منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-14-21, 08:12 AM   #181
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 168 »
السيرة النبوية العطرة (( استبسال الصحابة في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد / ج2))
______
دافع الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكل شجاعة و صبر ، فها هو {{ عبد الرحمن بن عوف }} قد قاتل حتى أصيب بعشرين جرحاً ، وكانت إحدى هذه الإصابات في فمه حتى تكسرت أسنانه ، وكان بعضها في رجله فكان يعرج بعد غزوة أحد . وحاول {{ سعد بن أبي وقاص }}أن يقتل أخاه عتبة الذي كسر رباعية الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه لم يظفر به ، فتبعه الصحابي {{ حاطب بن أبي بلتعة }} حتى ضربه بالسيف ضربة أطاحت رأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه .

وجاء {{ مالك بن سنان }} فأخذ يمص الدم من جروح النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقيها ، ثم ذهب يقاتل حتى مات شهيدا .
وقاتل {{ مصعب بن عمير }} قتالا شديدا ، وكان اللواء بيده ، ثم استشهد ، وكان الذي قتله هو ابن قمئة ، وكان مصعب بن عمير يشبه الرسول - صلى الله عليه وسلم- فاعتقد ابن قمئة أنه قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فانصرف وهو يصيح ويصرخ : إن محمداً قد قتل .

شاع خبر مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فانهارت معنويات المسلمين المعنوية، فأصابتهم المصيبة العظمى [[ قُتل النبي !!! ]] وبدأ البعض في الفرار ، بينما توقف عن القتال البعض ، فقال لهم [[ أنس بن النضر]] :‏ ما بكم ‏؟‏ فقالوا :‏ قتل رسول الله . قال: فإن كان قد قتل النبي ، فإن دين الله باق ، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ونادى بهم أيضا {{ ثابت بن الدَحْدَاح }} فقال :‏ إن كان محمد قد قتل ، فإن الله حي لا يموت ، قاتلوا على دينكم ، فإن الله مظفركم وناصركم .‏فعادت للجنود معنوياتهم في المعركة ، و عادوا يقاتلون و يلتفون حول النبي عليه الصلاة و السلام .

أمّا عن بطولة أنس بن النضر في الغزوة ، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (( غاب عمِّي أنسُ بنُ النضرِ عن قتالِ بدر، فقال: يا رسول الله، غِبْتُ عن أولِ قتالٍ قاتلتَ المشركينَ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع . فلما كان يوم أُحُد، وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ ، وأبرأ مما صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال: يا سعد ؛ الجنة وربِّ النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعتُ يا رسول الله ما صنع )) .

قال أنس: " فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتِلَ وقد مَثَّلَ به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه (اصبعه)، وقال : كنا نرى ـ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } .

بدأ الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في الانسحاب المنظم إلى شعب من شعاب جبل أحد [[ وقد قلنا إن الشعب هو الطريق بين الجبلين ، وكان من أسباب اختيار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذا الموضع في أحد، هو أن يكون في الجبل مكان آمن يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت الهزيمة بهم، ولا يلجئون إلى الفرار من أمام العدو، فيتعرضون للقتل أو الأسر]] .
أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يشقون طريقهم بين المشركين المهاجمين ، وحاول المشركون عرقلة هذا الانسحاب، واشتد هجومهم إلا أنهم فشلوا أمام بسالة الصحابة ، فانسحب النبي والصحابة إلى الشعب .

وفي الطريق إلى سفح الجبل لحق بالنبي [[ أبي بن خلف شقيق أمية بن خلف ]] حيث كان يقول للنبي في مكة : يا محمد ، أنا أقتلك متى شئت [[ من باب الاستهزاء والاستخفاف ، يعني أنت في متناول اليد متى أردت قتلك ]] فيردّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أنا أقتلك إن شاء الله . فرماه النبي بحربة أصابت عنقه ، ثم قال عليه الصلاة و السلام : " اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-16-21, 08:55 AM   #182
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 169 »
السيرة النبوية العطرة (( تمثيل قريش بشهداء أحد ))
______
استطاع جيش المسلمين أن يشق طريقه إلى شعب الجبل ، واستقر الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسملون في الشعب ، و حاول أبو سفيان و خالد بن الوليد و من معهما من جنود قريش أن يصعدوا الجبل ، فأخذ سعد يرميهم بالسهام ، وانطلق إليهم عمر بن الخطاب ومعه مجموعة من المسلمين حتى أهبطوهم من الجبل .

رجع المشركون إلى معسكرهم لاعتقادهم أنهم قد حققوا هدفهم ، وبدأوا يستعدون للعودة إلى مكة ، واشتغل رجالهم ونساؤهم بالتمثيل بقتلى المسلمين . وفي هذه الأثناء ألقى الله النعاس على الصحابة ، رحمة بهم ، وحتى لا يروا ما تصنعه قريش بتشويه أجساد الشهداء ، فتأخذهم الحمية فيجددوا المعركة من جديد ، وهم الآن مثقلون بالجراح و النتيجة ستكون غير محمودة العُقبى . النعاس: الفتور في أوائل النوم ، ومن شأنه أن يزيل عن الإنسان بعض متاعبه ولا يغيب صاحبه ، فلذلك كان أمنة لهم : لأنه لو كان نوما ثقيلا لهاجمهم المشركون .

[[ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ]] .

لقد فعلت قريش في أحد العجب العجاب ، فعلوا أشياء لم تعرفها العرب من قبل ، فقد أخذوا يتفقدون شهداء المسلمين ، وما وقفوا على جثة شهيد من المسلمين إلا ومثلوا بها [[ التمثيل أي تشويه الجثث ]] ، فجاءت هند بنت عتبة إلى جثة حمزة ، عم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قتله وحشي بحربته ، حيث دلها وحشي على مكانه ، فقالت له :

[[ شق بطنه و أخرج كبده ... لتشفي غليلها و حقدها ]] ، وحاولت أن تمضغها وتبتلعها ، فلم تستطع . لم يكفها ذلك فقطعت أذن حمزة وأنفه ، وأنوف وآذان عدد من كبار الشهداء كمصعب ، وعبدالله بن جحش ، وغيرهم ، وجعلت منها قلادة في عنقها لتدخل بها مكة مفتخرة بالنصر . ولم يكن أبو سفيان أحسن حالا من زوجته هند ، فقد أخذ حربته وعكسها ، فجعل كعبها في الأرض ، وأخذ يدق فك حمزة ويقول له : [[ ذق عقق ]] يعني : ذق القتل يا عاق قومه ، كما قتلت يوم بدر من قومك ، [[ يعني كفار قريش ]] .

فرأه سيد الأحابيش ( حليس ) وقال له : ما رأيت اليوم أعجب من سيد بني كنانة و سيد قريش يفعل هذا بابن عمه لحماً ؟!!!

[[ يعني جسد قد مات لا يستطيع أن يدافع عن نفسه جاي تستقوي عليه ]]
فقال له أبو سفيان : ويحك لا ترفع صوتك ، اكتمها عني فقد كانت زلة [[ لأن هذا التصرف مشين وعيب، لا يفعله إلا الجبناء ]] ، وأخذ باقي جيش قريش أيضا يقطعون الآذان والأنوف ويشقون البطون و يمثّلون بالشهداء .

بعد ذلك تهيأ المشركون للانصراف ، وكانوا يعتقدون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قًتل ، فأراد أبو سفيان أن يستوثق من الأمر ، فاقترب من الجبل ومعه مجموعة من المشركين ونادى : أفيكم محمد ؟ أفيكم ابن أبي قحافة [[ اي أبو بكر ]] ؟ أفيكم عمر بن الخطاب ؟ . . .

فلم يجبه أحد ، فاعتقد أبو سفيان أنهم قد قتلوا ؛ فصاح في سعادة وفرح : لقد انتصرنا . . . لأن نهاية هؤلاء تعني نهاية الدّين .

وهنا لنا وقفة : فقريش خرجت بجيشها لهدف واحد من البداية وهو كما قلنا قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانتصارها يعني تحقيق هدفها ، هم صحيح أصابوا من المسلمين ، ولكنهم لم ينتصروا على الإطلاق ، والنصر عند العرب قديماً كان يعتمد على بقاء المنتصر في موقع المعركة ثلاثة أيام دليلا على سيطرته ، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ، وقد ذكرتها لكم ، ولكن قريشا انسحبت في نفس الساعة ورجعت لمكة ، فشروط النصر جميعها لم تتحقق لقريش ، لذلك لا نقول هزيمة المسلمين في أحد ، بل إصابة المسلمين في أحد ، وهذا هو التعبير الأدق . وللأسف أتألم عندما أقرأ بعض كتب السيرة ، وأسمع بعض الدعاة يقولون : هزيمة المسلمين في أحد !!! .


ثم صاح عمر بأبي سفيان : يا عدو الله ، إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله ما يسوؤك ‏.‏ ثم قال أبو سفيان :‏ أعل هُبَل ‏.‏ فقال ‏المسلمون ما أخبرهم به النبي : الله أعلى وأجل‏ . ثم قال‏ :‏ لنا العُزَّى ولا عزى لكم ‏. فقال المسلمون ‏:‏ ‏الله مولانا ، ولا مولى لكم . ثم قال ‏:‏ يوم بيوم بدر ، والحرب سجَال ‏. فقال المسلمون : لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار‏ .‏ ثم قال :‏ هلم إلي يا عمر بن الخطاب .

فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب فانظر ما شأنه ‏؟ فقال له أبو سفيان ‏:‏ أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمداً‏ ؟‏ قال عمر‏:‏ اللهم لا، وإنه ليستمع كلامك الآن . فقال أبو سفيان‏:‏ أنت أصدق عندي من ابن قمئة ، [[ لأن ابن قمئة الذي أشاع قتل رسول الله ]] .

وقبل أن ينصرف أبو سفيان ومن معه ، نادى ‏:‏ إن موعدكم بدر العام القابل ‏[[ وهذا ما أشرت إليه طلب أبو سفيان مواجهة ثانية ليحقق النصر الذي لم يحققه في أحد ، لذلك قلت لكم لا نقول هزيمة المسلمين في أحد ]] . فقال رسول الله لرجل من أصحابه ‏: قل‏ له : نعم ، هو بيننا وبينك موعد ‏.

فلما ولّت قريش ورجعت أدبارها ، بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب ، وقال‏ له : اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏ ؟‏ وما يريدون ‏؟‏ فإن كانوا قد جنبُوا الخيل ، وامتطُوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة .


[[ يعني إذا ركبوا على الجمال فهذا يعني انهم راجعين إلى مكة ، لأن النبي خشي أن ترجع قريش وتدخل المدينة ، ففيها النساء والأطفال ، وفي المدينة يهود ومنافقون ، سيجدونها فرصة لينقلبوا على المسلمين ويقفوا مع قريش ]]
وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة. قال علي ‏:‏ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، ووجهوا إلى مكة ‏.‏ ثم قام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يتفقد القتلى والجرحى ، وهنا كانت المصيبة العظمى . . .

يتبع

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-17-21, 08:01 AM   #183
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 170 »
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد / ج1))
______
قال تعالى :
{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} .

عادت قريش إلى مكة ، بعد أن قامت كما ذكرنا بعمل لم تعهده العرب من قبل ، وهو التميثل بجثث الشهداء . وقام - صلى الله عليه وسلم - يتفقد أصحابه ، فالتفت يميناً وشمالاً يسأل : أين عمي ؟ أين أسد الله حمزة ؟؟ فسكت الصحابة [[ مع أن عددا منهم يعلم أن حمزة قد استشهد ، ولكن بماذا يجيبونه وهو يسأل عن عمه أقرب الناس إليه ؛ وأخوه في الرضاعة وصديق الطفولة ، ماذا يجيبونه ؟

]] ، وكانوا أيضا قد رأوا حمزة وقد مثّلت قريش بجسده ، فقالوا : يا رسول الله ، احتسب عمك عند الله . ثم أخذوا النبي عند جثة حمزة ، فوقف عنده – صلى الله عليه وسلم - ، وكانت صدمة ما بعدها صدمة !! نظر إليه ، وسكت طويلاً ، ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ، عمااااااه ، وبكى بكاء شديداً . يقول الصحابة : ما رأيناه باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب .

ثم نظر عليه - الصلاة و السلام - إلى مقربة من حمزة فإذا هو {{ مصعب بن عمير }} و قد مُثّل به أيضاً ، فجاء ووقف عند جثته ،و بكى حتى ابتلت لحيته ، وأخذ يقول : لقد رأيتك يوما في مكة ، وأنت أنعم فتى في مكة [[ ليس أنعم من النعومة التي تعرفونها اليوم كريمات ومكياج !! لا ، أنعم أي أكثر شاب كان معه فلوس و مرفّه، فكان ينفق على شباب مكة كلهم في جلساتهم قبل الإسلام ]] ، وأنت أنعم فتى وأجملهم حلة

[[ أي أغلاهم ثياب ]] وأطيبهم ريحاً ، [[ لأن الدنيا كانت بين يديه ، والذي تنفق عليه أمه ، فلما أسلم حرمته أمه من المال حتى يرتد عن هذا الدين ؛ فقال لا حاجة لي للمال ، فترك كل هذا لله ، حتى أصبح أفقر شاب ، ويلبس الخشن ، فكان يلبس كيس خيش في مكة ]] ،

وهو أول سفير في الإسلام ، فقد أرسله النبي ليعلّم المسلمين في المدينة ، ثم يقول له النبي : واليوم أراك أشعث أغبر بثوبك الخشن وقد زهدت في الدنيا .
ثم لمح النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف امرأة آتية من بعيد، تشق صفوف القتلى باحثة ، فلما تبّصرها ، علم أنها عمته صفية بنت عبد المطلب - أخت حمزة - فنادى النبي على الزبير ولدها ، دونك المرأة ، المرأة !!!

[[ اي رد أمك كي لا ترى ما فعل بأخيها ]] فأسرع الزبير وقال : يا أماه إن رسول الله يأمرك أن ترجعي . فضربت بيدها صدره وقالت : لقد بلغني ما وقع من أخي من مثلة ، وإني أحتسبه عند الله ، الحمد لله أن رسول الله سالم ، ولا نبالي بعده بمن قُتل . ثمّ اقتربت من أخيها ونظرت إليه باكية ، واحتسبته عند الله ، و قالت : هذان ثوبان وقد بلغني ما فعل بحمزة ، فجئت بثوبين تجمع أشلاءه بهما

[[ لأن الشهيد لا يكفن ، يدفن بثيابه ، فالثوبان حتى يردوا أعضاءه لبعضها فقد بُقر بطنه ]] .
فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى الثوبين وبكى ، ثم قال : ما كان لمحمد رسول الله ، أن يكفن عمه بثوبين ويترك مصعب لا ثوب له ، أعطوا ثوبا لحمزة ، وثوبا لمصعب ، وادفنوهما في قبر واحد .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى واحد قدمه في اللحد [[ شق في جانب القبر]] وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسّلوا ، وكان يقول " ما من مجروح جرح في الله - عز وجل - إلا بعثه الله يوم القيامة، وجرحه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك " .

وقد توعد بعض المسلمين المشركين بالانتقام منهم ، والتمثيل بهم كما فعلوا بأصحابهم، فنزل قول الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} ، القتال هو الرد عليهم ، أمّا التمثيل فليس من الإسلام في شيء ، و الصبر على المصائب هو خير وأبقى عند الله .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-17-21, 08:02 AM   #184
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 171 »
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد / ج2 ))
______
ونقف أيضا مع شهيد آخر، وهو {{ عمرو بن الجموح }} - رضي الله عنه – فهو لم يشهد غزوة بدر ، ولما نودي لغزوة أحد أحب الخروج للجهاد ، فمنعه أبناؤه من الخروج للقتال ، وقالوا : إن الله قد عذرك ونحن نكفيك [[ لأنه أعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] وكان أيضا طاعنا في السن ، إلا أنه أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الخمسة .

وذهب إلى رسول الله ، فقال له النبي: أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك وألح عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله قائلا : إني لأرجو الله أن أطأ بعرجتي الجنة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – لأبنائه : لا عليكم، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة· وهذا ما حدث معه رضي الله عنه ، فقد استشهد في غزوة أحد رحمة الله عليه ، فمرَّ عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد مثّلت قريش به ، فبكى وقال : ((كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة )) .

أريتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح ؟؟ يعبد صنما من خشب اسمه مناف ، يلجأ إليه عند المصائب ، كان يحبه أكثر من أهله وماله ، وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه ، وتطييبه ، وتلبيسه !!! وكيف كانت نهايته ؟؟ شهادة في سبيل الله ... اللهم إنّا نسألك الشهادة في سبيلك .

وكان صديقا ل {{ عبدالله بن حِرام }} بكسر الحاء ، الذي استشهد هو الآخر ، فقال أبناء عمرو بن جموح : يا رسول الله ، كان قد تواعد مع صديقه عبدالله بن حِرام قبل الخروج ، هذا الصحابي يكون [[ والد جابر بن عبد الله الذي له روايات بالحديث ؛عندما تسمعوا حديث نبوي عن جابر بن عبدالله ]] ، تواعدا أن يلتقيا في الجنة إذا فرقهم الموت ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : اجعلوهما في لحد واحد ، ولفوهما في ثوب واحد ، ولا تفرقوا بينهما . انظروا ما أجمل هذا الأخوة في هذا الدين !!!

ووقف النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا على جثة شاب اسمه {{ حنظلة بن أبي عامر الملقب فيما بعد بغسيل الملائكة }} ، والده كان مع المشركين في قريش ، وحنظلة شاب مؤمن صادق الإيمان من المهاجرين ، أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزوجه في المدينة من الأنصار ، [[ فكان النبي كولي أمره ، فجاء رئيس المنافقين ( ابن سلول ) فقال : إن بنتي زوجة لمن يخطب له النبي - طبعا نفاقاً لا إيماناً - فهكذا هم المنافقون في كل زمان ]] .

وتمت الخطبة ، وبنى حنظلة بعروسه بعد أن استأذن النبي عليه الصلاة و السلام . وقبل أن يغتسل ويصلي ، سمع منادي النبي يدعو للخروج للجهاد إلى أحد ، فتعجل ، وأخذ سلاحه وأسرع بالخروج فلحقته زوجته للباب وقالت له : إنك لم تغتسل !! قال لها : الجنابة لن تحول بيني وبين الجهاد في سبيل الله ، فإني أخشى إن بقيت حتى أغتسل ، أن يفوتني موقفاً مع رسول الله .

فخرج والمسلمون لا يعلمون بأمره ، وأنه بنى بزوجته . و عندما خرج أرسلت زوجته تستدعي أربعة من رجال قومها ، فلما حضروا ، أخذت تشهدهم أن حنظلة قد بنى بها قبل أن يخرج للجهاد ، ولعلي قد علقت بحمل منه ، فإني أريد أن أغلق باب الغيبة والريبة . [[ يعني عملت بقاعدة : رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه ]] . وقد أبلى حنظلة لاء حسنا في الغزوة ، إلى أن سقط شهيدا . فلما نظر النبي إلى جثته ، أشار إليه قائلا : هذا صاحبكم رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بأطباق من الفضة ، فسمي {{ حنظلة الغِسّيل }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-18-21, 08:57 AM   #185
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 172 »
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد / ج3))
______
وكان من بين الشهداء أيضا {{ سعد بن الربيع‏ }} [[ كان ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة العقبة الثانية ، وكان أحد نقباء الأنصار . ولما هاجر آخى النبي بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ]] .

و كان أيضا من بين الشهداء {{ الأُصيرم عمرو بن ثابت }} ، و الذي أسلم لتوّه في غزوة أحد وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام وهو يرفضه ، فسألوه وقد أثقلته الجراح : ما الذي جاء بك ؟ مناصرة لقومك ؟ أم رغبة في الإسلام‏؟‏

فقال : رغبة في الإسلام ، فأنا آمنت بالله ورسوله ، ثم قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه - حتى أصابني ما ترون ، ثم فاضت روحه . فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:‏ ‏هو من أهل الجنة .
وكان عدد شهداء المسلمين [[ سبعين شهيدا ]] ، أما عدد قتلى المشركين ، فلم يُعرف بالتحديد ، والرأي الأرجح أنهم فوق المئة .

رضي الله عن صحابة رسول الله ، رجال ، رباهم النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقوا مع الله - عز وجل - فباعوا الدنيا واشتروا الآخرة، وهم أحياء عند ربهم يرزقون .

وبعد انتهاء غزوة أحد ، كان مشهد دفن الشهداء ، ووصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدفنهم في أماكنهم وعلى حالتهم ، وكان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة ، فأمرأن يردوهم، فيدفنوهم في مضاجعهم ، وألا يغسلوا، وأن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد وعدة السلاح‏ .‏
وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين في ثوب واحد، ويقول‏:‏ ‌‌‏أيهم أكثر أَخْذًا للقرآن‏؟‌‌‏
فإذا أشاروا إلى الرجل قدمه في اللحد، ثم قال للصحابة : ‏أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة،

" ما من مجروح جرح في الله - عز وجل - إلا بعثه الله يوم القيامة، وجرحه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك " .
ودفنوا بعيدا أيضا ما تبقى من جثث المشركين ، [[ فلم يُمثل بجثثهم ، ولم يتركها للطير والسباع ، أسمعتم يا من تدعون حقوق الإنسان هذا هو ديننا ]] .

ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : استووا حتى أثني على ربي - عز وجل - فوقف الصحابة خلفه صفوفاً ، ثم رفع يديه - صلى الله عليه وسلم - وقال :-
(( اللهم لك الحمدُ كلُّه ، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ ، و لا مُقَرِّبَ لما باعدتَ ، و لا مُباعِدَ لما قرَّبتَ ، و لا مُعطِيَ لما منعْتَ ، و لا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك و رحمتِك و فضلِك و رزقِك ، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ و لا يزولُ ،
اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ ، و الأمنَ يومَ الحربِ ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا ، و شرِّ ما منَعْت منا، اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا ، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين ، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين ، غيرَ خزايا و لا مفتونين ، اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك ، و يُكذِّبون رُسُلَك ، و اجعلْ عليهم رِجزَك و عذابَك . . . إلهَ الحقِّ )) .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-19-21, 07:50 AM   #186
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 173 »
السيرة النبوية العطرة (( الرجوع إلى المدينة بعد غزوة أحد ))
______
دفن الشهداء ، ورجع النبي - صلى الله عليه وسلم – و أصحابه إلى المدينة ، وكانت قد وصلت الأخبار للمدينة بأن النبي قد قتل ، فضاجت ، وارتفع صوت البكاء فيها ، وخرج الجميع نساء و أطفالا ، صغارا وكبارا ، الكل خرج يستطلع الخبر . فما إن دخل الموكب المدينة ، حتى أخذت تتلاقهم طلائع النساء ، فكان أول من تلقاهم من النساء {{ حمنة بنت جحش ، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش }} ، فلقيتهم وهي تسأل :

أرسول الله بخير ؟؟ فلقيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها : يا حمنة احتسبي . قالت : من يا رسول الله ؟ قال : خالك حمزة أسد الله ورسوله [[ قالها وهو يبكي ]] فاحتسبت وقالت : إنا لله و إنا إليه راجعون . قال: يا حمنة احتسبي أيضاً . قالت : من يا رسول الله ؟ قال: أخوكِ عبدالله بن جحش . فاحتسبت وقالت :إنا لله و إنا إليه راجعون . وكانت حمنة زوجة {{ لمصعب بن عمير }} فقال لها النبي : احتسبي يا حمنة أيضاً. قالت : من يا رسول الله ؟ قال : زوجك مصعب .

فناحت و ولولت . فقال - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ! ! إن الرجل من زوجته لبمكان !!

[[ لقد نعي إليها خالها وأخوها ولم تولول ونعي لها زوجها فصاحت وبكت ]] قال لها النبي : يا حمنة ، لم فعلت هذا ؟ قالت : يا رسول الله، تذكرت قوله تعالى : {{ ولا تنسوا الفضل بينكم }} ، فهو زوجي ، وإن له أيتاما أيضا . فقال : اللهم اخلفها في أيتامه خيراً . [[ أكبر مصيبة تصيب المرأة هو فقد زوجها ، خاصة إذا رزقهم الله بالسكينة والمودة والرحمة بينهم ]]

ومضى - صلى الله عليه وسلم - واذا بامرأة مسنة كبيرة بالعمر ، تكون {{ والدة سعد بن معاذ }} وهي تسأل الجموع : أين رسول الله ؟؟ لقد بلغنا أنه قُتل .قالوا لها : هو بخير . فلما دنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا بسعد ولدها هو الذي يقود فرس النبي – عليه الصلاة و السلام - فقال سعد : يا رسول الله هذه أمي . قال صلى الله عليه وسلم :

أهلاً بها ومرحباً ، فقال لها رسول الله : يا أم سعد ، احتسبي. قالت : من يا رسول الله ؟ قال : ولدك عمرو بن معاذ . قالت : إنا لله و إنا إليه راجعون ، مادمت عدت لنا سالماً يا رسول الله ؛ لا نبالي بعد ذلك . فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن بكت وهي تعانق ابنها سعد : أبشري يا أم سعد وبشري من وراءكِ :

" إنّ الله جعل أرواحَ الشهداء في جوفِ طيرٍ خضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ ، تأكلُ من ثمارِها ، وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظِلِّ العرشِ ، فلمَّا وجدوا طِيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومَقِيلِهم ، قالوا : من يُبلِّغَ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنةِ نُرزقُ؛ لئلا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكلوا عن الحربِ؟ فقال اللهُ سبحانه : أنا أُبلِّغُهم عنكم ، ثم قرأ قوله تعالى :

{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }} . "

هذه بشارة نبنا محمد من رب العالمين إلى أمهات الشهداء وذويهم ، وإلى كل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا