المحاولة فعل إنساني نبيل، يكاد يقترب في نبله من فعل الرحمة أو إبداء الود بدون ترقب المقابل، أن يبذل إنسان من وقته و جهده وهو مخلوق يحده الغيب و قصور بشريته من كل اتجاه بدون ضمانات لناتج البذل في ظل مجهولية المستقبل= هذا فعل متجاوز ونبيل.

صباح الخير
- الغوريّة "القاهرة".

من أعظم النعم في العلاقات أولئك الذين يتبعون اليسر في الكلام، واللين في المعاملة.
فهم أقل كلفة، وأدوم بسمة، وأسهل إرضاء، وأسرع مساعدة؛ أولئك الذين قال عنهم رسولنا الكريم:
(ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل )) .
فاللهم اجعلنا منهم وأكرمنا بهم .

صلّيت استخارة 500 مرة !
في 2013 في الكويت، كان عندي مشكلة في أوراق الإقـامة، مكثت في غرفتي 100 يومًا بالتّمام والكمال لا أخرجها منها إلا لصلاة الجمعة فقط..

طول الوقت جالس في الغرفة، ومن أول العصر أطلع أقعد فوق السّطح أتفرّج على الشوارع، والسيارات، والطيارات في السما
كنا في مكان قريب من المطار، فكنت بحب أشوف الطائرات وهي طالعة وهي نازالة
مكنتش عارف ايه اللي هيحصل لي بكره
أنا قاعد؟ ولا راجع تاني؟ ولا ايه!

كنت كل فرض أصليه أصلي معاه صلاة استخارة، أن يختار لي الخير ، 5 صلوات و5 صلوات استخارة في كل يوم لمدة 100 يوم = 500 صلاة!

كنا في بدايات الصيف في شهر (6)، حضرت الشتاء كله في الكويت، لكن الصيف لم يقدر لي أن أتذوّقه هناك

أبتسم للّحظة..
للأمل المباغت.. للنسمة العابرة..
أبتسم للّحظة..
كأن لا قبل لها ولا بعد.

أكبر غلطة بنرتكبها عمومًا في العلاقات: إننا بنِعرض نفسنا!
يعني بنبادر بالإعراب عن المشاعر بعفوية، ونطلب نبقى مع بعض على طول، ونقترح نشاطات مشتركة نعملها سوا، ومساحات للمودة نكون فيها مع بعض، اعتقادًا إن تقييم الطرف التاني هيكون زي تقييمنا للموضوع بالظبط، فيلا بينا نستمتع.
بس في الوقت اللي بيبقى قصدنا حاجة، بيفهم هو حاجة تانية، وبيستخف بينا وبحماسنا، وبيعتبر دي علامة على إنه أصبح شخص ما نقدرش نستغني عنه في حياتنا، ما يخوّله سلطة أكبر في التعامل معانا، ويدي له صلاحيات ما خطرش ببالنا نديهاله، وصولا لإنه ممكن يزهدنا في اللحظة التالية لما يحس إننا مدلوقين عليه كده، وإن ما بقاش فيه تحدي يخوضه عشان ينال إعجابنا!
بمعنى آخر: العفوية والتلقائية في التعبير عن المشاعر، والصدق والأريحية والطيبة، غالبا بتودّي في داهية، لكن الخبث والحوارات والتقل والصنعة والإيحاء بإننا مش فاضيين له طول الوقت وإن لينا عوالمنا الخاصة وحياتنا، وكرم أخلاق مننا بس إننا بندي له شوية وقت منها، هيخليه مشدود زي الوتر طول الوقت ومستني مننا إشارة عشان يجري يلبي احتياجاتنا وهو مبسوط وحاسس بالإنجاز!
"التظاهر" و"الادّعاء" في العلاقات -للأسف!- سيّدا الأخلاق!