المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجالس الصالحين📚


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 [17] 18

عطاء دائم
12-31-23, 07:56 AM
سنَّة قل من يعلم بها و يعمل بها ..

- عَن أبي هُرَيْرَة يرفع الحَدِيث إِلَى رَسُول الله صلّ الله عليه وسلم قَالَ:

«مَن قَالَ:

لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر
لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده
لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا شريك لَهُ
لَا إِلَه إِلَّا الله لَهُ الْملك وَله الْحَمد
لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه»

يعقدهن خَمْسًا بأصابِعِه،
ثمَّ قَالَ:

«مَن قالَهُنَّ فِي يَوْمٍ أَو لَيْلَةٍ أَو فِي شهرٍ،
ثمَّ مَاتَ فِي ذٰلِك الْيَوْم
أَو فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أَو فِي ذٰلِك الشَّهْر؛
غُفِر لَهُ ذَنْبُه».

رواه الإمام النسائي في "الكبرىٰ"،: صحيح لغيره.الالباني-صحيح الترغيب"(3481)

===============


حقيقة الشكر ..
هو ان تعجز عن الشكر ..

"ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ
ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﺩﻧﻴﺎ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ،

ﺛﻢ ﻟﻠﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﺸﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻧﻌﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﺮ ﺛﺎﻥ،

ﺛﻢ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﺸﻜﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻧﻌﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﺮ آﺧﺮ
ﻭﻫﻜﺬا ﺃﺑﺪا،

ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ اﻟﻌﺒﺪ على اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺸﻜﺮ اﻟﻨﻌﻢ،
ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺸﻜﺮ
اﻹﻋﺘﺮاﻑ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺸﻜﺮ

ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ:

ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺷﻜﺮﻱ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ
ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻲّ
ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺸﻜﺮ

ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻠﻮﻍ اﻟﺸﻜﺮ
ﺇﻻ ﺑﻔﻀﻠﻪ
ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ اﻷﻳﺎﻡ ﻭاﺗﺼﻞ اﻟﻌﻤﺮ!"


ابن رجب-لطائف المعارف 221

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-01-24, 07:28 AM
‏لا تزال الأيام تؤكد لنا أن العلاقات تقاس بعمقها لا بقربها، وأن عالم الأرواح لا يخضع لزمان أو مكان، فكم من أناس لم نعرفهم إلا مصادفة، ولم نخالطهم إلا زمنًا قليلًا لا يكاد يذكر، نجد لهم في قلوبنا من عمق الأثر وحسن الموقع وعلو القدر وجميل الذكرى ما لا نجد معشاره لمن نخالطهم كل يوم!
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

إن مررتَ بمصيبة فسوف تَمُرُّ عليك أربع فئات:
‏١. فئة تحمل عنك، وهؤلاء أحبابك يتألمون.
‏٢. فئة تشمت بك، وهؤلاء أعداؤك يتربصون.
‏٣. فئة تراقب من بُعد، وهؤلاء عابرون يعتبرون.
‏٤. فئة تستعرض عليك مثالياتها، وهؤلاء سخفاء يبحثون عن قيمة."

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

‏قد يُفتح لك في صيام أو قيام أو تلاوة قرآن تزيد به على الناس.
‏فإيّاك أن يتخلّل إليك الإعجابُ بنفسك وازدراءُ من لم يكن مثلك؛ فإن سلامتك من إثم ازدرائك أولى من حرصك على ثواب عملك.
‏قال مُطرّف بن عبدالله:"لَأَنْ أبيت نائمًا وأُصبح نادمًا، أحبُّ إليّ مِن أنْ أبيت قائمًا فأصبح مُعجَبًا".

ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

أخي وأختي وفقكم الله ...
أخرج من قلبك التعلّقَ بالأسباب ، وسَل الله سؤالَ الغريق..

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

حــديـث ومــعنـى ...
قيل أن المراد بقوله: «أن تلد الأمةُ ربّتها»: أن يكثر العقوق من الأولاد، حتى يعامل الولد أمّه معاملة أمَتِه بالسبّ والإهانة.
{فتح الباري لابن رجب ١٩٨/١}

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

قال أحد العارفين :
ما لا يتحقق بكثرة التفكير يتحقق بكثرة الإستغفار..

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ، واستسلم لقضاء الله ، هدى الله قلبه ، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ، ويقينا صادقا ، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ، أو خيرا منه .
{تفسير ابن كثير }

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ـــــــــــ

ضع لنفسك أثراً في قلوب الآخرين..
لما مات أبو بكر استمر عمر في رعاية العجوز الضريرة..
‏فسألته : أمات صاحبك؟
‏قال عمر: وما أدراك ؟!
‏قالت: جئتني بالتمر ولَمْ تنزع عنه النوى !!..
‏ضع لنفسك أثراً في قلوب الآخرين .. ليدركوه بعد رحيلك ويبقى محفوراً إلى الأبد

ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رب اغفر لي ولوالدي ولمن له حق علي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-02-24, 08:09 AM
يمكن للإنسان أن ينجز فيها ما يعينه على الاستمتاع بالقرآن في رمضان، قبل أن يهجم عليه الشهر وهو غير مستعد، فيندم ولات حين مندم،.
وهذه بعض الأهداف :

الهدف الأول :

حفظ المفصل من القرآن مع فهمه.
وهو من سورة (الحجرات) حتى سورة (الناس)، والحفظ من أعظم الأمور التي تعين على الفهم، وعلى الاستمتاع بصلاة الليل في رمضان، ف لصلاة الليل بالمحفوظ في رمضان طعم آخر !
===

الهدف الثاني :

هناك عدة ختمات يمكن للمرء أن ينجزها فيما تبقى قبل شهر رمضان، وهي لا تحتاج إلى وقت طويل ومنها:

1- ختمة الغريب، بأن يمر القارئ على القرآن كاملًا مع ملاحظة الكلمات الغريبة ومراجعتها في كتاب من كتب غريب القرآن، ككتاب د. محمد الخضيري: السراج في بيان غريب القرآن .

2- ختمة التعرف إلى سور المصحف الشريف، بأن يعرف القارئ أسماء السورة، وفضلها، وموضوعاتها، ومقاصدها، وأقترح كتاب الشيخ محمد نصيف، أو كتاب الدكتورة منيرة الدوسري: أسماء سور القرآن وفضائلها .

3- ختمة هدايات الأجزاء، وتهدف للتعرف على هدايات الأجزاء المتلوة في صلاة القيام،

4- ختمة المعنى الإجمالي للسور التي تكرر قراءتها: (الفاتحة - الكهف - السجدة - الإنسان - ق - القمر - الملك - الأعلى - الغاشية - الكافرون - الإخلاص - المعوذتين).

5- ختمة المعنى الإجمالي للسور التي وردت في شأنها فضائل خاصة، ويمكن معرفتها من كتاب: (الصحيح في فضائل القرآن وسوره وآياته)، د. فاروق حمادة .
وهذه الختمات لا تستغرق وقتًا طويلًا، ويمكن للمرء أن تعلو همته للهدف الثالث، وهو:
===

الهدف الثالث :

ختم كتاب من كتب التفسير المختصرة، كالمختصر في التفسير، أو المعين على تدبر الكتاب المبين، أو التفسير الميسر، أو تفسير السعدي .

===
ومما يمكن أن يضاف إلى الأهداف السابقة:

1- معرفة المهم من علوم القرآن، وذلك عبر كتاب مختصر؛ ككتاب: (الدليل إلى القرآن، لعمرو الشرقاوي)، أو كتاب: (مدخل إلى التعريف بالمصحف الشريف، د. حازم حيدر).

2- معرفة المهم من قواعد علم التجويد، عبر منصة من المنصات المخصصة لذلك، أو مع شيخ، أو معلمة .

3- الاشتراك في البرامج المعينة على الإقبال على كتاب الله،

وهذا باب خير عظيم، والفرصة مواتية، فأقبلوا تجدوا الخير، وتذكروا نهاية رمضان ومرارة الحسرات على التفريط،

أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه؟!

فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحس فتندم.


مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-03-24, 08:10 AM
﴿ وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ ﴾

وسر قولهم : (توفنا مع الأبرار) ولم يقولوا (توفنا أبراراً) ، هو التواضع والتذلل وهضم النفس عند الدعاء ، وحسن الأدب مع الله تعالى ، كأنهم يقولون : إن لم نكن من هؤلاء فألحقنا بهم ، واحشرنا في زمرتهم ، وأجمعنا معهم .
[ روح اامعاني - الألوسي ]


قال ابو حاتم : العاقل لا يخفى عليه عيب نفسِه؛ لأن من خفي عليه عيب نفسه خُفيَت عليه محاسن غيره، وإن من أشدِّ العقوبة للمرء أن يَخفى عليه عيبه؛ لأنه ليس بمقلعٍ عن عيبه من لم يعرفه، وليس بنائلٍ محاسن الناس من لم يعرفها .
[ روضة العقلاء - ابن حبان ]


كان يقال : خمسٌ يَرفعنَ خمسًا : التواضع يرفع العلماء، والمال يرفع اللئام، والصمت يرفع الزلل، و الحياء يرفع الخلق، و الهزل يرفع الكلفة .

============

﴿ وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم ﴾
يومئذٍ تبكي العيون ، فإمَّا نادمة تتحسَّر ، وإمَّا فرحة تستبشر!

فاختَر لنفسِك يا أخي!
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ
بَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ - رضي الله عنه - :
أنَّ ابْنًا لَهُ اشْتَرى خاتَمًا بِألْفِ دِرْهَمٍ. فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ : بَلَغَنِي أنَّكَ اشْتَرَيْتَ فَصًّا بِألْفِ دِرْهَمٍ. فَإذا أتاكَ كِتابِي فَبِعِ الخاتَمَ. وأشْبِعْ بِهِ ألْفَ بَطْنٍ. واتَّخِذْ خاتَمًا بِدِرْهَمَيْنِ. واجْعَلْ فَصَّهُ حَدِيدًا صِينِيًّا. واكْتُبْ عَلَيْهِ : رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِهِ. {مدارج السالكين ٢/‏٣١٦ }
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

كُل الأشياء التي كُتبت من نصيبك ستعرفُ طريقها إليك، مهما كان صعبًا أو طويلًا لكنها في النهاية ستصلُك، اهدأ وخُذ نفسًا عميقًا، طمئِن قلقك، وأبذل الأسباب، كثرة التَوتّر تزيد الأمور سوءًا، أنت بخير وحياتك تسير في اتجاهِها الصحيح، لا شيء يدعو للخوف .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-04-24, 07:40 AM
إصلاحات_قبل_رمضان

إصلاح_البنية_الأساسية_لديك

لازم تأسس نفسك صح ، تأسس هدفك صح
خلي بالك إن أساس العمارة هو إلي بتقوم عليه العمارة
برغم إنه الجزء الوحيد إلي محدش بيشوفه ، عشان كدة اهتم بقلبك ، اهتم بإصلاح الهدف بداخل قلبك ، ابدأ في بناء نفسك ، خلي هدفك أكبر من مجرد خطوة هتعملها

قواعد :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحجرات15

إعرف إن الدين مراحل ، ولازم تحدد مرحلتك صح ، وعلى أساسها هتبدأ
وعشان هو مراحل لازم تواظب عشان ترتفع من مرحلة للي فوقها .

قواعد جدول خطوة أولى إلتزام :
.
1 - التلبية الفورية فور سماع الآذان ، وتذكر أن الحج مبني على كلمة لبيك
اقطع كل حاجة في حياتك ، متقولش خمس دقائق وأقوم
مش ربنا إلي يتقله استنى خمس دقائق وأجيلك

طبق الحديث : كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه
خلي بالك إن الآذان خمس ابتلاءات لك ، ياترى هتلبي ولا ؟
.
2 - ورد قرآن .
.
3 - السنن الرواتب .. ممكن تضيع بيت في الجنة ..
ممكن تضيع ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها
.
4 - صلاة الوتر ... ثواب فرض .
.
5 – ركعتي الضحى .
.
6 - أذكار الصباح والمساء .
.
7 – أذكار بعد الصلاة .
.
8 - الصيام ... الإثنين والخميس
بدل ماتصدم في نهار رمضان بفشلك في الصوم لطول النهار .
.
9 - سنة السواك .
.
10- القيام .

===================


التكاسل_عن_قضاء ما عليك من صوم رمضان الأول،
او أي صوم واجب غير رمضان كصيام الكفارات او النذور.

في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 191): (وَيُؤْخَذُ مِنْ حِرْصِهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَانَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْقَضَاءِ حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَانُ آخَرُ) انتهى.

فان دخل رمضان الثاني ولم يصم ما عليه، فان الصوم المتبقي عليه من رمضان الأول لا يسقط عنه،
بل هو باق في الذمة...

وأما التعجيل في أداء ما عليه من صوم واجب (غير رمضان)، كصيام الكفارة والنذور؛ فلأن الأصل في أداء الواجبات الفورية لا التراخي،
ولا يصار الى التراخي الا بنص، او بعذر معتبر شرعا.

ولأن صومها واجب على الفور... كما يرى ذلك بعض الفقهاء،
بخلاف قضاء رمضان الذي يمكن فيه التراخي، كما هو رأي جمهور أهل العلم، خلافا لابن حزم ومن وافقه من العلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى (5/518): ( قضاء النذر، والكفارة عندنا : على الفور،
فهو كالمتعين،
وصوم القضاء يشبه الصلاة في أول الوقت) ...

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-05-24, 08:07 AM
فضل التفرُّغ للعبادة يوم الجمعة

️قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
وهو يتحدّث عن خصائص يوم الجمعة
إنه اليوم الذي يُستحب أنْ يُتفرغ فيه للعبادة
وله على سائر الأيام مَزِيَّةٌ بأنواع من العبادات
واجبة ومستحبة
فالله سبحانه جعل لأهل كلِّ ملة يومًا
يتفرغون فيه للعبادة، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا
فيوم الجمعة يوم عبادة

وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور
وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان
ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم
سلمت له سائرُ جمعته
ومن صح له رمضان وسلم
سلمت له سائر سنته
ومن صحت له حجته وسلمت له
صح له سائر عمره
فيوم الجمعة ميزان الأسبوع

ورمضان ميزان العام، والحج ميزان العمر.
من كتاب زاد المعاد - ١/٣٩٨

==================

كيف نفهم الابتلاء؟


هناك دومًا في كل شر خير وفي كل بلاء عافية ولا يوجد بلاء فيه شر محض ولا نعمة فيها خير محض فحكمة ربك لا تختص بالشر المُطلق، ولا يريد الشر لعباده، ولكن قوانين الحياة الدنيا تقتضي أن تبذل لكي تَنَل، ولعلك لن تَنال أعظم العطايا إلا بعد صبرك على توالي البلايا..

تدبرنا وفهمنا لأسماء الله الحٌسنى وصفاته العُلى هو ما يملأ قلوبنا يقينًا برحمته ورأفته:
رحمته من الرحمن - الرحيم - لطفه وحسن تدبيره من اللطيف الخبير- رأفته وحلمه على عباده من الرؤوف الحليم وغيرها

يقين الإنسان بأسماء الله الحسنى إذا عاش حياته (بحقٍ) تحت معانيها لها من الآثار على قلبه تجعله يوقن أعظم اليقين بأنه ما كان الرحيم بعباده ولا اللطيف ولا الرؤوف جل جلاله ما كان ليعذبنا بشيء من ابتلاءات الحياة وأقدارها وإن حملت في طياتها كثيرًا من المُصاب والتعب والألم والشدة
وما اللهُ بمعذبك وأنت حبيبُه..

فالحكمة من الابتلاء ليس تعذيبًا ولكن لكي يعود العباد إلى ربهم بالتضرع

﴿ فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ ﴾

ويفيقوا إلى رشدهم

﴿ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ﴾

—-
من دروس (فقه الابتلاء) للشيخ حسن بخاري

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-06-24, 07:50 AM
‏للعقلاء!
‏ينبغي للعاقل أن يقول مع كل خبر وفاة:
‏كِدتُ والله أن أكون أنا هذا الشخص المختَطَف.
‏فيزيده ذلك في طاعة الله جِدًّا واجتهادا.


الموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.
‏اللهم أحسِن الخاتمة..
‏وأيقظ القلوب الغافلة.

دخالد ابو شادي
============


...أيها الأحبة في الله ...

أما بعد ... أحبتي في الله أسأل الله تعالى أن يحبب إلينا الإيمان ، وأن يزينه في قلوبنا ، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الراشدين .

كيف حال قلوبكم ⁉️
اللهم سلم لنا قلوبنا ، وأصلح فسادها ، ولا تزغ لنا قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .

أحبتي في الله ..

نحتاج إلى ( جرعةرضا ) تنزل على قلوبنا فتصلحه ، وتطهرها من ( ذرة التسخط ) التي قد تكون هي السبب في قطع الطريق بيننا وبين ربنا جل وعلا .

يقول ابن القيم في " زاد المعاد " : " أكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول :

ظلمني ربي ومنعني ما أستحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبا على القدر وملامة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك " .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-07-24, 07:46 AM
الأعمال لا تنتهي بانتهاء مواسمها، وإنما تنتهي الأعمال بانتهاء الأجل .
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ
ثروة الإنسان التي لا تفنى:" الأثر الطيب ".
إن استطعت أن تجعل لك معروفًا
على من عرفت، ومن لم تعرف....

فافعل ولا تتردد ..!

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

صَيحَة نَذيرٍ
خَسارَة الأَجيَالِ أَعظَمُ مِنْ خَسارَةِ الْأمْوالِ ..
أَيُّهَا الْآبَاء وَ الأُمَّهات ، تَدَاركُوا الْجَيلَ الصَّاعِد ، وَ اِحْمُوهُ مِنَ الاِقتِداءِ بمَن لَيسَ أَهْلًا ، قَبلَ أَنْ يَصِيرَ الْجَيْلَ السَّاقِطَ ، وَ نَهْوِيٰ مِنْ عُلُوٍّ وَ اِرْتِقَاءٍ إِلَىٰ سُفُولٍ وَ اِرتِمَاءٍ.{الشيخ - صالح العصيمي حفظه الله }
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:
إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه، فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال لا تقربه، فإنك إن أتيته أهلكك، فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش، فيمنعه الله - عز وجل - إياه، ويحجزه حتى يتوفاه، فيدخله الجنة.
[صفة الصفوة ١/ ٢٥٨].

ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

كُلّما أحسست في نفسك شيء من الفتور تجاه العبادات وكلّما تراخت همّتك عند أداء الصلوات .. فاستمسِك بـ ( الحـوقلة ) وسترىٰ عجبًا من الإعانة والتيسير والتوفيق أضعافًا مُضاعفة .. ومن يستمد القوّة من الله لا يضعف أبدًا ولا يَخيب!

‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

لأصحاب النشر في وسائل التواصل :
‏لا تنظر لعدد القراء، ولا لأرقام الإعادة، ولا لكثرة الثناء .
‏انظر : أين يقع موقعها من الله عز وجل .
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

وصفت اعمال الخير بالصالحات لأن بها تصلح أحوال العبد و أمور دينه و دنياه و حياته الدنيوية و الاخروية و يزول بها عنه فساد الأحوال فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته .
{تيسير الكريم الرحمن ص ٣٢ )
‏ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ


العِلْمُ لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ الرِّوايَةِ، ولَكِنَّهُ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي القَلْبِ، وشَرْطُهُ الاَتِّباعُ، والفِرارُ مِنَ الهَوى والاَبْتَداعِ، وفَّقَنا اللهُ وإيّاكُم لِطاعَتِهِ.
{سير أعلام النبلاء ١٣/‏٣٢٣ }

ــــــــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــــــــ

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رب اغفر لي ولوالدي ولمن له حق علي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-08-24, 07:41 AM
كيف يكون الرضا بقضاء الله الذي يحزنني ؟!
ج / الرضا لا يعني عدم الألم بل يعني تحمل الألم يقينا بثوابه وأجره.
مات ابن صغير لأحد الصحابة رضي الله عنه، وقد كان ذلك الصحابي يكثر من مجالسة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان النبي صلّ الله عليه وسلم يداعب ذلك الطفل.

فلما مات حزن عليه أبوه حزنا شديدا، حتى منعه ذلك الحزن من حضور مجلس النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل، فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ:

(مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ.
فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ)
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم كلاما يحثه به على الصبر والتحمل ويبين له أن ذلك القضاء خير له، فماذا قال له؟

قَالَ: (يَا فُلَانُ، أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ؟

أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ؟
قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ،
قال: فَذَاكَ لَك).

رواه النسائي (2061) وصححه الألباني في " أحكام الجنائز " .

فانظر كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم حزن الرجل بتبشيره بثواب الغد الرائع..

===============

هل خطر على بالك مرة أن تطلب من الله أن يكفي النّاس شرّك؟
ربما ولامرة !

لأن كلنا نخاف من شر النّاس علينا ، ولم نخف مرة على النّاس من شرّنا ..
نعامل أنفسنا وكأننا بلا خطأ ،بلا سوء ، بلا شر

وهذه مشاعر خادعة ، بل قد تساوي الكبر ..

النبي صلى الله عليه وسلم.نبهنا في الحديث .. وأمرنا أن نقول إذا خرجنا من بيوتنا لنعامل النّاس. .. أن نقول :

اللهم إنّي أعوذ بك أن (أزل ) أو أُزل أو (أضل) أو أُضل ، أو ( أظلم ) أو أُظلم ، أو (أجهل) أو يُجهل عليّ.

فلنعترف أننا أحيانًا نزل و نضل، ونظلم الآخرين ونجهل عليهم.

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-09-24, 07:42 AM
﴿ وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ ﴾

التوبة مِنْ أحبِّ العبوديات إلى الله تعالى وأكرمِها عليه ؛ فإن الله يحب التوابين ، ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه ، لَمَا ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه .
[ مدارج السالكين - ابن القيم ]


إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يردُّ دعاء المؤمن ، غير أنَّه قد تكون المصلحة في تأخيرِ الإجابة ، وقد لا يكون ما سألَه مصلحة في الجملة فيعوِّضه عنه ما يصلحُه. ‌وربما ‌أخَّر ‌تعويضَه ‌إلى يوم القيامة ؛ فينبغي للمؤمنِ ألَّا يقطع المسألةَ لامتناعِ الإجابة؛ فإنَّه بالدُّعاء مُتعبِّد، وبالتَّسليم إلى ما يراه الحقُّ له مصلحة مُفوّض.
[ كشف المشكل - ابن الجوزي ]


============


‏وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته ؛ فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ، ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه : ‏﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .

‏ ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم ، وجد سبب ذلك كله من سوء عواقب الذنوب ، كما قيل : إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم ،

‏فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته ، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره ، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه ؛ فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس .

‏ ولو تفطن العاقل اللبيب لهذا حق التفطن ، لأعطاه حقه من الحذر والجد في الهرب من الذنوب والمعاصي ، ولكن قد ضرب على قلبه حجاب الغفلة ، ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً .

〖 بدائع الفرائد - ابن القيم 〗

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-10-24, 08:01 AM
﴿وَلَمّا بَرَزوا لِجالوتَ وَجُنودِهِ قالوا رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾ [البقرة: ٢٥٠]

ثبات الأقدام من ثبات القلوب!
فكأنهم دعو الله بقوَّة القلوب على جهادهم، لتثبت بذلك أقدامهم فلا ينهزموا، وفي ساعة المواجهة لا غالب إلا من استعلى بإيمانه لا بعدده.

يقول الألوسي في هذا الدعاء: «فيه حسن الترتيب؛ حيث طلبوا أولا: إفراغ الصبر على قلوبهم عند اللقاء، وثانيًا: ثبات القدم والقوة على مقاومة العدو؛ حيث إن الصبر قد يحصل لمن لا مقاومة له، وثالثًا: العمدة والمقصود من المحاربة؛ وهو النصرة على الخصم.»

أفضل الدعاء ما كان أشمل لكل حاجة العبد ")

لا تنسَ أهل غزة من الدعاء بكل ما يشمل حاجتهم من قوة الأبدان والإيمان ...
============

﴿لَيُدخِلَنَّهُم مُدخَلًا يَرضَونَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَليمٌ حَليمٌ﴾ [الحج: ٥٩]

إما بالفتحِ الدنيوي = النصر، أو الرزق الأخروي = الجنة، أو كلاهما؛ فجمعت الآيات بين الرزقين؛ على أن الغايات التي يراد بها الله يشوبها النقص والقصور مرة من وجهة صدورها البشرية؛ فشأن البشر النقص وهذا شأن عملهم، ومرة من وجهة قبولها إذ يراد بها الله عز وجل، فهذه الأعمال على ذلك قليلة في كماله المطلق، ومن تمام رحمة الله بعباده وتفضله على خلقه أنه يقبل القليل ويجزي بالجزيل، لا لاستحقاقٍ بشري بل لكمال ربوبي، ولعلمه بنوايا العباد ما خَلَصَ منها وما فَسَدَ، جاء الجزاء عليها؛ فكم من نية رتقت عملا أوصلته لأعلى الجنات وأخرى قدته فأردته في أقصى الدركات.

تذكر أن الله تعالى لا يخذل عبده إذا ظُلم وأوذي في سبيله..

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-10-24, 08:05 AM
التكاسل_عن_قضاء ما عليك من صوم رمضان الأول،
او أي صوم واجب غير رمضان كصيام الكفارات او النذور.

في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/ 191): (وَيُؤْخَذُ مِنْ حِرْصِهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَانَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْقَضَاءِ حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَانُ آخَرُ) انتهى.

فان دخل رمضان الثاني ولم يصم ما عليه، فان الصوم المتبقي عليه من رمضان الأول لا يسقط عنه،
بل هو باق في الذمة...

وأما التعجيل في أداء ما عليه من صوم واجب (غير رمضان)، كصيام الكفارة والنذور؛ فلأن الأصل في أداء الواجبات الفورية لا التراخي،
ولا يصار الى التراخي الا بنص، او بعذر معتبر شرعا.

ولأن صومها واجب على الفور... كما يرى ذلك بعض الفقهاء،
بخلاف قضاء رمضان الذي يمكن فيه التراخي، كما هو رأي جمهور أهل العلم، خلافا لابن حزم ومن وافقه من العلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى (5/518): ( قضاء النذر، والكفارة عندنا : على الفور،
فهو كالمتعين،
وصوم القضاء يشبه الصلاة في أول الوقت) ...

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-11-24, 08:14 AM
أكثر دعوة يدعو بها صلى الله عليه وسلم:

‏"اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"
‏‌ متفق عليه⁩

‏قال ‌ ابن كثير⁩:
‏(الحسنة في الدنيا):
‏كل مطلوب دنيوي من عافية،ورزق، وزوجة حسنة، وولد بار، وعلم نافع، وعمل صالح
‏و(الحسنة في الآخرة):
‏أعلاها دخول الجنة، وتوابع ذلك،
وتيسير الحساب ...

===========

أساسيات حفظ كتاب الله ؟
أهم المرتكزات التي تساعدك على حفظ كتاب الله عز وجل في أقصر وقت ممكن وهي كالأتي :

1_ الإخلاص : وجوب إخلاص النية ، وإصلاح القصد ، وجعل حفظ القرآن والعناية به لله سبحانه وتعالى .

2_ تصحيح النطق والقراءة : ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن .

3_ تحديد مقدار الحفظ : إلتزم بمقدار للحفظ اليومي .

4_ لا تتجاوز مقررك : لا تتجاوز مقررك حتى تجيد حفظه تماماً .

5_ حافظ على رسم واحد لمصحف

حفظك : اجعل لنفسك مصحفاً خاصاً لا تغيره مطلقاً وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع .

6_ الفهم طريق الحفظ : حاول فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض ويمكن الإستفادة من القراءة في كتب التفسير .

7_ لا تتجاوز مقررك حتى تربط أوله

بآخره : لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً ، وربط أولها بآخرها ( أو عندما يحفظ ربع حزب مثلاً يضيف إليه من الربع الذي بعده وهكذا ) .

8_ المتابعة والتسميع الدائم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) رواه البخاري .

9_ العناية بالمتشابهات : فهناك آيات يخطئ فيها القارئ لتشابهها مع آية أخرى .

10_ اغتنام سنوات الحفظ الذهبية : الموفق حتماً من اغتنم سنوات الحفظ
الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً .

11_ استمع لشريط القرآن : استمع لشريط القرآن كثيراً قبل النوم وكذلك عند النوم كما أشارت بذلك بعض الدراسات .

12_ صل بما تحفظ : صل بما تحفظ في الفرائض والنوافل وتهجد به في الليل .

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-12-24, 07:58 AM
إذا خُلِّصَ المؤمنون مِن النارِ....

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا خُلِّصَ المؤمنون مِن النارِ حُبِسُوا بقِنْطَرَةٍ بينَ الجنةِ والنارِ ، فيَتَقاصون مظالمَ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا ، أُذِنَ لهم بدخولِ الجنةِ ، فوالذي نفسُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بيدِه، لأَحدُهم بمَسْكَنِه في الجنةِ أدلُّ بمنزلِه كان في الدنيا.)

المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2440 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التوجيهات....

في هذا الحديثِ مَشْهَدٌ مِن مَشاهِدِ يومِ القِيامَةِ المَهُولَةِ العَظِيمَةِ، حَيْثُ يُحبَسُ المؤمنون بعدَ أن يَتجاوزوا الصِّراطَ ويُنَجِّيَهم الله تعالى بفضلِه ورحمتِه مِن النارِ، فتُوقِفُهم الملائكةُ على قَنْطَرَةٍ أو جِسْرٍ بينَ الجنَّة والنارِ، فيَتقاصُّونَ مَظالِمَ كانت بَيْنَهم في الدُّنيا، يعني: يَقْتَصُّ المظلومُ مِن ظالِمِه حقَّه الَّذِي اعتدَى عليه في الدُّنيا، حتَّى إذا طُهِّروا وتخلَّصوا من حقوقِ الناس أُدخِلوا الجنَّةَ، وهم أعرَفُ بمنازِلِهم فيها مِن أهلِ الدُّنيا بمنازلِهم.

وفي الحديثِ: التَّحذِيرُ مِن المظالِمِ، والتَّأْكِيدُ على أنَّه ما مِن حَقٍّ إلَّا سَيرجِعُ لِصاحِبِه يومَ القِيامَةِ؛ فَلْنَعْمَلْ لِمِثْلِ هذا اليومِ العظيمِ.

اللهم اجعلنا على طريق الحق سائرين وإلى مرضاتك راغبين وأدخلنا الجنة أجمعين ...
==========

قال النبي صل الله عليه وسلم ''
"من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً ؛ صلَّى اللهُ عليه عشرَ صلواتٍ ، وحطَّ عنه عشرَ خطيئاتٍ''

صحيح الترغيب والترهيب للألباني

‏أصح ما قيل في معنى الصلاة من الله تعالى على نبيه هو ما قاله البخاري في صحيحه عن أبي العالية

إن الصلاة من الله على نبيه أي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.

فعندما تقول:
اللهم صلّ على محمد

أي:
اللهم أثنِ عليه في الملأ الأعلى، تدعو الله بأن يثني عليه في الملأ الأعلى.


عن كعب بن عجرة رضي الله عنه إنَّ النبيَّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا،
فَقُلْنَا:
يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْنَا كيفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟
قالَ:

فَقُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.''

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-13-24, 07:57 AM
لماذا نجدد التوبة قبل رمضان ؟

ﻷن اﻷصل في المؤمن تجديد التوبة في كل وقت وآن ، قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من مئة مرة .
نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن التوبة منزلة عليّة
من بلغها فقد بلغ الخير كله ،

يقول ابن القيم - رحمه الله - عن التوبة :
" وهي أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها "

فهي ليست منزلة العصاة المجرمين بل هي منزلة اﻷنبياء المصطفين قال تعالى :
" وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى "

فهي منزلة عزيزة منيفة من بلغها بلغ السؤدد والخير والرفعة وتهيئ أن يكون عبدا صالحا منيبا

- وهؤﻻء هم أهل جنة الرضوان - .

- نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى من أنفسنا ومن غيرنا الحرمان من الخير في شهر رمضان فﻻ جد في العبادة ، وﻻ اجتهاد في القيام ، وﻻ صرف وقت للتﻻوة ، وﻻ يد تبذل الخير والمعروف ..

فحُرمنا خيرات بسبب عيشنا في ظلمات الذنوب ، فتجديد التوبة قبل رمضان أصبح أمرا ﻻزما حتى ﻻ نحُرم الطاعة فيه فنخسر خسارة ﻻ تعدلها خسارة .
- نجدد التوبة في رمضان وفي كل آن .
ﻷن الذنوب جراحات

- ورب جرح أصاب مقتل -

كثير منا يعصي ربه وﻻ يرى أثر ذنبه ومعصيته ويتعجب من هذا !
وما علم المسكين أن حرمانه من أثر الطاعة أعظم عقوبة يعاقب بها .
(أذنب عبد سنوات فناجى ربه ليلة فقال :

رب كم أذنبت وﻻ أرى لذنوبي أثراً ؟

فهتف به هاتف : ياعبدي...ألم أحرمك لذيذ مناجاتي )

فذنوبنا تحرمنا لذيذ المناجاة وحﻻوة الطاعة التي هي جنة الدنيا المعجلة .
فلذا كان ﻻزما علينا تجديد التوبة قبل رمضان .

- نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن القلوب قست ، واﻷفئدة تصلبت وكأنها قدت من صخر ، فﻻ هي تخشع عند التﻻوة ، وﻻ العيون تدمع عند سماع قوارع اﻵيات ، تدخل المسجد الجامع والقارئ يقرأ فﻻ تشعر بهمس من خشوع ، وﻻ ترى بكاءا للعيون ، فحري بالنفوس أن تجدد التوبة قبل رمضان حتى تلين القلوب وتفوز بمرضاة الله .
- نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى الموت ينزل بالناس في كل لحظة ، ونشاهد يد المنون تخطف هذا وتطرح ذاك .

تردي التي قد استعدت لعرسها ولكنه قد سبق قضاء الله بانتقالها للدار اﻵخرة والحكم عليها بالموت .

فهذه الموعظة - أعني موعظة الموت - ينبغي أن تكون حاملة لنا للمسارعة للتوبة وأن ﻻ نستجيب لطول اﻷمل الذي تُكذّبه لوقائع أمامنا ، فالوحى الوحي ، والنجا النجا قبل حلول الموت بنا .

- نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن الفتن قد أحاطت بنا من كل مكان .

قتل هنا ، وهلاك هناك وﻻ ثم نجاة إﻻ باللجوء إلى الرحمن قبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا فلا نستطيع ساعتها فعل طاعة ، وﻻ نملك وقتها دفع مصيبة .

رمضان يا إخوة نور للأرض وهداية للعالمين ، والخاسر من حُرم خيره وخيراتها .
أدرك رمضان يامؤمن بلقاء الله ووعده ووعيده .

أدركي رمضان أيتها المؤمنة ، قبل خروجه وتفلت فرصة الطاعة فيه .
( ومايدرينا لعله آخر رمضان نلقاه )

اللهم يارحيما بالعباد ، ويالطيفا بالخلق وفقنا للتوبة النصوح وخذ بأيدينا لما يرضك عنا .
اللهم هذه نواصينا الخاطئة بين يديك فألهمنا رشدنا وارحمنا بطاعتك ....

==================


١ ) رجب

وهو من الأشهر الحُرُم
وسميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم
لعظم حرمتها ، وحرمة الذنب فيها ، فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها كما أن الحسنات فيها مضاعفة
( أوصيكم و نفسي بتقوى الله )

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-14-24, 08:02 AM
من بركة القرآن:

أن الله يبارك في عقل قارئه وحافظه

قال القرطبي :
من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مئة !

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:
( ما رأيت شيئا يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى ! )

تعلق بالقرآن تجد البركة
قال الله تعالى في محكم التنزيل:
“كتاب أنزلناه مبارك”

وكان بعض المفسرين يقول :

( اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا )

لا تنشغل عن وردك ،فهو مصدر البركة في يومك إن أخلصت النية لله.

===========


﴿ قُل أَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ﴾

في الاستعاذة بهذه الصفة تفاؤل ، وتذكير بالنور بعد الظلمة، والسعة بعد الضيق، والفرج بعد الانغلاق، والفلق كل ما يفلقه الله تعالى ، كالنبات من الأرض ، والجبال عن العيون ، والسحاب عن المطر ، والأرحام عن الأولاد .


قال الحافظ ابن حجر : لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه، حديث صحيح يصلح للحجة، وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو صيام شيء منه فهي على قسمين : ضعيفة، وموضوعة.
[ تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ]


قال ميمون بن مهران : ثلاث تؤدى إلى البر والفاجر : الرحم تصلها برة كانت أو فاجرة، والعهد تفي به للبر والفاجر، والأمانة تؤديها إلى البر والفاجر .
[ مكارم الأخلاق - الخرائطي ]


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-16-24, 08:03 AM
الحياءُ يتولَّدُ من المعرفةِ بعَظَمةِ اللهِ وجَلالِه وقُدرتِه؛ لأنَّه إذا ثبت تعظيمُ اللهِ في قَلْبِ العَبدِ، أورثه الحياءَ من اللهِ والهيبةَ له ،

فغَلَب على قَلْبِه ذِكرُ اطِّلاعِ اللهِ العظيمِ إلى ما في قَلْبِه وجوارحِه، وذَكَر المَقامَ بين يديه، وذكَرَ دوامَ إحسانِه إليه، وقِلَّةَ الشُّكرِ منه لرَبِّه ،

فإذا غلب ذِكرُ هذه الأمورِ على قَلْبِه، هاج منه الحياءُ من اللهِ؛ فاستحيا من اللهِ أن يطَّلِعَ على قَلْبِه وهو معتَقِدٌ لشيءٍ مما يَكرَهُ ،

أو على جارحةٍ مِن جوارحِه تتحَرَّكُ بما يكرهُ؛ فطَهَّر قَلبَه من كلِّ مَعصيةٍ، ومَنَع جوارِحَه من جميعِ معاصيه .

〖 تعطيم قدر الصلاة - المروزي 〗

============

{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص (50)

إن جميـع البدع والمعاصي إنما تنشأ من تقديم الهـوى على النص الصحيح

فلا سبيـل للهداية إلا بـإتباع الرسول صل الله عليه وسلم بعنـاية


فليس ثمة إلا طريقـان:

الاستجابة للوحي ، أو الوقوع في أفخاخ الهوى.

قال الإمام الشاطبي :
العقل إذا لم يكن متبعـا للشرع، لم يبق له إلا الهـوى والشهوة....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-17-24, 08:16 AM
..كيف_نستعد_لرمضان..

https://www.arabsharing.com/do.php?img=324798

(1)

أهلا ومرحبا بالضيف الكريم الذي سرعان ما يمضي , ففي رمضان تتضاعف الأجور وتصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران فهو شهر خير وبركات . . .

يحسن بنا نحن المسلمين أن نستعد لاستقباله خير استقبال . . .

فالمسافر يستعد لسفره ، والموظف يستعد بالدورات التدريبية لوظيفته كلما ازدادت أهمية , والشياطين تستعد لهذا الشهر أو توسوس للناس - قبل أن تصفد فيه - بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة ،

ونحن المسلمون ينبغي علينا أن نستعد له أفضل استعداد ، فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة . . .*

بالدعاء . . . ندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم. . .

ندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم .

بالصيام , كما هي السنة لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال : « قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم » - صحيح الترغيب والترهيب

بسلامة الصدر مع المسلمين . . . وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن » - صحيح الترغيب والترهيب.

بالاهتمام بالواجبات مثل صلاة الجماعة في الفجر وغيرها حتى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان ، ولا تكتسب ما استطعت من الأوزار التي تعيق مسيرة الأجر .

بالتعود على صلاة الليل والدعاء واتخاذ ورد يومي من القران حتى لا نضعف في وسط الشهر . إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله . - قراءة وتعلم أحكام الصيام من خلال كتب وأشرطة العلماء وطلاب العلم الموثوقين .

الاستعداد للدعوة في رمضان بكافة الوسائل فالنفوس لها من القابلية للتقبل في رمضان ما ليس لها في غيره . ومن الوسائل الكلمة الطيبة في المساجد أو المخصصة لفرد أو أكثر ، والهدية من كتيب أو شريط نافع وإقامة حلق الذكر وقراءة القران في المساجد والبيوت ، وجمع فتاوى الصيام ونشرها، والتشجيع على فعل الخير عموما وغير ذلك . . .

الاستعداد السلوكي بالأخلاق الحميدة جميعها والبعد عن الأخلاق الذميمة جميعها ، ويمكن أيضا القراءة في كتب السلوك و سؤال أصحاب الأخلاق الحميدة أن ينصحوهم إن وجدوا عليهم ما يسوء من الأخلاق . . .

نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-18-24, 08:10 AM
لمـاذا نستعـــد

2⃣ اسبق غيرك

قال أبو بكر البلخي:
شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع

وكان يقول: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر ، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان
فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!

أخوتي . البركة في البكور.. ومن نهض قبل غيره سبق إلى نيل الأرباح وإدراك الفلاح، وقد يسبق العبد غيره في الآخرة بفارق عمل يوم واحد بل بعمل ساعة بل بعمل لحظة، وحسرة المسبوق يوم القيامة قاتلة، حين يرى من فاقه نعيماً وحورا وسعادة وسرورا، بينام هو في أركان النار يتقلب؟!

أيها المستعدون.. من سبق اليوم منكم إلى الخيرات كان السابق لغيره غدا في درجات
الجنات، وتقدم الصفوف يوم القيامة ناحية الحوض ليكون أول من يحظى برؤية نبي الله صلى الله عليه وسلم...

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله"

يؤخِّرهم الله عن رحمته.. يؤخرهم عن عظيم فضله.. يؤخرهم عن لذيذ عفوه..
يؤخرهم عن دخول جنته.. وإن دخلوها فيؤخرهم في درجات جنته.. فكيف يطيق
المتأخرون هذا النوع من الحرمان ؟! وكيف لا ينتفضون ليمسحوا عنهم الغفلات
ويسابقوا غيرهم إلى الخيرات؟!

أسرع في السير الحثيث فقد سبقتك قوافل المجتهدين .

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-19-24, 08:09 AM
تذكره تستحق التأمل
مواساة لكل من فارق عزيـزاً
خلق الله ٥ أنـواع من الحياة

١.حياة الثلاث ظلمات (الرحم) ومدتها من ٧ إلى ٩ أشهر وقليل من يجاوز ذلك.
٢.الحيـاة الدنيـا. ومدتها بين ال٦٠ وال٧٠ وقليل من يُجـاوز ذلك.
٣. حياة البـرزخ. ( وهي أطول من الحياة الدنيـا )

٤.حياة البعـث وهي أطول من حياة البـرزخ ( اليوم فيها مقداره ٥٠ الف سنة) وقليل من يختصرها الى مقدار ما بين الظهر والعصـر ككرامة من الله.
٥. حياة الآخـرة أو الأخيـرة وهي إما جنة أو نار ومدتها ( ما لا نهاية).

فهناك من ينتقـل بين أنواع الحياة بالترتيب… وهناك من يختصرها..
هناك من ينتقل من الأولى إلى الخامسة مباشرة حيث يولد ميتا…فينتظر والديه هناك ليأخذ بأيديهم إلى الجنة..

وهناك من ينتقل من الثالثة الى الخامسة.. وهم الذين يدخلون الجنة بلا حساب..
فالموضوع هو محطات لقاء وفـراق كلٌ حسب اختبـاره…

فالانتقال من الحياة الدنيـا إلى حيـاة البـرزخ لا يعني النهـاية..
بل هناك أمل بلقـاء جديد…
فلا تحزن يا من فقدت عزيـزاً…
إن كان من فقدت دون سن البلوغ..

فقد عافاك الله من همه.. لا تحزن.. سيعتني به الله أفضل منك…هو هناك مرتاحا سعيدا بانتظـارك..فالحكاية لم نتنه بعـد… هناك نهاية سعيدة بانتظـارك
و إن كان من فقدت بالغ...فاعلم أنه نزل ضيفـا على من هو أكـرم وأرحم منك..وأيضا تنتظركما نهاية سعيـدة باذن الله..

المسألة مسألة وقت فقط
إن العواطف التي تربطنا بأحبتنا خلقت في هذه المحطة فقط ( الحياة الدنيا)
وستتلاشى في المحطة الثالثة والرابعة..

(( فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ). بل يحدث لها تغيير عجيب وعكسي في المحطة الرابعة حيث :
(( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥)))
لا يعرفهم ولا يكترث بهم..

بل الاكثـر من ذلك:
(( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) ))

لذلك اقلق على نفسك… وحين يهزك الشوق إلى فقيدك ..ويحدوك الحنين لصوته… فما أن تقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون) حتى يعطيك الله نفس الأجـر الذي آتاك عند الصدمة الأولى… ولو كان ذلك بعد ٢٠ عاما..

وهذا من رحمة الله بأفئدة عبـاده ومواساةً لهم..
لأنهم لا يزالون في محطة المشاعر والارتباط العاطفي.. محطة ( الحيـاة الدنيا))
إن من نحـزن عليهم اليوم… وتتفطـر قلوبنـا لفراقهم… لا يكترثون بهذا الألـم… رغم أنهم أيضا فارقونـا..

فقد رأوا الحقيقة.. وذُهلوا على ما فرطوا

… إن أغلى أحـلامهم العودة فقط ليصلوا ركعتين أو يسبحوا تسبيحتين..
لا يحلمون بالعودة لبناء القصور وجمع المال والزواج وتربية الابنـاء..

لقد علموا أن كل هذه اختبـارات لا يذهب معهم منها إلا الاجابات الصحيحة والخاطئة..

لذلك… رفقـا بقلبك.. ورفقا بك منك.. فليكن حبك لهم نافعا…
فليكن هدايا من الاستغفار لهم والتصدق عنهم إن كانوا بالغين..
ولنعتني بأنفسنا ونستعد لما لا مفـر له… لنستعد للانتقـال إلى الحيـاة الثالثة..
فالمسألة… مسألة وقت فقط.

اللهم إنّ نسألك حسن العمل وحسن الخاتمة..

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-20-24, 08:06 AM
بردُ الطمأنينة
اليقين بأن الله معك طمأنينة لقلبك
﴿ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا ﴾

أخرج الكفار رسول الله صلّ الله عليه وسلم من مكة، من أرضه الواسعة، حتى ألجؤوه إلى غار ضيق ، لم يكن عليه الصلاة والسلام في أرضه الواسعة آمناً مطمئناً ، ولكنه أصبح في الغار الضيق أكثر طمأنينة وأمناً ، ولذلك قال لصاحبه : ﴿ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا ﴾

اليقين بأن الله معك طمأنينة في الداخل ، حتى ولو كانت الأوضاع مضطربة في الخارج ..

ينبغي للمؤمن الذي يسير على طريق الله أن يستحضر أنه لولا معية الله لم يسر على هذا الطريق ، فلا يحزن إن جاء داعي الحزن وهو على هذا الطريق ..

اليقين بأن الله معك قوة داخلية ، لا تقوى على إزاحتها كل القوى الخارجية...

=================
﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ... ﴾

قال قتادة : إن الظلم في الأشهر الحرم ومنها شهر رجب أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء .
[ جامع البيان لتأويل القرآن - الطبري ]


الإنسان مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة. فإذا لم يكن آلفًا مألوفًا تخطَّفته أيدي حاسديه، وتحكَّمت فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة، ولم تَصْفُ له مُدَّة. فإذا كان آلفًا مألوفًا انتصر بالأُلْفَة على أعاديه، وامتنع مِن حاسديه، فسَلِمت نعمته منهم، وصَفَت مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفو الزَّمان عُسْرًا، وسِلمُه خَطَرًا .
[ أدب الدنيا والدين - الماوردي ]


لو كان الحق قوياً ومنتصراً في بدايته لرأيت صفوفه تعج بالمنافقين ؛ ولكـنه يضعف حتى يحسبه المنافق قد انتهى ، فيخسر كل المتسلقين ، وتبقى الثلة القليلة الصابرة ، عليها يشتد ، وبها يستند ، ومنها يمتد .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-21-24, 07:56 AM
⁉️لماذا نجدد التوبة قبل رمضان ؟

ﻷن اﻷصل في المؤمن تجديد التوبة في كل وقت وآن ، قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من مئة مرة .

1️⃣نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن التوبة منزلة عليّة
من بلغها فقد بلغ الخير كله ،
يقول ابن القيم - رحمه الله - عن التوبة :
" وهي أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها "

2️⃣ نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى من أنفسنا ومن غيرنا الحرمان من الخير في شهر رمضان فﻻ جد في العبادة ، وﻻ اجتهاد في القيام ، وﻻ صرف وقت للتﻻوة ، وﻻ يد تبذل الخير والمعروف ..
فحُرمنا خيرات بسبب عيشنا في ظلمات الذنوب ، فتجديد التوبة قبل رمضان أصبح أمرا ﻻزما حتى ﻻ نحُرم الطاعة فيه فنخسر خسارة ﻻ تعدلها خسارة .

3️⃣نجدد التوبة في رمضان وفي كل آن .
ﻷن الذنوب جراحات
ورب جرح أصاب مقتل

كثير منا يعصي ربه وﻻ يرى أثر ذنبه ومعصيته ويتعجب من هذا !
وما علم المسكين أن حرمانه من أثر الطاعة أعظم عقوبة يعاقب بها .
(أذنب عبد سنوات فناجى ربه ليلة فقال :
رب كم أذنبت وﻻ أرى لذنوبي أثراً ؟
فهتف به هاتف : ياعبدي...ألم أحرمك لذيذ مناجاتي )

4️⃣نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن القلوب قست ، واﻷفئدة تصلبت وكأنها قدت من صخر ، فﻻ هي تخشع عند التﻻوة ، وﻻ العيون تدمع عند سماع قوارع اﻵيات ، تدخل المسجد الجامع والقارئ يقرأ فﻻ تشعر بهمس من خشوع ، وﻻ ترى بكاءا للعيون ، فحري بالنفوس أن تجدد التوبة قبل رمضان حتى تلين القلوب وتفوز بمرضاة الله .

5️⃣ نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى الموت ينزل بالناس في كل لحظة ، ونشاهد يد المنون تخطف هذا وتطرح ذاك .
تردي التي قد استعدت لعرسها ولكنه قد سبق قضاء الله بانتقالها للدار اﻵخرة والحكم عليها بالموت .

فهذه الموعظة - أعني موعظة الموت - ينبغي أن تكون حاملة لنا للمسارعة للتوبة وأن ﻻ نستجيب لطول اﻷمل الذي تُكذّبه لوقائع أمامنا ، فالوحى الوحي ، والنجا النجا قبل حلول الموت بنا

6️⃣ نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن الفتن قد أحاطت بنا من كل مكان .قتل هنا ، وهﻻك هناك وﻻ ثم نجاة إﻻ باللجوء إلى الرحمن قبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا فﻻ نستطيع ساعتها فعل طاعة ، وﻻ نملك وقتها دفع مصيبة .

رمضان يا إخوتي نور للأرض وهداية للعالمين ، والخاسر من حُرم خيره وخيراتها .
أدرك رمضان يامؤمن بلقاء الله ووعده ووعيده .
أدركي رمضان أيتها المؤمنة ، قبل خروجه وتفلت فرصة الطاعة فيه .
( ومايدرنا لعله آخر رمضان نلقاه )

اللهم يارحيما بالعباد ، ويالطيفا بالخلق وفقنا للتوبة النصوح وخذ بأيدينا لما يرضيك عنا .
اللهم هذه نواصينا الخاطئة بين يديك فألهمنا رشدنا وارحمنا بطاعتك .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-22-24, 08:21 AM
ولا تظن أن عطاء الله كلّ ما أعطى لكرامة عبده عليه ، ولا منعه كل ما يمنعه لهوان عبده عليه ، ولكن عطاءه ومنعه ابتلاء وامتحان، يمتحن بهما عباده .

قال تَعَالَى : ‏﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ۝ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ۝ كَلَّا ﴾ .

أي ليس كل من أعطيته ونعمته وخولته : فقد أكرمته، وما ذاك لكرامته عليّ ، ولكنه ابتلاء مني وامتحان له : أيشكرني فأعطيه فوق ذلك ، أم يكفرني فأسلبه إياه ، وأخول فيه غيره ؟

وليس كل من ابتليته فضيقت عليه رزقه ، وجعلته بقدر لا يفضل عنه فذلك من هوانه عليّ ، ولكنه ابتلاء وامتحان مني له : أيصبر ؟ فأعطيه أضعاف أضعاف ما فاته من سعة الرزق ، أم يتسخط ؟ فيكون حظه السخط .

〖 مدارج السالكين - ابن القيم 〗
==============

أتدري مَعنى أن يَهبَك اللّٰه القُرآن؟!
ويجعلك معلما أو متعلمًا، ويأذن لك بتلاوته رَغمَ حشرجَة صَوتِك، وَقِصَر أنفاسِك، وتعثُّرك في التِّلاوة، وَ بُطئك في الحِفظِ، وَقلّة فِهمِك للآياتِ،

وَعَجزِك أحيانًا عَن التَّفريق بينَ المُتشابهات!أتدري مَعنى أن تَحفظ المَلائكة صَوتك، وتُميّز تِلاوَتك مِن بين آلاف التِّلاوات، وتُحبُ قراءتك !

أتدري مَعنى أن يُكافئك اللّٰه حتَّى على الصمتِ بين الآيات، حتى ذلك النَفس
العَميق الذي تأخذه لتُكمل التِّلاوة؛ تؤجر عليهِ.

أتدري مَعنى أن يَحببك الله في ما يحب؛ لِأنَّهُ يُحبّك، وَيجتبيك أنت تحديدًا لتجلس مع كلامه لأنّه اصطفاك وَيُريد أن يُدخلك الجنّة!
فَلا تَستَسلِم ولا تَترُك هذا الطّريق.
واعلم أنَّ ثَمرة الثّبات على القُرآن عَظيمة،
فاشدُد عليهِ لأنَّك لا تَملُك وسيلة أمان غَيره.

اللهم إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع كتابك في قلوبنا وصدورنا وفقهنا فيه وأدبنا بآدابه وارزقنا العمل به وتعلمه وتعليمه بفضلك ورحمتك إنك واسع الفضل والعطاء

اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار
على النحو الذي يرضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-23-24, 08:06 AM
فرّغ قلبك قبل رمضان

هل أنت مستعد لأن تعيشَ روحانيةَ رمضان؟

هل أنهيت أشغالَك و لوازمَ بيتِك، و رتبتَ جميعَ**أمورِك؟

هل راقبت خطرات قلبِك، وهذّبتَ نزواتِك؟

دعني_اسألك
كيف هي علاقتُك مع ربِك؟
كيف هي علاقاتِك مع الآخرين؟
هل همتُك مشحوذة، و قلبُك متلهف يترقب؟

هل بدأ**رمشُك يرفُ شوقا و دمعةُ اللهفةِ تتلألأُ في عينيك؟


إنْ كان جوابُك هو "لا" ؛ فمن الآن فبادرْ!

فإنه**لم يتبقَ إلا القليلَ**ليهلّ علينا الشهرُ الفضيل، بلّغنا الله إياه.


فاحرصْ على ألا يدخلَ عليك هذا الضيفُ العزيزُ إلا و قد أعددت لاستقباله العدة.

تأمل قولَ الله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}سورة التوبة.

هل عدتك جاهزة؟

أم أن الخمولَ**والكسل يعتريان همتك؟

أما تخشى أنْ تكونَ مِن الذين "كره الله انبعاثهم فثبطهم"
سورة التوبة.

عليك من اليوم أن تبادرَ إلى تفريغ قلبِك من كل شاغل قبلَ أن يدخلَ عليك رمضان.

حتى إذا ما بلّغك الله إياه؛ تذوقتَ حلاوتَه، و أنِست بلياليه، وتضلّعتَ من**قراءة كتاب ربِك فيه. وتنعمت بالصوم **والصلاة والقيام بلذة و أنس.

فرّغ.قلبَك.الليلة.

1⃣ سامحْ واصفحْ واغفرْ الزلل.

2⃣ قبّل رأسي والديك، و تأكّدْ من رضاهُما عنك.

3⃣ لملمْ**أبناءك**مِن حولك، واقصصْ عليهم**سيَرَ**الصالحين في شهر رمضان، قل لهم لقد كان عامُهم كله وكأنه رمضان، أخبرْهم**كيف كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغَهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبلَه منهم، وكأن ليس لهم همٌّ طوالَ العام إلا التحسُرُ على فراق رمضان، ثم الشوق إلى لقياه من جديد!

فها هو رمضان الآن على الأبواب
فأرِنا ما أنت فيه صانع!

لمّ**شعث نفسِك، وقلْ**لها : "ما أدراك !! فقد يكونُ هذا هو آخر رمضانَ تدركينه*!!

4⃣ مزّق شريطا كان يلهيك.

5⃣ أغلق جهازا كان يسرقُ وقتك.

6⃣ ابتعد عن صحبك قليلا، و كن مع الله!!

فأنت مقبل - إن شاء الله - على رحلة إيمانية ممتعة

لن يركبَ سفينتها**إلا أنت**وأقوام صالحون، ولكنهم أخفياء **أتقياء، لا يعلم عن أحوالِهم إلا الله !

لقد أخفوا عن الخلق أعمالَهم الصالحة، فأخفى الله لهم الثوابَ الجزيل

"*فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين"

فكن مثلَهم.** خفيا نقيا تقيا


أعلمُ أن ذلك ليس يسيرا على أنفسنا، فقد أغرقتنا الدنيا بلهوِها و زينتها، ولكن لا يخفى علينا أجرُ منْ جاهدَ نفسَه، فإنه مأجورٌ**على ما يلاقيه من نصب ومشقة في تفريغ قلبه لاستقبال رمضان.

فكلما**فترت همتُك، و وهَن عزمُك ؛ تذكرْ**وعد الله لك: {وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا}

فقد جاهدَ أحدُ السلف نفسَه على قيام الليل عشرين عاما، ثم تلذذ به عشرين عاما !!

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-24-24, 08:19 AM
لا تفرّطوا لحظة من حياتكم دون أن تذكروا الله ، سوف يأتي يومٌ ، ونندم فيه أشدّ الندم على عدم ذكرنا لله سبحانه وتعالى ،
( يَقُولُ يالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ) [ الفجر 24- 26 ]

والدنيا حلوة ، خضرة ، باردة ، تلهي القلوب ، وتشغل البال ، والشيطان قاعد ومترصد لبني آدم كل مرصد بهدف إبعاده عن ذكره عز وجل
)وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( [ الأعراف 200 ]

والناس اليوم يشتكون من استحواذ وهمزات الشياطين ، ومن مس الجن ، ومن أفعال السحر ، فماذا عليهم لو أحسنوا التعوذ بالله تعالى من كل ذلك ⁉️ حتى لا يُقال : ثقلت أقدامنا !!!

تعالوا اليوم نتعلم كيف نتعوذ بالله من هذه الشرور

روى الإمام أحمد والطبراني أنَّ النبي صلّ الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل فقال : يا محمد قل
قلت : و ما أقول ⁉️
قال : قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق و ذرأ و برأ ، و من شر ما ينزل من السماء ، و من شر ما يعرج فيها ، و من شر ما ذرأ في الأرض و برأ ، و من شر ما يخرج منها ، و من شر فتن الليل و النهار ، و من شر كل طارق يطرق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن "

( لا يجاوزهن ) أي لا يتعداهن ... ( ذرأ ) أي خلق فكثَّر . ( برأ ) خلق من غير مثال .

( يعرج ) أي يصعد ( الطارق ) الآتي ليلا .

فهذا دعاء جامع للتعوذ من شر كل ذي شر ، فالتزم به من اليوم ، ولا تغفل عنه ....
============

أعظمُ استدراك..

أن تدرك نفسك فلا تتركها، لا يعرفُها الغريب أكثر منك، ولا تؤنسك الجماعة أكثر منها، لا تكون معها لحظيًا ولكنك تقدّس اللحظة، وتعرفُ أنّ الله مطّلعٌ عليها، مُوْلَع أنت بهذه الفكرة، أن الله بجلاله يوليك نظره وعنايته، فتتلهف أي ربي، أزل الحجب، وخذ بيدي.

تضع يدك على قلبك تردد: اللهمّ أنت أنت في قلبي اولاً، رضي من رضي وسخط من سخط، لا أنا مُنشغل بغيرك، ولا هي وعورة الطريق تمنعني عنك، أتلذذ بالسير إليك، تشغلني لحظة الوصول، وأرجو أن اكون من القليل، طموحًا ذا همة وهدف.

أسير إليك، بعرجتي وعثرتي، وعيبي، وسوأتي، ولا يشغلني إلاك، فدعني أرى أثر قبولي.. إني هُدتُ إليك!

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-25-24, 08:05 AM
تمر الأيام من عام إلى عام تحمل لنا البشرى بقدوم شهر رمضان المبارك، وتنثر بين يديه أنواع البر والرحمة والمغفرة والعتق من النار..

يقول الحسن البصري رحمه الله: (إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون!)

وعلى الإنسان أن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) الآية .المطففين: 26.

والمسلم حريص على استقبال رمضان و الاستعداد له ,

و إليك اخي و أختي الكريمة بعض الوسائل و الطرق التي تعينك على الإفادة من شهر رمضان

1️⃣نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة

مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .

مع الوالدين والأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة .

مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم : (أفضل الناس أنفعهم للناس ) .


الحمد والشكر على بلوغه، و إظهار الفرح و البهجة بقدومه , قال النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: (اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى، أو يثني بما هو أهله) ,

ويقول الإمام ابن رجب (رحمه الله): "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان، كيف لا يُبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يُبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يُبشر العاقل بوقت تُغل فيه الشياطين؟!".


2️⃣لعزم على ترك الذنوب والتوبة:فرمضان يعتبر فرصة حقيقة للتغيير ؛ و يحتاج الواحد منا إلى فتح صفحة جديدة بيضاء نقية مع الله، وهذا يقتضي منه التوبة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها، وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة، فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟! قال الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحا) [التحريم: 8].

خطط مسبقا للاستفادة من رمضان:

1️⃣فضع برنامجا عمليا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى، وقسِّم وقتك بين الأسرة، والقراءة، والنوم، والصلوات، والزيارات... إلخ، وكن منظما، ولا تكن عشوائيا تترك نفسك للظروف. واحرص على أن تجعل لك وقتاً معينا للذكرا والتسبيح دُبر كل فعلٍ تقوم به، ودُبر كل صلاة، وقبل النوم وبعده، .

2️⃣تعلم أحكام رمضان و فضائله ، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) الأنبياء:7

و يطلع المسلم على فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر، فيقول في آخر يوم من شعبان: جاءكم شهر رمضان " قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " أخرجه أحمد والنسائي


تعرف على حرص السلف على استثمار رمضان:

فكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع الأعمال وأقبل على قراءة القرآن، وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.

وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة.

وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.

لا أجهد عليك أختي بل عليك أختي الكريمة بختمة واحدة نقية صافية خالصة لوجه الله بتدبر وتأن فلك أجرها وثوابها

فاللهم بلغنا رمضان، وتقبله منا ، و أعنا فيه على الصيام و القيام و غض البصر و حفظ اللسان، واجعلنا فيه من عتقائك من النيران. إنك أنت السميع العليم...

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-26-24, 07:51 AM
نسأل الله تعالى أن بأخذ بأيدينا لقربه ورضاه ونشد الهمم وأن يبلغنا رمضان ، وأن يرزقنا فيه حسن الصيام والقيام وسائر العمل الصالح الذي يرضيه عنَّا إنه البر الرحيم الرحمن .

...أحبتي في الله ..

إن من فقه العبد أن يحسن المتاجرة مع الله تعالى ، فيعمد إلى الأعمال ذات الأجور المضاعفة فيتقرب إلى الله بها .

فتعالوا اليوم : نذكر ربنا بذكر مضاعف ، نحقق من خلاله معنى من معاني العبودية ، فنسبح ربنا وننزهه عن كل عيب أو نقص ، ولا ننسى حينئذٍ ما نحن عليه من النقصان ، فنتعلم من جديد درس الذل والانكسار للعزيز الغفار سبحانه .

روى الإمام أحمد وابن أبي الدنيا واللفظ له عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي صلّ الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة فقلت أذكر الله يا رسول الله فقال ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار قلت بلى يا رسول الله . قال : تقول :

سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض ، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء .

الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء .

فاحفظ هذا من اليوم ، اذكر ولا تغفل ، واحتسب ، والله يتولى عباده الصالحين....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
01-27-24, 07:49 AM
..النوايا....

إن أمر النية لعظيم، وإن شأنها لجسيم، "فالنية هي سرُّ العبودية وروحها، ومحلها من العمل محل الروح من الجسد، فالعمل تابع لها يصح بصحتها، ويفسد بفسادها، وهذا أعنى الأثر المروي موقوفاً على أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -: "لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له"، وقد قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[سورة البينة:5]" [بدائع الفوائد:4/279].

النية :
هو القصد، وهو عزم القلب،

أيها الأخ المسلم:
سارع إلى تفقد نيتك، قد أظلك شهر كريم شهر فرض الله علينا صيامه، فكيف نيتك مع هذا الصيام، وكيف حالها؟

أختي المسلمة الحبيبة:
قفي مع نفسك واسألها:
هل تصومين رمضان لأنك قد اعتدت ذلك؟ هل تصومين رمضان لأن الناس بجوارك كلهم صائمون، فتستحي أن تخالفيهم؟
هل تصومين رمضان لأنك قرأت عن فوائد الصيام الصحية، فأنت تصومين لأجل تلك الفوائد؟
هل تصومين لأنك تشعرين أنكِ مُجبرة على ذلك من قبل أحد من الناس؟


لا بد أن تراجع نيتك، وأن تقفي معها دائماً عند كل عبادة تريد أن تتعبد الله بها، فإن النية تتقلب في كل لحظة،
ولابد أن تستشعر أن تكون نيتك في هذا الصيام: لأن الله تعالى تعبدني بصيام رمضان، ولأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، فلا يصح إسلام أحد حتى يعمل بكل أركان الإسلام، وهكذا مع كل عمل لله لا بد أن تنوي به التعبد لله تعالى:
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[سورة الأنعام:162]

لتكن عندك عزم بينك وبين الله في هذا الشهر على المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعته وذكره وحسن عبادته، وأن تنوي خيرًا في هذا الشهر القادم علينا،

كم من أناس أدركوا الشهر وأدركوا يومًا أو يومين.. ولكن اخترمتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كاملًا..

لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات.. فأعطاهم الأجر كامل.. وكم من أنفس طواها الموت قبل قدوم رمضان.. فلم تدرك الشهر.. أو أصابها مرض أو عارض فلم تقوى على العبادة وزيادة الطاعات..
ولكن عسى الله أن يجزيها بنيتها الصالحة... فلنهتم بأن ننوي أن نُري الله منا خيرًا في هذا الشهر المبارك إن أدركناه

ومن هذه النوايا

1️⃣نية صيام هذا الشهر وقيام لياليه وزيادة التقرب إلى الله..
2️⃣ نية ختم القرآن مرة أو عدة مرات مع التدبر.
3️⃣ نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب.
4️⃣ نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله..
5️⃣ نية زيادة الذكر والطاعات وكسب أكبر عدد من الحسنات في هذا الشهر ففيه تتضاعف الأجور والثواب.
5️⃣نية إصلاح النفس، وتطهير القلب، والتعبد لله أيضا بالخلق الحسن
6️⃣ نية الدعوة إلى الله عز وجل ونشر الخير
7️⃣ نية وضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به.
8️⃣نية قيام ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر، ونلتمسها في العشر الأواخر من رمضان.
9️⃣نية استغلال كل لحظة في رمضان
🔟نية احتساب كل عادة وكل عمل دنيوي

فاملؤوا صحائفكم بنوايا الخير، ولتستعد تلك الأنفس وتهنأ فإن الله سبحانه يجزيها بنيتها خيرًا فتقرُّ عينها يوم أخذ كتابها..

لا يضمن أحدنا إدراك رمضان.. فليضمن لنفسه نيةً حسنة يثقل بها موازينه إن عُرِضَ له عارض..

ولا ننسى أن تكون نيتنا صادقة وخالصة لله وحده...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-28-24, 07:55 AM
.أحبتي في الله ..

كيف صنع الذكر في قلوبكم ⁉️
أسأل الله تعالى أن نجني ثمار الذكر كلها ، فاللهم نوِّر به القلب ، واجلب به الرزق ، وأورث به القرب ، وافتح به باباً عظيماً من أبواب المعرفة .

فنريد أن يثني الله علينا كثيرا في الملأ الأعلى بكثرة صلاتنا على النبي صلّ الله عليه وسلم

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال: " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا " .

وحتى نحظى بشفاعته وبالقرب منه صلّ الله عليه وسلم :

فقد روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة "

فنريد الإكثار من الصلاة على النبي ولتكن بالآلاف هذا أقل حقوق المصطفى صلّ الله عليه وسلم :

روى الإمام أحمد عن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يخطب ويقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر .

لكن شرطها الإخلاص : فقد روى النسائي عن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : " من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ، ورفعه بها عشر درجات ، وكتب له بها عشر حسنات ، ومحا عنه بها عشر سيئات ".

===============


﴿ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتى عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ ﴾

كل مفرط يندم عند الإحتضار ، ويسأل طول المدة ولو شيئًا يسيرًا ، ليستعتب ويستدرك ما فاته ، وهيهات! كان ما كان ، وأتى ما هو آت ، وكل بحسب تفريطه.
[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]


من أنست نفسه بالله لم يجد لذة في الأنس بغيره، ومن أشرق قلبه بالنور لم يعد فيه متَّسع للظلام، ومن سمت روحه بالتقوى لم يرض إلا سكنى السماء، ومن أحب معالي الأمور لم يجد مستقرًّا إلا في الجنة، ومن أدرك أسرار الحياة، لم يرَ حديراً بالحبِّ حقّ الحبّ إلا الله تبارك وتعالى .
[ هكذا علمتني الحياة - السباعي ]


قال أبو بكر الوراق : شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي ، ورمضان شهر حصاد الزرع. وعنه قال : مَثَل شهر رجب مثل الريح، ومثل شعبان مثل الغيث، ومثل رمضان مثل القطر .
[ لطائف المعارف - ابن رجب ]

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-29-24, 08:01 AM
لو سألنا أنفسنا ماذا سنفعل في رمضان

لوجدت من يقول سأقوم و سأختم أكثر من مرة و سأنفق و سـ.. و ..و...و ما أسهل الكلام ... لكن الله قال من فوق سبع سموات :
{ إن سعيكم لشتى }

سعيكم مختلف و لكل ساع نصيبه من سيعه ، من المسرع و من المبطيء و من المتقدم و من المتأخر و من المبادر و من المتثاقل من الصادق و من صاحب الأماني قاعدة عظيمـة في الشريعة عنوانها [ لا يستوون ] { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون }

{ لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون }
{ لا يستوي الأعمى و البصير }
و هنا يأتي السؤال الأهم :
لِمَ هذا التفاوت في سعينا ؟
الجواب //
على حسب تفاوت الإيمان في قلوبنا
الإيمان يختلف وزنه من شخص لآخر ،،
من الناس من وزن الإيمان في قلبه ثقيل و كأنه جبل راسخ بل جبال راسخـة ..

نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن .
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة

اللهم بلغنا رمضان.....

==============

كن أول من يعلم ابنك فاتحة الكتاب
وتوجيه نفيس جدًّا للآباء والأمهات


قال الشيخ عبدالرزاق البدر - حفظه الله:

وفي الحديث -ولعلها مناسبة لوقفة نافعة جدًّا-
•(من علَّم آية في كتاب الله كان لهُ أجرها كلَّما تُلِيت).

آية من كتاب الله.
ولهذا بهذه المناسبة أقول: فيما يتعلق بالأولاد وصغار السن ينبغي على الأب والأم التي هي أقرب إلى الابن أن تُبادر قبل المدارس وقبل الكُتّاب على أن تُحَفِّظ ابنها أو بِنتها ولا سيما "الفاتحة".

لأنّ ابنها هذا أو بنتها إن عاشت عمرًا ستقرأ الفاتحة كم ؟!
كم من المرات ؟!،
وهي تُقرأ في اليوم سبعَ عشرةَ مرة.

فعليها أن تُبادر قبل أن تضع ابنتها أو ابنها في مدرسة ثم يسبقها غيرها إلى هذا الثواب المُمتد، الثواب العظيم!

تُبادر، ولا سيما الفاتحة، وأيضا قصار السور.

لأن أكثر الناس يقرؤون في صلواتهم "قصار السور" حتى الحُفَّاظ في الفرائض غالبا يقرؤون قصار السور.

فتُبادر الأم وتغنم هذا الخير العظيم المُمتد في ابنها أوبِنتها قبل أن تُسبق إليه.

فتحرص على أن تُلقّن وتصبر على التلقين ثم يُكتب لها أجر ذلك كلما تلا ابنها هذه السورة.


ولا يقف عند تلاوة ابنها لهذا، بل ابنها إذا وُلِدَ له وعلمه الفاتحة كلما قرأ الابن الفاتحة أيضا لها أجر لأنها علّمت هذا الابن.
فهو خير عظيم سبحان الله

وأذكر من اللطائف الجميلة التي مرت بي فأعجبتني: أنّ امرأة تخرجت من المرحلة الجامعية فأرادوا تعيينها في مرحلة عالية فأصرّت إلاّ أن تكون في روضة الأطفال، وتعجبوا !


قالت: أنا لا أريد إلا روضة الأطفال، فسئلت عن ذلك، قالت: أريد أن أُحَفِّظْ أبناء المسلمين الفاتحة.


فوضعت في نفسها في خاطرها هذا المعنى العظيم وأرادت أن تكسب هذا الخير الذي لا حد له.

فالشاهد أن الأب والأم التي هي أقرب إلى الولد ينبغي أن يبادروا إلى هذا الخير ويسارعوا إليه، في حفظ الابن للفاتحة فاتحة الكتاب حِفظًا متقنا وقصار السور، ويعتنوا بالابن عناية في تحفيظه لذلك، وأيضا ما يكون من الأب والأم بعد ذلك من ارساله للمدارس أو حلق التحفيظ، وحفز للأبناء وتشجيع لهم، كل ذلكم يدخل في موازين حسناتهم بإذن الله تبارك وتعالى.

شرح تفسير آيات من القرآن الكريمة

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-30-24, 07:56 AM
((تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ.))

لكن أين الرخاء وأين الشدة في موقف مثل موقف رمضان؟
ما علاقة الرخاء والشدة برمضان وغيره من الشهور؟

الشدة: وقت ضيّق ووضع حرج، الإنسان يريد أن يخرج منه إلى نتيجة.
· والرخاء: وقت فيه سعة.

لو قارنّا هذا برأس مالنا وهو (الوقت)
نجد اننا في هذه الأيام ( رجب وشعبان) يعتبر زمن رخاء، فانت تملك فيهم متسع من الوقت..
وتأتي الشدة في رمضان....

يقال لك ان فى رمضان تضاعف الأعمال، فمطلوب منك أن تقوم الليل، وتصوم النهار وتختم القرآن وتحسن إلى الوالدين وتفعل وتفعل...
كلها مرة واحدة في ثلاثين يوم!

لو كنت مقطوع الصلة بهذه الأعمال ماذا سيكون عليك؟
سيكون من الصعب جدا أن تمارسها كما ينبغي جامعًا قلبك كما ينبغي،
قد تفعلها ولكن ليس كما ينبغي

حتى داخل رمضان نفسه يوجد رخاء وشدة...
فاول 20 يوم يكون زمن رخاء
إلى أن تأتيك الشدة في العشرة الأخيرة،
..ويقال لك: قلل من نومك وقلل من وقت أكلك واغتنم العشر.

هل تتصور أن هذا أمر يستطيعه شخص لم يعط نفسه فرصة للاستعداد؟!
بالطبع لا

(( إذا تعرّفت إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،))
فما مقصوده هنا في رمضان؟
مقصوده أنه لو تعرفت إلى الله بالأعمال الصالحة؛ بقراءة القرآن بكثرة ذكره بمحاولات جادة لقيام الليل ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وفقك الله

لماذا؟
..لإحسانها ليس مجرد ممارستها، وإنما للإحسان فيها....

=======================


ولا يظنُّ ظانٌّ أنَّ الدعوةَ إلى الله خُتمت بالقرآن ، وأنَّه أغنى عنها فقطَع أسبابَها ، وسدَّ أبوابها ، بل الحقيقة عكس ذلك ، فالقرآن هو الذي وصل الأسباب ، وفتح الأبواب ، وجعل الدعوةَ سنَّةً متوارثة في الأعقاب ،

فالقرآن ذاته محتاج إلى دعوة الناس إليه ، بل الدعوة إليه هي أصل دعوات الحق ، ولم يمرَّ على المسلمين زمن كانوا أبعدَ فيه عن القرآن كهذا الزمن ،

فلذلك وجب على كلِّ من امتحنَ اللهُ قلبَه للتقوى ، وآتاه هداه ، أن يصرفَ قوَّتَه كلَّها في دعوة المسلمين إلى القرآن ليُقيموه ، ويُحقِّقوا حكمة الله تعالى في تنزيله ،

ويُحكِّموه في أهواء النفوس ومنازع العقول ، ويسيروا بهديه وعلى نوره ، فإنَّه لا يهديهم إلاَّ إلى الخير ، ولا يقودهم إلا إلى السعادة .

〖 الآثار - محمد البشير الابراهيمي 〗

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
01-31-24, 07:59 AM
تصور ان تختم القرآن ختمتان قبل رمضان بتدبّر،
ماذا سيحصل في علاقتك مع القرآن؟
ماذا سيحصل في كلمات القرآن التي تسمعها؟

ماذا سيكون عندما نتفق على برنامج هذا الشهر؟ ننتبه للأمثال في القرآن
و الشهر هذا ننتبه للقصص في القرآن
والشهر الذي يليه ننتبه الى ..
ها نحن أمامنا شهر و12يوم.

تصور عندما تدخل إلى رمضان والعهد قريب بهذه المعارف، ماذا سيكون؟
فالتعرف إلى الله في الرخاء يورثك إحسان في الشدة...

، وهذه القاعدة تنفع في الدعاء وفي الصلاة، تنفع في سائر أحوال العبد.

تعرف إلى الله في الرخاء، اى عندما تكون في حال تملك فيه الوقت والجهد.. ولست في حال وجوب و اضطرار وضيق وقت وشدة كرمضان ...

مثلا إذا كان حالك في الرخاء أنك طوال الوقت تدعو الله، عندما تأتي الشدة سينطلق لسانك في دعاء الله وهكذا...

ايضا أنت في هذا الزمن اعتنيت بالقرآن.. اعتنيت بالإيمان في رمضان وقت الشدة وقت الضيق ستجد نفسك تستطيع أن تحسن في زمن ضيق.

لو انت الآن وانت (( فى وقت الرخاء)) حرصت ان تقرأ جزء يوميا من القرآن قراءة تدبر وفهم...

سيأتي عليك((وقت الشده وهو رمضان)) فيعينك الله أن تحسن فيه الى القرآن فتستطيع أن تأتى بثلاث أجزاء او اربع وربما عشر أجزاء في اليوم قراءة تدبر وفهم..

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-01-24, 08:05 AM
ولكم شغلت قضية تعاهد الإيمان الصحابة رضي الله عنهم كثيراً،

أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول :
" من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه و ما نقص منه و من فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه أو ينقص "

يقول الإمام أحمد :
" إن هذا الإيمان يزيد حتى يبلغ أعلى السموات السبع و ينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع "

و قال الأوزاعي :
" إن الإيمان يزيد حتى يبلغ أمثال الجبال و ينقص حتى لا يبقى منه شيء "

عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول لأصحابه
" هلموا نزدد إيماناً "

و عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان من دعائه
" اللهم زدني إيماناً و يقيناً وفقهاً "

و قبل هذا كله فرسولنا صل الله عليه وسلم كان يقول لصحابته :
[ إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ]
- السلسلة الصحيحة -

أي أنه يضعف ويصدأ و يهترئ حتى يصبح مثل الثوب البالي القديم ..
فأتى الأمر الصريح :

[ فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ]


اللهم بلغنا رمضان ونحن بكامل الصحة والإيمان .....

=============

قال وهب بن منبه
- رحمه الله تعالى - :

مكتوب في حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات :

ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ،

وساعة يخلو فيها مع إخوانه اللذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه ،

وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد ؛ فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات ، وإجماماً للقلوب .

وحق على العاقل أن لا يُرى ظاعناً إلا في ثلاث : زاد لميعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم .

وحق على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه ، حافظًا للسانه ، مقبلاً على شأنه .

〖 محاسبة النفس - ابن ابي الدنيا 〗


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-02-24, 08:04 AM
...أحبائى كما قلنا بالأمس

((قَدْ لا يُبَلِّغكَ إلى رَمَضَانَ أجلُكَ ....فلْيَسْبقْ إليْهِ قلْبُكَ.))

نعم...فليس شرطًا لهذا الاستعداد أن تكون ممن يبلغ الزمن،
لكن يمكن أن يسبق قلبك إلى الشهر قبل بلوغه...

المقصد أن هذا الاستعداد لا يمكن أن يضيع، ستجد آثار الاستعداد هنا ...ولما تبلغ هذا الشهر الفاضل...

نستعد لرمضان بالإيمان، من أين لنا بهذا؟
نأتي لنصين محفوظين متفّق عليهما، لا يوجد أي خلاف لا عند أهل الحديث ولا عند الخلق أهل القبلة...

..قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[1].
...وقال: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[2]

من أين آتي لنفسي بالإيمان في رمضان ؟
لابد أن أدخل رمضان ومعي الإيمان،
إذاً الإيمان مطلب سابق يجب تحقيقة قبل رمضان حتى تجده فى رمضان...

والإيمان سيأتي لك بأمرين

1️⃣ الصيام،
2️⃣قيام الليل،

ما الشرط من أجل أن يكون صيامك وقيامك سبب لمغفرة ذنوبك؟
لابد من شرطين (( إيمانا واحتساباً )).....

===================

هل تشتكون من عدم الاستجابة للدعاء ⁉️
هل لا تعرفون لهذا سبباً⁉️
نريد أن نتعلم ( أدب الدعاء ) مع ( الأدعية النبوية ) التي نحفظها كل يوم ، لنزداد قرباً وعُدة .

الأدب الأول : اليقين وحسن الظن بالله .

الأدب الثاني : اليقظة وعدم الغفلة ، والجدية وعدم اللهو .

روى الترمذي أنَّ النبي صلّ الله عليه وسلم قال : ] ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .

ومن حكم السلف قولهم : " ما قلَّ عمل برز من قلب موفق زاهد ، ولا كثر عمل برز من قلب غافل لاه ، وحسن الأعمال نتائج حسن الأحوال "

فأيقن بأنَّك مجاب لا محالة ، إما عاجلا ، وإما مدخرا لك في الآجل ، وإما مكفرا للسيئات ، وركز واجمع قلبك حال النطق بالدعاء ، ولا تردد شيئاً لا تعيه ولا تفهمه

روى الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه : عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه كان يدعو : " اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، ولا تشمت بي عدوا حاسدا ، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، و أعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك "

إنه دعاء الحفظ والرعاية ، وهي لا تتحقق إلا بهذا الدين ، فتعلم اليوم الانتماء للإسلام ، إنه دعاء جامع لكل خير ، مانع من كل شر ، فتعلمه واحفظه وردده .

اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك .....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-03-24, 08:23 AM
أهم عبادة تختبر بها إيمانك ؟
(( صلاتك ))

قس إيمانك من صلاتك فهي محل امتحان للبشر …
[ إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس و إن نسي الله إلتقم قلبه ]

أخرجه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أنس رضي الله عنه،
أي الشيطان واضع خرطومه على قلبه يشمه ، و ينظر مالذي يشغل تفكيره و يدخل له من هذا المدخل .

من المظاهر : فقدان عبودية المراغمة
إذا كنت في دائرة هذه العبودية فأنت تدور في ولاية الله ،

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
" و الله يحب من وليه مراغمة عدوه و إغاظته و من تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر و على قدر محبة العبد لربه يكون نصيبه من هذه المراغمة"
-مدارج السالكين-

و يقول عنها العلامة ابن السعدي رحمه الله :
" اسم جامع لكل ما يحصل به إغاظة العدو من قول أو فعل "

و أكبر عدو لنا من ؟
[ الشيطان ]

أهم مهماته نذكرها غداً بإذن الله

اللهم بلغنا رمضان ونحن بكامل الصحة والإيمان ...

===================


﴿ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾

يقول ابن الجوزي : تّأمّلتُ وقوعَ الشّدائد بالمُؤمنِ ، ووجه الحكمة في ذلك ؛ فوجدتُ أن المُرادَ إقَامَةَ القَلْبِ على بابِ الرّبِّ سبحانه وتعالى.
[ صيد الخاطر - ابن الجوزي ]


قال عبد الله بن المبارك : إن البصراء لا يأمنون من أربع : ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع فيه الرب عز وجل ، وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكة ، وفضل قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج ، وضلالة قد زينت يراها هدى ، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر .
[ سير أعلام النبلاء - الذهبي ]


قول للتأمل : كل حفرة يُمكن أن تحترز منها القدم إلا حفرة القبر ، والعاقل يُعد ليوم سقوطه فيها ، فإنه سيندم على كل خطوة قبلها إلا ماكان لله ...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-04-24, 08:04 AM
أكبر عدو لنا من ؟
[ الشيطان ]

و أهم مهماته أن :
يصدك ،يشغلك ، يأخرك ، يضيع عليك ، يلهيك.

فكونك تتبع عبوديةالمراغمةأي إغاظته ، إن ضاع عليك وتر مباشرة قضيته ، نافلة قضيتها ، غفلت و سهرت تكثر من الحسنات ..

أما من كان حاله عكس ذلك ، لم يقرأ ورده لا يبالي ، لم يوتر لا يتأثر ، أي لا يتألم أو يندم أو يتوجع على فوات الطاعات من كان هذه حاله فليسأل الله أن يحبب العبادة إلى قلبه،
لأنه لم يرزق حب العبادة ، ولن يرزق حب العبادة إلا إذا كان هناك إيمان يتذوق هذه العبادة .

من المظاهر أيضاً : النفسيات المتعبة و المتضجرة و المتأففة من النفس و ممن حولها هذه من مظاهر ضعف الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ الإيمان الصبر و السماحـة ]

سعة النفس و انشراحها و انبساطها ، فإن كان هناك سماحـة كان هناك قيام ليل …

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان يعقد على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد و يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ و ذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح (نشيطاً طيب النفس و إلا أصبح خبيث النفس كسلان)

يقول ابن حجر رحمه الله :" و الذي يظهر لي أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس "

هذا الوقت مبارك فمن قامه نالته البركة و الموفق من تعرض لنفحات الله، و قيام الليل من أكبر روافد زيادة الإيمان فلنسأل الله أن يشرح صدورنا .

من المظاهر الغفلة التي هي من صفات المنافقين و الغفلة صفة لا يجعلها الله إلا في قلوب من لا يحبهم { نسوا الله فأنساهم أنفسهم } فمن نام 12 ساعة إذاً ماذا بقي للعبادة …

يقول ابن عمر رضي الله عنه " من نام كثيراً لم يجد في عمره بركة "

بماذا سنخرج من رجب و شعبان ؟


إذا نحتاج حقيقة أن نجدد إيماننا و نسارع في الخيرات .

من المظاهر أيضاً الاستئناس بأهل المعاصي ، يشاهد التلفاز ، الجلوس في الأسواق ... حينها فلتتهم إيمانك .

و الآن سؤال مهم :
هل شعرت أن هذا الإيمان مِنَّـة أم لا ؟!!

==============

وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضا ، والرزق الحسن وغير ذلك ، والصواب : أنها حياة القلب ونعيمه ، وبهجته وسروره بالإيمان ،

ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة ،

كما كان بعض العارفين يقول : إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب ، وقال غيره : إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربًا ،

وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة ، تبعته حياة الجوارح ، فإنه ملكها*، ولهذا جعل الله المعيشة الضنك لمن أعرض عن ذكره*، وهي عكس الحياة الطيبة ،

فذكر الله سبحانه ، ومحبته وطاعته ، والإقبال عليه ضامن لأطيب الحياة في الدنيا والآخرة ، والإعراض عنه والغفلة ومعصيته كفيل بالحياة المنغصة ، والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة .

〖 مدارج السالكين**- ابن القبم 〗


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-05-24, 08:06 AM
الإيمان و رمضان


هذا الإيمان هو منة الله و هبته و عطيته لعبده {… ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (7) فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم (8)}

غرس هذا الإيمان في قلبه غرساً ، فثمة عباد يصطفيهم الله و يجتبيهم و يختارهم يغرس في قلوبهم شجرة الإيمان

و الله عزوجل مثّل شجرة الإيمان في قلب المؤمن بمثل بديع و لطيف و جميل له وقعه في القلب :

{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (24) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (25) }

مثّل الله كلمة الإيمان في قلب المؤمن بشجرة هي أطيب الشجر هذه الشجرة هي (النخلة) طيبة في منظرها و مخبرها و ثمرها ،

راسخة صلبة لا تتزعزع ممتدة كل جزء فيها نافع هي شجرة مغدقة على أصحابها أيما إغداق ،

كذلك شجرة الإيمان ، خاصة إذا تعاهدها صاحبها بالسقي و الرعاية و الاهتمام فإنها ستقوى و ترسخ و تزيد وتعطيه أفضل ثمارها …
وكلما زاد الإيمان زادت ثماره، و ثمار الإيمان كثيرة منها و أعظمها :
المحبة (محبة الله للعبد)


نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة
==============

يتعرض كل انسان في حياته لشئ من المصائب المفجعة ، والأقدار المؤلمة ، والأحوال المؤسفة ، التي تهزّ أحياناً من كيانه ، وتفتّ عضده ، وتقضي على روحه ، ولا يحفظه من انعكاساتها وآثارها عليه إلا بناءه الإيماني ، وتعلق قلبه بالله تعالى وحده ؛ فهو أمان كلّ خائف ، وسلوى كلّ محزون ، وطمأنينة كلّ مصاب، وبديل كلّ خاسر .

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-05-24, 08:10 AM
الإيمان و رمضان


هل علمتم الآن ما علاقـة الإيمان برمضان ؟!!

إن جددت إيمانك :
تخف عليك العبادات و تُعان عليها في رمضان

و سيفتح لك الله بحوله و قوته أبواباً من الطاعات لم تتخيلها و لم تخطط لها، وثقوا أن الله لا يضيع تعباً ومجهوداً،

سترزق وستتذوق لذة الإيمان و لذة العبادة و لذة الصلاة و لذة الخشوع .

ما المطلوب منا الآن ؟

أن نتفقد إيماننا فإن كان فيه نقص – ضعف – جفاف و كلنا نعاني فلنحزم أمرنا و نستجمع قوانا ..و ..
نكثر من التهليل

( لا إله إلا الله )

يقول العلماء من وجد في إيمانه ضعفاً فليكثر من
لا إله إلا الله
تجدد الإيمان في القلب .

نستعيذ بالله من الكسل و نلزم و نلح على الله كثيراً [ اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل]

نحتاج إلى استغفار طويل لأنه يطيب و يطهر و ينقي القلب و كما يقول شيخ الإسلام :" الاستغفار ينقل العبد من العمل الناقص إلى العمل الكامل "

نحتاج إلى كثرة الدعاء يقول تعالى
‌‎﴿قُلْ مَا يَعْبَؤ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾
الدعاء أصل كل خير …

قال العز بن عبد السلام :
"و الله لن يصلوا إلى شيء بغير الله"
فما من عبد عنده حسن نية و حسن ظن بالله و دعا الله بصدق إلا و أعطي مقصوده و مراده فإذا أجرى الله لسانك بالدعاء

فهذه علامة أن حاجتك يا عبد انقضت …

فلنسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا ، و أن يحبب الإيمان إلى قلوبنا و أن يذيقنا حلاوة الإيمان .

خلاصة كل رسائلنا السابقة و الهدف منها : تحريك النوايا و شحذ الهمم و العزائم و إيقاظ القلوب

فإن نظر الله إلى قلوبنا و نحن نريد الخير يسر الله لنا الخير و يسرنا للخير
و إذا كنا صادقين رزقنا
وكما قال ابن الجوزي :
" و الله معك على قدر صدق الطلب و قوة اللجأ "

رزقني الله و إياكم الصدق معه ظاهراً و باطناً وجعلني الله وإياكم من أخلّص عباده وأوليائه وأصفيائه ،إنه ولي ذلك والقادر عليه…

نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-06-24, 07:50 AM
احبائي عرفنا أمس أنه يجب أن تزيدنا الطاعات والعبادات إيمانا ويقيناً ..

والهدف من زيادة الإيمان هو ان يتعلق القلب بالآخرة..ويترك تعلقه بالدنيا الزائلة...
فبزيادة الإيمان يتحقق الزهد في الدنيا... والإقبال على الآخرة...

سؤال... هل عندما يأتي آخر شهر رمضان هل يحصل الإقبال على الآخرة...

أم يحصل للقلب الإقبال على الدنيا؟؟؟

الجواب بصراحة : هو أنه يحدث الإقبال والاشتياق على الدنيا لأغلبنا...دون أن نشعر..

لأننا للاسف فى الشهر المبارك نقسم الدنيا إلى ثلاثة أقسام
· العشرة الأولى من رمضان الدنيا تسيطر علينا من باب الطعام والشراب...
· العشرة الوسطى منه الدنيا تسيطر علينا من مدخل الملابس وشراء ملابس العيد.
· والعشر الأخيره الدنيا تسيطر علينا من باب ترتيب المنزل لإستقبال العيد...

كل هذا يحدث ولا أحد يشعر أن هذا ينخر في الإيمان
⁉️، ثم اسأل الناس عموماً والصلّاح خصوصاً كيف تستهوينا؟! ـ
خصوصاً النساء ـ عندما نتكلم عن رمضان كيف تستهوينا تلك الأطعمة والكلام الدقيق فيها؟! وكلها تحتها أعذار مثل نريد ان نطبخ ونأكل شيء خفيف وإلى أخر ما نقول....

لا تفهم من كلامى أنه ممنوع الأكل والشرب!!
لكن الفائده أنك في شدة وتفكر في هدوء ماذا سنأكل وما هو الحلي

كيف هذا؟؟ نحن في حالة اضطرار وشدة واستنفار فلا مجال للتفكير فى توافه الدنيا من ((اكل وملبس وتنظيف ))

وفي النهاية تجد شهراً مقسوم عشرة وعشرة وعشرة لأعمال الدنيا دون أن نشعر...

هذه هى الحقيقه صدقونى دون مبالغه واعطيك دليل بسيط اذهب في أخر خمس أيام من شعبان وانظر أماكن الأطعمة والمواد الغذائية ..

ترى وكأننا سندخل على مجاعة!!!

الناس تملىء الاسواق وتكتنز من الاطعمه ما يكفي ل ثلاث شهور واكثر....نستعد للشهر بتعليق القلب بتوافه الدنيا...

اعمل على اعداد قلبك لهذا الهدف من الآن...عن طريق ان تجعل اساس تفكيرك هو كيف أزداد إيمانا.... لا تجعل الطعام والملبس يشغل تفكيرك ...

عود نفسك عندما تسمع كلمة رمضان أن يذهب تفكيرك فورا لكلمة الإيمان ...وكلمة الآخرة ..

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-07-24, 07:39 AM
تكلمنا في الأيام السابقة عن الإيمان و حلاوته و أهميته و شيء من ثمرته و علاقة الإيمان برمضان ..

و الإنسان إن أدرك أهمية الإيمان و عظيم شأنه تمنى لنفسه أن يزيد إيمانه و يكمل و يقوى و يتمكن في قلبه من أجل أن يغترف من تلك الثمرات ..

لـكـــن

زيادة الإيمان في القلب و رفع منسوبه لا يُنال بالتمني
و كما قال الحسن البصري ..
" ليس الإيمان بالتمني و التحلي و لكن ما وقر في القلب و صدقته الأعمال "

إذاً الأمر يحتاج إلى :
اعتقـاد – عمل – بذل – مصابرة – سعي حثيث

أما إن اقتصر الإنسان على الأماني لربما مات و ما حصل شيئاً .

و هذه الأماني ماهي إلا شَرك و فخ كبير ينصبه الشيطان للعبد،
وما ضيع أكثر الناس إلا الأماني ..

فيصبح عنده غرور بالوقت ، غرور بالعمر ، و أمل طويل و ممتد لا ينتهي ..
سأفعل السنة القادمـة كذا ... عندما أتزوج سـ.... و عندما ...
وما هو إلا أصل كاذب يخدع به نفسه و يطول أمله و يتمنى و يتمنى و يتكلم وما عرف أنه كل يوم يمر عليه يطوي مسافات طويلة للموت.

يا ابن آدم لا تغتر بأملك واعلم أن أجلك أسبق عليك من أملك !

و الكلمة التي يقول أهل العلم دائماً :
" *الآخرة دار لا تصلح للمفاليس* "

من بضاعتهم مزجاة ،
من بضاعتهم مجرد كلام ...
---مجرد أماني ...

فالآخرة تريد عملاً ..
تريد رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

و الدنيا بنيت على الأسباب ..
من أراد العلم سعى للعلم
و من أراد الهداية سعى للهداية


ولاحظوا كلمة سعى ..
لأن قانون التغيير لا يأتي إلا
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
ويقول تعالى:
{ و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }

فلا يُعقل أن تجلس في مكان و لا تتقدم ولا خطوة واحدة ولا تأخذ بالأسباب وتريد الكرامات تتنزل عليك ، هذا محال ..

فكل من أراد أن يزيد إيمانه فليعمل وليأخذ بأسباب زيادة الإيمان،


نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن،
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-08-24, 07:58 AM
الإيمان و رمضان


كل من أراد أن يزيد إيمانه فليعمل و ليأخذ بأسباب زيادة الإيمان
وهذا هو محور رسالتنا اليوم :
( أسباب زيادة الإيمان )

هي كثيرة و لكن سنأخذ ستة منها مجملة يندرج تحتها كثير من الفروع و الجزئيات فنحن سنضبط الآن الأصل ..

العلم – معرفة الله – القرآن – معرفة رسول الله – محاسبة النفس – الأعمال الصالحة

أول سبب من أسباب زيادة الإيمان :

1⃣ - العلم
الله تعالى يقول : { يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات }

ارتفاع الدرجات لا يكون إلا بزيادة الإيمان و الجنة درجات في كل درجة نعيم خاص فيها لا يوجد في الدرجة التي أقل منها
و ما بين الدرجة و الدرجة مسيرة مائة عام ،
و العلم يرفعك في هذه الدرجة ، يرقيك ، يوصلك لأعلى المنازل ..

لذلك يقول ابن القيم :
" الجهل بالطريق يورث التعب و لكن العلم به يورث الربح و اختصار المسافة "

كل من أراد الربح فليتعلم

ففز بعلم تعش حياً به أبداً
فالناس موتى و أهل العلم أحياء

العلم ينهض بالإنسان – يرقيه للكمال –
بالعلم يصل لأعلى مرتبة في الدين مرتبة الإحسان .

مثلاً : الآن سيدخل علينا رمضان نسأل الله أن يبلغنا وإياكم تمامه وليلة القدر
و لكن شتان بين إنسان دخل رمضان وهو يفهم ( لديه علم ) بقاعدتين

قاعدة الإحسان ،
و قاعدة مضاعفة الأجور ..

قاعدة مضاعفة الأجور .. ما الأصل فيها ؟ وما حدودها ؟

نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-09-24, 07:50 AM
الإيمان و رمضان


مضاعفة الحسنات إلى أضعاف كثيرة تكون لمن أحسن العمل …

النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصى معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال :
[ لاتدع دبر كل صلاة ، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ]

و ( حسن عبادتك )

فهذا الرابط بين المضاعفة و الإحسان
إذاً يضاعف لك الأجر على قدر إحسانك في العبادة

فكيف نحقق ( أحسن العمل )

( هذا الأمر ليس وعظياً بل يحتاج إلى ضبط و فهم )

هذا الإحسان يكون بأمرين :

الأول : أن تتعلم العبادة :
تفهم أحكامها وشروطها و سننها ومبطلاتها ومفسداتها حتى تؤديها كاملة كما أداها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فتحقق المتابعة
هذه العبادة أمانة والله سائلك عن هذه الأمانة فلابد أن تتعلم :
حتى تبرأ الذمة من جهة وحتى تحقق المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى ..

فنتعلم مسنونات الصيام / مثلاً :
السحور
قال النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ( السحور بركة )
و قال ( نعم سحور المؤمن التمر )
فتتسحر على تمر
وقال ( أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً ) فتعجل الإفطار لتحقيق المتابعة و لتنال محبة الله …

فكلما طبقت وكلما احتسبت كلما زاد أجرك و أخذت أجر العمل و أجر المتابعة.

نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة.....

===============

من ضمن الإعداد..

أن تضبط جسدك، بين النّوم والأكل والصِّيام والحركة والعمل، تدريبًا وتهذيبًا وإعدادًا، وأن تَهتَمَّ به صِحةً وعبادةً وقيامًا، «جَسَدُكَ للّه في يَدِك» فأحسِن استخدامه، وعُدَّ له العُدّة، واجعَله جسرًا للجَنّة بلا مَلَل....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-10-24, 07:59 AM
الإيمان و رمضان

تابع...

-أن تجمع قلبك في العبادة لأن العمل القلبي إذا صاحب الجوارح يرفع قيمة العمل و يرفع الأجر .

تؤدي العبادة مستحضراً قرب الله منك واطلاعه عليك، يصوم و يصلي و يطوف و كأنه بين يدي الله تعالى يستشعر معية الله
( خضوع البدن + خضوع القلب )

وهذا الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )

لكن الإشكال أن بعضنا يدخل رمضان و لا يعرف أحكامه !!
أرأيت كيف أن العلم يرفع الإيمان ؟

فإن لم نعرف أحكام الصيام والقيام والمساجد والتراويح فكيف نحقق الإحسان ؟
فمن طبق هذه الجزئية

قاعدة الإحسان + قاعدة مضاعفة الأجور + أجر متابعة السنة ❔فكم وكم سيحصل من الأجور وسيرتفع بحول الله و قوته المنازل و الدرجات …

فإن تعلمنا وأحسنا في صيامنا ما الأجور المترتبة ؟
النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :

[ من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ]
و[ من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ]
هذا التكفير وهذه المغفرة مرتبطة بكمال العمل و تمامه …

فكلما كان الصيام والقيام كاملاً تاماً .. كلما كانت المغفرة من الله تامةً،
وكلما كان ناقصاً … كلما نقصت المغفرة ونقص الأجر،

لأنه من وفَّى حق الله في العبادة … وفَّى الله له حقه في الأجر والمثوبة بل أنه يزيده ويتفضل .

وهذه المغفرة التي جاءت في الحديث مغفرة مطلقة أي يغفر الله بها الكبائر و الصغائر …


نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن،
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة....

===================

﴿ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ﴾

وحَّد تعالى لفظ النور وجمع الظلمات ؛ لأن الحق واحد ، والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة ؛ كما قال : {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } ، إلى غير ذلك من الآيات التي في لفظها إشعار بتفرد الحق، وانتشار الباطل وتشعبه.

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]


الأصل الشرعي أن كل مطلوب هو من جملة ما يُتعبد به إلى الله تعالى ويُتقرّب به إليه ؛ فالعبادات المحضة ظاهرٌ فيها ذلك ، والعادات كلها إذا قُصِد بها امتثال أمر الله كانت عبادات ، إلا أنه إذا لم يُقصد بها ذلك القصد ، ويجيء بها نحو الحظ مجرّداً ، فإذ ذاك لا تقع متعبَّداً بها ، ولا مثاباً عليها ، وإن صحّ وقوعها شرعاً .
[ الإعتصام - الإمام الشاطبي ]


قال بعض العباد : لما علمت أن ربي هو الذي سيحاسبني زال عني حزني ، لأن الكريم إذا حاسب عبده تفضل عليه .
[ تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي ]

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-11-24, 07:34 AM
الإيمان و رمضان

نهاية موعظة الإيمان ورمضان

سؤال :
حتى مظالم العباد تغفر له في رمضان ؟

بعض أهل العلم قال لا،، لابد أن يتحلل من أصحابها لأن الصيام يغفر الذنوب التي بين العبد و ربه .

وبعضهم قال : "حتى لو كان على العبد مظالم وحقوق وتبعات لكنه أحسن في صيامه ووفق لتمام الصيام وكماله ( فإن الله يوفي عنه حق العباد ) فإن النبي صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما قال عن ربه :
[ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به ]

استثنى الله الصيام من بين كل العبادات،
لأن الصوم من الصبر والله وصف أجر الصبر،
﴿ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾

فقالوا : لو أن الإنسان صبر على صيامه وأتمه وأحسن فيه فإن الله يكل ثوابه إليه فإذا وقف هذا العبد بين يدي الله يوم القيامة وهو عليه حقوق الناس ومظالم فلا يزال الله يعظم و يضاعف و يضاعف له أجر صيامه حتى يوفي للعباد حقوقهم ثم يبقى له أجر صومه "

الله أكبر ما أعظمه من أجر…من فضل ، من عيشة٫من بشرى …
والله الذي لا إله إلا هو إن هذه بشرى لمن يعقلها و يفهمها
وصدق ربي ﴿ وَما يَعقِلُها إِلَّا العالِمونَ﴾

فمن منا قد سلم من مظالم العباد!من منا منزه! من منا خال ليس عنده مظالم في صحيفته ؟

فالمظالم واقعة منا وربما للقريب أكثر من البعيد )":
كم خضنا بألستنا ، وأبكينا من أبكينا ، وظننا ظن السوء ، وهتكنا ما هتكنا … ولكن مع السنين نسينا ذنوبنا والله يقول :
﴿ أَحصاهُ اللهُ وَنَسوهُ ﴾


وما أرَّق الصالحين مثلما أرَّقتهم هذه الآية :
﴿ وَبَدا لَهُم مِنَ اللهِ ما لَم يَكونوا يَحتَسِبونَ﴾


وفي النهاية نحن أمام فرصــة عظيمــــة

فرزيَّة ما بعدها رزيَّة إن ضيعنا هذه الأجور المضاعفة و عتق و مظالم تمحى و حقوق توفى لك .. و نضيعه لأجل تفاهات دنيا !

فلنترك كل هذا تعظيماً لله ولشعائر الله ،
تعظيماً لهذا الزمن الفاضل ،
نتركه استحياء من الله ،

ابذل ولا تخف فالله لا يضيع عنده مثقال ذرة من معروف،
لأن الله شكور يشكر للعبد حتى حركة قلبه ..

قاعدة :
" على قدر الإيمان يتفاوت الترك "
ترك الشيء لله،

فكلما زاد الإيمان زاد الترك و زاد الورع ..

والترك درجات :
ترك كبائر- ترك صغائر – ترك فضول – ترك خواطر تغضب الله تعالى

وعلى مقدار تركك هنا يكون فرحك بصيامك هناك إذا وقفت بين يدي الله .

من هنا نرى أن العلم ينهض بالعبد و هذا من فضل الله علينا أن يوقظ قلوبنا..
إذاً العلم بركه على أصحابه إذا عملوا بهذا العلم ..

أسأل الله العظيم الحي القيوم أن ينفعنا بهذه المواعظ وأن يتقبل منا الصيام والقيام وكل عمل صالح وأن يتجاوز عن تقصيرنا وخطئنا وأن يجعلنا من أهله أهل القرآن خاصته،
وأن يعطينا من الإيمان أكمله ومن الأخلاق أحسنها،
وأن يبلغنا رمضان وليلة القدر ويبارك في الأعمال والأعمار وأن يكشف الغمة عن الأمة بأجمعها .
بارك الله في كل من قرأ وعمل ونشر وعلم ...

نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة

إنتهى ....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-12-24, 07:49 AM
يرفع عملي وأنا ....

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وسلم تسليماً كثيراً .

....أحبتي في الله ....

تعلمون أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام لما سأله أسامة بن زيد رضي الله عنه عن صيامه الكثير في شعبان قال : "ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " [ رواه النسائي] .

فامتاز شهر شعبان بثلاثة أمور :

الأول : غفلة الناس عنه وعن عظم شرفه ، فالحذر من الغفلة فيه ، لا سيما ونحن في موسم الصيف ، والناس في لهو ولعب وعبث مع الفراغ ، ومع شدة الحر .

الثاني : أنه مقدمة لشهر رمضان ، وتابع لشهر من الأشهر الحرم ، فهو بمثابة السنة القبلية التي يتهيأ بها الإنسان لأداء الواجب .

الثالث : رفع الأعمال في يوم من أيامه .

فأول شيء في معسكر شعبان التأهيلي لرمضان هذا العام أن نجعل شعارنا من الآن :

( أحب أن يرفع عملي وأنا .... )

فأنت في صيام أو قيام أو ذكر أو دعاء أو عمل بر أو صلة رحم او إعانة محتاج أو إغاثة ملهوف أو رعاية يتيم أو نحو هذا ،
المهم أن ترفع الأعمال وأنت على طاعة ،
عسى أن يتقبلها ربنا في هذا العرض السنوي لأعمال نخشى من عدم قبولها .

سنركز خلال المعسكر على المعاني الثلاثة الماضية
مقاومة الغفلة بكثرة الذكر ،
الاستعداد بعمل من أعمال رمضان ،
العكوف على عمل تحب أن ترفع أعمال سنتك وأنت عليه

فيا أحبتي في الله ....

(1) أكثروا من الاستغفار ، والصلاة على النبي صلّ الله عليه وسلم ، وقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ( لتتقووا على طاعة الله )

(2) كثرة الصيام ( اثنين وخميس او يوم صيام ويوم افطار او .... ) .

(3) ورد القرآن لا يقل عن جزء ونصف يوميًا .

(4) الصدقة اليومية ولو بأقل القليل .

نصيحتي لك :

اشتر مصحفاً ، واجعله هدية لأحد من تتوسم فيهم الخير ، والتمس ثواب قراءته فيه .

وتذكر : " تهادوا تحابوا " ، وعسى أن يتوارث من بعدك فيعظم أجرك .

عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : " سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته " [رواه البزار وأبو نعيم في الحلية]

تقدم خطوة ، واستعد للشحن الإيماني في شعبان ، والله المستعان .
===========

إخواني : هذا شهر رجب قد رحل أكثره وبان ، ونور شعبان قد لاح وبان ، وقد سار إلى ديار الفوز ركبان ، وأقدم الشجاع وولى الجبان ، هذا الشهر الأصم يؤذنكم بإقلاعه ويخبركم برحيله ووداعه ،

فأيكم ودعه وقد أودعه ما ينفعه غدا ، وأيكم داوم المعاصي فلم يقلع حتى غدا ، ويل لمن ذهب عنه شهر رجب وانصرم وهو في عداد من هجر الهدى وصرم ، كيف يرجو الفضل والكرم ، من اجترم في رجب وما احترم .

أكثر هذا الشهر قد مضى وتولى عنكم معرضا ، وباقيه قد نادى للتوبة معرضا ، فاحذروا أن يفوتكم الغفران مع الرضا .

فارقوا خطاياكم قبل مفارقته ، وسابقوا بالتوبة رحيله قبل مسابقته ، واعلموا أن الأوقات عليكم شاهدة بما هي منكم مشاهدة . فالحذار الحذار أن يفوت وقت الاقتدار ، فما زالت الدنيا تخدع وتغر ثم ترحل وتمر .

〖 كتاب التبصرة - ابن الجوزي 〗

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-13-24, 08:07 AM
صـوم شـعـبـان

قـال أهل العلم:

صوم شعبان مثل السنن الرواتب
بالنسبة للصلوات المكتوبة،

ويكون كأنه تقدمة لشهر رمضان،
أي كأنه راتبة لشهر رمضان،

ولذلك سن الصيام في شهر شعبان،
وسن الصيام ستة أيام من شهر شوال كالراتبة قبل المكتوبة وبعدها،

وفي الصيام في شعبان فائدة أخرى
وهي..
توطين النفس وتهيئتها للصيام
لـتكون مستعد لصيام رمضان، سهلا عليها أداؤه.

وفقنا الله واياكم لصيام شعبان وبلغنا رمضان....

بلغنا الله واياكم رمضان وجعلنا ممن يصومه ويقومه ويفوز به بالعتق من النار...

================
...أحبتي في الله ...

..أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ،
وتجديد التوبة من الآن ، وكثرة الاستغفار ، والحمد
والتقوي بلا حول ولا قوة إلا بالله ،
والتحبب إلى الله بالحبيبتين ( سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ) .

لا تنسوا ( ترفع الأعمال ) في شعبان ،
فلا ندري متى ترفع اوله ام منتصفه ام آخره ؟؟
لذا علينا كل الاجتهاد حتى نختم صحفيتنا بأفضل الاعمال..

ولا تنسوا انه شهر السقيا سقي ما بذرناه من بذور فى شهر رجب...
ولا تنسوا انه لا ثمره بدون سقيا للبذره.
ونحن نريد جنى ثمار رمضان..
لذا علينا الاهتمام بسقي البذور فى شعبان...

وتعالوا من اليوم نتصور ( حلم رمضان )
كيف سيكون ؟
فماذا تشتهي أن تعمل في رمضان هذا العام ؟

اليوم حلمنا
أن نقرأ القرآن قراءة محب لله تعالى

يستمتع بالوصال مع محبوبه الأعظم جل جلاله.. من خلال كلامه ،
فيرى بين ثنايا الكلام رب ودود عظيم كريم جواد رحيم فيزداد حبه له .

يقول ابن القيم في " الفوائد " :
فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما ...رحيما جوادا جميلا هذا شأنه ، فكيف لا تحبه...وتنافس في القرب منه ، ⁉️

وتنفق أنفاسها في التودد اليه ، وكيف لا يكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه ، ⁉️

وكيف لا تلهج بذكره ،ويصير حبه والشوق اليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ، ⁉️
بحيث ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنفع بحياتها ...


تعالوا اليوم نقرأ القرآن ونتلذذ بقرآءته ونشعر معه برحمة وعظمة ولطف وكرم المولى تبارك وتعالى...

وتعالوا من اليوم نعمل بوصية رسول الله صلّ الله عليه وسلم التي ورد في شأنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " أوصاني خليلي بثلاثٍ : صيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام "
رواه البخاري

حافظ على صلاة الضحى ..
لا تنسوا تجديد التوبه واحتساب النوايا..
عمروا اللحظات بذكر الله..
صدقتك كنزك للجنه لا تنساها

نصيحتي :
ابدا في جمع بعض المال لأجل ( سلة رمضان ) لإعانة الفقراء والمساكين ، اجمع وحدك مكونات سلة وادخرها لتتصدق بها في رمضان .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-14-24, 07:25 AM
أحبتي في الله ..

نحن في المرحلة الأولى من الاستعدادات النهائية لاستقبال الضيف الجليل ، والزائر الفضيل ، ويلزمنا في هذه المرحلة أن نرفع اللياقة الإيمانية ، ونستقوي إيمانيًا ،
ونتجهز بتدرج في الأعمال حتى يتسنى لنا القيام بالأحلام الإيمانية التي تتوق لها النفس هذا العام .

عالج قسوة قلبك...واشفِ قلبك من الآفات.
وزد حسناتك...وقرب من ربك... بالقرآن
فهو كلام الرحمن
..قال الله تعالى 《لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ》

إنه القرآن ...وحي الرحمن
تدرب.....استعد....واحيي قلبك بوحي الرحمن..

افتح المصحف ولا تهجره أبدا خذ هذا القرار كي تسعد في حياتك

..قال الله تعالي 《مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى》

فالقرآن طريق للسعادة والفلاح والفوز...وغذاء للقلوب والأرواح، وراحة للأبدان

ألم تشتاق لرؤية أحرف النور الإلهي ؟؟!!!

ألم تشتاق لفتح كتاب الله وقرآءة القرآن وتستكين به إلي ربك جل وعلا ..

إنه رسائل الله الموجهة إليك من فوق سبع سماوات عبر جبريل عليه السلام لنبينا خير خلق الله صلّ الله عليه وسلم لك أنت أيها المسلم


استشف بالقرآن اقر ضعف الورد المعتاد من القرآن ..
ان لم يكن لك ورد من القرآن فابدأ بفتح كتاب الله ..واشفِ قلبك وغذِ روحك..
وإذا كان لك وردا ثابتا ضاعفه لعل اقفال قلوبكم تفتح
وإذا كنت غير منتظم في وردك فانتظم فيه وضاعفه واستعن بالله...

وأقرأ القرآن بفهم وتدبر و أقرأ قراءة تجعلك تقول لنفسك (لأول مرة اقرأ القرأن)
وجهز دفتر بجانبك اكتب فيه الآيات التي استوقفتك و ابحث عن تفسيرها وعش معها فترة من الزمن..

لعلك تجد في هذه الآية الحل لكل مشاكلك وتجد ما تبحث عنه منذ فتره
لعلك تجد مفاتيح اقفال قلبك في هذه الآية...

افتح المصحف ولا تهجره أبدا خذ هذا القرار كي تسعد في حياتك...

اللهم ارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا واجعله شفيعا لنا من النار وهاديا لنا الى جنان قربك ...

=============

آدابِ الدُّعاءِ!!

1⃣أَنْ يَعْزِمَ الداعي في المسألةِ:

قال رسولُ اللهِ صلّ الله عليه وسلم :
«إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلاَ يَقُولَنَّ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ».


2⃣ألاَّ يعجَلَ استِجابَةَ الدُّعاءِ:

قال رسولُ الله صلّ الله عليه وسلم :
«يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُستَجَبْ لِي».


3⃣ألاَّ يتكلَّفَ السَّجْعَ في الدُّعاءِ، ولا يرفعَ صوتَه به:

▪️قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعرَاف: 55]


4⃣الخشوعُ وحُضوُر القلبِ في الدُّعاء ،مع اليقين بالإجابة:

قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبيَاء: 90]

وقال النبيُّ صلّ الله عليه وسلم :
«ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِْجَابَة ،وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ»
أخرجه الترمذي و حسّنه الألباني.


5⃣أن يُلِحَّ في الدُّعاءِ، ويكرِّرَه:

قالت عائشةُ رضي الله عنها: «حَتَّى إِذَا كَاَن ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، دَعَا رَسُولُ اللهِ صلّ الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا...».
متفق عليه


6⃣أن يتوسَّلَ إلى اللهِ تعالى بأسمائه الحُسنى:

قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *وَمِمَنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعرَاف: 180]


7⃣أن يتوسلَ إلى اللهِ تعالى بصالحِ عملِهِ:

صحَّ عن رسولِ اللهِ صلّ الله عليه وسلم قصةُ
ثلاثةِ رَهطٍ، مِمَّنْ كَانُوا قَبْلَنَا، آواهمُ المبيتُ إلى غارٍ فسدَّتْ عليهمُ الغارَ صخرةٌ مِنَ الجبَلِ؛
فدعا الأَوّلُ متوسِّلاً بمزيدِ بِرِّهِ بأبوَيْه،
والثاني بعِفَّتهِ عن الزِّنى مع عِظَمِ الدَّاعي إليه،
والثالثُ بحفظِهِ الأمانةَ ورَدِّهاَ تامَّةً مثمَّرةً لصاحبِها،
فانفرجَ في دعوةِ كلِّ واحدٍ منهم شيءٌ منها، فلمّا انفرجَتْ كلُّها خرجوا يمشُون".
اختصار لمعنى حديثٍ في الصحيحين


8⃣أن يتحرّى في دعائِه الجوامعَ منه:وجوامع الدعاء هي: الأدعية الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، مما كان لفظه قليلاً، ومعناه كثيرًا.

فقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلّ الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ.
أخرجه أبو داود.

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-15-24, 08:01 AM
مميزات شهر شعبان... وما به من وقفات تربوية

هو شهر السقي والتعهد والتفقد لما قام به المسلم في سابق أيامه حتى يجنى الحصاد بعده
كان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن ،

فأدرك زرعك أخي الحبيب في شهر شعبان وتعهده بالسقي وتفقده حتى لا يصاب بالجفاف

ايضا أحبابي شهر شعبان هو الشهر الذي يغفل الناس عن العبادة فيه؛ نظرًا لوقوعه بين شهرين عظيمين؛ هما: رجب الحرام ورمضان المعظم،
وفيه قال الحبيب ((ذلك شهر يغفل عنه الناس))

وقد انقسم الناس بسبب ذلك إلى صنفين: صنف انصرف إلى شهر رجب بالعبادة والطاعة والصيام والصدقات،
وغالى البعض وبالغ في تعبده في رجب حتى أحدثوا فيه من البدع والخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان

والصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان، ولا يقبلون على الطاعة إلا في رمضان، فأصبح شعبان مغفولاً عنه من الناس

فاشتغل الناس بشهري رجب ورمضان عن شهر شعبان، فصار مغفولاً عنه،

ولذلك قال أهل العلم: هذا الحديث فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة،
وأن ذلك محبوب لله عز وجل،
فكان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة ،

فهي دعوة لوقفة مع النفس ، ⁉️
هل صرنا من الغافلين عن شهر شعبان وفضله ؟
⁉️وهل أدركتنا الغفلة بمعناها المطلق ؟

هي وقفة تربوية نقيم فيها أنفسنا ومدى تملك الغفلة منا ،
و نعرض فيها أنفسنا على قوله تعالى 《 ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا》

وقوله تعالى 《وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ》

وقوله تعالى 《لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ》

سلمنا الله وإياكم من الغفلة ومضارها وجعلنا وإياكم من أهل طاعته على الدوام ......
مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-16-24, 08:05 AM
قبل_قدوم_رمضــــان

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام}
مخاطبا للمؤمنين من هذه الأمة، وآمرا لهم بالصيام؛ لما فيه من زكاة النفوس وتنقيتها من الرديئة، والأخلاق والرذيلة"
رمضان على الأبواب

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام}
فكان من شاء صام ومن شاء أطعم؛ ثم إن الله أنزل:
﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾
فأثبت صيامه على المقيم الصحيح"
ابن_كثير

رمضان على الأبواب


{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام}
وقد كان في إبتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام؛ ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان"
ابن_كثير

===============

أحبتي في الله ..

أخي/أختي.. يجب أن تنفض عن نفسك الكسل،
فزمن الراحه إنتهى وكلها ايام قلائل ويأتى رمضان ..

ومعي اليوم تلك وصفه سريعه لننفض بها عن أنفسنا الكسل...

1⃣ لاتنطق على لسانك كلمة انا كسلان او همتى ضعيفه
ابن عباس كان يقول " أكره أن يقول العبد أنا كسلان"
لا تستدعيها أمامك لأنك ستعيشها

لا تقول لنفسك سأنتكس .. سأقـع...إنما قل يا رب ثبتنى ...
خذ الأمر دائما بفأل حسن... كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائما يعجبه الفأل الحسن ويقول الطيره شرك، نوع من الطيره .. نوع من التشاؤم، لا يحبه الله عز وجل
فلا تقل أنك كسلان.

2⃣ قال أيوب السيستياني " إذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون"::
" إذا لم يكن ماتريد " بمعنى هذا الطريق ليس لى لا أصلح فيه، كلما أريد شيئا لا يحدث.. الطريق مغلق،
إذا " فارد ما يكون" إعتبر أن ما حدث هو ما تريده،
هل تستطيع أن تفعل ذلك،
إذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون ..فارد ما يريد الله، ما حدث هو ما يريد الله
إذا هذا الذى أريده ،
إذا هذا هو الرضا بما قسمه الله لك
لن تثبط إذا ولن يصيبك الإحباط واليأس ..

والمقصود هنا بعد اجتهادك فلا تقل لي ان الله أراد لك الا تقوم الليل وانت اساسا لم تخلص النيه لله كى تقومه وتأخذ بالأسباب التى تعينك على هذا..

3⃣ استكثر من عمل تقوم به وتزداد به قوه لتنفض عنك الكسل، عمل يكون يسير عليك في تنفيذه
قال وهد ابن المنبىء " من يتعبـــد يزدد قوه..
ف لاتحقرن من المعروف شيئا..

4⃣ قلل من النوم فإن كثره النوم يميت القلب ويثقل البدن.

5⃣ أكثر من قول النبي صلّ الله عليه وسلم " ‏اللهم إني أعوذ بك من ‏العجــز‏ ‏والكسل"
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم"أعجز الناس من لا يستطيع الدعاء"
اطلب بلهفه تبلغ إن شاء الله،

الموضوع سهل لكن أنت تراه صعبا والشيطان يجعله لك كبير ولا يمكن الحصول عليه ليزدك فتور وكسل...

اطـــرد الــفـــراغ بــالــــعـــمل

الـفـارغـون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات :لأن أذهانهم موزعةٌ،
((رضُـو بِأن يكُونُو مع الخوالِفِ))
إن أخطر حالات الذهن يوم يـفـرغُ صاحبه من العمل، فيبقي كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق، تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع،
لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي، والحاضر، والمستقبل من أدراج الحياة
فيجعلك في أمرٍ مريج،

ونصيحتي لك ولنفسي

أن تقوم بأعمال مثمرةٍ بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل، لأنه وأدٌ خفيٌ، وانتحارٌ بكبسول مسكن.

إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارسُ في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوبٍ يقطُرُ كل دقيقةٍ قطرةً،
وفي فترات انتظار هذه القطرات يُصابُ السجين بالجنون.

الراحةٌ غفلةٌ، والفراغ لصٌ محترف،
وعقلك هو فريسةٌ ممزقةٌ لهذه الحروب الوهمية....

من أراد الله به خيرًا حسَّن خلقه وشرح صدره، وجعله رحيمًا رفيقًا بعباده،
اللهم اجعلنا هداة مهتدين،غير ضالين ولامضلين، رحماء بعبادك المؤمنين.

هيا تنشط في الطريق إلى الله عز وجل واستعد لرمضان...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-17-24, 08:10 AM
شهر شعبان بمثائة (( البوابة )) التي تدخلنا إلى شهر رمضان
بمثابة البوابة الى الجنة...قال صل الله عليه وسلم بقوله (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين))

، فأين المشمرون عن السواعد ؟؟
أين المشتاقون الى لقاء الله ؟؟
أين المشتاقون الى الجنة ؟؟

فهاهي الجنة تنادي أنا أصبحت عند أبوابكم ...
ففي شهر شعبان مجال طرق الأبواب، بكل وسائل الطرق المتاحة فاطرقوا أبواب الجنان بالتوبة والاستغفار والإنابة إلى الله واللجوء إليه ،

واطرقوا أبواب الجنان بالتضرع والوقوف على أعتاب بابه مرددين ((لن نبرك بابك حتى تغفر لنا ))
اطرقوا أبواب الجنان بالصيام والقيام والصلاة بالليل والناس نيام ،

اطرقوا أبواب الجنان بالطاعات والقربات وبالإلحاح في الدعاء فإن أبا الدرداء كان يقول: (جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له)

شعبان دعوة للتحفز والاستعداد والتهيؤ بالوقوف على العتبات والأعتاب لعله يفتح عن قريب فترى نور الله القادم مه شهر القرآن ...

شعبان هو شهر (( التدريب )) والتأهيل التربوي والرباني؛
يقبل عليه المسلم ليكون مؤهلاً للطاعة في رمضان، فيقرأ في شهر شعبان كل ما يخص شهر رمضان ووسائل اغتنامه، ويجهِّز برنامجه في رمضان ويجدول مهامه الخيرية،

فيجعل من شهر شعبان دورة تأهيلية لرمضان، فيحرص فيها على الإكثار من قراءة القرآن والصوم وسائر العبادات، ويجعل هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة تأهيلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان؛

فهو دورة تأهيلية لصيام رمضان؛ حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد في صيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط...

==============

﴿ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ ﴾

طُوي العام ، واقترب رمضان .. فمن كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليبادر به، فالواجب المُوسَّع سيضيق .


ما من مبتلى في الدنيا بخيرٍ أو شرٍّ؛ إلا ويجد مَن هو أعظم منه بليَّةً، فيتسلَّى به ويشكر ما هو فيه مما يرى غيره ابتُلي به، وينظُر مَن هو فوقه في الدِّين، فيعلَم أنه من المفرِّطين، فبالنظر الأول؛ يشكُر الله على النِّعَم، وبالنظر الثاني؛ يستحيي من مولاه ويقرَع بابَ التوبة والنَّدَم .
[ سبل السلام - الصنعاني ]


يسمى شعبان شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس إذا دخل شعبان أغلق حانوته ، وتفرغ لقراءة القرآن ، ويقول : طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان .
[ لطائف المعارف - ابن رجب ]

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-18-24, 07:39 AM
أحبتي في الله ..

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ، وتجديد التوبة من الآن ، وكثرة الاستغفار ، والحمد ، والتقوي بلا حول ولا قوة إلا بالله ، والتحبب إلى الله بالحبيبتين ( سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ) .

ولا تنسوا ( رفع الأعمال ) في شعبان ، فلا تدري هل رفع أو لا ؟؟

تعالوا من اليوم نتصور ( حلم رمضان ) كيف سيكون ⁉️

فماذا تشتهي أن تعمل في رمضان هذا العام ⁉️

اليوم حلمنا :

أن نقرأ القرآن قراءة محب لله تعالى يستمتع بالوصال مع محبوبه الأعظم جل جلاله من خلال كلامه ، فيرى بين ثنايا الكلام رب ودود عظيم كريم جواد رحيم فيزداد حبه له .

يقول ابن القيم في " الفوائد " : فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه ، فكيف لا تحبه ، وتنافس في القرب منه ، وتنفق أنفاسها في التودد اليه ، ويكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه ، وكيف لا تلهج بذكره ، ويصير حبه والشوق اليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ، بحيث ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنفع بحياتها .

===============

عمل العامِ يرفع في شهر شعبان ، كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليهِ وسلم : أنه شهر ترفع فيه الأعمال ،

ويعرض عمل الأسبوع يوم الأثنين والخميس، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليهِ وسلم ، ويعرض عمل اليومِ في آخره والليلة في آخرها ،

كما في صحيح مسلم : «إن الله عز وجل لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل»،

فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يومي الأثنين والخميس، والعرض فيها أخص من العرض في شهر شعبان ،

ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله ، وعرض على الله وطويت الصحف ، وهذا عرض آخر .

〖 طريق الهجرتين - ابن القيم 〗

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-19-24, 07:59 AM
ليكن أخوف ما تخاف منه أنك بعد أن استعددت وركبت ومشيت، أن ينقلب بك المركب!

وهذه ثلاثة أنواع من الأمواج أحذرك منها في بحر رمضان:

العوائد، والعلائق، والعوائق

يقول ابن القيم رحمه الله: “الوصول إلى المطلوب مرهون بثلاث: هجر العوائد، وقطع العلائق، وتخطي العوائق”.

1️⃣هجر العوائد:

لا نريد أن يكون رمضان مثل كل رمضان؛ نفطر، نأكل وننام.

لا نريد رمضان مثل كل رمضان؛ يضيع ما بين الولائم والزيارات.

لا نريد رمضان مثل كل رمضان؛ أول الشهر نتناظر: “هل سنصوم مع السعودية أم مع مصر؟”

وفي وسط الشهر نتجادل: “هل تجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة أم لا تجوز؟"

وآخر الشهر نتشاجر: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أم لا ؟”…

كف عن الشحناء! كف عن المشاكل!

العوائد قد تكون من المباحات .. بل من العادات .. لكنها اتسمت بالإلف، وصارت من عادات المرء لا من عباداته..

اعبد الله بتجرد من الحظوظ والأهواء .. حتى العادات التي داومت عليها: اهجر البرود فيها، وجدد النيات في عملها، وأخرجها من الروتينية والرتابة، كيلا تغرقك هذه الموجة.

2️⃣ قطع العلائق:

أحد الإخوة بعدما توقف مع نفسه وتاب، فوجئ في رمضان بموجة عالية؛ إنه يجد مشقة في غض بصره!

كان يحسب أنه إذا أهله رمضان سيكون ملكا!

ففوجئ في عرض البحر .. بأن نفسه تراوده على معصية كبيرة .. فوجئ أنه يعرض عليه الدخان .. فوجئ بنفسه تراوده على .. وعلى .. في رمضان!

يا أخي ..

اعلم أنك لن تصبح ملكا، فلا تزال فيك بعد التوبة رواسب لهذه العيوب والذنوب، فاقطع هذه العلائق قطعا؛ كيلا تغرقك هذه الموجة.

3️⃣تخطي العوائق:

العوائق: أشخاص ففي الطريق ..

اقرأ هذه الآية: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأنعام: 112)،

فدعك من الناس، هون في قلبك الشر، حتى نفسك.. قلل من شأنها بداخلك .. نفسك الأمارة بالسوء من أعدى أعدائك؛ فتخطها، إنها طالبة للشهوات؛ فتجاوزها ..

وسبحان الملك! من خصائص العوائق إنك إن تخطيتها بفضل الله وتثبيته، فإنك لست فقط تنجو بذلك؛ بل إن هذه العوائق تزيد سرعتك في السير، وترفع إمكاناتك في الإبحار كالحجر إن وطئته رفعك، أو كالجبل الذي تكدح في صعوده، فإن تخطيت أقصى قمته وجدت يسرا في النزول عنه…

هكذا تجد كل المشاكل التي يفتعلها الناس حولك إذا قررت عملا صالحا في رمضان، كالعمرة أو الاعتكاف مثلا، إن قررت منع معصية قديمة كالاختلاط في الاجتماعات الأسرية، أو متابعة البرامج والفوازير والمسلسلات التي فيها النساء والمعاصي مثلا، بمجرد أن تثبت وتتخطى هذه المشاكل تجد أن كلا هؤلاء الناس يعينونك بإذن الله على حياتك الإيمانية .. فاثبت.

والآن .. اقرأ الآية مرة أخرى، لكن مع سياقها كاملا – ولا تجر بصرك عليها سريعا- فإني سأترك لك تدبرها:

قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾

وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾

أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴿١١٥﴾

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الأنعام: 112-117).

إنه مجرد امتحان .. فتخطه مطمئناً .. ولا تغرقك هذه الموجة.....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-20-24, 07:46 AM
..أحبتي في الله ...

سنتابع بحول الله أهم الأعمال التي كان السلف يقوم بها للتهيؤ لشهر رمضان بلغنا الله وإياكم كل خير فيه ونحن بأتم الصحة والعافية...

ثالثًا: تجــديـــد التوبــــة ..

تبّ إلى الله عز وجل من كل ما أسرفت على نفسك فى هذا الزمان،
والتوبة ليست فقط توبة من الذنوب المعتادة
وإنما هناك أمور أعظم وأخطر ينبغي تجديد التوبة منها ..

1) جددّ التوبـــة من الخيانة ..

يقول الله تعالى {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا لَا تَخونوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَمَانَاتِكم وَأَنتم تَعلَمونَ} [الأنفال: 27] ..

فإقترافك للذنوب وتجرأك على الله في الخلوات خيانة ..
وإفتقادك لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في حياتك خيانة،
والسنة ليست مظهرًا فحسب وإنما ظاهرًا وباطنًا ..
وتضييعك لأمانة الإيمان خيانة،
فالمعاصي تضيِّع إيمانك الذي امتن الله عليك به.

2) جددّ التوبــة من ذنوب الخلوات ..

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثوراً أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها” [رواه ابن ماجة ] ..

فإذا لم نتب لله عز وجل من ذنوب أسرفنا على أنفسنا فى الخلوات فإنها الطامة والمصيبة الكبرى.

3) جددّ التوبــة من الخداع ..

قال تعالى {مَن كَانَ يرِيد العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّة جَمِيعًا إِلَيهِ يَصعَد الكَلِم الطَّيِّب وَالعَمَل الصَّالِح يَرفَعه وَالَّذِينَ يَمكرونَ السَّيِّئَاتِ لَهم عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكر أولَئِكَ هوَ يَبور} [فاطر: 10] ..

فأعمال العباد ترفع بالذكر والعمل الصالح،
ولكن الخطر حال رفع الأعمال من مكر السيئات ..
فمن يصِّر على المعاصي ويظن أن الله سبحانه وتعالى سيغفر له وإنه سينال الجنة هكذا دون عمل، فهذا ماكرٌ خادعٌ لنفسه لا لربه.

4) جددّ التوبــة من الريــــاء ..

والمرائي هو الذي يعمل بنشاط وسط الناس لأنه يريد ثنائهم وحين يخلو بالله ولايراه أحد يتكاسل ..

فاحذر أن يكون قد تسلل إلى عملك شيء من الرياء فأحبطه، فتظن إنك أتيت الله بأعمال صالحة وتجدها هباءًا منثورًا لأنها لم تقبل وردّت على صاحبها والعياذ بالله.

5) جددّ التوبة من عدم الخوف من الله عز وجل ..

فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نخافه،
فإذا بنا نتجرأ على المعاصي ولا نعطي لأمر الله بالاً.

6) جددّ التوبــة من قلة الحيـاء من الله ..

فإنك إن أذنبت ذنبًا تستحي أن يعلمه أحدًا من أهلك أو أصدقائك ..
ألا تستحي من رب العالمين حين يقررك عليها ذنبًا ذنبًا؟!

فينبغي أن نتوب من هذه الأمور،
حتى يغفر الله سبحانه وتعالى لنا حين ترفع الأعمال
ويستر علينا ما اقترفنا من ذنوب ومعاصي.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لنا ويتوب علينا توبة نصوحة ويسترنا بستره الجميل

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ...

مجالس الصالحين.....

عطاء دائم
02-21-24, 07:47 AM
...أحبتي في الله ...

سنتابع بحول الله أهم الأعمال التي كان السلف يقوم بها للتهيؤ لشهر رمضان بلغنا الله وإياكم كل خير فيه ونحن بأتم الصحة والقوة

عليكم بالإكثار من الصيام فى شعبان ..
وقد كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يكثِّر من الصيام في شعبان، لعدة أسباب منها:

1) الصيـــام هو الطاعة الوحيدة التى تؤجر عليها طيلة النهار ..
سواء كنت نائمًا أو مستيقظًا.

2) الصيـــام لا مثل له ..
كما قال النبي صلّ الله عليه وسلم “عليك بالصيام فإنه لا مثل له“ [رواه النسائي ]

3) الصيــام شفاء لما في الصدور ..

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر”[رواه البزار ]،
ووحر الصدر هي الوساوس التى يقذفها الشيطان فى قلبك.

4) الصيام حفظ ووقاية من الشهوات ..
كما قال صلّ الله عليه وسلم“فعليه بالصوم فإنه له وجاء” [رواه أبو داوود ]

وقد كان النبي صلّ الله عليه وسلم يصوم شعبان كله إلا قليلاً إستعدادًا لرمضان،

فليكن صومك في هذا الشهر مثل صوم نبي الله داوود أن تصوم يومًا وتفطر يومًا أو تصوم يومين وتفطر يوم.َ

إياكم أحبتى أن تضيعوا وتخسروا اعظم ساعات يمكنكم الفوز بها وتخسروا خساره ليس بعدها خساره

لا تنسوا ( ترفع الأعمال ) في شعبان ،
فلا ندري متى ترفع اوله ام منتصفه ام آخره ؟؟
لذا علينا كل الاجتهاد حتى نختم صحفيتنا بأفضل الاعمال..

.اكيد نحب ان ترفع اعمالنا ونحن صائميين قائمبين مرتلين للقران ذاكرين عابدين الله أحسن العباده..
فاجتهدوا كل الجهد فى العباده واعطوها الوقت الاكبر فى يومكم

وفقنا الله وإياكم لكل خير وجعلنا من المقربين الفائزين برضوانه تعالى إنه على كل شيء قدير ....

=============


شهر شعبان مُقدِّمة لـ شهر رمضان
روّض شغاف قلبك من الآن على العبادات استغفارًا وقيامًا وقراءةً للقُرآنِ وتدبّرًا وإلحاحًا.!
النصيحة الوحيدة :
صلوا جيداً واسجدوا طويلاً
وتنفس بعمق واقرأ القرآن بتدبر
واذكر اللّٰه كثيراً وتذكر ان الدنيا زائلة

يارب ردُني إليك رداً جميلاً وأجعل الطاعات
أحب إلي من الدنيا ومافيها.....


مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-22-24, 07:57 AM
..أحبتي في الله ...

سنتابع بحول الله أهم الأعمال التي كان السلف يقوم بها للتهيؤ لشهر رمضان بلغنا الله وإياكم كل خير فيه ونحن بأتم الصحة والقوة ....

5): شهر القرآن ..

العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان؛
وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبُّر ومعايشة القرآن.

فقد كان السلف يغلقون دكاكينهم في هذا الشهر وينكبوا على قراءة القرآن فيه ..

فليكنّ لك فيه ختمة أو اثنتين في هذا الشهر.

ورد تتلوه يومياً ﻻ يقل عن جزء

حفظ ولو آيه كل يوم ترتقى بها درجه

تدبر وفهم تفسير ولو آيه يومياً

اجتهاد فى حضور القلب والخشوع عند التﻻوه

اقـرأ الآن وارتقِ :
قال سلمة بن كهيل : كان يقال : شهر شعبان شهرالقراء .
وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .

6): عليك بعلو الهمة ..
قمّ وتيقظ ..
عليك أن تدخل رمضان بهمة قوية وبإرادة صلبة لكي تحقق هذه الأهداف.
ولا تمنن تستكثر ..

فإنك مهما فعلت من طاعات، فهي لا تساوي شيئًا في جنب الله الكريم.
لابد أن تنقطع لطاعة ربَّك في هذا الشهر العظيم، حتى يرفَّع عملك وأنت على طاعة الرحمن،،

شهر شعبان بمثائة (( البوابة )) التي تدخلنا إلى شهر رمضان
بمثابة البوابة الى الجنة...قال صلى الله عليه وسلم بقوله (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين))

، فأين المشمرون عن السواعد ؟؟أين المشتاقون الى لقاء الله ؟؟أين المشتاقون الى الجنة ؟؟

فهاهي الجنة تنادي أنا أصبحت عند أبوابكم ...
ففي شهر شعبان مجال طرق الأبواب، بكل وسائل الطرق المتاحة فاطرقوا أبواب الجنان بالتوبة والاستغفار والإنابة إلى الله واللجوء إليه ،

واطرقوا أبواب الجنان بالتضرع والوقوف على أعتاب بابه مرددين ((لن نبرك بابك حتى تغفر لنا ))
اطرقوا أبواب الجنان بالصيام والقيام والصلاة بالليل والناس نيام ،

اطرقوا أبواب الجنان بالطاعات والقربات وبالإلحاح في الدعاء فإن أبا الدرداء كان يقول: (جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له)

شعبان دعوة للتحفز والاستعداد والتهيؤ بالوقوف على العتبات والأعتاب لعله يفتح عن قريب فترى نور الله القادم من شهر القرآن ...

اللهم وفقنا توفيق عبادك المقربين واجعل قلوبنا دائمة الحضور والأنس بك يا كريم ....

=================

اسبق غيرك:
البركة في البكور ..

ومن نهض قبل غيره سبق إلى نيل الأرباح وإدراك الفلاح،
وقد يسبق العبد غيره في الآخرة بفارق عمل يوم واحد بل بعمل ساعة بل بعمل لحظة، وحسرة المسبوق يوم القيامة قاتلة، حين يرى من فاقه نعيما وحورا وسعادة وسرورا، بينما هو في أركان النار يتقلب؟!

أيها المستعدون ..

من سبق اليوم منكم إلى الخيرات كان السابق لغيره غدا في درجات الجنات، وتقدَّم الصفوف يوم القيامة ناحية الحوض ليكون أول من يحظى برؤية نبي المكرمات.
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد أن النبيَّ قال: «لا يزال قومٌ يَتأخَّرون حتى يُؤَخِّرَهُم الله».

يؤخِّرهم الله عن رحمته .. يؤخِّرهم عن عظيم فضله .. يؤخِّرهم عن لذيذ عفوه .. يؤخِّرهم عن دخول جنته .. وإن دخلوها فيؤخِّرهم في درجات جنته .. فكيف يطيق المتأخِّرون هذا النوع من الحرمان؟! وكيف لا ينتفضون ليمسحوا عنهم الغفلات ويسابقوا غيرهم إلى الخيرات؟!

من كلام شعبان الذي لو كان له لسان لنطق به: أسرع في السير الحثيث فقد سبقتك قافلة المجتهدين.....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-23-24, 08:11 AM
.أحبتي في الله ...

1) عليك بكثرة الدعاء بأن يرزقك الله الإخلاص ..
“اللهم اجعل عملي كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا، اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل”.

2) ذكّر نفسك بنواياك .. قبل أن تشرع في أي عمل.

3) فليكن لك في كل أسبوع عمل فذّ كبير ..
كأن تصوم أسبوعًا كاملاً أو أن تختم فيه قراءة القرآن أو أن يكون لك ورد ذكر كبير كورد أبي هريرة رضي الله عنه،
قَالَ عِكْرِمَةُ : " كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ ، وَيَقُولُ: أُسَبِّحُ عَلَى قَدْرِ دِيَتِي " البداية والنهاية " (11/379) .

حتى تقدم بين يدي الله عمل فذّ كبير في زمان رفع الأعمال، وليكن هذا العمل عنوان الإخلاص كما قال ذو النون “علامة المخلص بذل المجهود في الطاعة”.
فإذا أردت أن تُخلِّص، اعمل عملاً فذًا.

ثانيًا: البعد عن المشاحنة

والمشاحن هو الذي يضمر الحقد والغلّ للناس ..

قيل لرسول الله صلّ الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟،
قال “كل مخموم القلب صدوق اللسان”،
قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟،
قال “هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد” [رواه ابن ماجه ] ..

هذا هو صاحب القلب الطاهر ..

طهّر قلبك من أي غلّ خفي تجاه إخوانك ..
حتى تنال المغفرة في هذه الليلة ..
والحسد غريزة طبيعية في فطرة كل البشر، ولكن المؤمن يصرفها في طاعة الله ..

قال النبي صلّ الله عليه وسلم : “لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار” [متفق عليه] ..

والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمغتبط وهذا لا بأس به وله نيته،
ولكن إن تمنى زوالها عنه فذلك حرام وهو الحسد المذموم ..
واعلم إن السبب الذي يوقعك في الشحناء والحسد هو حب الدنيــــا، فهي رأس كل خطيئة.

وأخيرًا، أوصيكم بالإكثار من فعل الخيرات في أسبوع ليلة النصف من شعبان ..
لتكون خير عدَّة لرمضان ..
فنحن في زمان السقي، بعد أن بذرنا البذور في شهر رجب والحصاد في رمضان إن شاء الله ..
اللهم بلغنا رمضان،،

وإن لم تبذر بعد ..

فاستدرك أمرك الآن، {وَلَو أَرَادوا الخروجَ لَأَعَدّوا لَه عدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّه انبِعَاثَهم فَثَبَّطَهم وَقِيلَ اقعدوا مَعَ القَاعِدِينَ} [التوبة: 46]

وإياك أن تكون ممن دعا عليهم النبي صلّ الله عليه وسلم “بّعٌد من أدرك رمضان فلم يغفر له” [رواه الحاكم ]

هيـــــــــا أعِّد العدَّة من الآن، فلم يتبقى من الوقت إلا القليــــــــــــل،،

اللهم وفقنا توفيق الصالحين وأولياءك المقربين....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-24-24, 07:52 AM
الملأ الأعلى بهذه الأعمال فيدعون الله لك ..

قال تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7]

حملة العرش مع منزلتهم العظيمة الشريفة يستغفرون ويدعون لك ..
فعليك أن تنظر فيما سيُرفع لك، وليكن عملاً يُباهى به ..
هم سيستغفرون لك، أستغفر أنت أيضاً في الأرض ..
هم سيدعون لك، ادعّ أنت أيضاً في الأرض.

تُرفع الأقوال والأعمال لتُسجَّل في الدواوين العالية للمُقربين ..
قال تعالى {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)}[المطففين] ..

فماذا تفعل لكي تتقرّب من الله تعالى ويُكتب كتابك في عليين؟ ..
تقرب له بسجدة شُكر،

فإن بلوغك شهر شعبان نعمة تستحق أن تسجد شاكرًا لله تعالى.

يُرفع العمل رفع سنوي لكي تحصل تنقية للأعمال ويُميز العمل الطيب من الخبيث ..

قال تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10] ..

نسأل الله أن يمُنّ علينا في هذه الأيام المُبـــــــــــــــاركات بحُسن العمل الصالح الذي يُدنينا منه،

فنكون عنده من المُقربيــــن فالرّوح والريحان وجنة النعيم،،

===========


...أحبتي في الله ...

تعالوا نتوقف قليلاً مع رفع الأعمال إلى الله عز وجل، لنعرف لماذا ترفَّع الأعمال ..

فالأعمال ترفَّع بشكل يومي عصرًا وفجرًا ..
وأسبوعيًا، يومي الإثنين والخميس ..
وسنويًا في شهر شعبان.
والحكمة من رفع الأعمال هي:

أولاً: الشفاعة لصاحبها ..

تشفع الأعمال الصالحة لصاحبها عند رب العالمين، فيغفَّر لك ذنوب العام كله.
وما هي الأعمال التي ستشفع لك في شعبان⁉️

1) دوام الذكر وبالأخص الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر) .. قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم"إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهنّ دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به" [رواه ابن ماجة ] ..
يذكر به: أي يشفع له ..

فعندما تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تصعد وتذَكِّر بك، وتشفع لك عند رب العالمين فوق العرش .. فاكثِر من هذا الذكر في شعبان لكي يشفع لك.

2) قراءة سورة الملك ..

قال الله صلّ الله عليه وسلم"إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة" [رواه الحاكم ] ..
اقرأها كل ليلة كي تشفع لك وتنجيك من عذاب القبر.

3) قراءة آية الكرسي ..

قال النبي الله صلّ الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش" [رواه أحمد ] ..

فآية الكرسي التي قرأتها ترفَّع فوق عند العرش وهي تبجِّل الله سبحانه وتعالى وتحمد الله بالنيابة عنك وتقدِّس الملك سبحانه وتعالى عند ساق العرش.

ثانيًا: أن يتباهى الله عز وجل بعملك في الملأ الأعلى ..
فالله عز وجل يثني عليك في الملأ الأعلى إذا ما فعلت هذه الأعمال ..

1) الإكثار من الصلاة على النبي الله صلّ الله عليه وسلم ..
قال الله صلّ الله عليه وسلم"من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات" [رواه النسائي ]

2) قيــام الليـــل ..

ولتنوي بقيامك في شعبان نيتين: نية الاستعداد لرمضان حتى يغفر لك ما تقدم من ذنبك والثانية أن تنال مسألتك من الله عز وجل،


قال رسول الله الله صلّ الله عليه وسلم
"الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له"[رواه أحمد ] ..

فلا تُضيِّع هذه الفرصة وسلّ الله ما تريد ..
ولتكن حكيمًا في سؤالك رضاه عز وجل ..
اللهم بلغنا رضاك ومتعنا بلذة القرب منك .

3) حضور مجالس العلم ..

حافظ على حضور دروس العلم خلال شهر شعبان؛ لأن الله عز وجل يباهي بأهل مجالس العلم في الملأ الأعلى ..

قال الله صلّ الله عليه وسلم "إن لله ملائكة سيارة فضلاء يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله وهو أعلم من أين جئتم ⁉️

فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويمجدونك ويحمدونك ويسألونك

قال وماذا يسألوني ⁉️
قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي ⁉️
قالوا لا أي رب
قال وكيف لو رأوا جنتي ⁉️
قالوا ويستجيرونك
قال ومم يستجيروني ⁉️
قالوا من نارك قال وهل رأوا ناري ⁉️
قالوا لا .
قال فكيف لو رأوا ناري ⁉️
قالوا يستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا
قال يقولون رب فيهم فلان عبد خطاء وإنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" [صحيح مسلم]

4) انتظار الصلاة بعد الصلاة ..

عن عبد الله بن عمرو قال: صلينا مع رسول الله الله صلّ الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله الله صلّ الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبتيه فقال "أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى" [رواه ابن ماجة ] ..

فحتى يباهي الله بك
عليك أن تجلس بين الصلاتين، ولتكن ما بين المغرب والعشاء على سبيل المثال .

أما إن كنت حريصاً على عظيم الثواب وتريد أن تُعتق بسببه إن شاء الله من النار ..
فلتعتكف في المسجد من العصر إلى المغرب، إن كان وقتك يسمح لك بهذا؛
لأن النبي الله صلّ الله عليه وسلم قال "لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل" [رواه أحمد ] ..

كن سبباً لعتق الرقاب، بها تُعتق.

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-25-24, 07:59 AM
( رمضان لم يقترب ... )

رمضان لم يقترب ! نحن الذين اقتربنا منه !

منّا من يأتيه ركضًا ، وهرولة ، ومشيًا ، ومنا من يزحف إليه زحفا ..
منا من يأتيه روحًا وجسد ، ومنا من يأتيه جسدًا بلا روح ...

رمضان موسمٌ للربح ، وفرصةٌ يستثمرها الموفّقون للقرب من ﷲ والجنّة ..
يسعى المفسدون لسرقتنا من رمضان وسرقة رمضان منّا ، لذا فاليقظة واجبة ، والعمل مطلوب ، والفوز لمن أحسن عملا ...

كلّ شيء في رمضان يدعوك لأن تحبّه وتشتاق إليه ؛ ، الآيات والتلاوات ، الصيام والقيام ، التراويح والقنوت .. كلّ شيء ...

من كان رمضانه عامرًا بالخيرات والطاعات والقربات ؛ ازداد حبّه لهذا الموسم كما يحب التاجرُ مواسم الربح .. ومن كانت رمضاناته تضيع في المسلسلات والنوم عن الصلوات والغفلة عن الآيات ؛ فحريٌّ به أن لا يعني له رمضان شيئًا ...

اعقد العزم على أن يكون رمضانك هذا مختلفًا ، عش لحظاته كأنه الرمضان الأخير في حياتك .. عندها سيصبح رمضان جنّة تستظل ظلالَها بقيّة عُمرك ...

ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ...

===============

‏﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ﴾

لم تصح أحاديث المسامحة في ليلة النصف من شهر شعبان ، ولكن الشريعة جاءت بالصفح والعفو والمسامحة ، وحثت عليها في كل الأزمان.


قال ابو الحسن الماوردي : محاسبة النفس أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعاله في نهارَه، فإن كان محمودًا أمضاه، وأتبعه بما شاكله، وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل .
[ أدب الدنيا والدين - الماوردي ]


قال القاضي ابن العربي في كتابه أحكام القرآن : ليس في ليلة النصف من شعبان ⁩حديث يعوّل عليه ، لا في فضلها ، ولا في نسخ الآجال فيها ؛ فلا تلتفتوا إليها. ....

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-26-24, 08:04 AM
جهزوا قلوبكــم قبل رمضــان

تعالوا نحاسب أنفسَنا قبل أن يحاسبنا ربُّنا
تعالوا في هذه الايام المتبقية على بدء هذا المــوسم المبَــارك

نعاهد ربَّنا جل وعلا على إصلاح أحوالنا
وتزيين أعمالنا والجدِّ والاجتهاد فيما يقرِّبُنا من ربنا.

فهيا بنا نتفقد هذا القلــب♡ لنطهِّره من الشوائب والآفات التي عَلِقتْ به،

و ليكون أرضًا خصبة تنتظر ما سنزرعُه فيها خلال هذا الشهر المبارك؛

لننعــم بثمـار غرسنـا بقية أعمـارنـا.

عليك من اليوم أن تبادرَ إلى تفريغ قلبِك من كل شاغل قبلَ أن يدخلَ عليك رمضان .


حتى إذا ما بلّغك الله إياها تذوقتَ حلاوتَها، و أنِست بأيامها، وتضلّعتَ من قراءة كتاب ربِك فيها. وتنعمت بالصوم والصلاة والقيام بلذة و أنس.

فــرّغ قلبَــك الآن ..
فأنت مقبل إن شاء الله على رحلـة إيمانيــة ممتعــة...

===========
وفي إحياء الوقت المَغفول عنه بالطاعة كشهر شعبان فوائد :

منها : أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء.

ومنها : أن المنفرد بالـطاعة بين أهل المعاصي والـغفلة قد يدفع الـبلاء عن الـناس ، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم ، حتى قال بعض السلف : لولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.

ومنها : أنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها ؛ وسبب ذلك أن النفوس تتأسّى بما يشاهد من أحوال أبناء الجنس الواحد ، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات،

وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس ؛ فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها .

〖 لطائف المعارف - ابن رجب 〗

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-27-24, 07:57 AM
يقول الله تعالى{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }
إنه امتحانٌ من امتحانات الصدق في القرآن، فالصادقُ فينا الذي يريد أن يفوز في رمضان هو الذي يعد العدة ويستعد ..
" فالإمدادُ على قدْرِ الإستعداد "

بعض الناس ينتظر رمضان لكي يبدأ بالتغيير ويصلح من قلبه وعبادته وصلاته وتلاوته وتعامله مع القرآن، وهذا من أكبر الأخطاء التي نقع فيها ..!

بل إن أكبر شرَك ومصيدة للشيطان أنه يمُد حبل الأماني للإنسان ..

تأمل في حال كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك، لم يخرج مع الجيش،
تراخى..
تأخر..
كان يقول لنفسه ألحقهم متى شئت، فهم جيش كبير، حركتهم بطيئة، وأنا شاب ومعي فرس وسألحق بهم ..
ثم ماذا؟
يمضي اليوم الأول والثاني والثالث والرابع ...
وهو يقول لنفسه غداً سأخرج غداً سأخرج .. ومضى الجيش وابتعد الجيش، وتخلّف كعب ..!!

لا تتباطئ، لا تؤجل، لا تتراخى .. فقد يحول الله بينك وبين عزيمتك
وبينك وبين إرادتك،
وبينك وبين العمل ..

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ،،،

=============

إن شاءالله بعد أيام قليلة،

ستحلو الحياة بالضيف الغالي

سننتظر وقت أذان المغرب لنفرح بالفطر
سنسعد قلوبنا عند قراءة وسماع القرآن ونستشعر جمال كلام ربي..

سنتجمع مع بعض نصلي التراويح

سنتصدق ولو باليسير..
سنتسابق لزيادة الحسنات

سنتراكض قبل اذآن الفجر لنشرب المـاء سنشعر بجرعات إيمانيه في اوردتنا ...

اللهم بلغنا رمضان، وبارك لنا فيه....


مجالس الصالحين....

عطاء دائم
02-28-24, 07:54 AM
.أحبتي في الله ...

جهزوا قلوبكــم قبل رمضــان

كلّما شعرَ المرءُ بدنوِّ شهر رمضان المبارك غلبته الحيرة !
ما الذي يمكنُ أن يقوله ؟!

وتطرحُ تساؤلاً كبيراً: لماذا نقولُ كلاماً كثيراً في شأن الاستعداد لرمضان ثم لانجدُ له الأثر المكافئ ؟

ولماذا يكون أحدُنا عارفاً بكثيرٍ مما سيُقال، وربما تضجّر مما عدَّهُ تكراراً وإعادة ..
ولكنه مع ذلك لايُحوِّل شيئا من هذا الذي عرفه إلى واقع ؟

ما الذي غاب عن حياتنا فغابَ عنها الفعلُ؟
وما الذي فقدناه ففقدنا العمل ؟

في ظنّي أنَّ ثمةَ سمةً مهمةً، وخصلةً ضرورية، من فقدها لم تحده كثرة الكلام، ولا نفعه ترداد المعاني !! أتدرون ماهي ؟

إنها الجدية !!

لابدّ من لحظاتِ سكينةٍ .. لحظاتِ انكفاءٍ (مؤقَّتٍ) على الذاتِ لترتيبها من الداخل

نحتاج إلى هذه اللحظات ( الانكفاء المؤقت على الذات ) ؛

لاسيما و قد اقترب شهر رمضان .. كيف أعددت العدّة ؟
و كيف حال إيمانك ؟

كيف حالك مع رَبّك ؟!
السؤال الذي قلّما تجد من يذكرّك به هذه الأيام ..

تعالوا نحاسب أنفسَنا قبل أن يحاسبنا ربُّنا
تعالوا في هذه الايام المتبقية على بدء هذا المــوسم المبَــارك

نعاهد ربَّنا جل وعلا على إصلاح أحوالنا
وتزيين أعمالنا والجدِّ والاجتهاد فيما يقرِّبُنا من ربنا.

فهيا بنا نتفقد هذا القلــب لنطهِّره من الشوائب والآفات التي عَلِقتْ به،

و ليكون أرضًا خصبة تنتظر ما سنزرعُه فيها خلال هذا الشهر المبارك؛

لننعــم بثمـار غرسنـا بقية أعمـارنـا.

عليك من اليوم أن تبادرَ إلى تفريغ قلبِك من كل شاغل قبلَ أن يدخلَ عليك رمضان .

حتى إذا ما بلّغك الله إياها تذوقتَ حلاوتَها، و أنِست بأيامها، وتضلّعتَ من قراءة كتاب ربِك فيها. وتنعمت بالصوم والصلاة والقيام بلذة و أنس.

بلغنا الله و إياكم على خيرٍ و برٍ و تقوى

فــرّغ قلبَــك الآن ..
فأنت مقبل إن شاء الله على رحلـة إيمانيــة ممتعــة...

==================

كل ما تريد أن تجنيه وتظفر به في رمضان فأبذر بذوره من الآن ..

تريد صلاةً خاشعةً في رمضان تتلذذ فيها وتتفتح لها أبواب السماء
فأول ما تبدأ به الفرائض، اعزم أمرك واحبس قلبك في صلاة الفريضة وخاصة عند قراءة الفاتحة، كن حارساً يقِظاً على قلبك.

أطل في قراءتك، في ركوعك، في سجودك في دعائك شيئاً فشيئاً .. الزم نفسك بأن تسبح عشراً في الركوع وفي السجود ..

اخرج من دائرة التخفيف فالتخفيف لا نهاية له ومن تعود عليه فلن يصل للخشوع.

اعزم على نفسك وجاهدها أن لاتقوم حتى تنتهي من أذكارك بعد الصلاة وتتبعها بالسنة الراتبة.

صلى رجل بجانب عبد الله بن المبارك ولما انتهت الصلاة قام الرجل مسرعاً فجذبه ابن المبارك من ثوبه وقال له: أما لك إلى ربك حاجة.

وكم لنا إلى ربنا من حاجات..!

اجعل من ضمن برنامجك للاعتناء بصلاتك
لاتقم من صلاتك قبل اللجوء إلى الله والتضرع إليه سبحانه وتعالى
أليس لك حاجات يقضيها لك .

روى الترمذي (3499) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : ( جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ ) والحديث حسنه الترمذي

أعانني الله وإياكم على طاعته

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
02-29-24, 07:42 AM
أحبتي في الله ...

لابد لنا في هذا الشهر الفضيل من تعلق بكتاب الله تعالى، وتجديد الخشية في القلب بالنظر في كتابه الكريم وتدبر مقصوده منه، وذم الله تعالى من يتلو الكتاب بلا فهم
قال تعالى: ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) أي جهلة ليس لهم حظ من الكتاب سوى القراءة *

وتدبر القرآن يقذف في القلب خشية عظيمة لمنزّله عز وجل، وكلما ازداد حظ المؤمن من فهم القرآن وتدبره زادت خشيته لله
(إنّما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماء).

والإنسان يحاول قدر استطاعته بتقديم الفهم والتدبر على الحفظ،
وسيفتح الله له إن شاء الله، ونحاول بالبسيط ونبدأ بجزء عم وهكذا.

كن معنا ان شاء الله*في معسكرنا المكثف كي نلحق بالسباق في ساعاته الأخيرة إن شاء الله تعالى
معسكر مكثف من الآن وحتى آخر دقائق شعبان ان شاء الله

حتى يكون رمضان فرصتي*...
ورمضان بدايتي*.
حتى يكون رمضان حل لمشكلاتي ....
حتى يكون رمضان فرصة للرجوع لله ..
حتى يكون رمضان تصحيح المسار..

رمضان يعني خلقي القرآن
رمضان يعني بلوغ التقوى والهداية*...
رمضان التغيير....
ورمضان الحفظ من الفتن*
رمضان...معناه الكثير والكثير

قال تعالى :*(وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ )*

أخى /أختى انت تقدر بعون الله وبحول الله وبقوته*
فقط استعن بالله*

يقول الدكتور ناصر العمر حفظه الله، أن أي مؤمن يستطيع تدبر القرآن من خلال فهم الآيات بالتفاسير الموثوقة أولاً ثم تدبرها وتطبيق أوامر الله. ولا يشترط أن نكون أنا وأنتِ عالمات حتى نتدبر كتاب الله

فالله سبحانه وتعالى يقول: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) فالخطاب موجه لعامة الناس.

فمثلاً من التدبر أن نتتبع محابّ الله كقوله :(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) ، (إن الله يحب المحسنين) فنحرص أن نحظى بمحبة الله من خلال الإتيان بالطهارة والتوبة والإحسان.

والأمثلة على ذلك كثيرة وقد يسرها الله عز وجل للمدّكر وليس شيء أنفع للروح من التأمل في كلام بارئها، والمحروم من شُغِل بكلام العباد وأحاديثهم عن كلام ربه وفهمه وتدبره

لو جائتنا رسالة مهمة ولطيفة من شخص عزيز بالله عليكم ألسنا نقرأها مرة واثنتين وثلاثة بابتسامة تعلو وجوهنا وسنفهم كل كلمة،
ولو لم نفهم مقصد صاحب الرسالة سنستفسر عن قصده؟!
فما حالنا مع كلام ربّ العباد المتفضل علينا بإنزال كتابه؟


مازالت الفرصه امامك للاستعداد
ارجع بقلبك لله ...حتى لو بعدت ...حتى لو فترت
اصدق النيه والعزم وتعال إلى الله....

================


القرآن هو مادة العمل الكبرى وتاج الأعمال في رمضان، صفقة القرآن في الميزان ثقيلة، والمحروم من حُرم غُنمها.

فإن أردت فتحاً في القرآن في رمضان فاشتغل به من الآن وكثف الإشتغال، فالقرآن عزيز لا يفتح أبوابه إلا لمن أقبل عليه ..!

اجعل لك ورداً يومياً من تلاوته لا تُنقصه أبداً، ولاتكن همتك ضعيفة فتكتفي بأقل القليل فكلما أكثرت زاد الفتح.

اجعل لك حظاً من سماعه في أوقات الصفاء من نفسك فإنَّ في سماع القرآن سِراً ...
ابحث عن التلاوات المؤثرة، القديمة، النادرة التي تنفع قلبك وتأخذك من نفسك .

اجعل لك حظاً من تدبر وفهم القرآن،

ثم حدد لك جزءاً تقف مع آياته بقراءة تفسيرها وسماعه من طلبة العلم المهتمين بالتدبر ..

أعانني الله وإياكم على طاعته ...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-01-24, 07:48 AM
...أحبتي في الله ...

رمضان يطرق الأبواب

لكن أثناء السباق هناك محاذير هامة جدا احذرها

1⃣ السبق بالقلوب لا بالأبدان
فاحذر أن تكثر من الأعمال وتنسى قلبك..
قال صلى الله عليه وسلم (( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّه تَعالى لا يَسْتَجِيبُ دُعاءَ مِنْ قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ )). رواه الترمذي

2⃣ إحسان الأعمال

فإحسان الاعمال هو موضع التفاضل بين الناس...
الإحسان هو ما يعلي قيمة الانسان عند ربه...فأحسن فى اعمالك...وراقب الله فيها
ولا تجعل هدفك الكثرة لكن اجعل هدفك الأسمى هو الإحسان.

أحبتي في الله ...
لا شك أن من أعظم أعمال شهر رمضان : الصيام وهو يثمر تقوى الرحمن .
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
والتقوى إذا رزقها العبد فقد فازا فوزا عظيمًا ....

(1) فأهلها مبشرون بكل خير :
قال تعالى :" الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى"

(2) والله معهم يعينهم وينصرهم ويتولاهم :
قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ"

(3) ويرزقهم البصيرة فيسددهم .
قال تعالى : " يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً "

(4) ويكفر سيئاتهم :
قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا "

(5) وييسر أمورهم .
قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"

(6) ويجعل الفوز والفلاح حليفهم .
قال تعالى : " وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "

(7) ويفرج عنهم الكربات ويخرجهم من الغمّ والمحن .
قال تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا "

(8) يرزقهم رزقًا واسعًا من غير كدٍ .
قال تعالى : " وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "

(9) وينجيهم من العذاب والعقوبة .
قال الله تعالى : " ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا "

(10) ويصطفيهم بالكرامة والأفضلية .
قال تعالى : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "

(11) ويرزقهم الفوقية على الخلق :
قال تعالى : "وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

(12) وأعظم بشاراتهم أنَّهم من أهل محبته سبحانه .
قال تعالى : " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"

(13) ويخلص قلوبهم من الدرن والقسوة .
قال تعالى : " فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ "

(14) ولا يتقبل الله العمل إلا منهم .
قال تعالى : " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "

(15) وهم الآمنون من البليَّة العظمى يوم القيامة .
قال تعالى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ "

(16) وهم الفائزون بالنعيم :
قال تعالى : "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "

أرأيت شأن التقوى ، فكيف بعد ذلك تغفل عن إصلاح وتجويد صيامك ..
والله لو صحَّ قصدك ، وكنت تبغي ما عند الله ..
لصابرت واصطبرت ، ولأخذت نفسك بالحزم حتى لا تضيع تلك المنحة العظيمة .

لا تنسوا : من لم يبذر لم يحصد

شعارنا المتجدد لن يسبقني إلى الله أحد )

===========

قال ابن القيم رحمه الله: " إن العبد إذا أقبل على طاعة الله، بعث الله له صوارف ليتبين صدقه فإذا جاهد وصبر وثبت عادت هذه الصوارف في حقه معاونات على الطاعة ".

وأنت في حملة الإستعداد لرمضان تحتاج أن تضع كلام ابن القيم بين عينيك، وتكرره على نفسك حتى تثبت .

اعزم على نفسك مثلا بأن لا تكلم أحداً ولا تفتح جوالا ولا رسالةً بعد صلاة الفجر والعصر حتى تنتهي من كل الأذكار، والتسبيح مئة تسبيحة، والتهليل مئة تهليلة ..

اعزم على نفسك أن لا تترك الوتر أبداً إلى أن يأتي شهر رمضان، وأن تلتزم بإحدى عشرة ركعةً يومياً ولو أن تقرأ فيها بسورة الإخلاص .. المهم أن تتم ركعات القيام كلها.

اعزم على نفسك أن لا تترك السنن الرواتب ولو أن تتدرج فيها شيئاً فشيئاً حتى تستتم لك.

حبب النوافل إلى قلبك بالقراءة في أجورها، تأمل مثلا هذا الحديث : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..

أجرٌ هائل..!!
يكاد العقل أن لا يتصوره مقابل ماذا ؟
ركعتين فقط تحاول أن تجمع قلبك فيها وتخشع.

ستأتيك الصوارف والشواغل والقواطع من هنا وهناك ولكن إن تحاملت على نفسك وصبرت وصابرت *سيفتح الله في وجهك بعدها أبواب الرحمة ..*
وستجني الثمار في رمضان ..

[ اصبر، فالغُنمُ بالغُرم ..!]

اللهم إنا نستعينك فأعنا ،،،


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-02-24, 08:10 AM
.أحبتي في الله ...

ما زلنا نحتاج لغسل القلوب فى هذه المرحلة
واليوم نريد غسل القلب بــ

الخبيئة ...هي طاعة معينة تقوم بها لا يعلَّم بها أحد إلا الله .

قد تكون ركعات في جوف الليل لا يعلَّم بها أحد ..

صيام أيام لا يعلَّم بها أحد .

تلاوة آيات من القرآن .. ختمات لا يعلَّم بها أحد ..

ذكر الله عز وجل بالآلاف لا يعلَّم به أحد

دمعات على الوسادة ومناجاة ..

كل ما لا يعلَّم به أحد من طاعاتك ولا تخبر به أحدًا ولا يعلَّمه إلاَّ الله ، فهو خبيئة ..

فمن أعظم ما تتقرب به إلى ربك أن يكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلَّمها أحد من الخلق
تدخرها لنفسك في يوم أحوج ما تكون فيه إلى ما يكسو عورتك ،، ويطفىء ظمأك ،، ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلاَّ ظله .


العبادات الخفية والأعمال الصالحة السرية بها من كنوز الحسنات ما لا يعلَّمه إلاَّ الله فلا تغفل عنها .

ـ وهذا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به .
قال عمرو بن ثابت :
لما مات علي بن الحسين فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره . فقالوا :
ما هذا ؟ قالوا : كان يحمل جُرْب الدقيق يعني أكياس الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة

ـ وكان أحد السلف يقوم الليل كله ، فيخفي ذلك ، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة .

ـ وقد صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازًا يحمل معه غداه من عندهم ، فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم .

رحم الله أحد السلف وهو يقول :
"السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس ، وهن على الله بوادر"

اسأل نفسك الآن :
ما هي العبادة التي ستفعلها ولن يعلمها أحد من الناس ...
أعزم عزيمة جادة على إستثمار أوقاتك .. وعلى زرع غِراسٍ يانعاتٍ لك في الجنة بعزيمة صادقة .. وهِمّة عالية

أسأل الله لي ولكم الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب

============


إذا أردت أن تُرزق قلباً أواهاً مخبتاً منيباً في رمضان، فأبدأ *بقانون الترك* من الآن، فهو من الأعمال التي ترفع الإيمان وتقفز به عالياً ..
من الأعمال التي تندّي القلب وتليّنه وتسقيه.

فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وعلى مقدار الترك يكون العِوض من الله ..!

فتش في يومك وليلتك ستجد الشهوات تحيط بك ..
تُزاحمك،
تُشغلك،
تقيدك،
تحجبك،
تشوش عليك ..

خلص قلبك منها،
جاهد نفسك على تركها شيئاً فشيئاً ليصفو لك قلبك، وتصفو لك عبادتك، ويكثر دمعك ..
[فمن صفّى صُفّيَ له ومن كدّرَ كُدّر عليه،،]

اعزم على ترك الخيانات و ذنوب الخلوات فهي إغلاقٌ وإطباق،:وهي أكنّةٌ وأغشية، وهي البلاء الذي يضيع قلبك، ويلوثه ويسقطه ..

تفقد تعلقات قلبك ..
فأكثر ما أتعبك وأرهقك وشتتك وبعثرك أن سلّمتَ قلبك لمخلوق مثلك، فصحح وجهتك ليسترد قلبك عافيته قبل رمضان...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-03-24, 08:14 AM
رمضان شهر القرآن

لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " [البقرة (185)]

فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال

((كان النبي صل الله علية وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة)) في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، واستحباب ذلك ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً " [المزمل (6)]

وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في سبع، ويعضهم في كل عشر، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.



وكان الزهري إذا دخل رمضان قال ( فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام ).


وقال ابن عبد الحكم ( كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف ).


وقال عبد الرزاق ( كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن ).


وأنت - أختي المسلمة - ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن، يحيا به قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي صلى الله علية وسلم ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيُشفَّعان)) رواه أحمد والحاكم بسند صحيح

===========

﴿ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ ﴾

لقد دخل تحت قوله تعالى : ﴿ فَهُوَ حَسبُهُ ﴾ من المعاني ما يطول شَرحُه ، مِن إيتاء ما يُرجى ، وكفاية ما يُخشى .
[ الصناعتين - ابو هلال العسكري ]



قال الإمام الشافعي : من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره ، فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه ، وترك الذنوب ، واجتناب المعاصي ، ويكون له فيما بينه وبين الله خبيَّةٌ من عمل ؛ فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره ، وإن في الموت لأكثر الشُّغْل .
[ مناقب الشافعي - البيهقي ]



إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنس أن تدعوه أن يعينك و يبارك لك فيه ، فليس الشأن في بلوغه ، وإنما الشأن في ماذا ستعمل فيه. [ اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه ] .



إِنَّ طبيعة الحياةَ الطيِّبة -والتي هي مطلبنا جميعًا- نحتاجُ منا للحصول عليها والظفر بعا إِلى قلوبٍ تطهرت بماء التَّوبة والإنابة إلى الله ، واِسْتحْيتْ من ربنا العظيم وليِّ النِعمة، وزُكيتْ بالنِّية النَّقية، من أَجل هذا ؛ فإن شهر شعبان فرصةٌ لبدءِ حياةٍ حيَّة بمراقبة اللهِ الحيِّ، خاصةً والأَعمال فيه هذا الشهر تُرفع ، والناس عنه في غفلة.

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-04-24, 07:37 AM
[ الفضول ورمضان]

فضول الكلام
فضول النظر
فضول المخالطة
فضول النوم والأكل

يُضعف القلب، يُصيبه بالثقل والكسل والتراخي والفتور،
فالنفس إذا شبعت تثبطت إلى الأرض و قل حماسها، وقل نشاطها وتراخى سيرها ..

فتراه لا يجد في نفسه نشاطاً لا لصلاة ولا لقرآن ولا لعلمٍ ولا لذكر، بل تمر عليه الساعات ولسانه معقود عن الذكر وماهذا إلا للثقل الذي أصاب قلبه ..!

فمن كثُر نومه لم يجد في عمره بركة، ومن كثُر كلامه كثُرت سقطاته وذنوبه، ومن كف لسانه سلم ونجا.

ومن أكثر الخُلطة والمجالس الفارغة انفرط وقته وضاع حظه من ربه، وربما لم يخرج من مجلسه إلا وقد انطمس نور التقوى في قلبه ..!!

ومن أكثر من أكله وشرابه استغلق عليه قلبه وقلّ دمعه.

فترك الفضول من أعظم الاحتياطات التي تؤدي لحراسة القلب قبل رمضان .

يارب أعنا على أنفسنا ورضنا باليسير من الطعام والشراب والخلطة والنوم ....

=================

رمضان شهر الجود والإحسان

أختي المسلمة حث النبي صل الله علية وسلم النساء على الصدقة فقال صلى الله علية وسلم ((يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار )) رواه مسلم وقال صلى الله علية وسلم ((تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن... )) رواه البخاري


ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقالت لها خادمتها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ فقالت رضي الله عنها لو ذكرتني لفعلت !!


أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره، ولذلك كان النبي صل الله علية وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة، وكان جوده صلى الله علية وسلم شاملاً جميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده، وإيصال النفع إليهم بكل الطرق، من إطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمُّل أثقالهم.


ومن الجود في رمضان إطعام الصائمين:

فاحرصي - أختي المسلمة - على أن تفطري صائماً، فإن في ذلك الأجر العظيم، والخير العميم، قال النبي صل الله علية وسلم ((من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً)) رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح

واحرصي كذلك على الصدقة الجارية، فقد قال النبي صل الله علية وسلم ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)) رواه مسلم..


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-05-24, 08:03 AM
[ من أحبَ شيئاً عكف عليه ]

وأنت في استعدادك لرمضان اسأل نفسك : على ماذا تعكف؟
مالذي يشغل ليلك ونهارك؟

قد يكون عكوفك على الجوال، السناب، الفيس، التويتر ..
الأخبار و التحليلات السياسية، البرامج، القنوات ..

هل تستطيع أن تُنهي كل هذا في لحظة واحدة حين يعلنون عن رؤية هلال رمضان..؟!

بالطبع لا تستطيع..

فقم بعملية تخفيف وانسحاب من الآن حتى إذا جاء رمضان عكف قلبك على القرآن بدلا من الجوال.

تذكر أن رمضان يُستغل من قلب تفرّغ لاستغلاله لا من قلب مملوء مشغول، فالمشغول لا يُشغل.

فقهني الله وإياك بكل ماينفعنا ،،،

===========

بدأت نهائيات اﻻستعدادات النهائية لرمضان
فشمروا فقد آن أوان الجد..هيا يا احباب نفر الى الله ..

فمن يستجيب للنداء الأخير ؟؟
فقط بضعة أيام ..هيا نستجمع همتنا ..ونعش معا أيامًا من رمضان .

أولاً:

حدد هدفك..
فمطلوب من الجميع أن يفهم..
ماذا تريد من رمضان هذا العام ؟
ماذا تريد ان تخرج من رمضان وانت محققه ؟؟؟

ثانياً :
تفقه وتعلم ..
لذلك عليك أن تتعلم كل شيء عن الصيام وأحكامه ،
والقيام وقراءة القرآن
وسائر العمل الصالح وآداب ذلك .

ثالثاً :

عش أيام رمضان في خيالك من الآن
فعلماء الإدارة يذكرون أن من الأهمية
بمكان التعايش مع الهدف والانسجام
معه ليتحقق الهدف ..
عش واستشعر فى خيالك

إحساس الفوز بليلة القدر شعور أن
نكتب من عتقاء الله من النار
شعورالمغفرة ومحو صحائف السيئات ،
لقاء الله بذنب مغفور و سعي مشكور

عشت المعنى لتبدأ في تحقيقه .

وعلى هامش ذلك أجب عن هذا السؤال
ما حلمك هذا العام في رمضان ؟
كتب فى دفترك ..ماذا تحب أن تعمل في رمضان من عبادات؟؟
...بماذا سوف تفوز ؟؟
..بماذا ستستشعر ؟؟؟

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-06-24, 08:21 AM
.أحبتي في الله ...

أسال الله تعالى ان يهدينا وإياكم لما يحب ويرضى ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

نحتاج اليوم بعد المداواة لغسيل للقلوب من آثار الرواسب ، ولن يتأتى هذا إلا بأعمال كثيرة تكون كالنهر الجاري الذي لايحمل الخبث .

أولها : زيادة ورد القرآن في هذه المرحلة .

ثانيها : زيادة الاستغفار بحيث نتدرج لنصل إلى فعل الصحابة الذي كان ربما يستغفر الواحد منهم (12 ألف ) استغفار كشأن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه .

ثالثًا : القيام بركعتين ركعتين حتى نثبت على فعله صلّ الله عليه وسلم ( 11 ركعة ) .

رابعًا : الدعاء والتضرع
تعلم : اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد .

وخذها اليوم هنيئًا مريًئا :
يقول ابن القيم في " الفوائد " :
ما أُتي من أتي إلامن قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء .

فهذه ثلاث منجيات موفقات فلا تنساها ؛ لأنك ستنتفع بها كثيرا في زمان رمضان وغيره ، اشكر فالهج بالحمد ، وافتقر فانكسر له واسجد واقترب ، وادع دعاء مستحٍ منه لتبلغ ما تريد ، والله سيكون فوق ما تريد ، فقط حقق المقامات الثلاث .

إلهي ..

من أطمعنا في عفوك وجودك وكرمك ؟؟؟ من ألهمنا شكر نعمائك واتى بنا إلى بابك ؟؟ من رغبنا فيما عددته لأحبابك ؟؟ هل ذلك كله إلا منك ، دللتنا عليك وجئت بنا إليك .

إلهي ..

إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين ؟؟ فاجعلنا ربنا من اوليائك المتقين ، واغسل قلوبًا قد كدرتها المعاصي ، فانت لنا كما تحب ، فاجعلنا لك كما تحب .

والله من وراء القصد
============
نريد اليوم ان نعيد استشعار معاني الوضوء قبل ان ندخل في الصلاة ولنحتسب بذلك :
(1) تناثر السيئات من أعضاء الوضوء فيا ليتها تُنثر آثارها من القلوب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا توضأ الرجل المسلم خرجت خطاياه من سمعه و بصره و يديه و رجليه ، فإن قعد قعد مغفورًا له )) رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني (448) في صحيح الجامع

(2) تحصيل نصف الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الطهور شطر الإيمان ) [رواه مسلم ]

(3) من أعظم الكفارات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إسباغ الوضوء في المكاره و إعمال الأقدام إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا )) [ رواه أبو يعلى والحاكم والبيهقي وصححه الألباني (926) في صحيح الجامع ]

(4) أن تكون من أهل الإيمان بالمحافظة عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((و لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) [رواه ابن ماجه والطبراني وصححه الألباني (953) في صحيح الجامع ]

(5) أنه سيكون غرة لك (علامة يمتاز بها المومنون)يوم القيامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثارالوضوء)
[ متفق عليه ]

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-07-24, 08:02 AM
طـرق إستقبـال رمضــان:

الطريقــ①ــة الأولى :

الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية , حتى تنشط في عبادة الله تعالى , من صيام وقيام وذكر .

فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال :
( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
( رواه أحمد والطبراني ) . لطائف المعارف .

وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه أن يتقبله منهم .

فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله )
[ رواه الترمذي , والدارمي , وصححه ابن حيان ]

❀❀❀❀❀❀❀❀❀

الطريقــ②ــة الثانية :

الحمد والشكر على بلوغه ,
قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار :
( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى , أو يثني بما هو أهله )

وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة , والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ,

تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ,

فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .

❀❀❀❀❀❀❀❀❀

قال الله تعالى:
(وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ )

وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:
والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل مايجعل أحدكم إصبعه في اليمِّ فلينظرْ بم يرجع؟

رواه مسلم 2858

وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: ( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا ومافيها). [البخاري]

لا ندري هل ضعف إيماننا، أم غابت عقولنا؟!!.
نسمع مثل هذه العبر،
من الآيات والخبر،
فلا نتحرك في طلب الآخرة، ولا نجتهد في الإعراض عن الدنيا!..

فيا الله نسألك قبل رمضان..
ان تجعل همنا رضاك وجنتك..
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا..
اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا ..
وعلقنا بك وبرضوانك يا كريم

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-08-24, 07:57 AM
...أحبتي في الله ...

اللهم سلم لنا رمضان ، وسلمنا في رمضان ، وتسلمه منَّا متقبلا ، اللهم أعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم اجعلنا من أعبد خلقك لك ، وأحب خلقك لك ، وأشكر عبادك لك ، وأخلص عبادك لك ، اللهم اجعلنا من صفوة خلقك الذين تحبهم ويحبونك .

...أحبتي في الله ..

قال تعالى : " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ "

عن يونس بن خباب قال : قال لي مجاهد وكان لي أخًا : ألا أنبئك بالأواب الحفيظ ؟ قلت : بلى . قال : هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا فيستغفر لذنبه .

فدعونا اليوم : نراجع الحسابات ، ونعاهد الرب التواب الغفور بالإقلاع عن هذه المعاصي التي تقطعنا عنه ، ونندم على ما فات ، ونعزم على إبدال الصفحات السود بصفحات تبيض لها الوجوه .

فعلينا بتجديد التوبة ليل نهار من الآن فصاعدا ونجعلها شعارنا يومنا كله ، ليصفو لك الحال مع الله .

قال طلق بن حبيب : إن حقوق الله اثقل من ان يقوم بها العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن اصبحوا توابين وأمسوا توابين .

قال أحمد بن عاصم : هذه غنيمة باردة ، أصلح ما بقي من عمرك ، يغفر لك ما مضى .

قال تعالى :" إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ " [الأنفال : 38 ]

فاخش الله في غيبك ، وراقب قلبك في الخلوات ،
وادخل على رمضان بقلب منيب ، قلب رجل قد أثقلته ذنوبه ، فاحتقر نفسه ، ويرجو أن يتوب الله عليه ، يود أن يلقى الله لا له ولا عليه .

===========
هـل ستصوم رمضـان !!

قد يستغرب البعض من هذا العنوان...

لأن الكل بلا شك ينتظر قدوم رمضان بشوق للصيام والقيام ،،

أعــرف . . جـيــداً ؛
أنكم ستصومون رمضان

ولكن هل ستصومونه
صياماً حقيقياً أم مجرد طقوس
روتينية عادية آلية لا روح فيها ؟

هل فكرتم في حديث:

( رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)

الأمر خطير جداً حينما يكون
الصيام فقط عن الطعام والشراب ؛

الصيــام . . الحقيقي ،أن تصوم بقلبك وقالبك وجسدك وجوارحك لله ؛

أن يصوم بصرك عن الحرام ،
وأن يصوم سمعك عن الحرام ،
وأن يصوم لسانك عن الحرام ،
وأن يصوم فرجك عن الحرام ،

- حتى تصل إلى الغاية :
❍ لعلـكــم تـتـقــون ❍


نـريـد . . أيهّـا . . الأحبـة

- أن نصوم صيامًا صادقًا حقيقي ا ؛
- صيامًـا يحدونـا إلى الطـاعات ؛
- صيامًا يحجزنا عـن المحرمـات.

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-09-24, 08:11 AM
...أحبتي في الله ...

كيف الحال ؟؟

لم يتبق إلا أيام ، لابد من الإسراع في الإعداد الإيماني ، الوقت لم يعد يستوعب كسلا أو فتورا ، انفض عن نفسك غبار الراحة ، مضى هذا الزمان ، من سيشمر؟؟؟
من سيقبل على الله تعالى ، من سيأتي ربه بقلب منيب ، ؟؟؟
كما قال قتادة : أي مقبل على الله تعالى .

قال عون بن عبد الله في قول الله تعالى : "ولا تنس نصيبك من الدنيا " [ القصص : 77 ] قال : إنَّ ناسًا يضعونها على غير موضعها : إنما هي : أقبل على طاعة ربك وعبادته .

اليوم سنتعاهد على إتعاب هذا البدن في التعبد ، قيل لبعض السلف : ارفق بنفسك ، فقال : من الراحة أوتيت . أي من هذا الكلام الذي يضعف ولا ينشط وقعت في الفتور والكسل ، لا أن المعنى أن تشاد الدين ، أو تتكلف ما لا تطيق ،
بل قال صلّ الله عليه وسلم : " اكلفوا من العمل ما تطيقون " [ رواه أبو داود والنسائي]

ولكن المعنى كما قال وهب بن منبه : من يتعبد يزدد قوة ، ومن يكسل : يزدد فترة .

قال ثابت البناني : كان رجل من العباد يقول : إذا نمت واستيقظت ، ثم ذهبت أعود إلى النوم : فلا أنام الله عيني .

وكان يقول : لا يسمى عابد أبدًا عابدًا ، وإن كان فيه كل خصلة خير ، حتى تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة ؛ لأنهما من لحمه ودمه .

قال حذيفة بن اليمان : من أحب حال يجد الله العبد عليها، أن يجد عافرًا بوجهه .
وضعف أبو إسحاق السبيعي قبل موته بسنتين فما كان يقدر ان يقوم حتى يُقام ، فكان إذا استتم قائمًا : قرأ وهو قائم ألف آية .

لا تعجز ، استنهض همتك ، الوقت وقت العمل ، أعرف من ورده عشرة آلاف استغفار وتسبيح وتحميد ، ومن يختم كل ثلاث ، ومن يصلي كل يوم مائة ركعة نافلة ، ومن يسرد الصيام ، لماذا لا تكون أنت ؟؟؟

والله تستطيع بحول الله وقوته ، من سيستبق الخيرات ، أدخلوا علينا السرور ، أيها العباد فقد آن الأوان .

خطوطك الحمراء : لا كسل ... لا فتور ...لا يأس ...لا مجال للضعف والركون إلى إخفاقات الماضي .

رمضان هذا العام سيكون جنتك ، وشهر عتقك ، وبلوغك منازل الصالحين ، قل لي : لماذا لا ⁉️

اشحن بطارية الإيمان ، واستعن بالرحمن ، وسنبلغ بإذن الله الآمال .

مهما كنت عاصيا ، مهما كان حالك الآن ، والله إن شاء الله ستكون شخصًا آخر ، أقبل ولا تخف .

اليوم اصنع شيئا جديدا ، استنفر طاقتك في التعبد ، في الذكر ...في القرآن ...في القيام ...في الصدقة ....في عمل من أعمال البر ...في الدعوة إلى الله ...

=============

﴿ وَليَعفوا وَليَصفَحوا أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم ﴾

من أهم ما يستقبل به شهر رمضان إصلاح القلب بالإيمان ، وتطهيره بالعفو والصفح، فذلك أرجى لعفو الله ومغفرته ، يروى عن أحد السلف قوله : ما كان أحدنا يجرؤ على استقبال هلال رمضان وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم.


هذا رمضان شهر التوبة والإقلاع ، والجد ‏والإسراع ، أنزل فيه كريم ذكره، وخصه ‏بليلة قدره ، فطوبىٰ لامرئ أحسن الصيام ‏والقيام ، وحمى جوارحه عن موارد الآثام ، ‏وأمسك عن فضول الكلام، ولم ينطق إلّا ‏بذكر اللّه، وذلك حقيقة الصيام.
[ آثار المعلمي اليماني 】


بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، من رُحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرم خيره فهو المحروم، ومن لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم .
[ لطائف المعارف - ابن رجب ]

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-10-24, 07:59 AM
العروض الرمضــانية

*فأول فائدة من معرفة العروض الرمضانية:

لعلها تشحذ الهمم في نفوسنا فنشتاق لرمضان ونفرح لقدومه. وقد قال أبو عبد الله البراثي -رحمه الله تعالى-: (من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال).

ولذلك نرى بعض من يجهل ثواب رمضان يقول في شعبان:
الله يعننا على الصيام في رمضان، وكأنه يقولها بتذمر، بينما الصالحون يقولون: اللهم بلغنا رمضان لينالوا به الأجور الكثير. *

لكي ننشط في الطاعة إلى نهاية شهر رمضان، لأنه يوجد شريحةٌ من الناس ينشطون في العبادة في أول رمضان، ثم فجأة يفترون عن الطاعة، فأننا نرى المساجد تزدحم في أول الشهر ثم يتناقص عدد المصلين بعد العشر الأول، فلو كان هؤلاء يعلمون ماذا يقدم لهم رمضان من عروض وأجور ما أصابهم هذا الفتور.

فماذا يُقدم لنا في رمضان من عروض؟

تتنافس العروض فيما بينها في رمضان، فهناك عروض ربانية، وعروض تجارية، وعروض فسقية، يتولى كِبَرها بعض بل أكثر وسائل الإعلام، فدعونا نتحدث عن العروض الربانية.

*1⃣
رمضان يرفع العبد أعلى درجات الجنان:

إن صيام رمضان يرفع العبد أعلى درجات الجنان، وشاهد ذلك ما رواه طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ – اسم قبيلة -

قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ*صلّ الله عليه وسلم وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: «فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلموَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: (مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ)؟

فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً) قَالُوا: بَلَى قَالَ: (وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ)؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» ) رواه ابن ماجه. *

ومعلوم أن بين السماء والأرض مسيرة خمس مئة عام، فكل رمضان تصومه يرفعك الله به درجة أبعد ما بين السماء والأرض، ألا يستحق أن تفرح بقدوم رمضان؟

وأن تسأل ربك أن يبلغك رمضان؟
بلى والله، ولا ينبغي أن تسأله مرة واحدة وإنما مرات عديدة، بل ولستة أشهر كما كان السلف يفعلون.

============


﴿ يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاسِ ﴾

جعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع ، فما ثبت من هذه الأحكام الدينية ـ بشرع أو شرط ـ فالهلال ميقاتٌ له، وهذا يدخل فيه الصيام والحج ومدة الإيلاء والعدة وصوم الكفارة .

ثم قرر - رحمه الله - أن حساب الأشهر والسنين معلق بالقمر ورؤيته، بينما الشمس لم يعلق بها شيء من ذلك، لأنه أمر ظاهر مرئي بالأبصار ، ولهذا جاءت به شريعتنا الكاملة لتيسره للناس في كل زمان ومكان ؛

فالطريق لمعرفة طلوع الهلال هو الرؤية لا غيرها، وهذا ما تؤيده نصوص الوحيين، كما أن أهل الحساب متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب على وجه مطرد، وإنما قد يتفق ذلك، أو لا يمكن بعض الأوقات ،

وقد شنَّع ابن تيمية - رحمه الله - على دعاة اعتماد الحساب دون الرؤية، وعدَّ ذلك منهم أنه إدخال لشيء في الإسلام ليس منه. قال - سبحانه - : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ ﴾ ، ولم يأمر الناس بحسابٍ أو غيره.

〖 مجموع فتاوى ابن تيمية بتصرف يسير

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-11-24, 11:05 AM
1 رمضان

جنة رمضان
يقول ابن القيم في " مدارج السالكين " وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
قال تعالى : " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ "

فهذه خمسة أمور لتدخل جنة رمضان :

(1) التقوى فلا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفتقدك حيث أمرك فاتق الله حيثما كنت
(2) وكن أوابا، فجدد توبتك ، وقف مع نفسك وراجع حساباتك ، وتب توبة عامة ، وخاصة بتفصيل كل ذنب تخشى أن تلاقي الله به .

(3) وتحفظ ، فاحفظ قلبك من التعلق بسواه سبحانه ، ولسانك من آفاته ، وكذا سائر الجوارح ، كن مطيعا لأمر ربك .

(4) واخش الله بالغيب ، فعظم أمره ، وسله موجبات رحمته ، واعمل أعمال سر لا يطلع عليها أحد لتكون أدعى للإخلاص .

(5) وكن صاحب هذا القلب المنيب المقبل على الله تعالى ولا تلتفت عنه .

==========


﴿ وَليَعفوا وَليَصفَحوا أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم ﴾

‏من أهم ما يستقبل به شهر ‎رمضان إصلاح القلب بالإيمان ، وتطهيره بالعفو والصفح، فذلك أرجى لعفو الله ومغفرته في هذا الشهر المبارك .


إنَّ الله سبحانه إِذا أحبَّ عبدًا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال، ليكون ذلك أوجع في عقابه، وأشد لمقته؛ لحرمانه بركة الوقت وانتهاكه حرمة الوقت .
[ احياء علوم الدين - الغزالي ]


قول للتأمل : ينتظر المؤمن رمضان للعبادة ، وينتظره المنافق للمعصية ، ويُروى في الخبر : ( رمضان غنم للمؤمن وغُرم على الفاجر ) .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-12-24, 10:09 AM
تنـزُّلٌ كريم :

في ليلة السابعَ عشر من رمضان، و النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم في الأربعين من عمره، أذن الله عز وجل للنور أن يتنزَّل ،،،

فإذا جبريل عليه السلام آخذ بالنبي صلّ الله عليه وسلم يقول له: اقرأ ! فقال النبي صلّ الله عليه وسلم: ((ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني ... فقال : ‏﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم ﴾ فرجع بها رسول الله صلّ الله عليه وسلم يرجف فؤاده) [البخاري 3].

وهكذا نزلت أول آية من هذا الكتاب العظيم على النبي صلّ الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم في هذا الشهر العظيم.
وهكذا شهدت أيامه المباركة اتصال الأرض بالسماء، و تنزل الوحي بالنور و الضياء،

فأشرقت الأرض بنور ربها وانقشعت ظلمات الجاهلية الجهلاء.


============
ثلاثُ فرص عظيمة في رمضان .. صحتْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدةٍ منها تكون سبباً لتكفير الذنوب، هي :

قوله : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم

وقوله : (ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم

وقوله : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري

وقد وقفتُ حيالها متأملاً ومتألماً !!..
كم من الناس يخرج عليه رمضان ولم يفز بفرصةٍ واحدة والعياذ بالله ؟!!..

فلنغتنم هذه الفرص العظيمة ..
فوالله إن الخسران كل الخسران أن تفوتنا هذه الفرص جميعها، هذا والله هو الحرمان، وفي الحديث :
(رغم أنف من أدركه رمضان ولم يُغفر له) رواه الإمام أحمد والترمذي ..

(أ. د. ناصر بن سليمان العمر) .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-13-24, 10:22 AM
إنَّ ثمرة الصيام الأساسية، هي أن يكون حافزاً للصائم على تقوى الله تعالى، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال سبحانه:*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}*[البقرة: 183].

فالصيام مدرسةٌ عظيمة، فيها يكتسب الصائمون أخلاقاً جليلة، ويتخلَّصون من صفاتٍ ذميمة، يتعودون على اجتناب المحرمات، ويقلعون عن مقارفة المنكرات.*
فمن الصفات الحميدة التي يكتسبها الصائم:

1- الصبــــر
تجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة وهي :
الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقداره سبحانه وتعالى.
فهو صبرٌ على طاعة الله؛ لأن الإنسان يصبر على هذه الطاعة ويفعلها.

وعن معصية الله سبحانه؛ لأنه يتجنب ما يحرم على الصائم.

وعلى أقدار الله تعالى؛ لأن الصائم يصيبه ألمٌ بالعطش والجوع والكسل وضعف النفس؛ فلهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر؛ لأنه جامعٌ بين الأنواع الثلاثة، وقد قال الله تعالى:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10].

قال*ابن رجب الحنبلي:
[ وأفضل أنواع الصبر: #الصيام، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة؛
لأنه صبرٌ على طاعة الله عز وجل، وصبرٌ عن معاصي الله؛
لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول:*
« كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»،
وفيه أيضاً صبرٌ على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش]
جامع العلوم والحكم) (2/649).


وسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم شهر #الصبر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« صوم شهر الصبر، وثلاثة أيامٍ من كل شهر، يذهبن وَحَرَ الصدر » *

الترغيب والترهيب
===================

رمضان موسم القران..وكل شيء في موسمه يحلو ويطيب
وشهر رمضان وإن كان موسماً لسائر العبادات، فإن للقرآن فيه مزيد مزية وخصوصية، قال الله تعالى:
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة]

فكأننا نحتفل شهراً كاملا بذكرى نزول الوحي من السماء الى اهل الارض..
لكن هل نعي ما نتلو...؟
وهل حققنا الغاية من تعاهد القران ؟؟ ألا وهي التدبر والعمل بما جاء فيه

التدبر هو أن تدرك معانى الآيات المتلوة كما تعي ما تسمع من كلام الأناس، وهذا أول العتبة، ودونه النظر وراء ما في السطور من لطائف ومعارف يفتحها الله على قلب من يشاء من عباده وأوليائه.

وهو غاية التشريع، والمقصود الأعظم من تنزل القرآن العظيم، والطريق الأوحد لفهم قيم القرآن ومراد الله، وبه تُنال الخيرية والأفضلية، ويكون به الاقتداء الأمثل بسيد الخلق وحبيب الحق عليه السلام، لذلك جاء الأمر الإلهي في التدبر في اكثر من موضع في كتاب الله:

قال تعالى :

"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " .

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "اقرءوا القرآن، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-15-24, 09:55 AM
رمضان شهر القرآن الكريم

عن ابن عباس : قال : كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فـ لرسول الله صلّ الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . [البخاري 6 مسلم 2308].

قال الإمام ابن رجب:
دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، و عرض القرآن على من هو أحفظ له …

و فيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي حديث فاطمة عليها السلام عن أبيها أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة و أنه عارضه في عام وفاته مرتين . [البخاري 3624 و مسلم 2450] [لطائف المعارف 354،355].

============

رمضان شهر القرآن الكريم

وفي رمضان يجتمع الصوم و القرآن، وهذه صورة أخرى من صور ارتباط رمضان بالقرآن، فتدرك المؤمن الصادق شفاعتان، يشفع له القرآن لقيامه، و يشفع له الصيام لصيامه،،،.

قال عليه الصلاة والسلام : ((الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، و يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان)) [أحمد].

و عند ابن ماجه عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : ((يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول: أنا الذي أسهرت ليلك و أظمأت نهارك)).
"واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه:⇓⇓

جهاد بالنهار على الصيام!
وجهاد بالليل على القيام!

فمن جمع بين هذين الجهادين و وفَّى بحقوقهما و صبر عليهما وُفِّي أجره بغير حساب "
[لطائف المعارف 360].

و من صور اختصاص شهر رمضان بالقرآن الكريم صلاة التراويح، فهذه الصلاة أكثر ما فيها قراءة القرآن، وكأنها شُرعت ليسمع الناس كتاب الله مجوداً مرتلاً، و لذلك استحب للإمام أن يختم فيها ختمة كاملة.

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-16-24, 10:11 AM
ينبغي للصائم إن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله أن يقول جهراً: إني صائم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال:*
«وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم »*
أخرجه البخاري ، ومسلم .

وفي روايةٍ أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال:*« إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم »*
أخرجه البخاري ومسلم

❻ سلامــة_الصدر

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:*
« صوم شهر الصبر، وثلاثة أيامٍ من كل شهر، يذهبن وَحَرَ الصدر».
الترغيب والترهيب

ووَحَرَ الصدر: أي غشه، أو حقده، أو غيظه، أو نفاقه، بحيث لا يبقى فيه رين، أو العداوة، أو أشد الغضب .*

==================

رمضان شهر القرآن الكريم

نــاشـئــة اللـيـــل!

قال ابن رجب: و في حديث ابن عباس أن المدارسة بينه و بين جبريل كانت ليلاً يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل و يجتمع فيه الهم، و يتواطأ فيه القلب و اللسان على التدبر كما قال تعالى :

_{إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}_

[لطائف المعارف 355]

وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره
[لطائف المعارف 356] .

ومما يؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال أتيت النبي صلّ الله عليه وسلم في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر قال الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ثم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها ثم ركع يقول سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائما ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائما ثم سجد يقول سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائما ثم رفع رأسه فقال رب اغفر لي مثل ما كان قائما ثم سجد يقول سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائما ثم رفع رأسه فقام فما صلى إلا ركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة .
[أحمد، باقي مسند الأنصار، رقم 22309] .

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-17-24, 11:12 AM
عمل عظيم ومقام كبير من أعمال القلوب فهو أساسها وهو محبة الله تعالى (المحبة هي الرأس) (الخوف والرجاء) هما الجناحان والعبد يسير إلى الله بالمحبة والخوف والرجاء.

قال أحد السلف: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما لقوا أطيب ما فيها قيل وما ذاك قال محبة الله ومعرفة الله.

ودرجة المحبة ترفع المنازل وترفع الدرجات فهي النور الذي ندخله في الظلمات وهي الشفاء من الأمراض فهي روح الإيمان لأنهم في معية الله.

فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (إن المرء مع من أحب) [البخاري].

يقول ابن القيم:
المحبة هي الحياة التي من حرمها يدخل في جملة الأموات
وهي النور الذي من فقده يدخل في بحار الظلمات
وهي الشفاء الذي من عدمه حل بقلبه جميع الأسقام
فهي روح الإيمان لأن المحبين في معية من (الله).

(تعريف المحبة):
إن المحبة من الحب والمحبة أصلها الصفاء
لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها (حبب الأسنان)
وقيل المحبة هي فيحان وغليان القلب عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب
وقيل مأخوذ من (الحب) جمع حبه وهو لباب الشيء وخالصه وأصله
لآن الحب أصل النبات والشجر

وقيل هو الحِب: وهو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ فيه ولا يسع لغيره
وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه وهو الله سبحانه وتعالى
والقلب كما علمنا* النبي صلّ الله عليه وسلم هو محل نظر الله إلينا قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [مسلم].

لكن نحن محل نظرنا (الشعر، اللبس .. ولكن محل نظر الله القلب
فالقلب وظيفته أن يعرف ويحب الله

===============

قال ابن مسعود رضي الله عنه (( ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي))

يامن يفرح بمرور الأيام وسرعة انقضائها ..
أما علمت بأن كل دقيقة بل كل لحظة تمضي من عمرك تقربك من الأخرة وتباعدك عن الدنيا ؟؟

إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم يدني من الأجل

وقال جل في علاه :

( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ )
أما أمهلناكم .. أما تركناكم .. أما أخرناكم .. مالكم لاتتفكرون ... مالكم لا تعتبرون ؟؟
فوالله ما طلعت شمس نهار أو غربت إلا قال الليل والنهار ياابن ادم اغتنمني قبل أن أغيب فلن أعود إليك أبدا ..
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الاستفادة من أوقاتنا ..

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-18-24, 11:19 AM
رمضان شهر القرآن الكريم


يقول الله تعالى :‌‌‏

( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) )
.
ليس المطلوب ان يكون في جيبك مصحف
و لكن المطلوب ان تكون في أخلاقك آية

فقاس من حمَّله سبحانه كتابه ليؤمن به ويتدبَّره ويعمل به ويدعو إليه، ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب .. فقراءته بغير تدبُّر ولا تفهُّم ولا اتباع له ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها وحظه منها حمله على ظهره ليس إلا.

فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره .. فهذا المثل وإن كان قد ضُرِبَ لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته.

==================

حسن الظن بالناس :
الظن : تهمة تقع في القلب بلا دليل

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم ، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ..." البخاري

فإن المسلم بناء على ذلك مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم..

قال بكر بن عبد الله المزني :
إيَّاك من الكلام ما إن أصبتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنِّ بأخيك .

فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الباري عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة.

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً .

اللهم بصرنا بعيوبنا ونق صدورنا وقلوبنا واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر...
مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-19-24, 11:08 AM
رمضان شهر القرآن الكريم



يقول الله تعالى :‌‌‏

{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ ..

*كلمة مخرجاً: تعني أن الأبواب كلها مغلقة، الطرق كلها مسدودة, الأعمال كلها مقفلة، هذا المخرج، الإنسان متى يبحث عن مخرج؟ حينما يرى أن الأبواب كلها مغلقة، إذا رآها مغلقة, يبحث عن مخرج

شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فُتّحـت أبواب الجنة، وغُـلّـقـت أبواب النار، وصُفّـدت الشـياطين) رواه مسلم.
يدل هذا الحديث العظيم على ثلاثة أشياء
يتميز بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور،وهي:

أولاً: (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة)
تفتح أبواب الجنة، ترغيبا للعاملين لها بكثرة الطاعات من صلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وذكرٍ وقراءةٍ للقرآن وغير ذلك.
ثانياً: (وغُلّقت أبواب النار)
تغلق أبواب النيران؛ وذلك لقلة المعاصي فيه من المؤمنين.
ثالثاً: (وصُفّدت الشياطين)
أي: شدَّت بالأصفاد وهي الأغلال، وهو بمعنى سلسلت.
===========


" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "
-الفرقان-

يعد الله تعالى في الاية التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة، حسنات بعدها ،تضاف إلى حسناتهم الجديدة ..


يا له من فضل عظيم ، ويا له من مكسب كبير ، يبدل الله جميع سيئاتك حسنات ... الله أكبر ! إنه لا يفرط في هذا المكسب إلا جاهل أو زاهد في الفضل ..

فليكن هذا الرمضان ميلاد جديد لنا ..بتوبة نصوح نرجع فيها إلى رحاب الله تعالى..علّنا ننال المغفرة والتطهير ..والعتق من النيران ..بفضل الكريم الجواد الوهاب..العفو الغفور.


==========


الصيام لجام المتّقين وجنّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرّبين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإنّ الصّائم لا يفعل شيئاً، وإنّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده،

فهو ترك محبوبات النّفس وتلذّذاتها؛ إيثارا لمحبّة اللّه ومرضاته، وهو سرّ بين العبد وربّه لا يطّلع عليه سواه، والعباد قد يطّلعون منه على ترك المفطرات الظّاهرة،

وأمّا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده؛ فهو أمر لا يطّلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصّوم.

وللصّوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظّاهرة، والقوى الباطنة، فهو من أكبر العون على التّقوى، كما قال تعالى : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ﴾ .

〖 زاد المعاد - ابن القيم 〗

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-20-24, 01:02 PM
رمضان شهر القرآن الكريم



يقول الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَ‌بُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24].
قال مجاهد: "نزلت في الصائمين، من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله يرجو ما عنده، عوض ذلك في الجنة"

من ترك شيئًا لله عوضه الله عنه خيرًا مما تركه، فكيف بمن قلصت شفاهه عطشًا

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عن رمضان:
[مرحبا بمطهرنا من الذنوب] .
==============

استمتع وأنت تقرأ القرآن

استحضر بأنك تتلو النص نفسه الذي تلاه جبريل على نبيك، وتلاه نبيك صلى الله عليه وسلم على صحابته، وتلاه الصحابة والتابعون والمصلحون والعلماء ... بنفس اللفظ والجرس والصوت

هذا عهد وميثاق يربطك بكل هذه السلسلة المباركة التي تربطك في نهاية المطاف بالله منزل هذا الكتاب

استمتع بأنك تنال هذا الشرف الرفيع، شرف الانتساب إلى خير الخلق وخير العباد وخير الأمم...


مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-21-24, 11:20 AM
رمضان شهر القرآن الكريم


حالُنا اليوم مع كتاب الله تعالى حالٌ تأسف لها النفوس، وتتحرَّق لها الأفئدة، وتدمع لها العيون، حالنا اليوم حال من ضيَّعَ شيئاً ثميناً ويطلبهُ ويبحثُ عنه وهو أمامه، ولكن عميت عنه بصيرته، حالنا حال من منّ الله عليه بكنز ولكن ما عرف كيف يتصرف به.

هذا هو الحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

انظر إلى حال النّاس اليوم مع القرآن الكريم.

فمن النّاس من إذا دخل المسجد صلى ركعتين تحية المسجد ثم جلس صامتاً ينتظر إقامة الصلاة.

والمسجد مليء بالمصاحف ولكن عميت بصيرته فلا همَّ له إلّا أن تُقام الصلاة. أمّا القرآن لا مكان له في قلبه.

ولو قدمت إليه المصحف ليقرأ. قال: شكراً شكراً، وكأنّه امتلأ بالحسنات. فلا إله إلّا الله.
تركوا كتاب الله، تركوا دستور هذه الأمة، وانكبوا على اللهو واللعب، ومشاهدة الخبيث من الأفلام والمسلسلات الهابطة التي في ظاهرتها السلامة وفي باطنها تبث أنواعاً من السموم والندامة.

انكبوا على تحريك القنوات الفضائية لمشاهدة العاهرات والفاجرات، ومتابعة الملهيات وما يدعو إلى السيئات.

انكبوا على الأكل والشرب وكثرة النوم، فالليل لعب ولهو وسهر إلى طلوع الفجر، والنهار نوم إلى قبيل الغروب، والقرآن لا مكان له في القلوب، لا محل له في جدول أولئك النّاس، فلا حول ولا قوة إلّا بالله.

فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟

ما هو حالنا مع القرآن في رمضان في هذا الوقت؟

- فحال البعض ضياع ودمار وقتل للوقت والنفس وهولا يدري، فغيبة ونميمة وكذب وغش وخداع وبغضاء وشحناء.

- هكذا يتم قضاء الوقت في هذا الزمان مع الكثير من النّاس.
==============

الخشوع.. خشوع القلب
يروى ان مسلم بن يسار كان قليل الالتفات في صلاته ، فسئل يوما عن ذلك فقال:وما يدريكم أين قلبي؟..ويروى انه شوهد في صلاته يدعو ساجدا:متى ألقاك وأنت عني راض؟
وقال بعضهم:ان اقواما حسبوا ان الخشوع هو طأطأة الرأس وتخفيض الصوت..ونسوا ان الخشوع خشوع القلب..
وكان ابن الزبير يسجد حتى تنزل العصافير على ظهره لا تحسبه الا حائطا..
وكان عثمان رضي الله عنه اذا توضأ اصفر لونه ،فسألوه فقال:أتعلمون بين يدي من سأقف؟؟

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
03-22-24, 09:55 AM
رمضان شهر القرآن الكريم

أخي الكريم ، أختي الكريمة:
خصص لكتاب الله جزءاً من وقتك حتى تقرأه فيه, فخصص ساعة أو نصف ساعة كل يوم للقرآن الكريم تراجع فيه وتحفظ منه ما تيسر لك. حاول أن تختم كتاب الله لتجده اللذة، والطمأنينة، ولتشعر بالسكينة، وتحفك الملائكة، وتغشاك الرحمة, رحمة رب العباد.

حاول وستجد أنّ ذلك سهلاً ميسراً بإذن الله تعالى.

- إنّها أمور يندى لها الجبين، ويتفطر لها القلب؛ عندما نرى تلك السهرات والجلسات على الأرصفة في ليالي شهر رمضان المبارك، في الأعوام الماضية، والتي يتمُّ فيها معصية الخالق سبحانه، يعصون الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النّار، بينما لا مكان في قلوب أولئك للقرآن.

فهي جلسات إلى قبيل الفجر، ثم نوم إلى قبيل الغروب.

فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟!! فرق شاسع وواسع بين الفريقين.
ضعف الإيمان واليقين فحصل هذا البعد عن حبل الله المتين.

أين هؤلاء من قول المولى - جل وعلا:
‏﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا﴾[الفرقان:30].

وأين هؤلاء من قول النبي عليه الصلاة والسلام «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان» [رواه أحمد والطبراني • فأولئك لم يعرفوا حقيقة الصيام والقرآن].

فأحوال النّاس مع القرآن في رمضان أحوال عجيبة. فمن النّاس من لا يعرف القرآن في رمضان ولا غير رمضان. ومن النّاس من لا يعرف القرآن إلّا في رمضان فتجده يقرأ القرآن في رمضان لعدة أيام ثم ما يلبث أن يترك القراءة وينكب على اللعب واللهو، فهذا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.

ومن النّاس من يختم القرآن الكريم في رمضان ولكنه لاه القلب أعمى البصيرة لا يتدبر ولا يتأمل كلام الله عز وجل، وكأنّه في سجن؛ فإذا انسلخ شهر رمضان وضع المصحف وأحكم عليه الوثاق ولسان حاله يقول:

- وداعاً إلى رمضان القادم، وكأنّه أيقن أنّه سيدرك رمضان القادم. فلا حول ولا قوة إلّا بالله.

قال صلّ الله عليه وسلم : «إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين».
هذا هو كتابنا إن لم نقرأه نحن فمن الذي سيقرأه إذن. أننتظر من غيرنا أن يقرأ كتابنا، والله تعالى يقول:
‏﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾[الإسراء:9]..

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-23-24, 11:00 AM
رمضان شهر القرآن الكريم


أخي المسلم، أختي المسلمة:

الواجب علينا تلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتفكر فهو سبب لحياة القلوب ونورها، وقوة الإيمان، وطرد الشيطان، وإيّاكما وهجران القرآن؛ فهجرانه يورث النفاق، وعمى القلب، والغفلة، وتسليط الشيطان.

فهذا هو الحال مع القرآن في شهر رمضان؛ فإلى الله نشتكي هذا الهجران، والبعد عن قراءة القرآن.

- نشكو إلى الله قسوة القلوب، وكثرة الذنوب، فأين المشمِّرون؟ وأين الراغبون فيما عند الله تعالى؟

فينبغي على المسلم المداومة على قراءة القرآن في شهر رمضان؛ لأنّه الشهر الذي أنزل فيه القرآن.

وينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرص في هذه الأوقات الفاضلة، وفي هذا الشهر خصوصاً؛ لأنّ فيه ليلة هي خير من ألف شهر.

فأي خسارة لمن مر عليه رمضان ولم يستفد منه، وأيُّ تضييع لمن مرَّ عليه رمضان ولم يقتنص تلك الفرص.

فيا من فرط في شهرِه وأضاعهُ، يا من بضاعتُه التسويف والتفريطُ! بئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآنُ وشهرُ رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشَّفاعة؟!⁉️

هذا هو حالنا مع القرآن في رمضان، فكيف كان حال السلف رضوان الله عليهم؟
================

..خلق التفاؤل..

التفاؤل هو حسن الظن بالله و توقع الخير
التفاؤل أن ترى ما عند الله وأن تكون واثقاً بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك

التفاؤل أن تكون غنياً بالله والتفاؤل صفة المؤمنين صفة الذين عرفوا أن الأمر بيد الله صفة الموحدين
والتفاؤل أن تكون محصناً من أن يأخذك اليأس إلى مكان بعيد

و كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (لا طيرة، وخيرها الفأل)

قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم). (البخارى و مسلم)

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال:
(لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة والكلمة الطيبة) (مسلم)

و عن بريدة رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّ الله عليه وسلم كان لا يتطيّر من شيء
وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه: فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورؤي بشر ذلك في وجهه،

وإن كره اسمه، رؤي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها،
فإن أعجبه اسمها فرح بها، ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها، رؤي كراهة ذلك في وجهه.

و من فوائد التفاؤل:

1- حسن الظن بالله تعالى

2- يجلب السعادة إلى النفس والقلب.

3- فيه ترويح للمؤمن وسرور له.

4- في الفأل تقوية للعزائم ومعونة على الظفر وباعث على الجد.

5- في التفاؤل إقتداء بالسنة المطهرة وأخذ بالأسوة الحسنة

حيث كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يتفاءل في حروبه وغزواته

و لكي تزرع التفاؤل في داخلك:

1- أحسن الظن بالله تعالى
فى الحديث القدسى: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)

2- كرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز ،، " أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.. "

3- إستفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.

4- لا تتذمر من الظروف المحيطة بك ،، بل حاول أن تستثمرها لصالحك
ليس المهم أن تقع في الحوادث ،، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث
المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا إيجابياً وانعكاسها على حياتنا .

5- إبتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم
" أنا غير قادر.. لم أعد أتحمل.. أنا على غير ما يرام.. ليس لدي أمل في الحياة.. "

6- سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى
وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.

7- إبتعد عن رثاء نفسك ،، تغلب على مشاعر الألم ،، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-24-24, 11:12 AM
رمضان هو شهر القرآن

فينبغي أن يكثر العبد المسلم من تلاوته وحفظه، وتدبره، وعرضه على من هو أقرأ منه:

كان جبريل يدارس النبي صلّ الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وعارضه في عام وفاته مرتين، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن الكريم كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة،

وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة،

وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقبل على تلاوة المصحف.

وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على قراءة القرآن، قال الزهري: إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام .

قال ابن رجب : (كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة في كل ست ليال)
لطائف المعارف (191).

وقد كان للسَّلف رحمهم الله اجتهاد عجيب في قراءة القرآن في رمضان بل لم يكونوا يشتغلون فيه بغيره.

كان الزهري إذا دخل رمضان يقول: إنما هو قراءة القرآن و إطعام الطعام .

====================

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :" لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار "
[ رواه البخاري ]

ومن أظهر علاماته : النشاط في طاعة الله ،

وأنْ يحب أن لا يطلع على عمله إلا الله .
قيل لذي النون : متى يعلم العبد أنَّه من المخلصين ؟

قال : إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند النَّاس .

نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلنا من العتقاء من النار ...

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-25-24, 10:42 AM
ها قد انتصف الشهر ... واكتمل البدر ...
وانت ... كم فيك من خصال قد كملت او شارفت ...
رمضان ... بأيامه المعدودات بدء العد التنازلي ..
كيف هي همتك ؟
ان انت بدأت بخير ..فواصل ،واثبت ..فالأعمال بخواتيمها ...
وان لم تبدأ بعد ... فبادر فالمواسم سريعة جد سريعة ... والايام تمضي كلمح البرق...
واسأل نفسك سؤالا ...
ماذا أعددت لمواطن ستعيشها وحدك فقط ... ؟
" كل نفس ذائقة الموت "
" وإن منكم إلا واردها "
"وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ...

ردد:اللهم انا نسألك الثبات في الامر ...اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك ...اللهم اجعل خير اعمارنا اخرها وخير اعمالنا خواتمها وخير ايامنا يوم لقائك ...اللهم يسر لنا عملا صالحا ثم اقبضنا و نحن على أحب الأعمال اليك ...

==============

حقيقة القرآن الكريم ومراتبُ الناس من حيث علاقتُهم به


هذا الشهر المبارك بما فيه من اجتهادٍ وعبادة وصومٍ وصلاة وقيام، يستجيشُ إيمان الفرد،
ومن ثمّ يجد المرء نفسه قريباً من القرآن، متفاعلاً مع آياته، متدبّراً في معانيها، ولعله عندئذٍ يصل إلى تلمّس حقيقة القرآن الكريم،

فلنقف هنا ولنتساءل ؟

ما هي حقيقة القرآن الكريم؟

يقول الرّسول عليه الصلاة والسلام : (كتابُ الله، حبلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض)،

وفي حديثٍ آخر عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّ الله عليه وسلم فَقَالَ: (أَبْشِرُوا وَأَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا) .

ونظر بعضُ العلماء إلى القرآن من ناحية طرفه الّّذي بيد النّاس، فعرّفوه بأنه:

【"اللفظ المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس"】
وعرّفه آخرون بأنّه:
【"الكلام المعجز، المنزل على النبي صل الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته"】

وأنت ترى أن هذا التعريف جمعَ بين: الإعجاز، والتَّنزيل على النبي صلّ الله عليه وسلم والكتابة في المصاحف، والنقل بالتواتر، والتعبد بالتلاوة، وهي الخصائص العظمى التي امتاز بها القرآن الكريم" .

وهذا الطرفُ من حبل القرآن المتين، هو الّذي يملك الناس أن يتعاملوا معه، فيشُدّونه ويتمسّكون به.

مجالس الصالحين.....

عطاء دائم
03-26-24, 11:00 AM
حقيقة القرآن الكريم ومراتبُ الناس من حيث علاقتُهم به



ما هي حقيقة القرآن الكريم؟

وأمّا الطرف الآخرُ الّذي بيد الله عزّ وجلَّ، ولا يملك الإنسان أن يتعامل معه، فهو أنّ القرآن

"نورٌ من عند الله، أنزله إلى خلقه يَستضيئونَ به" ، وهذا النور، يسكبه الله عزّ وجلّ في قلب المؤمن، عند تلاوته للقرآن الكريم، أي عندَ هزِّه وتحريكه وتمسّكه بطرف الحبل الّذي بيده.

إذن، فالقرآن له طرفانِ،_
طرفٌ نستطيع أن نمسك به، ألا وهو تلاوةُ القرآن خاصَّةً (باعتبار أنّ السمات الأخرى، متحقِّقة في القرآن أصلاً) والتّلاوة هي ما نحن مطالبون به.

أمّا الطرف الآخر من القرآن، فليس بيدنا الإمساك به، إنما هو بيد الله عزّ وجلّ، ألا وهو كون القرآن روحاً ونوراً !!!

وعندما يُمسك المسلمُ بالطرف الذي يليه تالياً للقرآنِ، فعندئذٍ يُفيض الله عزّ وجلّ من أنوار القرآن وروحه، على عبده بحسب ما في قراءته من صدقٍ وتدبُّر وإخلاص!

بلى، أخي المسلم، إذا كان القرآنُ بتلك المثابة: رَوحاً للقلوب، ونوراً يُضيء طريق الحياة، ويكشفُ عنها الظلام ويُزيل من ملامحها القَتام؛ فما أحرانا بأن نُعظِّمَهُ ونُكرِمه، ونوليه ما يستحقُّه من العناية والاهتمام!

فالقرآن الكريم في الحقيقة: ليس مجرّدَ السُّوَر والآيات الّتي نقرؤها أو نسمعُها، فذلك هو الظّاهرُ الّذي يبدو لنا منه، والّذي إذا أحكمناه تلاوةً وتدبُّراً .

رفع اللهُ درجتنا وأعلى مراتبنا، وجعلنا في مقام المناجاةِ له سبحانه وتعالى، والفهم منه، والتّعلّم عنه، والتّعرُّضِ لرَوحه ورحمته ونوره!

===============


الإخلاص عبادة السعداء
يقول تعالى:
﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [سورة البينة الآية: 5]

- ابن القيم – رحمه الله – يقول: "العمل بغير إخلاص ولا إقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ويثقله ولا ينفعه"..
اعلم أن العمل وان كان كبيرا بلا إخلاص, يجعله الله هباءً منثوراً،،،،وانٌ العمل وان كان صغيرا مع الإخلاص يتقبلّه الله عزّ وجل, وربما كان هذا العمل مع الإخلاص سبباً لنجاةِ صاحبه من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة .

مجالس الصالحين.....

عطاء دائم
03-27-24, 11:25 AM
كيـف نتــأثّر بالقـــرآن؟

يسأل كثيرون عن كيفية التأثر بالقرآن، ولماذا لا نخشع في صلواتنا حين سماع كلام ربِّنا؟
ولا شكَّ أن ذلك عائدٌ لأمور من أبرزها أوزارنا وذنوبنا التي نحملها على ظهورنا، لكن مع ذلك فلا بدَّ من وجود قدرٍ من التأثر بالقرآن، ولو كان يسيرًا، فهل من طريق إلى ذلك؟

إنَّ البعدَ عن المعاصي، وإصلاح القلب، وتحليته بالطاعات هو السبيل الجملي للتأثر بهذا القرآن، وعلى قدر ما يكون من الإصلاح يبرز التأثُّر بالقرآن.

والتأثر بالقرآن حال تلاوته يكون لأسباب متعددة، فقد يكون حال الشخص في ذلك الوقت مهيَّئًا، وقلبه مستعدًا لتلقي فيوض الربِّ سبحانه وتعالى.

فمن بكَّر للصلاة، وصلى ما شاء الله، ثمَّ ذكر الله، وقرأ كتاب ربِّه، ثمَّ استمع إلى الذكر فإنَّ قلبه يتعلق بكلام الله أكثر من رجلٍ جاء متأخِّرًا مسرعًا خشية أن تفوته الصلاة، فأنَّى له أن تهدأ نفسه ويسكن قلبه حتى يدرك كلام ربِّه، ويستشعر معانيه؟!

ومن قرأ تفسير الآيات التي سيتلوها الإمام واستحضر معانيها، فإنَّ تأثره سيكون أقرب ممن لا يعرف معانيها.

ومن قدَّم جملة من الطاعات بين يدي صلاته، فإنَّ خشوعه وقرب قلبه من التأثر بكلام ربِّه أولَى ممن لم يفعل ذلك.

وإنك لتجد بعض المسرفين على أنفسهم ممن هداهم الله قريبًا يستمتعون ويتلذذون بقراءة كلام ربهم، وتجدهم يخشعون ويبكون، وما ذاك إلا لتغيُّر حال قلوبهم من الفساد إلى الصلاح، فإذا كان هذا يحصل من هؤلاء فحريٌّ بمن سبقهم إلى الخير أن يُعزِّز هذا الجانب في نفسه، وأن يبحث عن ما يعينه على خشوعه وتأثره بكلام ربِّه..

===============

تَسَحَّرُوا فَإِن في السُّحور بٙركة..

فقد أوصى الرسول صلّ الله عليه وسلم في هذا الحديث بضرورة تناول وجبة السحور .

ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد .

كما حث الرسول صلّ الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : "ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور" .

و يستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كـ اللبن الزبادي و العسل و الفواكة وغيرها .


مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-29-24, 11:42 AM
استحباب ختم القرآن الكريم في شهر رمضان!

حديث شريف عظيم!

عن أوس بن حذيفة رضي الله عنه قال: قدمنا على رسول الله صلّ الله عليه وسلم في وفد ثقيف، فنزلت الأحلافُ على المغيرة بن شعبة، وأنزلَ رسول الله صلّ الله عليه وسلمبني مالك في قبّة له، وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلم كل ليلةٍ يأتينا بعد العشاء يحدّثنا قائماً على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، فأكثر ما يحدثنا ما لقيَ من قومه قريش، ثم يقول:

لا سواءٌ، وكنّا مستضعفين مستذلين بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجالُ الحربِ بيننا وبينهم، نُدال عليهم ويدالون علينا؛ فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأتَ عنّا الليلة! قال: "إنّه طرأ عليَّ حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمّه"

قال أوس: سألت أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن؟
☜فقالوا: ثلاثٌ، وخمسٌ، وسبعٌ، وتسعٌ، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزبُ المفصَّل وحده.

الحديث أخرجه أحمد في المسند، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم.

وهو حديثٌ شريفٌ عظيمٌ، له وقعٌ في النفوس وخفقٌ في الجوانح، جعلهُ أهلُ العلم أصلاً في "تحزيب القرآن" و"تجزئة المصاحف"

وبوّبَ الإمام أبو داود في سننه: "بابُ تحزيب القرآن" - 2/ 237 ط عوّامة - فأورد هذا الحديثَ ونظائره لبيان طريقةِ النبيِّ صلّ الله عليه وسلم وأصحابه في قراءة القرآن العظيم والمداومة على ترتيله وتجويده بنظام مشيد محكم ينتظم اليوم والليلة دائباً متصلاً.

والله يعلمُ كم يأخذني هذا الحديثُ بجلالة وقعهِ وحُسن عرضهِ وسلسبيل لفظه إلى عوالم أخرى من السكينةِ والتعظيمِ والتوقيرِ للنبيِّ - صلّ الله عليه وسلم - تفوق الوصف وتجتاز التقديرَ، وهو يفدُ - صلّ الله عليه وسلم - في لهفٍ إلى هؤلاءِ القوم الذين قدموا عليه من أقاصي البلاد يحدوهم الشوقُ المبرّح للقائهِ ورؤية وجههِ الشريف، فيستعذبُ في سبيل تعليمهم الوَصَبَ ويستطيبُ النَّصَبَ، ويحنو عليهم حنوَّ الوالدِ على ولدهِ ويخاطبهم بأرق العبارات وأنداها،

ويراوح بين قدميه الشريفتين من طول القيام في جنب الله ناصحاً مذكّراً قائماً بحق الدعوة وتبليغ شرعِ الله، ويغمرني الحنين والشوق إلى ذيّاك المجلسِ الآنس ببثِّ الحبيبِ المُحب صلّ الله عليه وسلم إلى أولائه من صالحي المؤمنين وهو يستعبرُ ذاكراًَ ما جرى له من الأذى في ذاتِ الله،

فتخضعُ جوانحي وتغشاني المهابة وأنا أقرأ همهماتهِ الأسيفة على قومٍ جاءهم كالنسيم العليل ليأخذ بحجزهم عن النّار ويحميهم من سعيرها ولهيبها البئيس، فيأبون إلا الوقيعة فيها مرتكبين أشنع الجرائم بإيذاء حبيبِ الله وخليلهِ محمدٍ صلّ الله عليه وسلم.

===============

نقاء القلب وصدق اللسان...

عن عبدالله بن عمرو قال: قيل يارسول الله؟ أي الناس أفضل؟ قال: " كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب؟

قال هو التقي النقي لاإثم فيه ولابغي ولاغل ولاحسد."

اللهم اني أسألك لسانا صادقا وقلبا سليما وعملا متقبلا

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
03-30-24, 11:32 AM
.ولربك فاصبر...

الصبر:حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله قال تعالى:
((والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم)).

أنواعه : صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.

يقول أبو طالب المكي: "اعلم أن الصبر سبب دخول الجنة، وسبب النجاة من النار لأنه جاء في الخبر "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"، فيحتاج المؤمن إلى صبر على المكاره ليدخل الجنة، وإلى صبر عن الشهوات لينجو من النار".

وقال: "اعلم أن كثرة معاصي العباد في شيئين: قلة الصبر عما يحبون، وقلة الصبر على مايكرهون".

ومما يعين عليه: عظم اجره
فلا نجد في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر

فقال سبحانه: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))،

=================

نصيحتي إليكم ثوابت للعشر لابد منها :

1) رمضان ينفلت من بين أيدينا فإياك ومرارة الحرمان , لا تنس " من أدرك رمضان فلم يغفر له فيه , فأبعده الله وأسحقه "

2) الأعمال بالخواتيم ، فكيف ستقدم رمضان هذا العام !!!!

3) شعار متكرر هذا وقته

" وجاهدوا في الله حق جهاده "

4) علامة المقت ضياع الوقت , فلا مجال لتضييع ثانية واحدة من وقتك ..

5) أعداؤك الآن المفسدات الخمس

( فضول الطعام , فضول الكلام ، فضول المنام , فضول الاختلاط والصحبة , تعلق القلب بغير الله ")

إذا تيسّر لك الإعتكاف أو لم يتيسّرفأنصحك بنصائح :

1- تحري ليلة القدر

2- حفظ الصيام مما يفسده

3- تعلم الزهد

4- إختبار الإخلاص فلم يرى لطلب الإخلاص مثل الوحدة

5- حب المكث فى المساجد (رجل قلبه معلق بالمساجد)

6- فطام النفس عن شهواتها

7- تعلم الصبر

8- الخلوة بالله عزّ وجلّ (تحقيق عبودية التبتّل)

9- المقصود الأعظم (عكوف القلب على الله)

شمِّر فقد حان وقت الإجتهاد و الأعمال الفذة ..... من الآن ....لا نوم.....لا راحة

ولا تبريرات .....ولا تكاسل....ولا تواني , ولا تراخي ..... مع دعاوى الفتور

لنريّن الله ما نصنع .............. كن من عباد الله الشاكرين

ولا تنسوا أسباب العتق لعلنا نُعتق ... ومنها :

المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده

قال رسول الله تعالى : من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النار . رواه أبو داود والنسائي والترمذي

فهذا الفضل لايحصل إلا لمن حافظ على هذه الركعات ، وبعض العلماء يرى أنَّها سنة مؤكدة لما لها من جزاء عظيم .

فإذا وجدت نفسك تستصعب هذا فذكِرها "حرَّمه الله على النار " وألِح عليها تعتاده ، وإنه ليسير على من وفقه الله تعالى إليه ....

مجالس الصالحين.....

عطاء دائم
04-01-24, 09:18 AM
أما بعد ... أحبتي في الله..

مع الليلة الأولى من الليالي الوترية ... أين وجدت قلبك ⁉️
قال الله : وَاللَّه يَعلَم مَا فِي قلوبِكم وَكَانَ اللَّه عَلِيمًا حَلِيمًا
( عليما ) أي : بضمائر السرائر ، ( حليما ) أي : يحلم ويغفر

وقفة الحلم: احزر أن يعلم الغبت في قلبك , و الوهن ( حب الدنيا و كراهية الموت و التعلق بغيره )

فادعوا الله بالعفو عما كان منك من إلتفات لسواه ....

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ...

لا مجال لقيل و قال و لا مجال للفتور و الدعة و الراحة ...

تذكر قرب انتهاء الأجل .

روى الإمام أحمد وابن أبي الدنيا واللفظ له عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي صلّ الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة فقلت أذكر الله يا رسول الله فقال ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار قلت بلى يا رسول الله . قال : تقول :

سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض ، سبحان الله ملء ما في الأرض ، والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء .

الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء .

فاحفظ هذا من اليوم ، اذكر ولا تغفل ، واحتسب ، والله يتولى عباده الصالحين
=============

الأواخـــر مــن رمضـــان


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه .

بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث باختصار سيرة أمهات المؤمنين وبرنامجهن في العشر الأواخر .

بينت مقدار تعظيمهن لهذا الزمان المبارك حتى لم يجدن وسيلة لاستغلاله خير من الاعتكاف فيه متأسيات في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وجاء في حديث آخر قول النساء للنبي صلى الله عليه وسلم :-
(غَلَبنا عَلَيْكَ الرِّجالُ فاجْعَلْ لنَا يَوْماً مِنْ نَفْسكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فيهِ فَوَعَظَهُنَّ وأمَرَهُنَّ).

وفي هذا بيان لعلو همة نساء الصحابة رضي الله عنهن ؛ وهن السلف لكِ يا أختي المسلمة فكوني خير خلف لخير سلف.

فهل رضي النساء اليوم أن يغلبهن الرجال في العشر الأواخر⁉️

أما أن موقفهن وعلو همتهن تأبى ذلك ؛ ويقلنها بلسان الحال قبل لسان المقال لن يغلبنا الرجال على ليلة القدر.

العشر الأواخر منحة ربانية لعموم الأمة الرجال والنساء ؛ من قامها إيمانا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه رجلاً كان أو امرأة .

المرأة في مجتمعنا تحمل هم البيت زوجة كانت أو أما ؛ بل حتى الأخت يكون لها دور ونصيب من هذا الهم .

كل فرد في البيت يفكر غالبا في نفسه وشراء ما يخصه فقط إلا هذه المرأة فإنها تفكر في ملابس العيد لجميع أفراد الأسرة وفي أثاث البيت وقبل ذلك في تجهيز الافطار ومتابعته.

جدولها مليء بالمهام ؛ حتى تنسى نفسها بل تنسى أحيانا أي ليلة هذه من حيث التاريخ .
ثم إذا قيل غداً العيد ؛ اختلط في قلبها فرح العيد بألم عدم اغتنامها لليالي الفاضلة .

بل قد تنظر لملابس أطفالها وهي فرحة بها متألمة أنها كانت ليل سبع وعشرين في السوق لشرائها .

⁉️فأين قدر هذه الليالي في قلبك يا أختي المسلمة ؛ بل أنت يا رب المنزل أين دورك في
حث أهلك على اغتنام هذه الساعات .

بعض الرجال -هداهم الله - يغتنم العشر خير اغتنام ؛ لكنه للأسف لا يساهم في اغتنام أهل بيته لها ؛ بل قد يكلفهم بأعمال ومهام خلال هذه الليالي .

أختي الفاضلة : عظمي هذه العشر في قلبك وعندها سيظهر هذا التعظيم على جوارحك .

أختي الفاضلة : العشر الأواخر أشرف وأنفس من أن تُصرف ساعاتها ودقائقها في الأسواق .

أختي الفاضلة : الفوز في هذه الليالي ليس خاصا بالرجال ؛ فاجتهدي وقدمي لنفسك فكلنا فقير إلى رحمة الله .

أختي الفاضلة : إن لم تستطيعي الاعتكاف ببدنك ولا الصلاة مع الإمام بجسدك فليعتكف قلبك على طاعة الله
ولتشهد الملائكة صلاتك في بيتك ولتسجل دموع خشيتك وعظيم رغبتك في سجلات أعمالك .

أختي الفاضلة : الموت يطلبنا جميعا والعتق من النار ودخول الجنة هو الفوز العظيم وهذه فرصتنا لنفوز بذلك إن شاء الله

قال تعالى :-
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).

اللهم وفق المسلمين رجالا ونساء لاغتنام هذه العشر المباركات ؛

واجعلنا وهم جميعا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا .
مجالس الصالحين....

عطاء دائم
04-02-24, 10:26 AM
.
أما بعد ... أحبتي في الله ..

بعد الليله الثانية في زمان العشر أسألك بالله متى تبيع ⁉️

قال الله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَه ابتِغَاءَ مَرضَاةِ اللَّهِ وَاللَّه رَءوفٌ بِالعِبَادِ

هل صرت أقصر ذلاً له ⁉️

هل حققت معنى من معاني العبودية لتغفر برئفة ربك ⁉️

تذكر : أن البائع نفسه معتقها . فيعتق بإذن الله من النار .

فسابق لتلحق ركب العتقاء قبل أن تبور السلعه ( وَكنتم قَومًا بورًا )
و حينها ( وَيحَذِّركم اللَّه نَفسَه وَاللَّه رَءوفٌ بِالعِبَادِ ) ...

مَن ينافس أخوانه في البيت الحرام ⁉️ فتختم يومياً ...

يقول ابن القيم في " الفوائد " : فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه ، فكيف لا تحبه ، وتنافس في القرب منه ، وتنفق أنفاسها في التودد اليه ، ويكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه ، وكيف لا تلهج بذكره ، ويصير حبه والشوق اليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ، بحيث ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنفع بحياتها " .

في كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا : قال منبوذ أبو همام : قلت لعيسى بن وردان وكان يتنفس تنفسا منكرا فقلت ما غاية شهوتك من الدنيا فبكى ثم قال : أشتهي أن ينفرج لي عن صدري فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ ( أي ما داوى من جراحات الذنوب ) .

اللهم ارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا واجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا واجعله شفيعا لنا من النار وهاديا لنا الى جنان قربك .


============

﴿ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ ﴾

ليلة القدر ليلةٌ واحدة فاقَت في الخيريَّة ألفَ شهر كاملًا ؛ فالعِبرة ليست بطول الأعمار ، ولكن بالبركة وحُسن الأعمال ، وهي ليلة لا ينشغل عنها أحدٌ بغير واجب إلا مغبون محروم .


في الحديث قال صلّ الله عليه وسلم : { مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ } . والمعنى : { إيماناً } بفرضيته ، وتصديقاً بوعده تعالى ، { واحتساباً } أي : طلباً للأجر من عند الله من غير استثقال للصوم . ولا رياءً ولا سمعةً ، ولا مجاملةً لأحد ، ولا موافقةً للأهل ، أو متابعةً للمجتمع .


للصوم فوائد : رفع الدرجات ، وتكفير الخطيئات ، وكسر الشهوات ، وتكثير الصدقات ، وتوفير الطاعات ، وشكر عالم الخفيات، والإنزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات.
[ مقاصد الصوم - العز بن عبد السلام ]

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
04-03-24, 09:48 AM
أما بعد ... أحبتي في الله..

اللهم انت وعدتنا بالمغفره و الفضل , و أنت أهل الثناء و المجد , أهل التقوى و أهل المغفره .. فلا تحرمنها بذنوبنا .
قال تعالى : وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
واسمه الواسع يقتضى منا أن نكثر من الأعمال و ننوعها ليتناسب مع هذه السعه , فافتح الأبواب التي لم تعطيها حقها من ابواب الطاعه ( ذكر , قرآن , صدقة .... ) واسمه العليم يقتضى أن نتعرف عليه فزد في جرعة الدعاء .

قال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فاعبدوا الله عز وجل باسمائه ( الواسع , العليم , القريب ) عسى أن تنال المغفرة و الفضل .

الطاعات الكبار

أما آن الأوان لاستفراغ الوسع في الطاعة اجمع قلبك بقلة الكلام وقلة الحركة والعكوف التام على قراءة القرآن (15 جزءًا ) من الآن حتى الفجر ، فإنَّ علامة الصدق والإخلاص التوفيق للطاعات الكبار ، فاستعن بالله ولا تعجز

=============
إن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة، فالحزم كل الحزم في انتهازها والمبادرة إليها، وعدم تأخيرها، والتسويف بها ،

ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها؛ فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قَلَّما ثبتت ،

والله - سبحانه - يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكِّنه بعدُ من إرادته عقوبة له ،

فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك .

قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ ﴾.

〖 زاد المعاد - ابن القيم 〗

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
04-04-24, 10:09 AM
أما بعد ... أحبتي في الله..

اللهم انت وعدتنا بالمغفره و الفضل , و أنت أهل الثناء و المجد , أهل التقوى و أهل المغفره .. فلا تحرمنها بذنوبنا .
قال تعالى : وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
واسمه الواسع يقتضى منا أن نكثر من الأعمال و ننوعها ليتناسب مع هذه السعه , فافتح الأبواب التي لم تعطيها حقها من ابواب الطاعه ( ذكر , قرآن , صدقة .... ) واسمه العليم يقتضى أن نتعرف عليه فزد في جرعة الدعاء .

قال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فاعبدوا الله عز وجل باسمائه ( الواسع , العليم , القريب ) عسى أن تنال المغفرة و الفضل .

الطاعات الكبار

أما آن الأوان لاستفراغ الوسع في الطاعة اجمع قلبك بقلة الكلام وقلة الحركة والعكوف التام على قراءة القرآن (15 جزءًا ) من الآن حتى الفجر ، فإنَّ علامة الصدق والإخلاص التوفيق للطاعات الكبار ، فاستعن بالله ولا تعجز..ز

============

﴿ وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ ﴾

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، قال علي - رضي الله عنه - : كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا قول الله تعالى : ﴿ إنما يتقبل الله من المتقين ﴾ .
[ لطائف المعارف - ابن رجب ]



إن أهل الاستقامة في نهاياتهم : أشد اجتهادا منهم في بداياتهم ، بل كان اجتهادهم في البداية في عمل مخصوص، فصار اجتهادهم في النهاية : الطاعة المطلقة ، وصارت إرادتهم دائرة معها ، فتضعف الاجتهاد في المعنى المعين . لأنه كان مقسومًا بينه وبين غيره .
[ مدارج السالكين - ابن القيم ]


مهما كانت بدايتك في رمضان متعثره فما زال في الشهر بقية ، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات، يقول الحسن البصري : أحسن فيما بقى يغفر لك مامضى، فأغتنم ما بقي فلا تدري متى تدرك رحمة الله .
[ منهاح القاصدين - ابن قدامة ]

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
04-07-24, 10:20 AM
الحـكمـة مـن إخفــاء ليلـة القــدر

قال الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله-:

وعلى كل حال هذه الليلة أخفاها الله سبحانه وتعالى عن العباد لحكم عظيمة منها:

أولاً: أن يجتهد الناس في جميع الليالي،
لأنهم لو كانوا يعلمون أنها في ليلة معينة، لاجتهدوا في هذه الليلة دون غيرها، وفاتهم الأجر الكثير الذي يترتب على قيام العشر كلها.

ثانياً: أن فيها امتحاناً للعباد، امتحاناً للصادق الذي يحب الخير، من الإنسان المتهاون.

لأن الإنسان المتهاون يقول أنا كيف أقوم العشر ليال من أجل ليلة واحدة.
والإنسان الصادق يقول أقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة عسى أن أوفق فيها.
ولكن هل فضل هذه الليلة لا يحصل إلا لمن علم بها أو يحصل وإن لم تعلم بها؟
الجواب على هذا أنه يحصل وإن لم تعلم بها إذا قمت جميع ليالي العشر لأنه ليس من شرط الحصول على فضلها أن يعلم الإنسان بها ولو كان هذا شرطاً لفات خيرها كثير من الناس لأن أكثر الناس لا يعلمون بها،

ولأن الأحاديث الواردة في فضلها ليس فيها اشتراط أن يعلم الإنسان بها فالإنسان إذا قام الليالي العشر إيماناً واحتساباً فإنه يوفق لخيرها ولفضلها سواء علم بها أم لم يعلم".
[فتاوى الحرم المكي (١٤١٠)].

================

عباد الله : هذه الأيام مطايا فأين العدة قبل المنايا، أين الأنفة من دار الأذايا، أين العزائم أرضيتم بالدنايا، إن بلية الهوى لا تشبه البلايا ،

وإن خطيئة الإصرار لا كالخطايا، يا مستورين ستظهر الخبايا، سرية الموت لا تشبه السرايا، قضية الزمان ليست كالقضايا ،

أيها الشاب ستسأل عن شبابك، أيها الكهل تأهب لعتابك، أيها الشيخ تدبر أمرك قبل سد بابك ،

لذ بالجناب ذليلًا، وقف على الباب طويلًا، واتخذ في هذا العشر سبيلًا، واجعل جناب التوبة مقيلًا، واجتهد في الخير تجد ثوابًا جزيلًا، قل في الأسحار : أنا تائب، ناد في الدجى: قد قدم الغائب .

〖 مختصرًا من التبصرة - ابن الجوزي 〗

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
04-08-24, 09:16 AM
تأدب عند الوداع !

"إنما الأعمال بالخواتيم، والخواتیم میراث السوابق"

لربما كان أدبك سببًا في رحمتك وعتقك.

ومن الأدب:
الثبات والانتظار حتى النهاية!

دائما نبدأ صلاتنا بالتكبير مقبلين على الله ونختمها بالتحيات لله والصلوات والطيبات.

أدب الخواتيم فتأدب!

عندما نودع أحبابنا لا نقوی أن ندير ظهورنا، تظل قلوبنا تتلفت، وتظل أعيننا عليهم لآخر لحظة، حبًا وصدقًا عند الوداع،
فلا تُدِر ظهرك !

أمر رسول الله و الرماة في أُحد بالثبات والانتظار في مواقعهم فوق الجبل حتى النهاية، لكنهم تعجلوا النصر وفرحوا بالغنائم فتركوا أماكنهم، فتغيرت نتيجة المعركة !

فلا تتعجل !

لاتترك مكانك حتى النهاية.
لتظل قائما داعيًا، راجيًا، محسنًا، وجلا، تائبًا حتی النهاية فتلك علامة الصادقين المحبين.

[فلربما يجبر أدب النهايات تقصير البدايات]

===========

يا شهر الشهور!

مررت كالطيف وأسرعت الخُطا، فكنت كالحلم لا كبقية الآماد..

السلام عليك يا شهر رمضان!

السلام عليك يا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن..

السلام عليك يا شهر التجاوز والغفران..

السلام عليك يا شهر البركة والإحسان..

كنت للعاصين حبسًا، وللمتقين أنسًا..

فيا ليت شعري..

هل تعود أيامك أو لا تعود؟!

ويا ليتنا علمنا من المقبول منا ومن المطرود؟!

وهل إذا عادت أيامك فسنكون في الوجود؟!

وننافس أهل الركوع والسجود؟

أم سنكون قد انطبقت علينا اللحود؟!

ومزقنا البلى والدود؟!

تقبل الله طاعتكم

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
04-09-24, 10:31 AM
قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى :

الإستغفار* ختام الأعمال الصالحة كلها فيختم به الصلاة والصوم والحج وقيام الليل ويختم به المجالس فإن كانت ذكرا كان كالطابع عليها وإن كانت لغوا كان كفارة لها فكذلك ينبغي أن تختم صيام رمضان بالاستغفار

وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله
إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر فإن الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث والإستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث ؛

ولهذا قال بعض العلماء المتقدمين :
إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة

وقال الإمام الخليفة عمر بن عبد العزيز في كتابه :
قولوا كما قال أبوكم آدم :
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[لأعراف: 23]

وقولوا كما قال نوح عليه السلام :
{ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[هود: 47]

وقولوا كما قال موسى عليه السلام :
{ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي } [القصص: 16]

وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام :
{ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
[الانبياء: 87] .

لطائف المعارف(ص383)

==================

التوقف عن الدعاء، والتبرع، والعمل بما في وسعك..خيانة!

قف بين يدي مولاك وقل: يا رب ألهمني دوري، ودُلّني عليه، وآتني من القوة ما يمكّنني من القيام به دون خوف أو تردد.

واستعذ بالله كثيرًا، أن تكون كثير الخذلان، وأن لا تقوم إلا بأدنى ما في يديك، واحذر أن تنفق من فضلة مالك، أو وقتك، أو أن تُخذّل القائمين بكل ما يملكون، بل جد بخير ما لديك، في الشدة قبل الرخاء..

ادع الله أن يستخدمك، أن لا يكلك إلى نفسك، أن يهبك من لدنه وسيلة..وأقسم بصدق..أن لو أتيحت لك الفرصة..لترين الله ما تفعل..وحذار من الكذب في نيتك..كن صادقًا وسيعينك..

يا رب..
لا حول ولا قوة الا بالله.....

مجالس الصالحين....

عطاء دائم
04-11-24, 06:29 AM
قال تعالى :
{. وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (سورة البقرة - 185)

فتأمل
(عَلَى مَا هَدَاكُمْ)
إنها تقطع أوصال العُجب..
فما منك شيء أيها الصائم القائم المنفق،
بل هي هداية الله وحده؛
ولذا ذكَّرك ربك بقوله:
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

قال الحسن رحمه الله:
كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره
فهو له عيد..
(ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)

الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الحمد لله على التمام
الحمد لله الذي أعان على الصيام والقيام
ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم

كل عام والخير يحفّكم أورَقت آمالكم وأينعَت أعمالكم

أتحفكم الله برحماته وأبهجكم وآنسكم ورضيَ عنكم

تقبّل الله منّا ومنكم الصيام والقيام وكلُّ عام وأنتم بخير

ردد: اللهم تقبل منا إنك انت السميع العليم.
==============

‏﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾

قال ابن القيم في الجواب الكافي : قد أفلح من كبَّرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها . وقال السعدي أي : طَهَّرَ نَفْسَهُ من الذُّنُوبِ ، ونقاها من العُيُوبِ ، ورقاها بطاعة الله ، وعلاها بالعلم النّافع والعمل الصّالح .
[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]



العيد هو موسم الفرح والسرور ، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم ، إذا فازوا بإكمال طاعته ، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته ، كما قال تعالى : ﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾ .
[ لطائف المعارف - ابن رجب ]

رمضان ليس شهراً ، بل أسلوب حياة وبداية تغيير ، فلا تودعوه ، بل افسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام...

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
04-12-24, 07:14 AM
عن عبيد بن عمير رحمه الله قال :*

«تَسْبِيحَةٌ بِحَمْدِ اللهِ فِي صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ
خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسِيلَ أَوْ تَسِيرَ مَعَهُ جِبَالُ الدُّنْيَا ذَهَبًا».*

المصنف لابن أبي شيبة (29426).

ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذرٍّ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِل: أيُّ الكلام أفضل؟

قال: ((ما اصطفى الله لملائكته أو لِعباده: سبحان الله وبحمده))،

وفي لفظ آخر للحديث أنَّ أبا ذرّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((ألا أُخبرُك بأحبِّ الكلام إلى الله؟ قلتُ: يا رسول الله أخبرني بأحبِّ الكلام إلى الله.
قال: إنَّ أحبَّ الكلام إلى الله:
سبحان الله وبحمده)).

وكثيرا ما يُقرن في النصوص مع التسبيح حمدُ الله تعالى؛ وذلك لأنَّ التسبيح هو تنزيه الله عن النقائص والعيوب،

والتحميدُ فيه إثباتُ المحامد كلّها لله - عز وجل -، والإثبات أكملُ مِنَ السّلب، ولهذا لم يَرِد التسبيحُ مجرّداً، لكن ورد مقروناً بما يدلّ على إثبات الكمال،

فتارةً يُقرنُ بالحمد، وتارةً يُقرنُ باسم من الأسماء الدّالة على العظمة والجلال،

كقول: سبحان الله العظيم، وقول: سبحان ربّي الأعلى، ونحو ذلك.
============
العيد في معناه الديني : كلمة شكر على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه، ولكنها تعتلج في سرائره رضًا واطمئنانًا، وتنبلج في علانيته فرحًا وابتهاجًا ،

والعيد في معناه الإنساني : يوم تلتقي فيه قوّة الغني وضعف الفقير على وحي من السماء عنوانها (الزكاة) و (الإحسان) و (التوسعة) ،

والعيد في معناه الزمني : قطعة من الزمن خُصّصت لنسيان الهموم، واطّراح الكُلَف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة ،

والعيد في معناه الاجتماعي : يوم الأطفال يفيض عليهم الفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليُسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعُها على الصلة والبرّ، ويومُ المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور .

〖 آثار محمد البشير الإبراهيمي باختصار 〗

مجالس الصالحين...

عطاء دائم
04-13-24, 06:42 AM
" المحافظة على الصلاة في وقتها تضبط اضطراباتك النفسيه،
وتُخلصك من الهموم والأحزان التي تشعر بها وتجعلك أكثر اتزانًا في حياتك."
- قال تعالى :
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(٢١)إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٣)‏

- إلا المُصلِّين = استِثنَاء صَرِيح.
==============

سلسلة محبة_الله

الدرس (1)

عمل عظيم ومقام كبير من أعمال القلوب فهو أساسها وهو محبة الله تعالى (المحبة هي الرأس) (الخوف والرجاء) هما الجناحان والعبد يسير إلى الله بالمحبة والخوف والرجاء.
قال أحد السلف: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما لقوا أطيب ما فيها قيل وما ذاك قال محبة الله ومعرفة الله.
ودرجة المحبة ترفع المنازل وترفع الدرجات فهي النور الذي ندخله في الظلمات وهي الشفاء من الأمراض فهي روح الإيمان لأنهم في معية الله.

فقد قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم (إن المرء مع من أحب) [البخاري].

يقول ابن القيم:
المحبة هي الحياة التي من حرمها يدخل في جملة الأموات
وهي النور الذي من فقده يدخل في بحار الظلمات
وهي الشفاء الذي من عدمه حل بقلبه جميع الأسقام
فهي روح الإيمان لأن المحبين في معية من (الله).
(تعريف المحبة):
إن المحبة من الحب والمحبة أصلها الصفاء
لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها (حبب الأسنان)
وقيل المحبة هي فيحان وغليان القلب عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب
وقيل مأخوذ من (الحب) جمع حبه وهو لباب الشيء وخالصه وأصله
لآن الحب أصل النبات والشجر
وقيل هو الحِب: وهو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ فيه ولا يسع لغيره
وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه وهو الله سبحانه وتعالى
والقلب كما علمنا* النبي صلَ الله عليه وسلم هو محل نظر الله إلينا قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [مسلم].
لكن نحن محل نظرنا (الشعر، اللبس .. ولكن محل نظر الله القلب
فالقلب وظيفته أن يعرف ويحب الله

مجالس الصالحين...


SEO by vBSEO 3.6.1