منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-21, 06:48 AM   #277
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 264»
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج5 - قُبَيل وصول النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى مكة ))
__________
مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام في طريقهم للحج، وفي الطريق نزل جبريل -عليه السلام – بقوله تعالى : {{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }} ، فماذا يعني ذلك ؟ معناه يا رسول الله ، إن الله يأمرك أن تُدخل عمرة في حجة ، وقلنا من قبل إن النبي - صلى الله عليه وسلم – أحرم هو وكل أصحابه للحج ، وما كانت العمرة في النية ، فعقد النية على ذلك ، فأصبح - صلى الله عليه وسلم - قارناً ولم يعلن لأصحابه ، بل تركهم يُلبّون ويُكبّرون ويُهللون كما هم حتى لا يُربكهم .

وعندما وصلوا إلى موقع قبل مكة بقليل يقال له {{ سرف }} ، دخل على خيمة عائشة ، فوجدها تبكي ، قال لها : ما بكِ ، أنفستي ؟؟ قالت : أجل يا رسول الله ، قال : ما عليكِ ، [[ يعني لماذا تبكين ؟ هذا الأمر ليس بيدك ]] ثم قال لها : اصنعي كل ما يفعل الحاج غير أنك لا تطوفين بالبيت . إذن المرأة صاحبة ( العذر الشرعي ) تُحرِم ، وتقف على عرفة ، وتسعى بين الصفا والمروة ، ولكنها لا تطوف بالبيت . وكثير من الناس يسألون : وهل هناك فرق بين السعي والطواف؟؟ نعم هناك فرق كبير، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((الطَّوافُ حَولَ البيتِ مِثلُ الصَّلاةِ،

إلَّا أنَّكم تتكلَّمونَ فيه، فمن تكلَّمَ فيه فلا يتكَلَّمنَّ إلَّا بخيرٍ)) . والعجيب الغريب أننا نرى البعض من الناس لا يلقون بالاً للطواف!! فبدلا من الدعاء و الذّكر وتلاوة القرآن و خشوع القلب نراهم منشغلين بأمور الدنيا ؛

[[ بطوف و بحكي تلفون يطّمن على تجارته !! أو بتابع الواتس و الفيس و بتبادل النكت مع أصحابه !! ونسمع ضحك من الآخر خلال الطواف !! يا بني آدم خلّصَت أشواط الطواف و انت ماسك التلفون و بتضحك !! ]]

لا يا أخي !!! أباح الله لنا الكلام كأن تقول لشخص :أفسح ، تقدم ، . . . وليس الانشغال بالدنيا ومتاعها . إذن الطواف صلاة وشرطه {{ كمال الطهارة }} ، فلو انتقض وضوؤك وأنت تطوف ، تقطع الطواف وتخرج ، وتجدد الوضوء ثم ترجع تتم طوافك بادئا من عند الحجر الأسود .

أما السعي بين {{ الصفا والمروة }} فيجوز لك أن تسعى من غير وضوء ، فالمسعى لم يكن سابقا داخل بناء المسجد كما ترونه الآن .

ولما وصل - صلى الله عليه وسلم - قريبا من التنعيم {{ مسجد السيدة عائشة }} أمر أن تُضرَب الخيام في مكان اسمه {{ ذي طوى }}، ومكة على مقربة منه ، و لأنه وصل مع مغيب الشمس فكان من سنته - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل مكة نهارا ،

[[ ولا نُقيد الناس بهذه السنة في أيامنا هذه ،فالدين يسر ، وأعداد هائلة تأتي لمكة ، فمتى ما وصلت الحافلة تدخل ]] ضرب خيامه - صلى الله عليه وسلم - وبات تلك الليلة ،حتى إذا أصبح أخذ ماء واغتسل ، وقلّده من الصحابة من استطاع ذلك . وقد يسأل أحدهم مستغربا :

كيف اغتسل – صلى الله عليه وسلم - وهو مُحرِم ؟!! نعم اغتسل - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم حتى يسنّ لنا {{ سنّة النظافة }} ، فيزول عرق الجسم ، وغبار الطريق ، فهو يريد أن يدخل مكة بما يليق بها ، فهي {{ بيت الله }} ، فيجوز أن يغتسل المحرم ، ولكن لا يستعمل الصابون المعطر، ولا يزيل شعراً قاصدا ذلك ، أما ما ينزل من الجسم من تلقاء نفسه فلا حرج في ذلك أبدا .

وهنا لي وقفة ، فمع كل موسم حج تتكرر نفس المقولات من الناس والتي تصل لحد الوسوسة !! [[ ما بدي أغتسل حتى ما ينزل مني شعر!! إيّاك تحك راسك يا أبو فلان ؛ إذا حكّيت راسك و نزل شعر لازم فداء وهدي ، !!]] ، فمن أخبركم بذلك ؟؟

يا خير أمة استحلفكم بالله تفقّهوا في دينكم ، واسألوا ، فنحن - و الحمد لله - في زمن العلم و المعرفة ، فيجوز لك في الحج أن تغتسل و تبدل ثياب الإحرام إن اتّسخت ، وكم هو مؤلم رؤية البعض من الحجيج و المعتمرين وملابس إحرامهم متسخة جدا ، بل ورائحتها تؤذي كل من حولها !! والسبب أنهم يقولون – جهلا - : لا يجوز الغُسل أو تبديل الملابس !! لا يا أخي ، نظف جسمك و بدّل ملابس الإحرام ؛ فأنت في أشرف بقاع الأرض .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-12-21, 06:05 AM   #278
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 265 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج6 - طواف النبي – عليه الصلاة و السلام - ))
__________
وفي الصباح ركب - صلى الله عليه وسلم – ناقته القصواء ودخل مكة نهارا في الرابع من ذي الحجة ، [[ قلنا إنه خرج من مدينته - صلى الله عليه وسلم - في ٢٥ من ذي القعدة ودخل مكة ٤ من ذي الحجة ، بمعنى أنه مكث في الطريق 9 أيام ]] ،

دخل مكة ملبّياً مكبّراً ومعه هذا الجمع الذي زاد عن مئة و أربعين ألفا ، كلهم يُكبّرون ويهللون ، واستقبله أهل مكة بفرح وسرور ،فما زال يسير - صلى الله عليه وسلم – باتجاه الكعبة ويدعو [[ لم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث صحيح حول تخصيص دعاء معين عند رؤية الكعبة، فللمؤمن أن يدعو بما شاء ]] .


ثم نزل من على راحلته ، وكان (مضطبعا )( أن يُدخل الرجل رداءه الذي يلبسه تحت منكبه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة )) ، وأتى إلى {{ الحجر الأسود }} فاستلمه بيديه وقبَّلهُ وهو يبكي ، ثم بدأ (( طوافه من عند الحجر الأسود )) ماشياً على قدميه - صلى الله عليه وسلم - في الشوط الأول ، وعندما وصل إلى (( الركن اليماني )) استلمه وقال : {{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }}


فلما وصل - صلى الله عليه وسلم – إلى الحجر الأسود مرة أخرى ، لم يصنع كما صنع أول مرة ، فلم يُقبّله و إنما أشار إليه

[[ وفي هذا رخصة لنا خاصة وقت الازدحام ، وحدّث ولا حرج عن مزاحمة الرجال و النساء لتقبيل الحجر الأسود ، فمن أجل تطبيق السنة يُضيّعون دينهم فتُكشف عوراتهم مع الزحام !! ويُلامس بعضهم بعضا !! حسبي الله ونعم الوكيل ، يا أخي هذا لا يجوز أبدا ]]

وكان يرمل – صلى الله عليه وسلم - في الأشواط الثلاثة الأولى [[ أي يُهرول ]] ثم ركب - صلى الله عليه وسلم - ناقته القصواء وطاف ، وأتم أربعة أشواط على الناقة بعيداً عن جدار الكعبة ، ليفتح الطريق للناس ويراه الجميع ؛
فالكل يريد أن يأخذ المناسك عنه ، وكان يطوف مع عامة الناس ، ولم يطلب من أحد أن يفتح أن يخلي له الطريق ،فهو معلم الناس التواضع – عليه الصلاة و السلام - .

وأذكّركم أحبّتي ببعض المصطلحات في الحج :
الاضطباع : أن يُدخل الرجل رداءه الذي يلبسه تحت منكبه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة، ويطلق عليه: التأبط، والتوشح.
والرمَل : هو الهرولة ، وهو سنة من سنن الطواف في الأشواط الثلاثة الأولى وهو خاص بالرجال دون النساء .

العج: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، وهو مستحب للرجال .
الثج : إسالة دماء الهدايا في الحج ، وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
___________


 


قديم 06-12-21, 06:07 AM   #279
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 266 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج7 - السعي ، التحلل ، أوجه الحج ))
__________
لما أتمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - طوافه حول الكعبة {{ ٧ }} أشواط ، أتى (( مقام إبراهيم )) عليه السلام ،وهو يقرأ قول الله تعالى: {{ وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }} ، فوقف وراء المقام و(( صلى ركعتين )) قرأ فيهما بعد الفاتحة في الركعة الأولى :

{{ قل يا أيها الكافرون . . . }} ، وفي الركعة الثانية : {{ قل هو الله أحد . . . }} ، ثم دعا ما شاء الله له أن يدعو ،ثم توجه - صلى الله عليه وسلم - إلى (( زمزم )) وقال لأصحابه : اشربوا منها وتضلعوا ، [[ تضلعوا : يعني اشربوا كثيرا وارتووا حتى يدخل الماء ضلوعكم ]] ، وقال أيضا : ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له [[ يعني أحسن طب في الحاضر والماضي والمستقبل ، لذلك يُستحب الدعاء و استحضار النية عند شرب ماء زمزم للشفاء أو طلب الرزق ... وغير ذلك ]] .

ثم اتجه – صلى الله عليه وسلم - إلى (( الصفا )) وقال وهو يصعدها : {{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }} ، ثمّ استقبل البيت وقال : بسم الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا ما شاء الله له أن يدعو وكرر التكبير و الدعاء 3 مرات .

ثم اتجه نحو (( المروة )) وبدأ سعيه - صلى الله عليه وسلم – ماشياً ، والمسافة بين الصفا والمروة حوالي {{ ٣٩٥ مترا }} ، فما زال - صلى الله عليه وسلم - ينحدر نزولاً من الصفا حتى استقر في بطن الوادي، [[ حيث كان وادي بين الصفا والمروة قبل البناء و البلاط ]] ، حتى إذا استقرت قدماه في بطن الوادي بدأ بالجري الخفيف (( الهرولة )) أين موقع هذه الهرولة ؟؟

[[ بين الميلين الأخضرين ]] ، والهرولة للرجال فقط وليست للنساء .

وعندما وصل المروة ، صعد وقال مثلما قال وهو على الصفا ، وعلّمنا - صلى الله عليه وسلم - أنّ السعي من الصفا للمروة ذهاباً يعتبر شوطاً أول ، والرجوع من المروة للصفا شوطاً ثانيا وهكذا . وينتهي الشوط السابع عند المروة لأنها أشواط مفردة {{ ٧ }} .

وكان أصحابه بين يديه - صلى الله عليه وسلم - قد ملؤوا المسعى ، فقال بأعلى صوته : من كان قد ساق معه الهدي فليبق على إحرامه ، ومن لم يكن قد ساق هديه فليتحلل من الإحرام وليجعلها عمرة ، هل رأيتم متى أخبرهم ؟؟ بعد أن أتم الطواف والسعي ، وقلنا إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الطريق أوحى الله له عن طريق جبريل :

{{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }}، يعني حجة و عمرة ، والصحابة ما كان في نيتهم عمرة ، نيتهم حج فقط ، وقلنا إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد ساق هديه معه ؛ إذن لن يتحلل من الإحرام معهم ثم قال لهم - صلى الله عليه وسلم - : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سُقت هدياً ولجعلتها عمرة ، ولكن سقت الهدي ، والله تعالى يقول :

{{ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }} ، وإن محل الهدي يوم النحر وفي أرض منى ؛ [[ إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - حجّ مقرنا ، ولم يتحلل لأنه قد ساق هديه معه ، وقال : لو كان هذا التشريع نزل قبل أن أخرج من المدينة ما سقت معي الهدي ولجعلها عمرة وذلك ليخفف عن أمته ]] .

فتحلل أصحابه ؛ فمنهم من حلق ومنهم من قصّر ، فقال – عليه الصلاة و السلام - : (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ )) . ثم قرأ قوله تعالى :

{{ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ }} ، لاحظوا : قدّم التحليق على التقصير . فحلق أصحابه وتحولت حجتهم إلى عمرة . فسأله أحد الصحابة : يا رسول الله ! أي الحل ؟ [[ يعني الآن نحن لم نعد محرمين ، تحللنا من الإحرام ، ولكن التحلل ماذا يبيح لنا ؟ هل يوجد شروط ؟ ]] فقال - صلى الله عليه وسلم - : الحل كله ،فتحللوا من إحرامهم ، واغتسلوا ، ولبسوا ثيابهم ، وامتشطت النساء وتزينت لرجالها ،لأن النبي قال {{ الحل كله }} .

إذا هي حجة واحدة لنبينا خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - وهي حجة الوداع ، وشريعته هي الماضية إلى قيام الساعة ، فجمع الله له الخير كله في هذه الحجة (( وكانت حجّته -عليه الصلاة و السلام – حجة قارن )) فما معنى ذلك ؟ هناك أوجه ثلاثة للحج علّمنا إياها نبينا في حجة الوداع :


حج مفرد [[ أن ينوي الحج فقط بدون عمرة ]] كما حدث مع السيدة عائشة - رضي الله عنها - ، فقد جاءها الحيض قبل أن يدخل الحجاج مكة ، ولم تطف بالبيت،فلم تكتب لها عمرة ،فلما انتهى الحج قالت : يا رسول الله ، أيرجع الناس كلهم بحجة وعمرة وأرجع بحجة فقط ؟ فأمر- صلى الله عليه وسلم - أن تقف الرحال في أطراف مكة ، وأرسلها مع أخيها {{ عبدالرحمن بن أبي بكر }} ، وأمره أن يخرج بها إلى الحل [[ أي خارج حدود الحرم ]]

فخرجا إلى التنعيم : {{ ما يعرفه الحجاج والمعتمرون بمسجد عائشة نسبة لهذا الموقف }} ، فأهلّت من هناك بعمرة مع أخيها ، وطافت وسعت وتحللت ، وهذا معنى الحج المفرد .

حج مقرن [[ أن تنوي عمرة وحجة في نسك واحد ]] : كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقد تحلل أصحابه وبقي محرما للحج .

حج متمتع [[ وهي أن تُقدم العمرة على الحج ، ثمّ تتحلل من العمرة – الحل كله - فتلبس الثياب وتغتسل وتتطيب ، فإذا كان اليوم {{ ٨ }} من ذي الحجة ، يلبس ملابس الإحرام ، ويُحرم الحاج من مكان سكنه وينوي الحج ]] ، وهذا ما فعله الصحابة الذين لم يسوقوا هديهم من المدينة في حجة الوداع . وهكذا علّمنا نبينا – عليه الصلاة و السلام - ثلاثة أوجه للحج في حجة الوداع .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-14-21, 06:44 AM   #280
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 267 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج8 - الوصول إلى عرفة - ))

بقي - صلى الله عليه وسلم - على إحرامه ، وتحلل أصحابه الذين لم يسوقوا الهدي ، ورجع إلى مكان إقامته في مكة عند {{ الحجون }} ، وأقام بها أربعة أيام ، وفي {{ ٨ ذي الحجة}} - المعروف بيوم التروية - أمر الناس المتحلّلين أن يستعدوا لإحرام الحج ، وعند الضحى ، توجه - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين إلى {{ منىً }} ونزل بها ،

[[ سمّيت منى لأنَّه تُمْنَى الدِّماءُ في أيَّامِها ]] وصلَّى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. وهذه هي السُّنة ، فهي ليست ركنا من أركان الحج ، ولكنها سُنة لا تأثم على تركها ، فلا نضيق على الناس .

ويوم التروية هو أحد الأيّام الفضيلة؛ فهو من أيّام العَشر من ذي الحجّة، والتي أقسمَ الله -سبحانه وتعالى- بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال: {{ وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ}}،وهو من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله تعالى ، ويشمل ذِكر الله تعالى التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ، كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل الله ؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (( ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر، فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟

فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ )) . وقيل إنّه سمي بيوم التروية لأنّ الحجاج كانوا يتروّون من الماء فيه ، يُعدّونه ليوم عرفة .

ثمّ صلّى - عليه الصلاة و السلام – فجر عرفة في منىً ، ومكث قليلاً حتى طلعت الشمس، ثم سار - صلى الله عليه وسلم - ملبياً مكبراً حتى أتى ( نَمِرة ) ، فنزل بها، ثم جلس في خيمته بنمرة حتى إذا زاغت الشمس [[ أي وقت الظهر ]] ، أمر بالقصواء، فرُحِلت له [[ أي جُهّزت له ]] ،

ثم ركبها و أتى بطن الوادي ، وأمر أن يجتمع الناس حوله ووقف بهم خطيباً ، وكانت خطبة الوداع في يوم {{ الجمعة }} ، فخطب فيهم [[ خطبة عرفة ]] ، لا خطبة الجمعة ، ولكن مشيئة الله أن صادف يوم عرفة يوم جمعة ، وتسمى أيضا: خطبة الوداع ، خطبة الحج ، خطبة الإسلام ، خطبة الأشهاد ، خطبة البلاغ . وفيها من البيان و المواعظ الكثير الكثير ، ونحن نحتاجها جدا خاصة في هذا الزمان الذي تاه فيه المسلمون ، وسنقف عندها كثيرا .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-14-21, 06:46 AM   #281
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 268»
السيرة النبوية العطرة (( خطبة الوداع 1 ))
__________
في (( يوم عرفة )) وقف – صلى الله عليه وسلم – بالناس خطيبا ، و كانت خطبته جليلة عظيمة ، فيها أحكام نحن بحاجة إليها في كل يوم ، وفي كل ساعة ، وفي أية أرض كنا ، وفي أي زمان عشنا إلى أن نلقى الله تعالى ، ففيها من البيان و المواعظ الكثير الكثير خاصة في هذا الزمان الذي تاه فيه
المسلمون، وانغمس فيه الكثير في القتل و السّلب و الظلم حتى لأهل بيتهم ، ((وقد وردت هذه الخطبة في كتب السيرة بطرق منوّعة أجازها أهل العلم ))، و سنُجمل في حديثنا عنها أغلب عباراتها - بإذن الله – واقفين على توجيهاته – صلى الله عليه وسلم – نأخذ منها الدروس و العبر ، نستفيد منها نحن ، ونعلمها لأبنائنا و للأجيال القادمة ، لتكون عونا لهم في السّير على طريق الهداية ، ومواجهة أعداء الإسلام و ظلمهم .

" الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.

[[ التقوى هي سفينة النجاة يوم القيامة وهي التزام طاعة الله وطاعة رسوله، وتكون بالتزام ما فرض الله واجتناب ما حرم الله سبحانه وتعالى ]].
أما بعد؛ أيها الناس، اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا .

[[ أول ما نلحظ استخدامه – صلى الله عليه وسلم – أداة نداء القريب " أي " وذلك لإزالة الهوة بينه وبين النّاس ، وزيادة في قرب نفسه منهم ، فهو المعلم و الهادي لهم ، ثم يبدأ بمعنى مجازي للأمر " اسمعوا " بهدف التلطف و الرقة و لفت الأنظار وتوجيه النفوس إلى ما يعرضه عليهم من توجيهات ، ثمّ أراد – عليه الصلاة و السلام - أن يقرر حقيقة رحلة الإنسان من حياته الدنيا، بتقريره أنه – وإن كان رسولاً يوحى إليه – فهو لا يدري متى سيكون رحيله ]] .

أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. [[ أي: إنَّ سَفْكَ دمائِكم وأَخْذَ أموالِكم بغيرِ حقٍّ، حرامٌ عليكم حرمة شديدة، كحُرمةِ يوم عرَفةَ، في هذا الشهر - ذي الحِجَّةِ - في بلدِكم مكَّةَ . . . فماذا نقول عن هذه الدماء التي تُسفك في بلاد المسلمين اليوم ؟! أجيبوني بالله عليكم !!

وبعد ذلك يوجهنا – عليه الصلاة و السلام – إلى أهمية الأمانة وحفظ حقوق الناس و البعد عن الخيانة التي - كما نرى – دمّرت العائلات ، و انهارت بسببها اقتصادات الدول ، فازداد الفقر والشقاء ]] .

وإن ربا الجاهلية موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون، ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب. [[ الربا هو المال الزائدُ على رأسِ المالِ؛ فهومردودٌ، وأوَّلُ ربًا أضَعُ مِن رِبَانا رِبَا العبَّاسِ بنِ عبد المُطَّلبِ، فإنَّه مردود كلُّه. هل رأينا كيف يوضع الدستور ؟؟

مش حلال لعمي و حرام على النّاس مثل ما بصير عند البعض اليوم !!]] .

وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، [[ أي أنّه لا قِصاص ولا دِيَةَ ولا كفَّارةَ لكل دم كان قبل الإسلام، وإنَّ أوَّلَ دمٍ أترُكُه مِن دِمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ حيث قتلته قبيلة هذيل ، يعني ما في ثأر ]] .

وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والّسقاية ،[[ السدانة : خدمة الكعبة ، السقاية : سقاية الحجيج ، و المقصود من هذا التوجيه النبوي أنّ مفاخر الجاهلية أسقطها الإسلام ، وكل شيء من عاداتهم و تقاليدهم، ولكنه استثنى بعضها ومنها السدانة والسقاية لأن هذه أمور حميدة ، و يريد الإسلام أن يحث الناس ويدفعهم لخدمة الكعبة الشريفة وزوارها الذين يأتون لإكمال شعائر الدين ]] .

والعمد قود ، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية ، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

[[ "العَمْدُ": وهو القَتْلُ عن قَصدٍ، وتَبْييتِ نِيَّةٍ مِنَ القاتِلِ، "قَوَدٌ": وهو القِصاصُ، فيَقتَصُّ وليُّ دَمِ المَقْتولِ مِنَ القاتِلِ إلَّا أْن يَعْفوَ وليُّ الدَّمِ كما جاءَ في الأحاديثِ، بينما جزاء القتل الخطأ هو الدية المقدرة فقط بمائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية ]] .

أما بعد؛ أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تُحقّرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم،[[ هنا يحذّرنا – عليه الصلاة و السلام - من غواية الشيطان، فالشيطان أيس من أن ينتصر الشرك على الإسلام في مكة وما حولها من جزيرة العرب، ولكن ستكون له طاعة فيما تحقرون من أعمالكم ،يعني انت مسلم مش كافر ؛ لكن مش مشكلة :

غش ، اكذب ، اظلم الناس ، اطلعي بدون حجاب ، لازم يكونلك صديق تطلعي معاه !! هاي الأمور مش مشكلة ، شغلات بسيطة ، المهم انت مسلم مش كافر!! لا يا أخي ، لا يا أختي ، هذه الأمور هي مفاتيح النار وضعها الشيطان بين أيديكم مما تصتصغرون من الآثام و الأعمال ، فاحذروا الوقوع بها ، فلا تنظر إلى صغير ذنبك ، وانظر إلى عظيم من عصيت ؛ فأنت تعصي الله تعالى سواء أعصيته بصغير ذنب أو بكبير ذنب ]] .

أيها الناس، إنما النسئ زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا ، يُحلّونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله ، فيُحِلوا ، ما حرم الله ويُحرّموا ما أحل الله [[ فقد أقر الإسلام تعظيم أهل الجاهلية للأشهر الحرم، وبين أنها حرام منذ أن خلق الله السموات والأرض، وبين أن أهل الجاهلية كانوا يقعون في "النسيء" وهو تأجيل الأشهر الحرم، أو أحدها ليكملوا قتالهم وسفك الدماء، وهذا من وساوس الشيطان أو من النفس الإمارة بالسوء، فدعا الإسلام لتعظيم حرمات الله وترك النسيء ]] .

وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ، ألا هل بلغت ؟

اللهم فاشهد. [[ هنا يبيّن النبي – عليه الصلاة و السلام - أن السّنة التي حج فيها حجة الوداع هي السَّنة التي وصل فيها ذو الحجة إلى موضعه، يعني أمر الله تعالى أن يكون ذو الحجة في هذا الوقت فاحفظوه ، واجعلوا الحج في هذا الوقت ، ولا تبدلوا شهراً بشهر كعادة أهل الجاهلية ]] .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-14-21, 06:46 AM   #282
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:32 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 269»
السيرة النبوية العطرة (( خطبة الوداع 2 ))
__________
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق؛ لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يُدخِلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، [[ أوصانا الله بإعطاء الزوجة حقّها؛ و إنصافها في جميع أوجه التعامل معها ؛وحُسن معاملتها ، كذلك عليهنَّ واجبات :

فلا يجوز لهن أن يُدخلن أحدا البيت ممّن نكره، ولا يأتين بفاحشة مبينة كالنشوز وسوء العشرة وعدم التعفف، فإن فعَلْنَ ذلك بدونِ رِضاكم فاضرِبوهنَّ ضربًا لا يترك أثرا ولا يسيل دما ولا يُسبّب كسرا، وذلك بعد الوعظ و الهجر في المضاجع كما جاء في الآية :

{{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }} ، ونبينا قال لعائشة يوما : والله يا عائشة لولا أن أخشى القصاص يوم القيامة لأوجعتك ضربا بهذا المسواك !! فالمقصود بالضرب التأديب وليس التعذيب كما يفعل البعض !! ]].

فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف،[[ أي النَّفقةُ مِن المأكولِ والمشروبِ، والسُّكْنى والمَلْبَسِ على قدْرِ كفايتِهنَّ، مِن غيرِ سرَفٍ ولا بخل، أو باعتبارِ حالِكم فقرًا وغنًى ]] .

واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً [[ وتكون التقوى بإنصافِهنَّ ومراعاةِ حقِّهنَّ؛ فقد تم الإيجاب و القبول واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بعهد الله]] – ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد.

لنا وقفة هنا ؛ فالغرب وأعداء الإسلام – خاصة الذين يظهرون على الإعلام - يتمسكون ب (( وَاضْرِبُوهُنَّ }} فيقولون : أليس إسلامكم كما تقولون دين الرحمة ؟؟!! ما هذا التعصب للرجل ؟؟ ولماذا يُهين دينكم المرأة ؟!! فأقول لهم : أنتم جهلة ولا تفهمون كلام الله ،

فإن الله يقول {{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }}، فالناشز هي التي امتنعت عن أداء حق الزوج ، أو عصته ،أو أساءت العشرة معه، فتعالت على شرع الله ، وخرجت عن الطريق المستقيم ، فلم يقل لكم اضربوهن مباشرة ،

بل قال : {{ فَعِظُوهُنَّ }} [[ يعني احكي معها ، وانصحها بينك وبينها ، حتى مش قدام أولادك وبناتك ، وللأسف البعض بجمعوا العيلة وبقعدوا يكشفوا في أسرار البيت و بتصير قصة على كل لسان !! ]]

فإذا استجابت الزوجة ‘ تستقيم الحياة ، و إذا لم تستجب ؛ فما الحل ؟؟ لقد أعطاك الله طريقا آخر وحلّا آخر لإصلاحها : {{ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ }} ، إذن بعد الموعظة هناك أسلوب أشد ، و هو الهجر في المضاجع ،

[[ مش تحرد حضرة جنابك وتطلع تنام عند أهلك أو في الفندق ؛ لأنو للأسف اليوم بعض الرجال هم اللي بيحردوا مش الزوجات !! ]] ، فالمقصود هجرها في نفس فراش النوم ، وهذا أشد عليها من أن تخرج من الغرفة ، فإن لم ينفع معها هذا الأسلوب ،

عندها تلجأ إلى الخيار الثالث وهو (( واضربوهنّ )) الذي ورد في الآية و في خطبة الوداع . وأوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى الضرب في الخطبة : ضرب غير مبرح ؛ بمعنى لا يترك أثرا ولا يسيل دما ولا يُسبب كسرا

[[ مش بالعصاية و حزام البنطلون وتقول : ربنا قال اضربوهن !!]] ، لا يا أخي ، لا تفتر على الله و رسوله ، فالنبيّ – عليه الصلاة و السلام – قال لعائشة مرة عندما أخطأت : والله يا عائشة لولا أن أخشى القصاص يوم القيامة لأوجعتك ضربا بهذا السّواك . يا حبيبي يا رسول الله ، وهل السواك يوجع ؟؟ لا ، فالمقصود فيه التأديب لا التعذيب .

وكل هذه الخطوات في تأديب المرأة العاصية لزوجها من أجل البقاء على بناء الأسرة ، و عدم ضياع الأبناء ، فالطلاق سيهدم هذا البناء ، ويضيع الأبناء في أغلب الحالات ، واذهبوا إلى المحاكم وانظروا المآسي فيها !! لذلك على الأهل و أصحاب العقول الراجحة من الناس أن يبذلوا جهدهم في الإصلاح بين الزوجين ، [[ مش إذا أجت المرأة تبكي لأهلها ، ولمّت العمارة بصوتها ، أو الزوج راح يشكي لأهله معناه انهم على حق ، ومش على طول نروح للمحكمة ونبدأ في هدم الأسرة ]] لا ، فالكل خاسر ، و سيدفع الأبناء الثمن .

ولكن إذا لم تنفع كل هذه الوسائل ، ولا حتى مساعي أهل الخير، عندها نلجأ إلى الطلاق ،{{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }} ، يعني حتى بعد الطلاق أعطى الله الزوج فرصتين ، وكل ذلك حفاظا على الأسرة ، و عدم كسر خاطر الزوجة ؛ فالإسلام يقدّر مكانتها ، و يوصي دائما بالرفق بها ، ليس كما يدّعي – زورا و بهتانا - الغرب وأعداء الإسلام و أبواق الإعلام المتأسلمين أنّ الإسلام حطّ من مكانتها !!

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:14 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا