منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-21, 07:40 AM   #205
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 192 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، المقدمة ))
______
قلنا من قبل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قام بطرد يهود بني النضير من المدينة بعد محاولتهم قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أشار إليهم كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} أن يلقوا عليه حجرة كبيرة من على سطح داره ، اتجه يهود بني النضير بعد طردهم إلى الشام ، وذهب البعض الآخر ومنهم حيي بن أخطب و بعض زعماء النضير إلى {{ خيبر }} وهي مدينة يهودية تبعد عن المدينة {{ ١٨٠ كم }} ، وأصبحت خيبر بعد انتقال بني النضير إليها هي أكبر تجمع لليهود في الجزيرة .

ظل اليهود في خيبر يراقبون الصراع بين المسلمين في المدينة من جهة، وقريش وغيرهم من المشركين من جهة أخرى، وكانت قلوبهم تمتلئ غيظاً وحقداً على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضوان الله عليهم بسبب تزايد عددهم وقوتهم ، خاصة بعد دخول بني المصطلق جميعاً في الإسلام وسيطرة المسلمين على طرق التجارة بشكل كبير . فقرر هؤلاء الخبيثون - يهود خيبر - أن يجمعوا كل القبائل العربية في جيش ضخم يتوجه إلى المدينة ، ويوجه ضربة للمسلمين تكون ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها‏.

فخرج وفد منهم إلى قريش برئاسة حيي بن أخطب ، وتحدثوا مع أبي سفيان و بعض قادة قريش ، وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة ، ويذكرونهم بقتلى بدر ، و امتداد قوة المسلمين ،وأنهم ربما يغزون مكة في كل لحظة !! فقالوا له : ماذا ترى ؟ قال : أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة على محمد ، فنحزب الأحزاب ، ونباغته في مدينته ونقتله ، و نقتل أصحابه و نقضي على دينه .

فقال له أبو سفيان : يا حيي ، أنتم أهل كتاب سماوي كما يزعم محمد ،
أناشدك الله الذي تعبد ، والكتاب المقدس الذي تقرأ ،أديننا خيرٌ أم دينُ محمد ؟؟ فأقسم حيي بالله و بالكتاب المقدس أن دينكم خير من الدين الذي جاء به محمد ، فنزل قوله تعالى يفضحه : {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }} . اطمأنت قريش لكلام حيي بن أخطب ، فوافقوه على غزو المدينة ، و إنقاذ سمعة وهيبة و تجارة قريش و القبائل حولها .

ثم توجه حيي بن أخطب ومن معه أيضا إلى قبائل {{ غطفان }} وهي من أكبر القبائل العربية، ودعوهم إلى حرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مقابل أن يعطوهم {{ نصف ثمار خيبر لمدة عامين }} ،

فاستجاب لهم عدد كبير من قبائل غطفان ، وكان قائد غطفان {{ عيينة بن حصن الفزاري }} قد عقد صلحا مع المسلمين بعد غزوة بني المصطلق حفاظا على قومه ، فأعطاه النبي أرضاً ، وقد روي أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال في حقّه :

(( إنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ ))
[[ كم من ناس بينا هالأيام يقول عنه الناس : الله يكفينا شره . يتجنبه الناس من شره . دير بالك هذا واصل بيضيعك ، هؤلاء شر الناس .كم من موظف شركة يتقي الناس شره لأنه يضرب أسفين لزملائه بالعمل ، هؤلاء شر الناس . كم من العائلات فيها امرأة تفتعل المشاكل في العيلة الواحدة ، ما تسكت لا على كبيرة ولا على صغيرة ، والكل ببعد عنها اتقاء شرها ، هؤلاء جميعا هم شر الناس يوم القيامة ]] .

فانضم معهم عيينة بن حصن مع أنه كان قد عقد صلحا مع المسلمين !! وطاف أيضا حيي بن أخطب ومن معه على كل قبائل العرب الكبيرة ، فاستجاب لهم البعض ، ولم يستجب البعض الآخر . إذن قام يهود خيبر بمهمة تحريض وتجميع القبائل لغزو المسلمين في المدينة ،

(( وهذا هو الدور الذي يقوم به إخوة القردة والخنازير في عصرنا الحالي لتدمير المسلمين في كل مكان )) .

وهكذا خرجت قريش وحلفاؤها من غطفان و باقي القبائل في جيش كبير لغزو المسلمين في المدينة والقضاء على الإسلام نهائيا ، [[ وقد وصل عددهم إلى عشرة آلاف مقاتل ]] ، وكانوا بقيادة أبي سفيان بن حرب ، وهذا العدد الضخم هو أكبر جيش شهدته الجزيرة منذ جيش أبرهة في عام الفيل . بينما عدد المسلمين الذين ثبتوا مع النبي من غير المنافقين و المدسوسين قد يصل إلى ألفي مقاتل فقط .
وصل خبر الأحزاب المرعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر ، فقال : أشيروا علي ؟ فقالوا : الأمر اليوم لله ورسوله . قال : أرى أن نتحصن في المدينة . فامتثل الصحابة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - .

لماذا كان التحصن في المدينة ؟ [[ بسبب طبيعتها الجغرافية ، فهي تقع بين حرّتين من الصخور السوداء نتيجة الحمم البركانية القديمة في الجهة الشرقية و الغربية ، أمّا الجهة الجنوبية ففيها مساكن بني قريظة ، وهناك عهد بينهم و بين المسلمين في الدفاع عن المدينة إذا تعرّضت للخطر، ولا يسمحون لأحد بمهاجمتهم من تلك المنطقة ، ويبقى منفذ واحد إلى المدينة وهو الجهة الشمالية ]] .

فما هي خطة الدفاع عن شمال المدينة ؟
يتبع . . .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 
النايفه likes this.


قديم 03-10-21, 07:42 AM   #206
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 193 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، حفر الخندق ))
______
كان قرار النبي – صلى الله عليه وسلم – هو ( التحصّن في المدينة ) ، وهنا تحدث الصحابي {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه وأرضاه، وهو من فارس ؛ أي ما يسمى اليوم [[ إيران ]] ،

وله قصة طويلة في البحث عن الإسلام، حتى انتهى إلى المدينة قبل هجرة، ثم أسلم بعد الهجرة مباشرة ، ولكنه كان عبدا عند رجل من اليهود، و أعتق قبل غزوة الأحزاب ، وكان معروفا بحكمته و ذكائه . قال سلمان : " يا رسول الله ، كنا بأرض فارس إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا "، [[ أي من مكايد الفرس بالحرب إذا خافوا عدوا حفروا خندقا ]] .

فكان اقتراح سلمان الفارسي هو حفر خندق من جهة شمال المدينة ، وهي مسافة تبلغ حوالي ٦ كم ، فسُر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة ، وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور ، وكان ذلك في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة النبوية .

أخذ النبي - عليه الصلاة و السلام - برأي سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وأمر بالبدء في حفر الخندق فورا – وبناء الخندق من الأخذ بالأسباب – [[ وكان طوله حوالي 6 كم ، و عرضه حوالي 8 متر و عمقه حوالي 4 متر]] وهكذا يصعب على الأعداء العبور، وسيتعرضون للخطر في حال حاولوا ذلك ، و مما يدل على عظم و اتساع الخندق أن خيل المشركين لم تستطع اقتحامه، وقد أخذ المشركون يدورون حوله، يتحسسون نقطة ضعيفة لينحدروا منها، لكنهم لم يجدوا .

و وزع النبي - صلى الله عليه وسلم - العمل على أصحابه ، فجعل من الصحابة مجموعات ، كل مجموعة لها مسافة معينة لحفرها ، وكان العمل صعباً جداً وشاقاً ؛ فالمشروع ضخم جداً ، ووقت اتمام المشروع ضيق ،

فكان الصحابة يعملون أكثر من ثلثي اليوم ، ثم يعودون لبيوتهم في الليل ، ولا يُسمح لأحد بالانصراف إلا بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كذلك فإن أدوات الحفر لم تكن تكفي كل هذا العدد، وكانوا يستخدمون أحيانا أدوات يصعب الحفر بها . وكان الصحابة يحفرون وينقلون التراب على ظهورهم، وكان البرد قارصاً، وكانت المدينة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية، فأصابهم الجوع .

وكان يسيطر عليهم أيضا الخوف من قدوم العدو الذي يتوقعونه في كل لحظة قبل إنجاز العمل، ومع كل هذه الصعوبات استطاع المسلمون إنجاز العمل في نحو ستة أيام !!! وقد شاركهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحفر وحمل التراب ونقله، ترغيباً لهم في الأجر وتنشيطاً لهم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :

(( رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره )) . ويقول أبو بكر - رضي الله عنه – بعد أن رأى نبينا وقد اتكأ إلى صخرة عندما أعياه التعب : " يا عمر دونك ، نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة ، فلما أفاق قال : ما هذا ؟؟ فقال أبو بكر : أغفيت يا رسول الله قليلاً .قال : هلاَّ أفزعتموني؟ [[ يعني ليش ما صحيتوني ]] ، إنما أنا واحد منكم " .

هكذا يملك القائد قلوب رعيّته ، صلى الله عليك و سلّم يا سيدي يا رسول الله .

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 
النايفه likes this.


قديم 03-11-21, 08:18 AM   #207
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 194 »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق ج1))
______
من الأحداث التي وقعت عند حفر الخندق ،البشارات التي أخبر عنها – صلى الله عليه وسلم – عند مشاركته للصحابة في حفر الخندق ، فقد جاء في كتب السيرة أنّه أثناء حفر الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – وأخذ الفأس وقال:

( بسم الله ، فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله ، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أًعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا ) .

وقد تحققت هذه البشارات التي أخبرتنا عن اتساع الفتوحات الإسلامية على يد المسلمين في عصور الخلافة، رغم أن هذه البشارات قالها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وقت كان المسلمون فيه محاصرين في المدينة، يواجهون المشاق والخوف والجوع والبرد الشديد.. وذلك من معجزاته ودلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

وبإذن الله ستتحقق نبوءته – عليه الصلاة و السلام – و نُقاتل اليهود وننتصر عليهم ، ونُحرّر المسجد الأقصى ؛ فاستعدوا لهذا اليوم .

وكان – صلى الله عليه وسلم - أَعْظَمَ الْبَشَرِ بَرَكَةً، فَكَانَتِ الْبَرَكَةُ فِيهِ وَمَعَه وَعِنْدَه ، ومن ذلك أنّ الناس عانوا من الجوع أثناء حفر الخندق ، فالفصل شتاء ، والنخل لم يثمر بعد ، وإذا به – صلى الله عليه وسلم - قد ربط على بطنه حجرا من شدة الجوع ؛

[[ لأن الإنسان إذا جاع لا يستطيع أن يسند ظهره تماماً من شدة الجوع، عشان هيك كانت العجوز تقول لابنها : كل لقمة عشان تسند ظهرك ، لأن البطن فاضي فالعمود الفقري ينحني ]] . فلماذا يربط الحجر على بطنه – عليه الصلاة و السلام – ما دام الله معه ويكفيه ؟؟ لإنه أسوة للفقراء والمساكين ولجميع المسلمين ، وهو بشر يشعر بشعورهم - صلى الله عليه وسلم - .

ويروي جابر بن عبد الله – ابن الصحابي عبد الله بن جبير – قائد الرماة الذي استشهد على جبل أحد ، يقول جابر –

كما جاء في صحيح مسلم - : لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيْتُ برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - خَمَصًا [ جوعا ] ، فَانْكَفَأْتُ إلى امْرَأَتِي، فَقُلتُ لَهَا: هلْ عِنْدَكِ شيءٌ؟ فإنِّي رَأَيْتُ برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - خَمَصًا شَدِيدًا، [ يعني كيف يجوع رسول الله وهو بيننا ؟؟ ] فأخْرَجَتْ لي جِرَابًا فيه صَاعٌ مِن شَعِيرٍ [ يعني يا دوب 2 كيلو ]، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ [ بُهَيمة : صغيرة في العمر ولحمها قليل ] ، قالَ:

فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ [ أي طحنت الشعير ] ، فَفَرَغَتْ إلى فَرَاغِي، فَقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا [ ما نسميه اليوم طنجرة يضعوها على الحجارة ويوقدون تحتها الحطب ]، ثُمَّ وَلَّيْتُ إلى رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - فَقالَتْ: لا تَفْضَحْنِي برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - وَمَن معهُ، [ يعني لا تعزم إلا رسول الله واثنين أو ثلاثة معه بالكثير ، لا تحرجنا الأكل ما بيكفي ، ماعز صغيرة ما عليها لحم كثير ] .

قالَ : فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ [ يعني بيني و بينه ]، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا قدْ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَتْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ كانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ في نَفَرٍ معكَ، فَصَاحَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- وَقالَ: يا أَهْلَ الخَنْدَقِ، إنَّ جَابِرًا قدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا [ طعاما كثيرا ] فَحَيَّ هَلًا بكُمْ، وَقالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -: لا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ حتَّى أَجِيءَ .

[ قال جابر: فدارت بي الأرض حيرةً ، وخجلاً ، فلا أستطيع أن أرد قول نبيّنا ، ولا أدري ما أقول للناس ؟ !! ] ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - يَقْدمُ النَّاسَ حتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقالَتْ: بكَ وَبِكَ [ يعني غير مرتاحة ، ماذا سيكفي هؤلاء ؟]، فَقُلتُ: قدْ فَعَلْتُ الذي قُلْتِ لِي.


فأخْرَجْتُ له عَجِينَتَنَا فنفث فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنَا فنفث فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ قالَ: ادْعِ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ معكِ، وَاقْدَحِي مِن بُرْمَتِكُمْ [ اغرفي منها ] وَلَا تُنْزِلُوهَا [ يعني خلوها على الحطب ] ، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ باللَّهِ لأَكَلُوا حتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وإنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كما هي، وإنَّ عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كما هي " ( يعني الطعام كفّى الجميع و كأنه بقي كما هو ) .

ويروي جابر كما جاء في كتب السيرة أنّ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كان يساعدنا ، فيقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم حتى قال : هل بقي من أحد ؟؟ قلت : لا يا رسول الله ، انصرَفوا جميعاً . فجلس - صلى الله عليه وسلم - وأكل هو آخرهم . ثم التفت لزوجة جابر وقال لها : كُلي وأطعمي الناس .


اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إنِّا نَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-11-21, 08:19 AM   #208
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 195 »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق ج2))
______
عمل – صلى الله عليه وسلم – على تحفيز المسلمين و تنشيطهم لإنجاز حفر الخندق في أسرع وقت ممكن ، وروِي أنه خَرَجَ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - إلى الخَنْدَقِ، فَإِذَا المُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ يَحْفِرُونَ في غَدَاةٍ بَارِدَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى ما بهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالجُوعِ، قالَ: اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ، فَقالوا مُجِيبِينَ له: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أَبَدَا.

فكان المؤمنون يعملون بجد ، وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن من النبي – صلى الله عليه وسلم – [[ لأنهم على أمر جامع معه سواء أكان حربا أم عملا آخر ، وهذا هو الأدب الإسلامي ]] ، وبعد أن يقضي المؤمن أمره رجع إلى مكان عمله ، فإن وجد أحداً من الصحابة قد أخذ مكانه ؛ فإنه يعمل في مكان آخر، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قائدهم في العمل ، ويشاركهم بكل ما أوتي من قوّة .

ولكن ليس كل الناس سواء !! فقد كان بين صفوفهم {{ منافقون }}، فكيف كانت صورتهم أثناء حفر الخندق ؟؟ كان في قلوبهم مرض ، فكانوا يتسللون هرباً من العمل ، ويتعلّلون بالأعذار الكاذبة محاولين بث الكسل و الإحباط في قلوب المسلمين بطريقتهم الخبيثة ، لكنّ القرآن دائما ما يكشف خبايا قلوبهم ، سواء أكان ذلك في الحرب أو غيرها ، قال تعالى :

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) .

لواذا : [[ أي: يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، فهم دائما يتسلّلون من العمل ، ويأتون بحجج واهية لإثارة الفتنة و تكسير مجاذيف عمل المسلمين بكل الطرق ]] ، وفي عصرنا يقوم البعض منا بهذا الأسلوب في وظائفهم !! فيتهربون من وظائفهم خلال الدوام، ويأتون بأعذار كاذبة ، فيقعون في الحرام في رزقهم فاحذروا أن تتبعوا هذا الأسلوب !!

وعندما انتهى المسلمون من حفر الخندق ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : هل بقي من شيء ؟ قالوا : ثلمة هناك [[ اي مضيق فيه صخر ]] قال : ارفعوا الحجارة عندها واجعلوها ترساً ، واحرصوا على تلك الثغرة

[[ اي انتبهوا وشددوا الحراسة ]] فإني أرى عدوكم الليلة !! [[ أي الليلة متوقع وصولهم ]] وقام - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة يصلي في خيمته ويدعو الله ، ويتابع الحراسة فهو النبي القائد .


وصلت الأحزاب في تلك الليلة ، فلما رأوا الخندق ذُهلوا وقالوا : ما هذه المكيدة ؟؟ !! لم تكن العرب تعرفها !! فطافوا بالخندق ، يا للهول !! لا يمكن اقتحامه ؟؟ !!! أخذوا يفكرون ويتشاورون ؛ كيف السبيل إلى دخول المدينة ؟؟ وما دامت الجهات الثلاثة محصّنة ؛

فكيف يمكن اختراق الخندق ؟؟

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-13-21, 07:28 AM   #209
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 196 »
السيرة النبوية العطرة (( محاولة اختراق الخندق ))
______

وصل جيش الأحزاب إلى المدينة المنورة ، وذهلوا عندما رآوا الخندق !! فكان طول الخندق حوالي {{ ٦ كم }} وعرضه حوالي {{ ٨ متر }} وعمقه حوالي {{ ٤ متر }} ، وقد وضع المسلمون مخلفات الحفر من تراب وحجارة وصخور ناحية المدينة ، فشكلت ساترا يمكن للمسلمين الاختباء خلفه ، ويمكنهم أيضا رمي جنود العدو بالسهام منه إذا حاولوا العبور أو حتى الاقتراب من الخندق . وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم من الأحزاب ، حوالي {{ عشرة آلاف مقاتل }}
وقالوا : صبرا على البلاء، وتسليما للقضاء، وتصديقا بتحقيق ما وعدهم الله و رسوله نصرا أو شهادة في سبيل الله ، فأنزل الله قوله تعالى :
{{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }} .

تمركز المسلمون خلف الخندق ، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون ، وأخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها إلى المدينة ، فأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق فيحاولوا ردم جزء من الخندق يبنون طريقا عليه للعبور . كان المشركون مصرين على اقتحام الخندق، و في المقابل استبسل المسلمون لمنع المشركين من ذلك ، واستطاع رجال من فرسان المشركين ، اقتحام الخندق من أحد الأماكن الضيقة ، منهم عكرمة بن أبي جهل ، ورجل من ربيعة ، وعلى رأسهم {{ عمرو بن عبد ود }} .

عمرو بن عبد ود رجل مُسِنّ ، زاد على الثمانين من العمر ، ولكنه مضرب الأمثال في الشجاعة والبطولة في قريش ، شهد بدراً ، فأصابته الجراح ولكنه لم يمت، ولم يشهد أحُدا لأن جراحه في بدر ما زالت تؤلمه ، فحرّم على نفسه منذ يوم بدر الدهن [[ يعني لن يمس رأسه الزيت ]] حتى يأخذ بثأره من المسلمين ، فجاء اليوم مع الأحزاب و كان ثائر الرأس [[ يعني شعره منفوش منكوش منشف ]] .
ونادى عمرو بن عبد ود : من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟ أين جنّتكم التي تزعمون أن من قُتل منكم دخلها ؟ وقال شعرا :

ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
إن الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز

فوثب له على الفور علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكان عمره 23 عاما
واستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن له ، ثم انطلق إليه علي قائلا :

لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز

وقبل مبارزته خيّره - علي رضي الله عنه - بين الدخول في الإسلام أو العودة مع قومه إلى بلاده ، أو المبارزة . فقال عمرو : ما جئت إلا للمبارزة ، فمن أنت لتبارزني ؟ فأجابه علي – رضي الله عنه - : أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

قال عمرو: يا فتى ، إن أباك كان ودّاً لي [[ أي صديقي المقرب ]] وإني أكره أن أهرق دمك ، أو أقتل الرجل الكريم مثلك ، وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فارجع من حيث أتيت ، وليبرز لي غيرك . فردَّ عليه - رضي الله عنه - وقال : أمّا أنا فإني أبغض الكفر فيك ، وإن أحب شيء إلى قلبي اليوم أن أهرق دمك !! فثار غضب عمرو ، و استلّ سيفه ، وأقبل بفرسه مسرعا ، فهوى بالسيف على علي – رضي الله عنه – فعلقت سيفه بترس علي ، فضربه علي – رضي الله عنه - ضربةً واحدة فإذا هو قتيل ، فعلا صوت نبينا و المسلمين بالتّكبير .

وتَذكر كتب السّيرة أن أخت عمرو بن عبد ود عندما بلغها مقتل أخيها قالت : من ذا الذي اجترأ عليه ؟ فقالوا ابن أبي طالب . فقالت : قتل أخي الأبطال ، وبارز الأقران ، وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه ، فلا بكاء بعد اليوم ، ثم أنشأت ترثيه :

لو كان قاتل عمـرو غيـر قاتلـه بكيته ما أقام الـروح في جسـدي
لكـن قـاتلـه من لا يُعـاب بـه وكان يُدعى قديمـاً بيضـة البلـد

بيضة البلد : كناية عن مدح علي ، حيث يُجمع الناس على رأيه ويقبلون قوله .
وعندما رأى النّفر الذين اقتحموا الخندق من المشركين ما حصل مع عمرو بن عبد ود ، أسرعوا بالفرار ، ومنهم عكرمة بن أبي جهل ، حيث ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقانه عن الهرب خلال الخندق ، ولحق الزبير بن العوام - رضي الله عنه - برجل عند حافة الخندق ، وعلاه بالسيف فقسمه نصفين .
ولما هرب عكرمة بن أبي جهل بهذا الشكل المخزي ، هجاه حسّان بن ثابت قائلا - والشعر كان له تأثير عليهم ربّما أكثر من السيف - :

فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ ... لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ ... ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً ... كَأَنَّ قَفاكَ قَفا فُرعُلِ

يسخر من عكرمة أنه ألقى سلاحه و هرب مثل ذكر النعام ( الظليم ) وهدف عكرمة الرجوع إلى الأحزاب فقط و النجاة بروحه ، ومن خوفه لم ينظر إلى الخلف ، ويشبه في هروبه ب ( فرغل ) وهو ابن الضبع الصغير !!!!

وقد استمر التراشق بالنبال بين الطرفين حتى أن المسلمين لم يستطيعوا أداء صلاة العصر ، ولم تكن قد شُرعت صلاة الخوف بعد .

عَنْ عبدِ اللهِ بن مسعود، قالَ: حَبَسَ المُشْرِكُونَ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - عن صَلَاةِ العَصْرِ، حتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ اصْفَرَّتْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - : " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا " . رواه مسلم .

وبعد هذه الأحداث قال أبو سفيان : هذا يوم ليس لنا به نصيب .
يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-15-21, 08:46 AM   #210
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 197 »
السيرة النبوية العطرة (( بنو قريظة ينقضون العهد ))
______
لم يستطع جيش الأحزاب اقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة قرابة العشرين يوما ، وهذه المدة كانت صعبة جدا على الأحزاب ، فقد جاؤوا إلى المدينة وهم غير مستعدين لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي جيشهم كل تلك المدة - ظنوا أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر – وكان الطقس بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل، فلما رأى الأحزاب الخندق خاب ظنهم، واحتاروا في أمرهم فلا مجال لاقتحام الخندق .

لكنّ الداهية {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود بني النضير اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمأنهم قائلا : سأجعل الخندق مقبرة للمسلمين بعد أن كان حصناً لهم !! فبماذا فكّر ؟؟ . . . بالضبط ؛ ذهب إلى إخوته المغضوب عليهم - يهود بني قريظة – ليقنعهم بنقض عهدهم مع المسلمين ، وأن يفتحوا أبواب حصونهم للأحزاب ، واليهود دائما هدفهم هو القضاء على الإسلام و المسلمين ، ونجح حيي في ذلك ، و نقضت بنو قريظة عهدها مع المسلمين . فما الذي حدث ؟


خرج عدو الله حيي بن أخطب النضري ، حتى أتى [[ كعب بن أسد القرظي ]] صاحب عقد بني قريظة وعهدهم ، وكان قد عاهد محمدا – صلى الله عليه وسلم – بالدفاع عن المدينة إن تعرضت لهجوم ؛ فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه [[ ما رضي يفتح الو الباب ]] ، فاستأذن عليه ، فأبى أن يفتح له ، فناداه حيي : ويحك يا كعب افتح لي ؛ قال : ويحك يا حيي : إنك امرؤ مشؤوم [[ يعني إنت منحوس ، ما بيجي من وراك غيرالمشاكل ، وخليت قومك ينطردوا من المدينة ]]، وإني قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بيني وبينه ، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا . قال ويحك !! افتح لي أكلمك . قال : ما أنا بفاعل .

قال حيي : والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك أن آكل معك منها [[ أسلوب خبيث ، يعني إنت يا كعب مش راضي تفتح إلي الباب خايف آكل من طعام الجريش اللي عامله ]] ؛ فأُحفِظ الرجل [[ انحرج كعب ]]، ففتح له ، فقال حيي : ويحك يا كعب !! جئتك بعز الدهر وببحر طام ، جئتك بقريش وغطفان وقبائل أخرى على قادتها وسادتها ، وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه .[[ يعني لا تخاف إحنا قوة كبيرة سنقضي على محمد و جيشه ]] . فقال له كعب : جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام ، قد هراق ماءه ، فهو يرعد ويبرق ، ليس فيه شيء ،

[[ يعني جيشك ما في منو فايدة مثل الغيم اللي انتهى منه الماء ويبرق ع الفاضي ]] ، ويحك يا حيي !! دعني وما أنا عليه ، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء . [[ يعني ارجع لن أخون العهد مع محمد مهما حاولت معي ]] . فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمح له .

[[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب إذا تنح الخيل أو الجمل و وقف لا يريد المشي ؛ فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره إلى سنامه بلطف " يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام " يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى أطاعه كعب]] ، على أن حيي أعطى كعبا عهدا من الله وميثاقا : لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمدا ، سأدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك . [[ يعني إذا خسرنا المعركة لن أتخلى عنك ]] .

فنقض كعب بن أسد عهده ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه عادة يهود : دائما يخونون و ينقضون العهد . {{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً ، منذ أن خلقهم الله حتى تقوم الساعة، ولو تَركت الحمير نهيقها، والأفاعي لدغها، ترَك اليهود نقضهم للعهود}} .

فوقف حبر بني قريظة {{ ابن سعدى }} يعظُهم ويذكّرهم : هذا نبي الله ، إن لم تنصروه فدعوه ، ولا تنقضوا عهدكم معه فيصيبكم ما أصاب بني النضير و بني قينقاع ، ولكنهم لم يسمعوا له ، وتحالفوا مع الأحزاب .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:18 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا