منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree189Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-23, 06:30 AM   #415
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



مع الوقت ستدرك كم ظَلَمتَ نفسك و لم تنتبه!
عن المشاعر التي وضعتها في غير موضعها وكم كنتَ مسرفًا في إلقاء الاحكام على الناس جزافًا، كم كنت تلومُ من لا يُقدّر قيمتك وأنت من أخفيتَها بالأصل..ستعلم أنَّ أغلب الذي كنت تبحث عنه كان أمامك وما ألهاكَ إلا هواكَ أن تراه، كلُّ وقتٍ مرَّ ولم يزد فيكَ شيئًا فقد قتلك حيًا، جلُّ مشاعرك سرابٌ ما لم تكن في موضعٍ يليقُ بها، كلُّ حبٍ ظننتَ أنَّك وقعتَ به فقد وقعت فعلًا إلا إن كانَ رزق ربّك أصاب قلبك فذاكَ لا وقوعٌ فيه ولا التواء..ذاكَ ارتقاء
ستُدرك أن القراءة لم تُحتكر يومًا على كتابٍ وحرف، هناك وجوهٌ و لحظاتٌ ومواقفٌ و صدورٌ وقلوبٌ تُقرأ، وكم من نفسٍ دواؤها الاهتمام . وأغلب لحظات الصّمت لم تكن صمتًا وأيامُ الطفولة لم تكن ماضيًا يئن بل طفلٌ فيكَ ما زال يَحِنّ . وأنَّ رغبتك الشديدة في الكتابة هيَ امتلاءٌ فيكَ ما عادَ يُطاق! وأنَّ كل حرفٍ يخرجُ منكَ هو انتصارٌ بعد صراع، وكلُّ مرةٍ يخذلك القلم، يهدمُك الألم..!
ستعلم أنَّ الحُبَّ ضالّةٌ ظلمتها، والحكمة ضالةٌ أهملتها . والشَّغف فارغٌ ما لم تشعر به .. كلُّ الكلمات تفاصيلٌ لا تنتهي، والأسماء رمزُ تعريف المشاعر بحسب حامليها .. والأماكنُ زجاجةُ عطرٍ لا تشتهي الانتهاء، و كلُّ قديمٍ كان أجمل . والروحُ تميلُ لما فيها.

تخيّل معي
لو أنّك حُبست وحدك في غرفتك ذاتها عدّة أيام..في اليوم الأول ستبقى تصرُخ وتزبدُ وتلكُم الحائط و تلعن حظّك، في اليوم الثاني ستكون أقل حدّة من ذي قبل، ولكنك بعدها ستبدأ تُلاحظ، تنتبه، ترى تفاصيل الغرفة أوضح، ستُدرك كميّة الأشياء التي لم تنتبه لها وتدرك قيمتها، سترى أنّك أهملت ألف شيءٍ بلا شيء ، ستعلم حينها أنَّ مشكلتك في الاعتياد ! فليست المشكلة بالفراغ بل في الاعتياد عليه . و للقلب عينٌ ترى الجمال أوضح، فانتبه

ستندم على كل آية لم تَرَ فيها نفسك، وكل فرصةٍ قلت لها (لا) خوفًا وضعفًا لا ثقةً وقوة، ستندم على كل صلاةٍ لم تُعد تشكيلك، وكلّ لحظةٍ لم تتكئ فيها على أخيك، وكل مرةٍ لم تُكن فيها سندًا لأحد، ستلعن لحظات الخذلان وأعظم الدّرجات سوءًا أن تخذل نفسك ..

ستفرحُ لكل هدفٍ حققته، وكل بسمةٍ زرعتها وكل حُبٍ أثمر . ستتعلَّم أن التخلّي قوّة وأن التمسُّك ثبات، والفارق هنا أن تتخلّى عمّا يُبعدكُ عنك وتتمسَّك بما تحضن فيه نفسك

ستعلمُ أنَّ أجمل اللحظات هي أبسطها وأروع الكلمات أصدقها وأجملُ عناقٍ حين يسجُدُ كلّك . وأول مرةٍ من كل شيءٍ لا تُنسى .. !

ستعلم أنَّ أشد اللحظات هي لبناتُ البناء، وأنَ الآلام مسارُ صقل، وأنَ الثقوب نايٌ يعزف لحنَ قوتك . وأنَّ كلمات الحُب لمن يستحقُ حرامٌ كتمانُها، جماله عينٌ تلمع ثم تدمع وقلبٌ يطير ولا يستقر، وأنَّ لذّة الحُب حلالُه، سترى أنك مليءٌ بالامتنان . . مليءٌ بلحظات السّتر، مليءٌ بحُبّ الله، فما أسند ظهرك مثل الله أحد

سترى أن أغلب خوفك كان وهمًا وجُلُّ ضعفك كان منكَ، وأنّك أخطأت حينَ أجّلتَ وسوَّفتَ ولم تقُم . و لم ترَ الفكرَ واقعًا تحياه .. متى تراه ؟ ..

سترى أنَّ الحياة تفاصيلُ صغيرة تبنى المعاني، وفقدان المعنى حرمانُك الأعظم . أن لا تجد في أي شيءٍ..شيء !

تمسّك فقط بمن يؤمن بك، بمن يرى الحياة فيك، بمن يطبع قبلةً على جبينك حين يخذلك الجميع، بمن يحضن قلبك ويرى فيكَ العالم أجمع .. و اكتب كل حرفٍ فيكَ لم يخرج بعد، فرّغ قلبك واملأ قلوب العالمين، ازرع عقلًا واحصُد فكرًا وخيرُ البناء بناءُ إنسان .. و لا تَمُت قبل أن يتوقف النّبضُ فيك، مُت فارغًا!!
لله أنت .. ما أجَلّ خطوتك ....

اسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله



 
أوديت likes this.


قديم 05-07-23, 06:51 AM   #416
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



عندما يتحدث القرآنُ الكريمُ عن الموت فالحديث ليس عن الموت " حقاً "..
إنه عن الحياة ..
فالموتُ هو نهايةُ تلك الحياة .. وهو عن تلك الحياة .. وليس مهماً كثيراً في الموت أن نعرفَ التفاصيلَ الدقيقةَ لما سيحدث بعد الموت، بل ما حدث قبله تحديداً .. ما حدث في الحياة .. لأن ما حدث في " الما قبل "، هو الذي سيحددُ ما الذي سيحدث في " الما بعد "..
الموتُ هو عن ما أنجزتَه في حياتك ، عن جردة حسابك ، الموتُ ليس عن الموت حقاً .. إنه عن حياتك باعتبارها قضية ، قضية تستحق الاختصامَ والمرافعةَ والدفاعَ والادعاء ..
{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 39/31]..
حياتُك باعتبارها قضية ، تختصم من أجلها .. وتحضر من أجلها أدلتك.. ودفاعك وإثباتاتك وإثباتات نفي خصومك.. الموت هو عن الذي قدمته في حياتك: ما قدمته حقاً من أولويات، على سلم ما طبقته حقاً، وليس على سلم مبادئك وشعاراتك التي لا يصدقها أحد، ما دمت لم تخرجها إلى التطبيق..
الموت، هو عن أسئلة كهذه: ماذا فعلت من أجل الأرض، ماذا فعلت بالوقت الذي أعطي لك من أجل جعلها مكاناً أفضل؟.. هل ستغادر الكوكب وهو على الحال نفسه الذي دخلته فيه؟.. أم أنك فعلت ما سيجعله أفضل؟..
أم أن الأمر كله لا يعنيك، إنما هي حياتك الدنيا، بأدنى المعايير والمقاييس..بكل ما هو متدني و سطحي من المقاييس.. لا شيء خلف ذلك..
* * *
ولكننا لا نموت مرة في حياتنا..
إننا نموت عدة مرات.. بل إن بعضنا يقضي حياته أحياناً في موت تلو آخر.. إلى أن يأتي الموت، فيجدنا جثثاً هامدة استطاعت بطريقة ما أن تستمر في عيش بيولوجي بحت..
وهذا هو الفرق بين "أن تعيش" و "أن تحيا".. أن تعيش يعني أنك مستمر في أداء الوظائف التي تجعلك على قيد العيش، تنفس وايض وتناسل، ضمن المعنى الادنى لكل شئ ...اما الحياة فهي انتقال من هذا الهامش السفلي الضيق، إلى آفاق أعلى، إلى المعنى الكلي المتراكم للأمر كله.. إلى نتيجته .. بعبارة أخرى: إلى آخرته..
* * *
نموت قليلاً كل يوم.. نموت، إحدى ميتاتنا، عندما نفقد الأمل، نفقد الرغبة في العمل، نفقد جذوة الحياة في حياتنا، نموت عندما تخبو تلك الشعلة في أعماقنا..
نموت إحدى ميتاتنا كلما قلنا أن لا جدوى.. كلما قلنا أن لا فائدة من المحاولة، نموت إحدى ميتاتنا، كلما سلمنا، كلما اقتنعنا بأن الهزيمة قدر لا فرار منه، كلما تصورنا بأن النار لا يمكن أن تولد من الرماد.. وأن النور لن يأتي بعد الظلام.. نموت قليلاً كلما سمحنا للموت أن يمنعنا من الحياة، نموت قليلاً كل يوم، ما دام كل ما نعرفه عن الحياة هو ذلك الموت اليومي الذي يكبل معايشنا..
الفرق، بين الموت اليومي، وبين الموت – الخاتمة، هو أنك في الموت اليومي، يمكن لك أن تبتدع قيامتك بنفسك، أن تهب من قبر معيشتك مذعوراً، لتثور على تلك القيود والأغلال، وتعود لتؤدي ما كان مقرراً لك أداءه.. أما مع الموت – الآخر، أعني الموت - الموت، .. فلا ..
* * *
" انك ميت و انهم ميتون"
الموت واحد..الموت لا دخل لك فيه..يأتيك فلا تملك رده..اما حياتك فهي رهن يديك..
حياتك هي ما يميزك عن الاخرين..
او يجعلك – في النهاية-مثلهم..
و في النهاية تذوبُ الأشياءُ و تختفي التفاصيلُ و يضيعُ كلُّ شئ في طاحونةِ الزمنِ التي لا تُبقى على شيء ..
في النهاية تخبو المشاعر .. و تنطفئ الشهوات .. و لا يبقى من الضحكات غيرُ صدى بعيد كأنه ذكرى غائمة لشيء لم يكن ..
في النهاية يذهبُ الجميع ..كأنهم لم يكونوا أصلاً .. كأن تلك الصداقات لم تكن ..كأن الصدقَ فيها لم يصمد ..كلُّ تلك الوعودِ بالبقاءِ و الوفاءِ ستترك طعماً مالحاً في الفم ..
في النهاية ..سيكون للصمت صوتا عاليا مدويا..
سيقول الصمت كلمته الفاصلة: لا شئ يدوم هنا..
كلُّ شئ مررنا به و امتلكناه ..أو تصورنا أننا امتلكناه ، سيذهب إلى حيث لا عودة ..
المشاعرُ ستغادر القلوب .. الذكرياتُ ستغادر الذاكرة .. الروحُ ستغادر نهايات الأعصاب .. و الحياةُ ستنسحب من الخلايا ..
كلُّ شئ سيغادر ..
والجلدُ الذي يغطي سلاميات الأصابع سيضعف بالتدريج .. ثم ما يلبث أن يسقط .. مع نهاية كلِّ شئ .. و اللحم الذي يغطيها كذلك ..
حتى عظام الأصابع .. ستزول بالتدريج ..تصير رميماً ومن ثم تراباً ..
لكنْ ، شيءٌ ما ارتبط بتلك الأصابع .. سيبقى ..حتى بعد زوال الجلد و اللحم و العظام ..
شيءٌ ما ، سيكون أقوى من كل ذلك الزوال ..
*****************************
في هذا العالمِ المحكومِ بالزوال ، كلُّ ما يمكن لنا أن نتركه فيه هو بصماتنا عليه .. بعضُ الناسِ يأتون و يرحلون دون أن يتركوا شيئاً , و لا حتى بصمة صغيرة ، و لا يمر ذلك و لو مروراً عابراً في أذهانهم .
بعضُ الناس يتركون بصمةً كدليلٍ لإجرامهم ..كدليلٍ على مشاركتهم في جعلِ العالم مكاناً أسوأ ..
و البعضُ الآخر يترك بصمةً على الآخرين ، على نفوسهم ، على رؤوسهم من أجل عالم أفضل ..
**************************************
ما دام الموتُ ينتظرُنا هناك ، في المحطةِ الأخيرة ، ولا فائدة من ركوبِ قطارٍ آخر ،لأن كلَّ القطاراتِ تنتهي هناك ، فلنحاول أن نستثمرَ رحلتَنا تلك ..
ما دامت معركةُ الموتِ خاسرة ، فلنحاول أن نكسبَ معركةَ الحياة ، لنحاول أن نقدمَ فيها ما يبقى لغيرنا ..
ما دام مصيرُنا إلى التراب ، فلتكن حياتُنا سماداً لحياةِ الآخرين وخلاصهم ..
ما دام الموتُ هو " نقطة نهاية السطر " ، فلتكن حياتُنا سطراً نافعاً ، أو على الأقل بصمةً في جملة مفيدة .. لمشروعِ حياة " ليست دنيا .. "

من كتاب " القرآن لفجر آخر"

اسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله



 


قديم 05-07-23, 10:43 AM   #417
عذب النغم

الصورة الرمزية عذب النغم

آخر زيارة »  04-15-24 (10:20 PM)
المكان »  this year from Yemen
2023
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اتايكيت عنقاء

شقرآ لك اوفره


 
عطاء دائم likes this.


قديم 05-08-23, 07:23 AM   #418
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذب النغم مشاهدة المشاركة
اتايكيت عنقاء

شقرآ لك اوفره
شكرا لك اخي على كرم المرور
ربي يحفظك


 


قديم 05-10-23, 07:39 AM   #419
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



هناك رجلا يدعى ( خُزيمة بن بشر ) كان هذا الرجل ميسور الحال ينفق على كل فقير ومحتاج حتى الذين لديهم مال كان يعطيهم ..

حتى دارت عليه دائرة الدنيا والأيام فأصبح فقيراً معدماً .. فجاء بعض الذين كان يعطيهم من خيره ويمد لهم يد العون فأعطوه شهرا أو شهرين ثم ملوا وتوقفوا عن مساعدته

فأغلق باب بيته عليه وهو لا يجد ما يسد به الرمق هو وزوجته ..
كان الوالي المكلف في الجزيرة يدعى ( عكرمة بن الفياض )

وكان يعرف خُزيمة بن بشر فسأل عنه .. فقيل له : لقد افتقر خُزيمة وأصبح لا يملك قوت يومه وأغلق بابه ..

فاندهش عكرمة قائلاً: خُزيمة افتقر ؟؟ ولَم يجد ممن كان يعطيهم ليقف معه ؟؟ خزيمة الذي كان يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر ؟؟

وفِي الليل والنَّاس نيام خرج عكرمة الفياض الوالي وأخفى وجهه وهو يحمل على ظهره حملاً ثقيلاً حتى بلغ دار خزيمة ثم طرق الباب

قال خُزيمة : من ؟
قال عكرمة : ضيف
ففتح خزيمة

ووضع عكرمة الحمل من ظهره وقال :
هذا لك
قال خُزيمة : ومن أين ؟
قال عكرمة : من مال الله
قال خُزيمة : ومن أنت :
قال عكرمة : جابر عثرات الكرام
قال خزيمة : بالله عليك عرفّني من أنت ؟؟

قال : جابر عثرات الكرام ثم انصرف مسرعاً
قال خزيمة لزوجته : أشعلي لنا فانوسا لنرى ماذا أحضر الرجل المُلثم
قالت : ليس لدينا فانوسا ولا حطب نوقده

فأخذ عكرمة يتلمس الكيس في الظلام حتي انفلق الصباح
وعندما فتحه وجدها أربعة آلاف دينار وخمسمائة وكان الألف دينار تعادل أربعة كيلو ذهب ومائتين وخمسين جراماً

فشكر خُزيمة ربه وقضى دينه وأصلح حاله
وعندما رجع الوالي عكرمة إلي بيته وجد زوجته تولول وتقول : لا يخرج الوالي في هذه الساعة إلا لزوجةٍ أخرى

قال : لا والله
قالت : إذن أخبرني أين كنت ؟

قال : لو أردت إخبارك أو إخبار أحد لما خرجت متخفياً ليلاً
قالت : يجب أن أعرف وألحت ولَم تنم حتى قَص لها القصة وقال:
اكتمي السر ولا تحدثي به حتى نفسك

وبعد فترة ذهب خزيمة إلي أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك فسأله : أين كنت يا خزيمة لم نسمع عنك من زمن فقص عليه القصة فقال الأمير : ومن جابر عثرات الكرام؟

قال : لم أعرفه ورفض إخباري
قال الأمير : ليتك عرفته

ثم أمر بمنح دنانير أخرى ل خُزيمة وأصدر امرا بإعفاء عكرمة الفياض
وتعيين خُزيمة والياً لمنطقة ألجزيرة ورجع

خُزيمة ودخل قصر الوالي وهو يحمل مرسوم العزل وكان في استقباله عكرمة بنفسه وسلمه أمر العزل فقال عكرمة : كله خير
ثم قال خُزيمة : أريد أن أحاسبك على مال المسلمين
فرحب عكرمة بذلك فوجد خُزيمة مبلغاً من المال غير موجود
فقال خُزيمة : أين المال يا عكرمة
قال : ليس معي
قال : إذن رُده من مالك
قال : لا أملك مال خاص
قال : إما المال أو السجن

وسجن عكرمة ردحاً من الزمن ووضعت له الأغلال الثقيلة في كتفيه وظهره حتى ضعف جسمه وتغير لونه

وعندما سمعت زوجة عكرمة بما حدث لزوجها الوالي المعزول
ذهبت الي خُزيمة وكانت هي إبنة عّم خُزيمة وقالت له :
يا خُزيمة ما هكذا يُجازي جابر عثرات الكرام

فانتفض خُزيمة مفزوعاً قائلاً : هل هو عكرمة ؟ يا ويلتاه وهرول إلى السجن دون أن يسمع شئا آخرا

وأخذ يفك الأغلال من عكرمة بيديه ويبكي
وعكرمة يسأله : ماذا حدث ولماذا تبكي ؟

قال خُزيمة : من كرمك وصبرك وسوءُ صنيعي
كيف أنظر في وجهك ووجه ابنة عمي؟
فأمر له بالكساء والغذاء وعندما استوى عوده قال له : هيا معي إلى خليفة المسلمين

فلما رآهم الخليفة بن عبدالملك قال : ما الذى أتى بك يا خُزيمة وأنت حديث عهد بالولاية ؟؟

قال : أتيتك ب جابر عثرات الكرام وأظنك كنت متشوقاً لمعرفته
فاندهش بن عبد الملك وقال : هل هو عكرمة ؟ خبت يا بن عبد الملك وتعجلت لقد أخجلتنا بطيب صنيعك وصبرك يا جابر عثرات الكرام

فأمر ل عكرمة بعشرة آلاف دينار وأعاد تعينه والياً وقال : إن شئتما حكمتما معاً
وظلا واليين مع بعضهما حتى توفاهما الله

من مشى بين الناس جابرا للخواطر
أدركه الله من المخاطر ....

من كتاب " المستجاد من فعلات الأجياد " للقاضي التنوخي البصري أبو علي ( المتوفى : 384هـ )

أكرمكم الله اينما كنتم
لنا لقاء ان شاء الله


 


قديم 05-13-23, 07:18 AM   #420
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



بين ضُحاكَ ونفسك..
الخطاب القرآني عجيب، مذهل.. يُلامسك دون إذن، يصفعُكَ دون إنذار، يُحْيي ما مات فيكَ رغمًا عنك، خاصّة خطابه الفَردي المهيب، تشعر أنّ الآيات لك، لا تخاطب سواك، وإن التفَتَتْ عيناك تنظر حولك لن ترى إلّاك الهدف.. أنت تواجه نفسك
أعطيك فكرة..
• والضّحى:
بداية بزوغك، بل بداية الأشياء، وأوّل شيء من كل شيءٍ لا يُنسى، اقترب قليلًا اهمس لك.. ضُحاكَ هو بداية وعيك، فهمك، التزامك، حُبّك، رُشدك، بلوغك، سَيرِك، بداية خطواتك وعثراتك ومحاولاتك، بداية فشلٍ تحوّل لقوّة، ونجاحٍ زادك عزمًا وثباتًا، بداية الإشراق لكل شمسٍ طالَ انتظارها، بداية الدّرب والحُبّ والقُرب. بداية نزعٍ وزرع.. كلّ تاريخٍ لم يُنسى وكلّ يومٍ لا يتكرّر وكلّ حادثةٍ تُحفَر.. كلّ هذا ضُحاك وإن لم ترَهُ.. بداية يومك "والصّبح إذا تنفّس" وبداية الحياة أنفاس.
• والليل إذا سجى:
بداية الفَهم أنّ دوامَ الحال من المُحال، ليلُكَ سجى لكنّ ظلامك راحل، كيف لك أن تعي جمال الصّبح دون ليله، وجمال اللقاء دون اشتياق وجمال السّكون دون تعب، فالمعنى يُعرف بعكسه، فيؤتيكَ الله ليلًا دامسًا حتّى تذوق معنى الإشراق، فكمّ من ألمٍَ ألَمَّ بك وكم من مرةٍ أنَّ قلبُك وكم ليلةٍ بكيت ونويت، وانتظرتَ وتمنّيت، كم خُذلتَ وغُدرت، كم كسرٍ بلغ فؤادك وثقبٍ أرهق صدرك، كم فقدٍ وصمتٍ وحرمان. إذًا كلّ ليلٍ أتاكَ ربّاك وكلّ ظلامٍ حلَّ بكَ ما ذَل بل دَلّ..
• ما ودّعك ربّك وما قلى:
بداية اتّكاء، كل مواقف الحياة التي ظننت فيها أنّك وحدك كان معك ما ودّعك، آيةٌ تضرب أعماق شعورك، نعم أنت ما ودّعك، تحكي حكاية احتواءِ الله لك حينَ ضممتَ إليكَ نفسك و ما اكتفيت، وَقعُها كما لوّ أنّك الوحيد في الحَيّ الذي اختاره الله ليصلّي الفجر جماعة، يمشي ينظر الأبواب مغلقة والنوافذ مظلمة فيشعر أنّ الله أيقظه دون غيره و وفّقه ليكون السّائر إليه حينَ غفت عيون العالمين عنه.. كم من مرةٍ أيقظك من نومِ قلب وغفوة روح وتيه مسار.
• وللآخرة خيرٌ لك من الأولى:
بداية رسم المسار، يُريكَ فيها أنّ كلّ خطوةٍ خلت من الله لن تُجدي في وصولك ذرّة، كأن الله يُثبّت ناظريك على هدفٍ أسمى وأبعد لتخطو إليه ثابتًا، فمن خلا ذهنه من نقطة هدف خَلَتْ خطواته من الانتظام، وخَلَتْ مراحل عمره من الاختلاف. لذلك آتاكَ نقطة تثبيت النّظر وتفعيل الإبصار وبداية الوصول نيّة تتبعها خطوة يرافقها شغف.
• ولسوف يُعطيك ربّك فترضى:
بداية الإكرام، عُد معي للخلف قليلًا حتى نفهم، بداية الإشراق يصحبُها ظلامٌ يصقلُكَ ووعيٌ يُرشدكَ ثم سيرٌ إليه حتى يحتويك. إذًا نتائج الاستعداد يتبعها الإمداد وصولًا للمُراد.. والعطاء هنا ليسَ بجديد بل عطاء مزيد، كأنها تُخبرك أن تُعيد إدراك ما فيك وما تمتلك، وتحسن استثماره حتى يصلك المزيد. وما من سائرٍ إليه عثرت خُطاه. يا الله !
• ألم يجدك يتيمًا فآوى
• ووجدك ضالًا فهدى
• ووجدك عائلًا فأغنى
(ثلاثية التذكير) بأنّك الهباءة دونه، يُرجِعُك لكلّ ما آتاك، لنقطة الصّفر لكل ما وهبك وأعطاك، كنتَ مدركًا له أو غافلًا عنه أو لم يصل منابت الإبصار بعد.. في كُلّ يُتمٍ وفقدٍ وحرمانٍ آواك .. وفي كلّ تيهٍ وضلالةٍ هداك .. وفي كل عالةٍ وحاجةٍ أغناك.. إذًا هنا تعلمُ أنّ الضّحى بدايته ربطُ ما فيكَ بمُعطيك.. وإحسانُ التبصير بالتذكير وبعد الذكرى يأتِ العمل.
• فأمّا اليتيم فلا تقهر
• وأمّا السائل فلا تنهر
• وأمّا بنعمة ربّك فحدّث
(ثلاثية الشّكر) بعد الإدراك، حيثُ آواكَ فلا تقهر، وحيثُ هداكَ فلا تنهر، وحيثُ أغناك فحدّث.. تخبرك ألّا تتعامل مع المُعطي بأنّك قدّمت الذي عليكَ وتنتظر نتيجة فعلك، بل انظر ما آتاك سابقًا وابدأ رحلةَ الشُّكر بالعمل. "اعملوا آل داوود شكرًا"
ألستَ تسعى؟ ابقَ كذلك، بل شُدّ وثاقك فإن الجمّر لَم يَحمَ بعد!

أكرمكم الله اينما كنتم
لنا لقاء ان شاء الله



 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا