|
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-10-21, 04:36 AM | #439 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
تحدثتُ إليّك بِولع، عن المشاعر والمواهب، والقيثارات والنجوم، ثم صمتّتُ لبرهة، وإعتذرتُ عن الحديث بِرمته، هذا لأن في وقتٍ ما من حياتي، كسرَ قلبي شخصًا كنتُ أُحبه، بِتجاهله لكلماتي الجميلة، وقوله : "أُصمتي، إحتفظي بها لنفسك، إنها لا تهم أحد" الناس لا يولدون حُزانى، نحن من نجعلهم كذلك. | |||||||||||
|
12-10-21, 08:54 AM | #440 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
تم تحرير المحتوى من قبل المراقب العام
| |||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة عطاء دائم ; 12-10-21 الساعة 12:40 PM |
12-11-21, 04:47 AM | #441 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
يوم أن رحلت، بدأتُ في القراءة عن النظريات الفضائية، عن أسباب دوران الأرض حولَ الشمس، عن النظام الشمسي الذي يتداعى ذاتيًا بِبُطء، عن الثقوب السوداء والإنفجارات النجمية، لكن في الواقع، أكثر قراءاتي كانت عن نشأة الكون، كيف تشكل في عملٍ فنّي خالد منك، مني، منّا، هذا ليس حديثًا روحيًا، إفهمني، ليس حديثًا عن "لم يكُن بين النجوم" أو "وددتُ لو أحببتُك مثلما تُحب الأرض الشمس" لقد كتبتُ لك أشعارًا بالفعل، وصورتك وأنت تُغادر البيت الذي كان يومًا ما لنا، تُساعدني على فهم أنه لا رومانسية في الطريقة التي تنهارُ بها النجوم، بل إنه أمرٌ قبيح للغاية، مشاهدة شيءٍ جميلٍ ينهار من تلقاء نفسه، يوم أن رحلت، عرفتُ أن بعض الثقوب السوداء، تدور بسرعة تسعمائة ميل في الساعة، بحثًا عن أشياءً لتبتلعها، كواكب بأكملها، مثل كوكبنا، أنظمة شمسية كاملة إختفت بالفعل في أجوافها المفتوحة كأفواه، في الليلة الأولى التي إضطررتُ للنوم من دونك تخيلتُك على هيئة ثقبٍ أسود، حاولتُ أن أصِل إليك، ألا إنه ابتلعني في مقبرة النجوم، وتركني هُناك وحيدة، تطلّب مني الأمر ثلاثة أيام، لأعثُر على طريق العودة، لأُغادر فِراشنا، لأرد على مُكالمة والدي، مُحاولةً تبرير إختفائي، طوال هذه المدة، خسرتُه، مثلما قد أخسر أي شخص بين التفسيرات الجوفاء للثقوب السوداء والنجوم المُتشظية، يوم أن رحلت، نسيتُ كيف تكون الكتابة، نسيتُ شعور أصابعي وهي مُلتفّة حول قلم لتسكب المشاعر بِحبر أسود في هاوية العدم البيضاء، أن تملؤها بِبعض الكلمات، فلا تبدو شديدة الخواء، لا تبدو شديدة الوحدة، أتذكرُ خوفي من المساحات الشاسعة، الخالية، المفتوحة، المُظلمة، والمُضيئة على حدٍ سواء؟ قُلت لي أن العدم الأبيض هو ما نشعُر به في مركز النجم عند إنشطاره نصفين، آسفة جدًا لأني لم أُصدقك حينها، أنا هُناك الآن، وأعلم أنك لم تكُن تكذب، يوم أن رحلت، أدركتُ أنك كنت من الكواكب الحرة، لم تدُر حول شخصٍ أو شيء، لم تخضع لنظامٍ شمسي، وجدتَ طريقك نحوي، إلى مداري، لتبقى معي لبعض الوقت فقط، عجزتُ عن أن أُبقيك أطول، لم يكُن مُقدرًا أن تكون جُزءًا مني، حُبنا كان مثل الشمس، يحتل 99% من النظام، لكنه غير كافٍ للبقاء، بعض الأشياء أكثر جمالاً، لأنها لا تنتمي لأحدٍ أو لشيء، هكذا أُحب أن أتذكرك، شيء أكثر جموحًا من أن أُبقيه، عوضًا عن شيء دفعت به الشمس بعيدًا، يوم أن رحلت، قرأتُ أن الأرض، في وقتٍ ما، ربما كان لها قمرٌ ثانٍ، وأن القمر الذي نراه اليوم، هو نتيجة إصطدامٍ بينهما، ساعدني على إدراك أن، وفي بعض الأحيان، أكثر الأشياء جمالاً، تحدُث مُصادفة، سأُبقي حبنا هُنا، في واحةٍ ساكنة بين إنفجارٍ نجمي وثقبٍ أسود، مكان آمن، ضال بينهما. | |||||||||||
|
12-12-21, 04:56 AM | #442 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
الصَباح الذي توقفت فيه عن الإشتياق لك، حدثَ على نحوٍ غير متوقع، الصَباح الذي تبدد فيه الحنين لك، أتى على صورة مُفاجأة، حتى أربكني تمامًا، كنت أعتقد دائمًا أن الحزن عملية بطيئة ومُمتدة، وإعتقدت أن الوداع يستغرق منّا وقتًا أطول بِكثير، ولكن هذا كان مُفاجئًا جدًا، أوقظني من فراغٍ تام، كان صباحًا جميلاً ومُشرقًا، حيثُ بدأت المشي بالأرجاء، رؤية الأوراق تهجر الأشجار آلمتني، كُنت أنت مثل هذه الأوراق، لم تنوِ أبدًا البقاء، غير أني كنتُ أتمسك بك مثل الجذور، قوية، وصامدة، وقادرة على تحمُّل أي نوع من العواصف، شعرتُ وكأنني فتحتُ أخيرًا عيني، بعد سنواتٍ وسنواتٍ من الظلام، حين أدركتُ أن جذوري كانت قوية بما يكفي، لتحمِل فقدانها ألف ورقةً مثلك، وفجأة، وبتلك الطريقة، فهمت، أدركتُ أن النار التي تتوهج في قلبي، تستحقُ ماهو أفضل، من أن تتحول إلى جمر، على أولئك الذين لا يبقون، مشيتُ بالجوار صباح يومٍ ما، مُحملة بالخسارة والألم، عُدت إلى المنزل، مُحملة بِشجرة من اللحم والدم، وفهمتُ المغزى من وجودك. | |||||||||||
|
12-12-21, 03:48 PM | #443 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
يميلُ الناس لِتحطيم الأشياء، الأكواب، الأبواب، الأسوار، الأطباق، الجُدران، العقول، القلوب، الثقة، وكأننا ورثناها في حمضنا النووي، الرغبة في تمزيق كُل شيء، بما في ذلك بعضنا البعض، لِمليون قطعة، ورُغم أننا نُحاول ونُحاول ونُحاول، ألا أننا نفشل في جمع ما كسرناه، والقليل جدًا الذي أصلحناه بالفعل، ستظهر دائمًا تلك الشقوق العميقة بِداخلنا. | |||||||||||
|
12-13-21, 03:46 AM | #444 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
رُبما المشكلة الحقيقية تُكمن في طريقتي، الغير المُغتفرة في الحُب، لو كان قلبي وردة لكان غريبًا، لو وُلد بلا كأس أو أوراق، أجزاء كاملة من روحي إستثمرت في بنك، داخل قلب شخصٍ آخر، أعني أفروديت لا تظهر أبدًا في المدارس، وفي يدها كتاب، لتُعلمنا الحب بِصفته الفن الوحيد الحقيقي، ليس هُناك دروسًا في كيفية التعامل مع الخسارة، لا وجود للافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة، يقولون أن الحُب هو ما يدفع العالم إلى الإستمرار، لكن لم يترك لنا أحدًا مُلاحظة في الرحم، ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط، أو آخر عن كيفية مُقايضة بعضٌ منك، دونَ أن تضيع للأبد في روحٍ أُخرى، أخشى أن هذا هو سبب ضِلالي دائمًا، كنتُ عاشقة، وكنتُ معشوقة، لكنني لم أتعلم أبدًا كيف، وبِخفّة، أحتمل الثمن. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||