|
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-09-22, 08:47 AM | #667 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
لا يمكن أن نكون معًا، هكذا أقولها، أنت بعيد لا تكاد تراني، وأنا، أنا أضع صورتك أمام عيني، اقبلها مئة مرة، ألف مرة، أضمك، وأحبك، لا أشبع منك، لا يمكن أن نكون معًا، أنت رجل بأكتاف عريضة، وأنا إمرأة هذيلة، لو إمتنعت عن الأكل يومًا آخر، ستحملني الرياح معها، يدك بيضاء صافية، أما أنا يدي مخدوشة، صيّرتني العائلة صقيع، وأنت دافئ مذُ عرفتك، أنت بعيد، لا نكون معًا، لا على طاولة، ولا على طريق، ولا على نفس المدينة، أنا إمرأة معطوبة، قلبي مُبلل، وصوتي مخطوف، لن نكون معًا، أنا إمرأة تغار، وأنت لا تعرف كيف تحصي، عدد النساء في حياتك، لن نكون معًا، بيننا بلاد، ولا أقصد بهذا المسافة، ولكني أقصدها، لن نكون معًا، أُرددها كثيرًا، لافهمها، وأتقبلها، وأكف عن إنتظارك. | |||||||||||
|
10-09-22, 09:03 PM | #668 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
بالأمس، حين كُنت سعيدة، كان طعم الحياة حلوًا، مثل مطرٍ على لساني، لكنني، وكمثلِ لعبة حمقاء، عابثتُها، كما يعبث نسيم العشايا، بذُبالات الشموع، آلافٌ من أحلامٍ حلمتها، وآمالٍ رسمتها، بنيتها كلها، يا حسرتي، على رملٍ واهنٍ، لا يثبتُ على حال، تعلقتُ بالليالي، ونأيتُ عن وضح النهار، والآن، الآن فقط، أرى كيف فرّت السنون، بالأمس، حين كُنت سعيدة، كثيرٌ من أُغنيات السعادة كانت، بإنتظار غنائها، وكثيرٌ من جامح الملذات، تقبعُ في خزائني، وكثيرٌ من الآلام، رُفضت عيناي، عيناي المبهورتان، أن تراها سريعًا، كنتُ أجري وأجري، حتى نفد الزمان والسعادة، لم ألتقط أنفاسي، لأُفكر في مغزى الحياة، وكل حديث أستعيد اليوم ذكراه، ما كان إلا لأجلي، لأجلي أنا وحدي، بالأمس، كان القمر أزرق، وكل نهارٍ مجنون، كان يمنحني شيئًا جديدًا أفعله، وكان سحر السعادة في يدي، كعصًا في يد ساحر، فلم أُبصر الخراب، والخواء الذي يمتدّ خلفه، قد لعبتُ لعبة الحب، في فخارٍ وكِبر، وكُل نارٍ أوقدتها، خَبَت كلمحِ البصر، وأرفضّ من حولي الصحب، فظللتُ ها هُنا، على المسرح وحدي، حتى خِتام الرواية، وفي أعماقي أُغنياتٌ كثيرة، لن تُغنى، وها لساني، يذوقُ مُرَّ الدموع، وها هي الساعة قد أزفت، لأدفع الثمن عن أمسي، أمسٌ حين كُنت، سعيدة. | |||||||||||
|
10-10-22, 07:43 AM | #669 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
إنجًا بعد إنج يزحف النهار، أنزل إلى الشارع، وأتنفس بعُمق، أتنفس فحسب، ليلي كُله كتبٌ وأوراق، وحيدةً، أشعُر بالنقصان، كمُمثلٍ يؤدي نصف دوره، أخرج؟ وماذا أرى، تلك الشمس الحارقة، أصبحت في صفرة الذهب، اليوم، على الأقل، ثمّة شيءٌ مُكتمل!. | |||||||||||
|
10-10-22, 10:31 AM | #670 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
أكثر ما أحببتُ في طفولتي، دُمية من صوف، بِشعر كستنائي مسرّح، شعرها مثل شعري، عينها بِلون عيني، أُحبّ ما صُنع من دُمى، واحد من صبية الجيران، مليءٌ بحقدٍ غير مفهوم، خطفها مني ذات يوم، وألقاها في النار، مذُ ذلك اليوم، تعرّفت يدايَ المسفوعتان، نوعين من الرماد، نوعين من الإحتراق!. | |||||||||||
|
10-10-22, 04:00 PM | #671 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
ساعتي لم تحن بعد، لكن أيامًا حالكة بدأت لِسواي، منذُ وفاة والدتي، والعالم موحش، والموتُ نبيل، المرايا مُعتمة، والنّور مختلط بالدياجير، أحلامي ليست سوى انعكاساتي، وأفكاري تؤرّقني، واقفةً على هذه الأرض، غنيّةً بِعطايا أبي وحُبه، منذُ أن وضعتني أُمي من مجرات بطنها، وعيناي تُبصران في الظُلمة، ونظري يغطِس في نظر العالم، لم أخشَ الحقيقة العارية، لم أكُن بالنسبة للبقية، سِوى غيّمة، طريق المنفى يقودني، نحو حياةً مُظلمة، مسكينةً، كفقيرٍ مشلول، على ثنايا الشيخوخة، أجولُ بين العشب والموج، أقرأ الأشعار، أُحبّ البحر، لكن، يُمكنني أن أولد أيضًا، من قلب الجمر، فليكُن لي حق إختيار أقربائي، رُغم انفصام علاقتي بالأرض، فإن موهبة الحُب لا تموت أبدًا، يكفيني فقط، موقع تحت الشمس، مكانٌ ألقي فيه المرساة، كي لا تُغرقني عاصفة الوقت، أرمي حُبًا للعصافير، إنها من عائلتي، أسمعُ في صمت الصرخة الشفافة للنجوم، وكُل خطوة بإتجاه المنفى، تُبعدني، وستُبعدني كل يوم أكثر، إلى أن أصل المأوى الأخير، في الأشدُّ عمقًا مني. | |||||||||||
|
10-11-22, 05:59 AM | #672 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
في غمضة عين تنقلبُ الحياة فجأة، من تعاستها لسعادتها، من قبحها لأقصى جمالها، ومن هشاشتها لقوتها وصلابتها، تنقلبُ الحياة بحدثٍ مُهم، بمجيء شخصٍ ما، الشخصُ المُناسب في الوقتِ المُناسب، بلحظة نكونُ عندها فارغين من كُل شيء، فاقدين العزم والشغف، راغبين في أخذ جانب من الحياة، زاوية بعيدة، ورُكن هادئ، لكن يحدث فجأة لقاء أول، لقاء لا يتبعه لقاء آخر مع أي شخص آخر، يتكررُ اللقاء مع أحدهم فحسب، يتكئ أحدنا على الآخر، وتتحول تدريجيًا تِلك العتمة إلى نور مُفاجئ، وتصبحُ الحكاية الجميلة، التي كانت تأسرنا حين الصبا واقعًا حقيقيًا، نعيشها بكُل ما فيها وبكُل ما فينا! يصبحُ كُل شيء في القلبِ قابلًا للبوحِ وللمُطالعة، وكُل وقتٍ يمر عليّ حياة قصيرة عِشتها معك، ويصبحُ المعنى الدقيق لأحدنا الآخر، هو رحمة أتوكأ عليها وأقوى بها. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||