منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree1830Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-21, 02:57 PM   #55
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لم أفعل حتى الآن أشياء خارقة،
أشياءًا تسمح لمن حولي التغني بها.
ولا أملك صفات مُبهرة،
تدفع الجميع للتقرُب مني بسببها،
والتباهي بها أمام الملأ.
كُنت دائمًا هادئِة،
أصمُت طوال الوقت إلا ما نَدر.
جيّدة في إظهار المحبة لمن هم حولي،
وبارعة في جعلهم يشعرون بأنهم
أفضل ما وُجد على هذه الأرض.
أتحدث كثيرًا عن أبي،
ألطف سيّد على وجه الأرض وأوسمهم.
كُلما دخلت عليه صدفة إلى مكتبة،
وجدته يشدو أغاني عبدالحليم حافظ
بصوتٍ عذب لا أحد يمتلكه.
مايُخيفني هو تقدمه السريع في السن،
ولطالما تمنيت لو أملك مُعجزة تجعله
يصغر أكثر كُل مرة.
لا أعرف أُمي كما تنبغي.
أو أنني ولفرط ما عرفتها أردت أكثر
الإبتعاد عن كُل طريق يؤدي للحديث عنها.
امرأة صارمة مثل أولئك الذي تراهم على
شاشة التلفاز بوجهٍ غاضب على الدوام،
ولا تستطيع التقرب منها أو أن تعترض طريقها.
فيما مضى كُنت أحلم أن أحبها حينما أكبر،
لكني أكتشفت بأن كُل سنة تأخذني بعيدةً عنها أكثر فأكثر.
لأنها ليست موجودة بعد الآن، سِوى بِأحلامي.
أبدو لمن حولي قلبًا بإتساع السماء،
وأرقُ من نسمة الهواء،
وأخف من القطن.
رُغم كوني مليئة بالقلق،
ألا أنني أعرف كيف أهبهم الأمان بشكل دائِم.
فاشِلة جدًا في العلاقات،
ولا نصيب لي في الحُب أبدًا.
ذات مرة أحببتُ أحدهم رُغم كونه رائِعًا
ويملك تأثيرًا عذبًا في قلوب الآخرين،
إلا إنه لم يترُك في قلبي مساحة آمنة،
أكمل بها الطريق من بعده.
لا أُجيد التحدث عن لحظاتي السعيدة،
لأنها قلةُ ما عشتها.
وإن حدثت فإني أترُك قلبي يهيم في سماء
الله فرحًا لا أحد يُجاريه في التحليق.
روحي طفلة حين أفرح،
وحين أحزن أصبح امرأة طاعنة في السن،
تكسو التجاعيد روحي،
وفي أي لحظة أظُن أني سأترك مكاني
خاليًا رُغم أنه لن يشعُر بغيابي أحد.
لا ..
أبي سيفعل.
قال لي مرة أنّ حين أتأخر عند عودتي إلى المنزل،
يشعُر بالقلق والفراغ يُسيطران على المكان،
لذا أخشى على روحه من أن يتألم حين أختفي.
مُرهفة ألحسِ كُنت ولا أزال،
تبكيني النصوص التي أستمع إليها كُل ليله
قبل أن أنام وتتعذب روحي حين أستمع لقصة
فُراق حدثت في الطرف الآخر من الدُنيا.
لذلك أنا وحيدة دائمًا،
لخوفي من أن أعذّب من أُحب بِرقتي.


 


رد مع اقتباس
قديم 03-05-21, 05:10 AM   #56
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



منذُ أن مرّت علي هذه العبارة من فيلم " Contagion " :
" الإنسان الطبيعي يلمس وجهه من 2000 إلى 3000
مرة في اليوم "، وأنا أخوض ما يشبه التحدّي.
مدفوعة بعدم التصديق أو صعوبة الإستيعاب.
إذْ بدأتُ أُراقب يديّ بإرتياب من يشتبه في أهل بيتي،
مُحاولًا اقتناص أدنى شاردةٍ وواردة تصدُر عنهما،
ومُحصيًا المرات التي ترتفع فيها أيَّ منهُما لتلمس وجهي.
وقد بلغتُ من التفاني في مُهمّتي حدّ أني لم أعرف إن كُنت
أفعلها خوفًا من إلتقاط العدوى، أو لمُجرد الشعور بالضجر.
في الأيام الثلاثة الأولى بقيت يداي مُستمّرتين في ظل هذا
الإنتباه الطارئ، وكأنّ الستار رُفع عنهما في لحظةٍ مُخلّة،
لكنني لم أمنعهُما تمامًا من لمس وجهي، وإنما قيّدت
حركتهما لتُصبحا في إطلاق سراحٍ مشروط.
فحين يأمر دماغي يديّ بأن يفرُك جفني،
تبرُز خطوة تحقّق إضافة قبل التنفيذ،
كخاصية الأمان في تطبيقات الهاتف.
إذ تطلب يدي في أجزاءٍ من الثانية إذنًا ثانيًا
مني قبل أن تُنفذ ما أُمرت به، وهكذا.
أُضيف شخطةً إضافية إلى خانة الإحصاء :
( 137 لمسة لهذا اليوم ).
في الأيام التالية لخصت إلى مُعظم الحالات التي
ألمس فيها وجهي مُباشرةً تنحصر في التالي :
حكّ العين أو الأنف - غسل الوجه والوضوء - هشّ الذباب -
تناول الطعام - إسناد الذقن والخد أثناء الشرود -
فتل الشعر - لمس الجبين تأثيرًا بالصُداع - عضّ عظمة
الأصابع أثناء كتابة تعبير - وبعض من اللمسات العارضة
اللاإرادية مثل حكّ الذقن لحظة التفوه بكذبةٍ بيضاء - ووقت
الضجر، وبالطبع اللمس الذي يحدُث أثناء نومي ولا أعرف عنه.
وقت عزمت على إيقاف هذه اللمسات
العبثية أو تقليلها إلى حد أدنى.
فصرت قاطعة طريقٍ بين يدي ووجهي،
وبنهاية اليوم السابع أوشكت أن أسجّل رقمًا غير مسبوق :
( 20 لمسة فقط ! ).
لولا أنّ رجُلًا وسيمًا أستوقفني
بينما كُنت أمشي على حافة الرصيف،
وسألني ما إذا كُنت أملك ولاعة،
ولا أدري لمَ وضعتُ يدي في حقيبتي وأنا لا أُدخن،
ولمَ ارتفعت يدي الأُخرى لتلمس وجهي ببلاهةٍ وبدون سبب،
قبل أن أعتذر منه وأمضي.
في تلك الليلة سمحتُ ليدي بأن تُصفعني على وجهي،
لكنني تقريبًا ..
لم أشعُر بشيء.
وضعتُ لنفسي هدفًا :
( عدم تجاوز 10 لمسات في اليوم ).
وتبعًا لذلك كيّفت نفسي على تقليص مرات الوضوء،
وتناول الطعام بالملعقة عوضًا عن اليد،
وتجاهُل الرغبات الملحّة بحك أجزاء مُتفرقة من الوجه.
بدأ دماغي يفهمني.
وذبلت يداي في جيوبي.
أما وجهي فصار مكانًا مُنزهًا.
تغشاه السكينة.
كرأس جبلٍ توارى خلف السُحب.
ولاحظت أنه يزداد خفّة وتطلُّعًا وكأنه يوشك أن ينفلت.
كان يكفي أن أنظُر إلى نقطةٍ بعيدة لأشعر أنه
يتحرّر مني مثل غزالةٍ تعدو وتختفي في الأُفق.
في تلك الفترة كُنت منشغلة بنفسي أكثر من أي وقتٍ مضى.
أمشي بحذرٍ وبصري في الأرض.
ولا أنتبه لمن يُناديني من أول مرة.
وكُنت أعلم أن هذا اليوم ( الخامس عشر ) سوف يأتي،
إذ قرّرت ألا ألمس وجهي أبدًا لـ 24 ساعة كاملة،
ولم يعُد الأمر بدافع الوقاية أو التحدّي،
بل لأنني أصبحتُ أشعر بمهابةٍ تتعاظم يومًا بعد يوم
إتجاه وجهي، وأدركتُ أنه يملك حياته الخاصة،
وكلّ لمسةٍ تعُد تدخلًا سافرًا في شؤونه.
عزلتُ نفسي في غُرفتي كالمُعتاد وظللتُ دون نوم
لـ 24 ساعة، ودون تناول أي طعامٍ أو شراب.
وحين استلقيتُ على ظهري،
انفصل وجهي عني كنفثة دُخان،
وظلّ طافيًا فوقي للحظات قبل أن يُغادرني إلى الأبد.
أعلم أن كثيرين ما زالوا يرون وجهي في مكانه،
لكن قد يخفى عليهم أنّ ما يرونه ليس سوى أثر،
مثل نسخةٍ باهتة من أوراق الكربون،
أما الوجه الأصل فلهُ روحه المُستقلة.
وقد يُغادرك حين تدعه وشأنه.
ولن يفهم ما أعنيه إلا قلةٌ ممن عاشوا نفس تجربتي.
كان أبي أول من لاحظ شحوبي،
وأرجع ذلك إلى سوء تغذيتي موبّخ إياي على إهمالي.
وحين كان أحدهم ينظر إليّ في الشارع أو مكانٍ ما،
أشعُر أن نظراته تسقط في هاويةٍ كان وجهي يسترها من قبل.
أما الحكّة التي تعتريني فجاءةً في أنفي أو خدي،
فصارت مُجرد تنميلٍ لشيءٍ لم يعُد موجودًا.
أحيانًا كُنت أقف أمام المرآة وأتأمّل انعكاسي الواهِن،
وأتساءل أين يُمكن أن يكون وجهي الآن؟.
وما الذي يفعله؟.
لعله يتشبث بغيمة،
أو يطفو على سطح المُحيط،
أو يسكنُ شُرفة رجُل وحيّد،
أو يخوضُ حربًا.
ولا أستبعد أن يكون قد التصق بوجه فتاةٍ أقلّ شرودًا مني.
وكثيرًا ما كُنت أُحاول أن أتذكّر ملمسة دون جدوى،
فلم يبقَ لي منه سوى إسفنجةٍ منزوعة الروح،
تزداد انكماشًا يومًا بعد يوم.
وذات ليلة استيقظت من نومي مُنتقضة
وشاعرة بحنينٍ جارف لشيءٍ لا أعرفه.
وعلمت على يقين أنّ وجهي عاد إليّ،
تمامًا مثلما علمت أنه غادرني من قبل.
خفق قلبي بشدّة،
وهممتُ أن ألمسه لأول مرةٍ منذُ شهر،
لكنني ..
لم أجد يدي.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 07:50 AM   #57
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مرحبًا،
أنا " أعيشك " (إسمي الحقيقي
ولستُ " أعيشك " في الحقيقة،
لكن هكذا يدعونني،
حتّى وأنا مُنكبّة على وجهي،
وصوت أنيني يخترق الأرض.
يخرج أحدهم من الطرف الآخر،
وما أن يراني حتّى يصرُخ بي :
" يا أعيشك! ".
السعادة ليست صفة ذميمة،
بل هي أثمن ماقد يحصل عليه المرء في حياته،
ويودّ لو أن تكون أبديّة.
لكن أنت أيضًا بحاجة لأن تتخلّى
عنها لفترات لكي تشعُر بها،
وأن تخوض نقيضها لتبلغ لذّتها.
كُل شيء ستسئم منه إذا ما أقترن بِك على الدوام،
ولاسيما الأسماء،
أشعُر وكأنها إهانة حين يُناديني أحدهم
بإسمي وأنا أمرُّ بشعورٍ مُعاكس له.
لم أُحب إسمي هذا أبدًا،
لكنني لم أرغب بتغييره،
أنا مُجبرة على العيش به.
أُريد فقط بين فترة وأُخرى أن أخرج من عباءته،
أن أنسى كوني " أعيشك " لبُرهه،
وأعيش مع حُزني دون أن يُعكّر صفوه أحد،
ويهرب قبل أن ينتهي منّي تاركًا أحماله عليّ مُترادفة.
إنني أحلم فقط بأن يُصدق حُزني الآخرون،
بأن أُجيد لحظات ضعفي مُدونة في الكُتب والأغاني،
ومُختلف الفنون بشكل طبيعي كالبقية،
لم أجد نفسي بالقُرب منه أبدًا،
كُلّما التجأت إلى مكان وجدتني بعيدة عنه،
مُضادة ونقيضة له.
رُغم كوني مُلتصقة به،
رُغم كُل هذا،
أجد الآخرون يتذمّرون عندما لا
أُجيب على نداءتهم بين حين وآخر،
أي عندما لا أكون " أعيشك "،
لا أُجيب لأنني لستُ كذلك،
ولا أشعُر بأن علي أن أركض خلفهم لأخبرهم بأنه
بعد وقت قصير قد أعود " أعيشك " كما كُنت،
أو أعّلّق لوحة خلف ظهري وأكتب عليها " أعيشك حزينة ".


 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-21, 01:58 PM   #58
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



روحي في قلبي، في حلقي،
وحتى في أصابع يدي،
تسري الكهرباء الإستاتيكية فيها،
أضمٌ قبضتي بقوة داخل جيوب سُترتي،
وأكمل السير.

.

-أعيشك، في لوحة فنية.-

.



 
رايــق and شطرنج like this.


رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 04:40 AM   #59
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لو شاء الله أن يهبني شيئًا من حياة أخرى،
فسوف أستثمرها بكُل قواي.
رُبما لن أقول كُل ما أفكر به،
لكنني حتمًا سأُفكر في كل ما سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها،
لا لما تمثله، بل لما تعنيه.
سأنام قليلًا، وأحلم كثيرًا،
مدركة أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا
تعني خسارة ستين ثانية من النور.
سأسير فيما يتوقف الآخرون،
وسأصحو فيما الكل نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى،
فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض،
سأُبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون
أنهم لن يكونوا عُشاقًا متى شاخوا،
دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق.


 
شطرنج likes this.


رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 05:24 PM   #60
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:42 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بدأت ملامحي تتغير،
فقد لاحظتُ بأن المنطقة
التي أسفل عيناي متورّمة،
لستُ أعلم أسباب ذلك،
ولكنّه من المرجح أن يكون سبب
ذلك واحد من الأسباب التالية،
قد يكون سبب ذلك السهر،
وقد يكون سبب ذلك الوحدة.
ولكن لديّ ملاحظة بسيطة،
إن السبب الأول الذي ذكرته
هو أيضًا مُقترن بالسبب الآخر
الذي أعتقد ربّما هو أسباب كُل
ذلك الذي يحصل معي وبي.


 
شطرنج likes this.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا