منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-21, 07:53 AM   #145
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا_الحبيب « 132 »

السيرة النبوية العطرة (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ))

لقد ذكرنا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعامل مع يهود المدينة ، وعقد معهم معاهدة
وماهو موقفهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكرنا المنافقون ايضاً ، في المدينة

وأصبح في المدينة فريقان
مسلمون من {{مهاجرين وأنصار }}
ويهود {{ أهل الكتاب }

وليس في المدينة غير هذين الفريقين
أما حول المدينة
فالناس كثيرة ومِلل متعددة ، منهم من يوالي في باطنه قريش
وفي ظاهره لا يعادي المسلمين ، خوفاً من بأسهم
ومنهم من يوالي المسلمين في باطنه ، ولكنه يخشى قريش فلا يظهروا تضامنهم مع المسلمين
فبعد مرور {{ ٧ أشهر بالتمام }} أذن الله لهم بالقتال


وقد وصلتهم أخبار أن قريش وضعت يدها على كل أملاكهم في مكة
حتى بيت النبي صلى الله عليه وسلم
إستولى عليه عقيل بن أبي طالب [[ إبن عم النبي أخو علي رضي الله عنه ]]
وباعه لغيره ، حتى لا يكون ملزم في رده في يوم من الأيام ، لأن الرحم تلعب دورها

وبلغت الأخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .. وإستأذن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
{{ كحمزة ، وعلي وغيرهم }}

أن يقاتلوا قريش ليأخذوا أموالهم
وايضا كان هناك في مكة بعض المستضعفين الذين حبسوا ومنعوا من الهجرة
فكان جوابه صلى الله عليه وسلم
{{ إن الله لم يأذن لي }} إستمر هذا الحال سبعة أشهر


كان القتال حتى هذه اللحظة منهياً عنه ، والقاعدة التى كان عليها المسلمون في مكة هي قول الله تعالى {{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }}
الى ان انزل الله قوله

{{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }}
ومعنى قوله تعالى ((بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا)) يعنى أذن للمسلمين القتال حتى يرفعوا عن أنفسهم الظلم الذي وقع عليهم ، سواء بمصادرة أموالهم وديارهم ، أو حبس المستضعفين من المسلمين بمكة وتعذيبهم وفتنتهم عن دينهم



أوحى الله لنبيه في آية صريحة ، تعبر عن شعور المسلمين وتفتح لهم باب الفرج
نقرأ الآيات بتفكر

{{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }}
فكان هذا إذن من الله عزوجل للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
بأن يتمرنوا على القتال ويدافعوا عن أنفسهم


على خلاف {{ المنهج المكي}}
في مكة كان الله عزوجل يصبر نبيه صلى الله عليه وسلم
{{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ }}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر أصحابه ،
فكان يقول لهم اصبروا ، وصابروا والله ، ليتمنّ الله هذا الأمر
يتبع إن شاء الله أول سرية {{ سيف البحر }}

صلى الله عليه وسلم


 


قديم 01-06-21, 07:55 AM   #146
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 133 »
السيرة النبوية العطرة (( سرية سيف البحر .. أول سرية في الإسلام ))


. . . فلما أنزل الله – عزوجل – آيات الإذن بالقتال ؛ في {{ شهر رجب }} من السنة الأولى بعد استقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة : " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا " ، كان الصحابة لم يقاتلوا بعد ، وقريش لم تخرج لهم بجيش ، فشرع - صلى الله عليه وسلم - " السّرايا " ، وهي التي تُعرف بلغة عصرنا {{ المناورات }} ، والسرية مصطلح يُطلق على الحملات التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يبعث بها الصحابة لاستطلاع أخبار الأعداء ، و أحيانا لقتالهم ، وقد تصل إلى 300 رجل .

وليكن معلوما لدى القاصي و الدّاني إنّ ما قام به المسلمون من سرايا و غزوات ومعارك ضد المشركين لم تكن بسبب حبهم لسفك الدماء، أو لأن دين الإسلام دين قتل ودمار- كما يقول أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والملحدين - إنما كانت لهذه المواجهات أسبابها المعلومة لدى الجميع ، بما فيهم هؤلاء المفترين، ولكنهم جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوا ،

ومن هذه الأسباب أنّ المشركين منعوا المسلمين من مهمتهم الأساسية على الأرض ، وهي نشر دين الله الحق ، فأراد المسلمون إظهار هيبة الإسلام و المسلمين ، كذلك الظلم الذي وقع على المسلمين من المشركين من هدم بيوتهم ، وأخذ أموالهم وإخراجهم من ديارهم ، كذلك فإنّ المسلمين لا يأمنون مكر قريش ، و الهجوم هو خير وسيلة للدفاع ، وغير ذلك من الأسباب .

أرسل الرسول – صلى الله عليه وسلم - أول سرية في الإسلام في شهر رمضان ، ولم يفرض الصيام عليهم بعد [[ كان الشهر اسمه رمضان ولكن لا يعرف بشريعة الصيام ]] فاختار- صلى الله عليه وسلم -عمه {{ حمزة بن عبد المطلب }} ، وعقد له لواء ، وبعث معه {{ ٣٠ رجلا كلهم من المهاجرين }} ،

وأرسلهم ليعترضوا عيرا لقريش [[ قافلة التجارة لقريش ]] جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل . فأنتم أيها المهاجرون أصحاب الحقوق ، أنتم الذين قُتلتُم ، أنتم الذين أخرجتُم ، فجعل هذه السرية {{ ميدانا تدريبيا لهم }} ، وصل حمزة - رضي الله عنه - إلى منطقة سيف البحر[[ ساحله ]] ، ليعترض تجارة قريش . طبعا قريش قد أخذت أموال المهاجرين وأملاكهم ، وأموال الصحابة ، موجودة بهذه التجارة فما هي تجارة قريش ؟

وصفها الله في القرآن رحلتين : رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، ولا يعني ذلك رحلتين بالعدد ، و إنما يعني جهتين . وكانت تجارة قريش آمنة لا يعترضها أحد من العرب ذلك لأنهم أهل الحرم ، والعرب كلها ستأتي في موسم الحج للحرم فلا بد للعرب جميعا أن تكون علاقتهم مع قريش طيبة .
قرر - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع على رجال قريش طريق تجارتهم جزاءً بما كسبوا ، ولا بد لطريق تجارتهم أن يمروا بالمدينة أو أطرافها ، فعقد لواء لعمه حمزة و {{ ٣٠رجل }} من المهاجرين ليعترضوا تجارة قريش ،

فلما وصلوا كان على رأس القافلة فرعونهم {{ أبو جهل }} وعدد قريش في حماية القافلة 300 رجلا ، يعني كل صحابي يجب أن يقابل ١٠ من قريش ، فلما استعد الفريقان للقتال ، خرج رجل اسمه {{ مجدي بن عمرو }}

وكان قد التقى الفريقان في أرضه ، فوقف وحجز بين الفريقين وأقسم عليهم أن لا يتقاتلوا ، وكانت قريش أصلا قد شعرت بالخوف ، وظنّ رجالها أن هذه السرية مقدمة لجيش المسلمين ، فقبلوا قريش هذا الرجاء ، وانصرف الفريقان دون قتال . فلما رجع رجال السّريّة إلى المدينة ، ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فشكر لمجدي هذا الصنيع ؛ وذلك لقلة عدد الصحابة ، وكثرة المشركين ، وبعدهم عن ديار المسلمين فلا يصلهم المدد .

وكانت السرية الثانية سرية [[عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، يعني ابن عم النبي ]] ،

حيث عقد له لواء آخر يقدّر ب80 رجلا أيضاً كلهم من المهاجرين ،وأرسلهم إلى رابغ لاعتراض قافلة قريش، فما إن وصلوا حتى تراشقوا بالنبل، وكان أول سهم رمي في سبيل الله ، رماه الصحابي الجليل {{سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه}} ،وقد أصابوا من بعضهم وظنت قريش أيضاً أن عدد المسلمين إنما هو طليعة لجيش ، فهربت قريش وكان على رأس هذه التجارة أبو سفيان وكان عدد المشركين {{ ٢٠٠ رجل }} ،

فهذه السرية أعطت معنويات إيجابية للمسلمين ، ومعنويات سليبة في نفوس قريش ، وشاعت هذه الأخبار على لسان الشعراء من العرب ، فأصبح الناس يتحدثون {{ أن محمدا وأصحابه قد قطعوا تجارة قريش ، وأنهم هزموهم يوماً من الأيام }} .

وكانت السنة الأولى كلها سنة هجوم على قوافل قريش، فلقد جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عدة سرايا لاعتراض عير قريش واستمرت هذه السرايا من رمضان السنة الأولى للهجرة إلى رمضان في السنة الثانية من الهجرة، بعضها وقع فيها التناوش ، وبعضها تفلت العير، وكان قادة هذه السرايا جميعًا من المهاجرين، وكان لهذا معنى خاصا في هذه الحرب، فأصل العهد مع الأنصار هو حماية


رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه في المدينة، وهذه السرايا تعرض للقوافل خارج المدينة، وكانت السرايا بمثابة الإعداد العسكري لما يستقبله الصحابة من فتوحات وغزوات قادمة، وكانت السرايا شاهدا على إخراج جنود وقادة قامت على أيديهم نصرة هذا الدين .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-07-21, 08:34 AM   #147
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 134 »
السيرة النبوية العطرة (( سريّة عبد الله بن جحش ؛مقدمة غزوة بدر الكبرى ))
______
كانت سرية {{ عبدالله بن جحش ابن عمة النبي }} - رضي الله عنه – هي مقدمة لغزوة بدر [[ هذه هي قوة و عزّة المسلمين : ضاع حقنا ، وظلمتنا قريش ، نحن نعرف كيف نستعيد حقنا ، لأن قريش أخرجتهم بالقوة ، و ملّة الكفر لا ترجع عن ظلمها إلا بالقوة ]] .
ففي رجب قبل {{ رمضان من السنة الثانية }} ، عقد - صلى الله عليه وسلم - لواء لثمانية رجال من المهاجرين ، كان أميرهم {{ عبدالله بن جحش }} ، ولم يّبيّن لهم - صلى الله عليه وسلم - الجهة ، فقد بدأت طوالع الجد الآن ، فقال لعبدالله بن جحش : امض في هذه السرية وهذا كتابي [[ أمر كاتب أن يكتب له وأغلق الكتاب والصحابة مؤتمنون ]]

وقال له : تسير من المدينة يومين ، لا تفتح الكتاب ، حتى إذا قطعت السير يومين عن المدينة ، افتح الكتاب وانظر أمري فيه . [[ هل رأيتم كيف يعلمهم السر والكتمان في القتال ؟؟ حتى لا تعلم قريش ، فعدد السرية قليل ، وقد شاع نفاق المنافقين وأصبح اليهود يتعاطفون مع قريش ]] . فأخذ - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم السياسة و الحنكة في التعامل مع الأعداء ، وقد قلنا من قبل : السيرة منهاج حياة ، من أراد الفقه و التربية و الاقتصاد و كافة العلوم " فعليه بالسيرة " .

مضى عبدالله بن جحش مع أصحابه ، حتى إذا خرج من المدينة باتجاه مكة ، ومضى يومين فتح كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا مكتوب به :
[[ إذا قرأت كتابي ونظرت ما فيه ، فانزل نخلة ( نخلة على أطراف مكة )

وارقب لي قريشا ، واعلم لي أخبارها ( والسبب أنّ قريشا كانت قد خرجت في تجارة عظيمة ، ما من قرشي رجل أو امرأة يملك درهما وما فوق إلا ساهم في هذه التجارة ) ، ولا ترغم أحدا من أصحابك على ذلك ، وخيّرهم بين المضي معك أو الرجوع إلى المدينة ]] . فلما قرأ عبدالله كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال : سمعاً وطاعة يا رسول الله ، ثم قرأ الكتاب على أصحابه فقالوا جميعهم : نمضي لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومضوا وكان معهم أربعة جمال ، كل اثنين لهم بعير ، وكان سعد بن أبي وقاص ورجل آخر ، يركبون بعيرا واحد ، وفي ذات ليلة أضاعوا البعير ، فلما ذهبا يبحثان عنه أضاعوا الركب، فضاعت البعير وضلوا طريقهم عن عبدالله بن جحش ومن معه . . .

فمضى عبدالله بن جحش ومن بقي معه {{٦ رجال }} ونزلوا في نخلة ، فكانت قافلة لقريش قادمة من اليمن وطريقها من نخلة ، فجاءت القافلة فيها الخير الكثير ، ورجالها قليل ، وكان أمير هذه التجارة رجل من قريش اسمه {{ عمرو بن الحضرمي }} . فلما وصلت التجارة نظر الصحابة وتحيروا !! قالوا : هذه تجارة لقريش ورسول الله أمرنا أن نرقب ، ولم يأمرنا بقتال ، ماذا نفعل ؟!! هل نهاجمها ونأخذ أموالنا منها ؟ أم نرقب أخبار قريش فقط ؟؟ ثم قالوا :أين نحن من رجب ؟؟؟

[[ فكانت الليلة الأخيرة من رجب ، ورجب من الأشهر الحرام والعرب تخاف القتال في الأشهر الحرم ]] فتساءلوا : هل غداً شعبان أم تتمة رجب ؟ فراقبوا الهلال ، فغم عليهم [[ لأن الطقس كان غائماً وماطراً فكان الموسم شتاء ]] ، فاجتهدوا ، وقالوا إنه آخر رجب ، و لا بأس أن نغزو القافلة

وكان عدد رجال قريش في القافلة {{ ٦ رجال فقط }} ، وعدد الصحابة أيضا {{ ٦ رجال }} ، فاجتهدوا وأغاروا على القافلة ، وأسرع رجل من الصحابة ، وأخذ سهما وزرعه في كبد عمرو الحضرمي فقتله ، وهرب اثنان من رجل قريش وأسروا منهم اثنين ، وأخذوا القافلة بما فيها {{ فكانت أول غنيمة للمسلمين }} من قريش ، واستطلعوا الأخبار ؛ فعرفوا أن هناك قافلة لقريش ستأتي من الشام ، وهي في طريقها لمكة ، قد تصل في رمضان أو نهاية شعبان ، هكذا الناس يتحدثون .

رجع الصحابة الستة إلى المدينة ، و ظنّوا ان سعد بن أبي وقاص وصاحبه ، قد أسرتهما قريش ، وأخبروا النبي- صلى الله عليه وسلم – بما حدث معهم فبيّن لهم أنّ اليوم الذي قاتلوا فيه كان آخر يوم في رجب [[ يعني حصل القتال في يوم رجب من الأشهر الحرم ، وهذا جريمة عند العرب ]] ، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأوقف العير بما فيها ، لا يأخذ منها درهما واحدا ، و احتفظ بالأسيرين .

أرسلت قريش تشيع في العرب : محمد الذي يدعو إلى التوحيد ، ومكارم الأخلاق ينتهك الشهر الحرام ويحاربنا في الشهر الحرام !!! يا لهذه الجريمة وهذا العيب !! [[ أما مش جريمة كم واحد عذبوهم في البيت الحرام والأشهر الحرم وزهقت أرواحهم ، مش جريمة طردوهم من مكة ، مش جريمة منعوهم الصلاة ، أليس هذا واقعنا اليوم مع ملة الكفر ؟؟ ]] .

وثقل على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام قريش ، حتى اليهود أهل الفتن في المدينة قالوا : كيف يقاتل محمد في الشهر الحرام وهو يزعم أنه نبي ؟؟

وأرسلت قريش تطلب فداء الأسيرين ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : حتى يرجع صاحبينا سعد بن أبي وقاص وصاحبه ، فتبين أن سعد وصاحبه ليسا أسيري


ن ، وأنهما فقط قد ضلّا الطريق ، فرجعا مشيا على الأقدام إلى المدينة .فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى قريش أننا نقبل فداء الأسيرين ، فما أن تحركوا في فداء الأسيرين ، وإذا بالله - عزوجل - يؤدب أهل الكتاب من اليهود و كفار مكة ، ويشفع للصحابة الذين قتلوا {{ عمرو الحضرمي }} قال تعالى :

{{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }} .

يسألونك ، من الذين يسألون ؟؟
[[ مين غيرهم المغضوب عليهم {{ يهود }} أصحاب الفتنة؟ ما في غير اليهود اللي بستغلوا المواقف قائلين: يا محمد ، دينك يبيح القتال في الأشهر الحرم !!!

أليس دينك دين إبراهيم !! عملوها قصة !! ]]

، لكنّ الله أمر رسوله بالرد عليهم : قل قتال فيه كبير أيها الظالمون ، يا من طردتم المسلمين من مكة ، ولقد غفرالله لمن قتل عمرو الحضرمي ، فهم يرجون رحمة الله ، ( وبعد اليوم ما في شيء اسمه عدم القتال في الأشهر الحرام ، قاتلوهم أينما كانوا ) ، و أعطى النبي لقريش الأسيرين ولم يُرجع لهم تجارتهم ، وقد أعلن أحدهم إسلامه بين يدي النبي – صلى الله عليه و سلم - فرجعت قريش بأسير واحد .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-07-21, 08:36 AM   #148
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 135 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر و شهر رمضان ))
______
بداية نؤكّد دائما لكل العالم إنّ ما قام به المسلمون من سرايا و غزوات ومعارك ضد المشركين لم تكن بسبب حبهم لسفك الدماء، أو من أجل أن يسترد - صلى الله عليه وسلم - بعض الأموال ، أو لأن دين الإسلام دين قتل ودمار- كما يقول أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والملحدين - بالطبع لا .... ،

إنما كانت لهذه المواجهات أسبابها معلومة لدى الجميع ، بما فيهم هؤلاء المفترين، ولكنهم جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوا .

ومن هذه الأسباب أنّ المشركين منعوا المسلمين من مهمتهم الأساسية على الأرض ، وهي نشر دين الله الحق ، فأراد المسلمون إظهار هيبة الإسلام و المسلمين ، كذلك الظلم الذي وقع على المسلمين من المشركين من هدم بيوتهم ، وأخذ أموالهم وإخراجهم من ديارهم ، كذلك فإنّ المسلمين لا يأمنون مكر قريش ، و الهجوم هو خير وسيلة للدفاع ، فأراد – صلى الله عليه وسلم - أن يفرض ما نسميه اليوم {{ حصارا اقتصاديا على مكة }} ،

فقريش تحتل مكة ، بلد الله الحرام ، وتضع الأصنام حول الكعبة وفوقها ، وهناك من يطوف بالبيت عريانا، وكل هذه أوضاع، غير مقبولة، ولا يمكن أن يسمح الرسول - صلى الله عليه وسلم – باستمرارها ، و أيضا الكعبة وبيت الله الحرام ملك للمسلمين، ويجب أن تكون تحت حكم المسلمين ، و قريش تمنع المسلمين من زيارة بيت الله الحرام أو العمرة أو الحج .

وأيضا قريش لها مكانتها في الجزيرة، وهي تستغل هذه المكانة في الدعاية ضد المسلمين ، وتشويه صورتهم ، كما تستغلها في تخويف العرب من الانضمام لمعسكر المسلمين، أو الدخول في الاسلام، وهي أيضا تحبس عددا من المسلمين المستضعفين في مكة، وتعذبهم وتفتنهم عن دينهم، كلّ ذلك جعل من قريش هي العائق الأول للرسول - صلى الله عليه وسلم - في نشر الرسالة في الجزيرة ثم في العالم بعد ذلك ، لأن رسالته {{ للناس كافة }} .هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {{ النبي القائد }} الذي يفكّر دائما في رفع هيبة المسلمين .

بدر و شهر الصّيام

شهر رمضان كان معروفا عند العرب بهذا الاسم ، الذي كان مجيئه وقت أن كان بدء الحر وشدته وهو ما يسمى "الرمضاء"، أمّا عند المسلمين فقد ارتبط الاسم " بالصيام " لما فيه من صبر و تحمل للجوع والعطش ، ومعركة بدر كانت في {{ ١٧رمضان }} من السنة الثانية للهجرة ، وكانت فريضة الصيام قد شرعت على المسلمين في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، أي قبل الغزوة بشهر تقريبا .

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة قبل أن يُفرض الصيام يصومون بعض الأيام ، لأن الصيام جاء بالتدريج في أول الأمر، مثل ما جاءت كثير من التشريعات بالتدريج مثل الصلاة و الجهاد و تحريم الخمر . . .

وأول صيام كان لما دخل النبي- صلى الله عليه وسلم - للمدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه [[ يوم انشق البحر لسيدنا موسى عليه السلام ]]

فصامه موسى شكرا ، فنحن نصومه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نحن أحق وأولى بموسى منكم ، فصامه - صلى الله عليه وسلم – و حثّ أصحابه على صيامه . ثم فرض الله صيام شهر رمضان ، قال تعالى :


{{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-08-21, 08:13 AM   #149
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 136 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج المسلمين لبدر ))
______
غزوة بدر تسمى {{ بدر الكبرى }} ، وتسمى {{ يوم الفرقان }} كما سماها الله في القرآن الكريم ، وبدر هي التي أحقت الحق وأبطلت الباطل ، وهي يوم نُصرت فيه القلة على الكثرة ، فقلبت موازين الكون ، لأن القاعدة الشعبية تقول {{ الكثرة تغلب الشجاعة }} ، ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة ، وجعلت الكفار يولون الأدبار، و{{ بدر }} أعظم درس للمسلمين على مرّ الزمان ، خاصة في ظل الظروف التي يعيشونها الآن .

قرر- صلى الله عليه وسلم - أن يترقب قافلة قريش عند عودتها من الشام الى مكة ، وكل المعلومات تقول إنها قافلة ضخمة، واستيلاء المسلمين عليها تعتبر ضربة اقتصادية قوية جدا لقريش ، كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة ضعيفة لا تتناسب مع ضخامتها ، وأنها لا تزيد على سبعين رجلا ، وأنها {{ بقيادة سيد قريش أبو سفيان }} .

وقف - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه وقال لهم : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها، لعل الله يجعلها غنيمة لكم ، وكلمة العير تعني [[ الإبل التي تحمل التجارة ]] ، وقال : من كان ظهره حاضرا فليركب معنا ،[[ ومعنى الظهر في اللغة يعني الدابة، أي الناقة أو الحصان، فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا ]] ، فجعل بعض الصحابة ، يسأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن يأتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم النبي وقال : لا ، إلا من كان ظهره حاضرا ،

[[ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان متعجلا ، ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام ، فعرف الناس أن الرسول لا يريد قتالا، لأنها عير لقريش فيها سبعون رجلا يعني مش مستاهلة ]] ، وكان ممن لم يخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - {{عثمان بن عفان}} ، لأن {{ زوجته السيدة رقية }} بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مريضة مرضا شديدا، فظل معها عثمان بن عفان حتى يرعاها في مرضها .


خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يوم السبت {{ ١٢ رمضان }} في السنة الثانية من الهجرة ، فخرج معه من المهاجرين والأنصار {{ ٣١٣ رجلا }} ولم يكن معهم من الخيل إلا اثنان ؛أحدهما للزبير بن العوام ، ابن عمة النبي- صلى الله عليه وسلم - ، والثاني للمقداد بن الأسود ، ولم يكن معهم إلا {{ ٧٠ جملا }} ، فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين على جمل ، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة [[ يعني رسول الله ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها فوق رمال الصحراء الملتهبة ]] .

. . كان إذا جاء دوره بالمشي يقول له أصحابه : اركب يا رسول الله ونحن نمشي بدلاً عنك ؛ فيقول - صلى الله عليه وسلم : ما أنتما بأقوى مني على المشي ، وما أنا أغنى منكما عن الأجر ، أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي ، فكان - صلى الله عليه وسلم - مثله مثل أصحابه ، وهكذا كان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ، يشتركون في بعير واحد ، والمسافة لبدر تقريبا {{ ١٥٠ كم }} .
فلما خرج - صلى الله عليه وسلم - والهدف عنده وعند أصحابه عير قريش ليس إلا ... [[ يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق ]] ، حتى وصلوا الى مكان على طرف المدينة اسمه {{ بيوت السقيا : وهي آبار عذبة على بعد حوالي كيلو ونصف من المدينة }}،فوقف هناك - صلى الله عليه وسلم - يستعرض أصحابه [[ يعني يشوف من هم الصحابة الذين خرجوا معه ، كم عددهم ، ينظمهم ]] فوجد فيهم غلمانا [[ شباب صغار بالعمر يعني ١٤ _ ١٥ سنة ]] كعبدالله بن عمر، وزيد بن ثابت و{{ عمير بن أبي وقاص عمره ١٦ سنة أخو سعد بن أبي وقاص ، الذي كان يتوارى حتى لا يراه رسول الله و يستصغره و يرده عن الخروج }} ،

يقول سعد : فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ارجع يا عمير ،فأخذ يبكي بكاء شديدا ، وارتفع صوته بالبكاء، فلما رأه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوضع سمح له بالخروج ،لأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة

( وهذا درس في قوة الإيمان و الشجاعة يجب أن يتعلمه أبناؤنا و شبابنا الصغار ) ، و كان قد استخلف على المدينة في الصلاة على الناس{{ عبدالله بن أم مكتوم : أتذكرون هذا الاسم ؟ عبس وتولى أن جاءه الأعمى }} ، [[ بصراحة بستغرب من البعض الذين يقولون : لا تجوز إمامة الأعمى !! أهم أدرى أم النبي الذي استخلف أعمى للإمامة بالناس ؟؟ ]].

وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعرض أصحابه ، ثم قسمهم فرقتين
ميمنة وعلى رأسها {{الزبير بن العوام }} ، وميسرة وجعل على رأسها {{المقداد بن عمرو }} وهما فقط يمتلكان الخيل ، ثم جعل لهم لواءين ؛ واحدا للمهاجرين حمله {{ علي بن أبي طالب }} ، والآخر للأنصار حمله {{ سعد بن معاذ }} ، وكان لونهما أسود .

ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لرجل من أصحابه : قف واحذر أصحابنا [[ يعني شوف عددهم ]] ، فقال: يا رسول الله عددهم ، ثلاثة عشر وثلاثمئة رجل ، فسُرَ بهذا العدد صلى الله عليه وسلم .

ثم مضى الركب على بركة الله ، ونظر الرسول إلى المدينة وبسط كفيه ودعا لها وفي ذلك الموقف جعلها {{ حرما }} ، فقال : {{ اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعا لمكة وحرم مكة ، وإني محرم المدينة ، اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة ضعفي ما باركت لأهل مكة }} ،
ثم دعا لأصحابه و مضى على بركة الله .

ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى ( الروحاء ) ؛ وهو موقع لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة قرابة 60 كيلو مترا ، فلما وصل الروحاء وهو يترقب الأخبار ، علم أن أبا سفيان قد علم بخروجه وأخذ يستنفر قريش لنجدته ،{{ وما في غير المغضوب عليهم ، يهود ومنافقو المدينة من أخبر أبا سفيان بخروج المسلمين ، فهم أصحاب مكر و فتنة }} ،
فقد أرسل أبو سفيان رجلا على الفور يستنجد بقريش واسمه {{ضمضم بن عمرو الغفاري }} ليستنفر قريشا للدفاع عن أموالهم .


يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 01-08-21, 08:15 AM   #150
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 137 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج قريش لبدر ))
______
عندما وصل خبر خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي سفيان أرسل رجلاً يستغيث بقريش ، ويستنفرهم لحماية القافلة ، وكان اسم هذا الرجل {{ ضمضم بن عمرو }} وهذا الرجل [[ مثل ما بنحكي شغل دعايات ، كيف لما واحد يدخل انتخابات بيعمل واحد للدعاية الانتخابية ، ضمضم نفس الشي أرسله أبو سفيان لهذه المهمة ]] فماذا فعل هذا الداهية ؟

ما إن وصل إلى مكة حتى شق قميصه ، وجدع أنف بعيره، و وقف تحت رأس البعير ، حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ، ودخل مكة على هذه الهيئة ، ثم أخذ يصرخ :

يااااا معشر قريش ! اللطيمة ، اللطيمةَ [[ اللطيمة يعني القافلة ، ولم يكن أحد في قريش الا وهو مشارك بماله في هذه القافلة ]]، إنّ أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها !! الغوث الغوث ؛ فلما رأت قريش ذلك ، اشتعلت وهاجت وماجت وثارت وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك .

وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعا ، فتجمع لقريش {{ ١٣٠٠ مقاتل }} فيها {{ ٢٠٠ }} فارس ، ومعهم عدد كبير من الجمال، وخرجوا سريعا ، والمغنيات يضربن الدفوف لتحميس الرجال ، ويغنين بهجاء المسلمين ، وأخرج أبو جهل - قاتله الله - بعيرا خاصا {{ يحمل إناء الخمر }} يسقي الرجال، ويشجعهم على القتال .

وبالرغم من أن قريشا كانت تعلم بقلة عدد المسلمين ، إلا أن كثيرا من شرفاء قريش ترددوا في الخروج ، ومن هؤلاء {{ أبو لهب زوج حمالة الحطب عم النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد خاف من المواجهة، وخاف من الموت لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه ، فلم يخرج ؛ لكنه استأجر رجلا بـ ٤ آلاف درهم على أن يكون مكانه ، محتجا بأن صحته لا تعينه على الخروج }} .

ومن الذين ترددوا في الخروج أيضا {{ أمية بن خلف }} " لكنه خرج أخيرا " اسمعوا قصته :

عندما انطلق {{سعد بن معاذ }} سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرا نزل على {{ أمية بن خلف }} وكان صديقا له ، حيث كان أمية إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على سعد والعكس ، فقال له أمية : ننتظر حتى إذا انتصف النهار ، وغفل الناس ؛ طفت بالبيت ، فلما جاء منتصف النهار وبينما سعد بن معاذ يطوف رآه أبا جهل فعرفه ، فقال أبو جهل:

تطوف بالكعبة آمناً ، وقد آويتم محمدا وأصحابه ؟ فصرخ في وجهه سعد وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت ، لأقطعن متجرك بالشام ،وكان أمية واقفاً معهما،فقال أمية لسعد : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، فإنه سيد هذا الوادي ، فأمسك أبو جهل بسعد ، وأمسك سعد بأبي جهل ، فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ، ويصرخ في وجه سعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، و كأنه يدافع عن أبي جهل .

فغضب سعد لأن أمية لم يقف معه ، وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده وقال لأمية : دعنا عنك [[ يعني أنت ما في منك فائدة ، فوالله لقد سمعت رسول الله أنه قاتلك !!! ]] فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف ، وقال :

والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث ، ورجع أمية إلى زوجته مذعورا . فلما جاء النفير إلى بدر، تذكر أمية هذا الموقف ، فأراد أن يتخلف أمية بن خلف ، لأنه يعلم صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يرسل مكانه رجلا مثلما فعل أبو لهب ، فسمع أبو جهل بذلك ؛ فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه عقبة بن أبي معيط ، فكان واحد منهم يحمل مجمرة ، والآخر يحمل مكحلة ، فوضعاها بين يدي أمية بن خلف ، وقال له أبو جهل ساخرا : اكتحل يا سيد قومه واستجمر

[[ اي تطيب بالبخور كالنساء ]] ، فغضب أمية وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به ، لتعلمان أني أول من يقاتل ، واضطر للخروج معهم لبدر ، وقد قًتل في بدر كما أخبر نبينا وحبيب قلوبنا - صلى الله عليه وسلم - .

وكان ممن خرج مكرها {{ العباس }} عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصديق طفولته ، وقد كان في مكة ، ويكتم إسلامه ، خرج و وقع في الأسر ، وسيأتي ذكره بالتفصيل ، وكان ممن خرج مكرها أيضا {{ أبو العاص بن ربيع }}

زوج السيدة زينب بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد كانت - رضي الله عنها - لا تزال في مكة مع زوجها ، قبل أن يفرق الإسلام بين الزوجين المؤمن والكافر ، فكان أبو العاص بن ربيع يكره محاربة حماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه خرج مكرها حتى لا يُتهم بالجبن ، أوأن يُتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته ، خرج و وقع بالأسر أيضاً ، وسيأتي ذكره بالتفصيل .

وكان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بترك مكة والهجرة إلى المدينة ، لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم ، واختاروا الدنيا على الآخرة، وهؤلاء حكم الله تعالى على من قًتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر ،

قال الله تعالى عنهم :
{{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ


قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}} .

و من المواقف التي وقعت في هذه الفترة ، أن {{عاتكة بنت عبد المطلب }}عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - رأت قبل قدوم ضمضم إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة !!!

رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة ، وهو ينادي بأعلى صوته: ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر، ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها ، فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلت منه فلقة، إلا بيوت {{ بني زهرة }} ، فزعت عاتكة من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها العباس وقصت عليه الرؤيا ، فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها، ولا تذكريها لأحد.

[[ يعني رؤيا عاتكة ، تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل ، إلا بني زهرة أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعلا بني زهرة لم يشتركوا مع قريش في بدر، وتحققت الرؤية و انهزمت قريش شرّ هزيمة ]] .
خرجت قريش بكبريائها وعدائها لله ورسوله ، وخرج - صلى الله عليه وسلم -بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه يريدون أن ينتصروا لدين الله ،

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا