|
:: قرار هام :: |
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-06-21, 10:21 AM | #139 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
أُحدق في المرآة، رأيتُ إنعكاس غُرفتي وأغراضها المُبعثرة، لكنني لم أرى إنعكاسي، أسدلتُ أكتافي بِصدمةٍ فإختفت الغُرفة، سقطتُ في فراغٍ عميقٍ أسودٍ لا نهاية له. ذكرياتي بِحلوها ومُرّها تعبُر من أمامي، بينما أُكمل سقوطي لِقاع لا وجود له، عادت غُرفتي وعادَ إنعكاسي، لكن بعد فوات الأوان، أدركتُ من أكون، مُجرد نكِرة تافهة، ذات مشاعِرٍ رخيصة وسخيفة، ذات كيانٍ بِلا فائدة، ذات قلبٍ بِلا قيمة. مُجرد نكِرة ضاعت في العالم الخاطئ. كُل حياتي وأتعابي ذهبت هباءً منثورًا. فلا يُفترض بالنكِرة أن تكون شيئًا. وهكذا أسلمتُ لعنتي للحياة الفاسِقة، فلتفعل بها ما تشاء، أمّا أنا، فقط سأنام. | |||||||||||
|
05-08-21, 11:03 AM | #140 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
استيقظت ووجدتك بقربي تنام مُمسكًا بيدي، مثل طفلٍ صغير حريص على لعبته من الضياع، وبالرغم من أن عينيك مُغلقتين، إلا انني كنت أرى علامات الخوف على وجهك، كنت تعرفني جيدًا، وكنت تعلم إنني سأُغادر قبل أن تستيقظ، لأنني امرأة لن تستطيع العيش مع حب كُسر لألف قطعة، لأنني امرأة تقبل أن يُهان العالم كله إلا كرامتها، كانت ليلة الأمس وداعًا لنا، لم نبُح بشيء بالرغم من انه كان هناك الكثير ليُقال وجبال من العتاب، لكننا فضلنا أن ننفصل بطريقة مُسالمة، تقديرًا لذلك الحب الإسطوري الذي جمعنا يومًا، حتى ولو كان من طرف شخصٍ واحد، فلازلتُ عاجزة عن إيجاد حل لمعادلة الخيانة بالرغم من وجود الحب. ليلة أمس شعرت بأن كل ساعة موجودة في العالم توقفت، لتُخلد تلك اللحظة الحزينة، كلانا مستلقيان على السرير، أنت مُمسك بي بشدة، وأنا أموتُ في الدقيقة ألف مرة. كنت اتساءل كيف أترك من أتنفس انفاسه؟. كيف أترك عقيدتي، عائلتي، أحلامي، مدينتي؟. كنت كل شيء لي فكيف أرحل؟. فكرتُ كثيرًا تلك الليلة، لكنني لم أُحاول أن أجد سببًا لخيانتك، لم أفعل لأنني لم أرد أن أكرهك، فلدي باقي العمر لأفعل، بقيتَ مُستيقظةً حتى ساعات الفجر الأولى، ليأخذك النعاس إلى عالم الأحلام علني أعفو عنك، عندها فقط تجرأت أن أواجهك، غيرت موضعي لأودع وجهك الوسيم، وشفاهك التي قبّلتني ألف مرة، لم أتخيل يومًا أن الفُراق أصعب من ألم الخيانة، أنا الآن أفهم كل امراة إستطاعت أن تتعايش مع الخيانة في سبيل حُبها، رُبما أنا أُحاول أن أُبرر لنفسي!. لا أعلم. لكنني موقنة بأنني سأُغادر، فلستُ بامرأة تتعايش مع الحب، إمّا أن اعيشه بكل وجوده أو أتنازل عنه. ماهي إلا دقائق حتى أترُك قلبي واخرج من هُنا. حسنًا سأُحاول أن أتأملك جيدًا، أُريد أن أتذكرك، ملامحك، رائحتك. بدأت أنهار، بدأت أُشكك في المُغادرة، إقتربتُ من وجهك ورحت استنشق آخر أنفاسك، علها تُبقيني حية بدونك وودعتك بِأطنان من الأشواق، سارعتُ بأخذ أغراضي وتغيير هندامي، وغادرت وأنا أركض مُسرعة مُبتعدة قبل أن تخونني قدمي وتُعيدني إليك، هُناك شيء كنت متأكدة منه، علي أن أُغادر البلاد في الحال، إتجهت لعالمٍ غير عالمي، علني أستطيع التنفس، دون الإختناق ألمًا. | |||||||||||
|
05-09-21, 12:23 PM | #141 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
بعد أن تغيب الشمس كُل ليلة، عندما آوي إلى فراشي، يتسلل إلى منزلي، ويدخل غُرفتي، يقف إلى جانب سريري، عند رأسي، ظلٌ أسود مُخيف، بعينين بيضاوتين فارغتين، يُحدق فيَّ، بمُجرد تواجده بقربي، أفقد القدرة على الحركة والنطق، نظل نُحدق بِبعضنا، لوقتٍ طويل، وقتٍ طويلٍ جدًا، يبزغ الفجر، ويخرج مُتسللاً كما دخل، إنه يأتي كل يوم، مشاعري مُتضاربة بشأنه، هل هو الخوف؟. هل هو المحبة؟. أم هل بدأت أعتاد على وجوده!. على كلٍ، لقد وجدتُ فيه من الوفاء، ما لم أجده في البشر. | |||||||||||
|
05-10-21, 10:40 AM | #142 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
عانيتُ كثيرًا، تعثرتُ كثيرًا، كُل يوم أسمعُ صوت تحطُم قلبي، وما زادَ الأُمور سوءًا هو مشاعري، أُخفيتها في صندوق في قاع البِحار، وحينَ ظننتُها في أمان، سُرقت!. لِتبدأ لعبة المُطاردة، ورحلة التفتيش عن ما تبقى من مشاعري المُهترئة الرّثة، سبحتُ وركضتُ ولم أجدها أبدًا. أتقبّل الناس بِسرعة وهذا مايؤذي مشاعري أكثر، مشاعِر مكبوتة مُخبأة، وأنا مُستعدة أن أدفع عُمري، مُقابل إخفاءها عن أنياب الشياطين. مشاعرٌ رخيصةٌ وتافهة للناس، إذًا لِما أراها كنزًا عجيبًا ونادرًا؟. رُبما أُبالغ فقط، لعلها حقًا مُجرد تُرهاتٍ سخيفة. لكنني سأُحميها دائمًا، فهي جُزءٌ من حُطامي. | |||||||||||
|
05-11-21, 12:21 PM | #143 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
لعلَ قلبي قد تهشّم لِملايين القِطع الضئيلة، التي تناثرت كالغُبار في الهواء. ولعلَ قلبي إنقسم نِصفين، نصفان تباعدا لِتحول بينهُما المجرات بِوسعها. ولعلَ قلبي قد صارَ ذكرى عتيقة، تجولُ في ثنايا مُخيلتي كالطيف. ولعلَ قلبي إختفى وإندثر، لم يترُك خلفه أثرًا أو حتى بصمة. ولعلَ قلبي ماعادَ لهُ وجود، إلا إني مازلتُ للحب كُفء. فحتى إن طعم الحُب أنا نسيت، فأنسى كيفَ أُحب، مُستحيل!. فحتى إن طعم الحنانِ أنا نسيت، فأنسى كيف أُعطيه، مُستحيل!. إني في شُكرٍ أو إهتمامٍ لا أطمع، فنفسي تخلت عن الطلب منذُ زمن. إني ما أسعى إلا لِرسم إبتسامه صادِقة على وجوه من أُحب، أو رُبما وجوه الكُل!. إسعاد نفسي رغبةً نسيتُها، وإسعاد الغير هدفٌ تبنيّتة. فإن رأيتُ جمال النجوم رغبتُ للكل رؤيته، وإن شهدتُ بزوغ الشمس القُرمزي وغُروبها القاتم وددتُ لكُل الأعيُن أن تشهدها. تغاضيتُ عن الشر، وبِطيبة كُل البشر آمنتُ وأوهامًا بنيت. أحببتُ وأحببتُ وما طلبت، وسمحتُ لقلبي بالإحتراق في الجحيم. | |||||||||||
|
05-12-21, 11:41 AM | #144 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
حينما عشتُ في هذا العالم الواسع، لم ألتقي بِمن يفهمني. بحثتُ ولم أجد، ليكون الإستسلام آخر خيارٍ لي. رميتُ بِأحلامي عُرض الحائط، وأكلمتُ طريقي مُتجاهلة نِداء المُزيفين، حتى من كان نِصفي الآخر، لم يفهمني يومًا فأنى لِتافهٍ آخر أن يفهم. جميعهم قاذوراتٌ لعينة، هُم أبعدوني ولم يُحاولوا فهمي حتى. فأنا لستُ غريبة أطوار مُعقدة وتتخيل الأشياء!. أنا مُميزة، بسيطة وحالِمة، لكن الناس قررت نبذي على إني غريبة أطوار، فلم تكُن عقولهم بِذلك الذكاء ليفهموا أنهم أغبياء. لكن من يهتم؟. فلا أحد يفهم. لذا أُبقي لعنتي لِنفسي. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||