منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree1829Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-13-21, 04:45 AM   #67
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في الساعات الأخيرة من الليل،
المنزل أصبح أكثر كتابة وكادت
أصابع الوسواس الموُحِشة تخنُقني،
قمتُ بفتح الباب وخرجت
لأبحث عن هواءٌ طلق كي يُنقذني.
قطعت طريقًا طويلًا دون أن أشعُر،
كانت دوامة الأفكار تُرافقني،
والحدس المُميت يسكُنني،
وجدتُ في طريقي شجرةً كبيرة،
أغصانُها كثيرة،
جلستُ بِقُربها،
أكتب على الرمل ما أخاف منه،
وما أخاف فُقدانه،
ما أرغبُ به،
وما أُود نسيانه.
وإذا بِزخات المطر تُربت على كتفي،
نظرتُ إلى السماء وتمنيتُ
أن يمسح هذا المطر على وجهي،
أن يختلط ويُعانق دموعي.
زاد المطر وصوت الرعد وأصبح أكثر رُعبًا،
أين أذهب؟ أين أختبئ؟ طريق المنزل طويل
والمطر يزداد وأصوات الكِلاب تتكاثر،
بدأت بالمشي خلف الشجرة
أبحث عن مكان لأختبئ بِه،
وإذا بنورًا خافت يأتي من آخر الممر،
لا يوجد حلٌ آخر إلا أن اتبعه.
وعند وصولي له، وجدتُ شاحنةً كبيرة،
لكن الأشجار كانت تُغطيها،
أبعدتُ الأشجار بِغضب،
فتحتُ باب الشاحنة بِشدة وقمتُ بإقفال الباب بإحكام،
ونزعتُ قميصي المُبلل وبدأت بِعصره،
وكنتُ اتمنى لو كان هذا عقلي الذي أعصره،
حتى أتخلص من هذا العقل المحشو بالهلوسة.
وضعت قميصي بِجانبي،
أرتعدُ من شدة البرد ومن شدة الخوف.
نظرتُ إلى الجهة الأُخرى حتى أبحث عن شيئًا يُغطيني،
كانت الكارثة هُناك ..
شخصٌ يجلس بقُربي وينظر إليَّ بنظرة مُتعة وإشتِهاء!.
كان ثملًا ورائحة النبيذ والسجائر التي لم أنتبه لها،
سبب الهلع تفوح منه،
أُفكر بالنزول ولكن أصوات الكِلاب تُخيفني،
وهذا الرجُل الغريب الذي بِجانبي يُخيفني أيضًا.
أقترب إليَّ، وبدأ بالحديث بِجوف أُذني،
كنتُ مُستسلمة تمامًا إلى ما يقوله،
يُثرثر كثيرًا بلسانٍ أَلكَن لكنني لم أفهم حديثه،
كلمة واحدة سمعتها جيدًا لكنني لم أعُد أفهم مايقصد.
( أفكارك سوف تلتهمك ) يقولها بصوتٍ وَطِئ وهو يُقهقه،
ابتعد، وبدأ يقود الشاحنة مَرَّةً ينظر إليّ ومَرَّةً ينظر إلى الطريق.
هذا الطريق أعرفهُ جيدًا، انهُ طريق المنزل!.
وإذا أرى والدي على حافة الطريق،
بدأتُ بالصُراخ، أصرُخ بصوتٍ عالٍ،
ولكن الذي أخافني كثيرًا إذا بِوالدي ينظر إليَّ نظرة قاسية،
والرجُل المجنون الذي بِجانبي يتَبسّم،
لم أتوقف عن الصُراخ،
الشاحنة توقفت فجاءة،
أمسكَ هذا الرجُل بيديَّ بِشدة،
يُحدق إليَّ وعينيه تتحدثُ معي،
ثم قال : هل تعلمين من أنا؟.
صمِتت ..
يُردد : هل تعلمين من أنا؟.
قلت له وبِصوتٍ مُرتعب : من أنت!!.
ردَ قائِلاً :
أنا أفكارك المُوحِشة التي سوف تلتهمك،
أفكارك التي سوف تُحطمك،
أفكارك التي تنهش بِداخلك،
أفكارك التي تتحكم بِك،
أفكارك التي جعلتك تخرجين من المنزل في هذا الوقت،
أنا جيشُ من جيوش أفكارك التي جعلت منكِ شخصًا تابعًا لي.
ثُم قام بِفتح باب الشاحنة لي، يُأشر إلى البعيد ويقول :
هُناك يوجد طريق واحد فقط،
طريق مليئ بجيشُ من جيوش أفكارك المُوحِشة،
وأنتِ من تُقررين يا تكوني تابعةً لها، أو قائدًا لهذه الجيوش،
لا والدك ولا الجميع يستطيعون مُساعدتك،
وحدك من تُقررين.
أيقنتُ أنني كنتُ طعامًا هشًا لهذه الجيوش.
أغمضتُ عيناي،
أدرتُ ظهري لهذه الأفكار التي بُنيت من الخيال،
واخترتُ أن أكون قائدًا صارمًا وعادلًا،
مع نفسي ومع جيوش أفكاري.


 


رد مع اقتباس
قديم 03-13-21, 07:35 PM   #68
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جمعتُ في صندوقٍ قديم،
الأحذية الناقِصة التي عثرتُ عليها.
كنتُ أميل إلى الطريق،
وأسير أغلب الأحيان مُطأطأة الرأس،
كوّنت مُلاحظات هامة عن تفاصيل
صغيرة لم يُلاحظها أحد سواي.
أصبحت خبيرة في أماكن تجمهر القطع الناقصة،
أعرف "لماذا أسقط، ومتى سأسقط، وأين سأسقط".
وحين أجد ما أُريد،
أُكافئ نفسي،
أفرُش ذراعيّ وأدور حول المكان بِحركات بهلوانية.
أعجبتني فكرة حصولي على الأشياء المُستخدمة،
فأتنازل بذلك على أن أكون أول من تتلف،
وأول من تستخدم،
وأول من تُمزق،
وأول من تسقط منها الأشياء، وتضيع.
لم تعُد تروق لي الأحذية الجديدة، أو بالأحرى،
لم أعُد استئلِف أن تكون للحذاء زوجٌ آخر.
وانعكس ذلك على حياتي التي عُشتها بِمُفردي.
ذات مرة، جربت استخدام يدي اليُمنى في تنفيذ شؤوني،
وفي يومٍ من الأيام قررت أن أرى الأشياء
بعينيّ اليُسرى فقط.
ومرة سديت إحدى أُذنيّ بالقطن
وانصتّ للأصوات بأذن واحدة.
ولم تقتصر هذه الثيمة الفردانية على الإستخدام،
بل تماديت بذلك، وانعزلت عن مُشاركة الآخرين آرائي،
أفكاري، همومي، مشاكلي، مشاعري.
أشعُر بأنني كائنة مثيولوجية مخلوقة من الأقاويل.
لقد بلغتُ ذروتي في حُب هذه العادة الغريبة،
وأدمنتُ الأثر العالق أسفل الأحذية التي أحصل عليه.
كنت أكتشف نوع الطُرقات التي أسلكها،
وإلى أي الطبقات الإجتماعية أنتمي.
استمريت على هذا الحال لأعوام طويلة،
ولأن الصندوق لم يعُد يكفي،
خصصتُ في منزلي غُرفة خاصة لها.
جربت ذات يوم إرتداء واحدة منها،
ذهبت بالحذاء إلى أماكن أُحبها،
شككت يومها أن الأحذية تمتلك ذاكرة تقودني إلى ماضييّ.
" للحذاء ماضٍ أيضًا، ومؤكد أن لهم بيت وأُناس،
ومُناسبات خاصة، وأصدقاء كالبشر، ومن خلال جودتها
أستطيع أن أُخمن كم بلغ عُمر ارتدائها،
ومقاساتها تُشير إلى نوع صاحبها، هذه الأحذية فاتنة ".
وبعد أن وصلت إلى هذا التحليل،
شعرت بنشوة عارمة،
بينما الحِذاء كان يسير بي،
وفي كُل خطوة أُلاحظ أن سرعتي تزداد أكثر،
انقلبت الموازين،
أصبحت القيادة بأمر الحذاء، لا بأمرٍ مني.
سيطرت الحذاء على إرادتي،
لم أعُد أعرف ما الذي يحدُث معي،
غير أن السير أصبح ركضًا!
لأن الحذاء يرغب بذلك،
كنتُ أقع، أتعثر، أرتطم بالأشياء التي تعترض طريقي،
فاقدة للسيطرة، فاقدة خياراتي أيضًا،
مخرجي الطارئ هو إتمام المُهمة.
حين وصلت إلى المكان، توقف الحذاء،
تغيرت ملامح وجهي،
تعرقت جبيني،
وسرت رعدة مُخيفة بِجسدي،
وبِشتى الوسائل حاولت أن أتخلص منه،
حركتُ قدمي،
وبإحباط خاطبت حذائي :
" ليس هُنا، تقدم هيّا، لا تضعني بهذا الموقف،
تقدم يا صديقي، ساعدني، أرجوك ".
حاولت تحريك قدمي، تخلصيها من الحِذاء،
لكن عبثًا،
باءت كُل مُحاولاتي بالفشل،
فقدت توازني،
ثم سقطت على الأرض، مهزومة،
أصرُخ في مكان الحادث القديم،
الذي خَسر به قدمي.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-14-21, 04:33 AM   #69
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



فتشتُ عنه في كُل مكان،
لكنني لم أجد دليلًا واحدًا،
يؤكد أنه قضى الليلة الماضية بجواري.
كان يظهر في حياتي في الوقت المُناسب،
تردد عليَّ كثيرًا،
ولم يحدُث بيننا شيء يدعو للخزي والعار.
كانت زيارته شفاءً عاجلًا.
أحببتُه لكنني لا أعلم لماذا،
وقلتُ مرة لنفسي :
" السبب الوجيه للحُب هو أننا لا نعلم ."
في الأيام التي تشغُلني زيارات الأقارب والأصدقاء،
لا يأتي،
لأن السهر كان يمتد حتى مُنتصف الليل،
فأسقط في نومي دونَ حِراك،
عرفتُ ذلك بعد مرات مُتعاقبة،
فكرهت أن أنام بِلا تفكير،
لأنني أُغلق الأبواب بوجه قدومه.
هو ابن أفكاري،
وليد أحزاني،
المخلوق من الخلوة،
يجب أن أُتيح فرصة ضعفي،
وببساطة، يجب أن أقود نفسي إلى مرحلة الإنهيار،
ليحضر هو فتحضر معه أساليب النجاة.
أحببتُ أحزاني،
فمن خلالي خصصت له موعدًا في حياتي،
قُلت في اليوم الذي غاب عني :
" عليّ أن أجد مصادر الألم، يجب أن أخلقها في حياتي،
يجب أن يكون لدي وجعٌ عظيم، فبمقاس الوجع، يُقاس وجوده،
وإن استطعت أن أُوزعه على الأيام بالتساوي، سأضمن
حضوره كُل ليله، آه لو يعلم الناس أن الحزن من مباهج الحياة،
وأن السعادة كُل السعادة هي الشقاء نفسه ."
في زيارته الأخيرة، كُنت قد تلقيت خبر وفاة جدي،
ولأن الحزن هذه المرة قد تلبسني تمامًا،
شعرتُ أنني متورطة بهذا الفقد،
وأنا بذاتي ضليعة في أحداث هذا الوجع الفائق.
جاء لزيارتي في الوقت المُناسب،
دار بيننا حديثُ طويل في غُرفة جدي،
انتهى بالسؤال عن مكان إقامته واسمه وماذا يعمل.
أجاب يومها أنه لن يخبرني إلا في اللحظة التي
سأدخل بها في نومٍ عميق.
بعدها تعرضتُ لمواقف مُحزنة كثيرًا،
لكنه لم يحضر كعادته،
ضاق صدري،
فجن جنوني،
وما عاد يهمني التكتم على قدومه،
سألت كُل أفراد الأُسرة عنه :
" هل لاحظتم قدوم أحد؟
هل رأيتم صديقي الذي يتسلل ليلًا إلى غرفتي؟
رسالة؟ شيئًا ما يدل على دخول شخص غريب؟."
تلقيت يومها صفعة من أختي على وقاحتي،
لكنني لم أكترث،
ركضتُ إلى غرفتي،
أقفلت الباب،
ثم تناولت شفرة الحلاقة،
مُعتقدة أنني لو انتحرت سوف يحضر لا مُحاله،
أخذت أقلب الشفرة،
أُمررها بخفة على معصمي الأيمن،
وحين سقطت قطرات الدم على الأرض،
خفت،
قذفت الشفرة بعيدًا عني،
ورحت أصرخ :
" انتهت اللعبة، انتهت هيّا، هل تسمعني؟. "
أسندت ظهري على الحائط مهزومة،
وأفكار تأخذني وأُخرى تُعيدني،
وفجأة ..
ظهر عنوانٌ غامض،
كان أحدًا ما دونه في مُفكرة رأسي،
ارتديتُ معطفي على عجل،
تناولت حقيبتي،
ثم خرجت من المنزل،
والمطر ينهمر بِغزارة،
والسماء ترعُد،
وعاصفة تهُب أشكالًا وألوانًا،
وصلتُ إلى مكان ناءٍ خارج المدينة،
وكان الضوء قد طلع قليلًا،
جمدتُ في مكاني،
بعد أن ارتطم بصري باليد التي شاهدتُها
تتحرك فوق ظهر قبر الذي عثرتُ عليه تحت الشجرة.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-15-21, 04:25 AM   #70
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الظلامُ حالك،
بردُ شديد يرتجف بالخارج،
أوراق الشجر تلوحُ لي من خلف النافِذة،
الكهرباء تتردد في منزلي،
كأنه أُم تتفقد أبناءها النائِمين.
انتقيتُ لهذه الرغبة معطفًا أسود،
وربطة عُنق،
صففتُ شعري،
هندمتُ وجهي،
وعطلتُ ساعة معصمي،
وحدي فقط بِلا زمان أو مكان،
سأمُر كأني من حُكام العالم.
سأمُر وحدي إلى الأمام فقط،
مُبتسمة،
راضية بهذا القدوم الأبدي،
وهذا المصير الرائع.
عازِمة على الخلاص.
أن تختار نهايتك،
وتختار قانون العالم التافه،
وتُقرر أن تموت بوقار،
لهو أمرُ عجيب ويدعو إلى الأصرار والعزيمة.
كان كُل شيء جاهزًا معي،
لم أنفق حيرة واحدة تمنعني من
خوض معركتي الأخيرة ضد الحياة.
مُزودة بالإنتقام من العالم ومن نفسي،
وكراهية الناس كانت كافية لأن أملأ
مخزن قراري الذي حرك دوافعي إلى
اختيارٍ صائب سيعفيني من حضور هذه
الحفلة التنكرية التي يحضرها الآخرون
بأوجه مُستعارة.
لقد سئمت العيش بهذه الطريقة الفاسدة،
لا أُريد أن أكمل حياتي كعفنٍ
يفسد على الآخرين أرغفة حياتهم،
لقد حولني الناس إلى شبحٍ مُرعب ومُخيف،
أصبحتُ أخاف حتى من رؤيتي،
أخاف من المرايا،
من انعكاس صورتي على سطح الماء،
آه ..
كم هو بشع هذا الإحساس الفتاك،
كم هو قليل الإحترام،
وقليل الإنسانية،
وقليل الأدب،
لا يُمكنني اكمال اعترافاتي،
انتهى الأمر.
تتحلق حولي،
صور العالم المُقزز،
أصواتهم تخنقني،
تصرُخ بوجهي :
" أُغربِ من هُنا،
إخرجِ الآن حالًا،
لا يهمنا طريقك في الرحيل،
نحن لا نكترث لشأن هذا الحيوان الحقير،
هذه الحشرة المُقززة،
سنُكافح وجودك بكُل المُبيدات المُتاحة لنا."
سأخرج حالًا،
وحيدة،
برفقتي كُل هذه الهزائم البشعة،
والتي تزعجني فقط،
وتقتلني أكثر،
لماذا أكتُب رسالة؟.
لا أحد يكترث لأمري،
لا أحد سيقرؤها غير المُحققين ورجال الأمن،
الذين سيرمونها في الأرشيف بعد أن تبرُد جثتي،
وتجف سيرتي على حبال قنوات الأخبار.
وداعًا أيتُها الحياة القذِرة،
آمل أن تستمعي بروائِحك الكريهة.
(انطلقت الرصاصة من فوهة المُسدس،
استيقظتُ مذعورة،
دفنتُ وجهي بين راحتي وانخرطتُ بالبُكاء،
وعلى أصابعي انتشرت بُقع من الدم.)


 

رد مع اقتباس
قديم 03-15-21, 09:59 AM   #71
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



صَباح الخيّر،
والخير كُله بِقهوتي!.








 


رد مع اقتباس
قديم 03-16-21, 02:01 PM   #72
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كدتُ أن أخرج من الماضي،
أقفلتُ باب ذاكرتي جيدًا،
أدرتُ ظهري وحاولت أن أمضي،
وإذا بصوتٍ يأتي من البعيد يُنادي،
استوقفت نفسي قليلًا،
ثُم أكملت طريقي وكأنني لم أسمع أحد.
خطوةً ثم خطوةً ثم خطوة.
بدأ الصوت يعتلي وبدأت خطواتي تتراجع،
نظرتُ إلى الأسفل،
أصابعي بردت وقدماي ارتجفت،
جفَّ ريقي وصدري ارتعش،
إلتفتّ وإذا بطفلٍ صغير عيناهُ مليئة بالدموع،
ثيابه مُمزقة،
ينظُر إليَّ بنظرة فارغة ومذعورة،
لم أنطق بِكلمة واحدة،
صامتة وأنفاسي تتسابق خشيةً منه.
إقتربّ مني،
وتمسك بِطرف قميصي، ثُم قال :
لا تذهبي، وإتبعي خطواتي.
شدّني إليه ثُم بدأ بالسير،
وأنا اتبعه،
اتبعهُ والخوف ينهشُ عقلي.
بات يركض،
يركض يركض يركض ويركض،
وأنا أركض بِخلفه،
الطريق طويل ومُرتفع وواسع،
لم يعُد بِداخلي رغبةٌ لشيء سِواء
أن نتوقف وأعرف ماذا يُريد مني،
وإلى أين ذاهبين!.
مضت ساعاتُ طِوال ونحنُ لا زلنا نمضي.
وقفنا أمام بابً قديم ومُهتَرِئ،
كُتب عليه وبِخطٍ دقيق :
" لا للهرب. "
فجاءةً اختفى الطفل،
بقيتُ لوحدي،
أُحادث نفسي،
تارةً أمسك بِمقبض الباب،
وتارةً اتركه.
غلبتُ أفكاري،
ودخلتُ إلى متاهة الداخل،
وجدتُ أحلامي هُناك،
وجدتُ رسائِلي المخفية عن الجميع،
وجدتُ شهادتي التي مزقتها قهرًا من العطالة،
وجدتُ صديقاتي الذين تخلوا عني من غير أسباب،
وجدتُ المُنافق والخائِن والكاذب والغدّار،
جميعهم يحملون كِتابًا كان عنوانه :
" واجه نفسك، لا تهرب. "
وقِعت على قدمي،
بدأتُ بالإنهيار،
صرخت بِصوتٍ عالٍ،
ثُم نهضت،
نفَضت قميصي من الإستسلام،
أخذتُ عهدًا على نفسي بالمُقاومة،
وأكتسيتُ القوة والصبر والإنتصار.


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا