منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-24, 08:31 AM   #13
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثالثة عشر


اللهم بلغنا رمضان

إذاً.. أخوتي:

الشاهد من مطالعة فضائل الأعمال ، سواء في فضائل الأعمال أو الأقوال ، من شأنها أن ترغب الإنسان في تلك الأقوال وفي تلك الأفعال٠٠٠٠
يبقى بعد ذلك دورهُ في التفاعل مع هذه الفضائل حتى يصل إلى مرتبة اليقين فيما عند الله تبارك وتعالى٠٠

ومن ما ورد من الحث على إغتنام مواسم الطاعات في العمر٠٠
ما رُوي عنه صل الله عليه وسلم مرفوعاً

اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ
الراوى: انس بن مالك
حسنه الالبانى
أو ( أطلبوا الخير مدة عمركم)

وفي الطبراني أيضا من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا بسند صحيح قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

إن لله في أيام دهرة نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصببه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا
(صحيح الجامع)

طول أيام العمر أسعى في طلب الخير ، لا تكن مشغولا إلا في طلب طاعة أوهروب من معصية٠٠٠

قال ابن رجب رحمه الله
وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض،

كما قال تعالى:
{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
وقال تعالى:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}

إذا ..

لله في أيام السنة نفحات ..ونفحات ، جمع نفحة : وهي زيادة الخير التي تأتي من الكريم ولا تكون كمثيلات أفعاله الأخريات٠٠٠

فالكريم غالباً حين ينفق مثلا يتصدق غالب صدقاته لا تقل صدقة عن ١٠جنيه مثلا"، لكن هذا الكريم له في بعض أوقاته عمره ، مثلا في رمضان أو أوقات الحج أو أوقات الصوم أقل صدقة ينفقها ١٠٠ جنيه
مثلا"

ولله المثل الاعلي
وهؤلاء الفقراء يعلمون أن هذا الكريم له نفحات أوقات معينه يزداد فيها كرما ، فيتعرضون له٠٠٠٠

وأنتم تجدون أن حشود الفقراء والمساكن يحتشدون أمام المساجد في أواخر شهر رمضان .. لماذا؟!

يعلمون أن الكرماء تفيض أريحيتهم بكثير من الصدقات ، بخلاف الأيام العادية في السنة لا تجد فقراء أمام المساجد٠٠٠

ولله المثل الأعلى ..
كذلك الله عز وجل له في بعض أيام دهره نفحات ..
أي مواطن ومواقع يجود فيها الله عز وجل جودا وكرما ومنة وفضلا مالا يجود في غيره من المواسم٠٠٠
اللهم إنا نسألك من فضلك

لكن الكريم في الدنيا الذي ينفق وينثر فلوسه ، هذة الفلوس التي تنثر تقع حيثما وقعت في يد أي أحد وقعت في يده٠٠
نعم في يده

لكن نفحات الله عز وجل لا تقع إلا على المستحقين ، ولو أدنى استحقاق٠٠*
ولكن لابد أن يكون هناك ذلك الأدنى من الاستحقاق أو سبب لوصول تلك النفحات للعبد المحسن٠٠

ولكن غير المتعرض تماما لنفحات الله عز وجل في رمضان ، لا يمكن أن تتنزل عليه ، فلا يمكن أن تتنزل على مخمور مثلا"
المهم لا تعرض انت!
تاهب
واقبل
وستنال
كيف يمكن أن يحصل ذلك ، إذا كان أهل الإيمان يشكون في حصولهم على الثواب أصلا ، فكيف بهؤلاء المطرودين والمبعدين ؟

وهذا كله مآلا ومصيراً إلى أن الله عز وجل حكيم يضع الأمور في نصابها ولا يظلم ربك أحدا٠٠٠

وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه صفه من صفاته يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته إليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام٠٠٠
وفي مسند *الإمام أحمد* عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه

ما من يوم يمضي عليك إلا يختم عليه٠٠٠
أي لا سبيل إلى إصلاح ما فاتك ولا تدارك ما انفرط منك٠٠٠

يا. الهى
فالأيام التي تمضي عليك ليست دفاتر حسابات موضوعة على الأرفف تستطيع أن تنزلها وتعدل فيها ما تشاء٠٠٠

إنما هي أعمال يختم عليها، ولا سبيل إلى تداركها٠٠٠

لازم هذا المعنى أنه إذا كان ليس لديك الفرصة في تدارك ما فاتك ، فاحرص على تدارك ما سيأتي عليك٠٠

لأن الذي يأتي عليك الآن ولا شك أنه بعد قليل سيكون فائتاً لا يُتدارك ٠٠٠
فاحرص على إصلاحه واحرص على تداركه، واحرص على اغتنام ما فيه ، حتى لا ينقضي ثم بعد ذلك تندم على ما انقضى وفرط منك

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مجاهد قال:

ما من يوم إلا يقول ابن آدم قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم فانظر ماذا تعمل فيّ، فإذا انقضى طواه، ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذي يَفُضُّ ذلك الخاتم يوم القيامة

ويقول اليوم حين ينقضي: الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها، ولا ليلةٍ تدخل على الناس إلا قالت كذلك٠٠٠

اغتنمـــــــــوا. اعماركم اخوتي....

يُتبع ان شاء الله


 


رد مع اقتباس
قديم 03-02-24, 08:42 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






استعدوا٠٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الرابعة عشر


نتابع اخوتى:

عن عمر بن ابي ذز رضى الله عنه قال.:
اعْمَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَسَوَادِهِ، فَإِنَّ الْمَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُمَا، إِنَّمَا جُعِلَا سَبِيلًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ، وَوَبَالًا عَلَى الْآخَرِينَ لِلْغَفْلَةِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَأَحْيُوا لِلَّهِ أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِهِ، فَإِنَّمَا تَحْيَا الْقُلُوبُ بِذِكْرِ اللَّهِ
أي : أحيوا أنفسكم بذكر الله
لمن؟!
لله
أي : طلبا لرضى الله
واعلموا رحمني الله وإياكم.. أن معرفة فضل المواسم يكون بمطالعة ما ورد فيها من فضل وبما يحصل للعبد من الجزاء إذا اجتهد٠٠٠٠

لكن هنا لفته وهو أن معرفة فضل هذه المواسم لا يمكن أن يتأتى ، ولا يمكن أن يستشعر الإنسان فيها بالفضل الحقيقي ، إلا بأن يعمل بمقتضاها وإن كان متجردا من معرفة فضلها٠

بمعنى أن عندك خبر بفضيلة قيام الليل أو صيام النهار ، فعلى قدر إيمانك بأن الله عز وجل يحب هذا العمل تتفزع لهذا العمل وتفعله٠٠٠٠

أما إن لم يكن في علمك ثواب أو اجور معينة لهذا العمل وهذة الطاعة، فإن إجتهادك في هذا العمل مع قطع طمعك عن فضيلتها سيؤدي بك مع الله تبارك وتعالى إلى أن يلهمك الله عز وجل في هذه الطاعة من صنوف المعارف والفضائل واللذات والفرحة والطمئنينة والسكينة بفعل هذه الطاعة ، ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى٠٠

كما ذكرت لحضراتكم قبل ذلك في قضية مطالعة الأسماء والصفات، أن مطالعتها تحتاج إلى تفاعل وإلى صب

قد تتضرع لله بإسم أو صفة من الصفات ولا يحضر القلب ٠٠
وسأحدثكم بإذن الله في طريقة تحصيل ثمرة ذكر الله عز وجل واذكرها هنا للمناسبة (قبل ان اسهو عنها)

فبعض الناس قد يذكر الله أو مثلاً يطيع الله ، يصوم يصلي، يذكر الله يقرأ القرآن ولكن قلبه لا يحضر فما العلاج ؟
ابن القيم رحمه الله.

يذكر من طرق تحصيل الثمرة او حضور القلب في (تهذيب مدارج السالكين)
الإستمرار ومجاهدة النفس عليها

عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه...

فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه

فلم تزل ساجدة حتى قيل لها { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي}
( الفجر: 27-30)

وهكذا يجد العبد لذة غامرة عند مناجاة ربه وأنسًا به وقربًا منه حتى يصير كأنه يخاطبه و يسامره، ويعتذر إليه تارة ويتملقه تارة ويثني عليه تارة حتى يبقى القلب ناطقًا بقوله: *(أنت الله الذي لا إله إلا أنت) بحق وصدق

من غير تكلف له بذلك بل يبقى هذا حالاً له ومقامًا كما قال النبي صل الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه

فالإستمرار

في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب والإستمرار فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة الله عز وجل سبب قوي لحصول الثمرة المرجوة من هذة العبادة وهذة الطاعة ، فيسجد قلبك لله سجدة لا يقم منها إلا يوم القيامة٠٠٠

وكما ذكرت لحضراتكم أن بعض الناس قد يصلي ، ولا يجد ثمرة للصلاة، فينقطع

هذا دليل على أنه لا يريد أن يتعب لله تبارك وتعالى التعب الذي يستجلب الثمرة، ولكن السبيل الصحيح أنه لا ييأس ، وأن يستمر في طاعته منطرحا على عتباته مستحضرا نفسه كأنه واقف بباب الله تبارك وتعالى يطلب منه الفتح والولوج ويطلب منه الإنعام والستر ..

اخوتي لاتبرحوا عتبه العبوديه حتي تبلغوا
إياااك ان تجد نفسك غير متدبر للتلاوة فتغلق مصحفك!
استمر. حتى تبلغ!

وقس على ذلك جميييع الطاعات٠٠٠

عندما يقبل العبد منا على الطاعة يقعد له ابليس الصراط المستقيم وهذا وعد منه!
فإياك يهزمك ويصدك ٠٠٠٠ انت فى صراع مستمر مع ابليس لازم تنتصر فى معركتك معه بإذن ﷲ

جاهد٠٠٠٠٠

فمثل هذا الإجتهاد هو الحري بأن يدخل الإنسان في زمرة الصالحين والمخلصين لله تعالى٠٠٠٠٠

يتبع بإذن الله


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-24, 08:21 AM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠
استقبال شهر الخيرات
الحلقة الخامسة عشر


اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي:
معرفة فضل المواسم والتفاعل مع هذه الفضائل ، وتدارك الأوقات والأزمنة التي تقبل على المرء ليحصل له ما ينشده من ربه ، حتى يصل إلى مرتبة اليقين
فيما عند الله تبارك وتعالى ، هي مهمة السائر إلى ربه في الشهر المعظم٠٠٠٠

والإستمرار في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب ، والإستمرار فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة الله عز وجل

كل هذا يساعد المسلم على نيل ثواب وثمرة فضل هذا الموسم ، وتلك الطاعات ، وهي فرصته من هذة المواسم وتلك النفحات

فعن الحسن بن علي رضي الله عنه كان يقول:
يا ابن آدم اليوم ضيفك، والضيف مرتحل، يحمدك أو يذمُّك، وكذلك ليلتك

وقال ايضاً:
ما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدنيا إلا يناد ابن آدم اغتنمني، لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلةٍ إلا تنادي: ابن آدم اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي.

إذاً

المهمة معرفة فضل الشهر العظيم ومنة الله فيه ، وفرصة العبد منه
ما معنى فرصة العبد منه ؟!

لا تدرك هذة القضية إلا بشقين

أن تدرك عظم ذنوبك ، وخطورة موقفك يوم العرض أمام الله عز وجل٠٠
ان تعلم أن هذة المواسم ، مواسم لمغفرة الذنوب السالفة عامة وللنجاة..
إذا حسبنا منذ بلوغنا حتى اليوم كم ذنب اقترفناه، وكم معصية عصينا الله بها ؟!
كثير...
هل ضمنت أن الله عز وجل غفرها لي ؟!

لا لم أضمن٠٠٠
وهذه الطاعات التي فعلتها سابقا نفسها غير مضمونة في القبول فعلا" ما ادراك. اخشي ان نكون من الذين

ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
إذا يقينا عندي معاصي ، ويقينا لابد لي من التخلص منها للنجاة٠٠٠

إذا فرصة العبد بأن يدرك أن هذه المعاصي التي سلفت منه أو انصرفت منه في أيام غفلته وفتوره وبعده عن الله عز وجل ، لا يمكن أن تُتَدارك إلا بتحصيل المغفرة في هذه المواسم لأن لا يوجد مغفرة عامة إلا في هذه المواسم*

قال صل الله عليه وسلم
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

إذا شهر رمضان ، فرصة عظيمة للإنسان أن يمحوا الفضائح والقبائح والعيوب العظيمة التي فعلها في الظلمات وفي النهار ، في السر وفي الجهر ، هذة الذنوب كلها تحتاج إلى تداركها وإلى مغفرتها وإلى تجاوز الله عنها
فعليك أن
تجد
وتجتهد
وتثابر
وتجاهد
في هذا الموسم رجاء
أن يغفر الله لك

( وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ)


يتبع بإذن الله


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-24, 08:26 AM   #16
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠
لاستقبال شهر الخير
الحلقة السادسة عشر


اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة

القاعدة الثالثة
تمارين العزيمة والهمة

ما معنى هذا؟

الرياضيون حين يدخلوا أي نوع من المباريات ، يُصُونَهُ بالتسخين بأنواعه٠٠٠
لكن نحن تسخيننا كيف؟

وما الهدف من التسخين ؟!

أن العضلات لا تدخل إلى المباراة وهي فاترة مترهلة ،
لأنها إذا بوغتت بجهد شاق سوف يؤدي إلى إضطراب الانسجة فتتعب العضلات ويؤدي إلي مشاكل لدي اللاعب٠٠٠٠

أما إذا دخلت وهي متهيئة متحفزة إلى العمل والجهد بأن تكون ساخنه أصلا" ، فهذا يساعدها على الإستمرار وعلى عدم التعب او اي اضرار٠٠٠

نفس هذا الأمر يسري في العبادات والطاعات وأيضاً في العلوم الشرعية ، فإنك إن لم تمارسها على الدوام تصدأ وتذهب تتلاشى نعم وﷲ٠٠ ٠٠

يُران على القلب عفاكم الله
فمثلا ابن الجزري يقول على تجويد القرآن وقراءة القرآن وترتيل القرآن ، لا يمكن أن يتحصل آلا بالتدرب وبالمرونة بالتمرن ويقول وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ

أي من يتدرب على المخارج والصفات يستطيع بعد ذلك أن يرتل ترتيلا حسنا
أما أن يهجر القرآن تماما، ثم يطمع بعد ذلك أن تكون تلاوتة حسنة أو تلاوته مجودة ، فهذا دونه خرط القتاد٠٠

ومانَيٍل المطَالب بالتمني
وخرط القتاد معناها

القتاد : نوع من الاشجار له أشواك كالإبر٠٠

الخرط :
أن تزيل ورق الشجر بكفيك ، ولا شك أن هذا أمر غاية في الألم فلا يستطيع أحد أن يصبر عليه

كذلك الذي يظن أن الذي لا يقوم الليل البته ولا يقرأ القرآن أبداً ، يظن أن أول ما يدخل الشهر سيقوم الليل مثلا ٣ ساعات٠٠٠

لا يمكن!
هذا مستحيل ولو فعلها ليلة لا يستطيع أن يستمر٠٠٠
اما من يتمرن على هذه الطاعات يصبح الصيام والقيام عنده مسألة سهلة يسيرة ، معتادٌ عليها٠٠

لهذا المعنى نلمح حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في صيام شهر شعبان

(وهذة لمحه ثالثة تضاف الي الثلاث اللذين وافيت بهم حضراتكم من صيام الحبيب صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان)

حتى تلج النفس على شهر رمضان وهي مواتيه للصوم ، فالصوم لا يكون مشقة بالنسبة له فيشعر أن الصوم له امر عادي جدا ليس فيه مشقة


ولاحظ أن كثير من الناس لا يستثيرون هذة المشقة في عبودية الله تبارك وتعالى ، لذلك الشرع يساعدهم على أداء الطاعة بدون مشقة ، مع أن المشقة على قدرها يكون الأجر والثواب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضى الله عنها *أجرك على قدر نصبك

ولذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ، لماذا ؟

لأن فيه التضحية العظمى التضحية التي ليس بعدها تضحية ، التي هي التضحية بالنفس والدم ، يضحي الانسان بأعز شيء عنده بأعز ما يملك بل كل ما يملك بحياتة لذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام

فعلى قدر تعبك ونصبك في الطاعات على قدر ما يتضاعف الجزاء والوفاء*
وهذا الاجتهاد لا يمكن أن يتأتى من نفس تعودت والنوم والراحة وشق عليها كل شيئ. أبداً

لذلك الجهاد نفسه يظن البعض أن بمجرد أن يدعو داعي الجهاد للنفير مثلا لجهاد اليهود، يظن أن نفسه ستواتيه ، أبداً هذا ليس بهين ، كثير من الشباب يعيش في خدعة كبرى من هذه القضية

فلا أعتقد أن شاب مسلم لا يستطيع أن يقاوم سرير نومه وفراشه الوفير ليقوم في صلاة الفجر ، لا أعتقد أن هذا اصلا يستطيع أن يترك امرأته يوما ليلبي دعاء الجهاد

لا يمكن
النفس إذا لم تعود على التضحية بالتوالي ، فإنها ستجنح إلى الأنانية ولا شك
لكن تعودها على التضحية رويدا رويدا ، هو الذي سيسهل لها بعد دلك الانخلاع عن ما تحب

لذلك نقول أن التمرن على الطاعات، كل الطاعات التي تريد أن تفعلها في شهر رمضان ، تمرن عليها وتعودها في مثل هذه الأيام جاهد نفسك فيها ، حتى إذا ما جاء الشهر استطعت أن تدخل هذا الشهر وفي نفسك عزيمة صادقة للطاعة وإلى العمل فيه

والاصولييون يعرفون العزيمة أنها ما بنيت على خلاف التيسير ، كالصوم والسفر لمن أطعته

والعزيمة أو العزم عند أهل السلوك هو استجماع قوى الإرادة على الفعل.
وكأن صاحب العزيمة لا رخصة له في التخلف عن القيام بالمهمة، بل هو مطالب باستجماع قوته وشحذها حتى يطيق الأداء.

فالعزيمة ليست شيئا نفسيا محضا يمكن أن يولد رهن الساعة

، لايمكن
فالعزيمة تحتاج إلى استجماع ، تحتاج إلى طلب كل الطاقة والذخر الموجود في جسمك وفي مكنون نفسيتك حتى تولد في قلبك الطاقة والنفسية الموائمة للعمل ضخامة أوعدم ضخامة لأن كل عمل يحتاج إلى إرادة معينة
فلذلك العزيمة تحتاج إلى تمارين وإلى توليد سابق للشهر المعظم
والشرع أشار إلى ذلك باستحباب

فاستحب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل أن يبدأ، بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر

وأشار الامام الشاطبي رحمه الله

في الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل.

و بين كل أذانين صلاة ؟
فحين تؤدي السنن القبلية للفريضة ، تتأهب النفس استعدادا للفريضة
فحين تؤدي السّنة ، وتمارس المجاهدة -مجاهدة النفس والوساوس تدخل في الفريضة ، وأنت لديك دربة ، متدرب على هذه المقاومة ضد تلك الوساوس
وتمارين العزيمة إخوتاه ، من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه

فلا قوة للنفس ما لم تعد العدة للطاعة ..

يتبع بإذن الله


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-24, 09:08 AM   #17
شبح الشمال

آخر زيارة »  03-08-24 (12:50 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



التوبه لله والفرح بقدومه وقراة القران


 

التعديل الأخير تم بواسطة شبح الشمال ; 03-03-24 الساعة 09:11 AM سبب آخر: حذف بعض الكلامات

رد مع اقتباس
قديم 03-04-24, 07:49 AM   #18
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة السابعة عشر


اللهم بلغنا رمضان


إذاً
القاعدة الثالثة
قلنا تمارين العزيمة والهمة .. وهي من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه٠٠٠٠

والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه ، فتحتاج النفس إلى
المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها
ثم مجاهدة وإرادات ، ودفع العجز والكسل

ولذلك قال الله عن الجهاد
*{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ* }.

ولأنه لا قوة للنفس ما لم تُعِد العدة للطاعة

قال تعالى لائما على المنافقين الذين ادعوا أنهم كانوا يريدون الخروج للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وتخلف المنافقين فيها : { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.

قاعدة مهمة

أي طاعة تحرم منها هذا دليل حرمان حتى لو كان عندك ظروف؟

هل هذا تشديد منى ؟!
لا ليس تشديدا إنما تهذيب للنفس وترغيب لها على الإستعداد لأي طاعة أخرى حتى لا تفوت٠٠

*لأن لو الإنسان جلس يملي نفسه بالمعاذير لكل طاعة تفوته فإنه أبدا لن يندم على فوات الطاعة*
فلا يصلي الفجر ولا تجد لذلك أثر في نفسه

يفوته درس يمني نفسه أنه سيسمعه أو سيشتري الكتاب او.او. او

مثل هذا مع توالي الأزمنة سيؤدي به إلى زهد في الخير والطاعة٠٠٠

لكن إذا خوف نفسه من ذلك ، فالآية مخيفة جداً *{ كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم }
أي سبب تخلفه من الله فلقد كرهه ربه ، وكرهه خروجه أصلاً٠٠٠

ولم يكره الله انبعاثهم ابتداءً ، لا بل وجدهم متوانين عن طاعته ، بسبب تباطؤهم وعدم صدق نيتهم وعزيمتهم في أن يروا الله عز وجل منهم طاعته ، فالله كره انبعاثهم فثبطهم

ثبطهم : أي أقعدهم وكسلهم عن الخروج

وبهذا تعلم أن كثير من الطاعات التي نحبها ونريد أن نفعلها نجد أمامها احيانا كسل ، هذا الكسل ليس بالضرورة أن يكون آتي منك فقد يكون عقوبة

نعم قد يكون الكسل عقوبة من الله تبارك وتعالى ، لأن هذا الكسل سبقه كسل وعدم جد في طلب الطاعة، فتأتي العقوبة من الله عز وجل للعبد لأنه لم يبادر الى النشاط٠٠٠

وقلت لحضراتكم ان أساس العبادة أن تكون مبنية على
الشوق التام
والحب التام
والذل التام

كما قلت في قصة موسى عليه السلام وقلنا أن لابد أن يكون شعار المسلم
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)

عجلت إليك في أي نداء وفي أي طاعة

فتسمع الأذان للصلاة فيكون شعارك وأنت ذاهب للصلاة وعجلت إليك ربي لترضى
حضور مجالس العلم يقول : لبيك لبيك اللهم لبيك ، وعجلت إليك رب لترضى
يدعوك أحدهم للصدقة أو ترى مسكين فتبادر وتخرج الصدقة وتقول بلسان حالك ومقالك وعجلت إليك ربي لترضى

*هذه المثابره على الإستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الإستمرار في الإقبال على الطاعات*

تأمل قول الله تبارك وتعالي في سورة الكهف
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ} أي جعل الله قلبه غافل عن الله وعن الطاعة٠٠

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } أي: مفرط لا يحصل أمراً لدنياه ولا لآخرته لأنه غفل واتبع هواه٠٠
يا.الهى
اللهم اجرنا من خزى الدنيا وعذاب الاخرة

قد يقول أحدهم أن الله هو الذي أغفل قلبه
فالجواب
لا٠٠
لا٠٠
الله لا يغّفل إنسان إلا إذا كان هو من ابتدأ الغفلة ، كما قال تعالى
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ}

وفي قراءة أخرى ولكنها ليست عشرية :*{أَغفَلَنَا قَلْبَهُ}
فهو الذي غفل عن ربه ، وليس الله من أغفله ، وهو الذي بات بقلبه بعيدا عن ربه ، فتجد ه يرى المؤمنين يتحاشاهم حتى لا يقول له أحدهم : قم فصل ، أو احضر معنا هذا الدرس

وحين يسمع القرآن يغلقه ، حتى لا يُذَكره القرآن ، فيبعد عن ملذاته وشهواته

تجده حين يمر أمام المقابر يقول: أعوذ بالله الحمد لله أني بعيد عن هؤلاء ..وهكذا

لا يريد أن يتذكر أي شيء حتى يبقى منغمس في دنيته ، وفي شهواته فهذه كلها منغصات لقلبه فيبعدها عنه وهو بذلك يبعد عن الله عز وجل

إذا تمارين العزيمة تقتضي الإجتهاد والجد في المثابرة....


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 08:38 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا