منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-21, 08:04 AM   #169
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 156 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / ج2 ))
______
. . . و تم الإيجاب و القبول ، و دُفع المهر ، وبذلك تم عقد الزواج ، ثمّ قال - صلى الله عليه وسلم - : يا علِيُّ إِنَّه لا بد للعروسِ من وليمةٍ ، فقال سعد : عندِي كبشٌ ،وجمعَ لَهُ رهطٌ من الأنصارِأصوُعًا من ذُرَةٍ ، فلما كانتْ ليلَةُ البناءِ ، قال عليه الصلاة و السلام لعلي : لا تُحْدِثْ شيئًا حتى تلقانِي ، فدعا رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - بماءٍ فتوضَّأَ فيه ، ثُمَّ أفرغَهُ على علِيٍّ ، وقال : اللهم بارِكْ فيهما ، وبارِكْ لهما في بنائِهِما .

مضى زواج علي من فاطمة وهنا لا بد أن يكون بين الزوجين ، أي زوجين في الدنيا شيء من الخلاف خاصة في بداية الزواج ، فإن الناس خلقهم الله بطباع وأمزجة وعقول ، تتفق أحيانا وتختلف أحياناً ، {{ وإن كانت العروس فاطمة بنت محمد ، وإن كان الزوج علي بن ابي طالب }} .

يُروى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زار ابنته فاطمة في بيتها يوماً ، فلما رأى فاطمة علم أن هناك خلاف بينها وبين علي ، فقال لفاطمة : أين ابن عمك ؟؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني وخرج ، فلم يُقِل عندي .[[ يعني تزاعلت معه ، وخرج ولم يقِل ، أي لم ينم القيلولة في وسط النهار عندي ]] ، فخرج - صلى الله عليه وسلم - وقال لأحد أصحابه : انظر أين هو علي ؟ فجاءه قائلا : يا رسول الله ، هو في المسجد [[ نايم ]] ،

فجاء إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقِّه [[ أي جانبه ]] فأصابه التراب [[ لأن أرضية المسجد النبوي من تراب ]] ، فجلس عليه الصلاة و السلام بجانبه ، وأخذ يمسح التراب عنه وهو يقول لعلي : " قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ" ، فنظر علي فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فوق رأسه يبتسم في وجهه ، ثم تركه النبي ومضى . ففهم الرسالة علي وانطلق ودخل إلى بيته ، وتصالح مع فاطمة .

[[ ما أجملها من رسالة !! مسح عنه التراب !! أنت يا علي زوج ابنتي وتعتبر بمنزلة ولدي ، خلص بيكفي زعل ،، قم يا أبا تراب ؛ يمازحه - صلى الله عليه وسلم - ليرجع إلى بيته ]] .

ورُوي أنّ عليا – رضي الله عنه – كان يقول : ما كانَ لِي اسْمٌ أحَبَّ إلَيّ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْه كانَ يَفْرَحُ إذا دُعي به .

تأمّلوا معي يا إخوتي كيف يُعالج الأب مشاكل ابنته مع زوجها !! إنها الحكمة و التروّي و البعد عن الغضب ، لاحظوا معي أن النبي لم يدخل في دائرة سبب الخلاف بينهما ، حتى لا تتّسع ؛ [[ أنا حكيتلو ، هو حكالي ، ... ]] ،

و أيضا فاطمة – رضي الله عنها – كتمت سرّ بيتها [[ وما عملت قصة كبيرة وصياح و بكاء، لتستميل قلب أهلها و تقسّي قلوبهم على زوجها كما تفعل بعض النساء ]] ، ففي نهاية المطاف يجب أن ترجع الأمور إلى نصابها ، ومن الحكمة أن الأب يتعامل مع زوج ابنته ، بلطف وإحسان ، وعدم المعاتبة مما يجعل زوج البنت يخجل من عمه لأنه يحبه ويحترمه ويشعر أنه بمقام والده .

وفي رجوع علي – رضي الله عنه – إلى بيته مباشرة وعدم استمرار الغضب و الزعل تصرف رجولي ، هكذا هم الصحابة – رجال في كل موقف – [[ ما ركب راسه مثل بعض الأزواج اليوم ويقول : ما برجع إلها غير تيجي هي و أهلها أذلاء عند قدمي !! ]] ، فالرجولة أن تحفظ بيتك و أولادك من الضياع ، وما حالات الطلاق الكثيرة اليوم، و تشتت الأبناء و البنات إلا من وراء العناد و قسوة القلوب من الزوجين و الأهل .

هذا هو الهدي النبوي في التعامل مع المشاكل الأسريّة ، وهكذا كانت علاقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناته وأزواجهن ،علاقة قائمة على الحب و الحنان والاهتمام والمودة ، و زيارتهن ، والاطمئنان عليهنّ وعلى أزواجهنّ ، دون التدخل في أسرار بيوتهنّ .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-03-21, 08:22 AM   #170
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 157 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / ج3))
______
. . . مضت السنوات ، وكانت مشيئة الله - سبحانه و تعالى - أن رَزق علي و فاطمة (( الحسن و الحسين ومحسن " مات بسن الرضاعة صغيرا " و زينب و أم كلثوم )) .
وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يولي أحفاده عناية خاصة، يستشعر من خلالها الأبناء والأحفاد والأسرة كلها جو الرحمة والألفة، والحنان والمحبة، فكان - صلوات الله وسلامه عليه - يُسمّي أحفاده أحسن الأسماء ؛ فقد سمّى الحسن و الحسين و محسن بهذه الأسماء ، بعد أن كان علي - رضي الله عنه – يرغب في اسم ( حرب ) ،

وكان – صلى الله عليه و سلم – يلاطف أحفاده ويداعبهم، ويحملهم ويقبلهم، ويركبهم على ظهره، حباً لهم، وتلطفاً معهم، ويأخذهم معه إلى المسجد، بل ويحملهم في صلاته، ويُرقيهم ، ويدعو لهم، ويهديهم لما للهديّة من أثر في قلب الحفيد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

" خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه (ما بينَ مَنْكِبه وعُنُقِه) وهذا على عاتقه، وهو يلثم (يُقَبِّل)هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله ، إنَّك لَتُحِبُّهُما؟

قال: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني " . رواه أحمد وصححه الألباني. هكذا هو نبينا أسوة حسنة في التعامل مع الناس صغيرهم وكبيرهم، مؤمنهم وكافرهم، قال الله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .

وساد بيتهم المودة المحبة ، وكان عليه الصلاة و السلام يُكثر من زيارته لهما ، فيعمّ الفرح أرجاء البيت ، وكانوا يُبادلونه مشاعر المحبة و السرور .
عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :

(( كانت إذا دخلت فاطمة على النبي قام إليها فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسته في مجلسها )) . [[ يا آباء ، هل تقومون بذلك عندما تأتي ابنتكم لزيارتكم ؟ اجبر بخاطر بنتك ولا تنشغل عنها ، واستقبلها حسن الاستقبال حتى تنسى همومها ، وعشان تشعر بالأمان و الرعاية و العطف أكثر ، وعشان تعلي من قيمتها أكثر قدّام زوجها ، و يصير يحترمها أكثر ]] .انسوا التلفونات و المسلسلات و اهتموا ببعض أكثر .


و رُوي أنَّ فاطمةَ - رضِي اللهُ عنها - شَكَتْ لزوجها ما تَلْقَى في يدِها مِن أثَر الرَّحى ممَّا تَطحَنُ، فأتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سَبْيٌ، فانطلَقتْ إليه فاطمةُ - رضِي اللهُ عنها - تسألُه خادِمًا، فلم تَجِدْه، فوجَدتْ عائشةَ - رضِي اللهُ عنها - فأخبَرَتْها بذلك، فلمَّا جاء - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبَرتْه عائشةُ - رضِي اللهُ عنها - بمجيء فاطمةَ إليه لتسألَه خادمًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه: فجاء النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلينا وقد أخَذْنا مَضاجعَنا، فذهَبتُ لأقومَ ، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

على مكانِكما، أي: الْزَمَا مكانَكما، فقعَد بيننا حتَّى وجَدتُ بَرْدَ قدمَيْه على صدري، وقال: ألَا أُعلِّمُكما خيرًا ممَّا سألتُماني؟ إذا أخَذتُما مضاجعَكما مِن اللَّيل تُكبِّرا أربعًا وثلاثينَ، وتُسبِّحَا ثلاثًا وثلاثينَ، وتَحمَدَا ثلاثًا وثلاثينَ؛ فهو خيرٌ لكما من خادم . قالَ عَلِيٌّ: ما تَرَكْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - قيلَ له: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قالَ : وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ .

[[ هذه رسالة إلى كل إنسان يعاني ويتعب في عمله وفي حياته ، فهذه الأذكار تكفير للذنوب و رحمة من الله لعباده " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ]] .
ولم يمنع حُب النبي - صلى الله عليه وسلم – لفاطمة وزوجها من الإعلان بكل صراحة ووضوح أنه [[ لا مُحاباة على حساب الدّين ]] ؛

فيُروى أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومَن يُكَلِّمُ فِيهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - : أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ؟! ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ:
إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا.

وفي حديثنا عن فاطمة وعلي - رضي الله عنهما و أرضاهما - لا بدّ أن نذكر أمورا اختلطت على أذهان بعض الناس ، فكان لا بُدّ من الإشارة إليها . فعن عمر بن أبي سلمة قال : لمَّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ – " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ


الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " في بيتِ أمِّ سلمةَ، دعا رسول الله فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ ،وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ، ثمَّ قالَ : اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا . فقالت أمُّ سلمةَ زوجة النبي : وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ ؟؟ قالَ : أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ. وفي رواية قال لها : بلى إن شاء الله " . وهذا حديث صحيح .

[[ أي لا حاجةَ لكِ في الدُّخولِ تَحتَ الكِساءِ يا أم سلمة ، يا زوجة رسول الله ؛ فأنت من أهل البيت ، وهذا لا يَدُلُّ على أنَّ غيرَها مِن زوجات النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم – لسن من أهلِ البيتِ، وإنَّما خصَّ النَّبيُّ علي و فاطمة وابنيهما بالدُّعاءِ لتَكْريمِهم؛ و حتَّى لا يُتَوهَّم أنَّهم ليسوا مِن أهلِ البيتِ؛ لأنَّهم يَسكُنون في غيرِ بيتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ]] والله أعلم .

ودائما نقول : إنّ حُبَّ آلِ بَيتِ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - يُقرِّبُ العبدَ إلى ربِّه سبحانه وتعالى، فبِحُبِّ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - نُحِبُّهم، ونُنزِلُهم مَنازِلَهم كما أنَزلهم اللهُ ، دون غُلوٍّ فيهم ولا تفريطٍ في حُبِّهم كما تفعل بعض المذاهب ، والتي اقتصرت آل البيت على علي وفاطمة وأبناءهما فقط ، حتى إنهم استثنوا زوجات النبي عليه الصلاة و السلام!!

وهنا نبيّن للقارئ الكريم إنّ مصطلح [[ آل البيت ]] وردت فيه أقوال كثيرة ، وأكثر الأقوال في المُراد بآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّهم : أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم ، بمعنى " من حُرّمت عليهم الصدقة " ، شريطة الاتباع لدين لمحمد – صلى الله عليه وسلم - ، فلو كانت بالنسبة الدموية فقط ؛ لما نزل قول الله تعالى " تبت يدا أبي لهب وتب " وهو عم النبي عليه الصلاة و السلام .

فعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - رفض أن يمنحه شيئاً من الصدقات، وكذلك الفضل بن عبّاس، وقال لهما: (( إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ،

[[ أي: إنَّها تطهيرٌ لأموالِ الناس وأنفُسِهم ]] وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ )) . المصدر : صحيح مسلم . وهذا من الدلائل على أن المقصود بآل البيت جميع من حُرّمت عليهم الصدقة ، وليس فقط ذرية علي وفاطمة - رضي الله عنهما – كما يقول البعض .

وقال تعالى : " يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا " [ الأحزاب:32-34]

هذه الآية تسمى آية التطهير، وقد نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة. وأما قوله تعالى:

" إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ، فقد قال البعض إنها خاصة في علي و زوجته فاطمة و ابنيهما ، وهم فقط آل البيت !! وهذا تفسير مبتور، إذ لا يمكن تفسير الآية بمعزل عن الآيات الأخرى، فكل الآيات تتحدث عن نساء النبي ، وما ورد من دُعاء النبي لعلي و فاطمة و ابنيهما في الحديث السابق الذي رواه عمر بن أبي سلمة ؛ هو بعد نزول هذه الآيات ، وكان دعاء النبي لعلي و زوجته و أبنائهم – رضي الله عنهم جميعا - تعقيبا واقتباسا من الآيات ، وليس بسببهم نزلت .

أما قوله تعالى { لِيُذْهِبَ عَنكُمُ } ولم يقل: (عَنْكُنَّ) وقوله تعالى:{ وَيُطَهِّرَكُمْ } ولم يقل: (وَيُطَهِّرَكُنَّ) ؛ ذلك لأن النساء دخل مَعهنَّ لفظا مذكّرا وهو " النبي " وهو رأس أهل بيته . ولهذا الأسلوب أمثلة في كتاب الله تعالى ، منها : ما جاء عن زوجة إبراهيم - عليه الصلاة السلام - : { قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} ، فالمراد هنا بأهل البيت إبراهيم عليه السلام وزوجته ، والله أعلم .

. . . يتبع " غزوة السّويق وغزوة غطفان "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-04-21, 07:49 AM   #171
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 158 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة السويق ))
______
كانت قريش بعد غزوة بدر تعيش في صدمة، كأنها غير مصدقة ما حدث ، فكان من ردود فعلها أن سيد قريش وزعيمها {{ أبو سفيان بن حرب }} أقسم ألا يمس امرأة إلا بعد أن يغزو المدينة .

فجمع [[ 200 مقاتل ]] من قريش ، وانطلق بهم إلى المدينة ليبر يمينه ، حتى أتى بني النضير تحت الليل ، فأتى حيي بن أخطب ، فضرب عليه بابه ، فأبى أن يفتح له بابه وخافه ، فانصرف عنه إلى [[ سلام بن مشكم ]] ، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك ، وصاحب كنزهم ، فاستأذن عليه ، فأذن له ، فقراه وسقاه [[ يعني أحسن ضيافته ]] ، وبطن له من خبر الناس [[ يعني حكالو شو ناوي يعمل ، و أخذ فكرة عن وضع المسلمين ]] ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه ، فبعث رجالا إلى أطراف المدينة، فأتوا ناحية منها ، يقال لها : العريض ؛ فحرقوا بعض النخيل ، وقتلوا اثنين من الصحابة .

فوصل الخبر الى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فخرج في طلبهم في {{٢٠٠ }} من الصحابة ، ولكن جيش قريش فرّ هاربا منهم ، وفي الطريق أمر أبو سفيان جيشه أن يلقوا الطعام الذي يحملونه حتى يتخففوا من أحمالهم ، ويستطيعوا الهرب سريعاً .

[[ وهذا يدل على كمية الخوف والرعب في قلوب قريش من المسلمين ]] ، وجمع المسلمون هذا الطعام ، وأخذوه كغذاء لهم في المدينة المنورة .

لذلك كان اسم هذه الغزوة {{ غزوة السويق ؛ والسبب الطعام الذي كانت قريش تلقيه في الطريق }} ، وهو عبارة عن قمح وشعير مطحون يسمى سويق ، فالذي يأكله ينساق في حلقه بسهوله ، يعني سهل بلعه .

وسأل الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يا رسول الله ، أنطمع أن تكون هذه لنا غزوة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : أجل .

كانت غزوة السويق دليلا على حالة التخبط والهزيمة النفسية التي كانت عليها قريش بعد بدر ، فقد تسللوا إلى أطراف المدينة في الظلام (( وهذا دليل خوفهم و جُبنهم )) وحرقوا بعض النخيل وقتلوا اثنين ، ثم فروا من أمام المسلمين ، مع أن عددهم كان مساويا لعدد المسلمين ، ومع ذلك فروا بهذه الطريقة المهينة، وبدلا من أن يرفع أبو سفيان من معنويات قريش بهذا التصرف ، وأن يرجع هيبة قريش المفقودة في الجزيرة العربية ؛ كانت النتيجة عكسية ؛ فقد ظهر فيها خوف وجبن قريش في مواجهة المسلمين .

والظاهر أن أبا سفيان أراد بهذه الغزوة أن يبر بيمينه فقط !!! لأنه لا يُتصور أنه كان يريد بهذه القوة الصغيرة ( 200 ) مقاتل أن ينتصر على المسلمين ، خاصة بعد أن شاهد قوتهم في غزوة بدر، لذلك كانت هذه مناوشة لا قيمة لها .

. . . يتبع غزوة غطفان

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 02-05-21, 08:46 AM   #172
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 159 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة غطفان وإسلام دعثور بن الحارث ))
________
وفي بداية السنة الثالثة من الهجرة أخذت قريش تكيد للمسلمين ، لم تنس بدرا، وقد علمت قريش أن تجارتها للشام ، أصبحت في خطر فقامت قريش بعمل {{ تحالف }} مع بعض القبائل العربية حول المدينة المنورة ، من أجل أن تحمي هذه القبائل تجارتها من المسلمين ، فالمسلمون الآن هم عدو قريش الأوّل . و النبي - صلى الله عليه وسلم - هو رسول الله و قائد المسلمين ، فهل يترك القائد بلاده للمؤامرات ؟ وهل يترك القبائل من حول المدينة تتحالف مع قريش على المسلمين ولا يحرك ساكناً ؟؟ لا .... إنه رسول الله القائد المُحَنّك ، و الذي يُدرك تماما مقولة " {{ ما غزي قومٌ في عقر دارهم إلاّ ذلّوا }} .

فما إن سمع عن تحالف القبائل حول المدينة لعداء المسلمين ؛ حتى قام إلى أكبر قبيلة في هذه القبائل واسمها {{ غطفان }} ، وقائدها اسمه {{ دعثور بن الحارث }} ، فخرج - صلى الله عليه وسلم - على رأس {{ ٢٠٠ مقاتل }} من أصحابه ، وتوجه إلى قبيلة غطفان التي حالفتها قريش ، وباغتها في عقر دارها ، ولكن كانت الأخبار قد تسربت إليهم أن محمدا وصحبه قد توجهوا إليكم ، فعندما وصلها لم يجد فيها رجالا {{ هربوا }} ، فذهب دعثور زعيمهم إلى القبائل المجاورة ، وجمعهم لغزو المدينة، فسمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحملته ، فخرج إليه مرة أخرى في نحو {{ ٤٥٠ مقاتل }} . فلما سمعت القبائل بقدوم جيش محمد ، تزلزلت قلوبهم من الخوف والفزع ، وتفرقت القبائل عنه ، فهرب دعثور ومن معه إلى الجبال ، وتركوا أهلهم و أموالهم ، فلم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم – حرباً .

عسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أيّاما عند بئر يطلق عليه {{ ذو أمر، ولذلك يطلق على هذه الغزوة غزوة غطفان أو غزوة ذو أمر وهي أكبر غزوة قادها النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل غزوة أحد }} .

وبينما المسلمون هناك ، نزل عليهم مطر كثير فابتلت ثيابهم ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقه إلى شجرة بعيدا عن أعين من حوله يعصر ثيابه حتى تجف ، فجلس إلى تلك الشجرة ، ووضع سلاحه ، وجلس يستريح تحت الشجرة ، بينما تفرق المسلمون لشئونهم .

وكان المشركون يراقبون المسلمين من رؤوس الجبال ، فلما أبصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة لوحده - وليس حوله أحد - قال دعثور " وهو قائدهم وأشجعهم و هو الذي جمعهم " :

قتلني الله إن لم أقتل محمداً !! و أخذ يتسلل خلسة ، ومشى بكل خفة حتى اقترب من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غافل عنه ، ثم أشهر سيفه على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له في نشوة المتكبّر المتفاخر بالنصر : يا محمد ، أنا دعثور الذي قدمت لتغزوه !! قل لي : من يمنعك الآن مني ؟؟ [[ يعني سيفك مش معك ، و أصحابك بعيدين عنّا ، وأنا سيفي بأيدي وعلى راسك ]] ، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه وقال : {{{ الله }}} ،

فارتعد دعثور ، وسقط السيف من يده ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - السيف ، ورفعه في وجهه وقال : أنت يا دعثور من يمنعك الآن مني ؟؟ قال : لا أحد . فأنزل النبي السيف من يده ، وقال لدعثور: قد انتصرت عليك وعفوت عنك ، خذ سيفك وانطلق . نظر دعثور للنبي - صلى الله عليه وسلم - مذهولا وقال : من أنت يا محمد ؟!!!! قال : أنا محمد رسول الله . فقال دعثور : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، و أنك يا محمد رسول الله ،، فلو كان هناك آلهة غير الله ربك يا محمد لنفعتني الآن .

أسلم دعثور ، وانطلق يدعو قومه للإسلام ،

[[ جاء يريد قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبح داعياً إلى الله وذلك لمكارم أخلاق رسول الله ]] ، {{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }} ، وقد ترك هذا العفو النبوي الكريم أثراً كبيراً في أعراب هذه المنطقة ، فقدموا وبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-05-21, 08:48 AM   #173
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 160 »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث اجتماعية في السنة الثالثة للهجرة ))
______
كما نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صاهر قبل الهجرة أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فخطب ابنته عائشة الصديقة ، وبنى بها بعد الهجرة ، وبعد بدر توفي زوج [[ حفصة ]] بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما – وهو الصحابي خنيس بن حذافة السهمي وقد شهد بدراً ، وأصيب بجراحه ، وبعد أشهر من بدر وافاه الأجل ، فأصبحت حفصة بنت عمر، أرملة ولم تتجاوز الثامنة عشرة من العمر ، ولم تنجب منه أولادا .

وانتظر عمر حتى انقضت عدتها ، وأراد أن يبحث عن زوج صالح لابنته حفصة ، التي ما زالت في سن الشباب [[ وهذا ما يستعصي على عقول الكثيرين في زماننا !! إن الرجل يبحث عن زوجة صالحة لابنه ولكن ابنته . . . لا !! مع أنّ البحث عن زوج صالح للبنت هو الأوجب ، فالكثير من الآباء يستهجن البحث عن زوج لابنته ويعتبره عيبًا وعارًا ولو أدّى الامتناع منه إلى عنوسة ابنته وإلى حرمانها من الزواج ، أو الوقوع في المعاصي – لا قدّر الله - فما المانع من ذلك ما دام الرجل المعروض عليه الزواج من أهل التقى والصلاح والعقل والحكمة ، وممّن يقّدرون للوالد صنيعه ولا يتاجرون بهذا العرض، وما دام مُراد الوالد من هذا العرض طلب العفّة بالحلال لا طلب الجاه أو المال ؟؟؟؟ ]] .

جاء في بعض الروايات إنّه بعد انقضاء عدة حفصة - رضي الله عنها - عرَضها عمرُ على أبي بكرٍ فسكتَ ، فعرضَها على عثمانَ حين ماتَتْ رقيَّةُ بنتُ النَّبِيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ - فقال : ما أريدُ أن أتزوَّجَ اليومَ ، فذكر ذلك عمَرُ لرسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ - " فقالَ – كما جاء في بعض الروايات - : يتزوَّجُ حفصةُ من هو خيرٌ من عثمانَ ، ويتزوَّجُ عثمان بمن هي خيرٌ من حفصَةَ "، ففهم عمر الرسالة اللطيفة من النبي – صلى الله عليه وسلم - فمن هو الذي خير من أبي بكر وعثمان غير الرسول عليه الصلاة و السلام ؟؟ ثم لقِيَ أبو بكرٍ عمرَ فقال : لا تجِدْ عليَّ [[ يعني لا تزعل منّي ]] فإنَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم - ذكَر حفصَةُ ، فلم أكُنْ أفشِي سرَّ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - ولو تركها لتزوَّجتُها .

إذن فقد تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – ب [[ حفصة ]] على مثل صداق زوجاته ، و زوّج عثمان بن عفّان بابنته [[ أم كلثوم ]] على مثل صداق أختها رقية – رحمة الله عليها –، وكان هذا الزواج بعد حوالي ستة أشهر من وفاة رقيّة [[ و البعض اليوم بعمل حداد وبلغي الأفراح مدة طويلة بحجة الحزن على الميت !! وليتنا نرجع إلى هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم - ، فما أخذنا من العادات والتقاليد إلا الجهل والتخلف ]] ، وقد فرح عثمان بن عفان كثيرا بهذا الزواج ، و أصبح يُسمّى ب (( ذي النّورين ))؛ فقد نال شرف الزواج بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكما أخبرتكم في بداية السيرة كانت رقيّة قد خُطبت فقط لعتيبة بن أبي لهب، ثم فسخت الخطبة بطلب من زوجة أبي لهب ، وكان عثمان له ولد من رقية اسمه {{ عبدالله بن عثمان }} فكانت أم كلثوم هي التي تتولى تربية ابن أختها ورعايته ، ولم تنجب أم كلثوم ، فكانت قد ركزت كل عواطف الأمومة بداخلها على ابن اختها اليتيم ، وقد تُوفّي وعمره ست سنوات .

وفي هذه الأحداث قيل :

وأُنكحت رقية عتيبة وأم كلثوم أخاه عتبة
فطلقاهما معاً إذ نزلا تبت فتبَّاً لهما إذ فعلا
ثم تزوج ابن عفان الرضى رقية أتت بنجل فقضى
وهو ابن ست بعد موت الأم في سنة اثنين بغير وهم
وأنكح الأخرى بدون مين ومن هنا لقب ذا النورين
وفدت أم المؤمنين حفصة على بيت النبي - عليه الصلاة والسلام - وهي مملوءةٌ شوقًا وطموحًا ورغبة في تعلم كل ما تستطيعه من علوم الدين ، و عُرفت بالصيام والقيام، والعلم ونقل الأحاديث عن النبي عليه السلام، وقد كانت هي وحدها من اختيرت لتُحفظ في بيتها النُسخة الخطيّة للقرآن الكريم ، قبل أن يطلبها منها عثمان - رضي الله عنه – لتُنسخ و تُوزّع على الأمصار . وتوفّيت في آخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً.

كانت حفصة تحتل مكانة عالية في قلب زوجها النبي، تقول في هذا أم المؤمنين عائشة عن حفصة : هي التي كانت تساميني [[ أي تباريني ]] من أزواج النبي عليه الصلاة والسلام . ولم لا تساميها وهي ابنة أبيها عمر بن الخطاب في الذكاء وقوة الشخصية ؟؟ عائشة نفسها كثيرًا ما تصف حفصة بأنها ابنة أبيها. ولا شك أن عائشة - رضي الله عنها - كانت من أحب نساء النبي إليه، ولهذا سأل الله تعالى ألا يؤاخذه في الميل العاطفي لأنه لا يملكه، فكان يقول عليه الصلاة و السلام : " اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ، عائشة وحفصة كانتا صغيرتين بالعمر

[[ بنات عندهن الغيرة ، طبيعة بشرية ، هكذا خلق الله - عزوجل - الإناث وفطرهنّ على ذلك ]] ، لذلك كان يقع بينهما أحيانا بعض المواقف . وجاء في بعض الروايات أن النبي – صلى الله عليه وسلم – طلّق حفصة وراجعها إليه في نفس اليوم وهي في بيته ، [[ لأن الأصل أن تبقى المطلقة في بيت زوجها لعلّ القلوب تتصافى ، على عكس ما يحدث اليوم ، حيث تذهب البنت إلى بيت أهلها مباشرة ]] .

و بعد الزواج من حفصة – رضي الله عنها - بشهر واحد وفي رمضان من السنة الثالثة من الهجرة ؛ تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة {{ زينب بنت خزيمة }} ، وكانت قد تزوجت مرتين ، مرة في الجاهلية ومات زوجها ، ثم تزوجت عبيدة بن الحارث ومات أثناء المبارزة في بدر ، و كانت طيبة القلب، شديدة العطف على الفقراء والمساكين، و لم تألُ جهداً في رعاية الأيتام والأرامل فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين ، حتى أطلق عليها {{ أم المساكين }} ،

وكان زواجه - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت خزيمة جبراً لخاطرها ، ومواساة لها، كما كان زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة سودة بنت زمعة ، وفي هذا إشارة لكل الصحابة حتى يكون لهم دور اجتماعي في الزواج من الأرامل اللاتي يفقدن أزواجهن ، خصوصاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم بحسه السياسي أن الدولة الإسلامية مقبلة على عدد كبير من المواجهات والحروب ، وستنشأ في المدينة مشكلة اجتماعية خطيرة إذا أهملها الصحابة ..

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-06-21, 08:02 AM   #174
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 161 »
السيرة النبوية العطرة (( مقدمة غزوة أُحد ، سرية زيد بن حارثة ))
______
نحن الآن في {{ السنة الثالثة للهجرة }} ، لم تكن مشكلة بدر بالنسبة لقريش هو فقط الهزيمة المدوية التي هزت هيبتها في كل الجزيرة العربية ، ولكن المشكلة الأكبر هي أن المسلمين قد نجحوا في قطع طريق تجارة قريش إلى الشام ، وقريش تعيش على التجارة ،لأنها {{ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }} ،

فإذا لم يكن لديها تجارة فقد قُتلت وخُنقت اقتصادياً ، وعندما تتأثر تجارة قريش إلى الشام ، فإن تجارتها إلى اليمن تتأثر أيضاً ، لأن التجارة التي تأتيها من اليمن تقوم هي بحملها إلى الشام والعكس .

ولذلك كان انتصار المسلمين في بدر ، ومن ثم نجاحهم في قطع طرق تجارة قريش، كارثة اقتصادية على قريش ، وفكرت قريش ؛ كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة ؟؟ فقررت أن تبحث عن طريق آخر للتجارة ، وهو أن تسلك طريقاً جديداً تماما ، وهي أن تتجه إلى منطقة {{ نجد }} شرقاً ، ثم إلى العراق شمالا، ثم بعد ذلك تتجه إلى الشام غرباً، [[ يعني يأتون الشام من مكة عن طريق العراق ]] ، وكان هذا الطريق طريق طويلا جدا، وفيه مخاطر كثيرة، وتكلفته كبيرة، وهذا يعني أن تقل أرباح قريش من تجارتها، ومع ذلك لم تجد قريش حلاً غير هذا لاستمرار تجارتها .

وبالفعل انطلقت تجارة ضخمة لقريش فيها كثير من المال بقيادة {{ أبو سفيان بن حرب }} ، وسلكت هذا الطريق ، وفي هذا الوقت كان النبي- صلى الله عليه وسلم - يبث العيون ترقب قريش في حركاتها وتجارتها ، فبلغه خروج أبو سفيان وصفوان ابن أمية ، فعقد لواء لمولاه {{ زيد بن حارثة }} وأرسل معه عددا 100 مقاتل من الصحابة . ولمّا دنت دنت القافلة أحاطوا بها، ففرّ أبو سفيان وصفوان ومن معهم ، وغنم زيد و أصحابه ما فيها من أموال ، وكانت تلك التجارة أعظم تجارة لقريش بعد بدر.

وهكذا قطع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على قريش كل طرق التجارة ، بمعنى [[ أمسك النبي بعصب قريش الاقتصادي ]] ، ولذلك فإن هذه السرية كانت سبباً مباشراً لوقوع غزوة أحد .

و بعد هذه السرية ، فكرت قريش جدياً في السير إلى المدينة لحرب المسلمين ، و استعادة هيبتها و إنقاذ تجارتها و اقتصادها من الانهيار . وكانت قريش أصلا قد اتخذت قرارها بعد غزوة بدر بأن جعلت أرباح القافلة التجارية الضخمة التي قامت بسببها معركة بدر، عندما هرب بها أبو سفيان عن طريق الساحل قبل غزوة بدر ، جعلتها لتجهيز جيش ضخم لحرب المسلمين والثأر لهزيمتهم المُرة في بدر ، وقد حان الوقت لذلك بعد مهاجمة زيد و أصحابه لقافلة قريش الآن .

ونزل في ذلك قول الله تعالى :
{{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ‏ }}

. . . يتبع تجهيز قريش لغزو المدينة

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:02 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا