منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-15-21, 08:48 AM   #211
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 198 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب - زلزلة المؤمنين ))
______
وصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - خبر غدر بني قريظة ونقض عهدها معه ، فأراد أن يتأكد من ذلك ، فأرسل سعد بن معاذ سيد الأوس ، و سعد بن عبادة سيد الخزرج و عبدالله بن رواحة – رضي الله عنهم جميعا - ، وكان سعد بن معاذ حليف بني قريظة قبل الإسلام ، وقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم- :انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا ؛


أحقاً ما بلغنا عنهم أم أنها شائعة ؟؟ إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب بين صفوف المسلمين ]] ، وإن كان حقا قد نقضوا العهد {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }} ، ما أجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -!!

[[ يعني احكولي كلمة أعرفها أنا وأفهمها من غير أن يعرفها الناس فتنكسر عزيمتهم ]] صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله يا إمام المرسلين ، نِعمَ المدرسة أنت ؛ أه لو أن أمتك تستفيق وترجع لسُنّتك !!

انطلق سعد ومن معه حتى أتوا يهود بني قريظة ، فأغلقوا في وجوههم أبواب حصونهم ، فنادى سعد بن معاذ من وراء الحصون : يا كعب ، بلغنا عنكم أنكم نقضتم العهد مع محمد !! فأطلّ كعب قائلا :

لا عهد بيننا و بين محمد ، ونَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالُوا: مَنْ رَسُولُ اللَّهِ؟ لَا عَهْدَ بَيْننَا وَبَين مُحَمَّد. فَشَاتَمَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَشَاتَمُوهُ، ثُمَّ نَادَاهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ يَا بَنِي قُرَيْظَةَ، وَأَنَا خَائِفٌ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ بَنِي النَّضِيرِ أَوْ أَمَرَّ مِنْهُ. ثُمَّ عادوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالُوا: عَضَلٌ وَالْقَارَةُ.

[[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر الرجيع ]] ،

فتأكّد رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن بني قريضة نقضت عهدها، وقَالَ :
" اللَّهُ أَكْبَرُ أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ " .

لماذا قال لهم أبشروا ، مع أنهم أصبحوا في مأزق كبير بعد غدر يهود بني قريظة ؟؟ لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود ، أما الآن فقد قطعنا الأمل منهم ، وأحيط بالصحابة من كل جانب ، إذن إلى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟ . . . إلى {{ الله جلّ جلاله }} فهو الذي يقول جل في علاه : {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }} ، وهذا أيضا درس لنا اليوم :

[ لا تصدّقوا أيها المسلمون أنّ أعداء الله يحمون ظهوركم ] . ويقول تعالى أيضا واصفاً الرسل : {{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }} .عندما نلجأ إلى الله بصدق سيأتي نصره لا محالة . وكم نحتاج في أيامنا هذه أن نتوجه بقلوبنا إلى الله، توجه حقيقي صادق ، و نأخذ بالأسباب دون أن نعتمد عليها ؛ لعلّ الله يرفع عنّا الويلات و المصائب .

ولكن وبالرغم من محاولات الرسول - صلى الله عليه وسلم – في عدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ، إلا أنه انتشر ، وكان من أشد الابتلاءات التي مر بها المسلمون ، فالخيانة أمر عظيم ، وقد يهلك الجميع من ورائها ، فقد أصبح الأحزاب جاهزين للدخول من فوق المسلمين جهة بني قريظة ، ومن أسفل المسلمين جهة الخندق في حال اختراقه ،

فأصيب المسلمون بالخوف الشديد ، فعيونهم كأنها فقدت الرؤية المتوازنة، و أصبحت حائرة لا تستقر على حال، ولا تتركز في اتجاه ، وقلوبهم بلغت الحناجر من اهتزازها واضطرابها ، حتى يشعر الواحد منهم أنها انخلعت من موقعها في الصدر لتبلغ الحلقوم من شدّة الخوف ، تماماً كما هو حال المحتضر عندما يزيغ بصره وتبلغ روحه الحلقوم !!

قال تعالى : [[ إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الاْبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً ]] .
هذه الصدمة القوية، وهذا الالتفاف المفاجىء عليهم من جميع الجهات، لم يخطر لهم على بالٍ، ولم يسبق لهم أن عاشوه في تجربةٍ سابقةٍ، ولذلك عاشوا الزلزال النفسي الذي فقدوا معه الاستقرار، فأصبحوا مضطربين ، وفي هذه المرحلة لا يثبت إلا المؤمن صادق الإيمان،

أما المنافق فلابد أنه سيقع ويسقط .
[[ وكحالنا اليوم تماما ونحن نعيش الفتن ، فكم من داعية أو كاتب أو إعلامي أو مشهور أو سياسي ... تزلزل وسقط القناع عنه فظهر نفاقه !! ]] . إنّ مرحلة الفتنة والابتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق ، و إذا اجتاز المسلمون هذه المرحلة فإنّ النصر قادم لا محالة .


قال تعالى :
{{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }} .

أمّا عن حال المنافقين في المدينة عندما علموا بنقض يهود بني قريظة للعهد ، فهم يزيدون الطين بِلّة كعادتهم ، لكنّهم الآن لم يستطيعوا تصنّع الإيمان ، فقد شعروا أن الموت قادم لا محالة ، و أن الأحزاب سيقضون على المسلمين ، فكانوا يقولون : [[ قبل أيام ونحن نحفر الخندق كان محمد يعِدُنا بكنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط !! ]] .
قال تعالى : {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }} .

وبدأ المنافقون في التسرب والهرب من صفوف معسكر المسلمين ، مدّعين أنّهم يريدون حماية نسائهم و أطفالهم ،حتى أنّهم قالوا كلمة ( يثرب ) بدل كلمة ( المدينة ) !! فقد نسُوا أنهم منافقون !! وظهرت طباعهم الحقيقية ، فكان القرآن لهم بالمرصاد ، ففضح نواياهم : {{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}.

وأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - مجموعات من الصحابة يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً ، و يجهرون بالتكبير، لتعلم يهود بني قريظة أن هناك رجال يحرسون بيوت المسلمين ، فهم لا يعرفون في أي وقت اتفق يهود بني قريظة مع الأحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم أبواب حصونهم ، وتوجه - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون إلى الله بالدعاء لكشف هذه الغمّة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-16-21, 07:41 AM   #212
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 199 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب – أحداث بعد نقض قريظة العهد ))
______
بعد أن نقض بنو قريظة عهدهم مع النبي – صلى الله عليه وسلم – أصبح وضع المسلمين حرجا للغاية ، وفي هذا الوقت العصيب حدث أمر غير متوقع ، وفيه بشارة للمسلمين ، ألا وهو إسلام [[ نعيم بن مسعود ]] من زعماء قبائل غطفان التي تقف الآن عند الخندق تحاول اقتحام المدينة مع حلفائها من قريش وباقي القبائل .
فقد جاء في كتب السيرة أنّ نعيم بن مسعود تسلل من معسكر قومه تحت جنح الظلام ، ومضى يحث الخطى إلى رسول الله، فأستأذن بالدخول ، [[ ظنوه رسولا جاء من طرف غطفان ، والرسل معروفة عند العرب لا تُقتل ]] ، فلما رآه الرسول ماثلاً أمامه، قال له: ما الذي جاء بك ؟؟ قال : جئت لأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله، وأنّ ما جئت به الحق ،

و إنّ قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت [[ يعني إذا تريد اعمل شي ينفع المسلمين ، أنا مؤمن بينهم وما حدا عارف عني ]] . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنما أنت رجل واحد [[ يعني انضمامك إلى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد ]] ، ولكن خذّل عنا ما استطعت [[ يعني اعملك شغلة توقع فتنة بين الأحزاب ]] .

وبالفعل قام نعيم بن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه - بخدعة عجيبة ، وهو صديق حميم لسيد بني قريظة - كعب - وصديق أيضا لحيي بن أخطب ، فقال لهما : يا كعب ويا حيي قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم ، إني ناصح لكم ؛ فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني صار الهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا ما بدهم يحاربوا ]] ، وإن هذا الرجل [[ قصده النبي ]] ،لا يؤمن جانبه !!

هل نسيتم ما صنع بإخوانكم من بني النضير وقينقاع ؟؟ وقريش ليسوا مثلكم !! هي سترجع إلى بلدها ، و أنتم أين ستذهبون ؟ قالوا : قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟!!! قال : لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن من سادة قريش و غطفان ، فلا يستطيع القوم أن يرجعوا إلى بلادهم وسادتهم وأشرافهم في حصنكم . قالوا : لقد أشرت بالرأي . قال : ولكن اكتموا عني . قالوا : نفعل .


ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة ، واجتمع مع سادة قريش وقال : يا أبا سفيان ، تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم ، أحدثكم حديثا وتكتموا عني . قالوا : نفعل ، ماذا عندك يا نعيم ؟!!

قال : كنت عند بني قريظة ، [[ طبعا هم يعلمون أن نعيم صديقا لهم ]] وسمعت منهم حديثا ما سرني !! سمعت أن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهدهم مع محمد وأصحابه ، وإنهم قد راسلوه أن يأخذوا منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم ، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم . قالوا :

أجل قد أشرت بالرأي . ثم ذهب إلى غطفان ، وقال لهم ما قاله لقريش . وهكذا استطاع نعيم أن يدب الخلاف بين جيش الأحزاب ما أمكن ، فكان كل فريق منهم على حذر من الآخر وتوسوست صدورهم ، وشك كل واحد في الآخر، وتوجّس كل منهم خيفة من صاحبه ، يعني [[ العيار اللي ما بصيب بدوش !! ]] .

وفي إطار فك التحالف بين الأحزاب ، جاء في كتب السيرة [[ أنّ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فكّر أن يعرض على قبائل "غطفان" ثلث ثمار المدينة على أن ينسحبوا من القتال ]] ،

وكان واثقا أنّها ستوافق، لأن "غطفان" لم يكن بينها وبين المسلمين عداءًا شديدًا، والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود "خيبر" اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين ، فإذا انسحبوا سيقل جيش الأحزاب إلى النصف ، وهنا تكون الفرصة أكبر لهزيمة الأحزاب ، وكان غرض النبي أيضا من هذا الرأي أن يتأكد أكثر من عزم الأنصار على مواجهة جيش الأحزاب بعد أن نقض بنو قريضة العهد ، حيث أن المدينة كلها رجالا و نساء و أطفالا سيكونون معرضين للخطر من هذا الجيش المتخم بالعُدّة و العدد .

فاستشار الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- [[ سعد بن معاذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج ]] ، فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله! هل هذا أمر تحبه فنصنعه ؟ أم شيء أمرك الله به لا بد لنا من العمل به؟ أم شيء تصنعه لنا ؟ فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم .

فقال سعد بن معاذ:

[[ يا رسول الله! قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها - أي: من المدينة المنورة - ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً - أي: ضيافة أو بيعاً -، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟ ما لنا بهذا من حاجة ]] .

و وافقه سعد بن عبادة القول ، ففرح الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ومرة ثانية وعاشرة ينزل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على رأي يخالف رأيه، [[ فرسولنا هو أكبر قائد للشورى في الإسلام ]] .

فمعنى قول سعد أنه قد يتفكك التحالف، وتنهزم قريش واليهود، ولكن في نفس الوقت سيكون لهذا الرأي تداعيات سلبية وخطيرة جدًا في المستقبل، حيث ستهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها، وسيفتح باب الابتزاز المستمر للمدينة، فكلما أرادوا مالا جاؤوا وحاصروا المدينة، وستعتبر قبائل غطفان نفسها أنها انتصرت علينا .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يجتمع بالصحابة ويصلي بهم ، ويطمئنهم ، ويحثهم على الجهاد ؛ " فالجنة تحت ظلال السيوف " ، ويدعوهم إلى عدم تمني لقاء العدو ، فإذا حدث عليكم الصبر عند ملاقاته ، وعلّمهم أن يدعوا الله قائلين : " اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا "

. وجاء أيضا في صحيح مسلم قوله : " إنَّ بالمَدِينَةِ جِنًّا قدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ منهمْ شيئًا، فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فإنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذلكَ، فَاقْتُلُوهُ، فإنَّما هو شيطَانٌ " .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-16-21, 07:44 AM   #213
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 200 »
السيرة النبوية العطرة (( انسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))
______
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا " .
نحن الآن في آخر غزوة الخندق ، و التي دامت قرابة عشرين يوما ، فقبل انسحاب الأحزاب بيوم اشتدت قريش على خيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بنبالها تحاول قتله – فهو هدفهم الأكبر - فأحاط الصحابة بخيمته - صلى الله عليه وسلم - إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته .

تروي عائشة – رضي الله عنها – وتقول : خرجتُ يومَ الخندقِ أقفُو آثارَ الناسِ ، فالتفتّ فإذا أنا بسعدِ بنِ معاذٍ ومعه ابنُ أخيه الحارثُ بنُ أوسٍ يحمل مِجنَّه قالت : فجلستُ إلى الأرضِ فمرَّ سعدٌ وعليه دِرعٌ من حديدٍ قد خرجتْ منها أطرافُه [[ يعني غيرساترة بشكل جيد ]] فأنا أتخوَّفُ على أطرافِ سعدٍ قالت : فمرَّ وهو يرتجزُ ويقول :

لَيْتَ قَلِيلًا يُدْرِكِ الْهَيْجَا حمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ
قالت : فإذا برجل مشرك يرمي سعدًا فأصاب أكحُلَه ، فقال سعد : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحبّ إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه، وأخرجوه . اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي الشهادة، ولا تُمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة. فلم يمت - رضي الله عنه – واستجاب الله دعاءه ، وقد حكم في بني قريظة حكمه العادل كما سنرى .

[[ سعد بن معاذ – زعيم الأوس - قيمة كبيرة جدًّا في الإسلام، شاب قائد يصاب إصابة قاتلة وهو في السابعة والثلاثين من عمره، ماذا يدعو و يتمنّى ؟ يرجو الله ألا يموت حتى يجهز على قريش، وأن لا تفوته فرصة الشهادة في سبيل الله !! حتى في لحظاته الأخيرة لا ينسى غدر بني قريظة، ولا ينسى هموم الأمة الإسلامية ، وهذه رسالة إلى شبابنا اليوم أن يقتدوا به ، فهم قوة الوطن ]] .


مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام النبي – عليه الصلاة و السلام – يصلي في تلك الليلة، والتي كانت شديدة البرد والظلمة ، ويدعو الله : ( اللَّهُمَّ ، مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ، اللَّهُمَّ ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ) .

وبعد هذا الكرب العظيم الذي أصاب المسلمون ، وبعد هذا الصبر و الابتلاء للمؤمنين ، جاء موعد الفرج ، جاء موعد النصر ، جاء موعد جنود الله ، فبعَثَ اللهُ - عزَّ وجلَّ – رِيحَا قوية على الأحزاب ؛ وقد أزالَتْ خِيامَهم ، وأطْفأَتْ نِيرانَهم ، وقلبت قدورهم ، وأرسل الملائكة تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قيل إنهم قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة أيام من شدة الخوف .

و يروي لنا حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه - ما حصل تلك الليلة ويقول :
" لقَدْ رَأَيْتنَا مع رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - لَيْلَةَ الأحْزَابِ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ[ برد ] ، فَقالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- : أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ [ يعني واحد يطلع على الأحزاب و يأتيني بمعلومات عنهم وله الجنة ] ،

فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قالَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قالَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ،

[ فالصحابة يعلمون أسلوب النبي ، فهو يوكل بفراسته لكل مهمة من هو الأنسب لها كما قلنا سابقا ، ويبدو أنه يريد شخصا معينا لهذه المهمة] .

فَقالَ: قُمْ يا حُذَيْفَةُ، فَأْتِنَا بخَبَرِ القَوْمِ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إذْ دَعَانِي باسْمِي أَنْ أَقُومَ، قالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بخَبَرِ القَوْمِ، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ [ لا تفزعهم وتقتل منهم أحدا فيثوروا ويتحركوا على المسلمين ] . فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِن عِندِهِ جَعَلْتُ كَأنَّما أَمْشِي في حَمَّامٍ حتَّى أَتَيْتُهُمْ، [ الحمام هو الماءِ الحارِّ، والمعنى:

أنَّه لم يَجدِ البَرْدَ الَّذي يجدُه النَّاسُ ولم يجد مِن تلكَ الرِّيحِ الشَّديدةِ شَيئًا، بل عَافاهُ اللهُ من ذلك بِبركةِ إِجابتِه لِلنَّبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وتضحيته وذَهابِه فيما وجَّهَه له، ودُعاء النبي له ] قال : فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بالنَّارِ [ يُدْفِئُ ظَهْرَه بِالنَّارِ ويُقرِّبُه منها ] ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا في كَبِدِ القَوْسِ فأرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلمَ -:

وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، ولو رَمَيْتُهُ لأَصَبْتُهُ ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي في مِثْلِ الحَمَّامِ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فأخْبَرْتُهُ بخَبَرِ القَوْمِ :[ إنها إرادة الله :

ريح شديدة تقلب قدورهم و تقتلع خيامهم ، و المسلمون لا يشعرون بها ] وقُرِرْتُ [ أصبت بقشعريرة من البرد ] ، فألْبَسَنِي رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - مِن فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عليه يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قالَ: قُمْ يا نَوْمَانُ. [ يا كثير النوم ] .

ويُروى أنّ أبا سفيان قال : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، [[ أي هذا المكان لا يصلح أن نقيم فيه ، و رجلينا تجمّدن من البرد ]] ،

وأخلفتنا بنو قريظة، وأخشى أن تتفق قريظة ومحمد الليلة عليكم . فارتحلوا فإني مرتحل !! فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله [[ يعني من كثر ماهو مستعجل ، بدو يركب البعير وهو مربوطه ايده ]] !! فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين ، فضحك القوم .

إذن انسحبت قريش ، وانسحبت غطفان ، وانسحبت باقي القبائل ، وشاهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون الأحزاب وهم ينسحبون ، {{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }} .

حققت غزوة الأحزاب فوائد عظيمة للمسلمين ، فقد تأكد لجميع القبائل أن المسلمين هم القوة الأولى في شبه الجزيرة ، فمع تجمع كل القبائل و تحالفها لم تستطع هزيمة المسلمين ، كذلك بيّنت الغزوة صدق المؤمنين و تضحياتهم في سبيل الإسلام ، و كشفت مرة أخرى خبث المنافقين و اليهود .


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-17-21, 08:46 AM   #214
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 201 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة ج1))
______
رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى داره ، ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون ، فما إن حان وقت الظهر حتى كان الجميع في منازلهم ، تقول السيدة عائشة والنبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرتها : فإذا مناد ينادي من خلف الحجرة ؛ يا رسول الله !!! أوضعت السلاح ؟؟

والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم . فلما رجع - صلى الله عليه وسلم - قال لي: هذا أخي جبريل . ثم لبس - صلى الله عليه وسلم - لباس الحرب ، وأمر بلالا أن يُؤذن للحرب ؛ فاجتمع الصحابة ، وأمرهم النبي أن يتوجهوا فوراً لحرب {{ يهود بني قريظة }} ، وأمر بلالا أن ينادي بالمسلمين : [[ لا يصلينّ أحدكم العصر إلا في بني قريظة ]] . وجعل على إدارة شؤون المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }} ، أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟ الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " .


وأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية {{ لعلي بن أبي طالب }} - رضي الله عنه وأرضاه - و اتجه المسلمون إلى بني قريظة التي تبعد عن المدينة حوالي {{ ١٠ كم }} ، وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق ؛ ولكنهم لم يصلّوا العصر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :

{{ لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }} ، وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها ، فاختلف الصحابة في الأمر؛ هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟

أم يؤخرونها عن وقتها حتى يَصِلوا إلى بني قريظة ؟ فصلّى البعض العصر وقالوا :

إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر إلا في بني قريظة ، وإنما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج إلى بني قريظة ، بينما لم يصلّ البعض الآخر العصر ، وتمسكوا بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم تمسكاً حرفياً ، حتى فاتتهم صلاة العصر في وقتها .

فلما أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرّ الفريق الأول على صلاته للعصر في وقتها ، وأقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر . وهنا نستنتج أنه – عليه الصلاة و السلام - قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه .

اقترب النبي - صلى الله عليه وسلم - من حصون بني قريظة ، و نادى من وراء الحصن على زعيمهم كعب ، ونادى أيضا على حُيي بن أخطب الذي دخل معهم يؤازرهم ، وطلب منهما النزول و الاستسلام ، لكنهما لم يقبلا ، ولم تقبل أيضا بنو قريظة بذلك ، فضرب عليهم الحصار وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام فلما رأى ذلك زعيم بني قريظة {{ كعب بن أسد }} ،

وقف في قومه وقال : لقد تبين لكم أن محمدا نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، ودعاهم إلى الدخول في الإسلام فيأمنوا على دماءهم و أموالهم ، ولكنهم رفضوا الدخول في الإسلام وقالوا : لا نفارق التوراة .

وطلب بنو قريظة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يرسل إليهم الصحابي {{ أبا لبابة }} - رضي الله عنه - حتى يستشيروه ،

[[ هو حليفهم ، و أمواله و أولاده في منطقتهم ]] ، فلما رأوه قام إليه الرجال ، و أسرع كلّ من النساء والصبيان يبكون في وجهه ، فرقَّ لهم أبو لبابة وقالوا : يا أبا لبابة ، أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال لهم : نعم ، وأشار لهم بيده إلى حلقه !! [[ أي سيذبحكم محمد ، يعني هذه الإشارة معناها لا تنزلوا على حكم محمد ]] . وكانت هذه الإشارة من أبي لبابة سَقطة كبيرة وخطأ عظيما .

يقول أبو لبابة - رضي الله عنه - : فوالله ما زالت قدماي من مكانهما [[ ما تحركت من مكاني ]] حتى عرفت أني خنت الله ورسوله !! ونزل مسرعا يبكي ، وذهب إلى المسجد النبوي ، وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة وقال: والله ولا أذوق طعاماً ولا شراباً ، ولا أحُلُّ نفسي منها [[ أي لا أفُك وَثاقي ]] حتى يتوب الله عليَّ و يحلني رسول الله بيديه .

فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره قال : أما لو جاءني لاستغفرت له ، وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه ، وبقي أياما على هذه الحال ،

وأنزل الله في أبي لبابة قوله : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }}

فلمّا نزل قوله تعالى في سورة التوبة : {{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} .أسرع إليه الصحابة يخبرونه بالبشرى، ثم جاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – فحلّه بيديه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-17-21, 08:48 AM   #215
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 202 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة ج2 ))
______
وعلى الرغم من التعب الشديد بعد غزوة الأحزاب، و الألم و المعاناة ، والبرد والنوم في العراء ؛ إلا أنّ المسلمين استمروا في حصار بني قريظة بضع عشرة ليلة، وكانوا عازمين على النيل منهم بكل إصرار لأنهم خانوا عهد الله و رسوله ، وكانوا سيتسببون في هلاك المسلمين . لكنّ بني قريظة رفضوا أن ينزلوا على حكم الله ورسوله ، ومع تشديد الحصار عليهم ، ألقى الله الرعب في قلوبهم ، فقالوا : ننزل على حكم {{ سعد بن معاذ } زعيم الأوس .

[[ يا الله سبحانك ما أعظمك !! فقد استجاب الله دعاء سعد ، وهاهم اليهود ينزلون على حكمه بعد هزيمة الأحزاب، وهذا درس في الثقة بالله ]] .

فأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طلب سعد بن معاذ ، وكان سعد لا يزال يُمرّض في المدينة ، فحمله رجال من قومه على دابة صغيرة ،وقالوا له : يا سعد أحسن في مواليك ، فإن رسول الله قد حكّمك فيهم ، فلما أكثروا عليه الطلب قال : " لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم " .

ولما وصل سعد ؛ قام الجميع و استقبلوه ، فلما أنزلوه ، قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم – وقد جلس سعد إلى جانبه : يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك، فاحكم فيهم .[[ يعني الأمر بايدك اعمل اللي بدك إياه ؛ تعفو، تصلح ، تعاقب ، أمرهم لك ]] .

فوقف سعد – رضي الله عنه - فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : {{ إنِّي أحكُمُ أنْ يُقتَلَ رجالهم وتُسبَى ذراريهم وتُقسَمَ أموالُهم }} .

فلما انتهى كلام سعد ، يقول الصحابة : فما راعنا إلا و النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : والذي نفسي بيده ، لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سموات . وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد ، فقُتل المسلمون حوالي [[ 700 من رجال يهود بني قريظة وقيل 400 ]] ، وقُتل أيضا حيي بن أخطب ، والذي كان له الدور الأبرز في تجميع القبائل،

[[ وهو والد السيدة صفية ]] والتي تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بعامين . ورغم مرارة ما ذاقه النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ؛ إلا أنه صاحب الخلق العظيم ، فقد قال لأصحابه : لا تفرقوا بين الأم و أطفالها ، ولم يأمر إلا بقتل المقاتلين فقط ، وهنالك من أسلم منهم فنجوا من القتل ، ولم يقتل الذين لم يشتركوا في القتال .

و للرد على أعداء الإسلام الذين ينتقدون هذا العمل : ماذا لو انتصر الأحزاب بمعاونة بني قريظة ؟ بالتأكيد سيُقتل رجال المسلمين، وستُسبى نساؤهم ، وستؤخذ أموالهم . ولو ترك النبي رجالهم لذهبوا إلى خيبر و تحالفوا مع إخوتهم من أبناء القردة و الخنازير و مع القبائل الأخرى ، ولعادوا لحرب المسلمين ، فهم ( خانوا الله و رسوله ) و الخيانة عظمى ، و لا ينفع معها إلا القتل ،[[ اخلع الضرس واخلع وجعه ]] .

بعد تنفيذ هذا الحكم ، رجع المسلمون إلى بيوتهم ، وأمر – صلى الله عليه وسلم – بالعناية بجرح سعد بن معاذ في خيمة في المسجد النبوي ، واستراح سعد تلك الليلة ؛ لكنّ الأجل قد حان ، فقد انفجر الجرح من وريده مرة أخرى ، وسالت الدماء خارج خيمته ، فخرج إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – و أصحابه ، ففتح سعد عينيه ،

ونظر للنبي صلى الله عليه وسلم - وقال : يا رسول الله ، لقد سألت الله أن لا يقبض روحي حتى يكون آخر ما يقع عليه بصري من هذه الدنيا هو وجهك يا رسول الله ، و إنّي {{ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله }} ، وفاضت روحه - رضي الله عنه وأرضاه - وجزاه الله عنا كل خير . وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُحمل إلى البقيع ، ويدفن فيها بجانب المسجد النبوي . وقد جاء في الأحاديث أن أكثر من سبعين ألف ملك شيّعوا سعد بن معاذ ، وفتحت أبواب السماء فرحا بصعود روحه الطاهرة .

هذا هو سعد الذي اهتز عرش الرحمن فرحاً بقدومه ؛ لله درك يا سعد !! ماذا قدمت في ست سنوات من الدعوة ليكون لك هذا القدر العظيم في السماء و في الأرض ؟ لقد ملأ قلبه بحب الله فظهر أثر ذلك على الجوارح : أليس هو من قال لقومه عندما أسلم : إن كلام رجالكم و نسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله و رسوله ؟ فأسلموا جميعا . أليس هو من قال يوم بدر : لو استعرضت بنا البحر يا رسول الله فخضته لخضناه معك ؟ أليس هو من قال في قريش : إنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا نبي الله وكذّبوه ؟

أليس هو من قال : أفحين أكرمنا الله بالإسلام ، نعطيهم أموالنا ؟ والله لا نعطي بني النضير إلا حد السيف ؟ أليس هو من قال : اللهم لا تُمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة . . . نعم ، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فنالوا أجر صدقهم .

مات - رضي الله عنه - وهو شاب يبلغ قرابة السابعة و الثلاثين من العمر ، فما أحوج شبابنا للسير على طريقه في الدعوة وحب الإسلام و الدفاع عن المسلمين . هذه مدرسة محمد – صلى الله عليه وسلم – وهؤلاء هم تلاميذه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-19-21, 08:51 AM   #216
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 203 »
السيرة النبوية العطرة (( عام السرايا / إسلام ثُمامة أول معتمر في الإسلام ))
______
نحن الآن في العام السادس من الهجرة ، ويسمى هذا العام {{ عام السرايا }} أرسل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ ١٦ سرية }} ، وخرج بنفسه - صلى الله عليه وسلم - قيل مرتان وقيل ثلاث ، ووقعت في بعض هذه السرايا مصادمات ، واستشهد فيها عدد من المسلمين ، وجرح أيضا عدد آخر ، وفي المقابل قّتل فيها عدد من المشركين ، و جرح آخرون .

وكان الهدف من هذه السرايا هو إظهار هيبة المسلمين ، و تخويف أعداء المسلمين الذين لم يستكينوا بعد ولم يتأدبوا ، خاصة بعض القبائل حول المدينة ، والتي شاركت جيش الاحزاب ، وهذا دليل على حكمة القائد المسلم ، النبي ، القدوة لنا في كل شيء صلى الله عليه وسلم .

من هذه السرايا سرية [[ زيد بن حارثة ]] رضي الله عنه ، فقد أرسله الرسول - صلى الله عليه وسلم – ومعه 170 مقاتلا إلى [[ العيص ]] لاعتراض عيرا لقريش في إطار الحرب الاقتصادية عليهم ،

والعيص مكان يبعد عن المدينة ٢٢٠ كم، وهو في طريق تجارة قريش إلى الشام، وهذه هي ثاني مرة يرسل فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - سرية إلى هذا المكان لاعتراض عيرا لقريش، وكانت المرة الأولى، هي سرية عمه {{حمزة بن عبد المطلب }} - رضي الله عنه - في بداية أشهر الهجرة . واستطاعت سرية زيد بن حارثة أن تستولي على القافلة بالكامل ، وأسروا أيضا بعض رجالها .

ومن هذه السرايا سرية {{ محمد بن مسلمة إلى بني القرطاء }} ، فلما أغار المسلمون عليهم هربوا ، فأخذ المسلمون إبلهم و مواشيهم ، وعفا محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - عن نسائهم ، فلم يأخذهنّ سبايا .

وفي طريق عودتهم إلى المدينة رأى محمد بن مسلمة راكبا يعدو بخيله في الطريق ، فظن أنه من الرجال الذين فروا من القوم ، فانطلق المسلمون نحوه وأخذوه أسيراً ،والصحابة لا يعرفونه ، وهذا الرجل لم يعرّفهم على نفسه ، ولم يكلمهم [[ عنده عزّة نفس ، فهو سيّد قومه ، إنّه ثمامة بن أثال ]] ، سيد بني حنيفة من أهل اليمامة - من قومه خرج مسيلمة الكذاب - ، أسره الصحابة وهم لا يعرفونه ، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم – عرفه وقال لأصحابه : أتدرون من الرجل ؟ إنّه ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ، فأحسنوا إليه .

ربط الصحابة ثمامة في أحد سواري المسجد ، وأحسنوا معاملته ، وقدّموا إليه أحسن الطعام من بيوتهم و من حجرات زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وكان كلّما مرّ به – عليه الصلاة و السلام - قال له : ماذا عندك يا ثمامة ؟ فيقول ثمامة : عندي خيريا محمد !! إن تقتلني تقتل ذا دمٍ [[ يعني إن قتلتني أنا سيد القوم ، وسيأتي قومي لأخذ الثأر ]] ، وإن تُنعم تُنعم على شاكر [[ يعني إن تنعّمت علي وتركتني ، ستجدني شاكرا لمعروفك ]] ،

وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت [[ اطلب اللي بدك ياه ، مثل ما نقول اليوم شيك مفتوح ]] .
[[ حبيبي يا رسول الله ، تركه هكذا عن قصد في المسجد حتى يسمع بلالا وهو يؤذّن الله أكبر الله أكبر ، ويرى صلاة المسلمين ، ويسمع القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بهم ،ويسمع حديثه مع المسلمين ، ويرى كيف يتعامل المسلمون مع بعضهم البعض بالحب والود والرحمة، قال تعالى : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " ]]


واستمر ذلك مدة ثلاثة أيام ، بعدها قال لأصحابه : أطلقوا ثمامة [[ هكذا دون أن يطلب منه فداء ، وكل ذلك كان طمعا في إسلامه و إسلام قومه ]] . فلما أطلقوا ثمامة ، ذهب قريبا من المسجد ، ودخل بين النخيل والأشجار واغتسل ، ثم دخل إلى المسجد وقال : يا محمد ؛ والله ما كان على الأرض كلها وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي . يا محمد !!

والله ما كان على الأرض كلها دين أبغض إليَّ من دينك ؛ فأصبح دينك أحب الدين كله إليَّ . يا محمد !!! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . ففرح النبي - صلى الله عليه وسلم – بإسلامه [[ فهو سيد قومه والناس تتبع أسيادهم ]] ، وأمر أصحابه أن يعلموه أمور الدين . يقول الشافعي رحمه الله :

- أحسن إلى الأحرار تملك رقابهم ... فخير تجارات الكرام اكتسابها
- ولا تمشينّ في منكب الأرض فاخراً ... فعمّا قليل يحتويك ترابها
فلما قضى أياماً استأذن النبي أن يذهب إلى مكة لأداء عمرة . فأذن له ، ودعا له بخير .(( فلما دخل مكة ، رفع صوته بالتلبية )) ،

وبعد أن طاف كما علمه الصحابة ، قالت له قريش : يا ثمامة ، صبوت ؟؟ قال : لا ، بل أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : وجئت تغيظنا بتلبية محمد، قدموه فلنضرب عنقه !! فقام رجل من قريش وقال : ويحكم !!!! أنسيتم أنه سيد بني حنيفة ؟؟ منها نأخذ الحبوب و أعلاف الماشية ؟؟

فتوقفوا عن عقوبته . فقال لهم قبل أن يغادر صحن الكعبة : والله لا يأتيكم حبة حنطة

حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دعا ثمامة قومه إلى الإسلام لما فيه من رحمة فأسلموا ، ومنع قومه من اليمامة أن يرسلوا لقريش شيئا ، و أمرهم بمقاطعة قريش وتجارها ، حتى ضاقت أحوال مكة الاقتصادية بهذه المقاطعة ، فكتب أبو سفيان و سادة قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألونه بأرحامه أن يكتب إلى ثمامة وقومه أن يسمحوا بإرسال الحبوب والمواد الغذائية إلى مكة .

ومن كرم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى ثمامة وقومه أن لا يمنعوا خيرات اليمامة عن مكة ، وأن تبقى الأمور على ما كانت عليه قبل إسلام ثمامة .
[[ أتذكرون قريشا كيف حاصرت المسلمين في شعب أبي طالب ثلاث سنوات ، حتى كان المسلمون يأكلون أوراق الشجر؟؟ أتذكرون ؟؟ انظروا الآن إلى رحمته – عليه الصلاة و السلام - بالشيوخ والنساء والأطفال في قريش !! ]] .

هكذا هو الإسلام ، دين الرحمة و الإخاء ، دين السماحة و المحبة ، يجذب القلوب و العقول . وقد اعتزّ قوم ثمامة بإسلامه و أنّه أول من رفع صوته بالتلبية في مكة ، فقال شاعرهم :

ومنا الذي لبّى بمكة معلناً ... برغم أبي سفيان في الأشهر الحرمِ

وحتى لا يظن البعض أن ما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم – مع ثُمامة يدل على ضعف المسلمين ، لنأخذ الجانب الآخر .

جاء الإسلام ووضع الأمور في مواضعها ؛ فالرحمة موجودة ، و الشّدة موجودة ، ولكل شيء وقته ، فقد شاع الخبر بين العرب كيف أحسن النبي إلى ثمامة ، وظنوا أن المسلمين
[[ طيبين بينضحك عليهم بكلمتين وايش ما عملت معهم ، يعفو ويصفحوا ]] ، فجاء رجال إلى النبي من قبيلتي {{ عُكَل وعُرَينة }} ،

وأعلنوا إسلامهم ، وكانوا يشكون مرضا في بطونهم ، فأمر أن يلحقوا بإبل الصدقة، و أن يشربوا من لبنها ، وأن يغتسلوا من بولها ليزول المرض . فلما تعافوا ارتدوا عن الإسلام ، واعتدوا على راعي الإبل ، ومثّلوا به ، وقطعوا يده ، ورجله ، وقلعوا عينيه ، وغرزوا الشوك في لسانه ، ثم ألقوه قتيلا في العراء بين الصخور ، و سرقوا إبل الصدقة ، وهربوا . فصدق فيهم قول الشاعر :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

وعندما وصل الخبر إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – غضب غضبا شديدا ، وأرسل في طلبهم عشرين من الصحابة، فأدركوهم في الطريق ، و أحاطوا بهم ، وأسروهم ، وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة .
وانظروا ماذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ب (( قُطّاع الطرق )) ليكونوا عبرة لغيرهم :

أمر أن تسمل أعينهم كما سملوا عين الراعي [ العقوبة بالمثل ] ، ثم أمر أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، [[ تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ]] ، ثم أمر أن يلقوا في الحرة ، وأخذوا يطلبون الماء من شدة العطش ، فأمر النبي أن لا يسقوا حتى يموتوا .... فماتوا عطاشا .
فنزل قوله تعالى يؤيّد فعل نبيّه :

{{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }} .

.ولم يسمل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك عينا . فعلم العرب حول المدينة ، أن عند محمد رسول الله الكرم والرحمة ، والشدة والبطش وكل إنسان يعامل حسب فعله .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:32 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا