|
:: قرار هام :: |
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-19-21, 10:09 PM | #157 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
عندما يتراكم الحديث فوقَ المشاعر المدفونة وسط قلبٍ بالهموم مُمزق، يُصبح القلم حينها عاجِزًا عن التوثيق!. أجِدني أُهمهم دون حُروف، - كنوتاتِ وترٍ. - لِعقلي المَمسوس، دونما تلويث لأسماعِ البشر. أُعيد تصوير مقاطع من أحداث كثيرة في خيالي، أعيشُ معها طوال اليوم والليلة حدّ الشرود عن من أمامي!. وعندما يبلُغ الإختناق مني حَدة ويُغلف السَدفُ جفوني، أجدُني أسترفِد النُقوش على الورق علّني أجِد فيها من مُتسع!. لكن حِينها، يأبى قلمي الإنصياع لِقلبي، أراهُ يمشي مُتعرجًا على الرصيف، مُنهكًا يستندُ على الجِدران، لا يفتئُ، عاجزًا عن الحركة بعد رصيفين ونصف رصيف!. وعند المُنتصف، يقفُ مُتوسلاً يُخاطبني : " أيّا فتاة! ألا يكفيكِ ماتفعلينهُ بِعقلك، خيالاتك وقلبك على مدار الشَمس والقمر! تلجأين لسحبِ مدادٍ هو دمك ووريقاتٍ هي جُلودٌ نُزعت من صفحة وجهكِ الباهِت، لتوثقي وصبًا يَمتدُكِ بِقروحٍ نازفة! ألا تكفيك نُدوبُ قلبكِ المكلوم؟. " لكن .. أوليسَ يعلم بأن عقلي قد وصَل حدّ الجنون، وخيالاتي لم تعُد إلا هلاوس موبوءة؟. أما القلب .. فقد صُيّرَ إلى عضلةٍ مُتعفنة بِسبب تراكُم بقايا المشاعِر الفاسِدة المُهمشة والمكبوبةٍ به!. ألم يخطُر لنخاعهِ بأنَ في إخراج حتى الربع على صفحاتِ ورقٍ مكفهرةٍ قد يكون بِمثابة مصحةٍ لإستعادة بعضٍ مني، وحبوب مُهدئة تخفي القليل من هلاوس عقلي، أو حتى بِمثابة مُطهرٍ لذاك القلب الداج من بعض القذارات والأوبِئة!. ألم يستطع استشفاف تضحيتي في عظمٍ يكونُ هو سحبتهُ من أصابع يدي، عفَرتهُ دمًا من عُروقي، وشققتُ جلدًا يسترُ لحمي فقط لأتخلص بِهم من بعض ما يُراودني حتى وإن أُصبح المظهرُ مُشوهًا!. أكان عاجزًا عن إعطائي نوتةٍ من وتره العسيف، لإستنباط شيء يسيرٍ كذلك؟. ••• علمتُ أن في ذاك تآكُلاً منك، لكنني علمتُ أن في فاقتهِ نِهايةً لي!. فحسبي منكَ يا أبيضًا تُحركه أعصابي ويقيةِ لحمي من الأذى!. وحسبُك مني إنتزاعًا مُدنفًا يرمي بِك في وجه عاصفةٍ عاريًا لا تجدُ ما تستُر به هشاشتُك ووجلك!. ••• عليكَ أن تُطيع الأمر!. عليكَ أن ترقُص وتتمايل، لتنثر زخاتِ دمي وتُسقي بها صفحاتي البيضاء. عليكَ ألا تعترض!. فلا حياةً لك بدوني، ولا حياةً لي إلا بخُنوعك. ••• ها أنا ذا أمدُّ يدي لإلتقاطك، تلتفُ أناملي بِرفق حول جسدك النحيل، أتمايلُ معك، أُراقصك في ساحةِ عُمري على سيمفونياتِ قَدري المنقوش على صفحة سماءٍ سُرمُدية. تتناقلةُ الغيوم .. تذرفهُ لي في كُل يوم .. وها أنتَ ذا تُراقصُني، تتمايلُ مع أنغامي، تُشاركني لحن وترٍ كمنجتِك الأزلي. ••• هُنا بِداية النِهاية، هُنا أنثُر رذاذ أُمنياتي وأُزرع وردَ أحلامي. هُنا أُعزف كيفما أشاء على وترِ كمنجتكَ ألحاني. هُنا تكونُ جُزءًا مني، وأكونُ أنا أنت!. | |||||||||||
|
05-20-21, 11:24 AM | #158 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
ماذا سيحصلُ لو رميتُ نفسي أمامك، وبكيتُ وأنا أحكي لك، فهل ستعرفُ شيئًا مني أكثرَ مما تعرفه عن الجحيم عندما يحكي لك أحدهم عنه واصفًا حرارته ورُعبه؟. ويكفي هذا السبب لوحده، لكي نعرفَ - نحن البشر - أن علينا أن نهابَ بعضنا البعض جدًا، أن نُمعنَ في التفكير كثيرًا، وأن نقفَ إلى جانبِ بعضنا مُتضامنين، كما لو كُنا نقفُ عند مدخلٍ يؤدي إلى الجحيم. | |||||||||||
|
05-21-21, 10:52 AM | #159 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
هل جربتَ يومًا أن تغرق وأنتَ حي؟. . . . حسنًا هو يبدو مِثل .. . لا أعلم .. كيف أكتُب ماكنتُ أُفكر به منذُ لحظات!. لا بأس، سأُحاول. . . . إستعمِل خيالكَ معي قليلاً. . كان مِثل مُحيط كبير للغاية، أنتَ تغرَق فيه، لا تستطيع الحِراك، جسدُك أثقل من أن تستطيع تحريكه، تشعُر بشيءٍ يسحبُك للأسفل، وأنتَ ثابت!. يتغلغل الظلام إلى عينيّك، لم تعُد ترى شيئًا. مُحركًا يديك بكُل جُزيء طاقة مُتبقية لديك نحو عُنقك، تُمسكه وكأن هُناك قيدًا حوله تُحاول نزعه بالقوة!. لا فائدة .. الماء مُلتف حول عُنقك كالثعبان. تشعُر بالإختناق، وتتنفس بِصعوبة مع صوت أنفاسك الباهِتة. تفتح عينيك، تجِد سوادًا يَخنق الروح ويكتم الأنفاس، فقط عُد لِسريرك ونِم، إنتهت ليلتُك السيئة لهذا اليوم. . . . هل وصلت لكم؟. هل إخترقتكُم؟. | |||||||||||
|
05-22-21, 11:52 AM | #160 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
ضغط. تأنيب. كُره. تحطيّم. صُداع. تضارُب. تشويش. ______________________________ يُمكنني الإنهيار الآن. لا بأس، أنا لوحدي. __________________________________ أتشبث بِها، آخر خُصلة تُطالب بالحياة. | |||||||||||
|
05-23-21, 10:25 AM | #161 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
لكُل من يعتقد أن النسيان يأتي مع الزمن، إنه ستمُر الأيام، الشهور، السنوات وتنسى كُل شيء، وكأنه لم يكُن. لا أحدَ ينسى شخصًا أحبهُ أبدًا!. كُل من أخبروك أنهم نسوا، إما كاذِبون، أو لم يُحبوا قط. الزمن مُجرد رقم، والذكرى ستظلُ محفورة، ولكن الإختلاف الوحيد إنك ستكون هُنا، وهو هُناك، بعد أن كُنتما معًا. الذي يُريد أن ينسى، ينسى حينَ يختار هو هذا بِكامل إرادته، ولن ينسى، أي إنهُ سيمحي الذكرى من ذاكرته تمامًا، كما قُلت لا أحد ينسى شخصًا أحبهُ بِصدق، إنما حينَ يُقرر أن ينسى، فهو يجعل الذكرى وكأنها عابِرة بعد أن كان وطن، فيتذكر الشيء ولكنه لا يتأثر، لا ألم ولا فرح. | |||||||||||
|
05-24-21, 01:49 AM | #162 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
في هذه الساعة المُتأخرة من الليل، دعني أُوجه حديثي إليكَ يا جدّي، حتى وأن لم تكُن تسمعني. دعني أكتبُ كلماتي هذه برغم معرفتي أنك لن تقرأها!. كنت ذات يوم أضحك والفرح يُحلق بي في سماءٍ صافية، ليس بها أي غيوم، كنت حقًا سعيدة بتلك اللحظات، كنت أغلق عيناي وأشعر بالسعادة في قلبي، كنت أحلق أعلى من تلك الطيور، حتى أرتطمت ووقِعت!. لا أعلم ما الذي أرتطمت به لانني أغلقت عيناي، لكنني عندما سقطتُ بالأرض وفتحت عيناي، إذ بهم يأخذونك بعيدًا. أنهم يحملونك بين أيديهم ويضعونك بتلك الحفرة!. أتساءل لما يأخذونك باكرًا!. وكيف يضعونك ويرمون فوقك التراب!. كيف سيذهبون بعيدًا عنك!. كيف سيكملون يومهم وشهرهم وعمرهم وأنت هناك وحدك!. تساءلتُ كثيرًا .. ولكن لا مُجيب لتلك التساؤلات. فالموت لا يستأذن أحدًا. أحقًا هو ذلك الذي يُدعى الموت هو من أخذكَ من بيننا!. لِما لم يدع لنا فرصة لتوديعك؟. لم يمنحنا بعض الوقت حتى نٌقبل يديك، حتى نستمع إلى ضحكتك، حتى نرى إبتسامتك!. أتعلم أن ذلك الإرتطام أوجعني حقًا!. فقد ترك ندبة بقلبي، لم تذهب منذُ ذلك الوقت، ندبة تُرجعني لذلك الموقف، ترمي بي في شعور الفقد من جديد، تاريخ ذلك اليوم لا يزال عالقًا في ذاكرتي، أحداثه وأصواتهم وأشكالهم، دموعهم، وأنينهم. أعلم أنني كٌنت في سنٍ صغير، ولكنني حقًا كنت أشعر بِضعف ماقد يشعرون به. فقد كٌنتَ لي فرحة وسعادة، كنت لي أحد أبواب النعيم، ولكنك قد تركتني في وقت باكر جدًا، لم نقضي وقتًا كثيرًا، لم تراني وأنا أتخرج وأنا أُكمل مسيرتي، لم تُكافئني على إجتهادي، لم تدعوا لي بمزيد من النجاح والتفوق. لم يحدث الكثير لأنك رحلت وتركتني. وها أنا كذلك أكتب لك كلماتي التي لن تقرأها. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||