منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-27-20, 09:02 AM   #139
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 125 »
السيرة النبوية العطرة (( بناء المسجد النبوي ))
________
كل أهل المدينة من مؤمنين صادقين ، أو منافقين بالخفاء ، أو يهود ( قينقاع وقريظة والنضير) ،
كلهم ينتظرون ما هو برنامج عمل النبي بعد وصوله إليهم وقد اختار المدينة وخلع أهل مكة ؟؟ فالبعض يتوقع أن يجهز جيشا لغزو مكة ؟؟ والبعض يتوقع أن يخرج ويعلن خطاب العرش ويعلن سياسة الدولة ؟؟ والبعض يتوقع أن يصدر تعيين نائب له !!!
الجميع يتساءل ما هو أول عمل سيقوم به رسول الله ؟؟ وقد خرج - صلى الله عليه وسلم - من مكة وترك زوجتيه سودة وعائشة ، وترك بناته الأربعة زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، وأبو بكر ترك بناته وزوجته في مكة ؟؟
استطاع النبي في فترة قياسية أن يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعا شديد التماسك ، وتغلب على كل مشاكل المدينة التي أخبرتكم عنها في الجزء 120 ، تُرى ماذا فعل صلى الله عليه وسلم ؟؟ لقد قام بثلاثة أمور :
- بناء المسجد - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار - وضع وثيقة المدينة واليوم سنتحدث عن كيفية بناء المسجد النبوي

خرج صلى الله عليه وسلم على الصحابة ، وأخذ رمحا من يد واحد منهم ، واقترب إلى موقع الناقة ، ثم غرس الرمح في المكان الذي بركت فيه الناقة ، ثم قال {{ هنا نبني المسجد إن شاء الله }} ،
أول عمل كان هو بناء المسجد ثم قال : لمن هذا المكان ؟؟
قالوا: لغلامين يتيمين هم في كفالة فلان . فقال : أين الغلامين وأين الكفيل ؟ فلما حضروا ؛
وكان الغلامان أحدهما في ١٢ من العمر و الآخر في سن ١٣ ، فتحدث النبي لهم قائلا : إننا نريد أن نبني مسجدا في هذا المكان حيث بركت الناقة ، فكم تريدون ثمن هذه الأرض ؟؟ فقالوا : هي لك يا رسول الله من غير ثمن، بيت لله ، ومنزل لك . قال : لا يكون إلا بثمن ، ولا يكون الثمن إلا ما تريدون وتطلبون ، فطلبوا الثمن ، فدفع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمن تلك الأرض وأذن ببناء المسجد . وقد عمل الرسول مع الصحابة جميعا في بناء المسجد ،

[[ لم يأمر أصحابه بالبناء وجلس في بيته ولما انتهى البناء شرّف الافتتاح وأعطوه مقصا وقص شريط الافتتاح !!!! ]]
حيث خلع رداءه - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول وشرع بالعمل بكل اجتهاد وفرح؛ وكان يقول :
اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجره . . . بدأ المسلمون بتسوية الأرض و إزالة ما فيها من عوائق و تجهيزها للبناء، ثم بناء الجدران من الطوب الترابي المعروف بالبناء قديما ، وكانت أعمدته من جذوع النخل، وسقفه من ورق النخيل ، وكان بناء متواضعا بسيطا ، وارتفاع المسجد على طول الرجل أو يزيد عنه قليلا .

كانت الخطوة الأولى هي بناء المسجد، وببناء المسجد استطاع – صلى الله عليه وسلم - تذويب الخلافات بين الأوس والخزرج، و بين طبقات المجتمع . وكان للمسجد دور كبير غير تأدية الصلوات الخمسة ، فكان مقر الحكم و الشورى ، والمعاهدات و القضاء ، واستقبال الوفود ،
ومكان لتربية الأطفال ، ومداواة المرضى ، ومأوى الفقراء وعابري السبيل . وفيه تعلم الصحابة أمور دينهم، فكان المسجد أشرف وأرقى جامعة عرفها الإنسان على هذه الأرض ، وخرج منه رجال أصبحوا أساتذة بأخلاقهم و سلوكهم ، وأطاحوا بأعظم دولتين في زمانهم
{{ الفرس و الروم }} . فمن هذا المسجد تخرجت السرايا والكتائب ، وفيه تعلم الصحابة الجهاد ، فكانوا خير فئة من أمم البشرية كلها ، وكانت شهادتهم عند التخرج من الله - عزوجل - وهذا نص الشهادة من القرآن :

{{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }} . ما أجملها من شهادة !!

وعند بناء المسجد تتجلى النبوءات على نبينا - صلى الله عليه وسلم - ونأخذ منها مثالا : تروي بعض كتب السيرة أنّ عمار بن ياسر : [[ والذي كان رقيقا في مكة، ذكرنا قصته حيث قُتل أبوه ياسر وأمه سميّة على يد أبي جهل تحت التعذيب ]]
كان عمار - رضي الله عنه - يعمل بجد و اجتهاد مع الصحابة ، ويحمل لبنتين وليس لبنة واحدة ، وكان هناك رجل من الصحابة يحب الأناقة ، ثوبه نظيف ، فكان إذا لمس ثوبه التراب أزاحه بيده ،وكان إذا حمل شيئا يبعده عن ثوبه كي لا يتسخ ، وكان أحد الصحابة ينشد شعرا
( ولا يقصد به أحدا ) ويقول : لا يستوي من يعمر المساجدا .. .يدأب فيها قائما وقاعدا . . . ومن يرى عن التراب حائدا .. ، فكان عمار بن ياسر يُعيد هذه الأبيات و هو يعمل ؛ فغضب الرجل الذي يحب الأناقة ، وظنّ أنه يقصده ؛ فقال ل عمار :

" يا ابن سمية !! بمن تُعرّض ؟ والله إن كررتها لأضربن وجهك بهذا الجريد [[ مين قصدك يا ابن سمية ، نسبه لأمه احتقارا ]] ، والصحابة يقعون بالخطأ ، وسيمر معنا في السيرة مواقف كثيرة ، فقط النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المعصوم .

غضب النبي - صلى الله عليه وسلم – غضبا شديدا لأجل عمار ، فالنبي لم يتعامل مع الناس على حسب أموالهم ولا على حسب نسبهم ، ولكن كان يعامل الصحابة على منهج الله - عزوجل - : {{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم }} . ثمّ قال – صلى الله عليه وسلم - : {{ إن عمار جلدة ما بين عيني وأنفي ، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه }}

يعني [[ إذا ضربت وجهه كأنك تضرب ما بين عيني وأنفي ]] ،بعد ذلك جاء عدد من الصحابة إلى عمار وقالوا : يا عمار لقد غضب من أجلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونخشى أن ينزل فينا قرآنا ،
فذهب عمار إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يسترضيه ويمازحه ، فأخذ النبي ينفض التراب عن رأس عمار ، ثم ذهبا إلى مكان العمل ، واستمر عمار يحمل لبنتين لبنتين ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - :

( يا عمار ، ألا تحمل لبنة لبنة كما يحمل أصحابك ؟ فردّ عليه قائلاً : " إني أريد الأجر عند الله " فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه وقال : (ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ) رواه البخاري .

ويسمع الصحابة هذه النبوءة ، ويترقبون؛
يا ترى ... من الذي سيبتليه الله في قتل عمار؟؟ وتمضي الغزوات والسرايا كلها وعمار لم يقتل ، ويرحل النبي عن هذه الدار وعمار لم يقتل ، ويليه أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وعمار لم يقتل ، حتى جاءت خلافة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ووقعت الفتنة مع معاوية ، ونظر الناس ، وإذا عمار في جيش علي بن أبي طالب ، وقد سقط شهيدا - رحمة الله عليه - وتحققت نبوءة النبي – صلى الله عليه وسلم - .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 12-29-20, 08:35 AM   #140
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 126 »
السيرة النبوية العطرة (( المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ))
__________
عند بناء المسجد قام - صلى الله عليه وسلم - فوضع {{ نظام المؤاخاة }} بين المهاجرين والانصار ، وكانت هذه الأخوة هي أخوة حقيقية وأخوة كاملة بحيث أن الأخوين يرث كل منهما الآخر، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم - :

إليّ يا معشر المهاجرين ،إليّ يا معشر الأنصار، حتى اقتربوا كلهم واجتمعوا إليه ، فقال : فلتتآخوا في دين الله أخوين أخوين [[ نفهم أن قواعد دولة الإسلام هي مسجد وأخوة في الله ، مش شمالي وجنوبي ، وشرقي وغربي !!! ]]

فكان النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُؤاخِي بَيْنَ المهاجرينَ والأنصارِ، وكان الرَّجلُ مِنَ الأنصارِ يُشاركُ المهاجِرَ مالَه ودارَه وغيرَ ذلك، وكان إذا ماتَ يرِثُه هذه المهاجِرُ ، فكان الرَّجلُ يُعاقِدُ الرَّجلَ فيقولُ: دمِي دمُك، وثَأْري ثأرُك، وحَرْبي حرْبُك، وسِلْمي سِلْمُك، وترثُني وأرثُك
( و الذين عقدت أيمانكم ) ،
وقد استمرّ العمل بقضيّة التوارث زمناً ، حتى استطاع المهاجرون أن يألفوا المدينة ويندمجوا في المجتمع ، وفتح الله لهم أبواب الخير من غنائم الحرب وغيرها ما أغناهم عن الآخرين ، فنسخ الله تعالى العمل بهذا الحكم بقولُه تعالى:

{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} وقوله أيضا :{ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } أي:

وَارِثِينَ يَرِثونَه، فصارَ الإرثُ لِمُستحقِّه مِن أهلِ الميِّتِ، ونُسِخَ الميراثُ بَيْنَ المتعاقِدِينَ ، وبقِيَت النُّصرةُ والرِّفادةُ وجوازُ الوصيَّةِ لهم، وغيرها من معاني الأخوة ، أمَّا الميراثُ فيأخذُه مُستحِقُّه كما في كتابِ الله تعالى .

إن تلك المؤاخاة لم تُقم وزناً للاعتبارات القبلية أو الفوارق الطبقية ، حيث جمعت بين القوي والضعيف ، والغني والفقير ، والأبيض والأسود ، والحرّ والعبد ، وبذلك استطاعت هذه الأخوّة أن تنتصر على العصبيّة للقبيلة أو الجنس أو الأرض لتحلّ محلّها الرابطة الإيمانيّة ، والأخوّة الدينيّة ، وتعلم كل منهم على يد الآخر تعاليم الإسلام ، وتلاشت الحالة النفسية الصعبة للمهاجرين نتيجة الغربة ، و انحلت مشاكلهم الاقتصادية ، فكان هذا نجاحا كبيرا للقائد محمد

– صلى الله عليه وسلم .

وقد سجّل التاريخ العديد من المواقف المشرقة التي نشأت في ظلّ هذه الأخوة ، ومن ذلك ما حصل بين عبدالرحمن بن عوف و سعد بن الربيع - رضي الله عنهما - حيث عرض سعد على أخيه نصف ماله ليأخذه ، بل خيّره بين إحدى زوجتيه كي يطلّقها لأجله ، فشكر له عبد الرحمن صنيعه وأثنى على كرمه ، ثم طلب منه أن يدلّه على أسواق المدينة ، ولم يمرّ وقتٌ قصير حتى استطاع
عبدالرحمن بن عوف أن يكون من أصحاب المال والثراء .

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل إن كثيراً من الأنصار عرضوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقسم الأراضي الزراعيّة بينهم وبين إخوانهم من المهاجرين ، ولكنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن تقوم هذه المواساة دونما إضرارٍ بأملاكهم ، فأشار عليهم بأن يحتفظوا بأراضيهم مع إشراك إخوانهم المهاجرين في الحصاد ، وقد أورث صنيعهم هذا مشاعر الإعجاب في نفوس المهاجرين ، حتى إنهم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - :

يا رسول الله ما رأينا قوما قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل ، ولا أحسن بذلا في كثير منهم ، لقد حسبنا أن يذهبوا بالأجر كلّه " ، فكانت هذه التضحيات سبباً في مدح الله لهم بقوله : { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } . وقد حفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الفضل للأنصار ، فمدحهم بقوله :
( لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً ، لسلكت في وادي الأنصار ) . وبيّن حبه لهم بقوله :

( الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ؛ فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله ) .
وبهذا نستطيع أن نلمس عظمة هذا الجيل الذي تربّى على يد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عندما كانت الأخوة الإيمانيّة هي الأساس لعلاقاتهم ، فما أحوجنا إلى أن نتّخذ هذا المجتمع الفريد قدوة لنا في تعاملنا وعلاقاتنا .

وأثناء بناء المسجد النبوي ، خرج - صلى الله عليه وسلم - يتفقد المدينة ، فقد أصبحت مدينته ، فوجد أن السوق الرئيسي فيها يملكه يهود

[[ واليهود دائماً يضعوا أيديهم على شرايين الاقتصاد ، متخصصون بصياغة الذهب ، وتصنيع السلاح ]] فإذا ملكوا النقد وملكوا السلاح ماذا بقي لغيرهم ؟؟!! فلما رأى ذلك - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى موقع قريب من المسجد ، وأخذ عودا وخط به بالرمال ثم قال :
يا معشر المؤمنين، هذا سوق المسلمين لا يملكه أحد ، السوق لمن سبق ، ولا يبيع فيه أحد على بيع أخيه ، فنقل تجارة المسلمين إلى سوق كان يشرف عليه هو- صلى الله عليه وسلم – ويمنع الغش و الاحتكار .فأصبح للمؤمنين سوق فيه اقتصادهم ، ولم يعودوا آلة في يد اليهود يلعبون بهم كما يشاؤون .

ثم قام - صلى الله عليه وسلم - بوضع {{ وثيقة المدينة }} ما نُسمّيه اليوم : [[ دستور الدولة ]] ،وهو أول دستور مدني في التاريخ، ومفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية ، وكان يحتوي على {{ ٥٢ بندا }}
بعضها خاص بأمور المسلمين ، وبعضها خاص بتنظيم العلاقة بين المسلمين من جهة، وغير المسلمين من جهة أخرى ، وهم {{ المشركون واليهود }} ،

وقد كفل هذا الدستور لأصحاب الأديان الأخرى من المشركين واليهود ، جميع الحقوق الإنسانية كحرية الاعتقاد ، وحرية إقامة شعائرهم ، والمساواة والعدل، و على اليهود و المشركين نفقتهم و على المسلمين نفقته ( استقلال الذمة المالية ) ، و أي خلاف سيكون حلّه بالرجوع لكتاب الله وسنة نبيه ، كما نصت بنود هذا الدستور على أنه في حالة مهاجمة المدينة من قبل عدو، فعليهم أن يتحدوا جميعا لمواجهته .

وبذلك استطاع - صلى الله عليه وسلم - في فترة وجيزة جدا أن يحل جميع المشاكل المعقدة جدا التي واجهت المسلمين في المدينة بنجاح وحكمة ،شهد لها القاصي والداني . لذلك فإنّ مايكل هارت مؤلف كتاب
( الخالدون المائة الأوائل )
وضع شخصية النبي محمد الذي ولد في بيئة صحراوية جاهلة و فقيرة و بعيدة عن العلم ؛؛ وضعها {{ الأولى في كل العالم }} . هذه مدرسة محمد يا أمة الإسلام ؛ معين العلم والأخلاق و السياسة و الاقتصاد . . .
الذي لا ينضب .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 12-30-20, 07:51 AM   #141
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 128 »
السيرة النبوية العطرة((هجرة بنات النبي وزوجاته، ومشروعية الأذان ))
__________
قلنا إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - هاجر مفرداً بصحبة أبي بكر- رضي الله عنه - ولم يصطحب أهله ، [[ لأنه هاجر من أجل الدين وابتغاء وجه الله وكذلك الصديق ]] ، فلما استقر في المدينة اختار – صلى الله عليه وسلم - مولاه أبا رافع وزيد بن حارثة وأرسل معهم الدليل
{{ ابن أريقط }} ليأتوا بعائلة بيت النبوة من مكة ،فانطلقوا وأتوا بأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وخرج بصحبتهم آل الصديق {{ زوجة أبي بكر ويقال لها أم رومان، والسيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي زوجة " الزبير بن العوام " وكانت تحمل بابنها "عبدالله بن الزبير" في الشهر التاسع ، فما إن وضعت قدمها في المدينة المنورة حتى وضعت مولودها ، فكان أول مولود من المهاجرين في أرض المدينة المنورة ، وكان معهم أيضا السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ، زوجة النبي التي لم يبن بها بعد [[ لأنه كما قلنا خطبها في مكة والخطبة في الإسلام تعني الزواج ، والبناء " الدخول " لم يتم إلا بالمدينة ]] .
قدم هذا الركب المبارك من أهل بيت النبوة ، وآل الصديق ولم يتخذ - صلى الله عليه وسلم - لأهله إلا حجرة واحدة لزوجه سودة وحجرة أخرى تضم ابنتيه }}.
مشروعية الأذان

الأذان معناه في اللغة : الإعلام . وفي الشرع : الإعلام بوقت الصلاة . فبعد بناء المسجد النبوي كانت الصلاة تعقد جماعة ولم يكن هنالك أذان ، فكانوا يحضرون إلى الصلاة عند وقت الصلاة ، فجمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً وقال : لنتّخذ وسيلة تعلن وقت الصلاة ؛
فقال رجل منهم : نرفع راية يا رسول الله ، يحملها رجل على ظهر المسجد ، فإذا حان وقت الصلاة ، فيراها الناس فيتجمعون . فقال عليه الصلاة و السلام : إنها لا تصلح للنائم في الفجر ، ولا تنبه الغافل في الأسواق . فلم يعتمد هذا الرأي . فقالوا : نشعل ناراً فيراها الناس .فرفضها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها شعار المجوس . قالوا : ننفخ في البوق كما يفعل اليهود . فقال :
إنا لا نريد تقليدهم . فقالوا : نضرب الناقوس [[ أي الجرس كما تصنع النصارى]] قال : إنه فعل النصارى .فقال قائل : نبعث من ينادي في الطرقات {{ الصلاة جامعة }} ،

فاستحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الرأي ، وأمر أربعة من الرجال ينادون في وقت الصلاة من جهات المسجد الأربعة {{الصلاة جامعة ، الصلاة جامعة }} ، فيجتمع الناس للصلاة .

ومضت هذه الطريقة أياما ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يفكر في موضوع النداء إلى الصلاة ، وكان هناك شاب اسمه {{ عبد الله بن زيد الأنصاري}}
كان يتردد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتحدث معه في أمر الأذان ، يقول هذا الصحابي : فذهبت ليلتها وأنا أفكّر في ذلك الحديث، فطاف بي من الليل طائف وأنا نائم ، رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله، فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟

قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت : بلى . قال تقول : {{ الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. حي على الصلاة .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. حي على الفلاح .. الله أكبر الله أكبر ..لا إله إلا الله }} ثم استأخر غير بعيد [[ أي ابتعد عنه ]]

ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة : {{ الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن ّمحمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله }} .

قال : فلما أصبحت ، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت . فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك. قال : فقمت مع بلال ، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به . قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول : والذي بعثك بالحق؛ لقد رأيت مثل الذي أري . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لله الحمد .

فتم الأذان على هذه الصورة التي تسمعونها ، ليس فيها {{ الصلاة خير من النوم }} في الفجر ، حتى كان بلال في يوم يؤذن للفجر ، فلما قال : حي على الصلاة ، وحي على الفلاح وهو رافع بها صوته ، تذكر أن الناس نيام ، فاجتهد من عنده وقال: {{ الصلاة خيرٌ من النوم }} ، لأن الناس نائمون ، فسمعها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له بعد أن أتم الأذان : نِعم ما قلت يا بلال ، اجعلها في الفجر دائماً .

ونرى كثيرا من الناس ينشغلون وقت الأذان ، ولا يُعظّمون هذه الشّعيرة للأسف؛ فمن السّنّة إجابة المؤذن و القول بما يقوله ، وعند الشهادتين يُستحب قول " رضيت بالله ربّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا " ، وعند حي على الصلاة وحي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .

روى البخاري في صحيحه : " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة " .

وزاد البيهقي في آخره : إنك لا تخلف الميعاد .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 12-30-20, 07:52 AM   #142
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 129 »
السيرة النبوية العطرة (( إسلام حبر من أحبار يهود ))
__________
عندما استقر النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري، جاء رجل من أحبار يهود كان يُردّ إليه علم اليهودية ، والحبر هو كبيرعلماء يهود، ولا يتصرفون إلا برأيه واسمه {{ عبدالله بن سلام }} . يقول عبد الله بن سلام - رضي الله عنه وأرضاه - لأنه أسلم وأصبح صحابي {{ كما جاء في البخاري }} :

جئت لأنظر إلى النبي وأنا أعرف وصفه كما أعرف أبنائي ، وأعرف أنّ به تُختم رسالات السماء ، وقفت بالباب دون أن أعرّف بنفسي ، ونظرت إليه وهو يكلم أصحابه، فسمعته يقول : {{ أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام }} .
قال: فنظرت في وجهه فقلت : وربِ موسى وعيسى ما هذا بوجه رجل كذاب !!! إنه هو!! وأخذت أتفرسه حسب ما أعرف من صفاته فأيقنت أنه هو . فدخلت وسلمت، ثم قلت : يا محمد ، أنا عبد الله بن سلام ، وإني لأجد نعتك وصفاتك في كتبنا، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؛

ولكن يا رسول الله ، لا تعلن إسلامي على الملأ ، وادع إليك كبار يهود ، فإن اليهود [[ ركزوا ما يقول .. هو منهم ]] فإن اليهود ، أهل بهت وكذب وفجور ، [[ هو حبرهم ، وهو أعرف الناس ، بهم وهذه شهادته بهم ]] . فادعهم يا رسول الله ، واسألهم عني ، واسمع ما يقولون بي .. ثم أعلمهم بإسلامي ، ثم اسمع ماذا يقولون ؟!!!

فقبل النبي مشورته ،وأمر أبا أيوب أن يُدخل عبد الله بن سلام في حجرة داخل البيت ، وأرسل - صلى الله عليه وسلم - يدعو أحبار يهود أن يحضروا إليه ، من بني قريظة وقينقاع والنضير . فلما أقبلوا وجلسوا ؛ قال لهم - صلى الله عليه وسلم - يا معشر يهود

[[ ولم يخاطبهم يوماً بأل التعريف ، لأنهم لا يستحقونها ، فهم نكرة وأنكر خلق الله]] قال : يا معشر يهود ، تعلمون أنه بقي نبي من أنبياء الله تختم به شرائع الله ؟؟ وإني رسول الله إلى الناس كافة ، فاتقوا الله وآمنوا ، ولا تأخذكم العزة بالإثم . فقالوا : لا ، لست أنت المنتظر، نحن أعرف به منك .
فقال لهم :أيكم عبد الله بن سلام ؟؟

[[ انظروا إلى الحكمة؛ كأنه لا يعرف عبد الله بن سلام ]] أيكم عبد الله بن سلام الذي يرجع إليه القوم ؟؟ قالوا : ذاك ليس فينا [[ يعني مش معانا الآن ]] ، قال : فما هو فيكم ؟؟ [[ يعني ماهي منزلته عندكم ؟؟؟ ]] قالوا : هو سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، وأشرفنا وابن أشرفنا ، وإليه ترجع علومنا .

فقال لهم - صلى الله عليه وسلم - : فإن أسلم عبد الله بن سلام ، وصدّق أنني النبي المبعوث؛ فماذا تقولون ؟ قالوا : حاشاه أن يسلم ويؤمن بك!! إنه ينتظر النبي المبعوث . قال لهم : فإن أسلم ؟ قالوا : لن يسلم . قال : فإن آمن بي ؟ قالوا :حاشاه الله أن يؤمن بك فأنت لست نبيا .

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يااا ابن سلام ؛؛ فخرج من الحجرة وقال : لبيك يا رسول الله . ثم نظر ابن سلام إلى يهود وقال :

{{ يا معشر يهود : كنت أحدثكم زمنا عن نبي بقي لم يبعث .. به يختم الله شرائعه ، وقد عرفتكم وصفه ، وكلكم يعرفه ، وإني أشهد أنه هو هذا محمد رسول الله }}

فقالوا له : أنت أكذبنا وابن أكذبنا !! وأنت أسقطنا وابن أسقطنا !! وأنت لا علم لك ولا شرف ولا نسب فينا !! فلماذا نسمع قولك ؟ فقال عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - للنبي وهو ينظر إليه ، قال :أسمعت يا رسول الله ؟!!!! أسمعت ماذا قالوا لك عني قبل قليل ؟؟ واسمع ماذا يقولون الآن ؟؟

[[ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم ، فلم يسمعوا كلمة الحق ، وأسلم عبد الله بن سلام وحده في هذا اليوم ، وكفرت أحبار يهود المغضوب عليهم ]] .
أسلم عبدالله بن سلام ، وأسلم أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين .

__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-01-21, 08:05 AM   #143
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 130 »
السيرة النبوية العطرة (( موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم))
__________
أصبح - صلى الله عليه وسلم - {{صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة المنورة }} هو قائدها والمشرع عن الله فيها ، وإن كان الله قد أراحه من سفهاء مكة وقريش وأصنامها ، فقد ابتلاه الله في المدينة بأخس خلق الله وأحقرهم وأسفههم {{ اليهود المغضوب عليهم من رب العالمين }} فانتقل من سفاهة قريش ، إلى سفاهة اليهود ، لأن الله سماهم هكذا ولا نشتمهم تعصبا ولا مزاجية ، قال تعالى في حقهم :

{{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها }} عندما حُولت القبلة ، فالله سمى اليهود السفهاء ، فهم أسفهه خلق الله ولا أسفه منهم إلا من وثق بهم وتعامل معهم . كيف لا وقد قالوا لنبيهم موسى - عليه السلام - قالوا له : {{ سمعنا وعصينا }} ، فإذا كانوا يقولون هذا لأعظم أنبيائهم ، فماذا تتوقعون منهم ؟!!! ابتلى الله نبيّنا - صلى الله عليه وسلم – بهم ، ولحسن خلقه وسعة صدره صبر عليهم وبدأ مشواره معهم في المدينة ، وليحقق قوله تعالى :

{{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }} واليهود من العالمين فوسعهم بحلمه .
استقر بالمدينة - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يوجه الدعوة إلى الله لليهود ، وأخذ اليهود يتقربون منه يريدون أن يستوثقوا أهو النبي الذي ينتظرون أم غيره ؟ ولأول مرة وقعت أبصارهم عليه عرفوه ؛ فساء صباحهم أنه من ولد إسماعيل ، غضبوا على الله لماذا اختاره من العرب ؟؟؟ !!

[[ كي نعلم أن عداوة اليهود متأصلة منذ أن بُعث محمد من العرب ]] فقد كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان أن يكون من ولد إسحاق ويعقوب من بني إسرائيل ، لذلك اختاروا المدينة دار إقامة لهم ، وجاؤوا بقبائل ثلاث {{ قريظة وقينقاع والنضير }}

وسكنوا في المدينة ؛ لماذا ؟ لأنهم عرفوا في كتبهم موضع ولادته ودار هجرته ، وعند ولادته بشروا به، وأخبروا قومهم أنه طلع نجم أحمد صبح هذه الليلة .. ولما هاجر إلى المدينة قلت لكم في الجزء 129 إنّ أحبار اليهود نظروا إليه وكلموه وعلموا أنه هو .
حُيي بن أخطب زعيم يهود : ماذا قال حُيي بن أخطب عن النبي عندما وصل إلى المدينة المنورة ؟ حتى نُجيب على هذا السؤال دعوني انتقل بكم بالسيرة لغزوة خيبر قليلا ، لنربط الحدث مع بعضه البعض :
فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ خيبر }} وهزم اليهود من بني النضير، وتزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم - {{ صفية بنت حيي بن أخطب }} ، فقد أسلمت و اطمأن قلبها بالإسلام - رضي الله عنها – تقول صفية : يا رسول الله ، لقد كان أبي {{ حيي بن أخطب }}
سيد بني النضير، وإليه مرجعهم ، وكان عمي {{ أبا ياسر }} حبرا من أحبارهم ، فلما سمعا بمبعثك هما و قبيلتنا اعتراهم جميعا همّ كبير، فما زالوا يترقبون أخبارك ، حتى قدمت إلى قباء ، فلما سمعا بقدومك ، خرجا إليك مغلسين [[ أي من الصباح ]] وكنت أحبّ الأبناء إليهما [[هي تقول عن نفسها كانوا يحبوني أكثر من كل أولادهم ، إذا خرجا وعادا ولقياني هششت لهما ، فأخذاني من دون أبنائهما ]] ،

فما عادا إلا مع سقوط القرص ( غياب الشمس ) فاترين كسلانين ، ساقطين يمشيان الهوينى [[ يعني مهدود حيلهم مع أنهم ما حاربوا !! راحوا شافوا أوصاف النبي أول ما وصل لقباء ورجعوا ]] قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما نظر إلي واحد منهما
[[ مش فاضيينلك معمي على قلبهم ]] قالت : فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي حيي بن أخطب يسأله : أهو هو ؟ هل تيقنت منه كما نجده في كتبنا ؟؟ قال له حيي :أجل والله هو .. هو ، وربِ عيسى وموسى هو الذي كنا ننتظره . فقال عمي أبا ياسر: فماذا في نفسك منه ؟ [[ يعني شو موقفك الآن ]] ؟؟ قال أبي : عداوته ما حييت . قالت صفية : فأمسك عمي أبا ياسر بيديّ أبي وقال : يا أخي، أطعني في هذه واعصني بما شئت ..

لا تناصب الرجل العداء ما دام نبياً ورسولا فيهلكنا الله !!! فصاح وقال : لا ، لا ، سأعاديه ما حييت .
إذن ، اليهود يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما يعرفون أبناءهم ولما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، ومع ذلك كله ، رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم ، ولكن لم يؤمن منهم إلا أقل من عدد الأصابع ، وكفروا ولا إكراه في الدين ، ولم يلزمهم ويجبرهم على الإسلام .. ولكن جعل بينه وبينهم معاهدة [[ قوم يجاوروننا في المدينة ، ويدينون بغير ديننا ، إذا يجب أن يكون بيننا وبينهم عهود ومواثيق ]]

فكتب – صلى الله عليه وسلم - معاهدة تجمع الأوس والخزرج المؤمنين جانباً ، و قبائل اليهود الذين يجاورونهم جانبا آخر : وملخص المعاهدة لهم الحق أن يعيشوا في المدينة كأهل المدينة لا قيود عليهم أبداً ،يبيعون ويشترون ، ولهم حرية العبادة ، ولهم حقوق وعليهم واجبات .. حقوقهم أن تعيشوا معنا بأمان ، وواجبكم إذا هاجمنا أن تدافعوا عن المدينة كما ندافع نحن ، وإذا وقعت بينكم وبين أحد منا دماء الحكم فيها لله . . .


ولكن {{ اليهود والعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً }}، فقد التزم النبي معهم بالعهود بكل ما يرضي الله ، واليهود لم يوفوا له ببند واحد قط ، وهذا طبعهم " الغدر و الخيانة " ونزلت سورة البقرة وأكثر الآيات فيها تخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن خبث يهود ومكرهم . وسيأتي معنا بالتفصيل كيف عفا عن بني قينقاع وكيف أجلى بني النضير، وكيف ختم بالأمر بالقضاء على بني قريظة . . .
[[ ويا ليت أمتنا هالأيام تتّعظ من ماضي يهود مع المسلمين ]]

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-03-21, 08:31 AM   #144
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 131 »
السيرة النبوية العطرة (( المنافقون في المدينة المنورة ))
___________
تكلمنا عن موقف اليهود ، من النبي - صلى الله عليه وسلم – و الآن نأخذ نظرة أيضاً عن المنافقين فيها ؛ فقد أصبحت المدينة تحت رعاية النبي - صلى الله عليه وسلم – وفيها المهاجرون و الأنصار من خيرة خلق الله ، تربوا في مدرسة محمد – صلى الله عليه وسلم – أحسن تربية ، حيث كان القرآن يتنزل في الليل والنهار، يبيّن لهم أمور دينهم ،فما أجملها من بيئة ! و ما أروعها من تربية !

ولكن جمال هذه البيئة لم يمنع أن يكون بين صفوف المسلمين منافقون؛ فلم تمنع هذه البيئة الإيمانية {{ عبد الله بن سلول أن يكون رئيسا للمنافقين }} ، فقد كان يصلي في الصف الأول في مسجد الرسول ، فإذا ما انتهى الرسول من خطبته ، وقف ابن سلول قائلا : يا معشر من آمن بالله ورسوله .. اسمعوا ، وأطيعوا ، وانصروا تُرحموا يرحمكم الله [[ أريتم النفاق وأهله ؟

كيف يرفع برقية ولاء وتأييد بين يدي النبي في كل خطبة ؟!ّ وفي نفس الوقت يكيد للنبي والمؤمنين في كل ساعة ]] . وقد نزلت فيه آيات تفضح صفاته وذلك عندما قال عبارة لنصرة رجل من الأنصار في إحدى الغزوات :

( عندما نرجع إلى المدينة سيُخرج الأنصار الأعزاء ، المهاجرين الأذلّاء ) فنزل القرآن يفضحه ، ويذكر كلماته ، كلمة ، كلمة : قال تعالى :

{{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }} ،

سماه الله منافقا في القرآن الكريم ، ومع هذا ؛ ولأن المنافق لا يستحي ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : {{ إذا لم تستح فاصنع ما شئت }} ، ومع ذلك قام أيضاً ابن سلول في الجمعة التي تلي نزول هذه الآية ليكمل نفاقه ، وقف وقال : يا معشر ... وقبل أن يتم كلامه كان رجل من الأنصار من قومه - أنصاري خزرجي ، ويعتبر ابن سلول سيده وأميره – قام و جذبه من ثوبه ، حتى أنزل ركبتيه إلى الأرض وقال له : اجلس قبحك الله ألا تستحي ؟!!!!!

ماذا تقول بعد أن نزل فيك قرآنا يتلى أترى أحد يثق بك أو يصدقك ؟؟ !! فغضب ابن سلول ، ونفذ صبره لأنّ المنافق لا يصبر ، فالمؤمن هو الصبور، فقام ابن سلول ، وتخطى الصفوف ، وهو يشتم ويلعن وخرج من المسجد والنبي على المنبر!! حتى لقيه رجل من قومه على باب المسجد فقال له : ويحك !! أين تخرج ورسول الله يخطب ؟

قال :قمت أؤيده ، وأشد أزره ، كما أفعل كل جمعة فقام أصحابه يتجاذبونني من ها هنا !! [[ شايفين النفاق ؟! كلمة تقال في مجلس على بعد ١٠ أمتار بتصير قصة ، أليس هذا واقعنا ؟؟ ]]
.فقال له الرجل : ويحك ارجع يستغفر لك رسول الله . قال ابن سلول :

لست بحاجة إلى استغفاره ، وأدار وجهه إلى الجهة الأخرى .فقال له الرجل الأنصاري : إني لأرجو الله أن ينزل في لوية عنقك هذه ، قرآنا يتلى إلى قيام الساعة [[ انظروا إلى صدق الصحابة وقلوبهم كيف كانت معلقة بالله ]] . وما هي إلا أن انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاة الجمعة ، وإذ بجبريل يهبط عليه بالقرآن :

{{ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون * سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين }} .

أرأيتم هذا المجتمع الذي إذا تمنى فيه أحد من المسلمين الصادقين على الله أن ينزل آية .. أنزلها الله كما يريد .. أي مجتمع هذا ؟ ولكنه لم ينفع إنسانا فُطر على النفاق ، فلا نعلق فشلنا وبُعدنا عن دين الله على شماعة شيء يقال له {{ المجتمع }} والسيرة للتأسي برسول الله وصحابته الكرام .. هذا هو المجتمع المدني وحال الصحابة ، وهكذا كان المنافقون بينهم .

ننتقل الآن بإذن الله ، إلى باب الغزوات والسرايا لنتعلم الكثير من رجال تهتز الجبال لقوة إيمانهم و شجاعتهم ، وكل الأجزاء القادمة تمهيد لغزوة بدر ؛ أعظم غزوة وقعت في مواجهة الكفر ، و يجب متابعة كل الأجزاء لنفهم أكثر عن هذه الغزوة ، ونأخذ منها الدروس و العبر .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 12:01 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا