منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-25-21, 08:01 AM   #223
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 210 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة خيبر ، أسبابها ))
______
في شهر محرم ، ومع بداية السنة السابعة من الهجرة ، قام - صلى الله عليه وسلم - بغزو {{ اليهود في خيبر }} ، وهي مدينة تقع شمال شرق المدينة المنورة ، وتبعد عنها مسافة {{ ١٦٥ كم }} تقريبا ، وخيبر كلمة من لغة اليهود معناها {{ الحصن }} ، وهي عبارة عن مجموعة حصون يعيش فيها اليهود، ولذلك كان يسميها البعض {{ خيابر }} صيغة الجمع ، وكانت أكبر مكان يتجمع فيه اليهود في ذلك الوقت .

وكما مرّ معنا سابقا ؛[[ عهود ويهود ضدان ، لا يجتمعان أبداً ابداً ]] ، منذ ذلك الزمان إلى أيامنا هذه ، لذلك أجلى النبي بني النضير و بني قينقاع عندما خانوا العهد ، و اتجه أكثرهم إلى خيبر ، لذلك كلهم حقد وكراهية للمسلمين ، ويرغبون في العودة إلى ديارهم ، أما بنو قريظة فكان مصير رجالهم القتل بعد أن ساعدوا الأحزاب ، و نقضوا العهد مع المسلمين .

إذن أصبحت خيبر هي وكر الدسائس والمؤامرات ، وإثارة الحروب ضد المسلمين ، ورأينا ذلك في غزوة الأحزاب ؛ فقد خرج وفد منهم إلى قريش برئاسة حيي بن أخطب ، وتحدثوا مع أبي سفيان و بعض قادة قريش ، وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة . ونبينا - صلى الله عليه وسلم - لم ينس ما فعله أهل خيبر، و أنهم رأس الأفعى في غزوة الأحزاب ؛

لكنه لم يغزهم على الفور لأنه كان مشغولا في حربه مع قريش ، ولم يكن يريد أن يفتح جبهتين للمواجهة في نفس الوقت ، أمّا الآن ؛ وبعد عقد صلح الحديبية ، وقبل أن تنقض قريش هذا الصلح ، أصبحت الفرصة مناسبة للتخلص من شرورهم ، خاصة أن يهود خيبر لم يرُق لهم هذا الصلح ،

وقد بلغ النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهم يستعدون لغزو المدينة متى ما ذهب المسلمون إلى مكة في المرة الثانية لأداء العمرة .
وعندما أراد - صلى الله عليه وسلم - الخروج لخيبر كره خروج المنافقين معه لأن وجودهم في الجيش يضعف الصف الإسلامي، و أيضا هناك علاقة قوية بين المنافقين وبين اليهود منذ وجودهم في المدينة ، لذلك لا يؤمن جانبهم .

لذلك أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يخرج معه في الجيش إلا من شهد الحديبية فقط ، وبذلك ضمن ألا يخرج في الجيش إلا المؤمنون فقط ، أصحاب بيعة الرضوان ، فخرج إلى خيبر بجيش قوامه قرابة {{ 1500 }} رجل من الصحابة من أصحاب الإيمان الخالص لله تعالى .

وعندما خرج - صلى الله عليه وسلم - متوجها إلى خيبر، جاء وفد إلى المدينة من أهل اليمن ، وكانوا قد أسلموا ، وكان معهم شاب نحيل لم يتجاوز الثلاثين من العمر ؛ اسمه {{ عبد الرحمن بن صخر الأزدي }} ، كانت تبدو عليه ملامح الفقر والبؤس الشديد ، و كانت له هرة صغيرة يحملها على كتفيه ، يطعمها ويعطف عليها، هل عرفتم من هذا الشاب ؟؟ نعم ، إنه {{ أبو هريرة }} -

رضي الله عنه وأرضاه - فلقد كنّاه الناس أبا هريرة لشدة اعتنائه بهذه الهرة ، وهو نفس الاسم الذي سيتردد بعد ذلك في سجل العظماء إلى قيام الساعة ،

فأبو هريرة كان أكثر صحابي نقل أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و لا يخلو كتاب يتحدث عن الإسلام من ذكر أبي هريرة ، رغم أنه لم يصحب الرسول لأكثر من 4 سنوات فقط !!! دلالة على شدة ملازمته و صحبته للنبي – صلى الله عليه وسلم - وكان من أهل الصفة [[ فقراء المدينة ]] ، وكان لطيفاً جدا ، وخلوقا، وصاحب دعابة ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه ويناديه

{{ أبا هر }} ، جزاك الله عنا كل خير يا أبا هريرة لما قدمته للإسلام وللمسلمين وإن كنت مسكينا في حياتك ، فهنيئا لك الجنة بإذن الله .

جاء أبو هريرة إلى المدينة مؤمناً مهاجراً ، فصلى الصبح في المدينة، ثم لحق بالمسلمين في خيبر .

يتبع إن شاء الله . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-25-21, 08:03 AM   #224
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 211 »
السيرة النبوية العطرة (( الخروج إلى خيبر ))
______
تحرّك المسلمون إلى (( خيبر )) ، وكان المنافقون قبلها قد تحركوا على الفور [[ وهذه عادتهم الخبيثة ]] ، فأرسلوا إلى يهود خيبر يخبرونهم بقدوم جيش الرسول إليهم ، فقد أرسل زعيم المنافقين {{ عبدالله بن أبي ابن سلول }} يقول ليهود خيبر : إنّ محمدا في طريقه إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ولا تخافوا منه، إن عددكم كثير ، وقوم محمد شرذمة قليلون ، وهم عزل لا سلاح معهم إلا قليل .

فلما وصل الخبر لليهود ، قالوا باستهزاء : محمد يغزونا ؟ !!! هيهات هيهات [[ يعني واثقين من هزيمة المسلمين ]] ، وأخذوا يستعدون ويأخذون احتياطاتهم ، وأرسلوا إلى سيد غطفان {{ عيينة بن حصن }} يا عيينة : نعطيك نصف ثمار خيبر ، في سبيل أن تقف وقومك معنا في قتال المسلمين ، فوافق على الفور . [[ كان في خيبر أكثر من 40 ألف نخلة ، ومازالت تمد المدينة ومكة في موسم الحج بالتمر ]] ، وبدأ يهود خيبر يستعدون لقتال المسلمين .

علم النبي - صلى الله عليه وسلم – من عيونه بخبر غطفان ، فقرر أن يرسل على الفور سرية إلى غطفان حتى يظنوا أن المسلمين سيغزون ديارهم وليس خيبر، وبذلك تخاف غطفان على نفسها ، وتظل في ديارها ، ولا تخرج لحرب المسلمين في خيبر . وبالفعل عندما سمعوا صوت تكبير المسلمين، أنزل الله الرعب في قلوبهم ، وعاد جيشهم بسرعة داخل غطفان ، وتركوا يهود خيبر في حرب الرسول منفردين .

قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل بجيش المسلمين في شمال خيبر؛ لأن غطفان تقع أيضا في الشمال الغربي للمدينة ، وحتى يحول بين خيبر وبين غطفان ، إن فكرت غطفان العودة لحرب المسلمين .

وسار الجيش الإسلامي إلى خيبر بروح إيمانية عالية ، فقطعوا الطريق الذي يحتاج خمس ليال في ثلاث ليال ، بالرغم من علمهم بالصعوبة الشديدة للمعركة ، وبحصون خيبر القوية ، وكثرة رجالها ، وكثرة عتادها الحربي .

فلما أشرف على خيبر قام وصلى الفجر - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، ثم قال : " اللهم ربَّ السمواتِ وما أظللن ، وربَّ الأرضين وما أقللن ، وربَّ الشياطين وما أضللن ، وربَّ الرياحِ وما أذرين . فإنا نسألُك خيرَ هذه القريةِ وخيرَ أهلِها وخيرَ ما فيها ، ونعوذُ بك من شرِّها وشرِّ أهلِها وشرِّ ما فيها " .اقدموا باسم الله ، الله أكبر ، الله أكبر .

فلما رأى اليهود الجيش صاحوا في فزع : محمد والخميس !! [[ الخميس معناه الجيش ، وقد كان العرب يطلقون على الجيش الخميس لأنه خمسة أقسام ، مقدمة ، ومؤخرة ، وميمنة ، وميسرة ، وقلب ]] وأخذوا يهربون ، مسرعين إلى حصونهم .

وحصون خيبر ثمانية حصون مقسمة في ثلاث مناطق ،وهذه الحصون مصممة بحيث إذا حدث اقتحام لحصن منها ، فسيلجأ من في هذا الحصن إلى حصن آخر وهكذا ، فكأنّ المسلمين سيدخلون في عدة حروب وليست حرباً واحدة ، سيّما أنّ العرب لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذه الحصون ، حيث كانوا يعتمدون على المواجهة في حروبهم ، ولذلك كانت مشكلة خيبر ليس فقط تفوق اليهود في العدد والعدة ، و أنما أيضا قوة ومنعة الحصون .


بدأ المسلمون بمهاجمة حصن {{ ناعم }} وكان يعتبر خط الدفاع الأول لمكانه الاستراتيجي ، وكان من أقوى الحصون ، وأخذ اليهود في رمي المسلمين بالسهام وبالحجارة من فوق الحصن ، وكان الجيش الإسلامي قد وقف في منطقة اسمها {{ المنزلة }} عند حصن ناعم ، وكان اليهود إذا ألقوا الحجارة الضخمة من داخل الحصن تتدحرج حتى تصل إلى جيش المسلمين وتصيبهم فجاء {{الحباب بن المنذر }} - رضي الله عنه –

و أشار على النبي – صلى الله عليه وسلم – بتغيير المكان : إن هذا المنزل قريب من حصونهم ، وهم يدرون أحوالنا ونحن لا ندري أحوالهم ،وسهامهم تصل إلينا ، وسهامنا لا تصل إليهم ، فأعجب النبي – عليه الصلاة و السلام - برأيه ، وقال : أشرت بالرأي ، ثم نزل بالمسلمين في مكان اسمه {{ وادي الرجيع }} ، [[ أتذكرون عندما أشار الحباب في غزوة بدر بتغيير المكان ، و انتصر المسلمون ؟؟؟ إنّه يتمتع بموهبة النظرة الاستراتيجية لجغرافية أرض المعركة ]] .

كانت حصون خيبر محصنة جدا ، واستمرت محاولات المسلمين لفتح الحصن، وواجه المسلمون مقاومة شديدة ، واستشهد أثناء المواجهات عدد من المسلمين ، وجُرح آخرون . كما أصاب المسلمين جوع شديد ، ولم يكن معهم من الطعام إلا القليل من السويق ،[[ ذرة يوضع عليها بعض الشيء من الحلو ،سمي السويق ، لأنه ينساق بالحلق انسياقا ]] .

استمر الحصار إلى الآن قرابة {{ 12 يوما }} ، ولم يحقق المسلمون أي تقدم ملموس على أرض المعركة ، وأصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم بالشقيقة، [[ وهو ما نسميه الصداع النصفي ، وكان ذلك يعاوده منذ أن ضُرِبَ على رأسه الشريفة في غزوة أحد ، وكان إذا جاءه ألم الرأس لا يستطيع أن يقوم من مكانه ]] ، فلم يستطع أن يخرج للقتال في اليوم التالي ، وأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم – مهمة القيادة و التوجيه لعدد من أصحابه ، فكانوا يغدون ويروحون أيضا دون تقدّم ملموس ، فاليهود متحصّنون بكل قوّة ؛ وفي نفس الوقت لا يمكن أن يرجع المسلمون إلى المدينة دون إحراز نتيجة مرضية ؛

فالعودة معناها الهزيمة و فقدان المعنوية ؛ وهذا ما تسعى إليه قريش و كل من يُعادي المسلمين ، فما هو الحل الآن ؟

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-26-21, 08:00 AM   #225
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 212 »
السيرة النبوية العطرة (( علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يفتح الله عليه حصن خيبر ))
______
شعر النبي - صلى الله عليه وسلم – بتعب المسلمين أمام حصون يهود خيبر المنيعة ، فخاف على معنوياتهم من الانهيار، فأراد أن يحفّزهم و يرفع الروح المعنوية للجيش الإسلامي ، [[ فهو القائد و المربّي و النبي ]] ، فقال لهم - عليه الصلاة و السلام - :
(( لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، قالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ ( مختلفون بينهم ) لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَاهَا،

[[ يقول عمر بن الخطاب : ما تمنيت الإمارة يوما إلا ليلتها ، لشهادة رسول الله أنّ من سيعطى الراية يحبه الله ورسوله ]] ، فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا علَى رَسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا، فَقالَ : أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ ؟؟ فقِيلَ: هو يا رَسولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ،

[[ وكان علي - رضي الله عنه - قد أصيب بالرمد في عينيه، فما كان موجودا معهم ، لأنه صلى بخيمته ، ولا يستطع النظر ]] .

قالَ : فأرْسَلُوا إلَيْهِ. فَأُتِيَ به ، فمسح رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - في عَيْنَيْهِ ، ودَعَا له، فَبَرَأَ حتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَقالَ عَلِيٌّ : يا رَسولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقالَ : انْفُذْ علَى رِسْلِكَ [[ على مهلك ]] حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم مِن حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ )) .

والمعنى : أنْ تكونَ سببًا في هدايةِ رجلٍ واحدٍ خيرٌ لكَ مِن أنْ تكونَ لك حمرُ النَّعْمِ من الإبل فَتتصَدَّقَ بها، والنبي لم يحارب يهود خيبر ليدخلوا في الإسلام ، وإنما حاربهم لأنهم أصبحوا وكر الدسائس والمؤامرات ، وإثارة الحروب ضد المسلمين ، ورأينا ذلك في غزوة الأحزاب ؛

ومع ذلك يعطيهم النبي الآن {{ الفرصة الأخيرة }} ، إذا دخلوا في الإسلام ؛ فعفا الله عما سلف، ونبدأ صفحة جديدة، [[ وهذه هي قمة الرحمة ، فليس الغاية عند المسلمين القضاء على الناس وقتلهم !!! إنما الغاية هي نشر دين الله ، أفهمتم يا من تشوّهون صورة الإسلام في عصرنا ؟؟؟ ]] .

حمل علي بن أبي طالب الراية وانطلق كالسهم، والمسلمون خلفه ، فكان أول من وصل من المسلمين إلى الحصن، وغرس الراية في أصل الحصن ، وأثناء الحصار خرج من الحصن قائد اليهود اسمه {{ مَرحَب }} ، يطلب المبارزة [[ كما كانت عادة الحروب في ذلك الوقت ]] وكان ضخم الجثة ، وخرج يقول في فخر و كبرياء :

قد علمت خيبر أني مرحب .. شاكي السلاح بطل مجرب
[[ يعني أنا اللي طلعتلك ، بطل خيبر مرحب كل خيبر بيعرفوني ، شاكي السلاح أي سلاحي كامل ما بينقصني شي ، ومجرب بالشجاعة اسأل الفرسان عني وكيف قهرتهم ]] .

فأجابه علي قائلا :
أنا الذي سمّتني أمي حيدره .. ضرغام آجام وليث قسوره
[[ حيدر يعني أسد ، لأن أم علي - رضي الله عنه - عندما ولدته ، سمته أسدا على اسم أبيها، وكان أبوه أبو طالب غائبا، فلما قدم كره ذلك الاسم، وسماه عليا ]] .

ثم التقيا ، فضَرَبَ عليّ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، وكانَ الفَتْحُ علَى يَدَيْهِ.

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 03-26-21, 08:02 AM   #226
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 213 »
السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر واستسلام اليهود ))
______
استطاع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أن يقتل ( مرحب ) أحد أبطال اليهود ؛ فخرج ( ياسر) أخو مرحب يريد الثأر لأخيه ، فبرز له {{ الزبير بن العوام }} - رضي الله عنه – وهو ابن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عمره 35 عاما ، وتمكّن من ياسر وقتله، فأصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد ، واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب [[ حصن ناعم ]] ، ودار قتال مرير حول الحصن ، وانهارت مقاومة اليهود ، وفُتح هذا الحصن ، وأخذ اليهود يتسللون من الحصن هربا إلى الحصن الذي يليه وهو حصن [[ الصعب ]] ، وكانت الحصون – كما قلنا - مبنية بحيث يؤدي كل منها إلى الآخر .

وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا إلى جانب صعوبة الحرب وهو {{ الجوع }} ، فلقد دخل المسلمون في جوع شديد جدا، و وبعد 3 أيام من الحصار ومحاولة فتح الحصن ،خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }} ، وطلب المبارزة ، فخرج إليه {{ الحباب بن المنذر }} - رضي الله عنه - فقتله الحباب، ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }} يطلب المبارزة ، فخرج إليه {{ عمارة بن عقبة }} - رضي الله عنه - فقتله عمارة ، وشدد المسلمون هجومهم على الحصن حتى نجحوا بفضل الله تعالى في فتح الحصن ، وتسلل اليهود هرباً إلى حصن {{ القلعة }} .


وكان حصن ( الصعب ) الذي فُتح بعد دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك [[ دسم اللحم ]] شيئا كثيرا . وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه {{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بنى للمعسكر مسجدا للصلاة ، فلما كان وقت الصلاة وذهب الناس إلى المسجد ، إذا بريح البصل والثوم قد عمّ المكان ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا " [[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل ، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ، وكانت رائحتهما ظاهرة وتؤذي الآخرين ]] .


ووجد المسلمون في ذلك الحصن أيضا {{ المنجنيق : وهو آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها }} ، ولم يكن العرب يعرفونها .
إذن تسلل اليهود هرباً إلى حصن القلعة ،وهو أيضا من الحصون المنيعة لأنه فوق قمة جبل ، واستمر حصار المسلمين له قرابة ثلاثة أيام ، ثم يأتي توفيق الله تعالى ونصره ، فألقى الله تعالى الرعب في قلب رجل من اليهود اسمه {{ عزول }} ، فقد خاف إن انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُقتل و تؤخذ زوجته وأولاده في السبي ، وتُؤخذ أمواله ، فأراد أن يفعل شيئا يحفظ به نفسه ،وأولاده وزوجته ، وماله ، فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال له :

لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك [[ يعني مهما حاصرتهم لن يهتموا لحصارك ]] ، ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن ، إن أعطيتني الأمان على نفسي ومالي وعيالي . فأعطاه النبي الأمان ؛ فقال عزول: إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها، ثم يعودون إلى قلعتهم ، فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك !! فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تُقطع عنهم جداول الماء ، فاضطر اليهود إلى الخروج وقتال المسلمين ، ودار قتال كبير بينهم وبين اليهود ، حتى انتصر المسلمون ، وفتحوا حصن القلعة .

أخذ بعدها اليهود يهربون من حصن على حصن ، ثم يقتحم المسلمون هذه الحصون ، ويقاتلون اليهود و يفتحون حصونهم واحدا تلو الآخر ، إلى أن هرب اليهود وتجمّعوا مع نسائهم و أطفالهم في حصن [[ النزار ]] ،

وكانوا فوق الألفين ، وكان حصنا منيعا ، استخدم المسلمون المنجنيق لأول مرة في هدم أسواره، فاستطاع المسلمون أن يتسللوا إلى داخل الحصن ، وبعد قتال كبير فتح المسلمون هذا الحصن ، وقتلوا من الرجال ، وسبوا النساء ومنهنّ (( صفية بنت حيي بن أخطب )) ، والتي ستصبح زوجة النبي فيما بعد، ثم فتحوا من بعده حصون منطقة [[ الكتيبة ]] بعد أن حاصروها ليال طوال ، ثم استسلم اليهود بعد أن انهارت قوتهم و معنوياتهم و شعروا بالموت يدنو منهم ، قال تعالى :

{{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }}. و أرسلوا زعيمهم {{ كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق }} ومعه رهط من اليهود، وكنانة هذا الآن له زوجة اسمها {{ صفية بنت حيي بن أخطب }} ، أرسلوا يريدون الصلح و المفاوضات [[ كعادتهم في زماننا ]] !!

فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم - : [[ هو الاستسلام ، وسيكون بشروطنا الآن ؛ لأنه يعلم كل العلم أنّ يهود وعهود لا يتفقان أبدا ، فالغدر شيمتهم ]] .


وتمّ الاتفاق على حقن دماء اليهود ، على أن يخرجوا من خيبر بنسائهم وأبنائهم وما عليهم من ملابس فقط ، وأن يتركوا وراءهم كل أموالهم وسلاحهم وديارهم ، وأن يركبوا دوابا دون الخيل تحملهم إلى خارج خيبر ، كل ذلك على أن (( لا تخفوا شيئاً من أموالكم ، فإذا كتمتم منه شيئاً يا كنانة أستبيح بها دمكم ، وبرأت منكم ذمة الله و ذمة رسوله )) ، [[ يعني إذا أخفى اليهود أي شيء من الأموال أو السلاح ، فيجوز للنبي أن يقتلهم عقابا لهم على هذا الإخفاء : هُنا عزّة المسلم وقوته ، انظر يا نبي الله ماذا فعل بنا اليهود الآن بعد أن كانوا أذلّاء يستجدون الأمان !! ]] .

ورضي كنانة ومن معه بهذه الشروط ، وشهد الجميع عليها ، وفتح كنانة أبواب الحصون ، وبدأ اليهود بتسليم المسلمين كل ما لديهم من الصفراء [[ كل شيء اسمه ذهب ]] والبيضاء [[ كل شيء اسمه فضة ]] والخف والكراع [[ الخيل والإبل وما يتبعها من الانعام ]] والحلقة [[ السلاح ]] .

هذه عِزّة الإسلام و المسلمين ، وهكذا كان اليهود ذليلين وتحت سيطرة المسلمين ، يستجدون الأمن والأمان . اللهم أعد الهيبة و العزة للمسلمين ، وانصرنا على اليهود المغتصبين ، وكل من عادى الإسلام و المسلمين يا ربّ العالمين .


يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-27-21, 08:20 AM   #227
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 214 »

السيرة النبوية العطرة (( قدوم وفد المسلمين من الحبشة ومعهم جعفر بن أبي طالب ، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان ))
______
.. . رضي كنانة ومن معه بشروط الاستسلام التي وضعها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وشهد الجميع عليها ، وفتح كنانة أبواب الحصون ، وبدأ اليهود بتسليم المسلمين كل ما لديهم .

فلما انتهى كنانة ؛ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألم يبق عندك شيء يا كنانة ؟؟ قال : لا . فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا كنانة ، هنالك أشياء كثيرة تخفيها ، فإن لم تصدُقني هدرت دمك كما اتفقنا!! قال كنانة : لم يبق شيء ورب السماء . فقال له النبي :

فأين مسك حيي بن أخطب ؟؟
ما هومسك حيي بن أخطب ؟؟ [[ اليهود كانت و ما زالت أحرص الناس على المال ، وكان عندهم الدّر الثمين الذي يشتريه العرب منهم و يضعونه على تيجانهم ، و النساء على صدورهنّ ، وكان سعره مرتفعا جدا جدا؛ واليهود يتحكمون فيه ، وكان " حيي بن أخطب " سيد بني النضير – أتذكرونه ؟ قتله المسلمون مع رجال يهود بني قريظة – كان يجمع هذه المجوهرات والقطع الثمينة ، ولا يضعها في صندوق بل يضعها في مسك شاة وهو بلغتنا "جلد الخاروف بعد أن يُنظف ، يُخاط ويُجعل مخزنا للمال " ثم صغُر مسك الشاة ، وما عاد يتسع للمجوهرات فصنع حُيي له مسكا من ثور . . .

وعندما أجلى النبي - صلى الله عليه وسلم -بني النضير عن المدينة المنورة سمح لهم أن يحملوا أموالهم ، ومجوهراتهم معهم ، ومنعهم من حمل السلاح وكان هذا المسك معهم ]] .

قال النبي لكنانة: فأين مسك حيي بن أخطب ؟؟ فضحك وقال : تعلم يا أبا القاسم، ما حل بنا من ترحال ونزول وهجرة ، ولقد أذهبته الحروب والنفقات !!! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: العهد قريب والمال أكثر ، [[ يعني ما مضى مدة طويلة على هذه الكنوز حتى تنفقوها !! كنانة كان قاصد يكذب و يخبي المسك ]] فدفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أحد اليهود الحاضرين إلى الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ فمسَّه بعذابٍ ، وقد كان حُيَيٌّ قبْلَ ذلك قد دخَل خرِبةً، فقال : قد رأَيْتُ حُيَيًّا يطوفُ في خَرِبةٍ ها هنا، فذهَبوا فطافوا، فوجَدوا المَسْكَ في خَرِبةٍ، فأمر رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بقتل كنانة لأنه أخفى المال ، فبرئت منه ذمّة الله ورسوله .

بعد الاتفاق على شروط الاستسلام هذه بدأ يهود خيبر بالاستعداد للخروج من خيبر والتوجه ناحية الشام ، و أثناء ذلك جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا : يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم ، ولكم ما تريدون . فاستحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأيهم ، و وافقهم عليه ؛ فالمسلمون لا يستطيعون القيام على هذه الأرض، لأن أرض خيبر كبيرة، وبعيدة عن المدينة ، فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أرض خيبر لليهود على أن يكون لهم من الزرع النصف وللمسلمين النصف ، وعيّن {{ عبد الله بن رواحة }}

حتى يقوم بتقدير الزروع ومحاسبة اليهود عليها. ولذلك بعد فتح خيبر تحسنت كثيرا الظروف الاقتصادية في المدينة ، لأن خيبر كانت من أكثر المناطق زراعة للنخيل ، واشترط النبي -صلى الله عليه وسلم – على اليهود قائلا : {{على أنَّا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم }} وهذا معنى السيادة على الأرض يا سادة ، فهو يعلم – عليه الصلاة و السلام – أن اليهود غدّارون ، وينقضون العهد ، وفعلا في خلافة (( عمر بن الخطاب )) قام بطردهم بالفعل بعد أن غدروا بالمسلمين .

جلس - صلى الله عليه وسلم - يقسم غنائم خيبر بين المسلمين ، وإذا برجل يجري ويقول : يا رسول الله ،هذا{{ جعفر بن ابي طالب }} قد أقبل من الحبشة [[ جعفر بن أبي طالب ، أخو علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، الذي هاجر إلى الحبشة وبيّن للنجاشي أمر الإسلام ثم أسلم النجاشي ، بقي جعفر والمسلمون في الحبشة والآن عادوا ]] .

فقام – صلى الله عليه وسلم - وقال: مرحبا بمن أشبه خَلقي و خُلقي ، والله لا أدري بأيهما أنا أشد فرحاً : بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ ثمّ قال : ما الذي أقدمكم إلى خيبر ؟ فقال جعفر : قدمنا إلى المدينة فعلمنا أن رسول الله في خيبر ، فلم نبت ليلة واحدة حتى لحقنا بك . وكان مع جعفر وفد من النجاشي ، فقام - صلى الله عليه وسلم - يخدمهم بنفسه حبّا وكرامة لهم و للنجاشي صاحب اليد البيضاء و الكرم على المسلمين .

وكان من جملة من قدم معهم من بلاد الحبشة أم المؤمنين {{ أم حبيبة ؛ رملة بنت أبي سفيان }} رضي الله عنها ، لم تأت مع الرجال إلى خيبر ، بل بقيت في المدينة ،

وكان قد عقد عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي في الحبشة ، وتتلخص قصتها أنها أسلمت وخالفت أباها ( أبا سفيان وسيّد قريش ) وأهلها وتبعت دين الإسلام ، وكانت ممن هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة مع زوجها (( عبيد الله بن جحش )) وكانت حاملا ، ووضعت حملها في الحبشة ، فقد وضعت أنثى وسمتها {{ حبيبة }} ، وبعد مدّة فارقها زوجها ( وقيل إنه مات

على النصرانيّة ) وتقطّعت بها السّبل ، فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى النجاشي ملك الحبشة طالبًا منه تزويجه بأم حبيبة بعد انقضاء عدتها ، فجعلت خالد بن سعيد بن العاص وكيلها كي يزوجها من رسول الله ، وتمّ الزواج بحضور الصحابة من مهاجري الحبشة .

وكان صداقها الأعلى بين زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام - إذ بلغ أربعمئة دينارٍ، وقد أهداها النجاشي العود والعنبر وغيرها من الهدايا التي قدمت بها على النبي -صلى الله عليه وسلم- حين انتقل المؤمنون من الحبشة إلى المدينة المنورة ، ووفدت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- برفقة شرحبيل بن حسنة - رضي الله عنه - وجعفر بن أبي طالب وغيرهم من المسلمين .

وقد قال أبوها ( أبو سفيان ) عندما علم بزواجها من النبي : " ذلك الفحل لا يُقدع أنفه " [[ كانت العرب تضرب الجمل الرديء إذا أراد أن يطرق الناقة الأصيلة ]] وهذا القول دلالة على مباركته بهذا الزواج ، فأبو سفيان من رجالات العرب الأفذاذ أصحاب الحنكة و الرجولة ، ويعرف مصلحة ابنته جيدا ، و يُعلّم الناس اليوم كيف تكون الرجولة في مدح الصهر حتى لو كان عدوا .

وكان زواجه – صلى الله عليه وسلم – من رملة بنت أبي سفيان تكريمًا لها لثباتها على دين الله تعالى .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
.


 


قديم 03-27-21, 08:22 AM   #228
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 215 »
السيرة النبوية العطرة (( محاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم – بالسم وهو في خيبر ))
______
قبل أن يرحل النبي - صلى الله عليه وسلم - من خيبر كان هناك امرأة يهودية اسمها {{ زينب بنت الحارث}} وهي أخت ( مرحب ) الذي قتله علي – رضي الله عنه - جاءت تتظاهر أنها تريد إكرام النبي - صلى الله عليه وسلم -لأنه عفا عنهم [[ بمعنى أنها تريد أن تشكر النبي لأنه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد وأخفى المال ]] ، فقالت : أريد أن أقدم لرسول الله شاة مصلية [[ أي مشوية ]] ،

وكانت قد سألت : أي عضو في الشاة أحب لرسول الله ؟؟ فقيل لها : الذراع اليمنى من الشاة ، فجاءت وأكثرت فيها السم ، ثم وضعت السم على الشاة كلها [[ عشان كل شخص أكل معه لا يقوم من مكانه ]] وجاءت مبتسمة وقالت : هذه هدية لك يا محمد .

وكان معه عدد من أصحابه ، ولكن كان أقربهم منه {{ بشر بن البراء }} - رضي الله عنه - ومن أدب الصحابة لا يأكل أحد قبل أن يمد يده - صلى الله عليه وسلم - فلما وضعت الشاة تناول – عليه الصلاة و السلام – الذراع ، فلاك منها مضغة فلم يسغها ، وكان الصحابي - بشر – قد أخذ قطعة بعدما تناول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذراع ووضعها في فمه ولاكها ؛

ثمّ ردّها النبي – عليه الصلاة و السلام - وقال : ارفعوا أيديكم !! إن هذا الذراع ليخبرني أنه مسموم !! فقال بشر: والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت .[[ يعني من اللقمة اللي أكلتها شعرت أن الطعام فيه طعم غريب !! ]] ولم ألفظها كراهية أن أنغّص عليك طعامك يا رسول الله (( شوفوا محبة الرسول عند الصحابة و أدبهم معه )) .

ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم أن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك ، فلمّا سألها عن ذلك السم ،اعترفت وقالت : لقد قُتل في خيبر ، زوجي ، وأخي ، وابني ، فقلت أضع لك السم ؛ فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك ، وإن كنت نبيا أطلعك الله عليه و لم يضرك .
[[ على مر الزمان قتل اليهود الكثير من أنبياء الله، و هذا هو حال المغضوب عليهم فهم ليسوا أهل حرب، بل أهل حقد وغدر ]]

ولأنها صدقت عفا عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه لم يكن ينتقم لنفسه أبدا ، ولكن عندما مات {{ بشر }} في اليوم التالي متأثّرا بالسم ؛ أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُحضروا هذه المرأة اليهودية ، وأن تقتل قصاصا لأنها قتلت بشر رضي الله عنه .
واحتجم النبي - صلى الله عليه وسلم – [[ عمل حُجامة ]] ،

وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاث سنوات متأثرا بذلك السم كما روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : {{ كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ }} .

و الأبهر هو أكبر شريان يوزع الدم في جسم الإنسان . ولذلك كان ابن مسعود وغيره من أهل العلم يقولون إنّ نبينا محمدا – صلى الله عليه وسلم – مات شهيدا وإن كان مات على فراشه ، فإن سبب وفاته الحمى والصداع الذي كان من أسبابه آثار تلك الأكلة المسمومة التي تناولها بخيبر، فلم تؤثر عليه في ذلك الوقت، حتى يبلّغ الرسالة ويؤدي الأمانة...
والآن بقي سؤال مهم !! كيف وصل خبر انتصار النبي - صلى الله عليه وسلم - في خيبر إلى قريش ؟؟ وما ردة فعلهم ؟؟

أحد الصحابة اسمه {{ الحجاج بن علاط }} كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر ، فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر جاء الى النبي - صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ، إن لي بمكة مالاً عند تجار مكة ، هل تأذن لي يا رسول الله أن آتي مكة وأن أقول :

[[ أن أقول ، يعني لا أظهر إسلامي لهم وأقول كلاما حتى أتمكن من تحصيل أموالي منهم ]] ، فأذن له عليه الصلاة و السلام . فذهب ابن علاط إلى مكة ، وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ، ويسألون الناس ، ماذا فعل أهل خيبر بمحمد ؟؟

لأن كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر، ويعلمون أن خيبر لا تغلب على الإطلاق ، فهم محصّنون . فلما رآه أهل مكة قالوا : هذا الحجاج بن علاط عنده والله الخبر .

قالوا : أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر [[ القاطع يدّعون أن النبي -عليه الصلاة و السلام - قطع أرحام أهل مكة ]] ،
فضحك الحجاج وقال : لقد هُزم محمد و أصحابه هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط !! فقد قُتلوا أصحابه و أخذوه أهل خيبر أسيراً عندهم ، وقالوا : لن نقتل محمدا حتى نبعث به إلى أهل مكة ، فيقتلوه وينتقموا منه !! فضاجت قريش كلها بين مصفر ، ومصفق ، وراقص ، وامتلأت مكة بالأفراح .

ثم قال ابن علّاط : أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي ، فإني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيء محمد وأصحابه ، قبل أن يسبقني إليه التجار إلى هناك ؛ فجمعوا له كل ماله الذي بمكة .[[ طبعا واحد حمل لنا مثل هذه ال


بشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين أجبروه على الدفع ]]
فجاء العباس عم النبي - رضي الله عنه - وكان يكتم إسلامه ، وقف بجانب الحجاج مهموماً ، مكسوراً ، مهزوماً ، حزيناً ؛

قد دمعت عيناه، قال : يا حجاج ، ما هذا الخبر الذي جئت به ؟؟ فابتسم الحجاج وهمس في أذن العباس قائلا : جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل ، والله لقد تركت ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه خيبر ، وصارت خيبر وأموالها كلها له ولأصحابه، وتركته عروسا على صفية ابنة سيد اليهود حيي بن أخطب ، واكتم عني ما سمعت ثلاثة أيام حتى آخذ مالي وأخرج من مكة ، ففرح العباس فرحا شديدا .


وبعد ثلاثة أيام أخبر العبّاس قريشا خبر انتصار محمد و صحبه في خيبر ، فجُنّ جنونهم ، وعلت وجوههم الخيبة، فقد ضحك عليهم ابن علّاط !!! و في نفس الوقت تسيّد محمد و أصحابه الموقف في الجزيرة العربية ، وأصبح الإسلام و المسلمون هم القوة الأولى والتي لا يوازيها قوة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 06:32 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا