منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-20, 07:02 AM   #73
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 63 »

السيرة النبوية العطرة (( استمرار المفاوضات . . . انشقاق القمر ))
__________

ما زال حديثنا في السيرة مع المفاوضات ، قالوا : يا محمد ، أنت تزعم أنك نبي يوحى إليه ، نريد منك معجزة ، كالتي كانت على أيدي الأنبياء قديماً فسليمان نبي الله سخر له الريح ، وموسى سخر له البحر ،وعيسى كان يحي الموتى ، نريد منك أن تطلب من الله أن يبعد عنا هذه الجبال التي تحيط بمكة ، وأن يفجر لنا الأرض أنهارا ، فنزرع ونأكل ، وأن تقلب لنا جبل الصفا ذهبا ؛ فنزل قول الله تعالى

{{وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ }} ، بمعنى هذه الآيات التي طلبها أهل قريش لو نفذها الله تعالى واستمروا على كفرهم، فسيهلكهم الله تعالى كما أهلك الأمم السابقة، ولذلك لم يرسل الله تعالى هذه الآيات لعلهم يؤمنون .فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه يعلم سُنة الله في خلقه ، فإنّ طلبوا المعجزة ولم يؤمنوا أخذهم العذاب .

لكن قريشا أصرت على طلب معجزة . قالوا : يا محمد ، إن لم تأتنا بمعجزة لا نؤمن لك أبداً . فقال لهم ، وماهي ؟ !!

قالوا : هذا القمر ، أليس هو من خلق ربك وتقول إن ربك على كل شيء قدير ؟ اسأل ربك يا محمد أن يقسمه نصفين ، حتى يكون نصفه عند جبل غار حراء ، والنصف الآخر عند جبل أبي قبيص ، فإنّ فعل ربك هذا آمنا بك وصدقناك .

[[ وكان وقت الغروب وليلة النصف من شعبان فكان القمر بدرا ]] . وطمع بإسلامهم لأنه مبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - قال : إن شاء ربي فعل ، وإن فعلت ذلك ، هل تؤمنون ؟! قالوا : نعم .
فتوجّه - صلى الله عليه وسلم - إلى الله بالدعاء . فانقسم القمر نصفين حتى ابتعد عن بعضه ، والقوم ينظرون وقد ذهلوا !!! وأصبحوا يرون الكعبة من بين النصفين !!! وكان هذا الانشقاق يراه كل من في الأرض .
ثم نادى - صلى الله عليه وسلم - :

يا بني كذا اشهدوا ، يا بني كذا اشهدوا ، يا بني كذا اشهدوا . . . ينادي على قبائل قريش . فلما رأت قريش القمر مقسوما نصفين قالوا : يا محمد ، هل يستطيع ربك أن يرده كما كان ؟؟ قال لهم : نعم . قالوا له : اسأله أن يرده . فقال : اللهم رده .. فرد القمر كما كان حتى أصبح بدراً .

فوقف أبو جهل ، وصرخ وقال : هذا سحر يؤثر .. واللات يا قوم لقد سحركم محمد !!! ثم قال: اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي، فإنّ أخبروا بانشقاقه فهو صحيح ، وإلا فقد سحر محمد أعيننا . فجاء أهل البوادي وجاء المسافرون من أسفارهم ، فاخبروهم أنهم في ليلة كذا في ساعة كذا انشق القمر نصفين . فقال المشركون : هذا سحر مستمر

[[ يعني سحر سيذهب وينتهي أمره ]] . فانصرفوا عن النبي مكذبين غير مؤمنين .
وحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله عليه الآيات مواسيا له.

بسم الله الرحمن الرحيم

{{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ۝ وَإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ۝ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ۝ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنباء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ۝ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ }}
. . . يتبع
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-05-20, 07:06 AM   #74
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 64 »

السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الوليد بن المغيرة ))
__________
الوليد بن مغيرة سيد من ساداتِ قريش وزعمائها في الجاهلية، وصاحب الرأي والمشورة فيهم ، وكانوا قد عملوا له تاجاً ليتوجوه به . وله مكانةٌ في العرب وشهرةٌ قلَّما وُجدتْ في أحد، وكان يفصل فيما بينهم من مشاجرات واختلاف الرأي ، وكان وأكثرهم مالاً وولداً ؛ تزوج من لبابة بنت الحارث الهلالية أم خالد بن الوليد – رضي الله عنه - وكانت له بساتين تتصل بعضها ببعض من أطراف مكة حتى تصل للطائف ، تخيلوا كم أعطاه الله من المال !!!

وكان الوليد من ألد أعداء الإسلام ، فقد غاضه هذا الهاشمي الفقير " محمد " أن يسلبه جاهه وزعامته ، فلذلك يُروى أنه قال مُستنكِراً : أينزل على محمد قرآنا وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين ( مكة والطائف ) ، فأنزل الله عز وجل فيه :
" وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ "

لما رأت قريش الآيات تُرَد عليهم - وهم أهل شعر - علموا أنه ليس قول محمد ، وأن هناك قوة خارقة ترُد عليهم وتحفظ كيان النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا ازدادت أعداد الداخلين في الإسلام، فتشاوروا : ماذا نصنع الآن ؟؟ فقال لهم {{ الوليد بن المغيرة}} : ألا أكفيكم محمداً ؟؟

قالوا : بلى ، فقام الوليد بن المغيرة ، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يفاوضه ويجادله ، فلما انتهى من الكلام قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أفرغت ؟ قال : نعم . قال : فاسمع مني

{{ وقرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - آيات من القرآن الكريم }} . فخرج الوليد من عنده متغير اللون متأثرا - وكان عارفا جيدا للأشعار رجزها وقصيدها - ، فلما دخل على قريش قالوا له : ما الخبر ؟!! قال : يا قوم ، لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن !! {{ وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو و لا يعلى عليه }} قالوا له : لقد سحرك محمد !!! فتركهم ومضى .
واعتقدت قريش أنه سيدخل في دين محمد ، وبهذا سيتبعه الكثير من الناس ؛ فهو سيد ومن دهاة العرب ، وستضعف هيبة قريش أمام المسلمين، وهي تعرف عظمة القرآن لكنها تكبرت عليه . وعندما انصرف الوليد لبيته قالت قريش : واللات إن دخل الوليد بدين محمد لتخرج قريش كلها معه ، فأصابهم حزن شديد ، ولا يدرون ماذا يفعلون .فقال شيطان هذه الأمّة وفرعونها [[ أبو جهل ]] قال : لا تقلقوا أنا سأتصرف فإنّه عمّي وأنا أعلم الناس به .

فذهب إليه فوجده جالسا ، قد وضع يده على رأسه ويفكر بالآيات . قال له أبو جهل : لقد سمعت كلاما أحزنني من قريش !! فقال الوليد : ما هو ؟

قال له أبو جهل كاذبا : يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض ، ونظن أن الوليد ذهب لمحمد ، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد ، فيأخذ هذه العروض ، ويتقاسمها مع محمد !!! فإن كان الوليد يريد مالا ، نجمع له المال ونعطيه إياه ، ويبعد عن محمد . فغضب الوليد من هذا الكلام [[ يعني من هم حتى يجمعوا لي المال و أنا أغناهم ]] . قال له : قم بي إلى قريش .

فلما وصلا لنادي قريش " وقد أراد الوليد بن المغيرة أن يُرضي قريشا " فقال لهم : يا معشر قريش ، تزعمون أن محمدا مجنون ، هل سمعتموه يزمجر كما يصنع المجانين ؟ قالوا له : لا .قال : تزعمون أن محمدا كاهن ؛ فهل رأيتموه يوماً يتكهن ويفعل كما تفعل الكهنة ؟!! قالوا له : لا . قال : تزعمون أن محمدا شاعر ؛هل سمعتموه يوماً قال شعراً ؟هل سمعتموه يكذب ؟

قالوا : لا .

[[ ولاحظوا معي : إن الذي سمعه من النبي ليس كلام بشر ولا جن ، فهو يعرف أنه قرآن ، ولكن يريد أن يكذب قناعته ، من أجل أن يرضي قريشا ]] .
قال : أعتقد أن محمدا ساحر ، ألا ترون إذا قرأ شيئا مما يقول عنه
القرآن ؛ يفرق بين المرء وزوجه ، والولد وأبيه وأهله ، فلا يعود يعرف أهله ، ولا أهله يحبونه ؟ فارتجت قريش كلها بالتصفيق والتصفير والفرح . قالوا: نبعث لأهل مكة والقبائل خارج مكة رجالا ، ونقول لهم إن محمدا ساحر، وقد تفوق على جميع السحرة .. وانتشر الخبر ، فحزن - صلى الله عليه وسلم - من هذا الكلام، فأنزل الله عليه جبريل مواسياً له بهذه الآيات :

بسم الله الرحمن الرحيم

{{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أن أَزِيدَ * كَلَّا أنهُ كان لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إنهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إن هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إن هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . . . }}

وقد نزلت في الوليد بن المغيرة آيات كثيرة تبيّن صفاته السيئة ، وذلك بسبب شدة عدائه للمسلمين، نذكر منها بعض ما ورد في سورة القلم :
{حَلَّافٍ } : كثير الحلف وهو كذاب، { مَّهِينٍ } : خسيس النفس، ناقص الهمة . { هَمَّازٍ } : كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } :
نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء.

{ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ }:
بخيل في أداء حقوق الناس بالمال وغيره.
{ مُعْتَدٍ } :على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض . { أَثِيمٍ } : كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى .
{ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ } : غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق . { زَنِيمٍ } : له زنمة مثل زنمة الشاة " قطعة لحم متدلّية " ، أي أن الوليد بن المغيرة مشهور بالسوء و العمل القبيح كشهرة الشاة ذات الزنمة بين أخواتها .
اللهم عليك بأعداء الإسلام فإنهم لا يُعجزونك . . .
__________

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 10-05-20, 07:08 AM   #75
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 65 »

السيرة النبوية العطرة (( انتهاء المفاوضات ، الهجرة 1 إلى الحبشة ))
_____
انتهت المفاوضات ولم تفض إلى أي اتفاق ، فلما رأت قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يستجيب لهم ،
وأنهم لن يؤمنوا به أبداً ، وأن أتباعه يزدادون يوماً بعد يوم ؛ حتى دخل في دينه بعض أبناء أشراف قريش، رجعت قريش للغة القسوة ، والتعذيب ، فاجتمعوا واتفقوا في اجتماعهم ، على بند جديد هو: لا يكفي تعذيب العبيد والمستضعفين ،فليذهب كل رجل إلى أهله وأقاربه ، ويعذب منهم من آمن بدين محمد ، كما يعذب العبيد والخدم .

فوقع العذاب على العبيد وعلى أشراف قريش على يد أهلهم . وقالت قريش لبني هاشم : ها نحن نعذب أبناءنا ، فلم لا تلحقوا العذاب بابن أخيكم محمد . فقام أبو طالب بحمايته ، وهو كبير بني هاشم وقال قصيدة استنفر فيها ضمير بني هاشم ، فلم يقرب أحد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل أعلن بنو هاشم في مكة كلها ، أننا درع نحمي محمدا ، ولن يناله سوء ما دامت عين هاشميّ تطرف في هذه الحياة .

فلما رأى - صلى الله عليه وسلم - أنه في منعه في أهله ، وغيره معذبون ، لم يرض لهم التعذيب ، ولا يملك لهم من الأمر شيئا ، فقال لهم : أرى أن تتفرقوا في البلاد ،حتى يأذن الله بجمعكم . قالوا: أين نذهب يا رسول الله ؟؟ قال : إلى الحبشة ، فإنّ فيها ملك لا يُظلم عنده أحد

فخرج من كان يقدر على الخروج من أصحابه ، فكان أول المهاجرين هو {{ عثمان بن عفان - رضي الله عنه - خرج وزوجته رقية بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم - }} ، فلما خرج عثمان مع زوجته رقية بنت النبي تشجع باقي الصحابة للهجرة إلى الحبشة ، و الخارجون في الهجرة الأولى كانوا على الأرجح { 11 } رجلا و { 4 } نسوة .
وهنا لنا وقفة مع {{ عامر بن ربيعة وزوجته ليلى }}

عامر وزوجته ، كانوا ممن يعذبان في قريش فلما جهزا متاعهم للسفر وكانت الهجرة في الليل ، تقول ليلى : ذهب زوجي عامر يتفقد الطريق قبل خروجنا ووقفت أنا عند المتاع ، فإذا بعمر بن الخطاب يمر بدارنا ، وكان أشد أهل قريش لنا إيذاء ، فلما رآني نظر إلى المتاع ، ووقف وسلم ،عمتم مساء [[ مش من عادة عمر يسلم من عادة عمر يضرب]]

قالت :وأنت يا ابن الخطاب !! قال : ما الخبر [[ ايش بتعملوا ]] ، قالت : آذيتمونا في الله وفي ديننا فنحن نريد أن نضرب بالأرض [[ يعني نهاجر ، شايفين عزة الإيمان !!

امرأة ضعيفة تقف بوجه عمر أشد الناس بطشا في قريش ]] .

تقول ليلى : رقّ عمر رقة لم نعهدها عليه من قبل ، وقال : صحبكمُ اللهُ يا ليلى . قالت : فلما رأيته بتلك الطيبة، فرجوت أن يسلم تلك الساعة .. ثم جاء زوجي عامر و أخبرته بما حدث ، تقول : فجفل زوجي

[[ يعني خاف وتوقف عن الحركة من الخوف ]] فقلت : لا عليك ، لا تخف ، لقد رأيت منه طيبة لم أرها عليه من قبل ، لو رأيت عمر يا عامر ، ورِقَّته وحزنه علينا!!! قال: أطمعتِ في إسلامه؟ قالت: نعم .

قال: فلا يُسلم الذي رأيت حتى يُسلم حِمَارُ الخطاب [[ مستحيل يسلم عمر ، فتخيلوا كيف كان عمر شديد البطش عليهم!! ]]
ثم انطلقا مهاجرين . . .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-06-20, 06:40 AM   #76
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 66 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -))
________

كان لعُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه بأسٌ وقوَّةٌ يُعرَفُ بها قبلَ الإسلامِ ، وكذلك كان أبو جَهلٍ، واسمُه: عَمرُو بنُ هِشامِ بنِ المُغيرةِ المَخْزوميُّ؛ فكان النَّبيُّ يطمَعُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في إسلامِهما، لِما سيُعطيانِه للإسلامِ مِن العِزَّةِ والمَنَعةِ ، وكانت الدعوة تمر بمرحلة شديدة الحرج، وكان بعض المسلمين قد خرجوا إلى الحبشة ، و هنا يروي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: " إنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - قال: اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ

( قَوِّه وانصُرْه رافعًا لشأنِه على الكفرِ ) بأحَبِّ هذَينِ الرَّجُلينِ إليكَ؛ بأبي جَهلٍ أو بعُمَرَ بنِ الخطَّابِ وكان أحَبَّهما إليه عُمَرُ " .

نبدأ بوصف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث كان عمره عندما أسلم {{ ٣٦ عاما }} على الأرجح ، وكان معروفاً بالقوة البدنية ، وكان طويلا جدا ، حتى قيل إنه إذا ركب فرسه بلغت قدماه الأرض، وكان أبيض البشرة ، أصلع طويل اللحية وكان في أطراف لحيته شقار، من نظر إليه ، يعلم قوته وحزمه وصرامته - رضي الله عنه - ، رجل له هيبته ، جهوري الصوت ، كان له منزلة رفيعة في قريش ، وكان من أشجع رجال قريش وأقواهم، وكان عمر عنيفا شديد البأس، وقد عمل بالتجارة .

كان قبل إسلامه كثير الأذى للمسلمين ويضمر لهم العداء ويسعى إلى القضاء على الإسلام وعلى هذه الدعوة الجديدة التي رأى أنها فرقت قريش وساوت بين السادة والعبيد، وكانت عداوته لا تقل في عنفها عن عداوة أبي جهل، وكان ممن شارك في تعذيب ضعفاء المسلمين بيده

وكان كثير التضييق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - لدرجة أنه كان يسير خلف رسولنا الكريم ويمنع الناس من الحديث اليه ، أو الاستماع إليه، ولا يتركه إلا عند دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته – وبعد إسلامه كان يبكي ندما على هذه الأفعال رضي الله عنه و أرضاه .

وردت عدة روايات في قصة إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – وهذه الروايات لم تأت بسند معتمد ، فضعّفها أغلب أهل العلم ، و سأورد روايتين استأنس بهما أهل العلم . و القاسم المشترك بين روايات قصة إسلام عمر أنّه أسلم – رضي الله عنه - بسبب سماعه القرآن الذي هو شفاء وهُدى للعالمين ، فالله سبحانه وتعالى استجاب لدعوة نبيه بأن يسّر لعمر من الأسباب التي تقوده إلى الإسلام ؛ ففتح سمعه وقلبه لآيات القرآن الكريم .. . . والله أعلم .
الرواية الأولى :

إن سبب إسلامه سماعه لتلاوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للقرآن عند الكعبة؛ فقد روى هذا الإمام أحمد في "المسند" (1 / 262) حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:

" خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ ( الكعبة ) ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَقَرَأَ: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ )، قَالَ: قُلْتُ: كَاهِنٌ، قَالَ: ( وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِّنْ رَّبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ : فَوَقَعَ الْإِسْلامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ. "
الرواية الثانية :

روى هذه الحادثة ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3 / 267)، وابن شبّة في "تاريخ المدينة" (2 / 657)، وغيرهما؛ عن إِسْحَاق بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ : أَيْنَ تَعْمِدُ يَا عُمَرُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا ، قَالَ : وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا ، ؟ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ ، قَالَ : أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ ، إِنَّ خَتْنَكَ ( يقصد سعيد ) وَأُخْتَكَ ( يقصد فاطمة ) قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَمَشَى عُمَرُ ذَامِرًا حَتَّى أَتَاهُمَا وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ : خَبَّابٌ


قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابَ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ ؟ قَالَ : وَكَانَوا يَقْرَؤُونَ طه ، فَقَالَا : مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا ، قَالَ : فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا ؟ قَالَ : فَقَالَ لَهُ خَتْنُهُ :

أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ ؟ قَالَ : فَوَثَبَ عُمَرُ عَلَى خَتْنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْأً شَدِيدًا ، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا فَنَفَحَهَا بِيَدِهِ نَفْحَةً فَدَمِيَ وَجْهُهَا ، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى : يَا عُمَرُ ، إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ ، اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .

فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ قَالَ : أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَؤُهُ ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ : إِنَّكَ رِجْسٌ وَلَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ ، قَالَ : فَقَامَ عُمَرُ واغتسل أو توضّأ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ فَقَرَأَ طه حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي.
فَقَالَ عُمَرُ : دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا عُمَرُ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ - : اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ. . . قَالَ : وَعَلَى بَابِ الدَّارِ حَمْزَةُ وَطَلْحَةُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجَلَ ( خوف ) الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ قَالَ حَمْزَةُ : نَعَمْ ، فَهَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِعُمَرَ خَيْرًا يُسْلِمْ وَيَتْبَعِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا .

قَالَ : وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَتَى عُمَرُ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ : أَمَا أَنْتَ مُنْتَهِيًا يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْي وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَأَسْلَمَ .


وتقول الروايات أيضا :

ثم قال عمر بعد إسلامه مباشرة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله [[ لغة الإيمان تتحول فوراً سبحان الله ]] . ألسنا على الحق إن حيينا وإن متنا ؟ قال له : والذي نفسي بيده أنتم على الحق إن حييتم وإن متم . قال عمر: لم نخفي أنفسنا وديننا يا رسول الله ؟: فلنجهر به في طرقات مكة ، ولنطف معك بالبيت يا رسول الله ، ولنصلي على أنظار سادة قريش كلها. . . والذي بعثك بالحق ، لا أدع مجلسا جلست فيه بالكفر يؤذيك ويؤذي أصحابك إلا رجعت وجلست فيه بالإيمان أؤذي به قريش وسادتها .

يقول عمر: ثم وقفت أفكر وقلت من ينقل الحديث في قريش ويبلغ أني أسلمت ؟ فتذكر رجلا اسمه جميل بن معمر ، وما إن سمع جميل بالخبر ، حتى جعل ثوبه في أسنانه، وأسرع يجري إلى نادي قريش ورجليه تضرب بظهره [[ يعني مثل الطيارة ]] وصاح بأعلى صوته : يا معشر قريش ، إن ابن الخطاب قد صبأ.. فقال عمر : لا ، كذبت والله ، ولكني آمنت .. ومن ذلك اليوم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت الفاروق ، يفرق الله بك بين الحق والباطل . سمّى النبي عليه الصلاة والسلام عمر يومئذ بالفاروق ، لأنه فرّق بين الحق والباطل وميّز بينهما، فبعد أن كان المسلمون يستخفون من الناس، أصبحوا يجهرون بصلاتهم وبدعوتهم ورسالتهم ، متحدين قوى الظلام والشرك.

. . . لقد كان الصحابي عمر بن الخطاب شديد التقوى؛ فقد كان ينهر نفسه دائماً، ويُحاسبها شديد المُحاسبة، وقد اشتُهر بالعدل الكبير فترة خلافته ، فُعرف عنه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتحصيل حقوق الناس ، وهذه هي أخلاق الصحابة في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم .
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-06-20, 06:42 AM   #77
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 67 »

السيرة النبوية العطرة (( العودة مرة أخرى إلى المفاوضات))
__________

في هذه المفاوضة قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ، اطرد الفقراء والعبيد من المسلمين، ولا تجلس معهم ، إن طردتهم يا محمد ، لعلنا نتبعك . [[ يعني بيصير عنا نية نفكر بالموضوع . . . نفوس مريضة في كل زمان ومكان ]] . قال أبو طالب : يا ابن اخي ، اقبل بهذا الشرط لننظر ماذا يريدون [[ نشوف آخرتها معهم ]] ،

فيهبط جبريل بقوله تعالى :
{{ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }}
يا محمد لا تسمع كلامهم ، هؤلاء المؤمنون خاصتي وأهل محبتي ، يبتغون مرضاتي ، لا تسمع كلامهم وتطردهم . ثم قال تعالى :

{{ وَإذا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ }}، انظروا كيف محبة الله لعباده ، أخبرهم يا محمد وقل لهم : إن الله يقول سلام عليكم يا أحبتي ، أنتم في سلام و طمأنينة عنده . فلما نزلت الآيات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : {{ الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام }} ،

لم يقدم لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أية تنازلات [[ و كلنا نعلم أن في علم المفاوضات ، لما تكون أنت الطرف الأضعف ، فعليك أن تقدم التنازلات ]] والرسول - صلى الله عليه وسلم - في نظرهم هو الطرف الأضعف ؛ ولكن في الحقيقة لم يكن - صلى الله عليه وسلم - في أي لحظة من مولده إلى وفاته هو الطرف الاضعف نهائياً ، لأن الله معه ، قريش هم الطرف الأضعف ، ويؤكد لنا الله – عزوجل - ذلك بقوله تعالى :

{{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }}

[[ يعني يا رسول الله : هم يتمنون ويرجون أن تلين وتقدم لو تنازلا واحدا ، وستجدهم قدموا لك ليس تنازلا واحدا، بل تنازلات ، بس أنت اقبل بطلب واحد ، بمعنى أيامنا " طريها " ، الإنسان إذا أراد أن يلين الحديد أو محرك يضع عليه الزيت، ومن هنا جاءت كلمة {{ تُدْهِن }} من اللين ، يعني قليلا من اللين وهم سيسرعون بالتنازلات ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، وهذا من بعض معاني " تُدهن " عند المفسرين ، والبعض ذكر " تُدهن " بمعنى النفاق و الخداع و الكذب والكفر . ]]

وهكذا فشلت كل مفاوضات قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووجدت قريش أنها لا تزال عند نقطة الصفر، واقفة في مكانها لا تتحرك ، بينما الإسلام يتقدم وينتشر، ويكتسب مساحة جديدة كل يوم .
فلما رأت قريش فشل المفاوضات ، و إسلام عمر وحمزة وقبلها هجرة الحبشة الأولى .. جن جنون قريش ، فجاءت بمفاوضة أخيرة ، وكانت أفشل مفاوضة ، وأفشلت كل المفاوضات قبلها .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-09-20, 07:45 AM   #78
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 68 »

السيرة النبوية العطرة ((مفاوضة فاشلة و بداية الحصار في شعب أبي طالب))
__________

جن جنون قريش ، وجاءت بمفاوضة أخيرة وكانت أفشل مفاوضة ؛ فقد جاء في بعض الروايات أنّ سادة قريش ذهبوا إلى أبي طالب وقالوا : يا أبا طالب ، نعطيك أجمل فتى في قريش ، ومعه مئتين من الإبل

[[ أجمل فتى يقصدون ، عمارة بن الوليد ، أخو الصحابي الجليل سيف الله المسلول {{ خالد بن الوليد – رضي الله عنه - }} وكان أجمل شاب في قريش ، وأبوه أغنى رجل في قريش ]]

قال أبو طالب : وما المقابل ؟؟ قالوا : تسلم إلينا محمدا فنضرب عنقه وتستريح قريش !!! فغضب أبو طالب وصاح قائلا : بئس ما تشورون به !!!!! تعطوني ولدكم أربّيه لكم ، وأعطيكم ولدي تضربون عنقه!!! لا والله لا يكون هذا أبداً . قالوا : إذن هي الحرب بيننا وبينك . قال لهم : هي الحرب .

ولكن قريشا لا تريد الحرب ، لأنها تعلم إذا قامت بينهم حرب ، ستُفني بعضها البعض . وانقسمت قبائل قريش بين مؤيد لأبي طالب ، و مؤيد لعرض قريش .
و الآن أبيّن لكم ، كيف حصل الحصار في شعب أبي طالب ؟؟
انقسمت قبائل قريش إلى فريقين الفريق الأول مع {{ أبي جهل : يؤيدون فكرة تسليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتله }} .
الفريق الثاني مع {{ مع أبي طالب : يؤيدون حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - بحيث أن لا يصل الفريق الأول للنبي ويمسه أذى من قريش ، وكان منهم المسلمون وغير المسلمين }} .

تعلمون أنّ اسم نبينا - صلى الله عليه وسلم – هو: {{ محمد ... بن عبدالله ... بن عبد المطلب ... بن هاشم ... بن عبد مناف }} عبد مناف ،هو جد النبي الثالث وجد الهاشميين ، وعبد مناف له أربعة أبناء : ( هاشم ، المطلب ، عبد شمس ، نوفل ) . الآن باقي عائلات قريش ، يلتقون ببعضهم البعض بالقرابة ، من أجداد أبعد بالنسب [[ يعني يلتقون بالجد السابع أو الثامن ]] .
نحن الآن موضوعنا أبناء الهواشم ( أبناء هاشم والمطلب ) أولاد العم ، كانوا طوال حياتهم يدا واحدة ، عندما قررت قريش أن تقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - استنفر أبو طالب العشيرتين بأبيات شعر، فلما سمع أبناء العم أبيات الشعر من ابن عمهم أبي طالب ، وقفوا كلهم يدا واحدة في حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمون منهم والكفار .

أبناء عمهم عبد شمس ونوفل وقفوا كلهم مع باقي قبائل قريش ، ضد أولاد عمهم . أبناء هاشم والمطلب تركوا بيوتهم وأغلقوها ، ثم نصبوا الخيام في شعب أبي طالب ، واجتمعوا وكلهم يد واحدة .

لماذا نصبوا الخيام في شعب أبي طالب ؟؟

لأن بيوتهم كانت متفرقة في أحياء مكة ، نصبوا الخيام بقرب بيت أبي طالب ليكونوا جميعا بجانب بعضهم البعض ، لحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعنى ( إذا فيكم رجل واحد فليقترب من محمد . . . تهديد ) [[ من ذهب منكم عمرة ، عندما تنتهي من السعي وتخرج من باب المروة ، على اليمين عند الحلاقين هناك في تلك الساحة كان شعب أبي طالب ]] .

فقامت قريش مع قبائل أبناء عم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد شمس ونوفل بعمل معاهدة وأجمعوا فيها على اتفاق [[ طبعا أبو لهب عم النبي ، الزوج المطيع لأم جميل كان معهم ، وهو الوحيد الذي كان ضد أخيه أبي طالب وأبناء عمومته ]] ، أحضروا صحيفة المقاطعة ، وهذه بعض نصوصها :
إننا نقاطع بني هاشم وبني المطلب ، لا نزوجهم ولا نتزوج منهم .
لا نبيع لهم ولا نشتري منهم .

إذا جاء التجار إلى مكة نشتري منهم بأعلى الأسعار فلا أحد يبيعهم .
ووقعوا الصحيفة وعلقوها داخل الكعبة .

يتبع . . .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 10:15 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا