منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-28-20, 09:21 PM   #67
haidar

آخر زيارة »  05-31-21 (04:32 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



صلى الله عليه وسلم


 


قديم 09-29-20, 07:22 AM   #68
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haidar مشاهدة المشاركة
صلى الله عليه وسلم
اهلا بك اخي
شكرا على كرم الحضور


 


قديم 10-02-20, 07:49 AM   #69
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 59 »

السيرة النبوية العطرة (( إمام النصابين ، أبو جهل ))
_____

وقد رُوي إنّ رجلا من قبيلة من العرب خارج مكة جاء إلى أبي جهل - بعد حادثة محاولة منعه للنبي من الصلاة عند الكعبة -

و أراد هذا الرجل أن يبيع إبلا له ، فاشتراها منه أبو جهل وقال له : في الغد أعطيك المال ، فماطله أبو جهل

[[ اليوم وبكرة ، اليوم وبكرة... لغة النصابين .. إمام النصابين أبو جهل ]] ، فجاء هذا الرجل إلى قريش وهم جالسون في أنديتها ، ولم يكن أبو جهل جالساً معهم ، وناشدهم كعبتهم وحرمتهم ، أن ينصروه ويأخذوا له حقه من أبي الحكم ، فوجد المستهزؤون من أهل قريش برسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أن هذا الموقف فرصة لهم أن تعوض قريش موقف أبي جهل السابق .
فقالوا للرجل : لا يأتي إليك بالمال إلا ذلك الرجل الذي عند الكعبة يقصدون محمدا، [[ يعني كلمة محمد ، ما بتصير اثنين عند أبو الحكم ]]

يريدون ، الاستهزاء برسول الله ، فجاء هذا الرجل إلى رسول الله وكلمه بشأن المال فذهب - صلى الله عليه وسلم - معه إلى بيت أبي جهل ، وأرسلت قريش خلفهما خادما يستطلع لهم الخبر . فلما اقترب - صلى الله عليه وسلم - من باب أبي جهل ، وقرع الباب ، قال أبو جهل :

من بالباب ؟!! قال : محمد ، أخرج إلي . يقول الرجل الذي مع النبي [[وقد أسلم فيما بعد ]] فخرج أبو جهل منتقعا لونه ، يرتعد ويرتجف .. وقال : نعم يا ابن سيد قومه ، نعم يا ابن عبد المطلب .. ما حاجتك ؟ فقال له - صلى الله عليه وسلم - : أعط هذا الرجل حقه .

قال أبو جهل : نعم ، لا تنصرفوا حتى أعطيه حقه ، فدخل وجاء بأكياس فيها الدراهم وأعطى الرجل المال . وقال له أبو جهل : هل أخذت حقك ؟
قال له الرجل : نعم .
فقال أبو جهل : فاشهد يا محمد أني أعطيته حقه .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل : اذهب فقد أخذت حقك .
فذهب الرجل إلى أندية قريش . وقال لهم : لقد أخذت حقي!! فتعجبت قريش من الرجل !!!!!

ثم جاء الرجل الذي أرسلوه لكي يستطلع لهم الخبر، قالوا له : ما الخبر ؟ !!! فقال : واللات والعزى لم أر عجباً مثل اليوم ، ما إن قرع محمد الباب على أبي الحكم ، حتى خرج أبو الحكم منتقعا لونه، يرتجف لا يملك نفسه . . . الخ

و أعطى المال للرجل . وهو يحدثهم بما جرى ، دخل عليهم أبو جهل قالوا له : أبا الحكم ، ويلك !!أرسلنا محمداً إليك لننال منه فكيف حدث ذلك ؟!! قال لهم : لو رأيتم ما رأيت !!! قالوا له : عُدنا لما ترى !!! قال : واللات والعزى وأنتم تعلمون أني لا أخشى أحدا ؛ لقد حصل معي مثل ما حدث عند الكعبة ، وهز صوت محمد أيضا البيت كأنه صاعقة !!!! فلا تلوموني فيما حدث . فضحك القوم من أبي جهل ، وقالوا : قد سحرك محمد !!!

ومع هذا كله لم يؤمن أبو جهل ؛ وضاق جدا بهذا الموقف ، لأنه أصبح سخرية عند قريش : أبو الحكم [[ أبو جهل ]] يخاف من محمد !! فاشتعل الغيظ في قلب أبي جهل ، وأراد أن يحفظ بعض الشيء من كرامته ، فقام بأسلوب بطش آخر مُعاد للنبي الكريم و للإسلام ، لكن ذلك كان سببا في إسلام حمزة أسد الله ، وسيد الشهداء - رضي الله عنه - وأرضاه.
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-02-20, 07:51 AM   #70
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 60 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام أسد الله و رسوله ، سيد الشهداء ، حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -))

_____

في أواخر السنةِ الخامسة من النُّبوَّةِ تقريبا ، كان قد حدث في مكة أمر جلل، كان بمنزلة حجر زاوية ، تَغيّر بعده مسار الدعوة تمامًا، واختلفت بسببه استراتيجية المؤمنين في مواجهتهم ضد أهل الباطل في مكة المكرمة، وزادها الله تكريمًا وتعظيمًا وتشريفًا .هذا الحدث كان إسلام حمزة بن عبد المطلب - عم رسول الله عليه الصلاة و السلام . وكانت قصة إسلامه غاية في العجب، تظهر فيها بوضوح معاني الآية الكريمة:

{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص.
كان حمزة أقوى رجل في قريش في ذلك الوقت ، وكان عمره ٤٧ سنة ، وهو أسن من رسول الله بعامين اثنين تقريبا ، وهو عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخوه في الرضاعة
[[ وقلت لكم من قبل أرضعتهما ثويبة ، جارية أبو لهب ]]


،وقد كان حمزة هو رفيق طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم - والرسول يحبه حباً كبيراً، كان ضخما وقويا ، لا يتعدى على أحد ، تجده لطيفا خلوقا ، يتمتع بالحلم والأخلاق الطيبة ، شخصية محبوبة جداً في قريش ، صيّادا ماهرا [[ مش كم إبرة بالعضل تنفخه يشوف حاله ويتفلت على أبوه وعلى الناس ]] .
أسلم حَمزةُ بنُ عبد المطلب رَضي اللهُ عنه. وسببُ إسلامِه : أنَّ أبا جَهلٍ مرَّ برسولِ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يومًا عند الصَّفا، فآذاه أبو جهل ، ونال منه، ورسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ساكِتٌ لا يُكلِّمُه،

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} ، ثم ضَرَبه أبو جَهلٍ بحَجَرٍ في رأسِه فشَجَّه حتى نَزَف منه الدَّمُ، ثم انصَرَف عنه إلى نادي قُرَيشٍ عند الكعبةِ فجَلَس معهم، وكانت مولاةٌ لعَبدِ الله بنِ جُدعانَ في مَسكَنٍ لها على الصَّفا ترى ذلك، وأقبل حَمزةُ من القَنْصِ مُتَوَشِّحًا قَوسَه، فأخبَرَتْه المَولاةُ بما رأتْ من أبي جَهلٍ، قالت الجارية :

"يا أبا عمارة ( حمزة ) ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفًا من أبي الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه محمد لم يكلمه".
كان حمزة هو الوحيد الذي يدافع عنه من بين أعمامه، لكن أين بقية الأعمام؟ أين أبو لهب؟ إنه من أشد المحاربين له، لا أحد منهم يتذكر أخاه عبد الله والد محمد ، فهل إذا كان حيًّا كان سيحدث مثل هذا الموقف؟! وأين بنو هاشم وبنو عبد مناف؟ وهل يصل الموقف لأن يَضرب أبو جهل محمدا ؛ أشرف شرفاء بني هاشم وأشرفهم على الإطلاق؟! أوَ يصل الوضع إلى هذا الحد ونحن نشاهده بأعيننا؟!

الظلم الشديد الذي تفاقم ووصل إلى هذه الدرجة ، كان قد حرك هذه العواطف وتلك المشاعر والأفكار في قلب حمزة وعقله، فغَضِب حَمزةُ وخرَج يسعى، [[ صار الدم يغلي في دماغ حمزة]]

لم يقِفْ لأحدٍ، مُعِدًّا لأبي جهلٍ إذا لَقيَه أن يوقِعَ به، فلمَّا دَخَل المسجِدَ قام على رأسِه وقال له: "يا مُصَفِّرَ اسْتِهِ ( عبارة للتحقير )، تَشتُمُ ابنَ أخي وأنا على دِينِه!" ثم ضَرَبه بالقَوسِ فشَجَّه شجَّةً مُنكرةً. وقال له : ردها علي إن استطعت !! [[ إذا رجال قوم ردلي الضربة ]] .
ثم نظر إلى الجالسين حول أبي جهل والغضب في عينيه : ألا يواجهني فيكم رجل ؟ يقول راوي الحديث: فانسل القوم انسلالا

[[ يعني هربوا من المجلس ذليلين ]]

لا أحد يستطيع أن يكلم حمزة .
يقول حمزة - رضي الله عنه - وأرضاه : ثم جلست أفكر؛ ما هذا الذي فعلته ؟ هل أنا أصبحت على دين محمد ؟؟ ما هو دين محمد ؟؟ [[ هو كان لا يهتم بكل أمور مكة ومشاكلها كان مغرما بالصيد ]] .

وبدأ يحدث نفسه : هل أنا أخطأت أم أصبت ؟ و أخذ الشيطان يوسوس له ، فخاطب السماء إن كان دين محمد على حق أن ينشرح صدره له. قال : ونمت وأنا على هذه الحال
.
حتى إذا أصبح الصباح ، مضيت إلى رسول الله وقلت : يا ابن أخي ، أنت تعلم ما وقع مني بالأمس ، وأنا في حيرة ... لقد قلت أنا على دينك .

اقرأ علي شيئاً من الذي أنزل عليك ، فإنّي أحب أن أسمع منك . فقرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - من آيات الله ، فلما انتهى، قال حمزة: أيّ والذي بعثك بالحق ، إنه لحق . أشهد أنك الصادق . فوالله ما أُحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول

[[ يعني بعد سماعي كلام الله ، أصبح الآن الإسلام أحب الي من الدنيا كلها وما فيها ، لو أعطوني ملك الأرض لا أحب أن أرجع لديني القديم ]] .

يا رسول الله ، عندما أذهب إلى الصيد وأتأمل الليل والنهار أقول لا يمكن أن يكون هذا قد خلقه اللات والعزى {{ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله}} . فأسلم أسد الله ورسوله سيد الشهداء {{حمزة بن عبد المطلب }} - رضي الله عنه - وأرضاه وفرح المسلمون بإسلامه الذي يعتبر قوة أخرى للمسلمين .
____________

اللهم اجمعنا به - صلّ الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-03-20, 08:06 AM   #71
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 61 »

السيرة النبوية العطرة (( قريش تضعف أمام قوة إيمان الصحابة – بداية المفاوضات ))
_____

بعد صبر الصحابة وثباتهم في مكة على

{{ قول لا إله الا الله محمد رسول الله }} ، رأت قريش أن التعذيب للمستضعفين الذين آمنوا بالله ورسوله ، ليس منه فائدة !! فالتعذيب لا يزيدهم إلا ثباتاً ، وأصبح ويزيد عدد من يدخلون هذا الدين يوما بعد يوم !!! هنا قررت قريش ، أن تلتفت للمفاوضات .[[ أعداء الإسلام في كل زمان وكل مكان عندما يشعرون بالقهر والعجز، أول شيء يتمسكون فيه المفاوضات، وما أشبه اليوم بالأمس !!!! فملّة الكفر واحدة ]] .
لما رأت قريش أن التعذيب لا ينجح ، قالوا نجلس على طاولة المفاوضات فعرضوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - التفاوض مع قريش ،

[[ ولأنه - صلى الله عليه وسلم - بُعث رحمة للعالمين وافق على تلك المفاوضات لعل الله يهدي واحدا منهم فيكون حقق فيه الرحمة، وينجو من نار جهنم ]] فبدأت المفاوضات ، وكان مندوب قريش في التفاوض مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سيد من سادة قريش اسمه {{عتبة بن ربيعة وكنيته " أبو الوليد " }} كلمته مطاعة فيهم وعاقل ، وتعتبره قريش صاحب رأي ، وهو أعلم قريش وأعرفهم بالشعر .
ذهب عتبة أبو الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان النبي أكثر صلاته عند الكعبة ، فذهب أبو الوليد للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند الكعبة ، فوجده يصلي ، فوقف ينتظره حتى إذا انتهى من صلاته فجلس إليه وقال له بلغة التودد عند العرب : يا ابن أخي [[هو ليس عمه ولا النبي ابن أخيه .. ولكن العرب تتودد بين بعضها فتقول لكل من تحبه أو تحب أن تكسب قلبه .. يا ابن أخي ]] يا ابن أخي يا محمد : إنك منا حيث علمت حسباً ونسباً

[[ يعني لا أحد يستطيع أن يزاود على حسبك ونسبك ، وما في داعي للمدح معروف مين أنت وما هو نسبك ]] وأنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرّقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفّرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني يا محمد أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل مني بعضها .
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل يا أبا الوليد وأنا أسمع.
قال : يا ابن أخي إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً ، سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً ، ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنّه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه .

[[ بعدما عرض عتبة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العروض سكت ينتظر جواب النبي ، وقد عرض عليه عتبة الدنيا بحذافيرها العروض التي عرضها على النبي يسيل لها لعاب العظماء من البشر .. وجلس ينتظر عتبة لعل محمد يقبل بندا من هذه البنود ]] . فقال له - صلى الله عليه وسلم - .. فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : أجل . قال : فاسمع مني .قال أبو الوليد : ها أنا أسمع ، تكلم يا محمد .
فتلا عليه - صلى الله عليه وسلم – آيات من سورة فصّلت :
بسم الله الرحمن الرحيم

{{ حم ، تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناعَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ . . . فإنّ أَعْرَضُوا فَقُلْ أنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }} .

يقول الصحابة الذين حضروا الموقف : وكان عتبة أول مرة يسمع القرآن وأخذ يسمع ويتدبر ويصغي ، فلما وصل - صلى الله عليه وسلم -" فإنّ أَعْرَضُوا فَقُلْ أنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ " هب عتبة من مكانه وقد فزع ، وجلس على ركبيته و وضع كفه على فم النبي وقال :

أنشدك الله والرحم ، أنشدك الله والرحم يا محمد إلا كففت [[ أي توقف لا تكمل ، لأنه أعلم قريش بالشعر، عرف أن هذا الكلام ليس كلام بشر .. وكلهم يعلمون أن محمدا الصادق الأمين ، إن قال صدق ]] ثم قال عتبة : هذا آخر ما عندك يا محمد ؟؟ قال : نعم ، لقد استمعت إليك يا أبا الوليد ، وأنت ها قد سمعت مني ، فانظر ماذا ترى ؟ فقام عتبة ورجع يمشي إلى أندية قريش وكانوا ينتظرونه، فلما شاهدوا عتبة من بعيد قادما إليهم قالوا : نقسم باللات والعزى ، لقد رجع أبا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به

[[ لأنه كان متأثرا بما قرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - من القرآن ]] قالوا : ماذا حدث يا أبا الوليد تكلم ؟؟ قال : يا قوم تعلمون أني أعلمكم بالشعر. قالوا له : أجل، أنت أعلمنا بالشعر . قال : والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو بالشعر، ولا هو بالكهانة، ولا هو بالسحر .. يا قوم اجعلوها لي .

[[ يعني اتركوا الرأي لي في هذه المسألة ]] قالوا : وما رأيك يا أبا الوليد ؟قال : اتركوا الرجل بينه وبين سائر العرب [[ يعني أتركوه براحته ]


] فإنّ له نبأ !!!

[[ في خير كبير رح يكون من محمد ]]فإن ظهر فعزه عزكم ، [[ إن ظهر وانتصر دين محمد وله العزة والشرف، فأنتم رح تكونوا بمثل عزه لأنكم قومه ]] وإن أصابته العرب أصيب بغيركم [[ يعني إذا العرب حاربته وانتصرت عليه، هم اللي بيقاتلوه ويقضون عليه وأنتم مرتاحين ما إلكم علاقة ]]

أتركوا الرجل واعتزلوه . قالوا : لقد سحرك محمد يا أبا الوليد !!!
قال لهم : ها قد قلت لكم رأيي ، وقد حذركم محمد وأنتم كلكم تعلمون صدقه وأمانته ، فقد أنذركم محمد صاعقة كصاعقة عاد وثمود ، فلما قال لهم هذا التحذير تفرق القوم من فورهم؛ هربوا من المجلس !! فقد خافوا أن تكون الصاعقة في حينها ، لأنهم يعلمون أن محمدا صادق ، ولكنهم رفضوا أن يتبعوه تكبرا و تقليدا لآبائهم الأولين .

وفي قصة النبي الكريم مع عتبة بن ربيعة نتعلم إنّ حُسن الإصغاء صفة الداعي إلى الله ، و إنّ القرآن عظيم ، به تنشرح الصدور ، و ترتاح النفس ، و أيضا لا تنازل عن المبادئ مهما كانت المغريات ، هكذا تُعلمنا مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-04-20, 07:01 AM   #72
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 62 »

السيرة النبوية العطرة (( " عبس وتولّى " . . . استمرار المفاوضات ))

_____

بدأت لغة المفاوضات في قريش ، وسنقف عند حدث عظيم ، وقع أثناء المفاوضات [[ لنعلم عظمة هذا الدين وهذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، ولتعلم يا مؤمن كم أنت عظيم عند الله، وكم يحبك ، مهما كنت وبأي لون كنت ، وأي جنسية تحملها . أنت مؤمن إذن أنت عظيم عند الله ، لا فرق عند الله بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ]] .

من عناوين المفاوضات : إنهم طلبوا من النبي أن يبدل الآيات التي فيها تسفيه أحلامهم وشتم آلهتهم . عنوان آخر : نؤمن بك يا محمد ، بشرط أن تعبد إلهنا يوما ونعبد إلهك يوما . فأنزل الله على نبيه :

{{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ }} .

في أحد الأيام جلسوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنقاش ، ومع بداية الجلسة ؛ وأول ما قال النبي : إني رسول الله إليكم . . . قامت فوضى في مكة ولم يسمعوا منه شيئا .

الآن وفي هذه المرة جلسوا معه يسمعون منه مرة أخرى ، فكان - صلى الله عليه وسلم - جالسا يناقش سادة قريش ، لعل الله يلين قلب واحد منهم فيؤمن ، وأثناء ذلك جاء رجل من فقراء المسلمين السابقين للإسلام اسمه {{ عبدالله بن أم مكتوم - رضي الله عنه - وأرضاه }} رجل أعمى يفقد بصره ، أقبل ابن أم مكتوم، [[ وكلنا يعرف أن الأعمى لا يدري هل ثيابه مناسبة أم لا. . . وقلما يراعي هيئته لأنه أعمى ]] ،

فكل المواصفات حول هذا الرجل القادم تجعل سادة قريش وأعيانهم ، تنفر منه .أقبل الأعمى يسأل عن النبي، أين أجده ؟ قالوا له : تجده في نادي قريش . فأقبل وكان يريد من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزداد إيمانه لعل قرآنا نزل ؛ فقد اشتاق لكلام الله ، اشتاق المحب لحبيبه ، ذاق طعم الإيمان فجاء يستزيد و يطلب ما يروي قلبه .

فلما اقترب من نادي قريش وسمع صوت النبي يتكلم معهم قال : السلام عليك يا رسول الله، علمني مما علمك الله . وكره النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القدوم في هذه اللحظة وهذه المقاطعة ، لأنه يحب أن يستميل قلوب قريش لعل الله يهديهم ، ووجود مثل هذا الرجل ينفرهم لأن سادة قريش لا ترضى الجلوس مع الفقراء والعبيد ،

والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم طبيعة أنفسهم ، فهم رفضوا هذا الدين الذي يجعل السيد والخادم سواسية .

قال تعالى :

{{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }} ، لكنّ قريشا لا تريد هذه اللغة ، يريدون السيد سيدا ، والخادم خادما ، وعند الله {{ كلكم من آدم وآدم من تراب }}

ما أعظمك يا الله!! ابن أم مكتوم أدرك أن النبي سمع صوته، ولكنه لم يقطع كلامه ويرد عليه ، واستمر النبي في حديثه مع قريش ، ولم يُعطه اهتماما ، فجعل جنبه لجهة عبد الله بن أم مكتوم ، وقد ظهر على وجهه ملامح الضيق وعدم الرضا من هذه المقاطعة ،

واستقبل – صلى الله عليه وسلم - بوجهه سادة قريش ، [[ سادة قريش في سعادة لأن النبي أعطاه جنبه واستقبلهم بوجهه ، وابن أم مكتوم طبعا لا يرى الموقف ، ولكن سادة قريش أخبروه بالتأكيد ]] .

ولكن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يعطي النبي وقريشا وابن أم مكتوم والمسلمين جميعهم إلى قيام الساعة درسا عظيما : من قال لا إله إلا الله فهو عندي عظيم ، نزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بسورة سماها بحال المشهد " سورة عبس " .


بسم الله الرحمن الرحيم

{{ عَبَسَ (تغير وجهه الشريف - صلى الله عليه وسلم ) وَتَوَلَّى (أعرض بوجهه الشريف - صلى الله عليه وسلم ( ، أن جَاءَهُ الأَعْمَى (عبد الله ابن أم مكتوم) ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ( يتطهر.) ، أَوْ يَذَّكَّرُ ( يتعظ ) فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى ( يستفيد منها ) . . . }} .

. . . و بعد نزول هذه الآيات ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس ودخل عليه ابن أم مكتوم ؛ وقف وابتسم وفتح ذراعيه مُرحباً وقال له : يا مرحباً يا مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ، وكان يكرمه - صلى الله عليه وسلم - غاية الإكرام ويجلسه بجانبه .

وكان - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يقرأ في صلاته الجهرية " عبس وتولى " فيقول له ابن أم مكتوم : تمنيت أن الله لم ينزلها ، من أنا حتى يعاتبك الله بي يا رسول الله ؟!!

يقول الصحابة :

استخلفه - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أكثر من عشرين مرة ، فوالذي لا إله إلا هو ما سمعنا ابن أم مكتوم يوماً قرأ في صلاته الجهرية " عبس وتولى" أبداً .. فسألوه لم لا تقرؤها ؟؟ فقال : من أنا حتى أقرأ سورة عاتبت النبي من أجلي ؟؟؟

هذه مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم .

____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا