منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-22-20, 02:29 PM   #91
ذكرياتي
Stay safe

آخر زيارة »  02-06-23 (05:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





 


قديم 10-22-20, 02:31 PM   #92
ذكرياتي
Stay safe

آخر زيارة »  02-06-23 (05:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



نور أطل على الحياة رحيما
وبكفه فاض السلام عظيما
لم تعرف الدنيا عظيما مثله
صلوا عليه وسلموا تسليما.
اللهم صل وسلم وبارك على حبيبك سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة
وأتم التسليم و علي آله و صحبه و سلم ..


 


قديم 10-23-20, 07:03 AM   #93
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 79 »
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الثاني ))
_________

وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف مشياً على قدميه
مسافة {{ ١٢٠كم }}، وكان السفر في شوال من السنة العاشرة، وكان يوافق {{ شهر ٦ __ عام ٦١٩ ميلادية }}، وطبعا في شهر ٦ تكون درجة الحرارة مرتفعة جدا في صحراء الجزيرة العربية ،ولا يستطيع الإنسان أن يسير أكثر من ١٠ دقائق فيها .

خرج - صلى الله عليه وسلم - هذه المسافة الكبيرة جدا مشيا على قدميه [[ لأن معنى ركوبه دابة : أنه سيسافر ، وهو لا يريد أن تعرف قريش تحركاته، حتى إذا لم ينجح في دعوة الطائف لا تشمت فيه قريش، وتستقوي عليه ]] . واصطحب معه {{ زيد بن حارثة }}

والذي كان اسمه حتى هذا الوقت {{ زيد بن محمد }} لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبناه كما أخبرتكم من قبل . هذا يوم واحد من أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى يقول لنا إن طريق الدعوة إلى الله ليس بالسهل .

ولما دخل الطائف؛ كان من عادة العرب إذا أرادوا أمرا من قوم ، توجهوا إلى رؤوس القوم وسادتهم ، الذين إذا قالوا سمع القوم قولهم ، فتوجه - صلى الله عليه وسلم - إلى سادة ثقيف ، وكانوا ثلاثة أخوة : الكبير فيهم اسمه {{ عبد يا ليل }}،[[هكذا اسمه ، عبد يا ليل ، كأنك تغني موال]] الثاني اسمه {{ مسعود }}، والثالث اسمه،قيل {{ نعيم، وقيل حبيب }} هؤلاء سادة ثقيف في الطائف ، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليهم .

[[ وهم يعرفون الرسول من قبل ، يعرفون أن هذا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب؛ لأن الطائف ومكة ، تعتبران مجتمعا واحدا ، ولأن مجتمع مكة مختلط بمجتمع الطائف ، وقد وصلهم خبر محمد، وخبر دينه الجديد، وعندهم علم بموقف قريش منه ]] .

جلس - صلى الله عليه وسلم - إلى سادة ثقيف في الطائف ، والعرب كلها لا تنكر منزلة الضيف وحق الضيافة ، جلس - صلى الله عليه وسلم - عندهم، فلم يقوموا بحق الضيافة له ، ولم ير منهم حسن الضيافة ولا استقبالا حسنا، ومع هذا كله حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - داعية إلى الله، ولا يريد ضيافة أحد ، يريد من الناس فقط أن يستجيبوا لدين الله، فعرض عليهم الأمر ، وطلب منهم أن يدخلوا في دين الله ،فمإذا كان ردهم عليه ؟

{{ عبد ياليل }} قال: ألم ير الله إلا أنت يا محمد، يبعثك رسولا إلى العالمين؟ لو لا أنزل على رجل من القريتين عظيم ؟ [[يعني لو نزل على شخص من سادة الطائف أو مكة عظيم ]]؟

أما {{ مسعود }} فقال : لئن كان الله أرسلك رسولاً، [[يعني لو ثبت أن هالحكي صحيح ، وأن الله أرسلك رسولا]]؛ لأمزقن ثياب الكعبة !!
[[يعني رح يغضب من ربنا !!!مش ملاقي غير هذا نبي !!! والله لأشق ثياب الكعبة إذا صحيح هذا الكلام ]]

أما {{ حبيب }} فكان أصلحهم بالرد؛ وقال : أنا لو أعلم أنك رسول من الله ، لا أكلمك أبداً ،لأنك إن كنت كما تزعم فأنت أعظم أن أكذبك ، وإن لم تكن كما تزعم ، فأنت أهون من أن أرد عليك .

فقام - صلى الله عليه وسلم - محزونا من عندهم ، وقبل أن يخرج من عندهم قال لهم : أما إذا قلتم ما قلتم، فإنّ لي مطلبا عندكم كضيافة [[ يعني أنتم ما أحسنتم ضيافتي ، اعتبروا هذا الطلب هو الضيافة ]]

قالوا: ما هو ؟ قال : أرجو أن لا تخبروا قريشا أني جئت إليكم ، [[ لأنه لو عرفت قريش أنه جاء للطائف، ستزداد العداوة ، لأن في عُرف قريش ذهاب محمد للطائف ، يعني أنه خرج يستنصر علينا بقوم آخرين ]] . قالوا : لا واللات لنرسلن إليهم الآن ، وأنت عندنا، ثم أمروا : قم يا فلان ، وأمروا فارسا أن يركب فرسه ويأتي قريشا ، ويخبر سادتها بأن محمدا يستنصر بثقيف عليكم . [[ حبيبي يا رسول الله ، أي بلاء هذا ؟؟

ورحلته - صلى الله عليه وسلم - استغرقت عشرة أيام إلى الطائف ، لأنه جاء مشياً على الأقدام ؛ الفارس يصل مكة ويخبر قريشا، ويرجع للطائف ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مازال في طريق الرجعة ]] !!

خرج - صلى الله عليه وسلم - من عندهم وقد يئس أيضاً من أهل الطائف ،فلما خرج من عندهم ؛قاموا ونادوا سفهاءهم [[ فإنّ في كل مجتمع سادة وسفهاء، فهم سادة الطائف مش من مستواهم أعمال السفهاء فأرسلوا سفهاءهم ]] ، وقالوا لهم :إذا خرج محمد القرشي ، فارموا عليه الحجارة ، واشتموه، واصرخوا في وجهه ، وصفقوا وراءه حتى يخرج من أرض الطائف !!
[[ طيب لماذا هذه الهمجية يا طغاة ؟ إيمان ولم تؤمنوا!! وضيافة لم تضيفوا!! لماذا هذا الإيذاء ؟؟ لأن الإنسان بلا دين كما وصفهم الله :

{{ إن هُمْ إِلَّا كالأنعام ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }} ،الحمير خير منهم ]] . خرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد، وإذ بالسفهاء يصطفون في الطريق كالمراسيم ، اصطفوا على جانبي الطريق، فلما أراد الخروج أخذوا يصفقون ، ويصيحون في وجهه ، ويشتمونه ، ويضربون قدميه بالحجارة ، حتى سالت الدماء من قدميه الشريفتين ، وتلطخت نعلاه بالدماء الزكية .


ولما اشتد به الألم - صلى الله عليه وسلم - ولم يعد يقوى على المشي ، جلس يستريح ، فرموا الحجارة عليه ، فوقف زيد بينه وبينهم ، يتلقى الحجارة بجسده ، حتى شُج زيد في رأسه ، وفي وجهه وجسده جراح كبيرة وكثيرة - رضي الله عنه - وأرضاه ، وظلوا يطاردونه مسيرة

{{ ٥ كيلو متر }} كاملة ، حتى استطاع - صلى الله عليه وسلم - الخروج من أرض الطائف ، فوجد بستان وكان هذا البستان لابني ربيعة {{ عتبة وشيبة ، وهم من سادة مكة}} ، وكان هذا البستان قريبا من الطائف ، ولكنه ليس من أرض الطائف .

فلما رأى البستان ، ذهب وجلس تحت ظل شجرة ، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها ، والأوجاع والدماء تسيل منه - صلى الله عليه وسلم -
ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا . . . يتبع . . .
________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-23-20, 07:06 AM   #94
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 80 »
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الثالث ))
_________

جلس - صلى الله عليه وسلم - تحت ظل شجرة ، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها ، والأوجاع والدماء تسيل منه - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا الموقف من أشد المواقف التى مر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه أشد من يوم غزوة أُحد ، لما شُج رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته في فكه السفلي

[[ الرباعية هي السن الذي يقع بين الثنية والناب ]] ، وجرحت شفته السفلية ، وسالت منه الدماء - صلى الله عليه وسلم - فسألته السيدة عائشة - رضي الله عنها - وهي تصب له الماء ليغسل وجهه من الدماء : هل أتى عليك يوم أشد من هذا اليوم ؟؟

فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : {{ لقد لقيت من قومك، فكان أشد ما لقيت منهم يوم رحلة الطائف }} .
جلس تحت الشجرة، ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا بهذا الدعاء ( كما تقول بعض الروايات ) :
{{ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت ربُّ المستضعفين ، وأنت ربّي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهَّمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي ، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تُنزل بي غضبك ، أو يَحِلَّ عليَّ سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك }} .

لما دعا خير خلق الله على الإطلاق - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدعاء الخارج من القلب ؛ خير خلق الله على الإطلاق

[[ يعني خير من الملائكة والبشر والجن على الإطلاق ]] خرج هذا الدعاء من قلب خير رجل محزون مهموم ، [[ هذا الدعاء عمل انتفاضة في السماوات السبع ، ضجت ملائكة السماء كلهم ؛كيف ينال النبي هذا ؟؟ أي واحد من ملائكة السماء يستطيع أن يدمر الطائف كلها ؛ ولكن الله هو البصير السميع ، سمع ما قال أهل الطائف ،وسمع دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر جبريل أن يهبط ]] .
نظر - صلى الله عليه وسلم - فإذا بغمامة [[ غيمة ]]

تهبط عليه من السماء تظلله ، وإذ عليها جبريل ،يقول - صلى الله عليه وسلم - ومعه رجل لا أعرفه ، فاقترب جبريل وسلم ، وقال : يا محمد ،هذا ملك الجبال [[أي الموكل بأمور الجبال]] ،أرسله الله إليك ليطيعك فيما تأمره ، فأمره بما شئت، فتقدم ملك الجبال، وقال:

السلام عليك يا رسول الله ، إن الله أمرني أن أطيعك فيما تأمرني ، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين [[ أي جبلين في مكة ]] ، وإن شئت دمدمت عليهم [[ أي أهل الطائف دمرتهم ، وخسفت بهم الأرض ]] ، فلا ترى بعد ذلك منهم عدوا .

صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله ، يا من أنزله الله رحمة للعالمين ؛ دماؤه تنزف ، ودموعه على لحيته ، وما أفاق من الصدمة بعد، تخيلوا معي : كلنا إنسان ، والنبي لا ننسى أنه بشر مثلنا ، كلنا يعرف لو شخص ظلمنا وذقنا طعم الظلم المر ، لتمنينا أننا نملك أمر الظالم يوما، وعندها كل واحد منا يقول :

[[ يا ريتني أحكم الناس يوم واحد أفرجيكم ايش أعمل في الظالمين]]
هذا محمد رسول الله ، وقد أعطاه الله الحكم الآن ، الحكم بين يديه وهو مظلوم ، وملك الجبال خادم عنده ، كلمة واحدة من رسول الله ينتهي أمر قريش والطائف ... وإذا به - صلى الله عليه وسلم - يضم ملك الجبال إلى صدره ويقول : لا ، لا يا أخي ، إني لأرجو الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبده وحده ، لا يشرك به شيئاً . فنظر إليه جبريل ، وقال : صدق من سماك رؤوفٌ رحيم !!
قال تعالى :

{{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }} .
{{ رؤوف ، رحيم }}
اسمان من أسماء الله - عزوجل - أعطاهما الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهما لله اسم ، وفي النبي وصف،

وفعلاً خرج من ذرية الطائف كثير من كبار العلماء الذين نشروا هذا الدين .
عتبة وشيبة كانا في البستان ، نظرا من بعيد، فشاهدا الدماء تسيل منه - صلى الله عليه وسلم - ، وقد علما بما فعل به أهل الطائف ، وهما صاحبا البستان الذي يجلس فيه رسول الله ،
وكان شيبة وعتبة من سادة قريش ، فلما شاهدا النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا المنظر الحزين ، والدماء تسيل منه ، دخل العطف لقلبيهما ، وتعاطفا معه ، لأنه من صلة رحم ، فهما من بني عبد شمس ، والنبي من هاشم ، وجدهم الأكبر عبد مناف . . .


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-25-20, 07:18 AM   #95
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 81 »

السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الرابع والأخير ))
_________

شعر شيبة وربيعة بالتعاطف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان عندهما غلام نصراني ، على دين المسيح اسمه {{ عداس }} ، فأرسلا عداس بطبق عليه عنب ، وماء بارد ، وقالوا : اذهب إلى ذلك الرجل ، وضع الطبق والماء أمامه، لعله يأكل ويشرب ، فأقبل إليه عداس وجلس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يعرفه ولا النبي يعرفه ، وقال : أيها الرجل، أرسل إليك سيّداي بهذا ، تفضل وكُل منه . [[ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقدم له أهل الطائف أية ضيافة ، ومضت أيام له في الطريق من مكة للطائف مشيا على الأقدام، وها هو الآن عائد إلى مكة، فهو في جوع وعطش ]].

مد يده للعنب وقال : {{ بسم الله }} ،فتعجب عداس وقال : من أنت ؟ وماذا تقول ؟ ! والله هذه الكلمة لا يعرفها أهل هذه البلاد أبداً ! فقال له صلى الله عليه وسلم : ما اسمك ؟ ومن أين أنت ؟ قال: أنا عداس،رجل نصراني من نينوى [[ نينوى بلد في شمال العراق]] فابتسم النبي ،وقال له : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟
فقال عداس بلهفة ودهشة : وما أدراك من يونس بن متى؟ !! والله لقد خرجت منها منذ سنين ، ليس في نينوى عشرة رجال يعرفون من يونس بن متى! فما علمك به وأنت في بلد الأُميين ؟؟

[[ بلد الأُميين يعني بها هذا البلد، يعبدون الأصنام ، ولم يرسل فيهم أي نبي ،كل الأنبياء كانوا من بني إسرائيل ، العرب ما بُعث فيهم نبي إلا محمد العربي - صلى الله عليه وسلم - ]] فقال له النبي وهو مبتسم : ذلك نبي وهو أخي، وأنا نبي مثله . يقول عداس - رضي الله عنه - وهو صحابي :

{{ والله أخبرني خبره ، وما وقع له مع قومه }} ، أي ذكر له قصة نبي الله يونس مع قومه .
بشكل مختصر عن قصة نبي الله يونس عليه السلام : نبي الله يونس عليه السلام ، دعا قومه إلى الله، فلم يستجيبوا له ، قالوا : يا يونس إن رأينا أسباب الهلاك آمنا بك [[ وهي النذر التي تمر علينا في هذا الزمن كل يوم ، وخير أمة ، غارقون بالدنيا نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، إلا من رحم ربي ]] ، وأي نبي إذا أنذر قومه العذاب، ولم يستجيبوا له ،تركهم وهجر تلك المدينة ، فهجرهم نبي الله يونس ، ومضى يريد السفر عن طريق البحر لما أحس باليأس من قومه ، وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون، وخرج غاضبا ، وقرر هجرهم ، ووعدهم بحلول العذاب بهم .

فلما جاءت نذر الله على قوم يونس ، امتلأت السماء بالغيوم شديدة السواد ، وكان يخرج منها دخان شديد ، ثم يهبط الدخان فوق رؤوسهم حتى ملأ مدينتهم ، فتذكروا يونس وكلامه ، وافتقدوه ، فلم يجدوه ، فألقى الله في قلوبهم الهداية ، والتوبة ، والندم ، عندها قاموا و لبسوا المسوح ،

[[ المسوح هو لباس خشن ، كان يصنع من شعر الماعز الأسود ، متعب ومؤلم جدا لمن يلبسه لدرجة كبيرة ، من أراد أن يعبر عن ندمه وحزنه ، يلبس المسوح ، ويجلس على الرماد، ويضع الرماد على رأسه ، " بمعنى اللي عملته أنا خراب بيوت وأنا نادم على ما فعلت أشد الندم " ]] ، لبسوا المسوح تعبيرا عن ندمهم وذلهم ، وأخرجوا المواشي ، وأخذوا الأطفال الصغار من أمهاتهم ، وفرقوهم ، وأيضا فرقوا بين كل بهيمة وولدها ،فضاجت المدينة كلها بالصراخ والبكاء ، بكى الأطفال ، والنساء ، والرجال ، وخارت الأبقار ، وارتفعت أصوات الحيوانات .

وصرخوا يستغيثون : يا حيّ حيث لا حي، ويا حي يحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. اللهم إن ذنوبنا قد عظمت وجلت، وأنت أعظم منها وأجلّ، فافعل بنا ما أنت أهله ، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، فلما علم الله الرحمن الرحيم ، اللطيف الودود منهم الصدق؛ تاب عليهم ، وصرف عنهم العذاب وكي لا أطيل عليكم، كلنا يعرف بعدها ركوب نبي الله يونس السفينة، وكيف هاج البحر [[ إشارة من الله لنبيه يونس، لأنه لم يصبر على قومه ]] ، وكيف التقمه الحوت .
أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عداس خبر نبي الله يونس مع قومه، وقرأ عليه قوله تعالى:

{{ وَإن يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إلى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكان مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أنهُ كان مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ }} .

فلما سمع عداس هذا قال : أشهد أنك رسول الله المنتظر خاتم الأنبياء ، وهبّ عداس يقبل رأسه ويديه وقدميه - صلى الله عليه وسلم - وعتبة وشيبة ينظران من بعيد ، فلما شاهدا عداسا يُقّبل رأس النبي ويديه وقدميه ، قال أحدهم للآخر: أما غلامنا ، فقد أفسده محمد !!!

فرجع إليهم ، فقالوا له : ويحك ؟؟!!

[[ ويحك عند العرب كلمة تعجب واستغراب ]]، ويحك! أرسلناك تطعم الرجل وتسقيه ، قمت تقبل رأسه وقدميه!! ما الذي دهاك ؟ !! قال : يا سيدي، والله ما على وجه الأرض كلها رجل خير من هذا الرجل ، إنه خير خلق الله . قالوا له : ويحك سحرك محمد يا عداس ! دينك خير من دينه، فلا تسمع له . قال :

لا بل هداني. إنه نبي . قالوا: وما علمك بذلك ؟ قال لهم : أخبرني بأمر لا يعرفه إلا نبي ؛ لقد أخبرني بيونس بن متى نبي بلادنا مع قومه ، وقرأ علي ما أنزل الله عليه ، وهو موافق لما نعلمه نحن أهل الكتاب ، وهذا لا يعرفه إلا نبي ، وأسلم عداس .
[[ لنتقدم قليلا في السيرة ]]
غزوة بدر وكان {{ شيبة وعتبة }} في صف المشركين من قريش وقبل المعركة كانا يستعدان للخروج للمعركة، قالا لعداس : اخرج معنا. قال : إلى أين ؟ قالوا : للحرب . قال: حرب من ؟ قالوا :حرب محمد. فقال عداس لهما متعجباً مندهشاً : أتريدان حرب ذلك النبي الذي جلس يوم كذا تحت الشجرة في البستان؟؟! وقدمنا له الطعام ؟؟ ! وأسلمت على يديه ؟ ! قالوا :أجل . قال عداس : والله الذي لا إله إلا هو ، إن هذا الرجل لا تقف في وجهه الجبال كلها لو اجتمعت . أنصحكم لا تخرجا . فلم يسمعا منه وتركاه، وخرجا؛ فكانا أول قتيلين في غزوة بدر .
رجع - صلى الله عليه وسلم - من الطائف متجها إلى مكة، ولم يلق من أهل الطائف أي خير ، ولكنه لقي من الله كل الخير والتأييد له ونصرته.
يتبع إن شاء الله .... إيمان الجن في طريق رجوعه لمكة صلى الله عليه وسلم .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 10-25-20, 07:19 AM   #96
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 82 »

السيرة النبوية العطرة (( المطعم بن عدي يُجيرالنبي - صلى الله عليه وسلم -))
_________

رجع - صلى الله عليه وسلم - من الطائف متجها إلى مكة ، ولم يلق من أهل الطائف أي خير - ولكنه لقي من الله كل الخير - فلما وصل مكان يقال عنه {{ بطن نخلة }} قريبا من مكة ، جلس هناك يتدبر أمره كيف يدخل مكة الآن ؟؟ وقد أرسل سادة ثقيف رجلا على فرس ، ليخبر قريشا أن محمدا جاء إليهم للطائف ؟؟ [[ وفي عُرف العرب هو ذهب يستنصر ثقيف على قريش .. فأصبح الآن في نظر قريش عدوا وهو في حكم المحارب ]] .

جلس يتدبر أمره ، فهداه الله ، حيث أرسل زيد بن حارثة إلى رجل اسمه {{ عبدالله بن أريقط }}
وهو [[خادم عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه ]] فجاء عبدالله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلب منه النبي أن يذهب إلى المُطعَم بن عدي [[ هذا الاسم مر معنا ، أحد الخمسة الذين قاموا بنقض الصحيفة اسمه مُطعم ، وهو ابن عمومة النبي ، يلتقي به في جده عبد مناف ، يعني ملزم به في الدم ، لم يكن ابن عمه القريب ، وهو سيد قومه ]] .

و أن يقول له : إن محمد بن عبد المطلب يريد أن يدخل مكة في جوارك ، على أن يجيره حتى لا تعتدي عليه قريش .
استماع الجن للقرآن :

لما أرسل – صلى الله عليه وسلم - زيدا إلى عبد الله بن أريقط ، قام يصلي ويقرأ القرآن وهو محزون ، عندها صدرت الإرادة الإلهية أن يسوق الله إلى "بطن نخلة" أمراء من الجن من نينوى بلد في العراق ، بلد نبي الله-يونس بن متى- ذكرناه[[ التي تكون بلد عداس ]] ، وكانوا سبعة كما يُروى ، فاستمعوا إلى القرآن بصوته – صلى الله عليه وسلم - فتعجبوا من القرآن ورونقه وجماله قالوا لبعضهم : والله إنه ليس بقول جن ولا بشر!! فقال أميرهم و اسمه

{{ زوبعة }} : سأذهب وأسأل هذا الرجل ، ابقوا مكانكم كي لا نُفزع الرجل [[عشان ما يخاف ]] فتشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم

. . . قال المطعم لعبد الله بن أريقط : قل لمحمد فليأت فقد قبلت أن يدخل إلى جواري ، مضى النبي ودخل دار المطعم بن عدي ، فاستقبله وأكرم ضيافته ، ولما أشرقت الشمس أخذ المطعم بن عدي سيفه وقال لأولاده الستة :احملوا سلاحكم . وقال للنبي – صلى الله عليه وسلم - :

قم يا محمد ، فتقدم المطعم وجعل اثنين من أولاده على يمين النبي ، واثنين على يساره ، واثنين خلفه ، حتى وصل الكعبة . نظرت قريش إلى المطعم سيد نوفل ، وهو يحيط هو وأولاده بمحمد ، فجن جنونهم ، واعتقدوا أنه قد دخل في دين محمد . فقام أبو سفيان بكل هدوء إلى المطعم وقال : يا مطعم أمُجير أم تابع ؟؟ قال : بل مُجير .
قال أبو سفيان : نعم قد أجرنا من أجرت . ولما أتم النبي الطواف ذهب إلى داره ، وعلمت قريش أن المطعم قد أجار محمدا ، ومن اقترب من محمد يريد أن يؤذيه فقد أعلنها المطعم حربا على عبد مناف كلهم .

نتقدم قليلا بالسيرة هُنا: ظل صلى عليه وسلم حافظاً لجميل المطعم بن عدي ، وموقفه معه حتى بعد موته على الكفر، قبل غزوة بدر بسبعة أشهر مات المطعم على شركه ، فلما أسر المسلمون في غزوة بدر سبعين رجلا من المشركين،
قال - صلى الله عليه وسلم - :

{{ لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني [[ طلب الشفاعة ]] في هؤلاء النتنى لتركتهم له }} ، وهذا ما رواه البخاري .
يتبع . . . مبايعة الجن للنبي عليه الصلاة و السّلام .
______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم – في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 12:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا