منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree2611Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-21, 10:32 AM   #307
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اوقات بيحصل موقف ما.. يمكن يكون عادي.. او مش عادي..
بس يحصل بسببه سلسلة من الانفجارات كده في دماغك..
وكأن كل الغلطات والقرارات السيئة اللي عملتها في حياتك قررت فجآه تطاردك..
قررت فجأه تخرج من الحفر اللي مدفونه فيها جوه دماغك وتهاجمك..
وتعاملك كما لو كنت انت خدت القرارات دي وانت عارف انها غلط..
تعاملك زي ما تكون بتحاسبك من اول وجديد..
الدايره دي كئيبة جدا.. ومؤذية جدا..
وبتهاجمك اوقات حتى لو انت بعيد دلوقتي سنين كتير عن الخطوات دي..
حتى لو انت كنت في السنين اللي فاتت عملت حاجات كتير كويسه تحاول تلم بيها اضرار القرارات دي.. او تعوض الخساير اللي حصلت بسببها..
وتفكرك انك برضه مفيش فايده فيك انت لسه بتعمل غلطات كبيره..
ويمكن حتى بتكرر حاجات في غلطات قديمه..
وبترجع تاني تجرب طرق رجعت منها قبل كده خسران وموجوع..
كل ده بيحصل جوه دماغك في ثواني.. وبيحصل غصب عنك
و بيستمر بعدها..
يستمر بقا ساعات ولا يستمر ايام ولا حتى شهور..
ديه بقا في ايدك..
في ايدك تقول لنفسك انك انسان عادي وبتغلط..
غلطات كبيره بقا ولا صغيره... كده كده بتغلط..
وهتفضل تغلط..
في ايدك تفكر نفسك ان الغلطات اللي عملتها من سنين.. كانت مبنيه على المعطيات اللي عندك من سنين..
وان كونك مش ممكن تغلطها دلوقتي.. فده معناه انك اتحسنت.. فهمت.. نضجت.. وديه حاجه تحسب ليك.. مش عليك..
وان مفيش حاجه في الحياه تخليك تلغي غلطات الماضي.. ولا حتى غلطات النهارده ولا حتى غلطات بكره..
بس تقدر تعمل احسن ما عندك.. علشان الغلطات دي ميبقاش تمنها اكتر من اللي انت تقدر تدفعه.
اه في حاجات في حياتنا غلط.. واه في حاجات بنفضل نحاسب عليها طول عمرنا..
بس افتكر انه يحسبلك انك قادر تحاسب عليها..


 


رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 10:33 AM   #308
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



البنات في البلد دى ليها حق انها تخاف من كل حاجة.. من اول المشي في الشارع لغاية المشي في الحب.. ومن اختيارها للبسها لغاية اختياراتها السياسية.. ومن فتح رسايل ال other لغاية فتح بيت جديد.. منهم اللى بتتسق مع شراسة الواقع دة وساعتها بنكرهها عشان قوتها، ومنهم اللى بتمشي جنب حيط انوثتها وساعتها بنستغلها عشان ضعفها، ومنهم اللي بتحاول تحافظ على اﻻتنين.، ودى بتبقى في حرب حقيقية، طاحنة ومنهكة ومستمرة، بتفضل تعافر فيها لغاية ما تنسى هي بتحارب مين، وبتحارب ليه، كل اللي بتفتكره، ساعة ما أي حد يطبطب عليها، إن جواها وجع كتير، كإنه زلط صغير متنتور في كل جسمها، المفروض تمشي بيه، وتشتغل، وتحب، وتآمن، وتنبسط. وساعتها بتحس نفس إحساس الشارع اللي بيشوف نفسه بعد حرب عنيفة، أو ثورة عشان دي اللي شفناها فعﻻ، وهو بيقول، أنا أكيد ما كنتش كدة
لو قابلت واحدة من دول، اوعى تسيبها، وفي نفس الوقت اوعى تزهق من محاولة تطمينها،
اوعى تكون مصدر ضغط اضافى عليها، وفي نفس الوقت اوعى تنسى تكون حضن تستريح فيه من الحرب دي ولو لدقايق
اوعى تكدب عليها، وفي نفس الوقت اوعى تكون صادق بنفس درجة صدق الواقع ووقاحته
واذا كان دة حيخلى العﻻقات معقدة، فﻻزم احنا اللى نشيل، ﻻننا احنا المسؤولين، احنا الوﻻد، او احنا العالم


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 10:34 AM   #309
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هل يمكن تتبُّع الصمت. ربما سمعت عن السعي خلف صوت ما، وتمييزه وتحليل صفاته للوصول إلى موقعه. هذه المرة رحلتنا للبحث عن موضع الصمت.
تبدو شخصية عنايات الزيات للوهلة الأولى شخصية وهمية. التفاصيل المتاحة عنها قليلة، بما لا يقارن بامرأة عاشت هذه الحياة. عنايات لم تتحدث كثيرا. أوراقها الشخصية اختفت. قصصها لم تنشر. روايتها "الحب والصمت" لا تذكر عادة في تأريخ الفترة الروائية. رسالة الانتحار لم تترك أسبابا محددة. ليست القصة هي ماذا نعرف عن عنايات، بل ماذا لا نعرف عن عنايات.
كيف يمكن العثور على هذه الفتاة الصامتة في مسيرة التاريخ المحتشد.
نبحث مع إيمان عن دليل. لكننا نكتشف المزيد من الصمت:
الأقارب متحفظون ومتوجسون، يصرون على صورة مثالية وصحية لابنتهم. حفاظا على سمعة العائلة البرجوازية، وعلى الستر المقدس الذي نضحي من أجله بكل أحلامنا النزقة وفرصنا في التجربة، الستر الذي نخاف بسببه من الاختلاف كما نخاف من الشيطان.
"لم يبق من حياة عنايات الشخصية إلا ما يبقى لأسرة محترمة بعد موت أحد أفرادها المحترمين: الصور العائلية. لقد تم تدمير اليوميات في نفس عام موت صاحبتها."
نكتشف أيضا أنها مسكوت عنها في شجرة العائلة، فهي من نسل الزوجة الحبشية التي تزوجها أحمد باشا رشيد، ثم دفنت في غرفة جانبية من مقبرة الباشا، مع الفقراء من موتى الصدقة، يعلوها شاهد رخامي بلا اسم. لاحقا ستدفن عنايات في الغرفة نفسها.
تحاول إيمان أن تجد بعض التعزية، فتفكر في أن "هذا الخطأ، ليس فيه التحيز الأدبي ولا الإيديولوجي ولا الجندري الذي استبعدها من أشجار الأنساب الأدبية في الثقافة المصرية. إنه خطأ يشبه النسيان ولا يخلو من جمال، ربما كانت هي نفسها تريد أن تظل خارج هذه الشجرة". على أي حال ربما لن نعرف أبدا شعور هذه الورقة المتساقطة من الشجرة، والتي تساقطت من قبل من أشجار كثيرة، كأنما اعتبرتها الأشجار ذرة من غبار.
كانت عنايات تقيم في الصمت.. حيث بحثت عنها إيمان. لا ندري هل هي مختبئة هناك، أم محاصرة. لكننا نعرف أن النسيان يظهر أمامها هناك كقاتل متخف بين اللحظة والأخرى مهددا بقتلها. أظن أنها رأته مرة حين ذهب ابنها إلى أبيه بحكم محكمة، حيث سيقتل النسيان لاحقا عنايات الأم في ذهن طفلها. ورأته حين رفضت الدار القومية نشر روايتها، مهددا بقتل عنايات الكاتبة. بل إنها رأته وهي وحيدة في منزلها، "تائهة بين المطبخ ومسح البلاط وغسل الصحون، وتغيير لفافات طفلك، وكي قميص زوجك، وطبخ الطعام. أيتها الضائعة مع زوج فظ يطلب المدام ساعة الظهيرة، ونومه وشخيره، دون كلمة حنان، دون لمسة رقيقة".
هي أجيرة بغير أجر. جمالها أضاعه الإرهاق والأرق وقسوة الزوج.
عنايات الأنثى هي الأخرى تموت.
***
"لن أموت أبدا.. مذكرات عنايات الزيات"
بقلم حسن شاه
***
إيمان ليست بعيدة عن عنايات. في الواقع هي تمشي بداخل ذاتها مثلما تمشي في شوارع الدقي وخرائط هيئة المساحة وكراتين الأوراق القديمة.
إيمان هي الأخرى خافتة الصوت. تكتب بقوة لكنها قليلة الصخب. الفرق بينهما هو أن إيمان تحصل أحيانا على التقدير الذي تستحقه. لكن العزلة متشابهة، والأمومة بوصفها أمرا ثقيلا ومؤرقا حاضرة، والخوف من الغرق في النسيان هاجس مشترك. تعود إيمان إلى القاهرة فتجد أرشيفها الخاص مهملا. حياة إيمان القديمة يأكلها التراب. النسيان.
"تذكرت إن إحضار الصناديق من بيت أبي حدث مباشرة بعد زيارتي لعظيمة الزيات، وقبل عثوري على ميدان أسترا ومقابلتي الأولى لنادية، وأن رجوعي إلى أرشيفي الشخصي لم يكن ليحدث لولا انشغالي بعنايات".
هل أنقذت عنايات إيمان من هذا القاتل الذي كانت تفر هي منه.
أحببت حوارات إيمان مع نادية لطفي. هنا تلتقي إيمان بعنايات، التي تطل عليها من ذاكرة نادية. هناك حيث ما زالت تسبح وتركب الخيل تحت الشمس الدافئة وتكتب القصص وتحلم. تلتقي المرأتان. تتصافحان. ترتدي عنايات فستانا قصيرا بسيطا مثلها وتقدم لها القهوة والامتنان. لا أدري لم تخيلتها تبتسم.
تستخدم إيمان فقرة لوصف نفسها ثم وصف عنايات في موضع آخر. تقول "عشت مثل خيال مآتة، تهتز يداي وأنا أمسك بكوب القهوة، يتغير مزاجي من تطرف لآخر في سرعة البرق. عادت نوبات الهلع تداهمني بدون إنذار، ولم تفلح المنومات في هزيمة الأرق".
مررت أنا ببعض نوبات الهلع هذه من قبل. إنها تشبه حربا، حربا كاملة لها غبار وألم وانفجارات وشظايا ومبان تهدم وحصار أيضا. لكنها بلا صوت. مكتومة تماما. أحيانا أفكر هذا الصمت هو الأكثر وطأة في هذه الحرب. تصوُّر أن الحرب تعبرك دون أن تترك آثارا ظاهرة. دون أن تثير انزعاج أحد، أو حتى انتباهه.
الآن تلتقي المرأتان من جديد، هذه المرة في قلب إيمان المضطرب. ربما تشربان القهوة وتنظران عبر النافذة وتحاولان التماسك، دون أن تنبسا بكلمة واحدة.
تلتقي المرأتان في لقاء متعجل في خيال إيمان. هما الآن كاتبتان شابتان، والعام ١٩٩٠، حيث لا انتقال، ولا "صناعة ثقافية ثقيلة"، وحيث لا كتاب نجوم، ولا كتاب معتقلين. لم يدم اللقاء أكثر من بضعة أسطر. ولم تقل إحداهما للأخرى شيئا.
***
تبحث إيمان عن ميدان أسترا في الدقي، ولا شيء يدل عليه. تسأل البوابين العجائز. البوابون حراس الجغرافيا. هل ترك ميدان أسترا بدون حراسة. هل تركت عنايات.
***
تصف نادية لطفي جيلها بأنه جيل فترة الانتقال.. "عطش وطاقة كبيرة.. كنا عارفين إن التغير الاجتماعي مافيش فيه هزار وإن جيلنا قادر يعمل اللي هو عاوزه".
هل كانت نادية تدرك أنها تتحدث عن جيل يناير. بماذا شعرت إيمان وهي تسمع هذا التوصيف. وكيف شعرت نادية بعد ٦٧. هل كان شعورها قريبا من شعورنا.
منذ بضع سنوات سألت إحدى الصفحات على فيس بوك متابعيها: إيه هي الحاجة اللي لو ماكانتش حرام كنت حتعملها؟ تنوعت الإجابات. لكن الإجابة الأكثر انتشارا وبفارق كبير كانت "الانتحار". تأملت الإجابة كثيرا، كما تأملت الشريحة المشاركة في الإجابة. هؤلاء بالتأكيد شباب ينتمون للطبقة المتوسطة حاملة الهواتف الذكية، وحصلوا على قسط معقول من التعليم، وربما يكونون بصحة جيدا أيضا. ما أقسى الانتقال.
يثير كذلك كذلك محمود أمين العالم قضية مهمة وهو يتناول انتحارها، قضية قصور الحرية الفردية. "فالحرية" -يقول- "لا تتحقق بالذات وحدها، وإنما تتحقق بالآخرين. وعندما يتنكر الآخرون، تصبح حريتنا جدبا وفقدا ومأساة".
لم تجد عنايات رفاق نضال في رحلتها، فتحولت إدراكها للحرية إلى لعنة، مرض يصعب التخلص منه، جريمة وعقوبة وندم في الوقت نفسه. أتساءل عن أرواحنا التي كنا نلوح بها كالرايات في أيام الثورة، ماذا نفعل بها الآن، وأين نخبئها، ونحن مرعوبون من أن نراها أو ترانا. هل يمكن تسمية ذلك انتحارا. ترى ماذا سيكون رأي أمين العالم عن انتحارات هذه الأيام.
***
"تتبُّع أثر شخص يختلف عن كتابة قصة حياة هذا الشخص. تتبع الأثر لا يعني ملء كل الفجوات، ولا يعني البحث عن الحقيقة من أجل توثيقها. إنه رحلة تجاه شخص لا يستطيع الكلام عن نفسه".
تقول إيمان مرسال.
***
في عالم مواز، مثلما يحدث في أفلام بيكسار الجميلة للرسوم المتحركة، يعيش شعب من الحكايات في مدينة الذاكرة، بينما يمارس عليها الأرشيف سلطة قمعية. في ذلك العالم، يكون الاستقرار والنمو والسعادة من نصيب الحكايات المتسقة مع الأرشيف، أو بمعنى أدق مع حماة الأرشيف، بينما يكون النبذ والتأويل والنسيان عقابا للحكايات المتمردة. الحكايات التي لا تنشر "الثقافة القومية"، الحكايات التي لا تناسب سيرة العائلة المحترمة، الحكايات التي تنتج من زواج باشا بامرأة حبشية، و -طبعا- الحكايات المنتحرة.
هل كانت مؤامرة حقا، أم هي مجرد سلسلة من المصادفات التعيسة. لقد حذف أرشيف أخبار اليوم ملف عنايات بتهمة شغل حيز من الغرفة. وتخلصت أسرتها من كثير من أوراقها بتهمة الإساءة للعائلة المحافظة التي لا تواجه أسئلة الوجود. حتى أنيس منصور قد أخفى اسمها وحولها إلى مادة للدردشة و"رص" المقالات بتهمة أنها مجهولة.
هذا عن النفي، الذي لم يكن العقاب للوحيد للحكاية. فهناك التأويل. لقد امتلك كل واحد من الموجودين حول الحكاية نسخته الخاصة. إنه يعرف هذه المعلومات بينما لا يهمه معرفة البعض الآخر. إنه يصر على ذكر هذه المعلومة بينما يتوجس من تكرار السؤال حول تلك المعلومة. إنه لا يسرد ما لديه من معلومات، وإنما ما لديه من وجهة نظر لعنايات. إنه يحذف ويضيف، يتناسى ويتغافل، إنه يعيد إنتاج القصة، يعيد إنتاج عنايات، في نسخة منقحة ومزيدة.
لم أفهم في الوهلة الأولى لماذا كتبت إيمان عن عنايات. ربما لا يكون الكتاب عن عنايات أصلا. ربما يكون كتابا عن مقاومة النسيان. عن مصادرة الحكايات، وتأميم البشر.
ربما لهذا توقفت كثيرا أمام اللحظة الأكثر إشراقا وصفاء في هذه الرحلة، حين وقفت إيمان أمام قبر عنايات. المرأتان تلتقيان مرة أخرى، لقاء فيزيائيا إلى جانب اللقاء التخيلي. إنهما تنظران في عيني بعضيهما عبر الحجارة والزمن والأرشيف المدمر والوصاية القاتلة وأجيال "الانتقال". تجفف إيمان دموع سعادتها، وبالمنديل نفسه تمسح جزءا من شاهد مقبرتها الرخامي. إنهما تتحدثان. تبتسم عنايات. لقد أدركتْ لماذا تتبعت إيمان أثرها. ولماذا لملمت حكايتها التي اهترأت وتمزقت وانهزمت من قبل. لقد أصبحت لها حكاية تخصها الآن. لقد نجت.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 10:37 AM   #310
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



رجال ريا وسكينة
صلاح عيسى
التاريخ مش مجرد حكاية، ولا سرد أرقام وإحصائيات، ولا الشطارة في صناعة المقارنات بين الوجهين بتوع عجلة الزمن. التاريخ "حدوتة تخوف"
أول كتاب أقراه لصلاح عيسى، رغم الترشيحات الكتير للكتاب دا تحديدا. الكلام عن الكتاب دا صعب لأنه في الحقيقة أكتر من كتاب في وقت واحد. عشان كدا اللي قراه بيكتفي إنه يقول إنه كتاب عظيم، وبس.
أنا ححاول أتكلم عن كل كتاب لوحده.
أولا، كتاب التاريخ.
صلاح عيسى بيحط قدامك قصة تاريخية لمجموعة من المجرمين كونوا عصابة اتشهرت باسم عصابة ريا وسكينة، وعلى الرغم من الشائع في السينما، فريا وسكينة ماكانوش بيقتلوا بإيديهم، وكان عملهم بيقتصر على التخطيط واستدراج الضحايا، لكن العمل الشاق (القتل والدفن) كان مسؤولية "رجال ريا وسكينة"، حسب الله وعبد العال وعرابي وعبد الرازق.
الكاتب بيحاول قدر الإمكان يلتزم بالسرد من خلال الوقائع المثبتة، لأن دا تاريخ، فكان بيسرد الحكاية زي ما وردت في اعترافات أبطالها في تحقيقات النيابة أو في شهادة الشهود أو في محاضر الشرطة. حتى الأوقات اللي كانت بتتضارب فيها الاعترافات بين الجناة أو بين الشهود كان بيذكرها، وبيذكر مبررات التضارب كمان. وطبعا لما بتفتقد الواقعة لدليل موثق وتصبح مجرد احتمال ساعتها برضو بيذكر إنه احتمال.
لكنك لما تقرأ الكتاب مش حتصدق إن الكاتب توقف عند محاضر النيابة، من كتر ما السرد منضبط ومتصل وبلا فجوات. فيه خيوط كتير أنا متأكد إن الكاتب تعب كتير لحد ما وصلها ببعضها عشان توصل لصورة كاملة، تتفرج عليها من غير اضطراب أو اختلال كأنه فيلم سينما. حتى خطة النيابة للإيقاع بالمتهمين، اللي اتغيرت أكتر من مرة "الخطة والنيابة"، وخطة كل متهم للدفاع عن نفسه، اللي اتغيرت أكتر من مرة وساعات كانت بتدعم خطط متهمين تانيين أو تهدمها. كل دا اتقدم بمنتهى السلاسة رغم الحجم الهائل من التفاصيل.
ثانيا، كتاب النقد الاجتماعي.
وانت بتتابع رحلة حياة ريا وسكينة وشركائهم ومعارفهم وضحاياهم. حتلاقي نفسك دخلت عالم إسكندرية في أوائل العشرينيات. وتحديدا في الأجزاء الفقيرة حيث الحواري الضلمة والبيوت اللي بتتأجر بالأوضة. المهن الشاقة اللي بيمتهنها أغلب الأبطال (العربجي وعامل محلج القطن والشيال وعاملة الحمام وبياعة الجاز). الفقر اللي كان بيدفع الناس للتعايش مع القوادة والدعارة في السر والعلن، حتى لو كانت اللي بتمارسها الابنة أو حتى الزوجة. لأن البديل هو الموت - حرفيا- من الجوع.
الكتاب بيرصد قد إيه الأخلاق والتقاليد وقيم المجتمع هي قيم سائلة، واقفة على حيلها بس لأن المجتمع -أو الطبقة ذات الصوت العالي من المجتمع- قادر يحميها ويدفع تكلفتها. بينما ممكن في سياق تاني يفقد المجتمع قدرته بسبب الفقر، فتتحول أكتر الأفعال دناءة إلى شكل من أشكال كسب الرزق مقبول مجتمعيا لكن بشروط، من أهمها الإشراف الحكومي والابتعاد عن بيوت "الأحرار". كلمة الأحرار نفسها اللي بتتقال على الناس اللي رفضت الدخول في مجال القوادة لكسب الرزق، كلمة شديدة الدلالة في حد ذاتها.
الكتاب أنا باشوفه بيقدم بحث شديد الثراء عنوانه "الهوان". هوان الشرف في مقابل الحاجة إلى وجبة اليوم. هوان العشرة والعيش والملح في مقابل المكسب السهل. هوان الحياة نفسها اللي تخليهم يقتلوا إنسان عشان جنيه ولا اتنين جنيه بيتحولوا في ظرف أيام لجوزين فراخ وإزازتين براندي وجلابية، وبس. الهوان بيمتد حتى للشرطة اللي بتلاقي نفسها بتبحث في اختفاء شخص في مجتمع ممكن لشخص فيه إنه يدوب تماما ويختفي بلا أثر لأسباب بسيطة، زي إن راجل يتجند في "السلطة" أو ست تهرب من جوزها مع شخص ترافقه أو تهرب من الفقر عشان تمارس الدعارة في مجتمع بعيد مايعرفش هي مين.
الكتاب بيمر كمان على أكتر من سياق عام، زي رحلة عائلة ريا وسكينة من قرى الصعيد لقرى بحري وانتهاء باسكندرية، الرحلة اللي بتكشف لنا صعوبة العمل والحياة المستقرة بل حتى الجريمة اللي كانتش بتجيب همها في مجتمعات الداخل المصري الفقيرة. وبيمر على مرحلة تحلل مجتمع الفتوات، اللي كان اسمهم في اسكندرية أبواحمدات، وإزاي تحولوا من جدعان مهمتهم حماية شرف منطقتهم إلى تابعين للحكومات الأجنبية وحاملين لجنسياتها ومشاركين في الجرايم تحت حمايتها. كمان بيمر على مرحلة الشغل في "السلطة"، بمعنى الشغل في الأعمال غير العسكرية للجيش الإنجليزي، زي إنشاء الطرق ونقل المؤن وخدمة الجنود. الشغل اللي لجأله كتير من المصريين بسبب البطالة، واللي كان له أثر نفسي عليهم بعد ما رجعوا لبلادهم.
ثالثا، الرواية.
ودي مش مبالغة. الكتاب يمكن قراءته كرواية تحمل كل خصائص العمل الأدبي. ممكن نتكلم عن السرد الهادئ، وعن تقطيع المشاهد زمنيا والتقدم والتراجع في الزمن لإحداث التشويق، وعن رصد التفاصيل الدقيقة في السكن والعمل والمشاعر وقعدات الأنس ومجالس القتل، وعن الفروق الدقيقة بين خمارات اسكندرية وبعضها والفروق بين بيوت البغاء الرسمية والسرية ومستوياتها والفروق بين اللي بياكله العامل في السلطة مع الجيش الإنجليزي واللي بياكله صاحب محششة في حارة في اسكندرية. ممكن نتكلم كمان عن الشخصيات الثرية دراميا، أهمها في رأيي سكينة اللي كانت طول الوقت عندها قدر من السذاجة وانفلات المشاعر والرغبة في الاستمتاع بالحياة، الشيء اللي كان بيؤلمها أحيانا بسبب اغتيال صاحبتها المقربة، وبيثير الخوف منها لا تنطق بكلمة هنا ولا هنا. وشخصية حسب الله اللي كان دايما في صراع بين أصله الصعيدي الحريص على نظرة الناس ليه وبين عمل ريا في الدعارة، لدرجة إن الكاتب بيشير لأنه رفض استخراج رخصة رسمية بالدعارة عشان يسمح لنفسه بالإيحاء للناس بإنه مايعرفش إن مراته قوادة، وإنه بالغ في الاهتمام بمظهره ولبسه عشان يعوض جزء من نظرة الناس ليه.
باختصار
الكتاب عظيم، ويستحق الساعات اللي حتقضوها معاه


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 10:41 AM   #311
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الناس بتاعت لو محطتش أمل في حد هترتاح
و متتعشمش في حد
و متحطش ثقتك في حد
و الحوارات السودا دي
أيوه حضراتكم نعيش إزاي طيب؟؟؟؟
و نعيش ليه أصلا لو شايفين الناس كده؟؟؟؟
بصوا
لو كل الناس اللي حواليكم بتطلع مش محل ثقه
يبقى العيب فيكم على فكرة
عادي إن حد في حياتك يطلع ندل
أو مش محل ثقه
أو إبن ستين كلب
لكن لو خلاك تخسر ثقتك في كل الناس
يبقى إنت اللي عبيط على فكرة
إنت اللي خسرت


 
رايــق likes this.


رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 10:42 AM   #312
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (12:44 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



من وجهة نظري الفشل إنك تبطل تحاول
ﻷنك طول ما بتحاول يبقى ممكن توصل
حتى لو حسيت إن حلمك بعيد
و إن الأمل صغير أوي
لو فضلت تحاول يبقى فيه إحتمال حتى لو صغير إنك توصل
بس لو بطلت تحاول يبقى مفيش إحتمال خالص
مش مشكله لو وصلت متأخر
مش مشكله لو حسيت كذا مره في الطريق إنك مش شايف آخره
المشكله الحقيقيه إنك تضطر تعيش بقية حياتك و إنت عارف إنك إنت اللي إتخليت عن أحلامك يوم ما بطلت تحاول توصلها


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 04:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا