منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-28-20, 07:50 AM   #115
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 101 »
السيرة النبوية العطرة

(( زواجه - صلى الله عليه وسلم - من عائشة رضي الله عنها ))
_________
ذهبت خولة بنت حكيم إلى بيت أبي بكر ، تخطب ابنته عائشة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - في نفس اليوم الذي تزوج فيه سودة ؛ فاستقبلها أبو بكر. قالت : أي آل أبي بكر !!! أي خير وبركة ساقها الله إليكم وأدخلها الله على داركم ؟!! قال أبو بكر : وما ذاك ؟ قالت: أرسلني رسول الله ، أخطب إليه عائشة ابنتك . ودُهش أبو بكر!! النبي يطلب ابنتي ؟!! [[ وكلنا يعرف أبا بكر الصديق وعلاقته القوية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ]] فقال : أمهليني يا خولة ، إني على عجلة من أمري، وخرج من الباب مسرعا !!! قالت خولة مستغربة : ما الأمر ؟!!


فقالت زوجة أبي بكر لخولة : يا خولة، إن أبا بكر ما قال قولا إلا وصدق به ، لقد كان المُطعِم بن عدي ، قد ذكر لأبي بكر أمر عائشة ، يريدها لابنه ، ولم يرد عليه أبو بكر بشيء . قال له :

أنت وذاك [[ يعني من هون لوقتها بصير خير .. لأنها لم تنضج بعد ]]

فخاف أبو بكر أن يكون المطعم لايزال يريدها لابنه ، ثم يزوجها للنبي فيقع في مشكلة مع المطعم .
ولما وصل أبوبكر لدار المطعم استقبلته زوجة المطعم ، وعرفت مسألته ، فقالت له : يا أبا بكر، أخاف إن زوجتُ ولدي من ابنتك أن تحمله على الدخول في دينك هذا ، ويصبح ولدي من الصابئين ! فغضب أبو بكر، ولم يرد عليها ، والتفت إلى زوجها المطعم قائلا : ماذا تقول هذه ؟!! قال المطعم : القول ما سمعت ، وإنا لنخشى ذلك يا أبا بكر . فقال أبو بكر : إذن أنا في حل من أمري .

[[ هل رأيتم سبحان الله ، قدّر الله له الأسباب . إن تصدُق الله يصدقك ]]

وخرج من عندهم ولم يجلس ولم يسلّم ، ورجع إلى خولة ، وقال :استأذني رسول الله أن أتمم الزواج . وهناك قولان في عمرعائشة عند الخطبة : البعض يقول : ٦ سنوات ، والبعض قال : كان عمرها ١٤ سنة عند الخطبة . [[ سأخصص الجزء التالي للرد على بعض الشبهات التي أثيرت على زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من عائشة رضي الله عنها و أرضاها ]] .

تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وهنا نقطة مهمة ، [[ تزوجها لا يعني ، أنها انتقلت إلى داره ودخل عليها ]] ، تزوجها يعني تم الإيجاب والقبول ، وضع يده بيد أبي بكر ،وقال أبو بكر : زوجتك ابنتي وحُدّد المهر .هذا اسمه في الدين والفقه {{ زواج }} ،أما الدخول والزفاف فاسمه البناء [[ البناء هو ما يعرف اليوم ليلة الدخلة ]] .

وأعلن هذا الزواج في مكة . وهكذا تزوج النبي زواجين في يوم واحد من عائشة بنت أبي بكر ولم يدخل بها ، وبقيت في بيت والدها، ومن سودة وقد دخل بها وسكنت في بيت النبوة .
يتبع رد الشبهات في زواج عائشة رضي الله عنها . . .

_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 11-28-20, 07:51 AM   #116
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 102 »
السيرة النبوية العطرة ((رد الشبهات حول زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من عائشة رضي الله عنها ))
_________
تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين ، عائشة - رضي الله عنها - وهذا الزواج استغله أعداء الإسلام للطعن فيه . والسؤال المطروح : كم كان عمر السيدة عائشة حين تزوجها النبي ؟


القول الأول : عمر السيدة عائشة ، حين خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ست سنوات ، و دخل بها وعمرها تسع سنوات، بدليل حديث عائشة – رضي الله عنها - الوارد في البخاري و مسلم :

{{ تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست سنين، وبُني بي وأنا بنت تسع سنين }} .
القول الثاني :
عمر السيدة عائشة حين خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أربعة عشر عاما ، و تزوجها و عمرها ثمانية عشر عاما ، ودليلهم : إنهم رفضوا حديث عائشة السابق ، وقالوا : إن أحد رواة هذا الحديث وهو {{هشام بن عروة}} قال عنه مالك :

" إن حديث {{ هشام بن عروة }} بالعراق لا يقبل ، لأن حفظه للحديث بدأ يسوء في العراق " ، وإن كل المصادر التاريخية تؤكد أن أسماء بنت أبي بكر - أخت عائشة - وقت الهجرة كان عمرها سبعة وعشرين عاما ، وهي أكبر من أختها بعشر سنوات ، لذلك فإن عمر عائشة وقت الهجرة سبعة عشر عاما ، وقد خطبها النبي في السنة العاشرة من نزول الوحي ، أي قبل هجرته للمدينة بثلاث سنوات ، بمعنى أن عمرها عند الخطبة أربعة عشر عاما .

أما أنا عن نفسي ، لا ألتفت لهذا الخلاف ، ولا يوجد عندي مشكلة في هذا الموضوع ، يكفيني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – معصوم ولا يُخطئ ،
وعندما يتحدث أعداء الدين عن الفارق الكبير في العمر ، فأنا أرد على شُبهتهم بما يلي :
في بيئة مكة كان هذا الأمر عاديا جداً ، ولا يجوز أن نأخذ حدثاً في بيئة معينة وزمن معين ، ثم ننقله لبيئة جديدة وإلى زمان آخر، ثم نقيسه وننتقده ونحكم عليه بمعايير وقوانين بيئة جديدة . فنحن في عصرنا ،

البعض مثلا لا يقبل أن تتزوج ابنته قبل انتهاء تعليمها ، فتكون تقريبا في عمر الثامنة عشرة إلى الخامسة و العشرين ، في حين إن البعض الآخر يزوج ابنته وهي لم تكمل تعليمها الإبتدائي ،

أي في سن الثانية عشرة أو أقل ، فكل بيئة لها ظروفها .
كلنا تابعنا السيرة ، و قريش كانت تتمنى أن تجد شيئا واحدا تنتقد فيه رسول الله ليُشوّهوا صورته ، ومع ذلك لم يستغربوا خطبته لعائشة ولم يقولوا : كيف يخطب محمد عائشة وهي صغيرة في العمر ؟؟ !!!!

لأن هذا ليس غريبا في عرفهم ، و إلا لأقامت قريش الدنيا ولم تقعدها .

وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - تزوج من {{ أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب }} وكان أكبر منها بخمسين عاما تقريبا .

كان زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة وهي صغيرة بالسن له هدف سام وعظيم ، وهو نقل سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبعد مرحلة ممكنة بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - وهذه حكمة إلهية ، فقدرتها على الحفظ ستكون عالية ، وهي أيضا صاحبة فطنة وذكاء ، ومُحبة للعلم والمعرفة ، وقد كانت - رضي الله عنها - منارة في التفسير و علم الحديث وعلوم أخرى ، وكان كثير من الصحابة يرجعون اليها ويستفتونها ، رضي الله عنك و أرضاك يا أم المؤمنين عائشة ، يا زوجة وحبيبة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 11-29-20, 08:21 AM   #117
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 103 »
السيرة النبوية العطرة (( بداية الهجرة : أم سلمة ))
______

رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة ، بالتعذيب بعد أن اكتشفوا أن بين محمد - صلى الله عليه وسلم - و أهل يثرب مبايعة و اتفاق، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : [[ قد أٌريت دارهجرتكم ، أرض سبخة " مالحة " ذات نخيل بين حرتين ، لا أرها إلا يثرب فانطلقوا إليها ]] . فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات وأفرادا إلى يثرب _ المدينة المنورة _ . فكان أول من هاجر من الصحابة {{ أبو سلمة وأم سلمة - رضي الله عنهما }} . تقول أم سلمة كما روى البخاري:

أراد أبو سلمة الخروج ، فجاء ببعير وأركب زوجته ، وكان معهما ولدهم سلمة ، وكان صبيا دون التميز [[ يعني بين الرابعة والخامسة من العمر ]] ،ثم قام يمشي يقود بعيره .فرآه أهل أم سلمة [[ اهل زوجته ]] فقالوا : يا أبا سلمة ، أما نفسك فقد غلبتنا عليها ،أما ابنتنا هذه ، فلا واللات لا ندعها لك تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً ، بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة ، واليوم لا ندري أين تذهب بها ؟؟ فأنت حر في نفسك ،أما ابنتنا فدعها لنا. فأخذوا حبل البعير من يده ، ثم أخذوا أم سلمة وولدها ، ولم يلتفت لذلك أبو سلمة لأنه لا يريد أن تتعطل هجرته ، فترك زوجته والولد ، ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجها إلى يثرب .

[[ كونوا معي مع أم سلمة ، وهي أم المؤمنين ، وزوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ما بعد ، فعندما استشهد زوجها أبو سلمة بعد غزوة أحد في حمراء الأسد متأثرا بجراحه ، تزوجها - صلى الله عليه وسلم - ، وضمها تحت رعايته في بيت النبوة ]] . تقول أم سلمة : انطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجرا ، قالت : فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ما فعل أهلي أخذتهم الحمية ؛ فقالوا : أنتم أخذتم ابنتكم من ابننا ؛ فواللات والعزى لا ندع لكم الولد عندكم ، نحن أولى به . فأخذوا ولدي مني فصرخت: وا ولداه .قالت :فهمّ أهلي ليأخذوا الولد لي ؛ فتجاذبته العشيرتان ؛ فهؤلاء يجذبون ...

وهؤلاء يجذبون، حتى خلعوا يد الصبي! قالت : وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه . وأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه ، وأنا محجوزة عند أهلي ، وزوجي قد هاجر إلى يثرب ، لا يعلم من أمرنا شيء فأصبحت أذهب كل صباح ، إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي .
وقد أمضيت على ذلك مدة طويلة من الزمن ، حتى وقف يوماً مقابلي ابن عم لي ، فقال حزينا لأمري: إلى متى هذا البكاء ؟؟!!لا بد من مخرج .

ومضى واثق الخطوة إلى قومه وقال : ألا تشفقون على هذه المسكينة ؟ إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها ؟؟ فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج . فلما علم أهل أبي سلمة أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي . قالت : فوضعت ولدي في حجري ، وأخذت بعيري وجلست عليه . فقالوا لي : مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها ، فقلت : لا ، قد لين الله قلوبكم اليوم ، فلا أدري ماذا يكون غدا ؟؟؟ [[ لذلك يا مسلم إذا هبت رياحك فاغتنمها ]] . قالت : وانطلقت لا أدري أين تقع يثرب ؟؟ ولا يرافقني أحد لا من أهلي ، ولا من أهل زوجي .

حتى إذا كنت في التنعيم [[ مسجد السيدة عائشة ، من ذهب حج أو عمرة يعرفه ]] قابلني {{ عثمان بن أبي طلحة}} ، وسبحان الله عثمان هذا [[ قُتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه يوم أحد ، وكانوا في صف قريش ولم يقتل هو ، ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير ، وانظروا من صنع معروفا كافأه الله به ]] قالت : لقيني عثمان بن أبي طلحة فقال : إلى أين يا ابنة زاد الركب ؟ [[ وأم سلمة اسمها {{ هند بنت زاد الركب }}

لماذا لُقب أبوها بزاد الركب ؟؟ لكرمه على القوافل ، كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده ، أو ينفق على نفسه أبداً ، فكان مصروف الركب كله عليه هو ، لذلك سمي زاد الركب ]] قالت : ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب . فقال : ألا يصحبك أحد ؟؟ قالت : إلا الله [[ انظروا ما أجمل الإيمان ]] فقال: مالي بهذا مترك .

[[ يعني ما بصير اتركك" هذه شهامة العرب وأخلاقهم " مع أنه مشرك إلّا أنه سيقطع مسافة ألف كيلو ذهابا و إيابا ليؤمن طريق هذه المرأة ]] قالت : فتقدم وأخذ حبل البعير ، ومشى على رجليه يقود بعيري{{ فلا والله .. ما رأيت رجلا كان أكرم منه في صحبه .. ولا أجَلَّ خلقا }} .

قالت : كان يمشي بي بالبعير ، حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب أجلس البعير عند شجرة ،ثم ابتعد عني حتى أنزل عن البعير ، فإذا نزلت ، رجع وأخذ البعير إلى بعيد ، وربطه في شجرة ، ثم ابتعد عني واضجع ، وأعطاني ظهره حتى أخذ راحتي [[ لأنها هي أيضا تريد أن تضجع وترتاح ]] .

[[ هل رأيتم يا شباب المسلمين!!هو مشرك ، وليس مسلما وهذه أخلاقه ، مش يطلع رأسه من شباك السيارة ، لكل بنت رايحة وجاية بالطريق ]] قالت : حتى إذا حان وقت الرحيل ، صفق بيده وقال: يا ابنة زاد الركب أقدم لك البعير [[يعني استعدي ]] ، ثم أخذ البعير وقدمه ،حتى إذا


جلست ووضعت ولدي بحجري ، جاء وأنهض البعير ومشى .
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب . قالت : فلما اقتربنا ورأى نخيل يثرب قال : يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية ، وقد أبلغتك مأمنك .. فانطلقي راشدة . فترك بعيري ، ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء .. ثم رجع ماشياً على قدميه . . .
تقول ام سلمة : فلما وصلت ، وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير.

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 11-29-20, 08:23 AM   #118
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 104 »
السيرة النبوية العطرة((الهجرة: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ))
_________
{{ الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - }}
جاء في رواية أن عمر رضي الله عنه هاجر علانية، وهي رواية مشهورة من حديث علي بن أبي طالب ولكنها لم تأت من طرق ثابتة، وفيها أن عمر رضي الله عنه لما همَّ بالهجرة، تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى (استخرج من كنانته) في يده أسهمًا، واختصر عنزته (وهي شبه العكازة) ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم وقف على أندية قريش وقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس (الأنوف)، من أراد أن تثكله أمه ويُؤَتَّم ولده، وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين

[[ المسلمون الضعفاء ]] علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه . وهذه الرواية ضعّفها بعض أهل العلم .


والرواية الأقوى في خبر هجرة عمر- رضي الله عنه - ما رواه ابن إسحاق قال " : ثُمَّ خَرَجَ عُمر بْنُ الْخَطَّابِ ، وعَيَّاش بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ: اتعَدْتُّ، لَمَّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إلَى الْمَدِينَةِ ، أَنَا وعَيَّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ التَّناضِبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَوْقَ سَرِف ( بمعنى تواعدا عند هذا المكان ) و َقُلْنَا: أَيُّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبس فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ ، قَالَ:
فَأَصْبَحْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التَّناضِب وحُبس عنا هشام " يعني أمسكوا بهشام . انتهى: من سيرة ابن هشام" (2/ 85) ، وصححه الحافظ في "الإصابة" (6/ 423)

وهنا درس يجب أن نقف عنده ، كثير من الناس يتساءل :
لماذا هاجر الرسول – صلى الله عليه وسلّم – سرا لا علنا ؟؟؟
قال تعالى :
" لَّقَدْ كان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كان يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " فهو أسوتنا ، وسيرته {{ للتأسي والاقتداء }}.
فلو هاجر النبي علناً لكان من الواجب على جميع المؤمنين ، أن يقتدوا بنبيهم في الهجرة فيهاجروا علنا، وهذا لا يناسب الكثير من الصحابة المستضعفين ويمكن أن يلحق بهم الضرر من قريش ،ويعتمدوا على الله بغير الأخذ بالأسباب ، لذلك هاجر - صلى الله عليه وسلم - سراً ، أخذا بالأسباب والحيطة ، ورفقاً ورحمة بالمستضعفين من أمته حتى لا يلحق بهم الضرر .

يُروى أن رجلا من الأعراب جاء إلى رسول الله ، ووقف عند الخيمة وأمسك البعير وصاح : يا رسول الله .. أأعقلها .. أم أتوكل ؟؟ [[ يعني أربط رجل الجمل بالحبل ، وإلا أتركها وأتوكل على الله ]] ؟؟ فقال له - صلى الله عليه وسلم - : {{ اعقلها وتوكل }} ، يعني الاثنان مع بعضهما؛ خذ بالأسباب وتوكل على الله .

" هذه مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - علموها لأبنائكم ، لأصحابكم ، لأقرب الناس إليكم ، انشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل النور إلى قلبه "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 12-01-20, 07:46 AM   #119
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 105 »
السيرة النبوية العطرة

(( هجرة الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي/ أبو يحيى ))
________
لما خرج النبي في هجرته مع أبي بكر الصديق ، أعلنت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بهما ، [[ ١٠٠ ناقة من حمر النعم ، لمن يرد محمدا علينا ،حياً كان أو ميتاً ، فإن رد الاثنين فله بكل واحد ١٠٠ ناقة ، الناقة من حمر النعم في أيامنا هذه تعدل أغلى سيارة موديل السنة ، يعني ١٠٠ سيارة موديل السنة !!! ]]
فانتشرت الناس في كل مكان باحثين عنهما حُبّا في الجائزة . و كان في مكة رجل اسمه {{صهيب الرومي وهو صحابي جليل}} فلما سمع صهيب الخبر ، أراد أن يلحق النبي في هجرته ، وأن يكون مدافعا عنه إذا تعرض له خطر .

و صهيب كانت تعترف له مكة كلها ، بأنه أرماهم فيها ، [[ يعني كان إذا شد قوسه ، ووضع السهم فيه لا يخطئ سهمه ولو كان في خاتم ]] قال : فهممت أن ألحق بالنبي ،فأمسكني فتيان قريش [[ والكثرة تغلب الشجاعة ]] وحبسوني أياما عندهم يتناوبون حراستي ، فقمت ليلة أتظاهرأني مريض . فقال بعضهم لبعض : لقد شغله اليوم بطنه فناموا .

[[رجل ممغوص ، بطنه تؤلمه لا يستطيع السفر ]] . قال : فلما ناموا ، تسللت وركبت بعيري ، وخرجت ولم أتمكن من أخذ مالي معي ، فتركته تحت أسكفه [[ أي عتبة دار ]] وشعر بي القوم فلحق بي الرجال عند أطراف مكة .

نادوني من بعيد : انتظر يا صهيب ، لقد جئتنا صعلوكا حقيرا لا مال لك ، وعملت في مكة حتى أصبحت من أكثرنا مالاً ... [[ كان صهيب من أثرياء مكة ، ولكنه ليس مكيا ، إنما بيع في السوق مع الرقيق ، وأعتقه الذي اشتراه ، ثم تاجر معه لأنه اكتشف أن عقله تجاري ، فأصبح ذا مال كثير ]] .لا و اللات ، لا ندعك تذهب بالمال إلى يثرب ، لا واللات لا يكون هذا أبدا . قال صهيب : فعلمت مطمع القوم . . .
[[ هو ناقصهم واحد يقعد في مكة مسلم وإلا مش مسلم !! بدهم المال ، كيف أيامنا بعض الناس حياتهم كلها المال، ومثلُهم الأعلى بالحياة : معك قرش بتسوى قرش !! أحيانا أنا ما بتغلب لما أشرحلكم صفات الجاهلية ، لأنها موجودة في أيامنا عند بعض الناس وأسوأ من الجاهلية الأولى ]]

فقلت لهم : لقد استبان الأمر [[ وضحت الصورة ، فهمت عليكم ]] ، يا أهل مكة كلكم تعلمون بأني أرماكم ، فو الله الذي لا إله إلا هو .. لا أترك سهما في كنانتي إلا وضعته في قلب رجل منكم ، فإن أردتم مالي دللتكم عليه ... أما أن تحولوا بيني وبين الهجرة فالموت دون ذلك ، فإن انتهت سهامي وبقي أحد منكم أخذت سيفي وما زلت أضربكم به حتى لا يبقى بيدي إلا قائمه [[ يعني حتى يتكسر ]] ، كل هذا من أجل أن يلحق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبإخوانه المؤمنين .
فقالوا له : قد رضينا ، دلنا على مالك . فقال لهم : هو في مكان كذا وكذا ، وكان صادقا، وهم يعلمون أنه صادق ، ويعلمون أن من دخل دين محمد لا يكذب أبدا ، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – هو الصادق الأمين ، و أصحابه تعلموا منه الصدق ، فعلموا أنه صادق ، فتركوه ورجعوا . فقال صهيب : {{ الحمد لله الذي صرفهم عني بحطام دنيا }} .

قال : فلما اقتربت من رسول الله ، فإذا به يضحك ويقول : بخٍ بخٍ .. ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى .. [[ كنيته ابا يحيى ]] فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لم يسبقني إليك أحد !! [[ ما حد كان معي ولا حد سبقني يخبرك ]]

فتلى النبي عليه قوله تعالى :
{{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد }}
يقول : فبكيت وقلت الحمد لله ... [[ أرأيتم تكريم الله له ؟! ذلك لأن صهيبا ألقى من قلبه حُطام الدنيا ]] . اللهم احفظ قلوبنا من الدنيا وأهوالها ، {{ ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إنّ سلعة الله الجنة }} .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 12-01-20, 07:47 AM   #120
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 106 »
السيرة النبوية العطرة (( قبل الهجرة : إسلام عمرو بن الجموح ، أحد سادة المدينة المنورة ))
________
عمرو بن الجموح ، هو سيد من سادة بني سلمة وكان موقعهم بين قباء والمدينة ، هذا الرجل أسلم ابنه واسمه {{ معاذ بن عمرو بن الجموح}} وكان له صديق قريب من عمره اسمه {{ معاذ بن جبل }} المعروف بين المسلمين ، [[ وهو المدفون الآن في الأغوار الشمالية في الأردن ]] ، معاذ بن جبل ، ومعاذ بن عمرو شابّان صادقان في إيمانهما ، عز عليهما أن يكون سيد القوم {{ عمرو بن الجموح }}

ما زال مشركا ويعبد الصنم ، حيث كان لعمرو صنم مصنوع من الخشب وقد سماه {{ مناف }} يتقرب إليه .. يحبه .. ويطلبه.. ويسجد بين يديه.


وعندما انتشر الإسلام في المدينة المنورة أسلم أولاده ، وأمهم ، ولكن {{ عمرو بن الجموح }} لا يعلم بإسلامهم فجاء أولاده ، يستشيرونه : ما رأيك بهذا الدين الجديد ؟ فقال: لست أفعل حتى أشاور مناف [[ الصنم ]] فأنظر ماذا يقول ؟؟!! أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف - وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى - ثم قال : يا مناف .. قد علمت بخبر هذا القادم ، ولا يريد أحداً بسوء سواك ، وهو ينهانا عن عبادتك ، فأشِرْ عليّ يا مناف !! ثم تركه وخرج .


فلما أظلم الليل ،جاء ابنه وصديقه معاذ بن جبل و اتفقا على الذهاب إلى الصنم ليأخذاه ، ويرمياه في حفرة تكون فيها أوساخ الناس ، فلما أصبح عمرو وذهب إلى صنمه كي يعبده ، بحث عنه فلم يجده !! فخرج يسأل: من اعتدى على آلهتي الليلة ؟ فلا أحد يجيبه [[ فيضحك الشابان وينظران ماذا سيصنع ؟؟ ]]

فيبحث عنه ، فيجده مُلقى في حفرة القاذورات والنجاسات .. فيأخذه ، ويغسله ، ويطهره ، ويطيبه، ثم يرجعه إلى داره يعبده !! فإذا كانت الليلة الثانية ؛ ذهبا وأخذا الصنم ، وصنعا به كما صنعا في المرة الأولى ... فلما تكرر الفعل ، أخذ عمرو بن الجموح سيفه - وكان من السيوف النادرة الغالية - وعلقه في عنق الصنم وقال :

هذا سيفي تتفاخر به أهل يثرب ، فإن جاء من يعتدي عليك الليلة ، هذا السيف عندك فدافع عن نفسك . فلما ذهب لينام وتعمق في نومه ، ذهب الشابان إلى الصنم ، وأخذا السيف من عنقه ، ووجدا كلبا ميتا ، فأحضرا حبلا وربطا الصنم مع الكلب ، ونكسوه على رأسه في حفرة فيها وسخ الناس . فلما أصبح عمرو ، لم يجد صنمه ، فذهب مباشرة إلى الحفرة فوجده مربوطا بكلب ميت منكسا على رأسه . فنظر إليه قائلا - وقد تبين له الحق من الضلال - : والله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر !! وأعلن إسلامه .

أرأيتم العقول التي تهدي إلى الحق ؟؟ أريتم الفرق بينه وبين عمرو بن هشام [[ أبو جهل ]] كان يُسمّى أبا الحكم لحكمته بين أهل قريش، لكنه طغى وتجبّر ولم يستخدم حكمته ، بالرغم من أنه يعلم صدق محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث قال أبو جهل مرة للأخنس :

واللات والعزى ما كذب محمد قط، وكنا نسميه الصادق الأمين ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا ؟ ... لقد تكبّر فأعمى الله قلبه .
ولو تقدّمنا في السيرة قليلا لرأينا أنّ عمرو بن الجموح - رضي الله عنه - لم يشهد غزوة بدر ، ولما نودي لمعركة أحد أحب الخروج للجهاد ، فمنعه أبناؤه من الخروج للقتال ، وقالوا : إن الله قد عذرك ونحن نكفيك

[[ لأنه أعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] ، إلا أن عمرو بن الجموح أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه ، وذهب إلى رسول الله ، فقال له النبي:

أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك . وألح عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله قائلا : إني لأرجو الله أن أطأ بعرجتي الجنة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – لأبنائه : لا عليكم، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة· وهذا ما حدث معه رضي الله عنه ، فقد استشهد في غزوة أحد رحمة الله عليه .

أريتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح ؟؟
يعبد صنما من خشب !!! وكيف كانت نهايته ؟؟ شهادة في سبيل الله ... [[ فإياكم أن تحكموا على أي شخص بمجرد المعصية ، فلا نعلم ماذا سيختم الله له به حياته ؛ فارحموا عباد الله، وادعوا لهم بالهداية، فالسيرة للتأسّي لا للتسلي ، فهي منهاج حياة ]] .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 07:50 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا