمام الباب وأنا أمسك بيد المِقبض.
عاد الصوت، عادَ صارخًا، نافذًا.
كأن كل الأصوات اختفت،
حتى صوتُ حركة سير السيارات الدائمة.
وبقيّ هو الصوت الوحيد،
في البدايةِ لفحهُ الهواء البارد.
ومن ثم انبعث ذلك الصوت،
يُردد بوضوح ما هو "مُبهمة"،
لكنهُ فظيعٌ لا يُحتمل.
يُذكرنيّ بأن " لا تنسي مأساةُ وجودك،
كيف لكِ أن تنسي تلك المشاهد والصور؟
لم تنتهي بعدُ من كل الشيء!
عليكَ أن تتذكري، أن تهتمي،
خصوصًا أن لا تنسي!. "
لكنني الآن أشعُر وكأنني قادرة على إخماد ذلك الصوت
حتى وإن بقيّ صداهُ يدويّ في أعماقي الخاويةُ،
كبيتٍ مهجور نوافذة مُشرعة،
وبابه مفتوحٌ على مصراعية،
وهو "البيت" متروكٌ على تلك الحال في ذروةِ عاصفةٍ هوجاء،
جعلت من النهار مُظلمًا داكنًا،
وكأن لإندفاع الهواء من تلك النوافذ
صوتًا يُشبه صفيرَ أُذنيه الآن،
و "خشخشةً" مُستفزة تخترق رأسي،
وفي ناصيةِ رأسيّ فراغٌ وحرارةٌُ تشبه ماقد يعتري
من بَذل جُهدًا ذهنيًا لفترةٍ ليست قصيرة،
وكأن "سلكًا" حديديًا قد شُدّ حول رأسيّ بإحكام.
استدرت، ونزلت نحو الرصيف.
أشعُر وكأنني مربوطة بحبلٍ يُشدُ من قوةٍ
لا يملك إزاءها إلّا الإستسلام والإنقياد.
ومن رأى وجهي في تلك اللحظة لشاهد ابتسامةً مُشعة.
لرأى إنسانًا "طبيعيًا" يمشي ككُل الماشين نحو غاياتهم،
بل ويبدو هادئًا بشكل لافت،
ثقيلةً تلك الإبتسامة على نفسي،
لكنها تجعل صاحبها مُتماسكًا.
تُخفي ما قد هُدّم وما زال إلى أن يشاء الله.

أعيشك 02-13-21 04:08 PM

جئتُ إلى هذا الوعي من اللاشيء،
كمشهدٍ ضئيل يرى من بعيد،
أو كوشمٍ في ذاكرة الوهم،
جئت حافية العقل واليدين،
أدوس على ملامح الوقت،
أتنفسُ بتاريخ محموم،
وأرسم العمر مُدنًا تتهاوى.
سقطتُ من رحم التجارب،
بذاكرة منسوجة من دم الخطيئة،
رمتنيّ الحياة في دهاليزها،
كعُصارة دم ملطخة بالماضي،
أسيرُ في طريقي المتخمة بالطوائف،
التي تتقاسم خزائِن الله ووصايا أنبيائه.
كُل الطرق التي مشيتها حاولت تلويثي وعبادتي،
كُنت ألفظها كبقايا سجارة،
بغيضة حتى أبقى نقيًا وطاهرًا،
أرمي كُل الأشياء في سقيفة الذاكرة،
حتى أستخرجها في ما بعد كألعاب
صبي يخبئها بحُب وحنان.
الله الذي خلق كل شيء،
وخلق آدم كمعدن نفيس يتناسل على درب الأيام،
ووضع فيه الحب والألم والحنان،
كجرس تنبيه يذكره أصله.
هو الذي خلق هذه الحياة بكل ألوانها وعذاباتها.
لا أستطيع أن أنام وأنا أحمل هذه الأفكار،
وأنظر إليها بهذه الطريقة الضبابية،
أُفضّل أن أنام وأنا أنظر في ماهية رحمة
الرسالات التي تتساقط بها الملائكة على الأرض،
في بهجة ومسرات فتتحول الحياة إلى مفاهيم
وشرائع جديدة تطرد كل لعنة تشوه البشر.
يتملكني الكلام وحيًا يتنزل على نبي بعد طول عناء،
كلامًا يخلق معنى داخلي ويحتم
على النور العيش في عالمي،
فيهز بيده الحانية الطفل داخلي ويربو على كتفيه
قائلاً : "لا تخف كل شيءٍ جائز" ،
فيبتسم الرضا بصوت منخفض وهو يْكلمُ
طيف سعادتي بنبرة رخيمة.
إنه معزوفة جن رائعة،
يُتقن العزف على أحاسيسي،
فأرسم الناي على شكل إله إغريقي مُهيب،
وأفتح يداي لأُعانق بهما كل تفاصيله.
هو غيّمٍ يتشكل لي في كل شيء،
تارة يقف لي على حافة الطريق،
وتارة أخرى يتحول إلى كل الأشياء من حولي.
هو حب مؤذِ وصارخ مسكون بروح غامضة،
لهذا يتابع اغتصاب روحي المُنهكة.

أعيشك 02-14-21 07:39 AM

استيقظت من نومي كهائمٍ بصحراء،
أضاعه الشرق والغرب والشمال والجنوب،
ولم يعُد يهمه سوى أن يسير
على كُثبان الرمال حتى الموت.
تهاوت قدماي وجسدي
يقول للموت : هيتَ لك.
أيُها الموت أنتَ أجمل مما قاله،
جميل في بثينته،
وقيس في ليلاه،
وكثير في عزته.
أنت أجمل.
إذا جئِت فمُد ذراعيك وإحتضني احتضانًا،
وعانقني مُعانقة الأبطال للأبطال،
والثوار للثوار والعشاق للعشاق.
إن كل قصة جعلوك بها مطية لأغراضهم وأطماعهم
وجشعهم وظلمهم، قصة خرافية لم أُصدقها يومًا،
قصة كأساطير الأولين.
شاطئي ليسَ عليه إلا قوافل من السفن
المُعبئة بالهموم ولم يعُد يحتمل.
الله يعلم أنني أسوأ شاطيء على خريطة رسمها
القراصنة وكان عليه جبرًا أن يكون مرسى لهم ،
لم يُسجل التاريخ كلمة لشاطيء على كوكبنا المظلوم هذا.
خطوتان للأمام وكُلي شوقٌ لك أيُها الصادق النبيل،
وخلفي ألف ذكرى لا تهمني ولا أهمها،
فلتأتِ يا آخر الأدلة على ما بهم من أكاذيب.
إن كل شهيق يتبعه زفير وزفيرك بعث ونشور،
وفي اللحظة التي نلتقي بها تنهار كل اللحظات
والحركات والأماكن وكل الأوهام.
هل هُنالك ماهو أجمل من أن ينهار ذلك العالم بكل مافيه؟.
ما فائدة الإبتسامة وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة الكلمة وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة القرارات وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة القوانين وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة الحياة وهي حمالة أوجه؟.
وما يُحدد معناها ووجهتها ومشرقها ومغربها،
اولئك الذين لا يُسألوا عن أمرٍ ولا يرحمون.
ذواتا جُدران ،
إحداهن للمُتسلطين والأُخرى للجيران،
إثنتان يا ترى أم ثلاث أم أربع؟.
كل حياة منهن مُنفصلة عن الأخرى،
نحنُ عشاق التعدد بالهروب فقط.
أجمل ما بك أيُها الموت أنك لستَ حمال أوجه،
ولم تفرق يومًا بين صغير وكبير،
وغني وفقير وأمير وغفير وتابع ومتبوع،
أجمل ما بِك أنكَ صادق واضح وصريح ونبيل.
يُحاول سدنة الأوهام أن يخيفونا منك،
ليستثمروا خوفنا بمزيدٍ من قساوتهم وتعاليهم وتجبرهم
فأحببتُك من أول قصة زورٍ قالوها عنك.
فأنتَ صديقي الذي إذا جاء ليجعلني أول شاطيء
بالتاريخ يرحل ويترك سفن القراصنة بلا مرسى،
ليكون مالها بطن البحر الذي لا يشبع.
واهمون حقًا إذا أعتقدَ اولئك أن الموت مازال يُخدمهم.

أعيشك 02-15-21 04:35 AM

اولئك القادمين إلى هُنا،
إدخلوا بلا إستئذان.
أرجوكم أدلفوا بخطاكم إلى الداخل،
تربعوا على المقاعد والمفارش،
وخذوا ماطاب لكم.
يكفيني شرفًا وزهوًا أن أقتطعتم من وقتكم
الثمين كي تعطروا بطيبكم المكان.
أولئك الذين يعرفوني إسمًا أو شكلًا
أو روحًا أو حتى لم يحدُث أن مررتُ بهم،
مرحبًا بكم في بقعة أود أن أقطع بها شيئًا
من العُمر إن جاد به الله عزوجل.
لأكتب فيه عما أُفكر به ويجول بخاطري،
أُعبر فيه عن آمال وأحلام ورغبات ومخاوف،
أُسكب فيه من مداد الروح،
وأتمدد كي أشغل حيزًا أكبر من مُحيطي المادي،
أتواصل فيه مع إخوة فرقَ بيننا الزمان،
فما عاد من عزاء إلا تواصل الكلمة.
إن كُنت مُرحبًا أو ناقدًا أو حتى لا مُباليًا،
فشكرًا لك على المرور.

أعيشك 02-15-21 03:45 PM

لقد أفنيتُ حياتي في ملاحقة
الأشياء لتكون على ما يرام،
لم يمُر يوم بلا خوف،
كُنت متأهبة للأسوء،
كان كل شيء يحدث بطريقة غير متوقعة،
الأيام كانت سريعة جدًا ومليئة بالأحداث الصعبة،
ثمة قوة خفية كانت تحرك أشدّها وأكثرها ضراوة،
الأيام التي كنت أتوقع أنها ستمر بلا مشكلات
كانت تخالف توقعي كل شيء كان يحدث رغمًا عني،
لكني كنت أجاري،
أجاري ولا أتوقف عن المجاراة فالحياة تتطلب ذلك.
الصمت أنقذني كثيرًا،
كان يخيب خوفي الدائم،
يقتل كل كلمة قاسية وكل وجه غاضب،
لقد ربحت الكثير من الحظ بهذا الصمت،
لكنه كان مكلف جدًا ورغم كل ذلك لم أكن أكترث،
لأني كنت أعرف أن كل شيء سيمر.

أعيشك 02-16-21 04:40 AM

لكُل عابر أو مُتجسس،
هُنا ربما تجد ما يُعجبك،
وربما لن ينال على إعجابك شيء.
في كِلا الحالتين لا يهمني أمرك،
هُنا مساحتي الشخصية،
إن لم يُعجبك شيء،
فلستَ مُجبر على البقاء.

أعيشك 02-16-21 06:19 AM

الأيام تدور وحدود الوجوه تظل ثابتة لا تتغير،
نقوش مطاط عجلة الأيام ترسم التجاعيد،
ونصل فرشة الكلمات تضيف ألوان الحمرة الداكنة تحت العيون.
وجريجوي يرى هذه التجاعيد قشور
خنفساء بائسة القشف يغطيها.
الصومعة ما هي إلا جحر من جحور
الخنافس التي تتمايل في وله،
وتيه على نغمات مترددة يمينًا ويسارًا.
الخطوات للأمام أو الخلف صعبة الحدوث،
بسبب التثاقل والكسل التي يسببه قلب الحقيقة.
الخطوط السوداء والبيضاء رفيعة تقترب من الفناء.
ليتبقى بعد صياح السماء،
وهطول الأمطار قوس قزح رمادي الألوان،
يماثل رماد لفافة التبغ التي فرغت من تقبيل أحد بؤساء هوجو.
نترنح من الصومعة في صفوف طويلة،
تتخبط قرون استشعارنا في بعضها البعض،
" أين قطعة السكر التي ستحملها ظهورنا؟"
والجلاد يضرب فئران المتاهة بالسياط.
كفى أفكار سلبية! أنا لستُ متشائِمة،
الحقيقة في الصفحة الثالثة عشر،
من كتاب لغز الحياة.

أعيشك 02-16-21 02:23 PM

أحمل حاسوبي الخاص،
أحتضنه، أخاف أن يقربه أحد.
ذلك الخوف الذي يسيطر علينا،
الخوف على مُمتلكاتنا الخاصة.
أحمل أجندتي ذات اللون الرماديّ، أحتضنها.
أضُمها بقوة إلى صدري.
هي كُل ما كتبت، وعرفت وعايشت.
كلمات التى أصوغها وأخاف أن يقتطعها الغير.
يُقال أن المعرفة والإلهام مصدرهما السماء،
وهي تعبر خلالنا، فنلتقطها ونصوغه.
المعرفة ليست صلبة أو لها شكلٌ مُحدد،
المعرفة كائِن هلامي كالوقت نشعُر بها ولا نفقهها.
أحمل حقيبة ظهري وأشدها لأكتافي بقوة،
خيفة من السقوط.
وأخاف على محتوياتها وكأنه جزء من جسدي.
وما هي إلا قماش مخلوطٌ بجلد صناعي وبلاستيك.
أخاف على مشاعري ومشاعر الغير،
وما هي إلا خلل في الطبيعة البشرية وبرمجة خاطئة.
الحق نِسبي كحقوق الفكر.
ماذا لو تركت كُل شيء خلفي وسرت للأمام!.
المعرفة، أفكاري، النقود، مُمتلكاتي!.
هل سيضرني شيئًا؟.
الهروب هو ما أبحث عنه.
مِمن وإلى أين؟.
لا أعلم.
أنتَ لستَ ذاك الشخص الذي رغبت دومًا في مصادقته،
أنتَ لا تهمني البتة، ولا أكترث لأمرك.
الخوف.
كم أود أن أترك الحبل الذي أتشبث به دومًا،
فالحياة وَهم.

أعيشك 02-17-21 05:34 AM

أستيقظتُ من النوم،
لا رغبة لديَّ بالنهوض،
ولكنني أنهض،
أتناول الطعام بدون شهية،
فقط علي أن أتناوله،
أُحاول دراسة بعض قواعد اللغة اليابانية،
أنجح مرة وأفشل مرات،
أضعُ الكتاب جانبًا وأستلقي،
أُغمض عيناي،
وأشعُر بهذا الإنطِفاء التام الذي يغرو كُل شيء،
أُحاول أن أعيش يومي،
لكنني لا أُملك إلا هذا الذبول الذي يُشبه الموت،
أموت،
ولا رغبة لديّ،
ولكنني أموت.

أعيشك 02-17-21 07:44 AM

أقول للجميع أنني بخير،
لا أُريد لأحد أن يقلق بشأني وأن يُلام،
أقول لأصدقائِي أن كُل شيء على ما يُرام،
وأن التخلّي عني لم يُكسرني،
أقول لعائِلتي أن المشاكل طبيعية،
وأن وقوفهم في طريقي لم يُدمرني،
أقول للشخص المُفضل لديّ أن إختفاءه غدرًا،
متوقّع ولم يُفزعني،
أقول لدموعي أن بعينيَّ حساسيةً ما،
أقول لقلبي بأن المشقّة في الطُرقات وأنني سعيدة،
أقول لوجودي بأن التعب في الفراغ وأنهُ ذو جدوى،
أقول حتى لطبيبي النفسيّ بأنني بخير،
وأنني جئت فقط لُحادثه،
أقول لهُ أن الأصدقاء البعيدين مشغولون،
وسيتصلون يومًا ليسألوا عني،
وأن العائِلة الحبيبة ستجد ألّا طريق لها لتقف فيه،
أقول لطبيبي بأني بخير،
وأن الدواء فعّال،
وأنني،
بالمرةً الأخيرة،
جئتُ لأُحادثه،
أقول والدموع في عينيّ :
سأكون بخير أيُها الطبيب،
سيأتي الكثير من المُتعبين،
أمّا أنا،
فحتمًا قد إنتهيت.

أعيشك 02-17-21 02:53 PM

لازلت أتذكّر مارس 2018،
حين رأيتك فيه لأول مرّة،
شعرتُ بأنّي في حلم،
حلم لطيف ودافئ،
عُدت إلى المنزل في وقت الظهيّرة،
ثُم إستلقيتُ على سريري،
ولم أتوقّف عن التحديق في سقف غُرفتي،
وأنا أُفكر في كلمة أكتبها.
لازلت أذكّر أنه كان أدفئ لقاء في العالم،
لازلت أذكّر تفاصيله كاملًا،
وكيف جعلني أضحك من قلبي،
وأشعر بموجه دفئ تجتاح روحي.
بالمُناسبة هل قرأتم رواية صاحب الظل الطويل؟.
توجد فقرة أُحبها كثيرًا، تقول :
" فكرتُ فيك كثيرًا هذا الصيف،
إذ جعلني إهتمام أحد ما بي بعد كُل هذه السنوات،
أشعُر وكأنني عثرتُ على عائِلة،
بدأ لي الأمر كأني أنتمي لشخصٍ ما الآن،
وهذا إحساس مُريح جدًا
".
هذا ما أشعُر به تمامًا حين أكون معك،
أشعُر بالراحة والدفئ،
أنتَ لا تعرف بأن حياتي تكون مُشرقة،
ومليئة بالحياة وبالضحك حين أكون معك،
فلا أحد يسمعني بإهتمام عندما أتحدث عن
أكثر المواضيع سخافة في الحياة مثلما تفعل،
وكيف تمتصّ مزاجيتي التي تتحكم بي
في مُعظم الأوقات بسهولة.
قبل ثلاث سنوات بالضبط،
في أحدى صباحات مارس،
جئت وجلبت معك كُل مشاعر الدفئ والحُب،
أما الآن،
لا شيء.

أعيشك 02-18-21 04:52 AM

إجتاحني الإنكسار من الداخل،
الإكتئاب الذي كان يأكُلني ببطء،
أخيرًا أبتلعني،
لم أكُن قادرة على تخطيّه.
كرهتُ نفسي مهما تمسكت بذكرياتي التي تموت،
وصرختُ لإسترجاعها لحواسي،
لم يكُن هُناك رد أو مُجيب،
إذ كان من الصعب تحرير هذا النفس المُختنق،
فمن الأفضل أن أتوقف عن التنفُس.
سألت من الذي من المُمكن أن يكون مسؤولًا عني!.
فقط أنا، لقد كُنت وحيدة تمامًا.
إنهائي كان سهل قوله،
إنهائي كان صعب فعله.
تلك الصعوبة كانت السبب في كوني باقية إلى الآن.
يقولون إنني أُريد الهروب فقط، أنا مُحقة.
أُريد الهروب مني ومنهم.
سألت من الذي كان هُناك!.
لقد كان أنا،
إنها أنا من جديد،
وكانت أنا مرة أُخرى.
سألت لماذا أستمر بفُقدان ذكرياتي،
قالوا لي إنها بسبب طبيعتك،
تيقنت،
في النهاية إنه خطأي،
تمنيتُ أن يلاحظ أحدهم ولكن لم يُدرك أحد،
بالتأكيد لم يعلموا لإنهم لم يلتقوا بي من قبل.
سألت لِما الحياة!.
فقط ..
فقط ..
لأن الجميع يعيش.
وعندما سألت لِما الموت!.
فسيكون ردهم لأنهم متعبون.
عانيتُ من الإكتئاب،
لم أتعلم أبدًا كيف أُغير الألم المُتعب إلى سعادة،
الألم كان مُجرد ألم.
تجادلتُ مع نفسي حتى لا أكون هكذا،
لماذا؟.
لماذا لا أستطيع إنهائه بحسب رغبتي؟.
حاولت إكتشاف لماذا أنا أتألم،
أعلمُ جيدًا بأنني في ألم بسببي.
كُل هذا خطأي،
ولأنني حمقاء.
دكتور،
هل أردتَ سماع هذه الكلمات!.
كلا لم أقُم بأي شيء خاطئ،
عندما قامَ بلوم طبيعتي وشخصيتي بنبرة هادئة،
ظننتُ أنه من السهل أن يُصبح الشخص طبيبًا.
من المُدهش رؤية مدى الألم الذي أواجهه.
الناس الذين يواجهون مصاعب أكثر مني يعيشون جيدًا،
الناس الذين هُم أضعف مني يعيشون جيدًا أيضًا،
رُبما ليسَ كذلك،
من بين أُناس أحياء،
لا يوجد أحد يواجه مصاعب أكثر مني أو أضعف مني.
بالرُغم من كُل هذا،
يخبروني أن أعيش.
سألت لماذا مِئات المرات،
ولكن يقولون إنها لأجلي، لمصلحتي،
وليسَ لي أنا رأي لمصلحتهم.
أردته أن يكون لأجلي.
رجاءًا لا تقولوا أشياء لا تعلموها.
إكتشفت لماذا هو شاق.
لقد قُلت لكم عدة مرات لماذا هو شاقُ عليّ،
هل غير مسموحٍ لي أن يكون ذلك السبب
هو وراء مشتقي!.
هل هُنالك إحتياج لبعض التفاصيل الدرامية!.
هل تُريدون قصص أكثر!.
لقد قُلت لكم مُسبقًا،
ألم تستمعوا إليَّ قط!.
ما الذي أتخطاه لا يترك أثرًا؟.
أعتقد أن تعارضي، ومواجهتي للعالم
لم يكُن قدري، على تجاوز قُدراتي.
أعتقد أن كوني معروفة للعالم لم تكُن حياتي.
هذا هو السبب لماذا كُل شيء كان شاقًا.
تعارضي وكوني معروفة كان شاقًا،
لماذا إخترت هذا الطريق؟.
إنهُ لأمر مُضحك.
صمودي لهذه الفترة كان أمرًا جدير بالثناء.
ما الذي يُمكنني أن أقوله أكثر.
فقط قولوا لي أنني عملتُ بجد،
وبذلتُ قصارى جُهدي.
بأني قُمت بعمل جيد،
بأني عانيتُ ومررتُ بالكثير.
حتى لو لم تستطيعوا الإبتسامة،
رجاءًا لا تقوموا بإرسالي وأنتم تلقون علي اللوم.
لقد عملتُ بجد،
لقد مررتُ بالكثير،
وداعًا.

أعيشك 02-18-21 04:39 PM

مرحبًا.
أُريد الإعتذار لك،
نيابةً عن الخط الطويل والمسافة التي بيننا،
أنا نُقطة بعيدة وأنت في أعماق البُعد،
أعتذر لك عن أيام ثقيلة ذهبت منذُ زمن،
دونَ أن نتعانق وقت الفرح والبُكاء.
أو نذهب إلى حُجرة المنفى أو شجرة الحي المُزهرة
دون أن آتي إليك بِباقة ورد المُفضلة بالنسبة لك.
ودون أن نتشارك نفس القِلادة ونفس الأغنية،
وكوب القهوة.
ودون أن نُضحك على جارنا المُسن حين يلحق
بالأطفال حين يسرقون الورد لعاشِقهم.
ودون أن أتأمل عينيّكَ وضحكتك الجميلة،
ودون أن أضع كفيك في كفي وقت الشِتاء.
ودون أن أُقبّل مبسمك.
ودون أن نُصنع صورة تذكارية لِضحكاتنا.
وأشياء أُخرى كثيرة لم نفعلها.
بسبب خطأ جُغرافي.
أنا كومة عِملاقة من الأسف.
فقط أُريد وقتًا كافيًا،
أصحح فيها كُل الأخطاء،
ثم ألتقيك.
وأجيئُك بقُبل الإعتذار.
أعتذر إليك،
حتى وإن كان الإعتذار لا يشطب حاجزًا.

أعيشك 02-19-21 03:28 AM

لا عنوان في هذه الليلة.

- أعيشك وليلة مُنطوية.-

https://k.top4top.io/p_1875g9qhw0.jpeg

أعيشك 02-19-21 11:41 AM

استشارتني إحداهن عن شخصٍ ما،
وكثرة مبادرتها لأجله،
فأخبرتها أن تتوقّف،
فإنتهت علاقتهما.

‏وفضفض لي أحدهم عن سوء
صديقه الذي يتعاطى المُخدرات،
أخبرتهُ أن يكون بجانبه،
فأصبح مُتعاطيًا مثله.

‏وشكتّ زميلة لي في الجامعة،
صعوبة الامتحان القادم،
فأشرتُ عليها أن لا تحضر،
ففعلتها ورسبت.

ثمّ سألتني فتاة كيف تجذب
الشاب الذي تحبه؟
أخبرتُها أن تقبّلهُ في أول مكان تراه،
ففعلت، فظنّها سافِرة، وتركها.

‏أنا كارثية جدًا في إسداء النصائِح،
وكنتُ مسرفة في ذلك،
حتّى قال لي أحدهم يومًا أنه أوشكَ
أن يقعَ في حُب شخصية غريبة الأطوار،
لا تُحدثه كثيرًا، ولا يُشعرها بأنه يغار عليها.
وحين يكون بجانبها يصمتُ كثيرًا،
وهي تكادُ لا تنطق بشيء البتّة.
‏قلتُ له بأنه مريض ويجب عليه تركها على الفور،
قلت له ذلك بغباء،
ولم أكُن أعلم أن الشخصية المقصودة أنا "أعيشك"
إلا بعد أن أدركتُ حجم الكارثة.
‏ومن حينها إعتزلتُ النُصح وإعطاء الإستشارات.

أعيشك 02-20-21 06:13 AM

أستيقظ وحدي صباحًا،
تسمح نافِذتي لخيوط الشمس بالعبور نحو وجهي،
أغمضُ عيناي، وأقول في نفسي :
كم كُنت سأكون محظوظة لو أنني لم أستيقظ.
تلدغني عقارب الساعة بِصوتها،
وكم أتمنى لو أن بِمقدوري تحطيمها.
الوقتُ يمضي،
أتثائب،
وأشعرُ أن هذا الجسد لا يُمكنه النهوض.
أشتم العمل الذي يُذكرني دائمًا بِعبوديتي.
أقولُ لنفسي :
إن كُل مُعاناتي بسيطة،
تصوري،
طلقة واحدة،
فقط في رأسي،
تنهي كُل شي.
آه،
لكنني لا أملك سلاحًا،
وأخاف الإنتحار شنقًا،
أو لوحدي في حوض الإستحمام.
أُفكر الآن فيما لو أحببتُ رجل مُكتئب،
وبادلني الحُب،
كيف ستكون حياتي!.
أتخيله رجل يُشبه الورد عندما يذبل،
جسده هزيل مثل قلب مُراهق،
وملامحه هادئة مثل شخصٍ نائم،
وأسفل عينيه سنوات طويلة من البُكاء والأرق.
رجل عندما أستيقظ أجده مُستيقظ مثلي،
ويُحدق في الفراغ،
ذلك الفراغ المُثير،
الذي يُشبه العدم.
أتخيلنا نجلس على طاولة واحدة،
وننظر طويلًا في الطعام حتى يبرد،
ونحسده لأنه مُجرد طعام،
نأكُل بِبطء شديد،
ونشعُر بالملل.
أتخيله وهو يتكور في حُضني،
يبكي بِشدة،
ولا أسأله ما السبب،
لأنني أُشاركه البُكاء.
إنهُ مُتعب مثلي،
ولهذا نشعُر بالراحة عندما نتعانق،
يُقبّلني، أُقبله، وننام معًا.
نستيقظ بعد ساعتين،
لأننا رأينا نفس الكابوس،
يقول لي إنه سئِم من الكوابيس،
وأقول له إن الحياة هي الكابوس الوحيد
الذي أتمنى الإستيقاظ منه.
نُحاول النوم،
لكن النوم يهرُب منّا،
وكم نودُ لو إننا نستطيع الهروب مثله.
نقفُز من السرير،
ونذهب بسرعة إلى الحمام،
أمدُ له موس الحِلاقة،
وهو يملأ حوض الإستحمام بالماء الدافئ،
ننغمس فيه،
نضحك معًا،
وبخوفٍ شديد،
أحكُ يديَّ بالموس،
فتفور دمي في الحوض،
وتختلطُ مع الماء ببعضها،
عندها ..
أنتبهتُ أن ما أخافه،
قد تحقق،
الموت وحيدةً في حوض الإستحمام.

أعيشك 02-20-21 03:34 PM

لم أُولد لأعيش،
هكذا عرفت الطريق الذي سأسلكهُ جيدًا،
منذُ أن أدركت بأني أكبر عن أبي
في غُرفة ضيقة بدون أُم،
وإن عليّ التسلُل إلى نوافذ المدرسة،
كُل صباح لأرى من أكبر مني،
وأسمع مايقوله لهم المُعلمون من خلف الجدران.
كبرت وأنا أُشاهدهم بِرفقة آبائهم بكرّاساتهم،
وألعابهم والبعض منهم بهواتفهم،
وأنا التي لم أستطع إقتناء هاتفًا إلّا بعد
أن تجاوزت ثلاثة وعشرين سنة،
ودفعت آخر قسط منه بعد أن أتممت الرابعة والعشرين.
في الوقت الذي كانوا يستظلّون فيه تحت أسقف مدارسهم،
كنت أقف في مُنتصف شارع ما من أجل إزدحام السير،
أنظر للسيارات بأنواعها،
وأُحدق بوجوه من فيها،
أبتسم كثيرًا حين أقف هُناك،
وأعود باكية في المساء دون أن أذرف دمعة واحدة.
حتى هذه اللحظة لم أتجرأ يومًا بمُشاركة أي شيء مع الآخرين،
ولا التفكير بالإنخلاط معهم،
كبرت وحدي بعيدًا عنهم،
مُكتفية بمُراقبة أؤلئك الذين يُبادلون الأحضان
والقُبل والتلويح والشتائِم.
لطالما أردتُ أن أكسر هذا الحاجز،
فكّرت بكُل شيء،
حتى بِأن أخوض شجارًا مع أحد المّارة،
وأعتذر له بعد ذلك.
ولكن مع السنوات ماتت تلك الرغبة تمامًا.
الآن لا أستطيع التخيّل ولو لمرة واحدة،
بأنني سوف أعترف بمشاعري لرجُل،
أو سأخوض علاقة مع آخر،
رُغم كوني أُحب مشاهدة العشّاق يسيرون،
أستمتع بالنظر دائمًا لإيماءاتهم وخجلهم،
وإرتباكهم وجُرأتهم،
وأرى رغباتهم جليّة بينهم في نظراتهم
الخاطفة لبعضهم البعض.
الأمر ليسَ تقصيرًا على الواقع فحسب،
حتّى هُنا حين جئت إلى "المُنتدى"
لم أجرؤ على وضع قلبًا أو يد كصورة عرض،
أنا لستُ عرضة للحُب،
ولا أستطيع الإمساك بأحد،
وليست لديّ صورة لوجهي،
لأن لا أحد يراني،
وضعت صورة مُشوشة لأني لم أُولد لأعيش،
بل ولدتُ لأُراقب فقط.

أعيشك 02-20-21 07:24 PM

بدأت أتلاشى كالدُخان،
شيئًا فشيئًا.
أُحاول أن أمسَك ماقد تبقَى مني،
ولكنني لم أنجح في ذلك.
أصبحتُ كما لو أنني أختفي من هُنا وهُناك،
ومن نفسي أيضًا.
أصرخُ بأعلى صوتي لينتبِه الآخرين لي
ويُسارعونَ لإنقاذي،
ولكنّ لا أحد يسمعُ ندائي،
لا أحد يراني.
ظنّوا بأن لا أحد هُنا سوا مُجرد دُخانًا،
لا يعلمون من أين أتى،
ولكن لم يظنّوا أبدًا إنني هُناك،
أنا أحترِق.

أعيشك 02-21-21 08:35 AM

لطالما كان الهروب إلى النوم هو الحل لكُل مشاكلي،
لكن بِشكل مؤقت.
هو هروب من عالم مليء بالضجيج،
إلى عالم يعُم به الهدوء.
بإستثناء ذلك اليوم الذي أرهقتُ فيه كثيرًا،
ثُم نمت بعد بُكاءٍ طويل.
تلك النومة،
نومة الفزعة.
أُصبح على عرق يتَصبب مني كالنهر،
ودقات قلبي خائِفة تهرُب من شيء ما يلحقُ بها.
ثُم موجة بُكاء عارمة.
أشفقٌ على نفسي،
تلك النفس التي لا أستطيع
مواجهة مخاوفها بكُل جرأة.
لِمَ الهرب؟.
لِمَ لا أستطيع المواجهة؟.
إلى متى وأين سأقف؟.
قُمٍ بالله عليكِ أُنقذِ نفسك وصارحها.
قفِ بوجه مخاوفك،
قفِ بوجه آلامك،
بددِ الحُزن فرحًا وقوة.
صباحٌ سعيد مُدونتي، صباحٌ هادِئ.

أعيشك 02-21-21 03:27 PM

أفتقدكَ كثيرًا يا حبيبي،
أُقسم لك.
مُتعبة أنا من الحياة،
ومن اللَيالي،
ومن الأيام التي تخلوا منك،
أُقسم لك.
وفي كُل مرة أجلسُ وحيدة،
أراكَ كثيرًا.
ولكن ظهورك أمامي لم يكُن فقط
عندما كُنت وحيدة فحسب،
بل إنكَ ماهر في الظهور أمامي
حتى وأنا أجلس مع من أودُّهم كثيرًا.
في تلك الليلة التي كُنت أجلس فيها مع أبي،
رأيتُك أمامي تجلس وتُحدق فيّ بعُمق،
رأيتُك وإرتبكت،
سقطَ مني كأسًا مُمتلئ بالماء.
سألني أبي ما بك،
وكانت إجابتي وبِصوت مُنكسر وخافت :
لا شيء يا أبي.
نعم لا شيء،
ولكن ما بداخلي شيئًا عظيمًا،
لا يُمكنني التعبير عنه بكلمات بسيطة،
شعُور مُرهق،
شعُور مُتعب.
يُمزقني إشتياقي إليك،
وتقتلني كثيرًا فكرة إننا إبتعدنا
عن بعضنا البعض للأبد،
دونَ لقاء أخير،
دونَ قُبلة أُخرى،
دونَ حضن أخير،
ويُعذبني حنيني إليك.
لن أخفي عليك،
ولن أظهر أمامك بِمظهر امرأة قوية،
ولا أعلم كيف أظهر قوية وأنا التي
خسرتُ جيشي الوحيد وهو أنت.
سأُخبرك،
بكيت بالأمس عليك،
بكيت بحُزن وبألم،
بكيت حتى شعرتُ أن الصُداع
بدأ يأكُل جُزءًا من رأسي ويُمزقه،
شعرتُ بإنتفاخ في رأسي من شدّة البُكاء.
إشتقت إليك،
ولا زلت أفتقد صوتك الحنون ووجهك البديع،
الطمأنينة افتقدها كثيرًا،
أن تشعُر بالطمأنينة مع أحدهم
فهذه نعمة قد ساقها الله إليك،
ولكنك اليوم رحلت،
ولم تكتفي بالرحيل فقط،
بل إنكَ أخذت معك الطمأنينة،
وتركتَ لي الذكريات،
وتركتَ لي الحنين،
الهدايا،
تركتهُم معي ليُمارسوا معي أنواع التعذيب،
ويُبادلون الأدوار،
مثل جيشٍ مُدرب على أقوى الحروب والصراعات،
ولا يُمكنني التصدي لهم،
فقلبي معطوب،
ونفسي مشروخة،
وروحي هشّة،
هشّة للحد الذي قد يمُر يومًا كاملًا وأنا لم أشعُر به،
لأنني جالسة وحيدة في غُرفتي،
مثل طفلة صغيرة تفتقد أُمها،
وتبكي بكُل حرقة.
ولا أعلم ماهو الذنب الذي فعلته بحياتي،
وكان سببًا حقيقيًا لرحيلك،
ولكنني أؤمن بأن هذه الأقدار،
وهكذا الحياة أرادت.
وأُدرك حقيقة حُبك لي،
لا زلت أُحبك حتى وإن رحلت.

أعيشك 02-22-21 04:13 AM

أجلسُ وحدي،
مُتشابكة الأصابع،
أُفكر في حل لأزمة هذا العالم.
كيف يُمكن إيقاف الحرب!.
كيف يُمكن تصدي كورونا!.
كيف أنقُذ نسرًا قبل إرتطامه بجناح طائرة!.
كيف أُدافع عن تمساح بعينٍ واحدة في أنهار افريقيا!.
وكيف أُوزع سُنبلة واحدة بين قبيلة نمل بشكل مُتساوٍ!.
أُحاول تكرار الفرح الذي عقدت معه صفقة بالأمس،
كما تُكرر مصانع الورق الكراتين المُستعملة.
أُفكر لأجلكم،
وأنتم تُفكرون لأنفسكم.
الآن وبعد هذا العُمر،
أعيدوا لي أيامي التي لطختموها،
وأنا سأُعيد لكم مجدكم وشرفكم.
أعيدوا كُتبي الممنوعة،
وأنا سأُعيد أناشيدكم وشعاراتكم.
من منكم رمى هذا اللَيل في وجهي!.
أخرجوني من بطن الظلام،
أنزعوا حِبال ألسنتكم الطويلة،
كخيوط أشرطة الكاسيت.
أعيدوا كلماتي التي كتبتها،
وأخرجوني من هذه الزنزانة الواسعة،
كعلب السجائِر.
قبل أن أخلع ملابسي في وجه العالم.

أعيشك 02-22-21 11:04 AM

إليكَ جنيني الذي غير قابل للحياة،
إليكَ ياطفلي الذي لم يُخلق ويُزهد بعد،
سامحني وكُن كالطير الوديع في جِنان الله الخالدة.
كُن شافعًا لي ولأخطائِي عند الخالق البارئ،
وكُن وسيطًا بيننا وليعفوا عنّي.
قُل له بأن والدتي لم تكُن لإهمالي قاصِدة،
ولكن الإكتِئاب كان كالعاصية.
وأن والدتي لم تكُن تقوى على تربيتي.
وأبي قد يسبقني وإليك قد عاد،
وتركَ ذكراة باقٍ في الذاكرة.
ولكن ياطفلي،
إعلم بأنني لم أكُن أُمًا نافعة،
ولن تكُن حياتك بِقُربي كاملة.
سيتلبسُك النقص كما تلبسني،
وسيُرهقك الحِزن كما أرهقني.
ستبكي وتحمرُ عيناك ألمًا،
كُلما رأيت الدمعَ بعيناي غازية.
سيتقلصُك صقيع البرد العاتية،
ولن تلقى سوى جسدي لك دافِئة.
سيحتوي قلبُك تعبٌ كما إحتوى أباك حتى أماته.
وستُفقد لذة الحياة ولن تعيش بها بِرفاهية.
فالله أعدُك ياطفلي،
والله أودعتُك،
والله بِك خيرٌ،
والآخرة لكَ باقية.

أعيشك 02-22-21 04:00 PM

وحيّدة رُغم كُل هذه الإتصالات التي لم أرد عليها،
والرسائِل التي أتجاهلها،
والدعوات التي أنشغل عنها.
لا أعلم ما المرض الذي أصابَ روحي،
وما إسم الفيروس الذي دخل لي من ثقب الكآبة
حتى أصبحتُ أُحدق في مرآة الحمام لدقائِق
طويلة دون أن أنبس بكلمة واحدة،
غير أنني أقبُض على رأسي بكفيّ وأُمرر أصابعي
بين مسامات شعري ككُل الجماهير الخاسِرة.
الساعة العاشِرة صباحًا،
والصباح قاتم وأسود بداخلي،
والمُستقبل غير معروف،
والنهايات مُغطاة بزجاجات ثلجية،
أرى الأشياء ولا أعلم تفاصيلها الحتمية،
لا أعلم بالضبط أي لباس ألبس.
وهل هُناك مسافة كافية لتحقيق أحلامي وأُمنياتي؟.
لا أعلم شيئًا من كُل ذلك.
أقفُ الآن أمام النهار وجهًا لوجه،
بِصدور عارية،
وأصابع نهشت نصفها الليّل،
وجماجم عشعشت عليها الغربان.
أقف أمام الأيام كما يقف الجزّار أمام قطيع من الخرفان،
مذهولين، شاردين.
كيف سأُعلق كُل هذه القرابين في ساعات الصباح الأولى؟.
أقف في هذا المساء وحدي،
أمام مساحة شاسعة من الرمل والأرض الغير مؤهلة بالسُكان،
أبحث عن غصن شجرة كانت قد نخرتها الرياح
قبل عامين وحفرت بداخلها فراغًا يُشبه الناي،
كانت كُلما هبَّ الهواء سمعتها تبكي وتقول للصحراء :
ليسَ هُناك أكثر ألمًا من أن تكون وحيدًا في الداخل.

أعيشك 02-23-21 04:37 AM

سئِمتُ من هذا الرأس،
لم يعُد جسدي يحتمل ثقله،
ولم أعُد قادرة على احتمال أي ورطة أُخرى منه.
القلب ليسَ ثغرة،
والعاطِفة ليست نُقطة الضعف الأُولى،
الرأس هو من يتسرّب منه كُل أذى،
هو من يرى، ويلتفت، ويسمع، ويتحدث،
ويصمُت، ويرتفع، ويُنكّس، ويلد كُل فكرة.
أرغب بالتخلي عنه،
بإكمال حياتي دونه،
بتركه وفقًا للشفاة الحائِرة،
والأعناق الذابِلة،
والأعيُن الثملة،
والأحضان الضّالة،
والأيادي الراغِبة بمسح رؤوس سلبها منها الزمن.
أُريد أن أمشي ماتبقّى من عُمري مبتورة الرأس.
أحلم بأن أركض وحيدة بِخفّة في شاطئ فسيح،
بينما هو مُعلّق في الهواء،
بين عاشقين يتمازحان برميهِ على بعضهما،
أو يكون مدفونًا لوحده بعيدًا،
هُناك في حضن امرأة منسيّة.

أعيشك 02-23-21 02:47 PM

هذا الرأس،
المنصوب على كتفي،
المحشوّ بالمُنبهات،
والمُتكدس بالتعبِ والضجيج،
كيف يُمكنني الفكاك منه دون
الحاجة لرصاصةٍ مسومةٍ،
أو محضرٍ إنتحار!.
ليس رأسًا،
إنه صخرة تدحرجت من جبل،
وإستقر كفِكرة بشكلها الدائري.
ليس رأسًا الذي يُخطئ كُل مرة،
بل صلصالاً وكراتين محشوّة.
ليس رأسًا لا يتعلم،
بل غُرفة مهجورة تتوالد فيها الكِلاب.
ليس رأسي الذي أعرفه،
الأكثر حذقًا، وحكمة، ودلالة.
فمن سرقَ رأسي الذي أودعته
بِبطن حِذائي عند باب المنزل؟.

أعيشك 02-23-21 07:27 PM

الليل يبتلعني كما تبتلع السيول الأشجار.
يهشم رأسي بمعول الذكريات،
بل بمطرقة السأم والقلق.
أنا قلقة يا الله،
أقولها بحنجرة جافة محشوّة بالملح،
أقولها مُرتجفة خائِفة من دوار البحر،
وهو يُطاردني حتى عرض اليابس.
خائِفة من كُل شيء يحدُث أو سيحدُث،
وحدثَ وما أن يحدُث مرة أُخرى.
أنا قلقة يا الله،
قلقة قلق الامرأة العربية المُعتقة،
الممزوجة بالأسى والقتلى ونشيد الأُمهات،
ونائِحتهن أمام الجنائِز.
قلقة يا الله باللُغة العربية التي
تعلمتها لأبكي بِطريقة مُغايرة،
بِطريقة الكلمات التي أرسمُ بها
العصفور فوق الشجرة،
وما أن يحط على غصن إلا
وأسقطه صيادًا بِبُندقيته.
قلقة قلق الشاعر وهو يُصفف الأبيات
ويُنظفها من كلمات الحُرية.
قلقة قلق الأُمهات على بناتهن وهن
في غُرف الولادة يمتخضن.
قلقة قلق الحارس على البيت.
قلقة قلق نفسي على مُستقبلي.
قلقة قلق العابر على حِذاءه.
قلقة قلق الباب من أن يعود شجرة،
من المطر أن يعود غيمة،
من الغيمة أن تعود إلى البحر،
من البحر أن يعود إلى مالا أعرف.
بهذا الشكل الحقير تجرُني أفكاري نحو الهاوية،
نحو عقبة كبيرة من الأوهام والإضطرابات الذهانية البحتة،
نحو غياهيب لم أجد في طريقها قفرًا لِبشر أو دابة،
غير هياكل أشجار دونَ ورق، دونَ ماء،
دون حتى عصافير تشُق السماء،
ما الرحلة التي صعدتٌ إليها
دونَ أن أعرف وجهتي يا الله!.

أعيشك 02-24-21 04:41 AM

ليلة مُرصعة بالنجوم.

-أعيشك، ونِجمة مُضيئة.-


https://a.top4top.io/p_1878z3ayv4.jpeg

https://b.top4top.io/p_18787o0wd5.jpeg


الساعة الآن 01:45 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا