|
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-13-21, 02:40 PM | #445 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
الحقيقة هي، أن كُل وحش قابلته، أو سوف أُقابله، كان ذات مرة بشريًا، يحمِل روحًا رقيقة وناعمة كالحرير، لكن أحدهم سرقَ من أرواحهم ذلك الحرير، وحولهم إلى ما أصبحوا عليه، لذا عندما ترى وحشًا في المرة القادمة، تذكّر ذلك الأمر دائمًا، لا تخشى ذلك الشيء الذي أمامك، لكن بدلاً من ذلك عليك أن تخشى الشيء الذي جعل منه ماهو عليه. | |||||||||||
|
12-14-21, 03:40 PM | #446 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
هكذا ينظُر حزني إلي، في الثواني التي تعقِب الحدث، أشعُر أن العالم إنقلب على رأسه، وأنني لا أزال واقفة، وجهي شاخصًا للأمام، بينما كُل شيء يبدو وكأنه يتراجع ويتباطأ، عقلي يصرُ على أنني لم أتغير، العالم فعل، بينما قلبي يصِر أن العالم لا وجود له، أنا فقط، كِلاهما يُحاولان إقناعي أني لستُ منبوذة، إنه مُجرد خلل كوني، لكن عقلي يكذب، وكذلك قلبي، بعد أربعة أيام، عندما أنهض من الأرض، حيث بقيتُ من وقتها، زارتني أُمي مرتين، قالت : "إسمعي، ستتحسن الأمور، فقط إسمحي لها، وبإمكاننا مُساعدتك، لو سمحتِ" الكلمات تبدو جوفاء، لكنني أشعُر بِخواءٍ أعظم من أي كلمات أسمع ترددها وإختفاءها بِداخلي، بعد أسبوع من نسياني للنوم، نُسياني للحلم، نسياني للتواصل بالكيفية التي لا يزال من حولي يملكونها، أتساءل ما شكل التنفُس دون قلبٍ مفطور، أتساءل ما طعم الكلمات دون مذاق الموت، أتساءل عمّا يُريد الكون أن يُخبرني من خلال هذا كُله، لكنني لن أتساءل أبدًا لو أن الأمور ستكون على ما يُرام، لأنني مُتأكدة أنه لن يحدث، شهرٌ يتسلل بِبطء بعيدًا، بالطريقة نفسها التي تتجمع بها المياة المُتساقطة من السقف في الدلو، لا زلتُ هنا، هذا يُدهشني أكثر من أي شيءٍ آخر، لأني لو مازلتُ هُنا، هذا يعني أنني لا أزال أتنفس، رُغم جهودي المضنية لسحب روحي بعيدًا عن هذا الجسد المصدوع، مرّت ثلاثة أشهر، الناس كأنهم إسطوانة عالقة طوال هذه المدة، كُل شيء الآن يحدث بشكلٍ آلي، أنهض، أتحمم، أذهب إلى العمل، أنسى الطعام، أعمل أكثر قليلاً، أعود للبيت، أحيانًا أتذكر أن آكل، أذهب للنوم، الروتين مُخدر، وهذا سبب راحته، السِر في الخدر، هو أنه يخترق جلدي، يسري في عروقي، ويصل إلى قلبي، السِر في الحزن، هو أنه لا يختفي بالكامل أبدًا، بِغض النظر عن مدى خَدري. | |||||||||||
|
12-15-21, 02:25 PM | #447 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
الوطن لُغة، نضجت في فمي، الآن، لا وجود لها، في أية مكان، بِخلاف قلبي وعقلي، الوطن حيثُ كان علي أن أُعلم الأطفال الهرب، من رجالٍ يرتدون، الحرب والدماء، الوطن أُسطورة، حِكاية عن نشأتي، آمنةً سعيدة، قبل أن يشعلوا النار في عالمي بِأكمله، الوطن حيثُ هرعت بإتجاه البحر، لأن المكان الذي أنتمي إليه، لم يعُد يتذكر إسمي، الوطن كان ملجأي، الآن، وبعدما قست، إنتزعوه مني، يُسموني لاجئةً. | |||||||||||
|
12-16-21, 09:46 AM | #448 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
قلبي سيُعالج ذاته، عقلي هو ما عليَّ القلق بِشأنه، هو المكان الذي فيه أقفلتُ على ذكرياتي، وإحتفظت بِأجزاء من جرحوني، الأجزاء التي لا تزال تخترقني كشظايا الزجاج، عقلي الذي يؤرقني في الليل، يُبكيني ويُكسرني، بِحاجة أن أقنع عقلي بالنسيان، لأن قلبي يعرف جيدًا كيفَ يتعافى. | |||||||||||
|
12-16-21, 04:00 PM | #449 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
مامن دروس في كيفية التعامل مع الخسارة، لا وجود لِلافتات التحذير فوق مقابر الذاكرة، يقولون أن الحُب هو ما يدفع العالم إلى الإستمرار، لكن لم يترك لنا أحد مُلاحظة في الرحم، ولا دليل تعليمات حول الطريقة السليمة للسقوط، أو آخر عن كيفية مُقايضة بعض منك، دونَ الضياع للأبد في روحٍ أُخرى، أخشى أن هذا هو سبب ضِلالي دائمًا، كنتُ عاشقة، وكنتُ معشوقة، لكنني لم أتعلم أبدًا كيف، وبِخفة، أحتمل الثمن. | |||||||||||
|
12-17-21, 07:19 AM | #450 | |||||||||||
غيّمُ السّلام.
|
لم يحذر أحدٌ، الفتيات الصغيرات، كيف أن الرجال ذوي العيون الجميلة، رائحتَهم كالدخان، مذاقَهم بطعم المطر، من إن تحدثوا سالت الفضة، هم من وراء الوسائد المُبللة بالدموع، والقصائد نصف المُنتهية، والكثير جدًا من الأحلام المُحزنة. | |||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||