منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-23-21, 07:57 AM   #163
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 150 »
السيرة النبوية العطرة (( فداء العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه - ))
______
العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف – رضي الله عنه – هو عمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد قبله بسنتين، ويقال إنه أسلم وكتم إسلامه فكان عيناً على المشركين ،

يبعث بأخبارهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد وقف مع النبي في بيعة العقبة الثانية ، إلى جانب خلق العباس وسجاياه التي أحبها الرسول الكريم، فقد كان وَصُولاً للرحم والأهل، لا يضن عليهم بجهد ولا مال، وكان فطناً، وذا مكانة مرموقة في قريش .هاجر قبل الفتح بقليل ، وشهد فتح مكة مع المسلمين ، وشهد غزوة حنين ، وكان ممن ثبت ساعة انهزام المسلمين أول الغزوة ، فكان لصوته الجهوري فضل كبير عندما حض المنهزمين على الثبات .

هو الآن من أسرى بدر ، وكان قد خرج مكرهاً إلى بدر، وقاتل مع المشركين ، والآن يجب أن يدفع الفدية ، فقال للنبي : لقد أُخِذ مني في المعركة 40 أوقية ما بين ذهب وفضة ، ألا تكون فداء لي ؟؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يا أبا الفضل ، ذلك شيء أنفلنا إياه الله
[[ يعني غنيمة للمسلمين ]] ، فعليك فداء نفسك ، وفداء ابني أخيك : (( نوفل بن الحارث بن عبد المطلب / وعقيل بن أبي طالب أخو علي رضي الله عنه )) .وكان فداء كل رجل {{ 4 آلاف درهم }}

قال : إذن جعلتني أفقر قريش ما حييت ، [[ يعني بس تاخد مني ١٢ ألف درهم ، سأصبح فقيرا ]] ، قال له الرسول : لا يا أبا الفضل ، وأين المال الذي وضعته تحت عتبة الدار ليلة خروجك ؟؟ وأوصيت أم الفضل أن لا تخبر به أحدا؟! وقلت لها : " إن أنا قُتلت ، فهذا يغنيكِ ما حييت أنت وأبناءك ... " ؟ فقال العباس : والذي بعثك بالحق ما علم بهذا الحديث غيرنا ... إلا الله !!

(( يعني معرفتك يا محمد بهذا الأمر دليل نبوّتك )) .

ثم قال العباس : يا رسول الله ، أنت تعلم بأني مؤمن أكتم إيماني ، وما خرجت إلا مُكرهاً ! فقال له النبي : ولكن يا أبا الفضل ، كان سيفك في الظاهرعلينا ، وقد أسرك أصحابنا .
وكان بعض الصحابة من الأنصار قد رقّت قلوبهم للعباس ، فهم يذكرون جيدا موقفه في بيعة العقبة الثانية ، ووقوفه إلى جانب الدعوة ، وتعجّبوا من موقف النبي الآن مع عمّه العباس ، وحاولوا أن يسامحوا العباس من الفدية ؛

لكن بطريقة في غاية اللطف والأدب، فقد كانوا قمة في الأخلاق وفي الإيمان ، حيث قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام : يا رسول الله، اسمح لنا ، فلنترك لابن أختنا العباس فداءه ، [[ ابن أختنا !! نعم العباس أبوه عبد المطلب ، شيبة الحمد - تذكرون ذلك - أمه من يثرب من بني النجار، مر معنا بداية السيرة ]] ، ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - رفض ذلك تماما ، وأصرعلى أخذ الفداء ، وأعلى قيمة فداء ، وهي 4 آلاف درهم عن كل أسير .

أرأيتم العدل يا أمّة الإسلام ؟أرأيتم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطبق القانون على الجميع ، حتى لو كان عمّه ؟؟ [[ أنت أسير تدفع الفداء مثلك مثلهم ، ما في عند رسول الله محسوبية ؛ أنا من طرف فلان ، لا يوجد في الإسلام واسطة تقلب بها الحق باطل والباطل حق ، وكل من يتعامل بالواسطة ويظلم غيره فهو آثم ، وسيُحاسب يوم القيامة أشد الحساب ]] .

وفدى العباس نفسه وابني أخيه ، {{ ٤ آلاف و ٤ آلاف و ٤ آلاف }} = ١٢ألف .

قال تعالى : {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} . وقد قال بعض المفسرين عن هذه الآية : نزلت تُبشّر العباس - رضي الله عنه – بأنّ الله سيعوّضه خيرا بهذا الفداء ، وهذا ما كان ، حيث بارك الله في تجارة العباس ، وعاد ليكون من أعظم أثرياء قريش .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______


 


قديم 01-27-21, 08:10 AM   #164
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 151 »
السيرة النبوية العطرة (( قصة فداء أبي العاص بن الربيع زوج " زينب " بنت النبي – صلى الله عليه وسلم – ))
______
نموذج آخر من فداء الأسرى هو (( ابو العاص بن الربيع )) زوج زينب أكبر بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ خالته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها }} . كان أبو العاص رجلا شهماً مشهورا بالأمانة في قريش ، وقد تزوج من زينب قبل البعثة ، و كان يحب زوجته زينب حباً كبيراً ، كذلك كانت زينب تبادله نفس المشاعر .

وعندما وسّع كفّار قريش في عداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا : ردوا عليه بناته . فكانت بنتا النبي {{ رقية وأم كلثوم }} مخطوبتين لابني أبي لهب ( عتبة و عتيبة ) ، فأمرت " حمالة الحطب " زوجها أبا لهب و ابنيها أن يطلقا رقية و أم كلثوم ، فتمّ طلاقهما فورا .

وكان أبو العاص زوج ابنة النبي الكبيرة " زينب " في تجارته للشام ، فلما رجع من سفره ، ذهبت قريش كلها إليه كي تقنعه أن يطلق زينب من باب [[ التضييق على النبي ومحاربته ]] ،

فقال لهم أبو العاص : لا وربِ هذه البنية [[ اي الكعبة ]] لا أفارق صاحبتي ، فليس بيني وبينها ما يدعو لذلك، ولم أر من محمد إلا خيراً ، أنا لست على دينه، ولكني لا أفارق ابنته . فقالوا له : فارقها ونحن نزوجك بمن تريد من بنات قريش، فرفض عَرضهم ، [[ يعني عندي زينب بنساء قريش كلها ]] ،

ورجع لبيته فحمل ابنه علي و ابنته أمامة ؛ واقترب من زوجته و حبيبته زينب وقال لها مبتسما : لا عليك ، لن ينالوا مما بيننا يا زينب ، أنت على دين أبيك ، و أنا على ديني . وعندما هاجر أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم – منع أبو العاص زينب من الهجرة {{ محبة بها ، فهو لا يستطيع فراقها }} وبقيت معه في مكة ، ولما كانت غزوة بدر؛ خرج مع قومه مكرهاً ، فوقع في الأسر .
رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الأسرى ، وهو يعرف حسن مصاهرته ولكن ؛ {{ سيف الميزان والعدل قائم }} ، فأمره النبي أن يفدي نفسه ، فأرسل إلى مكة يطلب فداء نفسه . وصل الخبر إلى زوجته زينب ، فقامت - رضي الله عنها - على الفور ، وجمعت ما معها من مال ؛ لكنه لم يكف للفداء ، فنزعت قلادتها من عنقها ، ووضعتها على المال .

(( وهذه القلادة لها تاريخ وقصة )) : زينب كانت أول بنت تتزوج من بنات رسول الله ، وأمها خديجة بنت خويلد سيدة قريش ، وذات مال بسبب تجارتها، فلما حان موعد زفاف ابنتها زينب ، اعتبرتها مناسبة جميلة وجليلة ، فنزعت قلادتها و ألبستها لبنتها
[[ يعني مثل ما بنحكي : أول فرحة ولازم أنقط بنتي شيء مستاهل ]] .
فلما وصل المرسال بالمال ليفدي أبا العاص ، وضع المال بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فنظر النبي إلى المال ، فوقع نظره على قلادة خديجة ،فتذكر محبته وشوقه لخديجة - رضي الله عنها - وعرف أيضا مدى حب زينب لزوجها ، ورقّ لها رقّة شديدة بسبب غربتها عنه ، فلم يملك نفسه ، وبكى - صلى الله عليه وسلم - .

فلما عرف الصحابة ذلك ، قالوا : ماذا ترى يا رسول الله ؟؟ قال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ! فقالوا : نعم . [[ يعني خذوا باقي المال وخلوا القلادة هدية لزينب ، هذا إذا وافقتم ]] .

ولاحظوا معي : نبيّنا لا يُحابي أحدا على حساب الدّين ، فقد أخذ الفدية حتى من زوج ابنته ، كذلك ابنة النبي " زينب " لم تطلب شفاعة لزوجها من أبيها ، لأنها تعلم عدل أبيها ، و ما يجري لزوجها يجري على الجميع ؛

إنّه عدل الإسلام .
وقبل أن ينطلق أبو العاص بن الربيع عائدا إلى مكة ، استوقفه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له : يا أبا العاص ، لقد فرّق الله بين المؤمنين والكافرين فزينب لا تحل لك زوجة بعد اليوم ، فإذا بلغت مكة فأرسلها إلينا ، و أخذ عليه عهدا، فقال له أبو العاص : لبّيك .

ثم قفل أبو العاص عائدا إلى مكة ، وهو لا يدري كيف له العيش بدون زينب ؟! ولمّا وصل جهز لها زادها وراحلتها ، وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة . ومن شدة حبه لها ، لم يتمالك نفسه بأن يوصلها إلى أطراف البادية ويودعها ،

فطلب من أخيه عمرو أن يرافقها ويسلمها في أطراف البادية لرسل أبيها ، وكان أبو سفيان قد طلب من عمرو أن لا يخرج بزينب علانية على رؤوس الناس ،[[ يعني الناس لسه في مكة تبكي وتنوح على قتلى بدر وأنت ستخرج أمامهم بزينب بنت محمد عدوهم !! راعي مشاعرهم يا أخي ]] ، فنزل عمرو عند رغبة أبي سفيان ، وخرج بها ليلاً بعد أيام معدودات ، وأسلمها إلى رسل أبيها يدا بيد كما أوصاه أخوه .

ظلت زينب ترفض الخطّاب لمدة ست سنوات ،على أمل أن يعود إليها زوجها وأبو ولديها مسلما . وكان أبو العاص يوما في تجارة لقريش إلى الشام ، وعند عودته التقته سرية من المسلمين ، فأصابوا كل ما معهم وهرب هو منهم ، وتسلل ليلا حتى وصل إلى بيت زينب ، فقال لها : ج


ئت هارباً مستجيراً ، ولمّا خرج المسلمون لصلاة الفجر صرخت زينب وقالت : أيها الناس ،{{ أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص فأجيروه }} ، فلما سلم النبي وانتهى من الصلاة ، التفت إلى الناس وقال: هل سمعتم ما سمعت؟! أما والذى نفس محمد بيده ، ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، وإن هذا الرجل ما ذممته صهرا ، وإن هذا الرجل حدثني فصدقني ، ووعدني فوفّى لي ، فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله ، وأن تتركوه يعود إلى بلده ، وإن أبيتم فالأمر إليكم .

فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله . فقال النبي: قد أجرنا من أجرتِ يا زينب . فلما رجع أبو العاص إلى مكة ، وقف أمام الكعبة يوزع أموال التجارة الرابحة على أصحابها ، ثم قال : يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ فقالوا: لا . فرفع صوته قائلا : إذن فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . ثم عاد إلى النبي ، و أخبره بإسلامه ، واستأذن زينب أن ترجع إليه ، فوافقت .


لم تعِش زينب - رضي الله عنها - طويلاً بعد إسلام زوجها والتقائها به، إذ توفِّيت في العام الثامن من الهجرة النبوية ، وبكاها زوجها بكاء شديدا، والذي توفاه الله في العام الثاني عشر من الهجرة ، رضي الله عنهما و أرضاهما .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-29-21, 07:35 AM   #165
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 152 »
السيرة النبوية العطرة (( فداء الأسرى: سهيل بن عمرو// أبو عزّة الجمحي ))
______
وكان من بين الأسرى {{ سهيل بن عمرو }} خطيب مكة ، وأشدهم عداوة للإسلام ، وجاء في بعض روايات كتب السيرة أنّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : يا رسول الله دعني انتزع ثنيتيه [[ أسنانه ]] حتى لا يقوم عليك خطيباً بعد اليوم ؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يا عمر، لا أمثّل بأحد فيمثّل الله بي ولو كنت نبياً، وما يدريك لعل سُهيلا يقف في يوم من الأيام موقفاً تُثني عليه فيه ، فقبل المسلمون فداءه .

وتمضي الأيام ، ويسلم سهيل بعد فتح مكّة ، ثمّ ينتقل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى ، ويستخلف أبا بكر الصّدّيق ، وطار الخبر إلى مكة ، فقام بعض الناس يدعون إلى الرّدّة عن الإسلام ، وهُنا قام سهيل بن عمرو متوشحاً سيفه ، وخطب بالناس ، فحمد الله و أثنى عليه ، وصلى على رسوله ، ثم قال : أما والله إني لأعلم بأن دين الله سيبلغ مشرقه ومغربه ، وأن الله متم نوره ، ولقد جمع الله أمركم على خيركم ألا وهو " الصدّيق " الذي أثبت الله صحبته لنبينا بنص قرآني ، ألم تقرؤوا قول الله تعالى :

{{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }} ، ففاز بمعية الله ورسوله ، من دون أصحاب النبي ، فامضوا على ما أنتم عليه [[ أي على دين الإسلام ]] فوالله الذي لا إله إلا هو، ومن بعث محمداً نبياً ؛ما أرتد رجل في مكة إلا ضربت عنقه . فأجمعت مكة كلها على الإسلام . [[ أرأيتم أثر تسامح الإسلام في قلب سُهيل ؟؟ أصبح سيفا للإسلام بعد أن كان أشد أعدائه !!! ]] .

وكان في الأسرى أيضا {{ الشاعر أبوعزة الجمحي }} ، رجل من شعراء قريش ، وكان يؤذي المسلمين كثيراً ، وقع في الأسر يوم بدر ولكنه فقير، فنظر للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا محمد ، تعلم عيلتي وكثرة عيالي [[العيلة هي الفقر ]] من للصبية يا محمد ؟؟

فأمنن جُزيت خيراً . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: نمُن عليك [[ أي أن يُطلق بلا فداء ]] شريطة ألا تحرك علينا بشعرك أبداً [[ لا تستعمل شعرك بالعداوة للإسلام و المسلمين ]] ، ولا تسل سيفك في وجهنا بعد اليوم ابداً . قال : لك ذلك ، يا محمد .
و بعد أن عفا النبي عنه، أخذ يحدث عنه أهل مكة ، و مدحه قائلا :

مَنْ مبلغ عني الرسول محمدًا **** بأنك حق والمليك حميدُ
وأنت امرؤ تدعو إلى الحق و الهدى **** عليك من الله العظيم شهيد

ولكن هذا الشاعر سرعان ما خان عهده للنبي و للمسلمين!! فبعد عام تقريبا خرجت قريش لأخذ ثأرها يوم غزوة أحد ، فكان الشاعر أبوعزة أول من حرك الناس بشعره ضد المسلمين ، حيث قال :

يا بني عبد مناة الرزام * * * أنتم حماة وأبوكم حام

لا تعدوني نصركم بعد العام * * * لا تسلموني لا يحلّ إسلام

انتهت المعركة ، وفي اليوم التالي استطاع الصحابة أن يأسروا هذا الشاعر في حمراء الأسد ،عندما كانوا يلاحقون فلول قريش ، فأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

تقول بعض روايات كتب السيرة : فنظر إليه النبي قائلا : أين عهدك يا أبا عزة ؟؟ !! ألم نمنن عليك لقاء عهد بأن لا تحاربنا ولا تحرض علينا ؟؟ قال : معذرةً وعفواً يا محمد ، أمنُن ولن أعود إليها أبداً . فقال النبي : لا والله لا تمسح عارضيك بمكة ، وتقول خدعت محمداً مرتين ، {{ لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِن جُحْرٍ مَرّتَين }} و أمر بضرب عنقه .

وهذا درس لنا في التعامل مع الأعداء ، لا أمان لهم ، لا ثقة بهم ولا بمعاهداتهم ، ضاعت البلاد و انتشر الفساد من وراء كلامهم المعسول ، والمشكلة أنهم لا زالوا يخدعوننا ، ولا زلنا نصدّقهم !!! ليتنا نفهم من دروس السيرة كيف يجب التعامل معهم .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-30-21, 08:01 AM   #166
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 153 »
السيرة النبوية العطرة (( محاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء فداء الأسرى ))
______
ومن الأحداث التي ترويها كثير من كتب السّيرة هي محاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء فداء الأسرى ؛ فقالوا : كَانَ ((عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الجمحي )) شَيْطَانًا مِنْ شَيَاطِينِ قُرَيْشٍ، وَمِمّنْ كَانَ يُؤْذِي رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ، [[ أتذكرون ؟ هو الذي جال بفرسه يوم بدر فحزر عدد المسلمين فقال ٣٠٠ ينقصون قليلا ، أو يزيدون قليلا فكانوا ٣١٣ ]]، وقد جلس عمير مع (( صفوان بن أمية ))

بعد هزيمة قريش في بدر ، وكانا حزينين لفقد أحبتهما ، فعُمير" ابْنُهُ وَهْبُ " فِي أُسَارَى بَدْرٍ، وكان أيضا والد صفوان " أمية بن خلف " قد قُتل في المعركة ، فكلاهما يحمل في قلبه الحقد للنبي و للمسلمين . فَقَالَ صَفْوَانُ: وَاَللهِ ما فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُمْ خَيْرٌ ؛ قَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: صَدَقَتْ وَاَللهِ، أَمَا وَاَللهِ لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيّ لَيْسَ لَهُ عِنْدِي قَضَاءٌ، وَعِيَالٌ أَخْشَى عَلَيْهِمْ الضّيْعَةَ بَعْدِي، لَرَكِبْتُ إلَى مُحَمّدٍ حَتّى أَقْتُلَهُ ،[[ أرأيتم !!! كافر و خايف يموت ولم يسد دينه !! هكذا كانت العرب رغم كفرها معدنهم أصيل ، أما اليوم - نسأل الله العافية – البعض لا يحلو له إلّا أن يأكل مال أخيه المسلم مع أنه يصلي ويصوم !! ]] .
قَالَ : فَاغْتَنَمَهَا صَفْوَانُ وَقَالَ: عَلَيّ دَيْنُك، أَنَا أَقْضِيهِ عَنْك، وَعِيَالُك مَعَ عِيَالِي أُوَاسِيهِمْ مَا بَقُوا، لَا يَسَعُنِي شَيْءٌ وَيَعْجِزُ عَنْهُمْ، [[ يعني أولادك طول ما فيهم واحد عايش نفقته علي ]]

فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: فاكتم شأني وشأنك؛ قال: أفعل .

[[ هم كفار وسفهاء وكانوا يستعينون على قضاء حوائجهم بالكتمان ، ديننا يحثّنا على قضاء الحوائج بالكتمان ؛ ولكن البعض منّا ما بحب غير ينشر خصوصياته على الفيس بوك !!! ]]. قَالَ : ثُمّ أَمَرَ عُمَيْرٌ بِسَيْفِهِ، فَشُحِذَ لَهُ وَسُمّ، ثُمّ انْطَلَقَ حَتّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ؛ فَبَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ فِي نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ؛ إذْ نَظَرَ إلَى عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ حِينَ أَنَاخَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُتَوَشّحًا السّيْف، فقال : هذا عدوّ الله عميربن وَهْبٍ، وَاَللهِ مَا جَاءَ إلّا لِشَرّ، وَهُوَ الّذِي حَرّشَ بَيْنَنَا، وَحَزَرْنَا لِلْقَوْمِ يَوْمَ بَدْرٍ. ثُمّ دَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا نَبِيّ اللهِ، هذا عدوّ الله عمير بن وهب قد جاء متوشّحا سيفه؛

قَالَ: فَأَدْخَلَهُ عَلَيّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتّى أَخَذَ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ فَلَبّبَهُ بِهَا، وَقَالَ لِرِجَالٍ مِمّنْ كَانُوا مَعَهُ مِنْ الْأَنْصَارِ: اُدْخُلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاجْلِسُوا عِنْدَهُ، وَاحْذَرُوا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الْخَبِيثِ، فَإِنّهُ غَيْرُ مَأْمُونٍ؛ ثُمّ دَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَعُمَرُ آخِذٌ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ، قَالَ: أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اُدْنُ يَا عُمَيْرُ؛ فَدَنَا ثُمّ قَالَ:

انْعَمُوا صَبَاحًا، وَكَانَتْ تَحِيّةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيّةِ بَيْنَهُمْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : قَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ بِتَحِيّةِ خَيْرٍ مِنْ تَحِيّتِك يَا عُمَيْرُ، وهي السّلَامِ - تَحِيّةُ أَهْلِ الْجَنّةِ – فَقَالَ : أَمَا وَاَللهِ يَا مُحَمّدُ إنْ كُنْتُ بِهَا لَحَدِيثُ عَهْدٍ؛ قَالَ : فَمَا جَاءَ بِك يَا عُمَيْرُ؟ قَالَ : جِئْت لِهَذَا الْأَسِيرِ الّذِي فِي أَيْدِيكُمْ فَأَحْسِنُوا فِيهِ ( يقصد ابنه ). قَالَ : فَمَا بَالُ السّيْفِ فِي عُنُقِك؟ قَالَ: قَبّحَهَا اللهُ مِنْ سُيُوفٍ، وَهَلْ أَغْنَتْ عَنّا شَيْئًا؟ [[ أي في غزوة بدر ]] قَالَ: اُصْدُقْنِي، مَا الّذِي جِئْتَ لَهُ؟ قَالَ : مَا جِئْتُ إلّا لِذَلِك.

فقَالَ – صلى الله عليه وسلم - : بَلْ قَعَدْتَ أَنْتَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيّةَ فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرْتُمَا أَصْحَابَ الْقَلِيبِ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمّ قُلْت: لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيّ وَعِيَالٌ عِنْدِي لَخَرَجْتُ حَتّى أَقْتُلَ مُحَمّدًا، فَتَحَمّلَ لَك صَفْوَانُ بِدَيْنِك وَعِيَالِك، عَلَى أَنْ تَقْتُلَنِي لَهُ، وَاَللهُ حَائِلٌ بَيْنَك وَبَيْنَ ذَلِكَ .

قَالَ عُمَيْرٌ: أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ الله، وقد كُنّا يَا رَسُولَ اللهِ نُكَذّبُك بِمَا كُنْت تَأْتِينَا بِهِ مِنْ خَبَرِ السّمَاءِ، وَمَا يَنْزِلُ عَلَيْك مِنْ الْوَحْيِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ يَحْضُرْهُ إلا أنا وصفوان، فو الله إنّي لَأَعْلَمُ مَا أَتَاك بِهِ إلّا اللهُ، فَالْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، وَسَاقَنِي هَذَا الْمَسَاقَ، ثُمّ شَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فَقّهُوا أَخَاكُمْ في دينه ،

وأطلقوا له أسيره، ففعلوا. وكان صفوان ابن أُمَيّةَ حِينَ خَرَجَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ، يَقُولُ: أَبْشِرُوا بِوَقْعَةٍ تَأْتِيكُمْ الْآنَ فِي أَيّامٍ، تُنْسِيكُمْ وَقْعَةَ بَدْرٍ، وَكَانَ صَفْوَانُ يَسْأَلُ عَنْهُ الرّكْبَانَ، حَتّى قَدِمَ رَاكِبٌ فَأَخْبَرَهُ عَنْ إسْلَامِهِ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يُكَلّمَهُ أَبَدًا، وَلَا يَنْفَعَهُ بِنَفْعِ أَبَدًا. واستمر عُمير يدعو الناس إلى الإسلام ؛ فسُبحان مُقلّب القلوب !
_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-31-21, 08:44 AM   #167
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 154 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قينقاع ))
______
أصبح للدولة الإسلامية بعد غزوة بدر هيبة كبيرة في قلوب العرب ، فقريش التي هزمها المسلمون {{هي واحدة من أكبر قبائل الجزيرة العربية }} ، كما أنّ الغزوة رفعت جداً من الروح المعنوية للمسلمين ، سواء الذين شاركوا في المعركة أم لم يشاركوا .
ولكنّ آثار هذا النصر الذي فرح به المسلمون انعكس على غيرهم ألماً وغمة وقهرا ، أتعرفون من ؟ نعم . إنهم اليهود ، فهم يشغلون العالم في الماضي و في الحاضر، وشغلهم الشاغل هو العداء للإسلام و المسلمين . أتذكرون عندما قلنا إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد جعل بينه و بينهم عهد عند دخوله المدينة ، وهم ( بني قينقاع و بني النضير و بني قريظة ) ،

ولكن [[ عهود ويهود ضدان لا يجتمعان أبداً بداً ، منذ أن خلقهم الله إلى أن تقوم الساعة ]]، أتذكرون أيضا قول " حيي بن أخطب سيّد يهود بني النضير" لأخيه ياسرعندما سأله أخوه عند وصول نبيّنا إلى المدينة : أهو النبي محمد الذي صفاته في كتابنا ؟؟ قال : أجل هو، وربِ موسى إنه هو، وإني أعرف أنه نبي أكثر من معرفتي بابنتي هذه ، ولكني سأعاديه ما حييت !!



وماهي إلا أول فرصة ، حتى كُشف النقاب عن حقيقة يهود بني قينقاع ، فلم يستطيعوا كتم كرههم لنصر المؤمنين في بدر، وهزيمة المشركين ، فأخذوا ينالون من المسلمين بألسنتهم ، ويحاولون أن يوقعوا الفتنة بينهم ، ومثال ذلك ما قام به اليهودي " شاس بن قيس " عندما جلس بين الصحابة من الأوس و الخزرج وهم يتبادلون أطراف الحديث بكل محبة وود ، فذكّرهم بحرب كانت بينهم {{ يوم بعاث }} ، فأشعل الفتنة بينهم حتى ثاروا إلى السلاح ، وكادوا يقتتلون لولا تدخل النبي - صلى الله عليه وسلم بينهم – حيث قال لهم غاضبا : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم أمر الجاهلية ؟؟!!

فألقوا السلاح ، وبكوا ، وعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس . ونزل قوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
أدرك النبي القائد أن اليهود يريدون غدرا ، فهو قائد المسلمين ، ويجب على القائد حل المشاكل التي تصيب شعبه قبل أن تتفاقم ، واحتار في أمرهم لأن بينه وبينهم عهود ، وهو خيرمن وفىَّ بعهد ، والمدينة المنورة الآن في أمس الحاجة للاستقرار الداخلي ، فأنزل الله عليه آيات تزيل عنه هذه الحيرة قال تعالى :

{{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }} . [[ قلق مش مرتاح ، يرسلون رسائل إنهم هم مش ملتزمين بالعهد ، شغلة بسيطة ]] اجمعهم ، وانبذ إليهم عهدهم علناً أمام الجميع بعد أن تحاججهم ، وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم ، بما كان منهم من ظهور أمارات الغدر والخيانة منهم ، حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب ، فيأخذوا للحرب آلتها ، وتبرأ من الغدر.

أرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى سادتهم ، واجتمع بهم في سوقهم ، وكانت قينقاع تسكن وسط المدينة ، وهم أشجع يهود

[[ يعني رجال حرب ]] وأكثرهم عددا وعدة ، وأكثرهم ملكاً للمال ؛ فقد كانوا يملكون سوق الذهب في المدينة المنورة ، أما بني النضير و بني قريظة فيسكنون في أطراف المدينة . وبعد أن سلم عليهم وحياهم بأدب واحترام – صلى الله عليه وسلم - ذكر لهم إساءة بعضهم للمسلمين و تأسفهم على قتلى قريش في بدر، وهذا ليس العهد الذي بيننا وبينكم ، فقالوا له بلسان فظ وسوء أدب : يا محمد ، أرأيتنا مثل قومك ؟!! [[ يعني بتفكرنا مثل قريش ؟؟ ]] والله لإن حاربناك ، لتعلمنّ أنّا نحن أهل السلاح و العدة – إشارة إلى إمكانية محاربة المسلمين ، فأنزل الله على نبيه :

{{ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }} .

فقاموا من مجلسه وتركوه يتكلم !!هل رأيتم أخلاق المغضوب عليهم ؟؟ [[ بمعنى أننا لا نسمع لك ، والعداء قائم بيننا وبينك ]] .

وكان هذا الاجتماع في شوال بعد غزوة بدر التي كانت في رمضان ، فحذر النبي المسلمين منهم ، وأمرهم أن يأخذوا حذرهم من بني قينقاع .
. . . و تأتي امرأة مسلمة بلباسها المحتشم إلى سوق الصاغ


ة في بني قينقاع تريد أن تبيع أو تشتري، فأخذوا يسخرون منها، وقام الصائغ بغفلة منها فشكل ثوبها [[ لان لباس المرأة العربية قديما له أطراف وثنيات كثيرة ، شكل ثوبها من الذيل بين كتفيها ]] حتى إذا ما قامت انكشفت عورتها وضحكوا منها ، فسدلت ثوبها وصاحت تستغيث . . . سمعها رجل مسلم من الأنصار ، فانقض بسيفه على الصائغ فقسمه نصفين

[[ هؤلاء هم الرجال . . . ]] ، وتجمع اليهود وتكاثروا على المسلم وقتلوه .
وصل الخبر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ قراراً سريعاً وحاسماً، وهو ضرورة قتال يهود بني قينُقاع [[ الرد عملي ، ليس شجب و استنكار !! ]] فنادى في المسلمين لحصار يهود ، فتحصنوا في حصونهم ،

{{ لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ }} ، هم جُبناء دائما . واستمر هذا الحصار أسبوعين دون مدد لا بماء ولا طعام ، فاستسلموا ، وكانت شروط الاستسلام هي أن ينزلوا على حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان قرار النبي هو قتل جميع الرجال المحاربين ؛ ليس عقابا فقط على هتك عرض المرأة المسلمة وقتل الرجل المسلم ، ولكن لأنهم أيضا نقضوا العهد ، وأيضا كرههم للمسلمين لن يتوقف . وسرعان ما تدخّل زعيم المنافقين

{{ عبدالله بن أبي سلول }} وبعد أن ترجّى النبي كثيرا في أمرهم ، أرسل – صلى الله عليه وسلم – إلى بني قينقاع عبادة بن الصامت أن انزلوا على حكم رسول الله خير لكم ، تخرجون من المدينة بأنفسكم فقط دون مال ولا سلاح ، فخرجوا إلى أذرع في جنوب سوريا ، وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم في المدينة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 02-01-21, 08:03 AM   #168
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 155 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / ج1 ))
______
ولد عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه – قبل البعثة، وتربى في بيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أول من أسلم من الصّبيان ، و هو من المبشّرين بالجنة . وصفه أهل السّير بأنه أسمر اللون، حَسَنَ الْوَجْهِ، ضَحُوكَ السِّنِّ، غزير العلم، زاهداً ورعاً متواضعاً شجاعاً، فهو البطل إذا عُدّ الأبطال، وهو الشجاع المِقدام، والبطل الهُمام ، وقد رأينا كيف اعتمد عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة الهجرة ؛ اشتهر بالفروسية والشجاعة و التضحية والإقدام ، وكان اللواء بيد علي - رضي الله عنه - في أكثر المشاهد، ففي غزوة خيبر قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :


((لأعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)) فكان علي - رضي الله عنه - هو المقصود ، وفُتِحَت خيبر على يديه. وكان له أيضا دورٌ بارزٌ في غزوة بدر كما رأينا ؛ فقد كان أحد الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، وقد بارز الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتله . (( وننبه هُنا إلى أن بعضا مما يُنقل عن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ لا يثبت ، ومنه ما لا يليق بحقه، وذلك بسبب التزوير و الأهواء و الاتّجاهات الشخصية عند من يكتبون ، لذلك عليكم التحقق دائما مما يصلكم عنه وعن آل بيته الكرام )) . نحن الآن في السنة الثانية للهجرة ويبلغ علي بن أبي طالب قرابة الثانية والعشرين من العمر .

أمّا فاطمة بنت الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقد ولدت كما جاء معنا أثناء تجديد بناء الكعبة ، و قبل نزول الوحي على رسول الله ، وهي أصغر بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، معروفة بالصدق الشديد ، وكانت - رضي الله عنها - شديدة الحياء ، [[ لدرجة أنها كانت تخشى أن يصفها الكفن بعد الموت، فطلبت أن يوضع جثمانها بعد موتها في نعش ]] ، وهي من خير نساء العالمين لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

{{ خيرُ نساءِ العالمينَ أربعٌ : مريمُ بنتُ عمرانَ ، وآسيةُ بنتُ مزاحمٍ امرأةُ فرعونَ ، وخديجةُ بنتُ خويلدٍ ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ }} . ومن صفاتها - رضي الله عنها - أنّها كثيرة الخير، قنوعة، صابرة، شاكرة لله، وقد بشّرها الرسول بأنّها سيّدة نساء المؤمنين، حيث قال لها عند وفاته : " . . . يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ ؟ " .

وكانت شديدة الرعاية للرسول - صلى الله عليه وسلم - والسهر لخدمته وكأنها أمه ، وكانت تشبه في مشيتها مشية والدها عليه أفضل الصلاة و أتمّ التسليم . ونحن الآن في بداية السنة الثانية من الهجرة ، فهي الآن في الثامنة عشرة من العمر تقريبا .

وفي هذه السنة - الثانية للهجرة - تم الزواج المبارك بين علي و فاطمة - رضي الله عنهما – وهذا الزواج يقدم نموذجا ومثالا رائعا، ويعطي رسالة يُحتذى بها في وقتنا الحاضر لكيفية تعامل الأب عند تقدم شاب لخطبة ابنته خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الشباب هذه الأيام ، و أيضا فيه دروس في كيفية تعامل الأب في إقامة المحبة و الألفة بين ابنته و زوجها .

قصة خِطبة وزواج علي من فاطمة - رضي الله عنهما - كما ذَكرَت بعض كتب السِّيَر والتراجم
ورد أنّهم قالوا لعلي : ما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك من فاطمة ؟
[[ وكان قد تقدم لخطبتها الكثير ؛ لكن النبي لم يوافق ]] فقال لهم : أوعندي شيء أتزوج به ؟ [[ يظن أن مهرها سيكون مرتفعا ، وهو فقير ]]

فقالوا: إنك إن جئتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – زوّجك . فقال علي : فلما أن قعدت بين يدي نبي الله أُفْحِمْتُ، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما جاء بك يا علي ؟ ألك حاجة؟ [[ جاي قاعد وساكت شو بدك ]] ؟؟ فسكت علي . فقال له - عليه الصلاة و السلام - : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت: نعم، فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟
فقلت: لا والله يا رسول الله! فقال: فأين دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّة ؟ [[ طلعله من الغنائم في بدر درع ]] قلت: فوالذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيَّة ( نسبة إلى صانعيها ) ما قيمتها أربعة دراهم ! فقال: قد زوجتكها . وكانت هذه الدرع صداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما جهاز وأثاث زواجهما فعن علي - رضي الله عنه - قال: (جهَّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميل (قماش مخمل نسميه لحاف)، وقِرْبة ( هي ما يُتّخذ للسقاء )، ووسادة أدم (جلد ، ونسميه جاعد ) " الوسادة :

هُوَ مَا يتوسد عَلَيْهِ عِنْد النّوم ، وَيجْعَل عَلَيْهِ الرَّأْس " حشوها إذخر ( وهو نبات رائحته طيبة) ، وفي رواية أخرى : ( وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لها سريراً مشرطاً بالشرط، ووسادة من أدم حشوها ليف ( هُو

َ مَا يخرج من أصُول سعف النّخل يحشى بهَا الوسائد).

أرأيتم أيها الآباء و الأمهات !!هذا كل ما جاء عن مهر وجهاز فاطمة بنت رسول الله !! بهذه البساطة تم تجهيز العروس ، وأي عروس ؟ هي بنت رسول الله " أعظم إنسان في تاريخ البشرية " ، والذي تسقط عنده كل الألقاب و الطبقات و المسمّيات الزائفة . علي - رضي الله عنه - كان فقير الحال ، متواضع الجمال ، وكان باستطاعته – صلى الله عليه و سلم - أن يزوج ابنته لرجل غني و وسيم (( كما يبحث البعض في عصرنا )) ؛ لكنّ هذا الزواج درس لنا جميعا في الوقوف إلى جانب شباب و شابات هذا الجيل ،[[ فالسيرة للتأسي لا للتسلي ]] وهي ليست قصصا تُروى فقط ؛ ولكنها منهج يُقتدى به .

فأين هذا الزواج من زواجنا اليوم أيها الآباء و الأمهات ؟!! كم في بيوتكم من العوانس ؟؟!! كم عندكم شباب عاجزون عن الزواج ؟؟ وكم هناك من شباب و شابات وقعوا في الزنا ودروب الفتن ؟؟ ما سبب ذلك كله؟؟ بالتأكيد فإن السبب الرئيس هو المغالاة في المهور .

[[ قال ايش ... مثلها مثل الناس !! ]] لماذا لا تكونون في ذلك مثل بنت خير الناس - صلى الله عليه وسلم - ؟؟ لماذا لا نخفّف على بعضنا ؟؟ و تأكدوا تماما [[ مثل ما تُطلب لبنتك سيُطلب من ابنك ، واللي بتطلبه مهر لبنتك اليوم استعد لدفعه مهر لزوجة ابنك بكرة ]] ،

فأعظم النساء بركة أيسرهن صداقا كما جاء في الحديث النبوي . ونصيحة أخرى للشباب والشابات و أهلهم : لا تبحثوا في الزواج إلا عن الدّين والأخلاق ، اسمعوا قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) . وقوله أيضا : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 06:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا