منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-23-20, 07:53 AM   #133
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 119 »
السيرة النبوية العطرة (( وصف الرسول – صلى الله عليه وسلّم - ج2))
______
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله ، لم تكن ملابسه مميزه عن باق الناس ، كان يلبس ما يتيسر له من الملابس التي كانت معروفة في قومه ،
فقد كان هديه في اللباس أعظم الهدي وأكمله، فكان - عليه الصلاة والسلام -يلبس ما تيسر له من اللباس، سواء أكان صوفاً، أم قطناً أم غير ذلك، من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة. وكان إذا جاء العيدان أو الجمعة أو وفد عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر قومه بذلك. وكان - صلى الله عليه وسلم - يهتم بنظافة ثيابه، ويحرص على تطييبها، ويوصي أصحابه بذلك .

وكان أحب ألوان الثياب إليه - الثياب البيضاء – فكان يؤثرها على غيرها من الثياب، ولم يكن ذلك مانعاً من أن يتخيرأي لون آخر .
وبين لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آداباً يحسن بالمسلم أن يتحلى بها عند لبسه لثيابه فمن ذلك التسمية، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - يبدأ بها في أعماله كلها ، ومنها البدء باليمين عند اللبس وبالشمال عند الخلع، لما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت:

( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيامن في شأنه كله ) و كان - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس ثوبه أو قميصه، حَمِدَ الله تعالى قائلاً: ( الحمدُ لله الذي كَساني هذا و رَزَقَنِيه من غير حولٍ مني ولا قُوة) .وإذا لبس ثوباً جديداً دعا الله قائلاً:
( اللهم لَكَ الحمدُ أَنتَ كَسَوتَنِيه أسألك من خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع له، وأعوذ بك مِنْ شرِّه وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ ) .

ومن جملة هديه - صلى الله عليه وسلم - في لباسه عدم إطالة الثوب والإزار، فكان إزاره لا يتجاوز الكعبين، واتخذ - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من فضة، وكان يضعه في خنصر يده اليسرى، وتارة يضعه في يده اليمنى، ونهى عن التختم بالذهب.
ونهى -عليه الصلاة والسلام -عن لبس الحرير من الثياب ، وحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :

( لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) .
وعند الترمذي وأبي داود عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: كان كُم يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرسغ. وفي صحيح مسلم عن عمرو بن حريث قال : " كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه.
وكان يضع تحت العمامة قلنسوة،

[[ القلنسوة ،هي الطاقية اللي بيلبسها الحاج ]] ، و أحيانا من غير قلنسوة ، وكان لعمامته ذؤابة ( مثل ذيل للعمامة ينزل للخلف على ظهره بين كتفيه ) ، وكان له عمامة بيضاء وعمامة سوداء وخضراء وربما ألوان أخرى،ولم تكن عمامته - صلى الله عليه وسلم - كبيرة بحيث يؤذيه حملها، ولا صغيرة ،بل كانت وسطا بين ذلك . وقد لبس النبي

- صلى الله عليه وسلم - القميص (الثوب) والرداء والإزار والجبة والعمامة . وكان - صلى الله عليه وسلم - يلبس في قدميه النعل [[ نسميه الصندل ]] ، وكان يلبس الخف [[ مثل ما نسميه الجرابات يشبهه تقريبا بس من جلد ويغلق من الجانب ]]

روى البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا آكُلُ مُتَّكِئًا ( ومعنى الاتكاء : كل جِلْسة يكون الأكل فيها متمكناً مطمئناً ، لأن ذلك مدعاه ليأكل كثيراً ، وهو مذموم شرعاً .

روى مسلم عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْعِيًا يَأْكُلُ تَمْرًا ) والإقعاء أن ينصب قدميه ويجلس على عقبيه هذا هو الإقعاء وإنما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك لئلا يستقر في الجلسة (
وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل على الأرض ، يجثو بركبتيه أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى

[[ هذه الجلسة تمنع بروز الكرش ، وتضغط على المعدة ، فتسرع بالشبع ، علموها أبناءكم خوفا من النصاحة في المستقبل ، بتصغر معدتهم ]]

وكان - صلى الله عليه وسلم - يأكل بأصابعه الثلاثة ، الإبهام والتي تليها والوسطى ، وكان لا يتكلف في أكل الطعام، بل كان يأكل ما يقدم إليه، واذا لم يحب شيئا من الأكل لا يعيبه . كان قليل الأكل ؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - :{{ لم يشبع يومين متتاليين }} ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشرب ثلاثا ، يسمي الله و يتنفس بينهم، وكان يجلس أثناء الشراب . كان ينام على جنبه الأيمن ويضع يده تحت خده . وكانت مشيته - صلى الله عليه وسلم - كأنه ينحط من صبب [[ أي ينزل من منحدر، كانت مشية سريعة، وفيها جدية، وليس مشية في كسل أو تماوت ]] .

وكان إذا حدث بحديث تبسم في حديثه و أفهم ، وإذا التفت ، التفت بجميع جسده، وليس برأسه فقط ، وكان يُقبل بوجهه على كل من يحدثه ، وإذا صافحه أحد لا يكون هو أول من يسحب يده من المصافحة . كانت له هيبة ووقار - صلى الله عليه وسلم - ولذلك كان الصحابة يجلسون في مجلسه - صلى الله عليه وسلم- كأن على رؤوسهم الطير .

واعلموا أحبّتي أن أجمل وأفضل الأخلاق لباس التقوى، كما قال تعالى:
" ولباس التقوى ذلك خير "، وصدق الشاعر حين قال:
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
هذه طائفة من هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم - فلا تفوّت على نفسك فرصة تطبيق وإحياء سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم.
_______

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 12-24-20, 08:13 AM   #134
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 120 »
السيرة النبوية العطرة (( مشاكل المدينة قبل أن يدخلها صلى الله عليه وسلم))
______
انتهينا في الهجرة ، عند خيمة أم معبد ، وقبل أن نشرع بالحديث عن وصول النبي صلى عليه وسلم للمدينة ، ونزوله بقباء ، وكيف كان استقبال أهل المدينة له ، لا بد لنا من أن نلقي نظرة على {{ مشاكل المدينة }} قبل دخوله عليه - صلى الله عليه وسلم - .

فلقد انتهت المرحلة الصعبة في تاريخ الدعوة، وهي مرحلة الدعوة المكية، والتي استمرت {{ ١٣ سنة }} وكانت مليئة بالاضطهاد الشديد جدا، و التعذيب للمسلمين ، ولكن العهد المدني أيضا كان صعبا وليس بالسهل أبدا ؛ لنر ما الذي واجهه - صلى الله عليه وسلم - عندما هاجر إلى المدينة ، وكم تحمل نبينا - صلى الله عليه وسلم – وصحابته في سبيل دعوتهم إلى الله .
الحروب بين الأوس والخزرج :

كانت المدينة تموج بالحروب الأهلية بين {{ الأوس والخزرج }}، ولقد حدثتكم سابقا عن الأوس والخزرج ،إنهما أوس وخزرج أخوان من أم واحدة اسمها {{ قيلة }}، وبالرغم من أنهما من سلالة رجل واحد وأم واحدة ، ومع ذلك كانت هناك عداوة شديدة جدا ،وتاريخ طويل من الحروب الأهلية بين تلك القبيلتين ، آخرها كان {{ حرب بعاث }} التي انتهت قبل الهجرة بخمس سنوات فقط .
اليهود :

كان في المدينة ثلاث قبائل يهودية كبيرة ، وهي قبائل( بني قينقاع ، وبني النضير وبني قريظة ) . وقد قابل اليهود الدعوة الاسلامية بالعداء الشديد ، والسبب أنّ هؤلاء المغضوب عليهم ، كانوا يظنون أن نبي آخر الزمان سيكون منهم لأن أكثر الأنبياء من بني إسرائيل ، ثم كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لهم ، أن يكون نبي آخر الزمان من العرب !!! وكانت كتبهم تأمرهم أن يتّبعوا هذا النبي الأمي إن هو ظهر فيهم ، قال تعالى :

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) .

وبالرغم من أن عدد اليهود في المدينة كان كبيرا ،إلا أنهم كانوا أقل عددا من {{ الأوس والخزرج }} ، ولذلك كان الأوس والخزرج مستعلين على اليهود في المدينة ، وكان يهود المدينة يشعرون بالقهر في مواجهة الأوس والخزرج ، و لذلك كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان لينتقم لهم من قهر الأوس والخزرج ،
فلما جاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - من نسل إسماعيل ، كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة ليهود المدينة، ولذلك قرروا معاداة الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ أول يوم لدخوله المدينة . قال تعالى :{{ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }} .

لذلك كان من أكبر المشاكل التي واجهت الرسول- صلى الله عليه وسلم - هي وجود اليهود في المدينة، واليهود معروفون بخبثهم ومكرهم ومكائدهم .
المشركون :
صحيح أن أغلبية أهل المدينة كانوا مسلمين، ولكن لم يكونوا كلهم مسلمين ، وكان بعضهم لا يزال على شركه، ولم يجبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحدا على الإسلام، وهؤلاء كانوا يكرهون الإسلام ، ويكرهون المسلمين ، ويضمرون لهم البغض والعدواة
المنافقون:

بعد الهجرة، ودخول أغلب أهل المدينة في الإسلام، ظهرت طائفة جديدة وهي طائفة {{ المنافقين }} والمنافق هو الذي يظهر ما لا يبطن ، وهذه الطائفة لم تكن موجودة في مكة ، لأن الإسلام كان ضعيفا، ولكن ظهرت بعد الهجرة، وبعد أن أصبح للإسلام دولة، وخصوصا بعد غزوة بدر ، وهذه الطائفة أخطر بكثير من المشركين ، لأن المشرك عداوته معروفة للإسلام ، وتستطيع أن تأخذ منه حذرك ، وأن تواجهه ، بينما المنافق مثل المرض الخفي ، الذي يفتك بالجسم دون أن تشعر به . يقول تعالى : {{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ }}
مشاكل المهاجرين :

ظهرت في المدينة مشكلة اقتصادية نتيجة هجرة عدد كبير من أهل مكة ، وموارد المدينة محدودة ، ولذلك لم يأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -أصحابه المهاجرين إلى الحبشة بأن يأتوا إليه في المدينة .حيث لم يكن للمهاجرين بيوت يسكنونها ، ولا أعمال يعملون بها ، [[ المهاجرون تركوا مكة وأموالهم وأعمالهم ، لنتخيل الوضع ليس بالسهل أبدا ]]

و أهل المدينة كلهم مزارعون ، وهي مهنتهم الوحيدة ، وهذه المهنة لا يعرفها أهل مكة ، لأن أهل مكة كان أكثرعملهم بالتجارة فقط ، وأيضا شعر المهاجرون بالغربة والحنين لبلدهم و أهلهم في مكة ؛ فأصيب المهاجرون بحالة من الحزن والاكتئاب ، و أصيب بعضهم بالحمى نتيجة حزنهم وقلّة مناعتهم .

كذلك اختلفت العادات و التقاليد على المهاجرين ؛ فمثلا نساء المدينة شخصيتهنّ مع رجالهنّ فيها جرأة وقوة ، ولم تكن شخصية نساء مكة هكذا مع رجالهنّ ،لأن زوجات أهل المدينة يعملن

في الزراعة مع أزواجهن ،أما نساء مكة لا يعملن لأن عمل أزواجهن التجارة .
{{ النبي القائد }} محمد – صلى الله عليه وسلم – كان عليه أن يواجه كل هذه المشاكل ؛ ولأنّ السيرة منهاج حياة لكل المسلمين ، لذلك يجب علينا جميعا قادة و شعوبا و مسؤولين أن نتعلم من قائدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ماذا فعل لحل هذه المشاكل ؟؟

وكيف استطاع بقيادته الحكيمة وفي زمن قصير أن يبني دولة شهد لها القاصي و الداني ؟ كيف لا وقد قضت على جبابرة الفرس و الروم ؟؟ هذا ما سنعرفه في الأجزاء القادمة بإذن الله تعالى .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 12-24-20, 08:15 AM   #135
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 121 »
السيرة النبوية العطرة (( وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى أطراف المدينة بئر عذق ))
________
وصل - صلى الله عليه وسلم - عند قدومه للمدينة إلى بئر اسمه {{ بئر عذق }} هذا البئر على أطراف المدينة، يبعد عنها مسافة حوالي {{ ١٠كم }}، استراح - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المكان وشرب من ماء البئر فكان أول ماء يشربه في المدينة من ذلك البئر.

فلما جلس يستريح قدّر الله - عزوجل -أن يمر رجال من تجار قريش – كما تقول الروايات - كانوا قادمين من الشام وهم الآن في طريق عودتهم إلى مكة ، والقادم من الشام يمر أولاً بالمدينة ، ثم يكمل مسيره إلى مكة ، فاستراحوا على أول ماء بعد المدينة ، وكان ذلك مع وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ لبئر عذق }} ،

فالتقوا هناك ، وكان مع هؤلاء الرجال الصحابي الجليل الزبير بن العوّام . {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه : وهو ابن عمة الرسول ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين إلى الإسلام، يُلقب بـ حواري رسول الله؛

لأن النبي قال عنه:" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، تزوج أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى المدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير فكان أول مولود للمسلمين في المدينة }} .

وكان مسلما وخارجا في تجارة لقريش ، فلما التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أخرج ما في بضاعته من ثياب ، وكسا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر الصديق ثيابا بيضا جديدة حتى يدخل بها المدينة ، واستأذن النبي أن يُتم تجارته إلى مكة ثم يعود مهاجرا إلى المدينة ، فكانت كرامة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستقبله أصحابه وهو بثياب حسنة ، فاغتسل - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الماء ولبس الثياب الجدد البيض .

أهل المدينة قد بلغهم خروج النبي - صلى الله عليه وسلم – وإنه في طريقه إليهم ، وقدروا مسافة الطريق سبعة أيام إلى ثمانية ، وكانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر إلى طرق المدينة ، يترقبون وصول رسول الله حتى تغلبهم الشمس على الظلال [[ أي تصبح حرارة الشمس عالية ولا يوجد شيء يستظلون به ..
يضربهم حر الشمس ، فيدخلون بيوتهم لأنهم لا يعرفون سبب تأخر وصوله ، و أنه مكث في الغار ثلاثا ، و أنه سلك طريقا آخر تمويها لقريش ]] ، وفي اليوم الذي وصل به النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجوا كعادتهم حتى غلبتهم الشمس ؛ فلما دخلوا بيوتهم ، سمعوا صارخاً يصرخ على سطح حصن – يُقال إنه يهودي - :

يا بني قيلة [[ الأوس و الخزرج ]] هذا جدكم الذي تنتظرون قد أقبل [[ الجد يعني الحظ و النصيب ، فمحمد نصيب العرب المسلمين ]] ،

يقول الصحابة : فأخذنا سلاحنا نستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - [[ يعني من باب الاعتزاز وقوة الترحيب بالنبي ]] ، ( هو لم يدخل المدينة بعد ) ، وأخذنا نبصر الطريق وإذا به - صلى الله عليه وسلم - مع صحبه الثلاثة يخفيهم السراب مرة ، ويظهرهم مرة أخرى مبيضين مقبلين ، [[ ما معنى مبيضين ؟
المسافر بالعادة لا تكون ثيابه نظيفة ؛ إما أن تكون اتسخت بحكم السفر ، أو عليها غبار على الأقل .. قالوا وإذا بهم مبيضين أي بثياب بيضاء نقية ]] .

يقول أصحابه - رضي الله عنهم - : لا يعرف النبي- صلى الله عليه وسلم - منا أحد إلا من بايعه في مكة ، ونحن لا نعرف النبي ولم يسبق لنا أن رأيناه ، وكان هو وأبو بكر في سن واحدة متقاربة

[[ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أبو بكر بالعمر سنتين على الأقل ]] ، فلما اقتربوا وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يستقبلهم فجلس تحت ظل شجرة . يقول أصحابه فأقبلنا فرأينا رجلين مبيضين قريبين بالعمر من بعضهم البعض ، ومعهم خادم ودليل يدلهم على الطريق ، قالوا فأيقنا أن هذا هو النبي وهذا صاحبه .. ولكن أيهما النبي لا ندري !!

فقام إلينا رجل منهم يستقبلنا ، فظننا أنه رسول الله ، فأخذنا نحييه وما عرفنا أنه أبو بكر إلا عندما رجع إلى النبي ، وهو جالس لا يتكلم - صلى الله عليه وسلم - فأخذ أبو بكر يظلل النبي بثوبه حتى لا تضربه الشمس ، قالوا فعرفنا أنه رسول الله ، فسلموا على رسول الله واستقبلوه . ثم مضى بهم - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين حتى وصلوا إلى بساتين قباء ، [[ لم يدخل المدينة المنورة ، مباشرة ]] ،وكانت قباء في ذلك الوقت قرية منفصلة عن المدينة المنورة ، تبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }} .

فلماذا لم يدخل المدينة المنورة مباشرة واتجه نحو قباء ؟؟؟

ربّما النبي - صلى الله عليه وسلم – أراد أن يستأذن أهل المدينة في الدخول على مدينتهم، خاصة أن أهل المدينة لم يكن كلهم مسلمين، بل كان هناك مشركون وكان هناك يهود أيضا ، ولأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدخوله المدينة ستكون هناك مرحلة جديدة من تاريخهم ، فكأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يترك لهم فرصة لمراجعة أنفسهم ، وحتى يتأكدوا أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه ا


لمرحلة الجديدة ، وهي مرحلة في غاية الصعوبة ، لأنهم سيقفون ليس أمام قريش فقط - أقوي القبائل العربية - بل سيقفون كذلك في مواجهة كل القبائل .
( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 12-25-20, 08:20 AM   #136
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 122 »
السيرة النبوية العطرة (( الوصول الى قباء ))
________
وصل صلى الله عليه وسلم الى بساتين قباء ، فنزل على قبيلة {{ بني عمرو بن عوف }} وهم سكان قباء ، وكان شيخهم وزعيمهم {{ كلثوم بن الهدم }} وكان مازال مشركا ، ولكنه استقبل النبي معهم ، واختار النبي أن يكون ضيفا عنده .
وكان في النهار يجلس- صلى الله عليه وسلم - في مكان يجتمع فيه بأصحابه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -أن يبنوا مسجدا ، وعمل فيه بيده ، وهو المعروف الآن بمسجد قباء . واهتمام النبي ببناء المسجد أولا يدل على أن المسجد هو صلة العبد بربه ، يناجيه و يتلو كتابه فيه براحة و اطمئنان ، وهو مركز الدولة و مكان تربية الرجال .

وعندما وصل النبي – صلى الله عليه و سلم - إلى قباء ، كان قد أتمّ من عمره الكريم {{ ٥٣ سنة قمرية }} ، وبعد أن أقام فيها أياما ، خرج ليكمل سفره إلى المدينة المنورة {{ تبعد قباء عن المسجد النبوي ٥ كم تقريبا }} ، وكان ذلك صباح يوم الجمعة كما تقول الروايات ، وأرسل إلى أهل المدينة من يخبرهم بقدومه ، فخرج إليه في الطريق رجال من بني النجار عددهم {{ ٥٠٠ }} رجل حاملين سلاحهم ، هم أخوال جده عبد المطلب {{ تذكرون عندما ذكرت لكم قصة عبدالمطلب جد النبي {{ شيبة الحمد }}،

عندما ترك أبوه هاشم زوجته لتلد في يثرب عند أهلها بني النجار ، ومضى هاشم إلى الشام ، وأدركته الوفاة في غزة }} ، فأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم ،وقالوا : يا رسول الله ؛

نحن أهل العدد والحلقة ، أدخل مدينتك آمناً مطمئناً مطاعاً . فمشى الناس من حوله يحفونه بين ماش وراكب لا يُحصي عددهم أحد . فلما كان بين قباء والمدينة ؛حضر وقت الظهر ، ولم يكن صلى قبل هذه الجمعة صلاة جمعة بأصحابه - لم تفرض صلاة الجمعة بعد - فنزل وصلى بهم الجمعة وعلمهم الجمعة في الطريق ، [[ والآن موجود مسجد بين قباء والمسجد النبوي اسمه مسجد الجمعة ، هناك صلى رسول الله أول جمعة بأصحابه]] .

نزل في ذلك المكان - صلى الله عليه وسلم - فقام يخطبهم فاتكأ على رحل ناقته القصواء ،وخطب خطبة قصيرة ، ولكن فيها جوامع الكلم والبلاغة ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، و حثّ المسلمين فيها على الإكثار من الأعمال الصالحة والتي ستكون طريقهم إلى الجنة ، كالتصدق ولو بشق تمرة . .. ولو بالكلمة الطيبة ..

ثم توجه إلى المدينة ، وكل أهل المدينة شباب ورجال ونساء وأطفال وشيوخ ينتظرون قدومه - صلى الله عليه وسلم - وهم في أشد الشوق لرؤيته .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 12-25-20, 08:21 AM   #137
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 123 »
السيرة النبوية العطرة (( استقبال أهل المدينة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ))
________
وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، ولا أحد يستطيع أن يصف ذلك الاستقبال الكبير، والحب الذي لقي به أهل المدينة هذا الضيف الكريم الذي وفد إليهم بأمر الله، وأكرمهم الله - سبحانه وتعالى - به فكانوا أنصار الدعوة ، ولقبوا بالأنصار. [[ وهنا يعجز المتكلم عن الوصف ، حتى جميع الذين كتبوا السيرة تعجز أقلامهم عن وصف هذا المشهد التاريخي ، ولا يستطيع أي مخرج تلفزيوني أو سينمائي أن يصور بحق تلك اللحظات الجميلة في كل شيء ]] .

الكل كان في اشتياق كبير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – مهاجرين و أنصار ، خرجوا جميعا لاستقباله عند دخوله المدينة بعد عناء {{ ١٣ عاما في مكة }} ، تحمل فيها - صلى الله عليه وسلم – ما تحمّله من حصار وأذى واستهزاء . . . نتصور أنفسنا مكان {{ أهل المدينة }} أغلبهم لم يروا رسول الله في حياتهم ، ( كوضعنا هذه الأيام لم نره ولم نسمع كلامه ) . . . الرجال ، والشباب ، والنساء ، والفتيات ، والأولاد ، والكبار. .. الكل في شوق شديد لهذا النبي الكريم سمعوا عن طفولته ، عن غار حراء ، عن دار الارقام ، سمعوا عن رحلة الإسراء والمعراج ، عرفوا أنه أحب الخلق إلى الله . . .

تصوروا هو الآن قادم إلينا نحن !!كيف سيكون حالنا في الطرقات والشوارع ؟ !!!! تخيلوا شوق أطفالكم عندما يسمعون أن رسول الله قادم اليوم ، ونريد أن نخرج لاستقباله؟؟!! كان في المدينة ما يزيد على 13 منطقة ( حي ) كلهم خرجوا ، وضجت طرقات المدينة كلها بالناس ، وكانت المدينة قد تهيأت لهذا اللقاء قبل قدومه - صلى الله عليه وسلم - .

. . . كان يركب ناقته القصواء ، وقد أحاط به أخواله من بني النجار، ورجال آخرون من المهاجرين والأنصار ، وبأيديهم سيوفهم تحميه من كل من تسول له نفسه أن يصيبه بأذى ، وأبو بكر خلفه على الناقة ، فلما أطل عليهم ورأوا من بعيد {{ النور المحمدي }} صاح الغلمان ، والأطفال و الفتيات ؛

صاح الجميع ، صاحوا بأعلى صوتهم : الله أكبر .. الله أكبر ، جاء رسول الله ، الله أكبر ، هذا محمد رسول الله قد أطل علينا ، حتى أن العوائق فوق البيوت ينظرن و يقلن : أين هو ؟ أين هو ؟ [[ الختيارات قاعدات على سطح الدار ، ينتظرن رسول الله ، ويسألن أين هو ؟؟ ]] .

فلما أقبل - صلى الله عليه وسلم - وأطلّ عليهم ؛ يقول أنس - رضي الله عنه - عن المدينة :{{ أضاء منها كل شيء }} من نور وجهه - صلى الله عليه وسلم - يقول البراء،{{ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله}} . وضاجت المدينة كلها ، وأخذ الصبيان يضربون على الدفوف ، وينشدون مع البنات الصغيرات أبيات شعر جميلة جدا في معانيها ( قيل إن هذه الأبيات ضعيفة في سندها ) :

طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة .. مرحبا يا خير داع
وبدأ السرور في وجهه – صلى الله عليه وسلم - وهو يرى هذه القلوب المؤمنة والوجوه المشرقة المستبشرة تستقبله حتى كأن وجهه القمر ، فكان هذا اليوم التاريخي العظيم من أعظم الأيام على الإسلام والمسلمين .

يتبع . . .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 12-27-20, 09:00 AM   #138
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 124 »
السيرة النبوية العطرة (( نزوله - صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة ))
________
. . . أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ، يمشي بين الجموع ، وكانت عشائر {{ الأوس والخزرج }} تقف على أبواب البيوت على جانبي الطريق تنتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتستقبله فرحة مستبشرة ، وكان رئيس كل عشيرة، ورب كل بيت يطمع أن يقبل ضيافته ، فجاء رجال العشائر إليه يأخذون زمام الناقة ويقولون :

يا رسول الله انزل فينا نحن أهل الحلقة ، نحن أهل العز ، وكلهم يريدون أن يكون النبي ضيفهم ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : دعوها فإنها مرسلة ، خلّو سبيلها فإنها مأمورة ، ويرخي زمام الناقة لا يمسكه ، دعوها إنها مأمورة [[ أي إن الله يأمرها أين تبرك ،لا أنا الذي أختار ]] لماذا ؟؟؟؟
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الحساسية التي بين {{ الأوس والخزرج }} ،

فمن مكارم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - ومن أجل تأليف قلوبهم ، [[ فلو اختار عائلة أو قبيلة على قبيلة وبينهم حروب ودماء ، لقالوا اختار الرسول هذه القبيلة علينا ويبقى في نفوسهم شيء]] ،
ترك زمامها ولم يأخذ به أبداً ، فما زال على ظهرها - صلى الله عليه وسلم - وقد أردف معه على الناقة أبو بكر من قباء إلى المدينة ؛ ليعلم الناس كلهم مكانة أبي بكر- رضي الله عنه - عند رسول الله . . . فما زالت الناقة تمشي حتى أتت إلى موقع مسجده المعروف الآن .
كيف كان موضع الأرض قبل بناء المسجد ؟؟
كان مربدا تمر لغلامين يتيمين من بني النجار [[ مربد التمر هي الأرض السهلة ، عندما يُقطف التمر عن الشجر يوضع بهذه الأرض لغرض التجفيف حتى لا يكون التمر مرطبا ، يسمى عند العرب مربد ؛يربد التمر فيه أي يجفف]] وإلى جانبه أرض فيها مقبرة قديمة
وحول الأرض قليل من البيوت ، وإذا بالناقة تمشي إلى هذا الموقع ، ثم بركت في موقع منبره الموجود في مسجده الآن – صلى الله عليه و سلم - .

فعلم النبي أن المنزل ها هنا ، فقال : ها هنا المنزل إن شاء الله [[ وتعجب الصحابة !!ها هنا المنزل !! أرض صحراء جانبها مقبرة أين سينزل الرسول ؟]] ثم وقف وقال : أيّة دور أهلنا أقرب إلى هذا المكان؟؟! قال {{ أبو أيوب الأنصاري }} أنا يا رسول الله ، فهذا الباب الذي أمامك هو باب داري . فقال له - صلى الله عليه وسلم - :
احمل متاعنا إليه ، فنزل - صلى الله عليه وسلم - في دار أبي أيوب . فجاء أسعد بن زرارة أحد النقباء الاثني عشر وسيد الأنصار في ذلك الوقت ، قال : يا رسول الله ؛ فاز بها أبو أيوب ، فهل تأذن لي أن تكون ناقتك في ضيافتي ؟؟
[[ سبحان الله ما أجمل أخلاقهم ومعرفتهم بقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم !!! أنت ستنزل في دار أبو أيوب أنا أستأذنك أستضيف الناقة عندي أقوم برعايتها وخدمتها ]] فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم -
وقال له : لك ذلك . فأخذ ناقته القصواء ، وجعلها في داره يخدمها ، وإذا احتاج النبي إليها يحضرها له .
دار أبو أيوب تتكون من غرفتين عبارة عن طابقين ، وكانوا يسمون الطابق الثاني في تلك الأيام {{ العلّيّة }} ،فأراد أبو أيوب أن ينزل النبي في الطابق الثاني ، فرفض النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن ينزل في الطابق الأسفل وقال له : لك بيتك ، فهذا أسهل وأرفق علينا ،
وعلى من يأتينا ضيف من الناس
وكان أبو أيوب كل يوم يلح على الرسول يقول : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، نخاف من مشينا أن يتساقط عليك شيء من تراب !فيقول له النبي :
لا، لك بيتك يا أبا أيوب .
حتى جاءت ليلة باردة ، فانكسرت جرة الماء من يد زوجته ،فأسرع أبو أيوب وزوجته يجففان الماء في غطاء نومهما
[[ لأن السقف عبارة عن قصب وعليه طين ، فلو شرب السقف الماء لنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم ]] وناموا تلك الليلة بلا غطاء يرجفان من البرد ، وسبحان من أخبر نبيه عن حال أبي أيوب تلك الليلة ، فلما كان الصباح قال : كيف كانت ليلتكم يا أبا أيوب ؟؟ فقال له : وقع من أمرنا كذا وكذا . فقال له - صلى الله عليه وسلم -:
نصعد نحن إلى الأعلى وتنزلون أنتم إلى الأسفل ، لأنه وجد بها مشقة عليهم ، وهو- صلى الله عليه وسلم - الذي وصفه الله {{ بالمؤمنين رؤوف رحيم }} .


يقول أبو أيوب: كنا نرسل للنبي - صلى الله عليه وسلم - كل ليلة عشاءه ، فإذا رد علينا القصعة [[ يعني الصحن اللي أكل منه ؛ لما يرجعه ]] ،
تلمسنا مواضع أصابعه ، فنأكل من مكانها تبركاً . قال أبو أيوب : وفي يوم من الأيام رد علينا القصعة ، فإذا ليس لأصابعه فيها أثر [[ أي لم يأكل من الصحن ولا لقمة ]] ، يقول أبو أيوب : ففزعت وقلت للنبي : بأبي وأمي ؛ رددت إلينا قصعتك وليس ليدك أثر؟؟!! فقال له - صلى الله عليه وسلم - : أحسب أن فيها من هذه الشجرة [[ كانوا قد وضعوا له الثوم في الطعام ]] ،

وأنا رجل أناجي [[ أي أناجي الله عزوجل ]] ، أما أنتم فكلوا منها . يقول أبو أيوب : فلم نعد نضع له الثوم في طعامه صل


ى الله عليه وسلم . وقد أمضى النبي في دار أبي أيوب قرابة {{ سبعة أشهر حتى تم بناء المسجد وحجرات أزواجه صلى الله عليه وسلم }} .

من هو أبو أيوب الأنصاري ؟؟ هو خالد بن زيد بن كليب الأنصاري ، شهد بيعة العقبة والمشاهد كلها مع النبي- صلى الله عليه وسلم - .
آخى النبي بينه وبين الصحابي مصعب بن عمير. كان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب ومن خاصته، فولاّه على المدينة المنورة حتى دخلها جند معاوية، فلحق به في العراق، وكان على خيله يوم النهروان.
توفي أبو أيوب الأنصاري مريضًا، وهو في جيش يزيد بن معاوية المتوجه إلى القسطنطينية ،و دفنوه عند أسوار القسطنطينية ، وظل قبره مطمورا حتى فتح القسطنطينية بعد ذلك بمئات السنين، فبنوا على قبره مسجدا، موجود إلى الآن واسمه مسجد
{{ أيوب سلطان }} .

يتبع بناء المسجد النبوي . . .
( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا