منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-21, 08:03 AM   #175
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 162 »
السيرة النبوية العطرة (( تجهيز قريش لغزوة أحد ))
______
إذن ، فقد قررت قريش غزو المدينة المنورة ، وكانت قريش طوال عام – منذ غزوة بدر إلى سرية زيد – وهي تستعد للانتقام و الثأر من هزيمتها في بدر، و تشجع القبائل على قتال المسلمين ، وتشن حربا إعلامية مكثفة في كل أنحاء الجزيرة لتشويه صورة المسلمين .

وبدأت قريش بعد ذلك في حشد قواتها من داخل مكة وأيضا من القبائل المتحالفة معها وهي قبائل : كنانة ، ثقيف ، والأحابيش ، [[والأحابيش هم مجموعة من القبائل المتحالفة مع بعضهم البعض، وقد أطلق عليهم الأحابيش لتحبشهم أي تجمعهم وقائدهم اسمه " الحليس " ]] ، وهكذا استطاعت قريش أن تحشد[[ ٣ آلاف مقاتل ]] ، منهم ١٠٠٠ مقاتل من قريش ، و ٢00٠ مقاتل من خارج قريش ، وكان في الجيش ٣ آلاف بعير ، و 200 فرس ،و ٧٠٠ دارع [[ والدارع هو الذي يلبس لباس الحرب كامل ]] ، وخرج جيش قريش بالفعل في أواخر شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، أي بعد بدر بعام كامل .

كانت القيادة العامة للجيش لسيد قريش{{ أبو سفيان بن حرب }} ، الذي نظم جيشه تنظيماً جيداً فوضع {{ خالد بن الوليد على ميمنة الفرسان }} وعكرمة بن أبي جهل على ميسرة الفرسان ، وصفوان بن أمية على المشاة ، ووضع عبد الله بن ربيعة على رماة السهام ، وأعطي اللواء لبني عبد الدار، فكانوا هم الذين يحملون اللواء لقريش ، وخرج مع الجيش {{ ١٥ امرأة على رأسهن سيدة مكة هند بنت عتبة }} زوج أبي سفيان، وقد فقدت أباها وعمها وولدها يوم بدر ، وأخذت على عاتقها أن تلهب مشاعر قريش وتحمّس الجيش ، للثأثر بهذا اليوم وخرجن ومعهن الدفوف يضربن بها.

وكان من ضمن الجيش عبد حبشي اسمه {{ وحشي بن حرب }} ، ووحشي هذا كان ممن يتقنون الرمي بالحراب ، وكان رامياً ماهراً قلّما يخطئ ، وكان عبدًا لرجل من قريش اسمه {{ جبير بن مطعم بن عدي ، والده الذي استجار به النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم رجوعه من الطائف ، تذكرون ذلك ؟ }} ، وقد قُتل (( طعيمة )) عمّ جبير في غزوة بدر ، أما والد جبير {{المطعم }}

مات قبل بدر ، فقال جبير لوحشي [[ وكان وحشي يكنى أبا دسمة ]] : يا أبا دسمة ، إن أنت أصبت حمزة بن عبدالمطلب عم محمد بعمي طعيمة فأنت حر، [[ اقتل حمزة بحربتك يا وحشي واعتبر نفسك حر طليق ]] ، فخرج وحشي لمهمة واحدة فقط ، مهمة خطيرة ؛ وهي قتل أقوى فارس في صفوف المسلمين وهو {{ حمزة بن عبد المطلب أسد الله ورسوله }} رضي الله عنه وأرضاه .

وكان هناك في قريش مراسيم تعدها قريش ليالي ، يضربون فيها على الدفوف ويرقصون فيها رقص الحرب تحميسا للجيش، وأخذ الأحابيش يرمون بالحراب فلما رأت (( هند )) وحشي ومهارته ، وقفت تزيده حماسا على حماسه وتقول له :يا أبا دسمة ، إن كان جبير قد وعدك بالعتق ، فأنا أعدك بوزنك ذهباً وفضة ، إن أنت مكنتني من كبد حمزة !!


وانطلق جيش قريش ، فلما وصلوا إلى الأبواء [[ عند قبر أم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، آمنة بنت وهب ]] تقول بعض الروايات إن هندا قالت للجيش : لو بحثتم قبر أم محمد [[ أي انبشوا قبرها ]] فإن أسر منكم محمداً أحدا فديتم كل أسير بجزء من أجزائها [[ شوفوا الحقد و الدهاء ]] ،

فرفض أبو سفيان رأيها وكذلك سادة قريش وقالوا : لا يُفتح هذا الباب ، وإلا نبشوا موتانا عند مجيئهم [[ يعني رح تفتحي علينا باب عواقبه وخيمة ]] . بهذه المعنويات الحاقدة والتي عنوانها الأخذ بالثأر ، خرجت قريش وهي تعتقد أنها ستباغت المسلمين في المدينة . . .

يتبع

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 02-08-21, 07:44 AM   #176
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 163 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج المسلمين إلى أحد ))
______
عزمت قريش على غزو المسلمين في المدينة ، وهنا أحسّ العباس بن عبدالمطّلب بخطورة الموقف فبعث برسالة عاجلةٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فيها بخبر القوم ، ويبيّن له إمكانات الجيش وقدراته الحربية ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الاستيثاق أكثر مما ورد في هذه الرسالة ، فأرسل الحُباب بن المنذر بن جموح - رضي الله عنه - ليستطلع الخبر ، فعاد إليه مؤكّدا ما ورد في الرسالة .

واجتمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، وشاورهم في الخروج من المدينة للقاء العدو ، أو البقاء فيها والتحصّن بداخلها ، وذلك في ضوء التفوق الكبير لجيش قريش على جيش المسلمين، سواء من ناحية العدد أو العدة ، وكان ذلك في صباح يوم الجمعة بعد صلاة الفجر{{ السادس من شوال من السنة الثالثة من الهجرة }} ،

فاختار بعضهم البقاء في المدينة ، ومنهم عبد الله بن أبي سلول سيد الخزرج ورأس النفاق ، ومال النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الرأي ، بناءً على أن جموع قريش لن تقوى على القتال بين الأزقة والطرقات ، ويمكن للنساء والأبناء المشاركة في الدفاع عن المدينة من شرفات البيوت وأسطحها ، كما أنّ التحصّن فيها سيتيح فرصة استخدام أسلحةٍ لها أثرها على الأعداء، كالحجارة ونحوها ، فإذا أقامت قريش في مكانها فهي المتضررة ، وإذا رجعت بلا قتال فقد رجعت خائبة لم تصنع شيئاً ،وإذا دخلت المدينة، تفرقت في شوارعها وقاتلها المسلمون قتال شوارع .

بينما اختار الخروجَ إلى العدوّ الشباب والرجالُ المتحمّسون ، خاصة الذين حُرموا من غزوة بدر ، وتاقت نفوسهم إلى الجهاد في سبيل الله ، وطمعوا في نيل الشهادة ، فألحّوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج لقتالهم ، وقالوا له :

" يا رسول الله ، كنّا نتمنّى هذا اليوم وندعو الله ، فقد ساقه إلينا وقرب المسير ، اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنّا عن لقائهم " ، فكان رأي من يريدون الخروج وملاقاة قريش الأغلبية ، والشورى هي رأي الأغلبية
فنزل عند رأيهم – عليه الصلاة و السلام - ، بالرغم من أنه كان لا يريد هذا الرأي ، [[ وهذا رد قوي على من يقول إن الشورى ليس ملزما فيها ولي أمر المسلمين ]] .

فلما كان وقت صلاة الجمعة نفس اليوم ، خطب فيهم – صلى الله عليه وسلم - وحثهم في خطبته على الجهاد والصبر عند لقاء العدو ، ثم أمرهم بالتهيؤ لعدوهم ، ففرح الناس وانصرفوا بعد الصلاة يستعدون للقتال ، ودخل – صلى الله عليه وسلم - بيته ولبس عدّة الحرب .

ولما أفاق الصحابة من نشوة حماسهم ، بدا لهم أنهم أكرهوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمر لم يرده ، وشعروا بحرج بالغ ، تلاوموا فيما بينهم ، وأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة بن عبدالمطلب ليعتذر عن ذلك ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أن من الحزم المضيّ قدماً في اختياره ، فقال :

( إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته [[ أداة الحرب ]] أن يضعها حتى يحكم الله ) .
وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنّه قال : " رَأَيْتُ في رُؤْيَايَ أنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هو ما أُصِيبَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أحْسَنَ ما كَانَ، فَإِذَا هو ما جَاءَ به اللَّهُ مِنَ الفَتْحِ واجْتِمَاعِ المُؤْمِنِينَ، ورَأَيْتُ فِيهَا بَقرًا[[ البقر بسكون القاف ]] واللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ المُؤْمِنُونَ يَومَ أُحُدٍ ". البقر (( بسكون القاف )) :

أصحاب عِلم ،تُبقر بطونهم في المعركة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-08-21, 07:46 AM   #177
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 164 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، انسحاب ثلث الجيش ، وخطة النبي للمعركة ))
______
خرج جيش المسلمين بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لملاقاة جيش قريش في أحد بعد صلاة الجمعة ،وكان عددهم (( ١٠٠٠ مقاتل )) ، فلما سار الجيش قليلاً وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بين صفوف المسلمين كتيبة خشنة [[ أي كثيرة السلاح ]] عددهم حوالي ١٠٠ مقاتل ، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم : من هؤلاء ؟؟

فقال له الصحابة : إنهم حلفاء من اليهود لعبد الله بن سلول ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : هل أسلموا ؟؟ قالوا : لا . فقال عليه الصلاة و السلام : " إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك "
[[ استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في وصف اليهود كلمة كفر لأنهم حرّفوا كتابهم ، أما أهل الشرك فهم عبدة الأوثان من أهل قريش وغيرهم ]] وردّهم ، ورفض الاستعانة بهم .

غضب لرجعتهم ابن سلول وقال : عصاني وأطاع الولدان [[ يقصد الشباب من الصحابة المتحمسين للقتال ]] ، و ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا ؟! ارجعوا أيها الناس ، وأعلن عبد الله بن أبي بن سلول أنه سيعود إلى المدينة، بل دعا الجيش كله إلى الانسحاب والعودة للمدينة ، واستجاب له ٣٠٠ من جيش المسلمين من المنافقين ، [[ هل رأيتم عدد المنافقين بالمدينة ؟؟ من ألف مسلم فقط ، خرج ٣٠٠ منافق !! ]] ،

فقام لهم أحد الصحابة فقال :يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم !! فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أنه يكون قتالا [[ أي لن يكون هناك قتال حكي فاضي لو في قتال نبقى معكم ]] وأصروا على الانسحاب ، فلما يئس منهم قال لهم: أبعدكم الله ، أعداء الله ، فسيغني الله تعالى عنكم نبيه ، فأنزل الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة ،

قال تعالى : {{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }} .

ولم يقتصر الأمر على المنافقين فقط ، بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبيرمن الجيش ، عدد آخر من المؤمنين ، ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم وتولى أمرهم ، وثبتهم ، يقول تعالى : {{ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏ }} .

إذن عدد جيش المسلمين[[ 1000 مقاتل ]] انسحب منهم [[ 300 مقاتل ]] فأصبح عدد جيش المسلمين[[ ٧٠٠ ]] وعدد جيش قريش[[ 3 آلاف مقاتل ]] تخيلوا!! يعني أربعة أضعاف جيش المسلمين ، ومجهز بالعدة والعتاد والفرسان والدروع .

وفي استعراض النبي - صلى الله عليه وسلم - للجيش ، وجد بين الصفوف صغارا في العمر ، فردهم ولم يسمح لهم بالمشاركة ، ومنهم أسامة بن زيد و عبد الله بن عمر ، وكان هناك غلامان ؛ أحدهما اسمه {{ سمرة }} والآخر اسمه {{ رافع }} ، فلما ردهما قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله ،إن رافع رام جيد ، قل أن يخطئ فلا بأس يا رسول الله لو أنك أجزته ، [[ بشهادة الصحابة علم النبي أنه رام جيد ، والحرب بحاجة لرامي يقف في مكانه فيرمي بالنبل ، فسمح له ]] فبكى سمرة ، وكان يتيماً وقال :

أنا أقوى من رافع في المصارعة ، قال له النبي : أأنت تصرعه ؟!!! فكفكف دموعه سمرة وقال : نعم يا رسول الله . قال لهما النبي :

تصارعا أمامي ، فتصارعا فصرع سمرة رافع، فسمح له النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يشارك أيضا في المعركة .

فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من استعراض الجيش وسار به إلى أن وصلوا فجرا جبل أحد، وهو يبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }} ، وتمركز بجيشه بحيث أصبحت المدينة في وجه الجيش ، وجبل أحد في ظهر الجيش وعلى يمينه ، وجزء من الجبل على يسار الجيش [[ حتى لا يستطيع جيش قريش تطويق المسلمين ]]، وهو الجزء من الجبل الذي سيقف عليه الرماة ، وجيش مكة أصبح فاصلا بين المسلمين والمدينة .

فلما نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى جيش قريش أمامهم تفحص ساحة المعركة بذكاء وبصيرة القائد المحنّك ،

و بدأ بوضع خطّته، فرأى أن في جيش قريش {{ ٢٠٠ }} فارس يقودهم خالد بن الوليد ، وعكرمة بن أبي جهل ، تنحوا عن الجيش [[ أي ليست مهمتهم القتال ، فوقفوا على جانب ]] ، فعلم النبي بفراسته الحربية أن هؤلاء الفرسان مهمتهم فقط تطويق المسلمين والالتفاف حولهم ، فجعل عددا من الرماة على الجبل على يسار المسلمين ، يقومون برمي السهام في اتجاه خيل المشركين ، وبذلك يقلل من آثار امتلاك قريش لعدد كبير من الفرسان، لأن الخيل تخاف وتتراجع أمام النبل ، وكان عدد الرماة {{ ٥٠ }} رجلا من الصحابة و جعل{{ عبد الله بن جبير }} قائدا عليهم ،

وأوصاهم أن لا يتركوا المكان إلا إذا سمح لهم النبي بذلك ، حتى لو رأوا المسلمين قد انتصروا و فازوا بالغنائم . ثم ختم كلامه – صلى الله عليه وسلم - بقوله {{ لا نؤتينّ اليوم من قبلكم }} [[ يعني لو في ثغرة والعدو رح يستغلها ورح نخسر المعركة من بابكم بس ]]

ووجّه المسلمين بالوقوف صفا واحدا في أضيق مسافة بين جبل الرماة وجبل أحد ، وهي مسافة حوالى {{ ٦٥٠ متر }} وبذلك تحارب قريش المسلمين بنفس عددهم تقريبا، ويستطيع النبي - صلى الله عليه وسلم - التقليل من آثار التفوق العددي لجيش قريش ، ويكون أيضا هناك مكان آمن في الجبل

{{ وهو الشعب }} يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت بهم الهزيمة ، ولا يلجئون إلى الفرار من أمام العدو، فيتعرضون للقتل أو الأسر . وهكذا تمركز الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أفضل مكان في أرض المعركة ، مع أن قريش وصلت إلى أحد قبل جيش المسلمين ، وفيها خبراء عسكريون ، ومع ذلك تفوق عليهم النبي – صلى الله عليه وسلم - .


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-11-21, 07:54 AM   #178
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 165 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ))
______
في صباح {{ يوم السبت 7 شوال من السنة الثالثة للهجرة }} أصبح الجيشان يرى بعضهم البعض، وقف - عليه الصلاة و السلام - يحث المسلمين على الجهاد ، و الصبر على قتال المشركين ، ويبث فيهم الحماسة ، و يدعو الله ، ويَعد المسلمين بالجزاء العظيم يوم القيامة .

وفي الجانب الآخر كان أبو سفيان يحاول تعبئة جيش قريش ، وقال لحملة اللواء من بني {{ عبد الدار }} : يا بني عبد الدار ! قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم ، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه‏ ، [[ يعني إذا مش قدها لا تحملوها ]] ، ونجح أبو سفيان في استفزاز بني عبد الدار وإثارة حميّتهم ، لأن سقوط اللواء يعني خسارة المعركة.

وحاول أبو سفيان أيضا أن يعمل فتنة في صفوف المسلمين ، فاقترب من جيش المسلمين ونادى : يا معشر الأوس والخزرج ، خلوا بيننا وبين بني عمنا وننصرف عنكم ، فلا حاجة لنا إلى قتالكم ، فقام الصحابة من الأنصار و ردّوا عليه كلامه . وقامت نساء قريش بدورهن في تحريض رجالهنّ على قتال المسلمين ، وكانت تقودهن {{ هند بنت عتبة }} ، فأخذن يتجولن بين الصفوف ، وهن يضربن الدفوف ، وينشدن الشعر ، تقول هند :

نحن بنات طارق ( تقصد النّجم، لعُلو مكانتهن ومكانة آبائهن )
نمشي على النمارق ( وسائد فارهة للاتّكاء عليها )
مشي القطا النواتق ( مدح للمرأة أنها كثيرة الولادة )
والمسك في المفارق ( عطر طيب تشم رائحته في مفارق الشعر )
والدر في المخانق ( يتزيّنّ بالحُلي والجواهر )
إن تقبلوا نعانق ( إن تقبلوا على قتال العدو، فنحن لكم معانقون)
أو تدبروا نفارق ( إن تهربوا وتنهزموا عن لقاء العدو، فسنفارقكم )

أصبحت المعركة على الأبواب ، وكان أول وقودها حين خرج رجل من بني عبد الداراسمه {{ طلحة بن أبي طلحة }} يدعو إلى المبارزة وهو راكب على جمله ، وكان من أقوى فرسان قريش وقال : من يبارز ؟؟؟

فخرج إليه على قدميه {{ الزبير بن العوام حواري رسول الله : بمعنى ناصري وخاصتي من أصحابي }} رضي الله عنه، وكان شجاعا طويلا ، فوثب الزبير من الأرض وثبة واحدة فجلس معه على بعيره ، وقتله ، فكبّر النبي ، و كبّر المسلمون ، وبدأ القتال بين الفريقين ، واشتعلت نيران المعركة في كل نقطة من ميدان القتال .
وانطلق المسلمون خلال جنود المشركين كالسيل ، وقاتلوا المشركين بكل بقوة وضراوة وشراسة . وكان ثقل المعركة في أولها يدور حول لواء المشركين ، والذي كان يحمله {{ بنو عبد الدار }}

فبعد سقوط قائدهم طلحة بن أبي طلحة في المبارزة، سقط اللواء ، فحمله أخوه {{ عثمان بن أبي طلحة}} فجاء إليه {{حمزة بن عبد المطلب }} وضربه ضربة بترت يده مع كتفه ، فرجع حمزة وهو يقول :أنا ابن ساقي الحجيج [[ يعني أبوه عبد المطلب جد النبي كان يسقي الحجيج ]] ، ثم رفع لواء قريش {{ أبو سعد بن أبي طلحة }} فأخذ {{ سعد بن أبي وقاص }} قوسه ورماه بسهم ، فوقع السهم في حنجرته ، فمات من فوره . ثم رفع اللواء {{ مُسافع بن طلحة بن أبي طلحة }} فرماه {{ عاصم بن ثابت }} بسهم فقتله ، ثم رفع اللواء {{ كِلاب بن طلحة بن أبي طلحة}} ، فانقض عليه {{ الزبير بن العوام }} وقاتله حتى قتله .

هكذا حتى قُتل من بني عبد الدار {{ ١٠ }} ، ولم يبق منهم أحد يحمل اللواء فتقدم غلام لهم حبشي، اسمه {{ صواب }} فقاتل عن اللواء حتى قتل ، وهكذا سقط لواء المشركين على الأرض من بداية المعركة ، ولم يبق أحد يحمله ، فبقي ساقطاً ، واستبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - واستبشر المسلمون، بينما انهارت معنويات جيش قريش ، وتفرقوا في كتائب متباعدة .

كان من أبرز المقاتلين في ذلك اليوم الفارس القوي {{ أبو دجانة }} . . .قبل بدء المعركة أمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بسيف وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟؟ فقام إليه أبو دجانة وقال : وما حقه يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني [[ يتطعج ]] ،

قال‏:‏ أنا آخذه بحقه يا رسول الله، فأعطاه إياه . فلما بدأت المعركة يقول الزبير بن العوام – وقد كان يراقب ماذا سيفعل أبو دجانة بالسيف الذي منعه النبي عنه وعن الصحابة وأعطاه فقط لأبي دجانة - يقول : أخرج أبو دجانة عصابة له حمراء فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار:‏ أخرج أبو دجانة عصابة الموت

[[ أهل المدينة يعرفون أبو دجانة إذا أراد أن يبلي بلاء حسنا في الحرب - وكانت لهم حروب من قبل الاسلام - كان يعصب رأسه عصابة حمراء ]] ، وقد ورد في بعض الروايات أن أبا دجانة أخذ يمشي على رؤوس أصابع قدميه ، وهو يتبختر بين الصفوف ويهز سيف النبي في يده ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنها لمشيةٌ يبغضها الله ورسوله، إلّا في هذا الموطن " . يقول الزبير : لقد أبلى أبو دجانة بلاءً حسناً ، فكان يهد الناس في سيفه هداً كأن السيف في يده منجل يحصد به قريش حصداً ، و يقصّهم فيه قصّا ، وكان يُنشد قائلا :

أنا الذي عاهدني خليلي*** ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول *** أضرب بسيف الله والرسول

[[ الكيول : هي آخر الصفوف ]] ، ثم أمعن في الصفوف، فإذا هي هند بن عتبة تحمس الجيش وتحاول أن تجهز على الجريح من المسلمين ، فلما حمل عليها السيف قالت : يا ويلاه !! وصرخت تستغيث ، فلم يجبها أحد ؛ فكره أن يَقتل بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها ، وانصرف عنها

[[ هل سمع ذلك دعاة حقوق الإنسان ومكارم الأخلاق ، نحن أصحاب مكارم الأخلاق ، وحقوق الإنسان منذ بزغ فينا نور الإسلام ، والحمد لله ]] . هؤلاء هم رجال الله الذين قال عنهم :


{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-11-21, 07:56 AM   #179
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 166 »
السيرة النبوية العطرة (( استشهاد حمزة – رضي الله عنه - / مخالفة الرماة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
______
وكان أبرز أبطال غزوة أحد أيضا ، أسد الله وأسد رسوله {{حمزة بن عبد المطلب }} عم ّ رسول الله ، و أخوه في الرضاعة ، والذي اندفع في قلب جيش المشركين بشجاعة و استبسال ، وكان حمزة بعد الرسول بيت القصيد وهدف المعركة، ولقد اختارت قريش قبل خروجها ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة كما أخبرتكم ، وهو [[ وحشي الحبشي ]] صاحب المهارة الخارقة في قذف الحربة، جعلوا كل دوره في المعركة أن يقتل حمزة ، ووعده سيده جبير بن مطعم أن يعتقه ، ووعدته هند بالذهب و المال .

ويروي لنا وحشي - وقد أسلم لاحقا - : كان حمزة لا يمر من أمامه عدو إلا قطع رأسه بسيفه، وكان يضرب يمينا و شمالا ، و أنا أرقبه ، فأخذت أهرب منه حتى اختبأت خلف شجرة وكانت معي حربتي ، حتى إذا استمكنت منه ، هززت حربتي حتى رضيت عنها ، فأرسلتها ، فوقعت في بطنه وخرجت من ظهره . وقام متجها نحوي فلم يستطع ، فلما مات ، أتيته وأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق . وعندما روى ذلك للنبي – عليه الصلاة و السلام – بعد أن أسلم ،

قال له النبي : ويحك ، غيّب عني وجهك فلا أرينّك! فكنت أبتعد بوجهي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لئلا يراني ، حتى قبضه الله . وظل وحشي نادماً طوال حياته على قتل حمزة ؛ فلما كانت حروب الردة ، اشترك فيها وقتل {{ مسيلمة الكذاب }}، فقال وحشي : " قتلت خير الناس وشر الناس " .

استشهد حمزة - رضي الله عنه - إلا أن المسلمين ظلّوا مسيطرين على المعركة ومتفوقين على جيش مكة ، وقد قامت الكتيبة التي عينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على {{ جبل الرماة }} بدورها المطلوب منها ، في صد هجوم الفرسان ، حيث حاولت كتيبة فرسان قريش بقيادة {{ خالد بن الوليد }} أن تتسلل إلى ظهر المسلمين ، ولكن في كل مرة كان فريق الرماة يرمونهم بالسهام حتى فشلت هجماتهم .


وأصبحت المعركة واضحة ، و{{ سيناريو بدر يتكرر }}، والمسلمون الآن مقبلون على نصر ساحق آخرعلى قريش ، لا يقل روعة عن نصر بدر ، وأخذت صفوف قريش تتراجع وتنسحب بعد أن سقط لواؤهم ، يقول الزبير بن عوام رضي الله عنه : وإني لأنظر إلى هند بنت عتبة ، ونساء سادة قريش يجرين مشمرات ، وما هو إلا قليل و نمسك بهنّ سبايا . وبدأ المسلمون يتتبعون المشركين ، يقتلونهم ويجمعون الغنائم‏ ، و استطاع المسلمون – مع قلة عددهم – أن يهزموا ال 3000 آلاف مقاتل .

وهنا وقع الرماة في خطأ كبير جدا ، قلب الوضع تماماً ، فقد قلنا إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أصدر أوامر مشددة ، وكرر الأمر أكثر من مرة للرماة بعدم ترك أماكنهم تحت أي ظرف، حيث قال لهم : [[ إن رأيتمونا هزمنا القوم فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ]]

حيث أن نصر المسلمين جعل الرماة يطيشون فرحاً ، وقالوا : نشارك إخواننا في جمع الغنائم ، ولكن قائدهم {{ عبد الله بن جبير }} ذكرهم بأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدم ترك أماكنهم ، فصاح بهم وقال : اتقوا الله ، واتقوا وصية رسول الله ، ولكن لم يستجب لعبد الله بن جبير غير قلة قليلة فقط ، بينما ترك الأغلبية مواقعهم من الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليشاركوا بقية الجيش في جمع الغنائم .

فلما نزل الرماة وتركوا أماكنهم ، شاهد (( خالد بن الوليد )) ذلك ، وكان لا يزال على فرسه في أرض المعركة ، فانتهز الفرصة ، وأخذ قراره السريع ، فهاجم بكتيبته من بقي من الرماة ؛ فقتلهم جميعا مع أميرهم " عبدالله بن جبير " ودار بفرسانه خلف جبل الرماة ، وأحاط بالمسلمين وانقض عليهم من خلفهم .
ثم أخذ فرسان المشركين ينادون بقية الجيش :

يا للعزى!! يا لهبل !! وشعر المشركون المنهزمون بالتطور الجديد ، فقاموا بهجوم مضاد ضد المسملين ، وهكذا [[ أحيط بالمسلمين من الأمام والخلف ]] ،

ووقعوا بين شقي رحى ، وجاءت امرأة من المشركين فرفعت لواء قريش من التراب مرة أخرى ، فلما رفعته تجمع جيش قريش مرة أخرى حول لوائهم ، وكان المسلمون في هذه اللحظات ، يجمعون الغنائم ويجرون خلف قريش ، فجاءهم خالد من الوراء و وضع السيف فيهم ؛ فذهلوا [[ لأن الذي يجمع الغنائم ويمسك الأسرى ، ويوثقهم بالحبال يكون قد أغمد سيفه ]] ، فألقوا ما بأيديهم من غنائم وشرعوا بالسيوف مرة أخرى ، ولكن هيهات ؛؛ لقد تفرقت صفوف المسلمين .

هنا أصبح القتال في ساحة المعركة في مكانين {{ المكان الأول }} جيش المسلمين المحاصرين أمام جبل أحد من الأمام ومن الخلف ، وقد سادت الفوضى فيه والارتباك والاضطراب ، حتى تاهوا وسط المشركين ، وأخذ بعض المسلمين يضربون بعضهم بعضا بلا وعي ، يظنونهم من قريش .
و في وسط هذا الارتباك حصل هذا الموقف : كان هناك صحابي اسمه {{ اليمان " حسيل بن جابر العبسي " }}

وهو والد الصحابي
الجليل حذيفة بن اليمان ، وهو شيخ كبير في العمر، لحق بجيش المسلمين لتوّه قادما من المدينة ، فدخل في المعركة من جهة المشركين ، وأحاط المسلمون باليمان يقاتلونه ، وهم يعتقدون أنه من المشركين فصاح بهم ابنه حذيفة : أي عباد الله ، أبي أبي ، إنه أبي [[ يقول للصحابة لا تقتلوه ، فهو ليس من قريش !! إنه أبي ! ]]

ولكنهم لم يسمعوه وقتلوه . فلما علم المسلمون أن الذي قتلوه والد حذيفة بن اليمان ، حزنوا حزنا كبيرا ، فقال لهم حذيفة : يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين . ثم انطلق بسيفه واستكمل القتال . وهمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد المعركة أن يدفع له الدية ، فأبى أن يأخذها حذيفة ، وجعلها صدقة على من قتله من المسلمين .


[[ لذا كان حذيفة من خيار الصحابة وصاحب سِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أنّ النّبي أسرّ له يومًا بأسماء جميع المنافقين في المدينة المنوّرة ، ولم يسرّها إلى أحدٍ من صحابته ، فسمّي حذيفة لذلك - صاحب سر رسول الله - وقد بقي حذيفة محافظًا على هذا السّرّ ، حتّى توفي رضي الله عنه وأرضاه ]] . وقد ألحّ عمر يومًا عليه بقوله : أنشدك الله أذكرني الله في المنافقين ؟؟ ولما رأى حذيفة حرصه وخشي عليه قال له، لا ، ولا أقولها لأحدٍ من بعدك . سبحان الله ! إذا كان خليفة المسلمين يخاف على نفسه من النفاق ؟ فماذا نقول عن حالنا ؟؟


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-14-21, 08:10 AM   #180
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 167 »
السيرة النبوية العطرة (( استبسال الصحابة في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد / ج1 ))
______
أمّا المكان الثاني الذي تركز فيه القتال ، فقد كان حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فهو الآن قد بلغ من العمر {{ ٥٧ عاما }} ، و المعركة الآن انقلبت موازينها لصالح قريش ، و انكشف المسلمون ودخلهم الرعب، وأوجع المشركون فيهم قتالاً شديداً، حتى وصلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطمعوا في القضاء عليه وقتله.

وفي هذا الموقف الشديد ثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - كالجبل الأشم ، يدافع جموع المشركين المحيطين به من كل ناحية، وهو يقول للمسلمين: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله، فاجتمع إليه نحو ثلاثين رجلاً من أصحابه، فدافعوا عنه بأجسادهم وأرواحهم، في صور رائعة من الحب والتضحية، فقام [[ أبو طلحة ]] رضي الله عنه - يُسوِّر نفسه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرفع صدره ليقيه من سهام العدو، ويقول : " نحري دون نحرك يا رسول الله"، حتى أثخنته الجراح . أمّا [[ أبو دجانة ]]

رضي الله عنه ، فكان يحمي ظهره - صلى الله عليه وسلم - والسهام تقع عليه ولا يتحرك ، يقول الراوي : حتى أصبح ظهر أبو دجانة مثل القنفذ من كثرة السهام ، فكان كلما نزل في ظهره سهم تألم فقال : آه ... آه ، وكلما قال آه ينظر في عيني النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول : ( ما أطيبها فيك يا رسول الله !! ) .
أمّا [[ طلحة بن عبيد الله ]] أحد المبشّرين بالجنّة ؛ فقد وقى رسول الله بيده حتى أصابها الشلل ، وكان أيضا يجعل من نفسه سَلَّمَاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - يصعد عليه ليرتقي إلى صخرة بالجبل ليحميه من المشركين . فقال له عليه الصلاة و السلام :

( أوجَب طَلحةُ ) أي : وجبت له الجنة .
ورغم استبسال الصحابة - رضوان الله عليهم - في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن بعض المشركين وصلوا إلى رسول الله، وجرحوه جراحات عديدة، إذ رماه " عتبة بن أبي وقاص " بالحجارة فكسر رباعيته ، وجرح شفته السفلى، وتقدم " عبد الله بن شهاب الزهري" إليه فشجّه في جبهته، وضربه " عبد الله بن قمئة " على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة، شكا لأجلها أكثر من شهر، ثم ضُرب على وجنته - صلى الله عليه وسلم - ضربة أخرى عنيفة كالأولى، حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - إصابات عديدة .

عن أنس رضى الله عنه:
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُسِرَتْ رَباعيتُه يوم أُحُدٍ، وشُجَّ في رأسه، فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول: كيف يُفلحُ قوم شجّوا نبيّهم وكسروا رباعيته [[ السن التي تلي الثنية من كل جانب ]] وهو يدعوهم إلى الله؟!، فأنزل الله عز وجلّ قوله: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ " ))

ومن الذين استبسلوا في الدفاع عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد

[[ أم عمارة : نسيبة بنت كعب الأنصارية ]] ، كانت تحمل الماء للمجاهدين ولكنها حين رأت المسلمين ينهزمون ، حملت سيفا واقتربت من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبدأت تدفع عنه الأذى بالسيف والقوس هي وابناها عبدالله وحبيب وزوجها زيد بن عاصم ، وقد أصابها " ابن قمئة " في كتفها ، فأزال كتفها عن موضعه ، بعد أن وجّهت له عدة ضربات بسيفها . [[ لم تمت في أحد عاشت - رضي الله عنها - وشهدت حروب الردة ، وكانت ممن أسهم في قتل مسليمة الكذاب ]] .

وفي غزوة أحد أبلى [[ سعد بن أبي وقّاص ]] بلاءً حسناً أيضا، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يناوله السهام، ويرمي بها الأعداء ويقول: ارم سعد فداك أبي وأمي، وقد كان ماهراً في رميه دقيقاً في إصابته .

أمّا [[ عليّ بن أبي طالب ]] رضي الله عنه ؛ فقد حمل لواء المسلمين في الغزوة بعد استشهاد مُصعب بن عُمير - رضي الله عنه – وأُصِيب بعدّة ضربات وهو يدافع عن الرسول في نهاية الغزوة ، رضي الله عنهم و أرضاهم جميعا . أرأيتم شجاعة و استبسال نبينا و أصحابه في سبيل الدّفاع عن دين الله ؟؟

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 

موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 06:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا