منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-20, 07:47 AM   #79
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 69 »

السيرة النبوية العطرة (( الهجرة الثانية إلى الحبشة ، الملك العادل ))
__________

اجتمع بنو هاشم وبنو المطلب في {{ شعب أبي طالب }} ، وتركوا بيوتهم من أجل أن يحموا النبي - صلى الله عليه وسلم - من بطش قريش . فلما رأى النبي أنه في حماية من أهله وعشيرته خاف على الصحابة المستضعفين الذين ليس لهم عشيرة تحميهم ، فأمرهم بالهجرة الثانية إلى الحبشة ، ووضع عليهم أميرا ، وهو ابن عمه ( جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ) .

فخرج ٨٣ رجلا ، وبضع عشرة امرأة . و الذين هاجروا للحبشة أول مرة عندما عرفوا بإسلام عمر بن الخطاب رجعوا ، وقالوا : إن الأمور تحسنت في مكة ، فلما رجعوا وجدوا الأمور أسوأ من قبل ، فعادوا مع المهاجرين مرة ثانية . هاجر الصحابة إلى الحبشة ، أثناء المقاطعة و الحصار و الذي استمر ثلاث سنوات ، حتى أكل - صلى الله عليه وسلم - ورق الشجر وتشققت شفتاه .
[[ سنرجع إلى أحداث المقاطعة ، بعد أن نقف مع المهاجرين إلى الحبشة ]] .

هاجر الصحابة إلى الحبشة وأميرهم {{ جعفر }} - رضي الله عنه - عن طريق البحر . [[ الحبشة هي ما نعرفه الآن دولة أثيوبيا وأريتريا ]] وعاشوا في الحبشة ، وأخذوا يعملون فيها : منهم من عمل بالزراعة ومنهم من عمل في المصنوعات الجلدية ، وكانت أخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة ، واحترموا قوانيين البلاد وأهلها ، بالمقابل أحبهم أهل الحبشة وعاملوهم معاملة طيبة .

ووصلت الأنباء من الحبشة إلى مكة أن المسلمين في أمن واستقرار وحياة طيبة ، كما وصلت إلى قريش قصيدة أحد المهاجرين المسلمين والتي يتحدث فيها عن سعادته هو والمسلمون في أرض الحبشة . فاغتاظت قريش ، وجن جنونها لأمن وسلامة وفرح المسلمين في الحبشة ، وقالوا : أصبح لمحمد قواعد خارج مكة ، في أرض الحبشة فاجتمعوا وعقدوا مؤتمرا . . . ماذا نصنع ؟ و ما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد ؟!! قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة إلى النجاشي ملك الحبشة .
[[ طبعاً النجاشي لقب لكل من يحكم الحبشة وليس اسمه ، اسمه الحقيقي {{ أصحمة بن أبجر}} تماما كما نقول : لقب {{ قيصر }} لحاكم الروم ولقب {{ كسرى }} لحاكم الفرس ]] .

قررت قريش أن ترسل اثنين من دهاتها لمقابلة النجاشي ، ومحاولة اقناعه بأن يطرد المسلمين من الحبشة ، ويردهم إلى مكة مرة أخرى. فاختاروا داهية العرب في السياسة {{ عمرو بن العاص ومعه عبد الله بن ربيعة }} حتى يكلمان النجاشي ، فيُرجع إليهم من هاجر إليه من المسلمين ،وحملوهما بالهدايا . وقالت قريش لهم : قدموا الهدايا أولاً للبطاركة

[[ هم كبار رجال الدين عند النصارى ، وحكم النجاشي قائم على النصرانية ، ويقولون إن عيسى - عليه السلام - ابن الله ]] وقولوا لهم : إن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ، وعندما تعطوهم الهدايا وتثلجوا صدورهم بها،

[[ يعني مثل أيامنا نقول : طعموا السن تستحي العين ]] قولوا لهم : إنا نريد أن نكلم النجاشي ، وأنتم أيها البطاركة أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يسأل المسلمين أو يقابلهم ، لأن أصحاب محمد يعملون بالسحر ، فإذا قابلوا النجاشي سحروه فلا يسمع لأحد .

فلما وصلوا إلى الحبشة [[ نفذ الخطة عمرو بن العاص مع البطاركة بالتمام و الكمال ]] . . . لكنّ الله دائما للمشركين بالمرصاد ، فالكفار لا يُدركون أنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم – عندما أرسل المسلمين إلى الحبشة قال لهم : " إنّ فيها ملك لا يُظلم عنده أحد " ، الكفّار ، والظالمون في زماننا لا يُدركون أنّ الله سيملؤ الأرض قسطا وعدلا ولو بعد حين . . . يا رب عليك بالظالمين ، يا رب كلنا إيمان وتصديق ويقين بأن فرجك قريب .

. . . فلما اجتمع {{ عمرو بن العاص والبطاركة بالنجاشي }} -

وكان عمرو صديقا للنجاشي وبينهم معرفة - قال النجاشي : ما الأمر يا عمرو ؟ تكلم ؟ قال : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد ، فلا هم بقوا على ديننا ، ولا دخلوا في دينك أيها الملك . وابتدعوا دينا لا نعرفه نحن ولا أنت !!! وقد أرسلنا أشراف قومنا حتى تردهم إلينا ، فأهلهم أعلم بهم ، وهم أولى بهم . فقال البطاركة من حوله كلهم بصوت واحد :

نعم صدق أيها الملك . فصاح الملك العادل بالبطاركة : بئس ما شهدتم به !!!! كيف أحكم بنعم قبل أن أسمع الطرف الآخر ؟؟!!! [[ هل رأيتم العدل ؟؟ لا تحكم ع شخص حتى تسمع من الطرفين ، اجعلوها قاعدة في حياتكم ، لا تسمع ممن تحب ، اسمع من الطرفين ]] .
ثم صاح بمن حوله قائلا : أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم . قال المسلمون : يا جعفر أنت المتكلم فينا [[ جعفر الذي قال عنه - صلى الله عليه وسلم - {{ لقد أشبهت خَلْقِي وَخُلُقِي }} وكان أشبه الناس بالرسول -صلى الله عليه وسلم - ]]
ولما دخل الملك ؛ ركع الجميع إجلالاً له ، إلا الصحابة بقوا واقفين و ظهورهم مستقيمة ، فنظر النجاشي إليهم وقال : ألا تركعون لنبيكم ؟؟!!!

قالوا : لا ، لقد علّمنا نبينا أننا لا نركع إلا لله . فقال لهم : كيف تسلمون على نبيكم ؟ قالوا: نقول له : السلام عليك يا رسول الله . فسكت النجاشي ، ونظر إلى عمرو وقال :هاتي يا عمرو تكلم ، فأخبره نفس الكلام الذي قاله من قبل ، فلما انتهى قال النجاشي : قد سمعت منك ثم التفت إلى الصحابة فقال : وأنتم من المتكلم فيكم ؟؟ فتقدم جعفر أمام النجاشي ، قال :

أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، وندفن البنات أحياء ، ونأتي كل الموبقات ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه .

[[ هل رأيتم ذكاء سيدنا جعفر أعطاه صورة الجاهلية الحقيقة القبيحة ، والنصارى يعلمون أن هذا جهل ]] .فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً . . .

فتعدى علينا قومنا فعذبونا ، وضيقوا علينا ، حتى قال لنا نبينا : اذهبوا إلى الحبشة لأن في الحبشة رجلا لا يُظلم عنده أحد . قال النجاشي : وهل تحفظ شيئا مما أنزل على نبيك ؟ قال : نعم ، وقرأ عليه شيئا من القرآن ، فدمعت عيون النجاشي ودمعت عيون البطاركة حوله . كما وصفهم ربنا في القرآن : {{ وَإذا سَمِعُوا مَا أنزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ }} .

---------------------------------

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-09-20, 07:49 AM   #80
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 70 »

السيرة النبوية العطرة (( النجاشي الملك العادل ))
__________

فقال النجاشي بعدما سمع القرآن من جعفر : {{ إن الذي جاء به نبيكم وجاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة }} [[ يعني نور مصدره وإشعاعه من مكان واحد]] انطلقوا أنتم الآمنون ، ثم نظر لعمرو وقال : لن أسلمهم يا عمرو ولا بجبل من ذهب ، وانفض المجلس وخاب عمرو ومن معه .

ولكن عمرو داهية العرب لم يستسلم من الجولة الأولى ، فقضى ليلته وهو يفكر كيف يوقع بين المسلمين وبين النجاشي . في اليوم التالي جاء للنجاشي مودّعا، فقال له : أيها الملك ، جئت أودعك ، و أقول لك قبل سفري : إن هؤلاء الجماعة يقولون عن المسيح قولاً ، لا ترضى به أبداً ، قال : ماذا يقولون ؟ تكلم ؟ !!!! قال : سمعتهم يقولون إن عيسى بشر كسائر البشر !!! فغضب النجاشي ،لأن النصارى يقدسون عيسى ، و أرسل الملك إليهم مرة ثانية . . . . [[ وهذا درس لكل مسلم : لا يوجد مجاملة في دين الله ]] قال النجاشي :

يا جعفر، ماذا تقول في المسيح ؟؟ قال : أقول فيه ما أنزل الله على نبينا . قال : وهل نزل عن المسيح شيء على نبيكم ؟

قال : نعم . قال :هاتِ ماعندك .

فوقف جعفر - رضي الله عنه - [[ و جعفر يعلم أن الآيات مخالفة لدين الملك وللبطاركة ، وكلهم يلبسون الصليب ، وجعفر والصحابة لاجئون عندهم وفي حمايتهم !!! لكن لا مجاملة في دين الله ]]
فقرأ جعفر هذه الآيات :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكانا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إني أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إن كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إنمَا أنا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أنى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكان أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فانتبذت بِهِ مَكانا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إني نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كان أبوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كانتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كان فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إني عَبْدُ اللَّهِ آتاني الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وأوصاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كان لِلَّهِ أن يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سبحانهُ إذا قَضَى أَمْرًا فإنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }} .

فلما سمع النجاشي كلام الله من عبد صادق الإيمان لله ، أجهش النجاشي بالبكاء ، حتى ابتلت لحيته من الدموع ، وبكى البطاركة ممن حوله ، ثم قام النجاشي ، و خط في عود خشب في يده على الأرض وقال : لم يتعد المسيح هذا الخط

[[ يعني الكلام الذي سمعته لم يتعد المسيح أكثر منه ، يعني توافق أصل العقيدة ]] ثم قال لجعفر : انطلقوا في أرضي سالمين آمنين ، من سبكم غرم !! من سبكم غرم !! والتفت إلى البطاركة وقال : أرجعوا إلى عمرو هداياه .
ثم نظر لعمرو وقال له : ارجع لقومك ؛ والذي وهبني المُلك من غير رشوة لا أخذ رشوة بعبد من عباد الله ، ثم أشار النجاشي بأصبعه إلى الصحابة وقال : يا عمرو ، هؤلاء الرجال خير عندي من جبال الأرض ذهباً .

يتبع . . .

__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-13-20, 07:02 AM   #81
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 71
السيرة النبوية العطرة (( شعب أبي طالب ))
_________

رجع عمرو بن العاص خائباً من الحبشة [[ كي لا ننسى عمرو بن العاص هو صحابي جليل - رضي الله عنه - أسلم في السنة الثامنة للهجرة ، وكان له مواقف كثيرة في خدمة هذا الدين ]] . وقد تمتع المسلمون بالأمن والأمان في الحبشة ، ومارسوا شعائردينهم بحرية تامة، وكانت محاولة قريش لرد المسملين إلى مكة قد عادت بالفائدة على المسلمين ، فقد دخل النجاشي رحمه الله في الإسلام لاحقا بعد فتح مكة.
وظل المسلمون في الحبشة، وعملوا هناك كما ذكرنا بالتجارة و الصناعة والزراعة، ومكثوا هناك حتى هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة. وهكذا أدى النجاشي دوره في حماية المهاجرين المسلمين إلى الحبشة . وعندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – خبر وفاة النجاشي قال: {{ مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصحَمَةَ }} فصلوا عليه صلاة الغائب .

نرجع إلى مكة ومقاطعة قريش لكل من بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم،كلهم سواء بالمقاطعة ( وكان ذلك أثناء وجود المسلمين المهاجرين في الحبشة ) . قلنا إن أبا طالب قام وجمع قومه ، واستجاب له بنو المطلب وبنو هاشم أبناء العم .. وخالفهم أبناء أعمامهم من بني عبد شمس وبني نوفل و وقفوا مع قريش ، ولم يتخلّ عن الهواشم إلا رجل واحد هو .. أبو لهب .
وقد قررت قريش أن تقاطع بني هاشم ، وكان من بنود تلك المقاطعة – كما ذكرت لكم - لا نزوجهم ولا نتزوج منهم ، ولا نبيعهم ولا نشتري منهم ، ولا نساعدهم ولا نقبل منهم الصلح [[حتى الصلح مرفوض ]] حتى يسلموا إليهم محمدا للسيف .
وهنا اجتمع بنو هاشم وبنو المطلب في {{ شعب أبي طالب }} ، وتركوا بيوتهم ؛ وذلك لأن بيوتهم كانت متفرقة في أحياء مكة ، نصبوا الخيام بقرب بيت أبي طالب الذي كان أول الشعب

[[ والشعب هو الطريق الضيق بين جبلين ، وكلنا يعرف أن مكة تحيط بها الجبال ]] ، ليكونوا جميعا بجانب بعضهم البعض ، لحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وطال الحصار [[ هم لم يمنعوهم من الخروج ]] ،

ولكن المقاطعة كانت عبارة عن الحصار فقط ، وظل الحصار مدة { ٣ سنوات } حصار اقتصادي ونفسي قاس جدا ، فعندما كان التجار يأتون إلى مكة ، يسارع أهل مكة إليهم ويشتروها بأعلى الأسعار، حتى لا يسمحوا لهم بالشراء ، وكان أشد عداء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقومه هو

{{ زوج حمالة الحطب أبو لهب }} ، فقد كان عنده المال الكثير، قال تعالى :{{ ما أغنى عنه ماله وما كسب }} ، كان يأتي إلى السلعة فتكون بدينار، فيقول للتاجر : أنا أعطيك عشرة أضعافها ، ولا تبعها لهؤلاء القوم .. وإذا زاد معك شيء ، أنا آخذه منك وأعطيك عشرة أضعافه . . . وقد أنفق الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل ماله خلال هذه السنوات وكذلك أمّنا خديجة - رضي الله عنها ، وأبو بكر - رضي الله عنه - وكل بني هاشم أنفقوا الكثير الكثير في هذا الحصار .

وكانت سنوات الحصار قاسية جدا ، فأكلوا ورق الشجر حتى تشققت شفاههم ، وكانت أصوات بكاء أطفالهم ترتفع في الليل والنهار من شدة الجوع ، ومرض الكثير منهم وماتوا . يقول سعد بن أبي وقاص: إنه عثر في ليلة على قطعة من الجلد، فأخذها ووضعها على النار ، ثم أخذ يمضغها ولا يقدرعلى بلعها ، يقول : وبقيت عليها ثلاثة أيام .

وكانت قريش تقوم بعمل دوريات حراسة طوال الليل والنهار على مداخل ومخارج الشعب، حتى تتأكد أنه لا يتم دخول أي طعام إلى بني هاشم ، وكانت قريش تؤذي كل من يكتشفون أنه أرسل شيئا من الطعام إلى بنى هاشم . وكان هذا الحصار يمثل ضغطا نفسيا كبيرا جدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعلى المسلمين ، حيث كان بينهم كفار من بني هاشم ، وقد وجّهوا عتبهم ولومهم و اتهامهم إلى النبي لأنه السبب في بكاء أطفالهم ، و السبب في الألم الذي أصاب أهلهم في هذا الحصار .

ثلاث سنوات كاملة لا يصل اليهم طعام إلا ما يُهرب إليهم من خلال بعض المتعاطفين معهم، وخصوصا من تربطهم بهم صلة النسب من البطون الأخرى من قريش . يسر لهم الله بعض الرجال الذين فيهم نخوة ورجولة .. كانوا لا يرضون بهذه المقاطعة ولكن لا يستطيعون رفضها لأنها إجماع رأي في قريش .
وكان هناك رجل اسمه {{ حكيم }}
هل تذكرون هذا الاسم ؟ [[ الذي ذكرت لكم قصته في جزء حارثة بن زيد ، تكون خديجة - رضي الله عنها عمته ، وأهداها خادما وهو زيد بن حارثة ]] كان حكيم يوصل إليهم الطعام بالسر، فلقيه أبو جهل
قال : ما هذا يا حكيم واللات لا أدعك أنت وطعامك حتى أفضحك في كل مكة وهم يتجادلون ... جاء رجل اسمه
{{ أبو البختري بن هشام }} كان رجلا وجيها في قومه فسمع المجادلة بينهم . قال ما شأنك يا أبا الحكم ؟؟ رجل عنده طعام يريد أن يوصله لعمته ؟

[[ أبا الحكم اسم أبي جهل ، ولكن قريشا تناديه أبا الحكم والمسلمون أبا جهل ]] . قال أبو جهل :لا ، أجمعت قريش أن لا نوصل لهم شيئا ، فتجادل البختري مع أبي جهل ، فغضب البختري وأخذ عظمة بعير من الأرض ، وضرب بها رأس أبي جهل [[ الاثنان مشركان ]] ،

ولكن شهامة البختري ورجولة دفعته إلى ذلك . ثم قال البختري : ما رأيت في العرب لئيما مثلك يرضى أن يموت ابن عمه جوعاً وهو منعّم .

وقد كان لأبي طالب قصيدة من الشعر اسمها [[ لامية أبي طالب ]] قال عنها أهل الأدب والعلم بالشعر: فاقت كل المعلقات التي كانت معلقة على جدار الكعبة ، بلغت أبيات أبي طالب 130 بيتا - لا يسع المقام لذكرها - يذكر فيها مناقب النبي - صلى الله عليه وسلم - و يذكّر قريشا عندما استسقى لها بوجه النبي ، وألصق ظهره بالكعبة ، فأنزل الله عليكم ماء السماء غدقاً وأسقاكم بوجهه ، ولكنها الآن تطالب بقتله !!!!

{{ وأبيض يستسقي الغمام بوجهه . . . ثمال اليتامى عصمة للأرامل }} .
يتبع نهاية الحصار . . .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-13-20, 07:04 AM   #82
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 72 »

السيرة النبوية العطرة (( نهاية حصار المسلمين في شعب أبي طالب ))
__________

. . . أبو طالب هذا الشيخ ذو الشيبة ، والذي هو الآن في العقد الثامن من العمر ، كان يخاف على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى قريش ، وكان يسهر الليل في حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - و يأمر أولاده أن يناموا مكانه في سنوات الحصار ، و يتبادلون الأماكن معه خوفا عليه وحماية له طوال تلك المدة .
آن أوان نهاية الحصار ، وتقول بعض الروايات عن تلك النهاية :
قام رجال من قريش عندهم نخوة ، وقالوا : إلى متى نأكل ونشرب وأبناء عمنا يموتون جوعا إلى متى ؟

فذهب رجل اسمه {{هشام بن عمرو العامري }} إلى رجل آخر اسمه {{ زهير }} قال : يا زهير .. أترضى أن يموت قومك جوعاً ونحن نسمع صراخهم في الليل والنهار وأنت تأكل وتشرب ؟؟

أسألك برب البرية لو كان أخوال أبي جهل في الشعب هل يوافق على المقاطعة ؟؟ فقال زهير: لا ،لا يرضى . قال : يا زهير، إذن لم ترض أنت ؟؟هل أبو جهل خير منك ؟؟فاشتعل غضب زهير وقال له : ماذا أصنع ؟

لو أجد رجلا يقف معي !! فقال له هشام : ها أنا معك . قال زهير: ولكن نريد رجلا ثالثا معنا فإنّ الجماعة خير .. فذهبوا وضموا إليهم ثلاثة رجال فأصبح العدد {{ ٥ }} هشام و زهير و المطعم بن عدي و أبو البختري و زمعة . تواعدوا بالسر ليلاً على جبل الحجون، واتفقوا أن يجلسوا في قريش ، ورجل منهم يدخل يعترض على المقاطعة ،ثم يقومون هم بمساندته أمام قريش . في الصباح دخل زهير ووقف في نادي قريش ، قالوا له : اجلس يا زهير

فقال : لا والله ، لا أجلس . إلى متى نأكل ونشرب وبنو هاشم يموتون جوعاً ؟؟
والله لا أجلس حتى تُمزق هذه الصحيفة الظالمة . فقام أبو جهل وقال : كذبت . والله إنما كُتبت وعٌلقت بإجماع من سادة قريش . فقال رجل آخر [[ أي من الخمس رجال الذين كانوا متفقين مع بعض بالسر ]] .

فقام وقال : بل كذبت أنت والله ، ما وافقنا عليها وما رضيناها ، ولكنكم أجبرتمونا عليها ، فقام الثالث وقال : صدقتم يا قوم . فقام الرابع والخامس وقالوا : سيوفنا معكم أينما تريدون . فقال أبو جهل : هذا أمر دُبّرله من الليل !!! [[ يعني مش معقول اتفقتوا مع بعض هيك قدامنا ]]
واشتد الجدال بينهم ، وبينما هم يتجادلون نمزق الصحيفة لا نمزقها ، وإذا بأبي طالب يمر !!! فاندهش سادة قريش!! ما الذي جاء به ؟ لقد اعتزل قريشا منذ زمن ؟؟ ما الذي حدث ؟؟؟


وكان قد جلس رسول الله في صباح هذا اليوم مع أبي طالب؛ وهو لا يعلم عن موضوع الرجال الخمس واتفاقهم، لأنه كان لا يدخل عليه أحد ، ولا يخرج أيضا ؛ لأن أبا طالب كان لا يأمن عليه من قريش ، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعمه : لا عليك يا عم إن صحيفتهم الظالمة قد أرسل الله عليها الأرضة [[ الأرضة تأكل الخشب و الورق، والصحيفة من جلد ،وملفوفة داخل الكعبة ، ومختومة بختم سادة قريش ، ولكنها آية من الله ]] .

فلحست كل ما فيها إلا ذكر الله ، وكان على رأس الصحيفة مكتوب " باسمك اللهم ". الرسول قال {{ لحست }} وليس {{ أكلت }} وهذا المعنى الأدق حسب الرواية .
قال أبو طالب : يا محمد هل ربك الذي يوحي إليك هو الذي أخبرك ؟

قال : أجل . فقال أبوطالب : إنك لصادق . فذهب إلى قريش ووجدهم يتجادلون مع الرجال الخمس ، فأوقف الجدال ، وطلب منهم أن يجتمع بكل سادة قريش ، وقال لهم :

يا قوم ، لقد أخبرني محمد - وكلكم يعلم أن محمدا لا يكذب – أن الله قد أرسل على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما فيها إلا {{ اسم الله }} ولم يبق من ظلمكم وقطيعتكم شيئا، فضحكوا وسخروا من كلامه !!! فقال لهم : إن كان محمد صادقاً في ما قال ، فعلينا أن ننهي هذه القضية ، وإن كان قد كذب في ما قال ، أسلّمه إليكم الآن تضربوا عنقه ؛ هل أنتم موافقون؟

. . . لقد وافقوا كلهم و أحضروا الصحيفة أمامهم ، فوجدوها ملفوفة ومختومة ، فأسرعوا وفكوا الختم ، و أزالوا القماش الملفوف عليها ، ثم نظروا إلى الصحيفة وإذا هي كما قال - صلى الله عليه وسلم _ ولم يبق من الكتابة ... إلا {{باسمك اللهم }} الختم عليها مثل ما وضعوها قبل ثلاث سنوات . فقالوا : هذا من سحر ابن أخيك [[ قاتل الله الكفر والكفار]] دائما يعاندون !!!

فقام زهير وسلّ سيفه وقام معه باقي الرجال وقالوا : والله لا نبرح هذا المكان حتى نمزق هذه الصحيفة ، ويخرج بنو هاشم ، فمُزقت الصحيف وخرج الهواشم من الحصار .
[[ هل وضحت لكم الصورة ؟ ليس مثل فلم الرسالة ؛ يدخلون الكعبة يجدون الأرضة أكلت الصحيفة وهي معلقة على جدار الكعبة !!!! ]


. . . يتبع وفاة أبي طالب
_________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-15-20, 07:59 AM   #83
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 73 »

السيرة النبوية العطرة (( وفاة أبي طالب ))
__________


انتهى الحصار بإرادة الله تعالى ، وخرج بنو هاشم وبنو المطلب من شعبهم ، ورجعوا إلى حياتهم الطبيعية يمارسون كل نشاط في مكة وانتهت المقاطعة الظالمة ، ولكن العداوة مازالت مستمرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - و أصحابه .
وبسبب الحصار الذي استمر ٣ سنوات تعب ومرض أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بلغ من العمر الآن قرابة ٨٣ سنة .

ضعف جسده وأشرف على الموت ، فبلغ سادة قريش أن أبا طالب على فراش الموت .
فقال بعضهم لبعض : لنذهب إلى أبي طالب قبل أن ينزل عليه الموت ،فإنّا نخاف من حمزة وعمر ، أن يأخذوا السيادة منا . فحضر إلى بيت أبي طالب سادة قريش ومشايخها مثل عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وأبو سفيان ، وأبو جهل ، وغيرهم من وجهاء قريش .

فلما حضروا ، أحب أبو طالب أن يعقد صلحا بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته . فقال أبو طالب : إني أحب أن أرحل عن الدنيا ، وأنا أشهد صلحا بينكم وبين محمد ، فأرسل إلى النبي من يخبره بالحضور ، فحضر - صلى الله عليه وسلم – ( وتقول بعض الروايات ) :

فلم يبق للنبي مكانا للجلوس ، لم يجد مكانا إلا أن يقف عند عتبة الباب ، و امتلأت الغرفة بالرجال .
[[ وهو صاحب الخلق العظيم ، ومن أخلاقه كان يجلس حيث ينتهي المجلس ، يدخل أعرابي على الصحابة والنبي جالس بينهم ، ينظر إليهم ثم يسأل ... أيكم محمد ؟؟ هذه أخلاق نبينا - صلى الله عليه وسلم - ]]
رفع أبو طالب رأسه إلى النبي وقال :

يا محمد يا ابن أخي .. هؤلاء أشراف قريش وسادتها ، وقد نزل بي من الأمر ما ترى، وأنا أحب أن أرى بينكم صلحا قبل أن أفارق الدنيا .
فقال - صلى الله عليه وسلم - أريد منهم كلمة واحدة ، تدين لكم بها العرب وتتبعكم العجم قولوا لا إله إلا الله .. وتخلعون عبادة الأصنام ) ، وكعادة قريش سخروا و صفقوا ، وصفروا ، ووضعوا أيديهم على رؤوسهم . ثم توجه – صلى الله عليه وسلم بالكلام إلى عمه فقال : أنت يا عم ؛ قلها ، أشهد لك بها عند الله وأشفع لك بها .. فلم يعلن أبو طالب إسلامه ، وفاضت روحه .
لم يقل على سمع النبي لا إله إلا الله . . .

يا أبا طالب !! يا عم نبينا - صلى الله عليه وسلم - : والله إننا نشهد أنك بذلت جهدا جباراً في سبيل الإسلام ، وتحملت الكثير لمدة سبع سنوات كاملة ، وهي أصعب سنوات من تاريخ الدعوة ، لكنّ النبي لم يسمع منك لا إله إلا الله !!! أبو طالب أعماله وأفعاله كلها تدل على إيمان ، فقد دافع بقوة عن النبي ، ولكن لم يسمع أحد إسلامه ... !!!

مات أبو طالب ، وحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - على موت عمه ، ودفن في مقبرة مكة الحجون ، وبعد موت عمه زاد شر قريش على النبي ، لأن أبا طالب هو الذي كان يقف في وجوههم دائماً .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-15-20, 08:00 AM   #84
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 74 »

السيرة النبوية العطرة (( وفاة خديجة - رضي الله عنها ))
__________

لم ينته حزن النبي – صلى الله عليه وسلم – على عمه حتى فُجع - صلى الله عليه وسلم - بوفاة السيدة خديجة {{ فبينهما قرابة شهر واحد فقط }} . مات النصير القوي خارج البيت وهو عمه {{ أبو طالب }} .

و مات الحضن الدافئ داخل البيت وهي أمنا
{{ خديجة - رضي الله عنها }} . وحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - على موتهما حزناً شديداً ، وأطلق على هذا العام اسم {{ عام الحزن }} . وكان ذلك في أكثر فترات الدعوة حرجا . ولقد اختار الله – عز وجل – هذا التوقيت لحكمة كبيرة ، {{ إن النصر من عند الله تعالى ، وليس من عند أبي طالب ولا خديجة ولا أي أحد }} .

ماتت خديجة - جزاها الله عنا كل خيرو رضي الله عنها وأرضاها - وهنيئاً لها منزلتها في الجنة {{ سيدة نساء أهل الجنة }} .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب ولا نصب " .

وشيّعها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مقبرة الحجون ، ونزل في قبرها ودعا لها ، ماتت السكن والطمأنينة والمودة والصدر الحنون الذي كان داخل بيته - صلى الله عليه وسلم -
.
كانت تخفف عليه همومه وتواسيه ، وتبشره وتعينه في مالها ، كانت خير نصير له ، كانت جنته على الأرض . وكان - صلى الله عليه وسلم - يذكرها دائماً ويكرم صاحباتها ،وكان إذا ذبح ذبيحة يقول :

أرسلوا إلى صويحبات خديجة ، وفاء ومحبة و إكراما لها رضي الله عنها .
-----------------------

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:22 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا