منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-29-21, 06:56 AM   #289
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 276 »
السيرة النبوية العطرة (( مرض النبي - صلى الله عليه وسلم – ج1 ))
__________
وبدأ جيش (( أسامة بن زيد )) يستعد للخروج، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد أن يعسكر على باب المدينة حتى يتجمع الجيش ، وقبل أن ينطلق الجيش شاع الخبر في المدينة أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد وَجِعٌ [[ أي أصابه المرض ]] ،

وقد أصبح لا يفكّ العصابة عن رأسه ، فتوقف الجيش، وبقي معسكرا على باب المدينة ، وشاءت إرادة الله أن لا يتحرك هذا الجيش في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولكنّه انطلق في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه .

وقبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بأيام ينزل جبريل على نبيّنا بآخر آية من القرآن ، قال تعالى : {{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }}، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : نُعِيت إليّ نفسي . وفي حال المودّع الذي شعر بدنوّ أجله ؛خرج - صلى الله عليه وسلم - لزيارة شهداء أحد ومعه جمع من أصحابه ، فقال:

(((( سَلامٌ عليكم دارَ قَومٍ مُؤمنينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللهُ بكم لاحِقونَ، ودِدتُ أنَّا قد رأَيْنا إخوانَنا. قالوا: أوَلسنا بإخْوانِكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الَّذين لم يَأْتوا بَعدُ، [[ وهذا تَوضيحٌ بأنَّ من لقِيَهُ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهوَ مِنْ أصحابِهِ، أما مَن لم يرَه منَ المسلمينَ فهُم إِخْوةٌ في الدِّينِ والإسلامِ ،هل اشتقتم للحبيب كما اشتاق لكم بعد أن عشتم أياما وأياما مع سيرته - صلى الله عليه وسلم - ؟؟ هل شعرتم بلذة محبته في قلوبكم ؟

الذي أحبكم ولم يركم وتمنى لو رآكم ؟؟ ]] ، وأنا فَرَطُهم على الحَوضِ [[ وأنا سابِقُهُم ومتقدِّمهم على الحوضِ يومَ القيامةِ، وهو حوضُ النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي يَسقي فيه الواردينَ عليهم مِن أُمَّتِه ]] .

قالوا: وكيف تَعرِفُ مَن لم يَأْتِ بَعدُ مِن أُمَّتِكَ يا رسولَ اللهِ؟ [[ يعني ما السّمات التي جَعَلها اللهُ تعالى للمُؤمنِينَ تُميِّزُهم عن غَيرهِمْ في الآخِرةِ ؟ ]]

قال: أرأَيتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بَينَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألَا يَعرِفُ خَيْلَه؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: فإنَّهم يأتون غُرًّا مُحَجَّلينَ مِن الوُضوءِ - يَقولُها ثلاثًا – [[ الغُرَّةُ : هيَ البياضَ في الوَجهِ، والتَّحْجيلُ : هو البَياضُ في الأقدامِ، والخَيلُ البُهْمُ الدُّهْمُ : أي السَّوداء، فإذا اختلَطَتْ هذه الخيولُ تَميَّزَ بعضُها عن بعضٍ بِبيَاضِ الغُرَّةِ والتَّحْجيلِ، فكذَلكَ المُسلِمونَ يومَ القيامةِ ؛ أثرِ الوُضوءِ يكونُ نورًا ظاهرًا على أعضاءِ الوُضوءِ يتميّزون به ]] .

وأنا فَرَطُهم على الحَوْضِ، ألَا ليُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضي كما يُذادُ البَعيرُ الضَّالُّ، [[ سوفَ تُبعِد الملائكةُ وتَطرُدُ عنِ الحوضِ أُناسٌ وهُم مُقبلونَ علَيه ومُتوجِّهونَ إليه، وهمْ من المسلِمينَ، كما يَمنَع ويَطرُد صاحبُ الإبلِ الجملَ الذي ليس من إبلِه ]] ، أُناديهم: ألَا هَلُمَّ . فيُقالُ: إنَّهم قد بَدَّلوا بَعدَكَ، فأقولُ: سُحْقًا سُحْقًا [[ أُنادِيهمْ لِيأتوا إلى الحوضِ، قَبل أن أعرِفَ لماذا يُطرَدونَ؟

فيُقالُ: إنَّهم قدْ حرَّفوا الدّين، وانحرفوا بعدَك عنِ الحقِّ، فيقول – عليه الصلاة و السلام - بُعْدًا لهم وهُو دُعاءٌ علَيهمْ بالإِبعادِ عن حَوضِه وعن الرَّحمةِ ، اللهم لا تجعلنا من المبعدين عن حوض نبيّك المصطفى – صلى الله عليه و سلم - ]] )))) .

ثمّ رجع - صلى الله عليه وسلم – إلى بيته ، وبعدها أصبح يشعر بأعراض الحمى وارتفاع الحرارة ، فكان يرجف – صلى الله عليه وسلم – من الحمّى ،وفي حال المودّع الذي شعر بدنوّ أجله ؛ قال أيضا لأحد أصحابه : انطلق بنا إلى البقيع [[ وهي مقبرة المدينة ]] ، ودخل البقيع فوقف على أوله ثم قال :

(( السَّلامُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ )) ، ثم استغفر لهم ، وعاد إلى حجرة عائشة وهو يشعر بصداع شديد في رأسه ، وعندما وصل وجدها تقول: وارَأْسَاه !! قال : بل أنا يا عائشةُ وارَأْسَاه ،

[[ يعني لو تعلمين الألم الذي نزل في رأسي - ولم يكن من عادة النبي أن يشتكي من أي ألم في مرض - ولكن كان الألم هذه المرة شديدا جداً ]] ثمَّ قال : وما ضرَّكِ لو مِتِّ قبْلي فغسَلْتُكِ وكفَّنْتُكِ وصلَّيْتُ عليكِ ثمَّ دفَنْتُكِ ؟ فقالت عائشة : لَكأنِّي بكَ أنْ لو فعَلْتَ ذلك قد رجَعْتَ إلى بيتي فأعرَسْتَ فيه ببعضِ نسائِك !!

[[وكانت عائشة من دون أزواجه جميعاً تُعرف بشدة الغيرة ؛ فلما سمعت هذه المقولة نسيت ألم رأسها وطار الوجع وقالت : أكيد رح تتزوج وحدة جديدة ]] فتبسَّم رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ،

فانظروا أحبتي ؛ حتى مع شدة مرضه – صلى الله عليه وسلم – يمازح زوجته و يُسلّيها ليبعد عنها الألم ناسيا ألمه و الحمّى التي أصابته . ((هذا هو الحب الحقيقي ، مش اللي بتشوفوه في المسلسلات والأفلام !! حسبي الله ونعم الوكيل)) .

واشتد الألم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فالتفت إلى عائشة وقال : يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر [[ تذكرون الشاة المسمومة التي أعدها اليهود في خيبر لقتله - عليه الصلاة و السلام -؟؟ هم أخوة القردة والخنازير و قتلة الأنبياء ، لعنهم الله ولعن كل من والاهم ]] ، وقد بقي أثر السم في جسده أكثر من ثلاث سنوات، حتى يعطي الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع درجة النبوة درجة الشهادة، وذلك لإرادة الله تكميل مراتب الفضل كلها له - صلى الله عليه وسلم - .

وكان مع شدة ألمه - صلى الله عليه وسلم - يخرج للصلاة بالناس في المسجد، ويبيت كل يوم في بيت زوجة من زوجاته ، وعندما رأى - صلى الله عليه وسلم - اشتداد الحمّى عليه واشتداد الألم ، جمع زوجاته ، واستأذن أن يُمرّض في بيت عائشة – رضي الله عنها - فهي أقرب حجرة إلى المصلى . [[هذه أخلاق الحبيب - المصطفى صلى الله عليه وسلم - ]] ،

فقلن: أذنّا لك يا رسول الله ، ، فلما أراد أن يقوم للذهاب لحجرة عائشة ما استطاع أن يقف على قدميه ، فجاء علي بن أبي طالب ، والعباس فاتكأ عليهما، وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة ، وكانت رجلاه تخطان الأرض ،[[ يعني لا يستطيع أن يرفع رجليه عن الأرض ]] ،

وأصبح - صلى الله عليه وسلم - يخرج للصلاة متكأً على الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب ، حتى ثقل المرض عليه - صلى الله عليه وسلم - ، وأصبح لا يقوى على الخروج إلى المسجد من شدة الحرارة التي أصابته .

وأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج لصلاة العشاء ، ولكن شدة الحرارة أتعبته فقال لأزواجه : أفيضوا عليَّ من سبع قرب من ماء بئر ، لعلي أستطيع أن أخرج إلى الناس ، [[ فأحضروا له طست واسع من حجرة حفصة ]] ، وجلس - صلى الله عليه وسلم - فيه ، وصبوا عليه الماء البارد حتى تخف الحرارة ، فلما خفت الحرارة قام - صلى الله عليه وسلم - ليلبس ثيابه ويخرج ؛ فما استطاع ! لقد غلبته الحرارة فأغمي عليه ، وتلقّته أيدي أمهات المؤمنين حتى لا يسقط على الأرض ، فلما أفاق قال : أصلّى الناس ؟؟

قالوا : لا ، هم في انتظارك يا رسول الله . فقال : أعيدوا علي الماء ، فأُجلس في المخضب [[ طست ]] وأعادوا عليه سكب الماء حتى خفّت الحرارة ، فقام ليلبس ثيابه يريد أن يخرج للناس ليصلي بهم ؛ فلما بدأ في لبس ثيابه أغمي عليه مرة أخرى من شدة الحرارة ، فلما أفاق قال : أصلى الناس ؟؟ قالوا : لا ، هم في انتظارك يا رسول الله .فقال - صلى الله عليه وسلم - :

(( مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ . فقالَتْ عائشة: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إذَا قَرَأَ القُرْآنَ لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ ، فلوْ أمَرْتَ غيرَ أبِي بَكْرٍ، قالَتْ: واللَّهِ، ما بي إلَّا كَرَاهيةُ أنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ، بأَوَّلِ مَن يَقُومُ في مَقَامِ رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ -، قالَتْ: فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، فَقالَ: لِيُصَلِّ بالنَّاسِ أبو بَكْرٍ)) ، فأصبح أبو بكر يصلي بالناس .

[[ وعلى هذا، فالذي كان يصلي بالناس في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أبو بكر، ولكن عمر صلى بهم مرة في أول الأمر وفي غياب أبي بكر - رضي الله عنهما – كما جاء في رواية أخرى ، وقد فهم الصحابة - رضوان الله عليهم - من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر خاصة وإصراره على ذلك أحقيته بالخلافة من بعده، ولذلك اختاروا لسياستهم من اختاره النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة بهم، فبايعوه بالخلافة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم – مباشرة ]] .

يتبع إن شاء الله .....

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-30-21, 06:45 AM   #290
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب« 277 / الجزء قبل الأخيرمن دروس السّيرة النبوية العطرة »
(( مرض النبي - صلى الله عليه وسلم – ج2))


ويثقل المرض ويشتد على النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان يوم الخميس{{ ٨ ربيع الأول }} [[ يعني قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ب ٤ أيام ]] ، ورأى الصحابة حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشق ذلك عليهم ، وأصبحوا في قلق، وخافوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - خوفاً شديداً ، وأخذ الأنصار يبكون ، فلما علم بذلك - صلى الله عليه وسلم - وكانت صلاة الظهر ، تقدم أبو بكر ليصلي بالناس ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي والفضل بن عباس خذا بي إلى المحراب .

فاتكأ على الفضل وعلى علي بن أبي طالب ، ولم تلامس قدماه الأرض فقد رفعاه [[ شبه الحمل رجلاه تجران على الأرض ]]،

وهو معصوب الرأس من شدة الحرارة ، فلما رآه أبو بكر همَّ أن يرجع من الصف ليدع الإمامة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأشار إليه أن مكانك ، وجلس على يمين أبي بكر وصلى الظهر بصلاة أبي بكر ، حتى إذا انتهت الصلاة - وكانت آخر صلاة صلاها مع أصحابه صلى الله عليه وسلم - أشار إليهم أن يحملوه إلى المنبر ، ثم جلس على أول درجة من المنبر لأن رجلاه لم تحملاه للصعود على المنبر، والتف الصحابة شوقاً حول النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وخطب فيهم ، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نفسه - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ دعا واستغفر لشهداء أحد ،

[[ كَأنّه مُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ والأمْوَاتِ ]] ، فتَوْدِيعُه للأمواتِ هو أنَّه صلَّى عليهم واستَغْفَر لهم، وهَنَّأَهم بما هُم فيه مِن سَبْقِهم للفِتَنِ، وتوديعُه للأحياءِ هو نَصيحتُهم وتحذيرُهم مِن الاغْتِرَارِ بالدُّنيا و التنازع على أمورها ، وإشارتُه إلى أنَّه مُنتقِلٌ عنهم إلى الآخِرة، وأنَّه سابِقٌ لهم إلى الحَوْضِ؛ فهو مَوْعِدُهم حيث قال – عليه الصلاة و السلام - :

أيها الناس :[[ إنِّي بيْنَ أيْدِيكُمْ فَرَطٌ ]] ، يعنى شفيع، والشفيع دائما يتقدم على المشفوع ، ويهيئ له الشفاعة ، وهنا يريد أن يمهد للصحابة أمر موته، لأنه يعلم أنه أمر شاق عليهم . [[ وأَنَا علَيْكُم شَهِيدٌ، وإنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْضُ، وإنِّي لَأَنْظُرُ إلَيْهِ مِن مَقَامِي هذا، وإنِّي لَسْتُ أخْشَى علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا، ولَكِنِّي أخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أنْ تَنَافَسُوهَا ]] .

ثمّ تابع حديثه – صلى الله عليه وسلم – قائلا : أيها الناس ، إن عبداً من عباد الله خيره الله بين أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاءَ وبين ما عند الله فاختار ما عند الله ، فبكى أبو بكر وارتفع صوته بالبكاء، وقال: بأبي أنت وأمي ! فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأموالنا، فديناك بأنفسنا !


فضج الصحابة من أبي بكر[[ لأن الصحابة لم يكونوا يقاطعون النبي - صلى الله عليه وسلم - أبدا ، ولكن أبا بكر فهم مقصود النبي – عليه الصلاة و السلام - وعلم أن هذا العبد الذي خيره الله هو النبي ]] ،

فتعجب الصحابة من أبي بكر لماذا يبكي ؟ وقالوا: عجبا لهذا الشيخ ، وضج المسجد بالكلام لماذا يبكي ؟ وأبو بكر قد علا نحيبه بالبكاء ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :على رسلك يا أبا بكر[[ يعني انتظر قليلًا يا أبا بكر لا تبكِ]] ،

ثم أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدافع عن أبي بكر، ويبيّن فضله ، فقال: أيها الناس : إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كُنت مُتَّخذًا خليلًا من أُمَّتي لاتَّخذتُ أبا بكر ،ولكن أُخُوَّةُ الإِسـلام ومودته ،[[ فالعلاقة بينهما هي الأخوة و المحبة في الإسلام ]] ، وما منكم من أحد كان له عندنا يد إلا كافأناه بها، إلا الصديق فإنا قد تركنا مكافأته لله - عز وجل - ألا كل خوخة في المسجد تسد إلا خوخة أبي بكر ،

[[ الخوخة أي الباب ، حيث كان لكل صحابي باب من بيته للمسجد يسمى خوخة ، وباب أبو بكر لليوم لا يغلق ، تغلق جميع أبواب المسجد النبوي إلا باب أبي بكر يبقى مفتوحا ]] .

كذلك فقد أوصى – عليه الصلاة و السلام – في أيامه الأخيرة بالصلاة و حسن الظنّ بالله ، وتسيير جيش أسامة بن زيد، وإخراج المشركين من جزيرة العرب، وإكرام الوفود ، وحذّر من بناء المساجد على القبور مثلما فعل اليهود و النصارى مع أنبيائهم ، {{ وللأسف يحدث أيضا في بلاد المسلمين }}، وقد أوصى - عليه الصلاة و السلام - بالأنصار خيرا فقال :

(( أُوصيكُمْ بِالأنْصارِ فإنَّهمْ كَرِشِي ( بطني ) و عيْبَتِي ( مستودع الثياب )

[[ المراد إنَّهم بِطانتي وخاصَّتي ومَوضِعُ سِرِّي وأمانتي ]]، وقدْ قَضَوا الذي عليْهِمْ ، و بَقِيَ الذي لَهُمْ ، فاقْبَلُوا من مُحسِنِهِمْ ، و تَجاوَزُوا عن مُسيئِهِمْ )) . وتبقى الوصية الأولى و الأخيرة ، وعماد هذا الدين قوله تعالى : {{ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}} .

ويشتد الألم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يُغشى عليه

ويفيق ، وكان إذا مرض نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح على جسده ، فلما مرض هذا المرض، لم يستطع أن يفعل هذا ، فأخذت السيدة عائشة تنفث في يد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تمسح بيده الشريفة على جسده، رجاء بركة يد الحبيب – عليه الصلاة و السلام - . ثم أفاق من إغمائه وقال : يا عائشة إن عندي في تلك الخانة [[ أي الرف ]] دنانير من ذهب ، ماذا صنعتم بها ؟؟

قالت : هي عندي . فقال - صلى الله عليه وسلم - : وماذا يقول محمد لربه إذا لقيه وفي حجرته سبعة دنانير ذهبية ؟! أحضريها يا عائشة ، قالت : فأحضرتها ، فوضعها في كفه ، ونظر إليها ثم قال : يا علي بن أبي طالب ، خذ هذه الدنانير فأنفقها في سبيل الله ، فلن يلقى محمد ربه وفي بيته دنانير من ذهب .

تقول السيدة عائشة : فلما خرج علي ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يُغمى عليه ويفيق ، وكلما أفاق يسأل : أرجع علي ؟؟ نقول: ليس بعد ،

[[ وهكذا ساعتين أو ثلاث حتى بقية الليل وهو يسأل كلما أفاق ]] ، فلما رجع علي قال له : أنفقتها ؟؟ قال علي : أجل يا رسول الله ، كما تحب وترضى ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله يلقى محمد ربه وهو بريء الذمة ، يا حبيب قلوبنا يا سيدي يا رسول الله ، بريء الذمة من مال تملكه ؟؟!! فكيف بنا نحن وقد غرقنا في متاع الدنيا ؟؟!! أسأل الله لنا ولكم العافية .

فلما كان السبت وهو يفيق ويغيب من شدة الحمى ، أقبلت إليه ابنته السيدة ((فاطمة - رضي الله عنها وأرضاها - )) فلما رآها - صلى الله عليه وسلم - قال : مرحباً بابنتي ، وكانت فاطمة - رضي الله عنها - أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،

فكانت إذا دخل عليها في بيتها قامت إليه وقبَّلت يده ثم قبَّلها بين عينيها ، وإذا دخلت فاطمة عليه ، وكان في أي حجرة من حجرات أزواجه قام إليها فاستقبلها من عند الباب ، وأخذها من يدها وقبَّلَ بين عينيها ، وقبلت يده وأجلسها على فراشه جنباً إلى جنب ، ولكن اليوم حاول أن يقوم إليها ليقبلها في رأسها كما كان يفعل حين رآها فلم يستطع ، فبكت السيدة فاطمة وقالت : وااا كرب أباه !!

فقال لها الأب الحنون - صلى الله عليه وسلم- : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، أدني مني يا بنيتي، فدنت منه ، وأجلسها - صلى الله عليه وسلم - على يمينه عند فراشه ، ثم اقترب من أذنها وتحدث إليها حديثاً لم يسمعه أحد، فبكت بكاءاً شديداً ، فلما رأى حزنها تحدث إليها مرة أخرى ، فتوقفت عن البكاء وابتسمت وضحكت . وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - سألتها السيدة عائشة عن ذلك فقالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرها أن جبريل قد قرأ عليه القرآن مرتين هذا العام، ثم قال لي :

{{ لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري}} ، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنها أسرّ لها أنها ستكون أول أهل بيته موتا بعده، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، فضحكت .


وكان الصحابة يدخلون إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - يعودونه ، يقول أبي سعيد الخدري : (( جئنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا عليه صالب من الحمى [[ يعني حراة شديدة جدًا ]] يقول : وضعت يدي على صدره فلسعتني شدة حرارته - صلى الله عليه وسلم – ثمّ سألته : يا رسولَ اللهِ ! مَنْ أَشَدُّ الناسِ بَلاءً ؟ قال : الأنْبياءُ . قال : ثُمَّ مَنْ ؟ قال : العلماءُ . قال : ثُمَّ مَنْ ؟ قال :الصَّالِحُونَ ، وكان أحدُهُمْ يُبْتَلَى بِالقَمْلِ حتى يَقْتُلهُ ، ويُبْتَلَى أحدُهُمْ بِالفَقْرِ حتى ما يَجِدُ إلَّا العَباءَةَ يَلْبَسُها ، ولأحدُهُمْ كان أَشَدَّ فَرَحًا بِالبلاءِ من أَحَدِكُمْ بِالعَطَاءِ )) .


وفي يوم الأحد {{ ١١ ربيع الأول }} - أي قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم واحد ، دخل أسامة بن زيد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد اشتد بنبيّنا الألم ؛ فطأطأ أسامة ، فقبّله ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيع الكلام ، وجعل - صلى الله عليه وسلم - يرفع يده إلى السماء ويضعها على أسامة، يقول أسامة : فعرفت أنه يدعو لي . وتصف أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول: (( ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع (المرض) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )) .
وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:

(( دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يوعك فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدًا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أجل . ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما مِن مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها )) .

سيدي يا رسول الله ، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته ، ونسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة ، وأن يحشرنا تحت لوائك وعلى حوضك، وأن يسقينا من يدك الكريمة شربةّ لا نظمأ بعدها ، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلاة ترحمنا بها والمذنبين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 07-01-21, 07:22 AM   #291
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 278 / الجزء الأخير من دروس السيرة النبوية العطرة »
(( وفاة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فصل1+ فصل2))



يا خير من دُفِنت في التّرب أعظمُـه ... فطاب من طيبهـنّ القـاع والأكـم
نفسي الفـداء لقبـرٍ أنـت ساكنـه ... فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
أنت الحبيب الذي تُرجـى شفاعتـه ... عند الصراط إذا مـا زلّـت القـدم


هذا الحبيب الذي ترجى شفاعته ،هذا الحبيب الذي حدثتكم عن ولادته ،هذا الحبيب الذي حدثتكم عن صفاته ، هذا الحبيب الذي حدثتكم عن أخلاقه وصبره ، ((هذا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ))

فو الله لا أدري اليوم ، كيف أحدثكم عن وفاته؟! وصدقاً فقد كتبت هذا الجزء وما جفت لي دمعة وكأني مع الصحابة - رضوان الله عليهم - أعيش معهم تلك اللحظات الصعبة ، فموته - صلى الله عليه وسلم - أكبر مصيبة حلت على المسلمين ، وفي ذلك يقول – عليه الصلاة و السلام - :

(( أيُّها النَّاسُ أيُّما أحدٍ أصيبَ بمصيبةٍ فليتعَزَّ بمصيبتِهِ بي عنِ المصيبةِ الَّتي تصيبُهُ بغَيري فإنَّ أحدًا مِن أمَّتي لن يُصابَ بمصيبةٍ بَعدي أشدَّ علَيهِ من مُصيبَتي )) . و لا أعتقد أن رجلاً في التاريخ منذ نزول آدم إلى هذه الأرض، وإلى يوم القيامة، نال أو سينال حبًّا وتقديرًا وإجلالاً، مثلما نال رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – فهو رسول من ؟ رسول (( الله )) ،

الله الذي خلق الكون ، الله الذي صَنعه على عينه ؛ خلقه، وربّاه، وعلّمه، وأدبه، وحسّن خلقه، وقوّى حجته، وزكّى سريرته، وطهّر قلبه، وجمّل صورته، وحبّبه في خلقه، هذا النبي الذي مع علو قدره، وسمو منزلته ، يعيش وسط أصحابه ، يخالطهم، يُوَجّههم ، يعلّمهم، كان يتحمل الأذى معهم، يجوع مع جوعهم أو أكثر، ويتعب مع تعبهم أو أشد، يهاجر كما يهاجرون، ويُقاتل كما يقاتلون، ويحفر الخندق كما يحفرون، يأكل مما يأكل منه الناس، ويشرب مما يشربون، لم تزده كثرة الأذى إلا صبرًا، ولم يزده إسراف الجاهلين إلا حلمًا .


لقد اعتاد الصحابة على وجوده، يرونه في كل صلاة، وفي كل لقاء، يعود مريضهم ، ويعطف على صغيرهم ، ويزور الصحابة في بيوتهم، ويزورونه في بيته، فقد أحبه الصحابة حبًّا فاق الولد والوالد ، والزوج والعشيرة ، والمال و الديار، بل قدموه على حب النفس، حتى تمنّى الصحابي أن يموت ولا يُشاك رسول الله – صلى الله عليه وسلم - شوكة في قدمه ، وما كان الصحابة يصبرون على فراقه، فإذا رجعوا إلى بيوتهم أسرعوا بالعودة إلى المسجد حتى يروا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فعاش الصحابة في هذه السعادة التي لم تُعرف، ولن تُعرف في التاريخ، سعادة مصاحبته، ورؤيته، والسماع منه، والانصياع له .


لكنّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – بشر؛ والبشر يموتون ، قال تعالى : {{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}} ، و السعادة التي عاشها الصحابة في وجوده - عليه الصلاة و السلام - لن تدوم ، ففي يوم وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم –

(( وكان يوم الإثنين 12ربيع الأول)) وقف أبو بكر- رضي الله عنه - يصلي بالناس صلاة الفجر، وكان الصحابة يعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج إلى صلاته بسبب ثقل مرضه ، وكانت تقوم على وضوئه أمّنا عائشة - رضي الله عنها – حيث كان يصلي على فراشه - صلى الله عليه وسلم -، و لا يستطيع أن يجلس . فلما كان اليوم الأخير من حياته - صلى الله عليه وسلم - كان أبو بكر يصلي بالناس صلاة الفجر، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت قراءته من حجرته، فوجد في نفسه - صلى الله عليه وسلم - خفةً ونشاطاً ،

فقام ووقف على قدميه دون أن يتكئ على أحد ، ثم كشف الستارة التي على حجرة عائشة ، [[ وكان بابها يفتح على الروضة محاذياً للصف الأول في الروضة ، فإذا خرج يكون وجهه لأصحابه وهم في الصلاة ]] ،

يقول أصحابه : وكانت صلاة الفجر، والمسجد يُضاء بالسراج لا يكاد الرجل يبصر أمامه ، فلما كشف الستار - صلى الله عليه وسلم - نظر إليهم ، ثم تبسم يضحك كأن وجهه القمر إذا اكتمل بدره ، يقول أصحابه : كأنّ المسجد قد أّنير بنوره –

صلى الله عليه وسلم - ، فرفعنا رؤوسنا ننظر إليه ، فهممنا أن نُفتن من الفرح برؤيته - صلى الله عليه وسلم - [[ يعني كادوا يخرجون من الصلاة بسبب فرحتهم برؤية الرسول – صلى الله عليه وسلم -]] .

قالوا : فأشار إلينا أن أتمّوا الصلاة ، ورفع إصبعه للسماء وهو يدعو ، ثم أرخى الستارة ، وصلى الفجر في حجرته - صلى الله عليه وسلم - . يقول أصحابه : فكانت هذه آخرة مرة رأينا فيها وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وتفاءل الصحابة، واطمأنت نفوسهم ، وسكنت قلوبهم ، فقد ظنوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عاد إلى صحته وتشافى من مرضه ، ولكنهم كانوا لا يعلمون أن هذه النظرة هي النظرة الأخير للطلعة المحمدية ، نظرة الوداع ، وأنه لن يخرج من هذه الحجرة عليهم أبدا . وانطلق الصحابة بعد صلاة الفجر ، يتدبرون شؤونهم وقد اطمأنت نفوسهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - .


حتى إذا طلعت الشمس (( صبيحة يوم الإثنين )) واقتربت اللحظات الأخيرة من حياته - صلى الله عليه وسلم - جعل – عليه الصلاة و السلام - يُدخل يده في إناء من جلد به ماء، ويمسح بها وجهه وهو يقول : لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات ، اللهم أعني على سكرات الموت . [[ هذا حال نبيّنا – صلى الله عليه وسلم – وهو يعاني سكرات الموت فكيف بنا نحن ؟! اللهم هوّن علينا سكرات الموت ]] ،
تقول السيدة عائشة : جلس - صلى الله عليه وسلم -على فراشه ،

ورفع رأسه فأتيته، وأسندت ظهره إلى صدري ، فوضع رأسه بين سحري ونحري [[ السحر هو أول التقاء قصبات الصدر من الأعلى ، والنحر هو الحلق ]] ، وأشرق وجهه كأنه البدر ، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر [[ أي أخوها ]] ليرى النبي – عليه الصلاة و السلام - وفي يده سواك ليّن أخضر، فظل النبي - صلى الله عليه و سلم - ينظر إلى السواك ، ولا يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه ، فقالت السيدة عائشة: يا رسول الله ، بأبي وأمي أنت ، آخذ لك السواك ؟

فأشار برأسه : نعم ، فأخذت السواك من عبد الرحمن ، ثم ليّنته بالماء حتى طاب ، ثم دفعته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاك به جيداً ، حتى إذا قضى رغبته منه ألقى به على صدره . تقول – رضي الله عنها - : فأخذته فتسوّكت به ، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم في حياته - صلى الله عليه وسلم - .
{{صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }}
تقول عائشة – رضي الله عنها : ثمّ رفع بصره - عليه الصلاة و السلام - إلى سقف الحجرة، وهو يرفع أيضا سبابته ، وسمعته يتمتم بكلمات ، فقربت أذني إليه ، وأصغيت له فإذا هو يقول : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى . . .ويكررها ، وفي نص الحديث تقول السيدة عائشة:


(( كانَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يقولُ وهو صَحِيحٌ: إنَّه لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ فَلَمَّا نَزَلَ به، ورَأْسُهُ علَى فَخِذِي غُشِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ فأشْخَصَ بَصَرَهُ إلى سَقْفِ البَيْتِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى. فَقُلتُ: إذًا لا يَخْتَارُنَا، وعَرَفْتُ أنَّه الحَديثُ الذي كانَ يُحَدِّثُنَا وهو صَحِيحٌ، قالَتْ: فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى )) .

تقول السيدة عائشة : واشتدت عليه سكرات الموت ، و بدأ النزع ، وحشرج صدره - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتخت يده إلى جانبه ، وأخذ يثقل جسده في حجري ، فظننت أنه قد أغمي عليه كما في السابق ، فوضعت رأسه - صلى الله عليه وسلم - على الوسادة ،وخرجت أخبر الناس أن رسول الله قد عاوده المرض .

فكان أقرب الناس إليه {{علي بن أبي طالب }}، فدخل ونظر في وجهه ، ثم جهش علي بالبكاء وقال بأعلى صوته : بأبي وأمي لقد قُبض النبي ، لقد قبض النبي ، ولم تحمله قدماه، ثمّ ارتفعت أصوات أزواج النبي بالبكاء ، وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء المدينة :

[[ لقد مات حبيب الرحمن ، مات رسول الهدى ، مات الشفيق الرحيم بأمته ، مات شمس الحياة وبدرها ، مات سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد - صلى الله عليه وسلم - ]] ، وكان خبر وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كالصاعقة على جميع الصحابة ، فكان الصحابة في دهشة عظيمة لا يعلمها إلا الله ، وهم بين مصدقٍ ومكذب للخبر ، وضجت المدينة كلها بالأصوات والبكاء .


ورفع {{عمر بن الخطاب}} سيفه وهو يقول : والله ما مات رسول الله، لقد ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء الله أربعين يوماً وعاد مرة ثانية،[[ لم يتحمل عقله - رضي الله عنه - خبر وفاة النبي ]] ، وكان {{عثمان بن عفّان }} قد صُدم بالخبر، فلم يتكلم ولا بكلمة مدة أيام من هول الموقف .ثمّ انطلق رجل في طلب {{ أبي بكر }} فوجده على راحلته قريبا من مزرعته ، فقال له :

يا أبا بكر ، يا أبا بكر قد قُبض رسول الله !! فجاء أبو بكر مسرعاً ، ودخل المسجد، فوجد الناس تبكي وعمر يهدد ويتوعد والسيف في يده ، فلم يلتفت إليه ولم يكلمه ، ودخل إلى بيت ابنته عائشة ، فوجد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - حوله يبكين ، و{{ أم سلمة }} تنادي وتقول : وااا نبياه !! لقد انقطع عنا خبر السماء ، فعلى من ينزل جبريل ؟؟ و {{ فاطمة }} تنادي وتقول : وااا أبتاه !! من ربه ما أدناه !! وااا أبتاه !! إلى جبريل ننعاه !! وااا أبتاه !! جنة الفردوس ننعاه .


فلما دخل الصديق افسحوا له المكان ، فأتى جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مسجىً ببرد يماني ، فأماط البرد عن وجهه وجثا على ركبتيه أمام الحبيب، ثم نظر إليه ، ووضع يده على صدغيه، وقبَّلهُ بين عينيه وخديه وهو يبكي . . . وقال: بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً يا حبيبي !!

[[ بأبي وأمي ما أطيبه حياً وميتاً إلى يومنا هذا، تطيب قلوبنا بذكره والصلاة عليه صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله]] ، ثم قال : أما الموتة التي قد كتبها الله عليك فها أنت قد مِتّها ، ولا أنت أكرم على الله من أن يميتك مرتين ، ثم أجهش بالبكاء وهو يقول: واااخليلاه!!! وااانبياه!


ثم غطى وجهه ببرده وخرج إلى الناس ، ومشى إلى المنبر ورقى منه درجة ثم قال بأعلى صوته : الحمد لله ،أيها الناس، أيها الناس [[ فتجمع الناس حوله]] : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد {{ الله }} فإن الله حيٌ لا يموت ، ثم تلا قول الله - جل وعلا - : {{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }} .

ما أروعك يا حبيبي يا أبا بكر!! فالصّدّيق رجل يعيش مع القرآن - رضي الله عنه وأرضاه - و إنا لله وإنا إليه راجعون، وثَبّت الله الأمة بثبات أبي بكر . يقول الصحابة بعدما سمعوا الآية : والذي بعث نبيّنا بالحق وكأننا أول مرة نسمع هذه الآية ، وغابت عنا أنها من القرآن[[ مع أنها نزلت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات ]] ،

فأخذنا نتلوها والبكاء يغلبنا . ثم نظرنا إلى عمر بن الخطاب بعد أن سمعها ، فإذا بالسيف يسقط من يده إلى الأرض ، ثم وقف وكأنّ الأرض تدور به ؛ لا يدري أين يوجّه وجهه !؟؟ ثم سقط على الأرض وقد أغمي عليه ، فأخذنا نرش عليه الماء حتى أفاق ، فلما أفاق قال : والله الذي لا إله إلا هو ، لقد غابت عني هذه الآية .
يقول أبو سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله :


لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ * عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ
فَقَدْنَا الْوَحَيَ وَالتَّنْزِيلَ فِينَـا * يَرُوحُ بِهِ وَيَغْـدُو جِبْرَائِيـلُ
نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَ عَنَّا *** بِمَا يُوحَى إِلَيْهِ وَمَـا يَقُـولُ


جلس الناس في المسجد وعلا بكاؤهم ، وكانت المدينة قد امتلأت بالناس عندما علموا بمرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر : أرسلوا لإخوانكم خارج المدينة أن قد قُبض رسول الله ؛ فليحضروا لدفنه والصلاة عليه. وأُرسل أيضا إلى جيش {{ أسامة بن زيد }} ليشارك في الدفن، و كان يعسكر بالجرف على حدود المدينة ، فرجع الجيش كله ، وكان عددهم قرابة ثلاثة آلاف مقاتل ، وأخذت الوفود تفد إلى المدينة للمشاركة في صلاة الجنازة على النبي، والدعاء له ، والمشاركة في دفنه، حتى ملأت أرجاء المدينة، فلم يعد هناك متّسع لقدم ، وقد ارتفعت أصواتهم جميعا بالبكاء .


ثم أخذ الصحابة يتشاورون في أمر تغسيل النبي - صلى الله عليه وسلم – و تكفينه والصلاة عليه ومكان دفنه :


فأين ندفن رسول الله ؟ بجوار المنبر ؟ أم في الروضة ؟ أم في البقيع ؟ وهل نغسّله بثيابه ؟ أم نجرّده منها كما نجرّد موتانا ؟ وعندما شرعوا في هذا التشاور، كان قد مضى النهار، أمّا عن مكان دفنه فقال لهم أبو بَكرٍ كما جاء في الحديث : سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - شَيئًا ما نَسيتُه، قال:


(( ما قبَضَ اللهُ نَبيًّا إلَّا في المَوضِعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدفَنَ فيه ، ادفِنوه في مَوضِعِ فِراشِه )) . وبذلك تمّ حسم هذا الأمر .


وأمّا عن تغسيله فتقول عائشة رضي الله عنها : (( لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - قالوا : واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ - كما نجرِّدُ مَوتانا ، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ ؟

فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ : أن اغسِلوا النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - وعلَيهِ ثيابُهُ ،[[ قيل إنه جبريل ]] ،

فقاموا إلى رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - فغسَلوهُ وعلَيهِ قميصُهُ ، يصبُّونَ الماءَ فوقَ القميصِ ويدلِّكونَهُ بالقَميصِ دونَ أيديهم ، وَكانت عائشةُ تقولُ : لو استَقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ، ما غسَلَهُ إلَّا نساؤُهُ )) أي: لو عَلِمتُ وظَهَر لي ما كان مِن تغسيلِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - "ما غسَّلَه إلَّا نِساؤهُ" .


وجاء الغد الحزين ، وحانت لحظات فراق أشرف الخلق – صلى الله عليه وسلم – فدخل عليه في - أغلب الروايات - أربعة يغسلونه : علي بن أبي طالب، والعباس، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد ، فجهزوا له الماء، و وضعوا به نباتا يقال له السّدر[[ نبات له ريحٌ طيب ]] ،

وشرعوا في غسله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبه ، يصبُّونَ الماءَ فوقَ الثوب ويدلِّكونَهُ به دونَ أيديهم ، وريح المسك يفوح منه - صلى الله عليه وسلم - ، ثمّ كُفّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ يمانيةٍ كُرسُفٍ [[ منسوجة من القطن ]]، ليسَ فيها قَميصٌ ،[[ ما يُلْبَسُ على هيئةِ البدنِ ]] ، ولاعمامةٌ [[ ما يُلْبَسُ على الرَّأسِ ]] . إذن كفن - صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أثواب فوق ثوبه الذي مات فيه .


وبعد أن انتهى الصحابة من غسله و تكفينه – صلى الله عليه وسلم – وضعوه على سريره ، ثمّ بدأت صلاة الجنازة عليه ، فأخذوا يصلون عليه فرادى ولا يؤمّهم أحد، زوجاته و آل بيته و الأنصار و المهاجرين و الصبيان . . . وجميع المسلمين ، وكل مجموعة تصلي وتدعو وتخرج ، ثمّ يدخل عليه غيرهم، حتى صلى عليه المسلمون جميعاً ،

وقد غمرهم الحزن و الألم بعد أن ألقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة وهو في كفنه – صلى الله عليه وسلم - . وقد يقول البعض لقد حصل تأخير في دفن جسد النبي - صلى الله عليه وسلم - الطاهر وهذه مخالفة لإكرام الميت ، فنقول : إنّ جسده الطاهر ليس كأجساد بقية البشر ؛ بل هو محفوظ بحفظ الله -عز وجل – كذلك حلّت بالصحابة مسألة مهمة بعد انتشار خبر وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي تعيين خليفة للمسلمين حتى لا يفتحوا مجالا لارتداد ضعاف الناس عن الإسلام، و حتى تبقى كلمة المسلمين واحدة كما دعا إليها – صلى الله عليه وسلم - ، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي أخذه الناس لأداء صلاة الجنازة فرادى على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - .


فلما هموا بحفر القبر [[ ولم يحفروه أولا ، لأنه قبض - صلى الله عليه وسلم - في حجرته مكان دفنه ، ليتمكنوا من غسله وتجهيزه ]] وقفوا وقالوا : أنلحد لرسول الله أم نشق له شقاً ؟؟ وهنا يجيبنا أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حيث قال: لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجل يلحد [[ أبو طلحة الأنصاري ]] وآخر يضرح [[ يشق القبر ]] ، فقالوا نستخير ربنا ونبعث إليهما ؛ فأيهما سبق تركناه ، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -.


ثم أخذوا يهيلون التراب عليه وهم يبكون ، وقد زاد بكاؤهم عندما سمعوا ابنته فاطمة وهي تقول : يا أصحاب النبي ، أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله بأيدكم ؟؟!!


أَفَاطِمُ إِنْ جَزَعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ * وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي ذَاكَ السَّبِيلُ
فَقَبْرُ أَبِيكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ * وَفِيهِ سِيِّـدُ النَّـاسِ الرَّسُـولُ


فلما انتهوا من الدفن ، يقول أنس – رضي الله عنه - : ما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسَنَ ولا أضوَأ مِن يومٍ دخَلَ علينا فيه رَسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -، وما رأيتُ يومًا كان أقبَحَ ولا أظلَمَ مِن يومٍ مات فيه رَسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وحان وقت أول صلاة بعد دفن حبيبنا – صلى الله عليه وسلم - فأذن بلال - رضي الله عنه - فلما جاء عند قوله: (( أشهد أن محمداً رسول الله )) ،

بكى وضجت المدينة كلها بالبكاء، وأصبح الناس في حال كئيبة ، فكيف الحياة بدونه؟ وراء من يُصلّون؟ وإلى نُصح من ينصتون؟ من يعلمهم؟ من يربيهم؟ من يبتسم في وجوههم؟ من يرفق بهم؟ من يأخذ بأيديهم؟

لقد أظلمت المدينة، وأصاب الحزن والهم كل شيء فيها، كل شيء، ليس الصحابة فقط، بل نخيل المدينة، وديار المدينة، وطرق المدينة، ودواب المدينة، فإذا كان جذع نخلة قد حنّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فارقه إلى منبر يبعد خطوات ، فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة ؟!! لقد تقطّعت قلوب الصحابة، وتمزقت نفوسهم، وتحطمت مشاعرهم بفقد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .

فلقد تغيرت عليهم الدنيا وأظلمت ، كانوا ينظرون إلى آثاره ، إلى حجراته ، إلى منبره ، إلى مصلاه ، وممشاه ، إلى ذكريات كلامه ، فلم يعودوا يروا ذلك المربي والمعلم - صلى الله عليه وسلم - ؛ لم يعودوا يروا ابتسامات وجهه الذي كان كأنه قطعة القمر. . . وغداً اللقاء يا حبيبي يا رسول الله ، فإن كان الموت هو اللقاء ، فوالله لا نهاب الموت ، يا مرحباً بالموت ولقاء الأحبة - محمد وصحبه - جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه و ما بذلوه من أجل هذا الدّين ، و من أجل أن نكون مسلمين ودعاة خير للناس أجمعين .


وهكذا قد أتممنا وبفضل الله وكرمه {{ السيرة النبوية العطرة }} على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التّسليم ، وأرجو من الله أن تكون قد أنارت قلوبكم، وملأتها بحب الله ورسوله ، وحب هذا الدين الحنيف ، فالسيرة هي زاد كل مؤمن ومؤمنة ، وحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو رزق من الله لا يضعه الله إلا في قلوب من أحبهم .


وهذه السيرة أمانة في أعناقكم ،عشنا في رحابها قُرابة عام ،علّموها لأبنائكم ، لأهلكم ، لجميع الناس، فقد رأينا فيها منهاج حياة ، فلا تجعلوها تقف عندكم ، انشروها دائما و اجتهدوا في نشرها ، وأخلصوا النية حتى تكون في ميزان حسناتنا جميعا ، اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ، واكتب لنا أجره، واجعله صدقة جارية عنا وعن آبائنا وأمهاتنا و اخوتنا وأهلنا وجيراننا و أصدقائنا و معلّمينا الخير وأحبابنا و الناس أجمعين ، وسامحوني إن قصّرت أو أخطأت ، فقد اجتهدت في جمع هذه المعلومات من كتب السيرة ، وتحرّيت في ذلك صحة المعلومات ما أمكن، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وجزى الله خيرا كاتبها و قارئها وناشرها .. وإلى اللقاء مع عملٍ خيريٍّ آخر .

منقولة عن كاتبها


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا