منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-19-21, 07:51 AM   #187
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 174 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، و البكاء على الميت ))
______
. . . ثم مضى - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته ، فسمع بكاء النساء على الشهداء ، وهنّ يذكرن مأثرهم [[ خصالهم الحميدة ]] ،

وورد في بعض الروايات أنه قال : لكنْ حمزةُ لا بَواكِيَ له ! فبَلَغ ذلك نِساءَ الأَنصارِ، فجِئْنَ يَبكِينَ على حمزةَ، قال : ودخل عليه الصلاة و السلام إذ غلبته عيناه فنام ، وقد كان متعبا - صلى الله عليه وسلم - فانتَبَهَ مِنَ اللَّيلِ ، فسَمِعَهُنَّ وهُنَّ يَبْكِينَ، [[ اي من قبل المغرب إلى الليل ]] ،

فقال: لم يَزَلْنَ يَبكِينَ بَعْدُ مُنذُ اللَّيلةِ؟! مُرُوهُنَّ فلْيَرْجِعْنَ، ولا يَبكِينَ على هالكٍ بعْدَ اليَومِ . [[ يعني بعد اليوم ما في نواح بالإسلام ]] . ومن ذلك اليوم لم تبك مؤمنة على ميت بندب ونواح .

ولنا وقفة هنا لنربط الكلام ببعضه ، فقد ورد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكى على إحدى بناته ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ . كذلك عندما مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - حزن عليه كثيراً وقال : إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ .

فالبكاء الممنوع هو النياحة وشق الثوب ولطم الخد، يقول النبي عليه الصلاة و السلام :" ليس منا من لطم الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية " . ويقول أيضا :

" أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة " . [[ الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، والحالقة : تحلق شعرها عند المصيبة أو تنتفه ]] هذا هو الممنوع، أما دمع العين والبكاء بدمع العين هذا ليس به بأس .

والإسلامِ، حَضَّ على الصَّبرِ عندَ المصائبِ، واحتِسابِ أجْرِها على الله، وتفويضِ الأمورِ كلِّها إليه؛ فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .

فالبكاء على الميت مشروع ما دام من غير نياحة و شق و لطم ، وهذا درس من السيرة للعوام من المسلمين الذين يقفون بكل عزاء ، يريدون أن يمنعوا الناس من البكاء على ميتهم !! فهذا أمر من فطرة البشر ، وهو رحمة جعلها الله في قلوب عباده كما قال عليه الصلاة و السلام .

وكم أستغرب أيضاً من الناس عندما تريد امرأة توديع زوجها الميت بعد غسله وتكفينه ، فتسمع صياحا من هنا وهناك ، وعلى غير علم بالدين : اتقي الله !! دموعك هذه تحرقه !! سبحان الله !!

[[ كيف لكم أن تحبسوا دموعها عن حبيبها و أبو عيالها ؟؟ ]] ، ومن قال أن الدموع تحرقه ؟! هذا كله من الجهل بالدين ، وجميل أن تكون السيرة للتأسي لا للتسلي ، و أن نعالج هذه الظواهر السلبية في مجتمعنا .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-21-21, 07:55 AM   #188
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 175 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد / ج1))
______
مازلنا في أعقاب غزوة أحد ، ومن آثار غزوة أحد في المدينة ، وبعد المصاب الذي أصيب به المسلمون ، قامت إشاعات من اليهود والمنافقين ، فأخذ اليهود يشككون في الدين ويقولون لأهل المدينة : لو كان محمد نبياً لما أصيب !!!!! وضعاف النفوس يتأثرون بهذا الكلام .

ولي وقفة مع المغضوب عليهم (( اليهود )) ، لقد كان من وقاحتهم أن تكلموا عن الله – عزوجل - وقالوا : يد الله مغلولة !! فهل سيسلم من ألسنتهم النبي و المسلمون ؟؟ لقد شق لهم الله البحر ، ونجاهم من فرعون ، ولم تجف ثيابهم من ماء البحر بعد ، فعبدوا العجل !! الذين يبدلون كلام الله ويحرفونه !! الذين ينقضون العهود !! الذين قالوا لنبيهم موسى : سمعنا وعصينا !!!

ماذا ترجون منهم بعد ذلك ؟! هل سيتركون لكم فلسطين على طبق من ذهب ؟! هل سيتركون أمتنا و شبابنا و بناتنا من غير فتنة و أذى ؟؟

فالسيرة تبين لكم حقيقة خِسّة اليهود ، وكيف كانوا يريدون الإيقاع بالنبي و المسلمين في المدينة ، فعداوتهم لله و رسوله أكبر من أن توصف .

فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - شائعاتهم ، عزم للخروج ومطاردة جيش قريش ، وكان ذلك يوم الأحد بعد صلاة الفجر من اليوم التالي لغزوة أحد ، وكان هذا القرار يهدف إلى رفع معنويات المسلمين ، و ليرد على كيد هؤلاء اليهود والمنافقين ، و ليُشعر قريشا أن في المسلمين قوة؛ خشية عودة قريش لغزو المدينة ، خصوصا أن الدولة الاسلامية الوليدة في الجزيرة العربية محاطة بعشرات القبائل التي تضمر الكراهية والعداوة للمسلمين .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-21-21, 07:56 AM   #189
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 176 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد / ج2))
______
إذن فقد عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على اللحاق بجيش قريش ، وكانت هذه رسالة قوية للمشركين ومن حالفهم : فإن خروج النبي - صلى الله عليه وسلم – بجيشٍ مُثقل بالجراح و الإصابات يعني أن المسلمين لا يزالون أعزّة ، قادرين على المواجهة ، وأن جراحهم وآلامهم لا يمكن أن تعوقهم عن مواصلة الجهاد والقتال ، وأنّ فرح المشركين لن يدوم طويلاً .

فلما انتهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من صلاة فجر يوم الأحد ، أمر بلال أن ينادي : إن رسول الله يأمركم بطلب عدوكم، ولا يخرج معنا إلا من شهد القتال بالأمس !! {{ يعني من شهد أحد فقط }} ،

أما هؤلاء ال ٣٠٠ الذين انسحبوا من منتصف الطريق إلى أحد فلا يخرجون معهم ، فقد أصبح الصحابة في المدينة يفرقون بين جماعة المؤمنين وبين المنافقين ، وكان هذا من مكاسب غزوة أحد ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يريد أن يكون معه غير المؤمنين لأن هؤلاء المنافقين يخذلون الجيش ، ويكون ضررهم أكثر من نفعهم .

وجاء رأس المنافقين - عبد الله بن أبي بن سلول - وقال : أنا خارج معك يا رسول الله ، فرفض الرسول وقال : لن يخرج إلا من خرج معنا بالأمس .
استجاب الصحابة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - [[ مع أنهم جميعا يعانون من الجروح والإصابات البليغة ، لم يأت صحابي واحد يعتذر للرسول في عدم الخروج رضي الله عنهم جميعا ]] . وامتدح الله تعالى هذا الموقف العظيم من الصحابة ، قال تعالى :

{{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }} .


وهذا رجل من بني عبد الأشهل يصور حرص الصحابة على الخروج للجهاد فيقول : " شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج في طلب العدو ، قلت لأخي وقال لي : أتفوتنا غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

والله مالنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل، فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت أيسر جرحاً منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة (نوبة)، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون " .

وخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أيضا مجروح في وجنته ، من أثر الحلقتين ومجروح أيضاً في جبهته وباطن شفته السفلي ، ومجروح في ركبتيه ، ومتألم من عاتقه الأيمن من أثر ضربة ابن قمئة ، يقول طلحة: [[ و أنا مهموم بجراح رسول الله أكثر من جراحي ، فرسول الله مازال خده ينزف من آثار الحلق التي دخلت في وجهه بالأمس ]] .

سار – صلى الله عليه وسلم - بجيشه حتى وصل إلى منطقة يطلق عليها {{ حمراء الأسد }}على بعد حوالي [[ ٢٠ كم ]] جنوب المدينة ، وعسكر بجيشه هناك ، وعندما وصلوا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجمعوا الحطب بالنهار ، ولما جاء الليل أمرهم أن يوقدوا النار ،

حتى إذا نظر أحد إلى معسكر المسلمين من بعيد ، اعتقد أن عددهم كبير . [[ وبالفعل انتشر ذكر معسكر المسلمين ونيرانهم وعددهم الكبير في كل مكان في الجزيرة ]]

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-22-21, 07:59 AM   #190
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 177 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد / ج3 ))
______
عسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته في حمراء الأسد ، وأرسل العيون تستطلع أخبار جيش أبي سفيان ، فمر بهم رجل اسمه {{ معبد بن أبي معبد الخزاعي }} أتعرفون هذا الرجل ؟؟ [[ أمّه أم معبد التي ذكرنا حديثها يوم الهجرة إذ مر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وسألها الزاد وحلب شاتها ... ووصفت النبي لزوجها ... أتذكرون ؟؟ ]]

أقبل مَعْبَد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم ـ ويقال : بل كان على شركه، ولكنه كان ناصحاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان بين خزاعة وبني هاشم من الحلف ـ فقال : يا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله عافاك ، فكيف لي أن أخدمك ؟ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلحق أبا سفيان فَيُخَذِّلَه .
ولم يكن ما خافه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تفكير المشركين في العودة إلى المدينة إلا حقاً، فإنهم لما نزلوا [[ بالروحاء على بعد 47 كم ]] من المدينة تلاوموا فيما بينهم، قال بعضهم لبعض : لم تصنعوا شيئاً، أصبتم شوكتهم وحدهم، ثم تركتموهم، وقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم،[[ يقصدون محمدا و أبا بكر و عمر و علي ... ]]

فارجعوا حتى نستأصل شأفتهم .
ويبدو أن هذا الرأي جاء سطحياً ممن لم يكن يقدر قوة الفريقين ومعنوياتهم تقديراً صحيحاً ؛ ولذلك خالفهم [[ صفوان بن أمية ]] قائلاً : يا قوم، لا تفعلوا فإني أخاف أن يجمع عليكم من تخلف من الخروج من المسلمين في غزوة أحد فارجعوا، والدولة لكم، فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم . إلا أن هذا الرأي رفض أمام رأي الأغلبية الساحقة، وأجمع جيش مكة على المسير نحو المدينة .

ولكن قبل أن يتحرك أبو سفيان بجيشه من مقره ، كان قد وصل إليه معبد بن أبي معبد الخزاعي ، فقال له أبو سفيان : ما وراءك يا معبد ؟ [[هكذا كانت العرب تتلقط الأخبار ، من الركبان ]] فقال معبد ـ وقد شن عليه حرب أعصاب دعائية عنيفة - : محمد قد خرج في أصحابه، يطلبكم في جمع لم أر مثله قط ، يتحرقون عليكم تحرقاً، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما ضيعوا، فيهم من الحنق عليكم [[ الحنق :

الغيظ الشديد ، يعني مخنوقين من الغيظ مستلحمين عليكم ]]، شيء لم أر مثله قط . وتعاهدوا على أن لا يرجعوا حتى يلقوكم فيثأروا . قال أبو سفيان : ويحك، ماذا تقول ؟ قال : والله ما أري أن ترتحل حتى تري نواصي الخيل ـ أو ـ حتى يطلع أول الجيش من وراء هذه الأكمة

[[ يعني قرّب جيش المسلمين يصلكم ]] . فقال أبو سفيان : والله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم . قال معبد : فلا تفعل، فإني ناصح . فَوَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلَنِي مَا رَأَيْتُ عَلَى أَنْ قُلْتُ فِيهِ أَبْيَاتًا مِنْ شِعْرٍ [[ حرب إعلامية على جيش قريش ]] ،
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَاذَا قُلْتَ؟ قَالَ مَعْبَدٌ:

كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي إِذْ سَالَتِ الأَرْضُ بِالْجُرْدِ الأَبَابِيلِ
تَرْدِي بِأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنَابِلَةٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَلا خُرْقٍ مَعَازِيلِ
(( يعني من صوت السلاح والجيش الذي مع محمد راحلتي كانت رح تسقط على الأرض ، و لم أر الأرض ، ولم أر لونها ، من كثرة الجيش الذي خرج مع محمد و غطاها [[ والجرد الأبابيل ]] وصف الخيل ، تجري خيولهم نحوكم ، كأنها أسود من سرعتها ، وهم مدجّجون بالسلاح غير عُزّل )) .

وحينئذ انهارت عزائم الجيش المكي وأخذه الفزع والرعب، فلم ير العافية إلا في مواصلة الانسحاب والرجوع إلى مكة . بيد أن أبا سفيان قام بحرب أعصاب دعائية ضد الجيش الإسلامي، لعله ينجح في كف هذا الجيش عن مواصلة المطاردة، فقد مر به ركب من عبد القيس يريد المدينة، فقال : هل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة، وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبًا بعكاظ إذا أتيتم إلى مكة ؟
قالوا : نعم . قال : فأبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكرة ؛ لنستأصله ونستأصل أصحابه .
فمر الركب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهم بحمراء الأسد، فأخبروهم بالذي قال لهم أبو سفيان، ولكن هذا لم يؤثر في المسلمين، بل زادهم إيمانا وثباتا وتوكلًا على الله .

قال تعالى : {{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }} .

بقي المسلمون في {{ حمراء الأسد }} ثلاثة أيام ، ثم عادوا إلى المدينة ، ووقع في أسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل رجوعه إلى المدينة أبو عزة الجمحي، وكان شاعراً أسره المسلمون يوم بدر، ثم أطلقه الرسول - صلّى الله عليه وسلم ـ بغير فداء، رحمةً ببناته، واشترط عليه ألا يقف ضد المسلمين، فلم يحترم الرجل العهد، فهجا المسلمين وحرّض عليهم بشعره ، وقاتل مع المشركين في أحد، فوقف بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم ـ


يطلب عفوه مرة ثانية، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم ـ أمر بقتله كما تقول بعض كتب السيرة .

وقد حققت هذه الغزوة كل أهدافها التي أرادها ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تخويف قريش وتراجعها عن مهاجمة المدينة ، وإعادة الهيبة و الروح المعنوية لجيش المسلمين .

هل رأيتم ؟؟ هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النبي القائد ، وهؤلاء هم أصحابه الذين لبّوا النداء رغم أنهم مثخنون بالجراح ، و هذه هي مدرسة محمد – صلى الله عليه وسلم – وتلك هي الشخصيات التي تربّت في هذه المدرسة على يديه ، واستطاع في زمن قياسي أن يغير بها وجه التاريخ ، فكنا نحن – عُشّاق سيرة محمد - ثمرة هذه الشخصيات ،فقد أوصلوا لنا مفتاح الجنة ومفتاح الفوز والنجاة ، فنطقنا ب

{{ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله }} ، فالحمد لله على نعمة الإسلام .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-22-21, 08:01 AM   #191
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 178 »
السيرة النبوية العطرة (( تحريم الخمر ))
______
نحن الآن مازلنا في السنة الثالثة للهجرة بعد غزوة أحد ، وكما قلنا السيرة ليست فقط غزوات وحروب ، إنما هي منهاج حياة ، ففي السنة الثالثة من الهجرة ، وبعد غزوة أحد نزل تحريم الخمر، لم يأت تحريم الخمر فجأة ، بل كان بالتدريج ، وكثير من التشريعات جاءت بالتدريج مثل الصلاة والصيام ...،

فالتدرج في التشريع من أسس وركائز التشريع الإسلامي، لأنه ليس من الممكن أن ينقلب المجتمع الجاهلي إلى مجتمع صالح بين عشية وضحاها ، وكانت الخمر عند العرب لها شأن كبير، وكانوا ينشدون فيها الأشعار، وتقع لهم فيها العجائب والغرائب والبلايا، ومن حكمة الله أنه أخّر تحريمها ؛ لأن كثيرًا من الناس لو حُرمت في أول الأمر فربما امتنع عن دخوله الإسلام من أجلها، فمن رحمة الله أن أخّر تحريمها حتى دخل الناس في دين الله، وحتى كثر المسلمون، وحتى عرفوا الإسلام واطمأنوا إليه ، وأدركوا الحكمة من تحريمها .

فكانت المرحلة الأولى هي قول الله تعالى : {{ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }} ، يعني ثمرات النخيل والأعناب إذا أخرجناها عن طبيعتها تصبح (( سكرا : بمعنى شراب غير مقبول )) ، و إذا لم نتدخل في طبيعتها ؛ فهي رزق حسن طعاما وتجارة ، وكأنه يقول أن ( السكر ) أمر قبيح .

أمّا المرحلة الثانية هي قوله تعالى : {{ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا }} الخمر معناه الستر [[ أي توارى واختفى ]] ، وذلك أنّ الخمر يستر العقل ، ويغيب الإنسان عن وعيه إذا شربه . وهنا الله – عزوجل – يبيّن لنا أنه قد يكون في الخمر فوائد دنيوية مادية في البيع والشراء ، لكنّ شربه ينتج عنه أكبر بكثير . فهذه مرحلة النصح و الإرشاد . فما فائدة الإنسان بدون عقل ؟ فربما يقتل أو يسرق ، وربما يرتكب الفاحشة حتى مع محارمه – لا قدّر الله – لأنه بدون عقل ، بحجة أنه يريد نسيان الهموم !!! فيقع في مصائب لا تُحمد عقباها .

أمّا المرحلة الثالثة فهي قوله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ }} ، فقد جاء أحد المسلمين و شرب الخمر قبل أن تحرم نهائيا ، وكان في الصلاة ، وأخطأ أثناء القراءة في ترتيب آيات سورة (( الكافرون )) ، فلم يُحسن قراءتها ، فنزلت الآية السابقة تأديباً ، فأمر – صلى الله عليه وسلم - بلالا لينادي في الناس : ألا لا يقربن الصلاة سكران ، وهكذا تضاءل جدا الوقت الذي يمكن أن تُشرب فيه الخمر، لأن أوقات الصلاة متقاربة .
أمّا المرحلة الرابعة والأخيرة فهي تحريم الخمر ، قال تعالى :

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }} . وعندما نزلت هذه الآية كان البعض يشرب الخمر ، فتوقف فورا ، وكسر الآنية التي يشرب منها ، وألقي الصحابة الخمور في الطرقات، حتى أصبحت المدينة موحلة كأن مطرا قد نزل عليها .

وجاءت السنة النبوية لتؤكد هذا التحريم ، ففي الحديث النبوي " لعنَ اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقيَها وبائعَها ومُبتاعَها وعاصرَها ومُعتصِرَها وحاملَها والمحمولةُ إليهِ " . وقال أيضا – صلى الله عليه وسلم - :

" كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ " . وهذا يعم كل شيء، فالمخدرات و الحشيشة وكل شيء يحصل به هذا المعنى من إسكار ومضرة على متعاطيه فإنه محرم ، لقول النبي عليه الصلاة و السلام : " لا ضرر ولا ضرار " . فالله حرم علينا ما يضرنا ويضر عقولنا وأبداننا قال تعالى : " وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " . و من أهم طرق العلاج التوبة و الاستغفار و الرجوع إلى الدين و ذكر الله تعالى و الشعور بالندم على تلك المعصية .

نسأل الله العفو و العافية ، اللهم اهد شبابنا و بناتنا لما تحبه و ترضاه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 02-23-21, 08:53 AM   #192
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 179 »
السيرة النبوية العطرة (( سرية أبي سلمة ، ومهمة عبد الله بن أنيس ))
______

وصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد غزوة أحد بثلاثة أشهر تقريبا ، أن قبيلة بني أسدِ تستعد للإغارة على المدينة ،[[ فظنوا أن كل من يريد أن يغزو المدينة يمكن له أن ينال من المسلمين !! ]] ،

فلما بلغ النبي ذلك ؛ لم يمهلهم ، وإنما أرسل اليهم سرية قوامها {{ ١٥٠ }} من الصحابة ، وجعل عليهم أميرا هو [[ أبو سلمة : هذا الصحابي الجليل يكون ابن عمة رسول الله ، وأمه برة بنت عبد المطلب ، ويكون أخو النبي في الرضاعة، فلقد أرضعته وأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثويبة مولاة أبي لهب ]] .

فعقد له لواء وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : امض على بركة الله ، وانزل خيلك قوم بني أسد ، فإنهم يجمعون للإغارة على المدينة ، وسر ليلاً وأكمن نهاراً كي يأخذ القوم على حين غرة [[ فجأة ]] ،

فسار على بركة الله ، حتى فاجأ القوم وهم مجتمعين عند ماء لهم ، ففروا منه فأخذ جميع ما يملكون من إبل ، وشاة ، وغنائم ورجع خلال سبعة أيام إلى المدينة المنورة .

ومن الذين أرادوا أن يستغلوا حالة الكراهية الموجودة في الجزيرة العربية ضد المسلمين فارس مغامر ، من أشد وأقوى وأشرس المقاتلين العرب اسمه

{{ خالد بن سفيان الهذلي }} ، فبدأ يدعو لغزو المدينة ، واتخذ لنفسه مقرا في وادي{{ عرنة }} وهو مكان قريب من مكة ، يبعد عن الحرم حوالي 20 كم ، وبدأ بالفعل يتجمع عنده المقاتلين من المرتزقة الذين طمعوا في نهب خيرات المدينة . وصلت هذه الأخبار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرر ألا يمهل هذا الرجل حتى يكثر جمعه، وأن يرسل له من يقتله، وكان ذلك أيضا في السنة الثالثة للهجرة و بعد غزوة أحد بأشهر .

واختار – عليه الصلاة و السلام - لهذه المهمة الصعبة {{ عبد الله بن أنيس الجهني }} وهو شاب عمره ٢٨ عاما ، و الذي يتمتع بالشجاعة والفدائية . فكان من عادة النبي أن يختار من أصحابه من يكون مناسبا أكثر للمهمة ،،، فيختار للقيادة من يتمتع بسداد الرأي وحسن التصرف، ويختار للدعوة والتعليم من يتمتع بغزارة العلم والمهارة في اجتذاب الناس ، ويختار للوفادة على الملوك والأمراء من يتمتع بحسن المظهر وفصاحة اللسان ... وهكذا .

وقد أخرج ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه وأحمد في مسنده وأبو داود في سننه وأبو يعلى في مسنده عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال :
دعاه رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقال :

( إنَّه قد بلَغني أنَّ ابنَ سُفيانَ بنِ نُبَيحٍ الهُذَليَّ جمَع لي النَّاسَ لِيغزوَني وهو بنَخْلةَ أو بعُرَنةَ فَأْتِه ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ انعَتْه لي حتَّى أعرِفَه . قال : ( آيةُ ما بَيْنَك وبَيْنَه أنَّكَ إذا رأَيْتَه وجَدْتَ له إِقْشَعريرةً ) [[ يعني يقشعر جسمك رعبا من شكله ]] قال : فخرَجْتُ متوشِّحًا بسيفي حتَّى دُفِعْتُ إليه وهو في ظُعُنٍ (( زوجاته )) يرتادُ لهنَّ منزِلًا حينَ كان وقتُ العصر .

فلمَّا رأَيْتُه وجَدْتُ ما وصَف لي رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - مِن الإِقْشَعريرةِ ، فأخَذْتُ نحوَه ، وخشيتُ أنْ يكونَ بَيْني وبَيْنَه محاولةٌ تشغَلُني عنِ الصَّلاةِ ،[[ وهذا يدل على شدة حرصه على الصلاة في وقتها ]]،

فصلَّيْتُ وأنا أمشي نحوَه وأُومئُ برأسي (( يعني صلّى و هو يمشي إليه )) ، فلمَّا انتهَيْتُ إليه ، قال : ممَّنِ الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : رجُلٌ مِن العرَبِ سمِع بكَ وبجَمْعِكَ لهذا الرَّجُلِ فجاء لذلكَ . [[ يعني أنا جاي أحارب معك محمد و أصحابه ]] . فقال :

أنا في ذلكَ . فمشَيْتُ معه شيئًا حتَّى إذا أمكَنني حمَلْتُ عليه بالسَّيفِ حتَّى قتَلْتُه . ثمَّ خرَجْتُ وترَكْتُ ظعائنَه مُنكبَّاتٍ عليه

(( يعني زوجاته يبكين عليه )) ، فلمَّا قدِمْتُ على رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ورآني قال : ( قد أفلَح الوجهُ ) قُلْتُ : قتَلْتُه يا رسولَ اللهِ قال : ( صدَقْتَ ) قال : ثمَّ قام معي رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فأدخَلني بيتَه وأعطاني عصًا ، فقال : ( أمسِكْ هذه العصَا عندَكَ يا عبدَ اللهِ بنَ أُنَيْسٍ ) .

قال : فخرَجْتُ بها على النَّاسِ فقالوا : ما هذه العصَا ؟ قُلْتُ : أعطانيها رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وأمَرني أنْ أُمسِكَها . قالوا : أفلا ترجِعُ إلى رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فتسأَلَه : لِمَ ذلكَ ؟ قال : فرجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ، لِمَ أعطَيْتَني هذه العصَا ؟ قال :

( آيةٌ بَيْني وبَيْنَكَ يومَ القيامةِ إنَّ أقلَّ النَّاسِ المُتخِّصرونَ يومَئذٍ ) فقرَنها عبدُ اللهِ بسَيفِه ، فلَمْ تزَلْ معه حتَّى إذا مات أمَر بها فضُمَّتْ معه في كفنِه ثمَّ دُفِنا جميعًا .
[[ المتخصرون : من لهم أعمال صالحة يتكئون عليها يوم القيامة كما يتكئ الإنسان على عصاه ]] .

سرية أبي سلمة ، ومهمة عبدالله بعد غزوة أحد تدل على مدى يقظة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة ، وتدل على حزم وحسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المدينة ، وكيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعامل مع المشكلة في بدايتها حتى يستطيع السيطرة عليها ، وهذه من مميزات القائد الناجح .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 12:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا